logo
الفسيخ في العيد .. بين العادات العائلية وتحذيرات الخبراء من أضراره الصحية

الفسيخ في العيد .. بين العادات العائلية وتحذيرات الخبراء من أضراره الصحية

عمان نت٢٧-٠٣-٢٠٢٥

لا يكتمل العيد دون رائحة الفسيخ القوية وطعمه المميز، فهو جزء من فرحة العيد التي اعتدت عليها منذ طفولتي، عندما كنت أرى والدتي وجدتي تحضرانه لوجبة الإفطار في أول أيام العيد، كما تصف أم خالد 45 عاما، "لا أشعر أن العيد قد بدأ دون الفسيخ، ننتظره طوال رمضان ليكون أول ما نأكله بعد الصيام".
أما أحمد، 30 عاما، فيرى أن الإفطار في العيد لا يكتمل إلا بالفسيخ "بعد شهر من الأطعمة الخفيفة والمحددة، أحتاج إلى شيء مختلف تماما، والفسيخ هو الخيار المثالي، قد يستغرب البعض، لكنه تقليد نعتز به في عائلتنا."
بينما تفضل ليلى، 32 عاما، الإفطار الخفيف وتقول "بصراحة، لا أستطيع تحمل رائحة الفسيخ، فما بالك بتناوله صباح العيد، أفضل الكعك والشاي بالحليب، فهذه وجبة تمنحني شعورا بالبهجة بدلا من طعام ثقيل قد يسبب مشاكل في المعدة."
من جهة أخرى، يعترض سامر، 40 عاما، على تناول الفسيخ في هذا اليوم الخاص، ويعلق "لا أفهم كيف يبدأ البعض يوم العيد بطبق الفسيخ بعد شهر من الصيام، بالنسبة لي، أفضل شيئا أخف مثل الجبن والفول، أو حتى الحلويات."
الفسيخ عادة غذائية مثيرة للجدل
في بعض الأسر الأردنية، يعد الفسيخ وجبة أساسية في أول أيام العيد، إذ يعتقدون أنه يساعد على فتح الشهية ويعيد توازن المعدة بعد شهر من الصيام، في المقابل، يرى آخرون أنه قد يسبب اضطرابات معوية وشعورا بالعطش الشديد، مما يجعلهم يفضلون الإفطار على أطعمة خفيفة.
الفسيخ هو نوع من الأسماك المملحة والمخمرة، ويحضر عادة من سمك البوري، يشتهر بتناوله بعض الأسر الأردنية خلال عيد الفطر، والمصريون في يوم شم النسيم، كما يعتبر من الأكلات التقليدية في قطاع غزة.
بعد صيام شهر رمضان، يعتاد الجسم على نمط غذائي معين، مما يجعل تغيير هذا النمط فجأة مع العيد يسبب اضطرابات معوية لدى البعض، ومع ذلك، يبقى الفسيخ جزءا من العادات والتقاليد التي تختلف من عائلة لأخرى، بين محب يراه رمزا للعيد، ورافض يعتبره مغامرة غير محسوبة.
تحذير من تناول "الفسيخ"
لا يوجد تصريحات رسمية من وزارة الصحة بخصوص تناول الفسيخ، ومع ذلك، ينصح خبراء التغذية بتوخي الحذر عند تناول الأطعمة المملحة والمخمرة، والتأكد من مصدرها وطريقة تحضيرها، خاصة خلال فترة الأعياد.​
توضح أخصائية التغذية العلاجية نور الراميني في حديثها لـ "عمان نت" أنه في أول أيام العيد، ترى أن بعض الأشخاص يبدأون يومهم بتناول الفسيخ أو المعاليق، وهي وجبات دسمة قد تؤثر على الجهاز الهضمي، خاصة بعد فترة من تناول الأطعمة الخفيفة خلال رمضان.
وتشير الراميني إلى أن المعدة تكون معتادة على بدء اليوم بأطعمة خفيفة مثل الشوربة والسلطة والتمر والماء، مما يساعد في تهيئتها لاستقبال الطعام، لذلك، فإن البدء بوجبات ثقيلة قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل تهيج القولون والحموضة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة.
نظرا لأن الفسيخ هو سمك بوري مجفف ومملح لعدة أيام ومخمر، فإنه غير مطبوخ، ترى خبيرة التغذية علا القباني أن الخوف الوحيد يكمن في وجود بعض أنواع البكتيريا نتيجة طريقة تحضيره، موضحة أنه من المهم تجميده لدرجة حرارة عالية لضمان قتل أي بكتيريا، أو تعريضه لحرارة مرتفعة أيضا لضمان التخلص من البكتيريا.
أما بالنسبة لأولئك الذين يتناولون الفسيخ مشويا أو مقليا، تؤكد القباني أن هذه الطريقة تجعله أكثر صحية من حيث التخلص من البكتيريا، ولكن من جهة أخرى، فهو يحتوي على نسبة عالية من الدهون والملوحة التي قد تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، كما أن ملوحته تشبه إلى حد ما المشهيات أو المخللات التي تهيئ المعدة لاستقبال الطعام.
يحتوي الفسيخ على قيمة غذائية عالية، حيث يحتوي كل 100 جرام منه على 250 سعرة حرارية، مما يجعله وجبة متكاملة، كما يحتوي على 55 جراما من البروتين، وهو مصدر ممتاز للبروتين، ومع ذلك، يجب تناوله باعتدال وبطريقة تحضير صحية، بحسب القباني.
نصائح لوجبة إفطار صحية
يعتبر شهر رمضان فترة راحة للجسم من الأكل المستمر، حيث يسعى الكثيرون إلى تقليل كميات الطعام المستهلكة، مما يمنح الجسم فرصة للتخلص من السموم المتراكمة على مدار العام، وأن رمضان يعد فرصة مهمة للتقليل من الكافيين والسكريات، مما يساعد على تحسين الصحة العامة.
ومع انتهاء الشهر، يعود معظم الأشخاص إلى عاداتهم الغذائية السابقة، لكن الراميني تأمل أن يتمكن البعض من التخلي عن العادات غير الصحية التي اعتادوا عليها قبل رمضان، مشيرة إلى أن الجسم يمر بتغيرات كبيرة خلال الصيام، أبرزها انخفاض مستويات الإنسولين التي يفرزها البنكرياس بسبب الامتناع عن الطعام لساعات طويلة، مما يساعد مرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين.
ومع ذلك، تحذر الراميني من العودة المفاجئة للعادات الغذائية غير الصحية بعد رمضان، مثل بدء الإفطار بالخبز الأبيض أو الحلويات مع القهوة، إذ يؤدي ذلك إلى رفع مستويات الإنسولين بشكل كبير، مما قد يسبب زيادة في الوزن ومشاكل صحية أخرى.
توصي خبيرة التغذية الراميني ببدء وجبة الإفطار بطريقة صحية ومتوازنة، كاختيار الخبز الأسمر أو خبز النخالة، أو حتى بسكويت الشوفان للأشخاص الذين يفضلون تناول شيء حلو في الصباح، مشددة على أهمية تناول النشويات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، لأنها لا ترفع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، خصوصا لدى من لم يعتادوا على تناول كميات كبيرة من السكريات دفعة واحدة.
وتنصح الراميني أيضا بالابتعاد عن المبيضات الاصطناعية التي تضاف إلى القهوة، إذ تحتوي على دهون مهدرجة ولا تضم أي مشتقات ألبان، بل تصنع من زيوت النخيل، مما يساهم في زيادة تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن، واستبدالها بالحليب قليل الدسم للاستفادة من البروتين والكالسيوم الموجودين فيه، كما تشجع على تقليل استهلاك السكريات، حيث إن التذوق في الجسم لم يتكيف بعد مع كميات كبيرة من السكر على معدة فارغة.
وبدلا من ذلك، تقترح بدء اليوم بكوب من الماء الدافئ على معدة فارغة، لما له من دور في تهيئة الجسم لاستقبال الطعام على مدار اليوم، كما يساعد في ترطيب المعدة وزيادة كمية الماء المستهلكة خلال اليوم، خاصة وأن بعض الأشخاص لا يميزون بين الشعور بالعطش والجوع.
أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون أربعة إلى خمسة فناجين من القهوة يوميا يعتبرون مدمنين عليها، والتوقف المفاجئ عن تناولها قد يسبب أعراضا مثل الصداع والغثيان. لذلك، تنصح بالاستمرار في تخفيف استهلاك الكافيين بعد رمضان، وعدم تجاوز ثلاثة فناجين يوميا خلال فترة العيد، تجنبا لأي آثار جانبية ناتجة عن الإفراط في شرب القهوة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بكتيريا الجلد تقي من ضرر أشعة الشمس
بكتيريا الجلد تقي من ضرر أشعة الشمس

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • الدستور

بكتيريا الجلد تقي من ضرر أشعة الشمس

حيدر مدانات يحتوي جلد الانسان على أعداد هائلة من البكتيريا والفيروسات والفطريات التي ترتبط بعلاقة مفيدة أو محايدة مع الجلد، دون أن تسبب ضررا للانسان. علماء من مؤسسات علمية فرنسية ونمساوية اكتشفوا من خلال استخدام تقنيات عدة متطورة وتجارب على الفئران أن بعض بكتيريا الجلد تفرز إنزيما يدخل في تفاعلات خاصة تثبط التأثير المضر للأشعة فوق البنفسجية على الجسم. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية، سيمهد الاكتشاف الطريق لتطوير أساليب تعتمد على البكتيريا للوقاية من التأثير المضر لأشعة الشمس.

لمحبي الوشوم.. تحذير طبي من بعض أنواع الحبر
لمحبي الوشوم.. تحذير طبي من بعض أنواع الحبر

جو 24

timeمنذ 6 أيام

  • جو 24

لمحبي الوشوم.. تحذير طبي من بعض أنواع الحبر

جو 24 : فيما يهوى الملايين حول العالم رسم وشوم على أجسادهم، حذرت هيئة طبية من خطورة بعض أنواع الحبر المستخدمة. فقد أوضحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية أن هذه الأحبار تحتوي على نوع من البكتيريا التي تسبب الالتهابات والطفح الجلدي، وقد يترتب عليها حدوث ندوب على البشرة. كما أشارت إلى أن الدراسة التي أجرتها أكدت أن الأحبار من نوعية "سيكريد تاتو إينك ريفن بلاك" و"سكريد تاتو إينك ساني ديز" تحتوي على نوع من البكتيريا يحمل اسم Pseudomonas aeruginosa ومن الممكن أن تتسبب في حدوث عدوى بكتيرية في حالة حقنها تحت الجلد بغرض رسم الأوشام. ندوب دائمة كذلك بينت الدراسة أن هذه العدوى يمكن أن تؤدي إلى حدوث طفح جلدي أحمر اللون وبثور، وقد تترك ندوبا دائمة على البشرة إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح، وفق ما نقل موقع "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية. الوشوم (تعبيرية- آيستوك) إلى ذلك، أشار أكدت هيئة الغذاء والدواء إلى أنه "إذا ما حدث اختراق للحاجز الوقائي على سطح الجلد، من الممكن أن يتعرض الانسان للعدوى". وقد تبدو أعراض التعرض للبكتريا الموجودة في هذه الأحبار كما لو كانت نوعا من أنواع الحساسية، وهو ما يؤخر حصول المريض على الدواء الصحيح. وفي الختام حثت الهيئة مراكز رسم الأوشام على تجنب استخدام أو بيع هذه النوعية من الأحبار، ونصحت الأشخاص الراغبين في الحصول على أوشام بضرورة التقصي بشأن نوع الحبر المستخدم في الرسم أولا وتجنب الأنواع التي تنطوي على مخاطر صحية. تابعو الأردن 24 على

الثلاجة قنبلة بكتيرية موقوتة!.. كيف نتجنب هذا الخطر؟
الثلاجة قنبلة بكتيرية موقوتة!.. كيف نتجنب هذا الخطر؟

جو 24

timeمنذ 6 أيام

  • جو 24

الثلاجة قنبلة بكتيرية موقوتة!.. كيف نتجنب هذا الخطر؟

جو 24 : في قلب كل مطبخ، تقبع الثلاجة كحارس أمين على صحة الأسرة، كونها تخزن الطعام بأمان، لكن هذا الحارس قد يتحول إلى عدو خفي إذا لم نعطه الاهتمام الكافي. فما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الجهاز الذي نثق به لحفظ طعامنا قد يصبح أرضا خصبة للبكتيريا والفطريات إذا لم نستخدمه بالطريقة الصحيحة. ووفقا للخبراء، فإن درجة الحرارة تعد العامل الحاسم الذي يفصل بين الثلاجة الآمنة و"مصنع البكتيريا". وتشير الدراسات إلى أن متوسط درجة حرارة الثلاجات في معظم المنازل يتجاوز الحدود الآمنة، حيث يسجل 5.3 درجة مئوية بينما المعدل الموصى به يتراوح بين 0 إلى 5 درجات (32–41 فهرنهايت). والأخطر من ذلك أن بعض الثلاجات تعمل بدرجة حرارة تصل إلى 15 درجة مئوية (59 فهرنهايت). وفي هذه الدرجات، يمكن للبكتيريا أن تتكاثر بسرعة، ما يزيد من خطر فساد الطعام أو حتى التسمم الغذائي. والمشكلة لا تقتصر على ارتفاع الحرارة فحسب، بل تمتد إلى التقلبات المستمرة التي تتعرض لها. فكلما فتحنا الباب، دخل تيار من الهواء الدافئ، وكلما طالت مدة الفتح، ارتفعت الحرارة الداخلية لتقترب من درجة حرارة الغرفة، ما يخلق بيئة أكثر ملاءمة لتكاثر البكتيريا. وعلى الرغم من أن البرودة تبطئ نمو معظم البكتيريا، لكن بعض الأنواع مثل "الليستيريا" تزدهر في البرودة وتتكاثر بسرعة مسببة أمراضا خطيرة خاصة للحوامل وكبار السن. وهذه البكتيريا الذكية تختبئ في أطعمة نتناولها يوميا مثل الجبن الطري واللحوم الباردة وحتى بعض الخضروات المغسولة مسبقا. والواقع يؤكد أننا نرتكب أخطاء يومية في التعامل مع ثلاجاتنا. فمعظم الناس يضعون اللحوم النيئة في الأرفف العلوية، بينما المكان الصحيح هو الرف السفلي لمنع تسرب السوائل. وكثيرون يملؤون الثلاجة إلى أقصى سعتها، ما يعيق توزيع الهواء البارد. والأسوأ أن الغالبية يعتمدون على "اختبار الشم" لتحديد صلاحية الطعام، غير مدركين أن معظم البكتيريا الضارة لا رائحة لها. وللحفاظ على طعامك طازجا وآمنا يمكن اتباع بعض الحلول البسيطة ولكنها تحتاج إلى وعي وتغيير في العادات: - قلل من فتح الباب، ولا تترك الثلاجة مفتوحة أثناء تفريغ البقالة، على سبيل المثال. - وضع موازين حرارة صغيرة داخل الثلاجة في مناطق مختلفة (وإذا كان أي منها يتجاوز بانتظام 5 درجات مئوية (41 فهرنهايت)، فقد حان الوقت للتعديل). - احرص على ملء ثلاجتك بنسبة 75٪ تقريبا، حتى يتمكن الهواء البارد من الدوران بشكل صحيح. يمكنك توفير مساحة عن طريق تخزين عناصر، مثل الفواكه ذات النواة (مثل الخوخ)، والطماطم، والفلفل، والبطاطس، والعسل في خزانة باردة وجافة – فهذه لا تحتاج إلى التبريد. - التنظيف الدوري للإطار المطاطي الذي يفقد فعاليته مع تراكم الأوساخ. ولتقليل المخاطر على نفسك والآخرين، اتبع توصيات سلطات سلامة الغذاء: - افصل الأطعمة النيئة، مثل اللحوم والأسماك التي تحتاج إلى طهي عن الأطعمة الجاهزة للأكل، مثل الفواكه أو السندويشات. - خزن اللحوم والأسماك النيئة على الرف السفلي للثلاجة. بهذه الطريقة، إذا تسربت أي سوائل، لن تلوث الأطعمة الأخرى. - عدم الاحتفاظ بالأطعمة الجاهزة للأكل لأكثر من أربعة أيام، حتى لو بدت سليمة. - اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون قبل وأثناء وبعد تحضير الوجبات. - اتبع تعليمات الطهي على العبوة عند الضرورة. ويمكن لاتباع هذه العادات البسيطة أن يساعد على الحفاظ على الطعام طازجا لفترة أطول، ويحافظ على عمل الثلاجة بكفاءة أكبر، والأهم من ذلك، يحمي صحتك وصحة عائلتك. المصدر: ساينس ألرت تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store