فارضي الأتاوات في القبضة الأمنيّة
لا يزال المجتمع الأردني يعيش على وقع الصدمة جراء الجريمة النكراء بحق الشاب عُبادة_ رحمه الله_ الذي ظل يُكافح حتى لحظاته الأخيرة في الحياة، إذ تحدى الظروف ليعيش وأسرته بكرامة لكونه مُعيلهم الوحيد، وعندما وجد نفسه في موقف صعب أمام شخص فاقد للرحمة كفقده الوعي يفرض عليه دفع ما تُعرف في بيئة "البلطجيّة" بـــ"الخاوة" رفض أن تُخدش كرامته أو تُهان على يد شخص كهذا، فدافع بشجاعة عن مبدأه، لكن يد الغدر إغتالته دون أدنى رحمه، لتستقر السكين في قلب عُبادة التي هزّت واقعته وحتى تفاصيل قصّته قبلها وجدان الأردنيين وآلمتهم؛ وفتحت باب الجدل حول تساؤلات مشروعة حول خطورة هذه الفئة الخارجة عن الرحمة والإنسانية والفاقدة للوعي على المُجتمع، وما مدى حدة القوانين وتطبيقها بصرامة حيال كُل من يدفعه وازعه الإدماني والإجرامي لإرتكاب بشاعات الجرائم. فعلى الأغلب لا يكون هؤلاء بصحوهم ولا بعقليتهم عندما يستسهلون إرتكاب الجريمة، كما ليس بالضرورة أن يكون إدمان المواد المُخدرة على سبيل المثال دائماً دافعاً وراء أفعالهم البشعة هذه.وفي رحاب الحديث عن هذه القضية المؤرقة للمجتمع لا بُد أن نقول كلمة إنصاف بأن لدينا أجهزة أمنيّة على مستوى عالٍ من الإحترافيّة المشهود لها في التعامل مع الجرائم إن وقعت، وقوانين صارمة وضعتها الدولة يتم تطبيقها بحق كل مرتكبي الجريمة وفارضي الاتاوات والخاوات، وإجراءات إداريّة حازمة وحملات أمنيّة مُستمرّة لمُلاحقة هؤلاء ومحاسبتهم بأغلظ العقوبات وعدم التهاون معهم حرصاً بأن لا تُشكل الجريمة خطراً على المُجتمع الأردني برمته.لا يوجد مجتمع آمن بالمُطلق، ولكن يوجد مجتمع أكثر أمناً، وهذه القاعدة تنطبق علينا كمجتمع أردني لا تُشكل الجريمة فيه ظاهره وإنما هي تعد حالات لا أكثر تقع هُنا أو هُناك وفي فترات زمنيّة مُتفاوتة ومتباعدة؛ وذلك يعود للقبضة الأمنيّة الهادفة لمنع إنتشار الجريمة، وما يُعرّض المجتمع للخطر ويُعكّر صفو الحياة العامّة. فكل مَن يرتكب جريمة في الليل ، لا تُشرق شمس اليوم التالي إلا وهو في عُهدة الأمن وخلف قضبان السجن وهذا ما يدفعنا لأن نكون أكثر إطمئناناً وإحساساً بالأمان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 20 دقائق
- بوابة الفجر
"دراما ونجاحات متواصلة.. الشاعر عمرو المصري يُفجّر مفاجأة جديدة بإعلانه عن ثلاثية غنائية جديدة مع النجم رامي صبري والموزع عمرو الخضري"
في خطوة فنية جديدة تؤكد استمرار نجاحاته الساحقة في ساحة الأغنية المصرية، أعلن الشاعر الموهوب عمرو المصري عن تعاونه المرتقب للمرة الرابعة والخامسة والسادسة مع النجم رامي صبري، في ثلاث أغنيات درامية تحمل الكثير من الشجن والصدق الفني، وذلك بعد أن قدّما معًا ثلاث أغنيات سابقة حققت صدى واسع ولامست قلوب الجماهير، وهي: "بين الحيطان"، "كداب"، و"حلفتك بالليالي". الشاعر عمرو المصري، والذي أصبح اسمه بصمة قوية في عالم الكلمات، نشر عبر حساباته الرسمية كلمات تُعبّر عن فخره وسعادته بهذا التعاون الفني المميز، قائلاً:"بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، قريبًا العمل رقم ٤ و٥ و٦ مع الفنان الكبير رامي صبري، وشريك النجاحات أخويا الموزع الكبير عمرو الخضري.. بعد ٣ أغاني مهمين علّموا مع الفنان الكبير، قريب أوي هتسمعوا ٣ أغاني جداد وكلهم دراما، وإن شاء الله نجاح كبير بدعواتكم." ويبدو أن عمرو المصري يُراهن بقوة هذه المرة على دراما الكلمة، حيث كشف عن عناوين الأغاني الثلاثة القادمة وهي: "بياع" – كلمات: عمرو المصري | ألحان وتوزيع: عمرو الخضري "غلطان" – كلمات: عمرو المصري | ألحان وتوزيع: عمرو الخضري "فقدت الامل فيكي" – كلمات: عمرو المصري | ألحان: رامي صبري | توزيع: عمرو الخضري هذه الثلاثية الجديدة تؤكد حالة الانسجام الإبداعي الواضحة بين عمرو المصري، رامي صبري، والموزع المتألق عمرو الخضري، حيث نجح هذا الثلاثي سابقًا في تقديم أعمال تُصنّف من أنجح ما قدّمه رامي صبري مؤخرًا، سواء من ناحية المحتوى الفني أو من ناحية التفاعل الجماهيري. عمرو المصري لم يعد مجرد اسم يُكتب على غلاف الأغنية، بل أصبح شاعرًا يُنتظر إنتاجه بشغف، ويُعدّ اليوم من أبرز الأصوات التي تُعبّر عن مشاعر الجمهور بلغة قريبة، شفافة، وعميقة. بسم الله ما شاء الله، صاحب رصيد غني ومتجدد من الأغاني التي عاشت وتعيش في ذاكرة الناس، ويكفي أنه من القلائل الذين استطاعوا أن يخلقوا أسلوبًا خاصًا في كتابة الدراما الغنائية، بأسلوب عصري ومباشر دون أن يفقد جمال الصورة الشعرية. وإذا كانت الكلمات الصادقة تجد دائمًا طريقها إلى القلوب، فإنّ عمرو المصري هو أحد الذين يتقنون هذا الطريق، ويعرفون كيف يُحوّلون الأحاسيس العادية إلى لحظات غنائية لا تُنسى. من المتوقّع أن تُطرح الأغاني الجديدة خلال الفترة القليلة القادمة، وقد بدأت بالفعل أجواء الحماس تسري بين جمهور رامي صبري الذي ينتظر دائمًا جديده بشغف، خاصة عندما يكون التعاون مع أسماء بحجم عمرو المصري وعمرو الخضري، وهما من أكثر الأسماء التي استطاعت أن تمنح الأغنية المصرية الحديثة نكهة مختلفة وشخصية مستقلة.


بوابة الفجر
منذ 21 دقائق
- بوابة الفجر
تعرف على اهم قرارات اجتماع مجلس جامعة أسيوط
عقد مجلس جامعة أسيوط اجتماعه الدوري برئاسة الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، وبحضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأمين عام الجامعة، ومستشاري رئيس الجامعة، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالعملية التعليمية والبحثية والخدمية وفي مستهل الجلسة، وجّه الدكتور المنشاوي، باسم جامعة أسيوط وأعضاء مجلسها، أسمى آيات التهنئة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى الشعب المصري العظيم، وأبطال القوات المسلحة والشرطة، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، مؤكدًا أنها شكلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، وأعادت للدولة المصرية قوتها ومكانتها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيًا الله أن يحفظه، وأن يديم على مصرنا نعمة الأمن والاستقرار وكما تقدم رئيس الجامعة بالتهنئة إلى أسرة جامعة أسيوط وجميع منتسبيها بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ، سائلًا المولى عز وجل أن يكون عامًا حافلًا بالنجاح والإنجازات، يحمل الخير والتوفيق لأبناء الجامعة، ولمصر، وللأمة الإسلامية. وأشاد مجلس الجامعة بما حققته الجامعة مؤخرًا من إنجازات وفعاليات بارزة تعكس حيوية الأداء وتكامل الجهود، وعلى رأسها مشاركة الدكتور أحمد المنشاوي في وفد التعليم العالي المصري بفعاليات "حوار التعليم العالي العابر للحدود"، والذي استضافته مدينة كارديف بالمملكة المتحدة، بتنظيم من المجلس الثقافي البريطاني، وتحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة ممثلين عن 22 دولة. وقد جاءت مشاركة جامعة أسيوط متميزة، حيث استعرضت خلالها تطور منظومة التعليم العالي في مصر والدور الريادي الذي تضطلع به الجامعة في هذا المجال. وكما أكد الدكتور المنشاوي، على جاهزية مكتب التنسيق الرئيسي ومعامل الحاسب الآلي لتقديم الدعم والإرشاد للطلاب خلال فترة التنسيق واختبارات القدرات، مع توفير كوادر متخصصة للدعم الفني. وشدد على ضرورة الانتهاء من أعمال الصيانة ورفع كفاءة المباني والمنشآت والمعامل قبل بدء العام الجامعي 2025/2026. كما وجّه باستمرار الأنشطة الطلابية الصيفية في المجالات الرياضية والفنية والثقافية، بهدف تنمية روح الانتماء الوطني واستثمار طاقات الطلاب الإبداعية. واستعرض الدكتور المنشاوي، خلال الجلسة أبرز الأنشطة والإنجازات التي شهدها شهر يونيو، والتي كان من أبرزها استقبال الجامعة لعدد من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم السفير الهندي، في زيارة أثمرت عن فتح آفاق واعدة للتعاون الدولي، إلى جانب توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة جنوب الوادي في مجال الدراسات العليا بكلية التجارة، دعمًا لدور الجامعة في تحقيق التنمية المتكاملة بمختلف أنحاء الجمهورية. كما استعرض رئيس الجامعة التقدم الملحوظ الذي حققته جامعة أسيوط في التصنيفات الدولية، حيث قفزت 62 مركزًا عالميًا في تصنيف US News لعام 2025، محتلة المرتبة 14 على مستوى الجامعات الإفريقية، والسابعة بين الجامعات المصرية، إلى جانب إدراجها في 16 تخصصًا علميًا مختلفًا. كما أحرزت الجامعة تقدمًا لافتًا في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة، لتحتل المركز 301 عالميًا، والثاني على مستوى الجامعات الحكومية المصرية، في تأكيد على التزام الجامعة بأهداف التنمية المستدامة وتعزيز جودة أدائها المؤسسي. وفي هذا السياق، توجه الدكتور المنشاوي بخالص الشكر والتقدير إلى أسرة الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين، مثمنًا جهودهم المتواصلة التي كان لها الدور الأكبر في تحقيق هذه النجاحات ودفع الجامعة نحو مزيد من التميز والتقدم. وأكد الدكتور المنشاوي،، على ضرورة التزام اتحادات طلاب الكليات بعدم تنظيم أو إقامة أي حفلات خارج نطاق الحرم الجامعي، مع الالتزام الكامل بقرارات المجلس الأعلى للجامعات بشأن تنظيم حفلات التخرج، والتي تنص على قصر إقامة تلك الحفلات والفعاليات الطلابية داخل الحرم الجامعي والمنشآت التابعة للجامعة فقط. مؤكدا على أن تنظيم حفلات التخرج لا يتم إلا بعد اعتماد مجلس الجامعة رسميًا لنتائج الخريجين، ووفقًا للوائح والإجراءات المنظمة. وأقر مجلس الجامعة الخريطة الزمنية للعام الجامعي 2025/2026، والتي تشمل مواعيد بدء وانتهاء الدراسة في الفصلين الدراسيين الأول والثاني، وإجازة منتصف العام، كما وافق المجلس على الرسوم الدراسية المقررة للطلاب مؤكدًا عدم وجود أي زيادات للعام الجديد، إلى جانب اعتماد عدد من القواعد التنظيمية الخاصة بتحويل الطلاب ونقل قيدهم من وإلى كليات الجامعة خلال العام ذاته. ووافق مجلس جامعة أسيوط على خطاب الاتفاق المبرم مع جامعة لويزفيل بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في المرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا، وهو ما يُعد خطوة مهمة تعكس حرص الجامعة على تعزيز اتفاقيات التعاون الدولي ودعم مكانتها الأكاديمية عالميًا. كما وافق مجلس الجامعة على تعديل اللائحة الداخلية لمرحلة البكالوريوس بنظام الساعات المعتمدة بكليات التمريض، إلى جانب اعتماد تعديل اللائحة الداخلية للمركز الياباني للتعليم والأنشطة البحثية بجامعة أسيوط. ووافق المجلس على تعديلات اللائحه الدراسيه لبرنامج الامن السيبراني مرحله البكالوريوس بنظام الساعات المعتمده بكليه الحاسبات والمعلومات (برنامج خصم مصروفات) وذلك طبقا لتعليمات لجنه قطاع علوم الحاسب والمعلوماتيه ووفقا للاطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي في جمهوريه مصر العربيه وهي تعد اول لائحه تتعرض للاطار المرجعي الاسترشادي الذي تم وضعي بمعرفه المجلس الاعلى للجامعات ووافق المجلس على إنشاء قاعدة بيانات لحفظ الأعمال الفنية، والتي تشمل امتحانات أعمال السنة والأعمال التطبيقية، بكلية التربية النوعية وكلية الفنون الجميلة، وذلك بهدف الرجوع إليها في حالات تظلم الطلاب والاستفادة منها في دعم العملية التعليمية. وأقر مجلس الجامعة تطبيق قرار المجلس الأعلى للجامعات بشأن تخفيض مصروفات الدراسات العليا للطلاب ذوي الإعاقة، بحد أدنى 50% من إجمالي الرسوم المقررة، على أن يُستثنى من هذا التخفيض الرسوم المنصوص عليها في قانون تنظيم الجامعات. كما اشترط المجلس عدم تجاوز الحد الأقصى للمدة الزمنية المقررة للحصول على الدرجة العلمية، إلا في حالات الأعذار المقبولة من مجالس الكليات ومجلس الدراسات العليا والبحوث بالجامعة. وأقر مجلس الجامعة تعيين عدد من الأساتذة والأساتذة المساعدين والمدرسين بمختلف كليات الجامعة، إلى جانب اعتماد اللوائح المنظمة للعملية التعليمية بمختلف الكليات.


الانباط اليومية
منذ 23 دقائق
- الانباط اليومية
بين عباءة الإمام وبدلة الممثل الرسمي.. الشرعة يجمع بين مهمته كممثل للأردن بمنظمات الاتحاد الأوروبي وإمام وخطيب بأوروبا"
الأنباط - "إمام حفيد إمام... ووجه الأردن وممثله بمنظمات الاتحاد الاوروبي يجمع بين المنبر ومهمته في المنظمات" حفيد الشيخ الذي علّم أجيالاً في وطنٍ يزخر بالرجال الذين حملوا رسالة العلم والإيمان، لا تزال جذور الخير تمتد عبر الأجيال، لتُثمر قصص نجاح تُروى على المنابر، وفي الساحات الدولية. من بادية بلاد الشام وسهل حوران وجبال عجلون حيث كان الشيخ رشيد غزلان يعلّم القرآن في كتاتيب البلاد، تبدأ الحكاية. ومن هناك، بعد عقود، يواصل حفيده نديم غزلان الشرعة الطريق، رافعًا اسم الأردن في منظمات الاتحاد الأوروبي. إنها ليست مجرد قصة شاب طموح، بل حكاية إرث ممتد من السجادة القرآنية إلى قاعات المنظمات الدولية. غزلان: جذر النور والتربية عُرف الشيخ رشيد غزلان بأنه معلم القرآن الكريم، ومربٍ فاضل، وركيزة أساسية في التربية الدينية لأبناء سهل حوران وجبال عجلون والبادية. شهادته كانت في قلوب طلابه، ممن أصبح منهم علماء ودعاة والذي كان من زملائه في مقاعد الشريعة الشيخ نوح القضاه والشيخ علي الفقير، ترك الشيخ رشيد بصمته بهدوء، وعلّم العشرات مبادئ الإسلام، القراءة، والخلق، في زمن كانت الكتاتيب فيه منارات هداية وألف كتبا دينية وكان من أبرز تلامذته ابن اخيه الشيخ أحمد غزلان رحمه الله الذي كان مفتياً لمحافظة إربد. حفيد السند وامتداد الرسالة وُلِد نديم في عمّان، لكن جذوره تعود إلى تلك الأرض التي سجد عليها جدّه، وتعلم فيها جيل كامل على يديه. نشأ في أسرة محافظة من أب وأم ملتزمان بتعاليم الإسلام، بدأت رحلته في مراكز تحفيظ القرآن، حيث تشكّلت شخصيته على الانضباط، الالتزام، والتفوق. لم يكن يعلم أن تلك اللحظات البسيطة ستقوده لاحقًا إلى تمثيل الأردن في ساحات دولية مرموقة. من مراكز القرآن إلى قاعات منظمات الاتحاد الأوروبي قام خطيباً وإماماً في منطقة أراد الرومانية لكن المفاجأة أن نديم غزلان هو في الحقيقة خرج في مهمة في مارس 2025، مثّل نديم المملكة في ظل التعاون المشترك ما بين المملكة ودول الإتحاد الأوروبي وكانت مهمته في غرب رومانيا على حدود هنغاريا، إلى جانب وفود من دول العالم أوكرانيا، تركيا، وأرمينيا، أذربيجان ورومانيا ودول غيرها، لم يقدّم نديم نفسه كشاب فقط، بل كممثل لهوية كاملة كما وساهم في منظمات الإتحاد الأوروبي مثل منظمات مساعدة اللاجئين الأوكران والفلسطينين وغيرهم، حيث قام بعمل نشاطات تمثل الأردن وتبادل الثقافات وكان أبرزها مشاركته في منظمات الإغاثة للاجئين، ويُشارك في حوارات عديدة تعزز فهم القيم والثقافة والدين. تمكن نديم من الإنخراط حيث وقف في بدلته في عمله الرسمي وفي عباءته على المنبر وسيلة للتقارب الإنساني، وجعل من مهمته الرسمية فرصة لتعزيز صورة الأردن كدولة ذات رسالة وقيم، تجمع بين السلام والعدالة والانفتاح. ثنائية نادرة: الإمام والرسمي هذه الثنائية الفريدة بين الإمامة وإتقان المهمة الرسمية الانخراط في المجتمع الأوروبي ليست بالأمر العادي، فهي تتطلب من صاحبها فقه الواقع، وذكاء الخطاب، ومهارة التواصل مع مختلف الشعوب والثقافات. ونديم وزنان رشيد يمتلك هذا كله، فينطلق من مبادئ دينه ليبني الجسور لا ليهدمها، ويخاطب العقول كما يخاطب القلوب. وجه الأردن بالغرب يمثل نديم وجهًا حضاريًا للأردن في المحافل الدولية، إذ يُدافع عن قضايا الأمة، ويُسلط الضوء على أهمية الحوار بين الشعوب والثقافات، ويُشيد بموقف الأردن التاريخي كداعم للسلام وراعٍ للمقدسات، خاصة في القدس الشريف. لا يمثل فقط الأردن، بل يمثل الضمير الذي لا يرضى بالظلم، ولا يساوم على المبادئ. لكنه كان يعلم في داخله أن تمثيله لبلاده لم يبدأ هناك، بل بدأ منذ حمله لكتاب الله صغيرًا، ومشيه على خطى جده الشيخ رشيد. بين الجذور والطموح لم تكن رحلة نديم مجرد مشاركة، بل امتداد لرسالة متجذّرة يؤكد دائمًا: > "ما أنا فيه اليوم هو ثمرة دعاء جدّي الذي غرس في عائلتنا حب العلم والقرآن، والذي لولا فضل الله سبحانه ورسوله صل الله عليه وسلم ثم لولاه ما كان لهذه المسيرة أن تبدأ." من مركز تحفيظ صغير في عمّان إلى منصة دولية في أوروبا، استطاع نديم أن يكون ممثلًا لجيل جديد يحمل في قلبه تاريخًا، وفي فكره مشروعًا، وفي سلوكه قدوة. الهوية الأردنية والعالم نديم لا يمثل نفسه فحسب، بل يمثل شريحة من الشباب القادر على الجمع بين الأصالة والانفتاح، بين قيم البادية ومرونة العالم الحديث. عبر مشاركاته، يرفع اسم الأردن كشاب متحدث، مثقف، ومنفتح، لكنه متمسك بأرضه، بتراثه، وبالإرث الذي تركه له الشيخ رشيد. منارة الماضي ونور المستقبل هذه القصة ليست مجرد سيرة ذاتية، بل رسالة. الشيخ رشيد غزلان علّم الأجيال ونديم غزلان الشرعة يتحدث باسم الأردن في أوروبا. وبين الجد والحفيد، حلقة ذهبية من الإيمان والعلم والعمل رسخت بأسم غزلان رشيد الذي أفنى عمره بتربيت أبنائه عامر غزلان ونديم وعامر الأخ الأكبر الذي لمع نجمه وسط هذا النسل الأصيل والممتد في الجذور، سطع نجم عامر غزلان رشيد غزلان، كأحد الوجوه اللامعة في ميادين العمل السياسي والاجتماعي. حمل اسم عشيرته وبلده بفخر، ومضى على خطى الآباء، مشاركًا في المبادرات الوطنية، ومناصرًا لقضايا الناس بصوت عاقل وحضور فعّال. لم يكن حضوره مجرد ظهور، بل كان موقفًا، وتحركًا نابضًا بالمسؤولية والانتماء، مؤمنًا بأن من يخدم الناس بحق، يُكتب اسمه في وجدانهم لا على جدران الوقت فقط. من الكتاتيب إلى ميادين الاتحاد الأوروبي... تبقى الرسالة واحدة، ويبقى الأردن حاضرًا بهويته ورجاله في كل محفل وزمان. من المنبر لمنصة العالم نديم، الذي لطالما سمع عن مواقف جده الإمام في الخطابة والإرشاد، استلهم ذلك في طريقة تواصله، في خطابه، وفي حضوره. ويقول: > "أنا حفيد إمام كان صوته يُسمع في منبر الجمعة، واليوم أُكمل الرسالة بصوت جديد على منابر دولية ." وذكر نديم في لقاءاته "رأيتُ جدي على المنبر، فتجذّر ذلك المشهد في أعماقي، لا يغادر القلب ولا يغيب عن البصيرة. كان دائمًا يخطر ببالي كحلمٍ جميل، أو لمسة من مَلَك. ومنذ تلك اللحظة، أدركت أنني لست لنفسي، ولا مخلوقًا لأحد، إنما أنا صنيعة الله، يشكّلني لحكمةٍ أرادها قرأت وأنا طفل في كتاب ألفه جدي بأسم العلاج القرآني عبارة تقول "من أطاع الله أطاعه كل شيء".. من هنا شعرت أن شيئاً قد أختلف أن الله يقرأني ويعرفني على نفسه ." ويذكر الشرعة "بينما كان أصدقائي وزملائي يستمتعون بالسهرات، ويتبادلون الأحاديث والنقاشات، كنت في زاويةٍ هادئة، لا أبحث عن ضجيج، بل أُرتب لخطوةٍ نقية... أحضّر نفسي لخُطبة الجمعة، وأُرسّخ المعاني في محراب المسجد، أُهذّب الفكرة، وأُهيّئ القلب، وأُعدّ الكلمة لتخرج صادقة، تمسّ القلوب لا الآذان فقط." حين كانت المجالس تعجّ بالسهر والحديث، اخترت الصمت والنية، جلستُ أخطّ سطور الخطبة، وأستحضر المعنى، وأُرتب قلبي قبل لساني، لأنني ما رأيت المنبر مقعدًا للكلام، بل مقامًا للصدق، ورسالة تحتاج أن تُحضّر بروحٍ لا بعجلة." لقاء النسب بالرسالة قصة نديم غزلان الشرعة ليست مجرد نجاح فردي، بل امتداد لإرث روحي وأخلاقي. جده الشيخ رشيد كان إمامًا يعلّم الناس من محراب المسجد، وها هو يعرّف العالم بوطنه وهويته في ساحات الاتحاد الأوروبي. ويقول: "في هذه اللحظات لا يمكنني أن أغلق سطوري دون أن أعظم ذكر من أمرنا الله بتعظيمها، روحٍ عظيمة صنعت بداياتي، وبنت في داخلي ثباتي. والدتي بنان عبدالله المومني، رحمها الله، كانت مدرسةً من نور، أفنت عمرها في غرس القرآن في القلوب، وتعليم سنة الحبيب المصطفى ﷺ، كنت كلما أردت شيئاً قالت لي أذهب إلى الله أذهب إلى بيته واطلب منه فهو القادر على كل شيئ وبيده كل شيئ كن صادقاً مع الله يصدقك" قامت في بثّ قيم الرحمة والصدق والتقوى فيمن حولها. لم تكن فقط أمًا، بل كانت منارة، ومأوى، وجذورًا تمتد في روحي إلى اليوم. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وأسأله جلّ في علاه أن يرحمها رحمةً لا تُقاس، ويجمعنا بها في الفردوس الأعلى، حيث لا فراق ولا وجع، نعم لقد أشتقت لك يا أمي وكنت أتمنى تواجدك معي في هذه اللحظات ولكنني أعددت ليوم أفضل من هذه الأيام يوماً لا فراق بعده يوماً فيه يسمى النجاح نجاحاً والفوز فوزاً إنه آتٍ لا ريب فيه وإن وعد الله حق. ويضيف: إنني، وأنا أتشرف بتمثيل وطني الحبيب، المملكة الأردنية الهاشمية، في منظمات الاتحاد الأوروبي، لا أنسى جذوري، ولا أنفصل عن إرثي، فأنا حفيد الإمام والخطيب الشيخ رشيد غزلان الذي علّمني أن المنبر ليس مكانًا للكلام فحسب، بل مقام للحق، ومسؤولية أمام الله.