logo
"المستودع المفتوح".. علاقة جديدة بين الفن والناس

"المستودع المفتوح".. علاقة جديدة بين الفن والناس

الشرق السعودية٢٠-٠٤-٢٠٢٥

في سياق التجديد، تسعى المؤسسات الفنية في أوروبا خصوصاً، لمراجعة علاقتها بالجمهور، والتوجّه إليه مباشرة من خلال الفن الحرّ، عبر الكشف عن مستودعاتها، وأسرار الحفاظ على الأعمال الفنية، والقيام بأعمال الصيانة والترميم مباشرة أمام الزوّار، ومتحف "كوبرا" للفن الحديث في أمستردام ليس استثناء، وهو الذي يملك منذ تأسيسه أكثر من ألفي عمل فني، يحفظ الجزء الأكبر منها في مستودعاته.
تكمن أهمية "الديبو" في كونها طريقة مزدوجة للعرض والحفظ، حيث تُعرض أعمال فنية ضمن بيئة تحاكي المستودع، لكنها مُصمّمة للعرض، ما يتيح التأمل والمقارنة بين اتجاهات الفنانِين، خاصة أولئك المرتبطين بحركة "كوبرا"، أو مِمَن تأثروا بها لاحقاً من مختلف الثقافات.
انفتاح وشفافية
يعطي "المستودع المفتوح" فرصة للزوّار لعقد مقارنات متنوّعة، واكتشاف علاقات جديدة؛ يقوم بعرض قسم من مقتنيات مستودعه أمام الجمهور، بطريقة تربط بين أسلوب الحفظ والعرض، كمستودع مفتوح، ليس لتخزين الأعمال الفنية فحسب، بل لعرضها بطريقة تتيح للزوار التفاعل معها خارج القوالب التقليدية للعرض.
اعتمدت المتاحف الكبرى راهناً فكرة "ديبو-المستودع"، مثل متحف "بويمنس فان بونينغن" في روتردام الهولندية، ذي التصميم المعماري الفريد، حيث مفهوم الشفافية والانفتاح، وهو يعتبر أوّل مستودع فني مفتوح للجمهور في العالم يعرض أكثر من 150 ألف قطعة فنية من مجموعات المتحف المخزّنة.
يعمل متحف اللوفر في باريس، على مشروع "مركز اللوفر للمحفوظات" في مدينة ليفين، ويهدف إلى تخزين وعرض جزء من مجموعاته الفنية للجمهور في بيئة حديثة ومفتوحة.
متحف "جيتي" في لوس أنجلوس ، يقدّم جولات خاصة للمجموعات المُخزّنة، ما يسمح للزوّار بالاطلاع على الأعمال الفنية التي لا تُعرض في المعارض الدائمة. وتُظهر هذه المبادرات التزام المتاحف العالمية بالشفافية، وتوفير تجارب نوعية لمحبي الفن، من خلال فتح أبواب مجموعاتها المُخزّنة.
مستودعات متحف "كوبرا"
يقدّم "المستودع المفتوح" في متحف "كوبرا" الهولندي، جزءاً من هذه المجموعة الضخمة، من أعمال كاريل أبل، أسغر يورن، وكونستانت نويفهيس. لا يُعدّ هذا عرضاً دائماً، بل هو عرض ديناميكي متسلسل ومتغيّر، يتبعه عرض مقتنيات أخرى من التجربة ذاتها في شهر سبتمبر 2025، ما يجعل التجربة تفاعلية ومتاحة للجمهور مباشرة، إذ تكشف كواليس الحفظ الدقيق بعناصر وأساليب حيوية تحافظ على اللوحات، كما هي الخبرة الهولندية في "المتحف الوطني الهولندي"، إذ تُحفظ الخرائط والوثائق في سراديب مكيّفة خاصة لمقاومة الحرارة والرطوبة والتلف.
انطلاقة "كوبرا" الثورية
تأسس متحف "كوبرا" للفن الحديث في أمستلفين، بالقرب من أمستردام عام 1995، كمؤسسة فنية لحفظ وتقديم أعمال حركة "كوبرا" الفنية الطليعية، التي أثّرت على واقع الفن الهولندي بشكل خاص، كما أسهمت بامتياز في تطلعات الفن العالمي، على الرغم من أنه جرى حلّها رسمياً عام 1951.
اجتمع المؤسسون عام 1948، كي يشكلوا حركة فنية ترفض الأكاديمية والصرامة الكلاسيكية، وتدعو للتعبير الحر العفوي، والرجوع إلى الرسم الفطري، والفن الشعبي، رداً على كارثة الحرب العالمية الثانية، وهم كاريل أبل، كونستانت نيهوس، كورنييل، كريستيان دوتريمون، وآسر يورغ، وأعلنوا عن تأسيس حركة "COBRA"، وهي اختصار لأسماء ثلاث مدن هي بروكسل، والدنمارك وأمستردام.
تقول إدار المتحف: "كانت لدى المؤسسين أفكار متباينة حول معنى "كوبرا"، بعضهم وجدوا معناها في مساهمتها في التطوّرات الفنية، وآخرون في روح الحرية المطلقة التي اتسمت بها، وآخرون في التعاون بين الأعضاء والتلاقح بين الشعراء والرسامين. أمر واحد مؤكد: لم يكن هناك إجماع قط حول معنى "كوبرا". ولعلّ السبب تحديداً هو التناقضات والاختلافات".
أضافت: "في 8 نوفمبر 2025، قبل 77 عاماً بالضبط، تأسست حركة كوبرا في باريس. كان أعضاؤها فنانين وشعراء من مختلف الدول الأوروبية. كانت متعة الحرية الروحية والفنية الكاملة والعفوية بمثابة ثقل موازن لهم في مواجهة كابوس الحرب. أثارت كوبرا ضجة كبيرة في هولندا، وتحدثت الصحافة الهولندية عن "خربشات وهراء".
احتضنت الحركة تجاربهم الأولى، فكان لها دور كبير في انتشار الحركة عالمياً، بفضل وجود كل من الفنانين الهولنديين، كاريل أبل وكونستانت وكورنييل، إضافة إلى تأسيسهم لمجلة فنية "ريفلكس"، توّلت نشر أخبار ونشاطات حركة "كوبرا".
أصبحت حركة "كوبرا" الثورية راسخة في تاريخ الفن الأوروبي. وارتبطت بشكل رئيسي باللوحات الملوّنة والعفوية التي استمرت في التأثير لفترة طويلة.
الفنانة الهولندية المنسية دورا توينمانcobra-museum.nl
تأثير المتحف
حافظ المتحف على أرشيف "كوبرا"، وقدّمه إلى المشهد الفني العالمي، وشجّع أجيالاً جديدة من الفنانين على استكشاف التعبيرية والتجريدية، ما عزّز مكانة وأهمية الفن التجريبي الطليعي، وخصوصاً في سياق حركات طليعية رائدة أخرى، مثل السريالية والدادائية، التي تأسست هي الأخرى رافضة للدمار والنتائج التي خلفتها الحرب العالمية الأولى. ولهذا يعتبر متحف كوبرا امتداداً لهذا الإرث الفني العظيم.
الجدير بالذكر، أن تاريخ هولندا، كما يقول الشاعر والناقد الهولندي ريمكو أكرز، هو تاريخ الرسم فحسب؛ طغى على الأدب بشكل كبير، وهكذا، نرى انتماء شعراء كُثر إلى حركة "كوبرا"، كشعراء وتشكيلِيين فاعلين، من أمثال شاعر الحداثة الهولندي لوسي بيرث، إذ نال مكانة خاصة في تاريخها.
المتاحف العربية وفكرة المستودع
بدأت متاحف مثل، متحف "الفيصل" للفن العربي الإسلامي في الرياض، والمتحف "العربي" للفن الحديث في الدوحة، بتبني عناصر فكرة "الديبو"، وذلك بعرض بعض الأعمال في المستودعات، وإقامة برامج تثقيفية حول الأرشيف، لكن لا تعدّ "ديبو" حقيقية من الناحية الهيكلية أو المعمارية أو المنهجية، كما في المتاحف الأوروبية.
تجب الإشارة إلى أن متحف "كوبرا" للفن الحديث، استضاف معرضاً مميزاً بعنوان "القصة الأخرى: الحداثة المغربية" عام 2022، بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، سلّط الضوء على تطوّر الفن التشكيلي المغربي منذ الاستقلال عام 1956 حتى اليوم، من خلال عرض أكثر من 100 عمل فني لفنانين مغاربة بارزين.
استعادة فنانة منسية
يعرض متحف "كوبرا" أوّل معرض شامل (استعادي) لأعمال الفنانة الهولندية دورا توينمان (1926-1979)، عرفاناً لفنانة كبيرة، متعددة الأوجه ومتميزة بأسلوبها الخاص. لم تُقدّر بما يكفي في القرن العشرين. اشتهرت أعمالها بالمناظر الطبيعية التصويرية في مرحلة مبكرة من حياتها الفنية، التي تبنّت ذلك عن شغف حقيقي كما تقول في مقابلة مصوّرة، وصولاً إلى لوحاتها التجريدية المتأخرة، حيث يتم عرض عدد من أعمالها للمرّة الأولى، فنانة
عملت توينمان في باريس في خمسينيات القرن الماضي ، حيث كانت جزءاً من شبكة فنية نشطة، تضمّ من بين أعضائها كاريل آبل، كورنييل، ولوتي فان دير غاغ. لكن اختفى اسمها من تاريخ الفن رغم موهبتها ومعارضها الدولية.
خلال وجودها في باريس، أصبحت أعمالها أكثر تجريداً، حتى تخلّت تماماً عن أي إشارات إلى العالم المرئي التشخيصي. وعند عودتها إلى هولندا، رسمت سلسلة بورتريهات تعبيرية بعنوان "دمى".
يقدّم متحف "كوبرا" لمحة عامة عن مسيرتها الفنية، في ثلاث مدن محورية هي باريس ونيويورك وأمستردام، وأهم الفصول في حياتها. اللافت أن تجربتها تقترب بشكل خاص من أعمال بعض فناني حركة "كوبرا"، ولا سيما الفنان كارل أبل، إذ تستعمل الكتل اللونية الكثيفة والخطوط اللونية العريضة والغامقة، ما يجعلها تبدو وكأنها تنتمي إلى الحركة ذاتها تقريباً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل
«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

يحار المايسترو أي حذاءٍ ينتعل قبل الوقوف على الخشبة لقيادة الأوركسترا. ولكن قبل الحذاء، عليه أن يردّ على اتّصالٍ من والدته ينبئه بوفاة والدته! نعم، للمايسترو والدتان ستتّضح هويّتاهما وقصتاهما لاحقاً. بهذا المشهد الذي يدور عام 1994، ينطلق فيلم «قطار الأطفال» (The Children's Train) على «نتفليكس». وما إن يقف المايسترو على المسرح حاملاً كمانَه أمام الحضور والعازفين، حتى تبدأ رجعة زمنيّة طويلة تروي حكاية «أميريغو سبيرانزا» المستوحاة من أحداث حقيقية، والمقتبسة عن رواية صدرت عام 2019 للكاتبة فيولا أردوني. وإذا كانت شخصية سبيرانزا متخيّلة، فإنّ القصة بتفاصيلها التاريخية والاجتماعية مستقاة من أرض الواقع. الفيلم الإيطالي يأخذ مشاهديه إلى الفترة الممتدّة ما بين 1944 و1946، أي إلى نهايات الحرب العالمية الثانية. كان سبيرانزا في الثامنة من عمره، يتعلّم العمليات الحسابية من خلال عدّ أحذية المارّة، بينما قدماه حافيتان. عصفت الحرب بمجاعتها وظلمها ودمارها بالجنوب الإيطاليّ، فتحوّل أطفال نابولي إلى متسوّلين يأكلون القطط إن جاعوا، ويلعبون وسط الركام، ويجمعون الخرق البالية لمساعدة أهلهم في المصروف. وسط هذه المأساة، تجد والدة أميريغو، «أنطونييتا»، نفسها عاجزة عن تأمين الطعام والرداء والتعليم لابنها الذي خسرت قبله ولداً. الأبُ سافر ولم يعد، فاضطرّت أنطونييتا للقيام بأي شيء من أجل سدّ جوع طفلها. ملصق الفيلم الإيطالي «قطار الأطفال» (نتفليكس) في تلك الأثناء، ينشط الحزب الشيوعي الإيطالي في مجال الاهتمام بضحايا الحرب. من بين مبادراته: «قطار السعادة» الذي يقلّ أطفالاً من الجنوب إلى الشمال، للمكوث لدى عائلاتٍ باستطاعتها أن تؤمّن لهم حياة لائقة، لبضعة أشهر على الأقلّ. بين أقاويل الجيران الذين يصرّون على أنّ «القطار الشيوعيّ» يأخذ الأطفال إلى المحارق وقطع الرؤوس في سيبيريا، وبين نصائح مسؤولي الحزب بضَمّ أميريغو إلى الرحلة، تقع أنطونييتا في الحيرة. غير أنّ قسوة الفقر والجوع لا تترك أمامها خياراً سوى إرساله. مثله مثل 70 ألف طفل آخر، ينسلخ أميريغو عن والدته التي تتسلّح بالقسوة كي يسهل عليها التخلّي. أرغمت الحرب العالمية الثانية عدداً من الإيطاليين على التخلِّي عن أطفالهم من أجل تجنيبهم الجوع (نتفليكس) ثمّة سحرٌ ما في الأفلام الإيطالية؛ خصوصاً تلك التي تروي التاريخ. فكيف إذا كان أبطال الفيلم أطفالاً يركبون قطاراً يعبر الطبيعة الإيطالية الخلّابة، آخذاً إياهم إلى مصيرٍ مجهول؟ ليس «قطار الأطفال» من صنف الأفلام التي تضيّع وقت المُشاهد. فقد أتقنت المخرجة كريستينا كومنشيني مهمتها، ساردة حقبة لا يعرفها كثيرون عن تاريخ إيطاليا، من دون أن تغفل عن التفاصيل الإنسانية. وما يساعدها في إيصال الرسالة، السيناريو البسيط والسلس، إضافة إلى أداءٍ مميّز للممثّلين، ولا سيما الصغار منهم، وعلى رأسهم كريستيان تشيرفوني بشخصية أميريغو. يقدِّم الطفل كريستيان تشيرفوني أداءً مميَّزاً بشخصية أميريغو سبيرانزا (نتفليكس) على متن القطار، لا ثياب بالية على الأجساد الصغيرة الهزيلة؛ بل ملابس دافئة ومعاطف، ولا أقدام حافية هنا. يرفض أميريغو خلع حذائه الجديد، رغم مقاسه الضيّق، حتى خلال النوم. مع ذلك، فإنّ الأطفال قلقون ويعبّرون صراخاً وتمرّداً. ولكن في المحطة الشمالية؛ حيث يستقبلهم أهالي مودينا ومسؤولو الحزب بعطفٍ كبير، وبطعامٍ لم يتذوّقوا مثله من قبل، تبدأ النفوس في الهدوء، ويخفت الشكّ بأنّ المصير هو المحرقة. يجد كل ولدٍ عائلة باستثناء أميريغو الذي عليه الاكتفاء بشابّة من أعضاء الحزب حاضنةً موقّتة. لا علاقة لها بالأمومة، وشخصيّتها القاسية لا توحي بأنها قادرة على الاعتناء بطفل. ولكن سرعان ما يذوب جليدها أمام طيبة أميريغو وعاطفته البريئة. يجد في «ديرنا» وعائلة شقيقها دفئاً حُرم منه. تكتمل طفولته وسطهم؛ حيث يأكل حتى الشبع، ويذهب إلى المدرسة، ويتلقّى دروس العزف على الكمان على يدَي شقيقها. لا يخلو الأمر من مواقف يواجه فيها التنمّر من أترابه، بينما الشوق إلى والدته لا يفارقه، وينتظر مرور أشهر الشتاء حتى يعود إلى نابولي. ديرنا... الناشطة الحزبية التي اكتشفت أمومتها مع أميريغو (نتفليكس) ينجح الفيلم في تقديم المشهد الاجتماعي الإيطالي في تلك الآونة بكل تفاصيله. التفاوت بين أهل الجنوب والشمال في إيطاليا لناحية انعكاسات الحرب على كلٍّ من المنطقتَين، والنظرة إلى الحركات السياسية التي نمَت على ضفاف الحرب كالفاشيّة والشيوعيّة، والتماسك الوطني الذي دفع الشماليين إلى احتضان الجنوبيين. تتوطّد العلاقة بين ديرنا وأميريغو، وتشغّل المخرجة عدستها والحوار هنا من أجل إظهار وجهَين للأمومة سادا في إيطاليا آنذاك. مشاعر الطفل متأرجحة بين أمَّين: الأولى التي أنجبته ورعته قدر ما استطاعت ثم اضطرّت للتخلّي عنه كي لا يجوع ويتشرّد، والثانية التي اكتشفت أمومتها من خلاله فحضنته ومنحته العاطفة والأمان. إلى أن تواجه ديرنا الامتحان ذاته الذي كان على أنطونييتا مواجهته. انتهى الشتاء وعلى أميريغو العودة إلى والدته. تودّعه بالدموع والطعام والكمان الذي صنعه له شقيقها في عيد ميلاده. ولكن في نابولي، يجد الطفل نفسه على موعدٍ مع القسوة والحرمان من جديد. يتعامل الفيلم بسلاسة مع إشكاليَّة الأم البيولوجية والأم الحاضنة (نتفليكس) ستعبر سنواتٌ خمسون قبل أن يستوعب أميريغو القرار الصعب الذي كان على والدته البيولوجيّة أن تتخذه. سنواتٌ لا يدخل الفيلم في تفاصيلها؛ بل يكتفي بالقليل عن أميريغو المايسترو الخمسينيّ، مركّزاً على السنتَين اللتَين أخذتاه من نابولي إلى مودينا في الثامنة من عمره. قد يشعر المُشاهد بأنّ ثمة عناصر ناقصة في الحكاية، وبأنه يرغب في معرفة مزيد عن سيرة أميريغو الفنية، وكيف تطوّرت علاقته بوالدتَيه. ولكن تلك الثغرات لا تُفرغ «قطار الأطفال» من معانيه العميقة، بدليل أنّ الفيلم نال إجماعاً إيجابياً من النقّاد وتقييماتٍ جماهيرية عالية.

باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن
باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن

المدينة

timeمنذ 5 أيام

  • المدينة

باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن

باريس، تلك المدينة التي طالما سحرت القلوب وألهبت خيال الشعراء والرسامين والعشاق، ليست مجرد عاصمة لفرنسا، بل هي رمز عالمي للجمال والثقافة والرقي. تُعرف باسم "مدينة النور" (La Ville Lumière)، وتُعد من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث يقصدها الملايين سنويًا للتمتع بما تقدمه من معالم خالدة، ومزارات ثقافية، وتجارب فنية ومذاقية لا تُنسى. باريس.. قلب فرنسا النابض تقع باريس شمال وسط فرنسا على ضفاف نهر السين، وهي أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، وأحد أبرز المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. تحولت على مر العصور من مستوطنة غالية قديمة إلى مركز عالمي للتنوير في القرن الثامن عشر، ثم إلى عاصمة النور والموضة في العصر الحديث.تتميز باريس بتخطيطها العمراني الفريد، حيث الشوارع الواسعة التي رسمها المهندس "هوسمان"، والمتنزهات الجميلة، والجسور العتيقة، والكنائس القوطية، التي تتناغم مع الحداثة في تنسيق معماري بديع، يجعل من كل زاوية مشهدًا يستحق التأمل. برج إيفل.. الرمز الذي لا يغيب لا يُمكن ذكر باريس دون الحديث عن برج إيفل، المعلم الأشهر في المدينة، وأحد أكثر المعالم زيارة في العالم. بُني البرج عام 1889 ليكون مدخلًا لمعرض باريس الدولي، وصممه المهندس الشهير غوستاف إيفل. يصل ارتفاعه إلى 330 مترًا، ويقدم من على منصاته الثلاث إطلالات بانورامية لا مثيل لها على المدينة. البرج ليس فقط تحفة هندسية، بل رمز للحلم والابتكار الفرنسي، وأيقونة تُمثل باريس في كل أرجاء العالم. يمكن للزائر الصعود إليه سيرًا على الأقدام أو عبر المصعد، وتجربة تناول العشاء في أحد مطاعمه ذات الإطلالة المذهلة. كاتدرائية نوتردام.. سيدة باريس العتيقة رغم ما أصابها من أضرار جسيمة في حريق عام 2019، تظل كاتدرائية نوتردام أحد أروع معالم باريس الدينية والتاريخية. بُنيت في القرن الثاني عشر، وتُعد تحفة من الطراز القوطي، بأقواسها المدببة ونوافذها الزجاجية الملونة وتماثيلها المنحوتة بدقة. ألهمت هذه الكاتدرائية الأدباء، وعلى رأسهم فيكتور هوغو في روايته الشهيرة "أحدب نوتردام". زيارة نوتردام تمنحك لحظة تأمل في التاريخ الروحي والثقافي لفرنسا، وسط أجواء تعبق بالمهابة والجمال. متحف اللوفر.. حيث يسكن الفن الخالد يُعد متحف اللوفر (Musée du Louvre) أكبر متحف فني في العالم، وموطنًا لآلاف القطع الفنية التي تروي تاريخ الإنسانية من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن التاسع عشر. يقع في قصر ملكي قديم، وتزين مدخله الهرم الزجاجي الشهير الذي أصبح أحد رموز باريس المعاصرة. من أبرز معروضاته لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي، وتمثال "فينوس ميلو"، وأعمال لا تُحصى من روائع الحضارات المصرية، اليونانية، الرومانية، والشرق الأدنى. التجول في اللوفر ليس مجرد زيارة ثقافية، بل رحلة في الزمن، تثير الإعجاب وتغذي الفكر. الشانزليزيه وقوس النصر.. قلب باريس النابض بالأناقة من ساحة الكونكورد إلى قوس النصر، يمتد شارع الشانزليزيه (Champs-Élysées) كأحد أشهر الشوارع في العالم، حيث تتراصف على جانبيه المحلات الراقية، دور الأزياء العالمية، المقاهي التاريخية، ودور السينما. يقع في نهاية الشارع قوس النصر، الذي أمر ببنائه نابليون بونابرت عام 1806 تخليدًا لانتصارات جيشه، ويُعد من أبرز المعالم النيوكلاسيكية في أوروبا. يمكن صعود القوس للحصول على مشهد خلاب لباريس بأكملها، حيث تتشعّب منها شوارع المدينة كأذرع نجمية في تناغم عمراني مذهل. باريس الثقافية.. مدينة المتاحف والمسارح والكتب باريس ليست فقط معالم مشهورة، بل عاصمة حية للثقافة والفكر. تضم أكثر من 150 متحفًا، ومئات المسارح، وآلاف المكتبات. يمكن لزوارها زيارة متحف أورسيه الذي يحتضن روائع الانطباعيين، أو مركز بومبيدو الذي يضم الفنون المعاصرة، أو زيارة أوبرا غارنييه الرائعة، حيث تمتزج الموسيقى الكلاسيكية بالعمارة الباروكية. كما تشتهر باريس بمكتباتها العريقة مثل "شيكسبير آند كومباني"، التي كانت ملاذًا للأدباء والمثقفين من كل العالم. حدائق باريس.. جمال الطبيعة وسط صخب المدينة رغم زخمها الحضري، تحتفظ باريس بواحات خضراء تبعث على الراحة والسكينة. تُعد حديقة لوكسمبورغ من أجمل الحدائق في المدينة، حيث المسطحات الخضراء، النوافير، الكراسي الحديدية التي تدعو للاسترخاء، وتماثيل الأدباء والفنانين. ولا تقل عنها حدائق التويلري القريبة من متحف اللوفر، والتي كانت في الأصل حديقة ملكية، وتحولت إلى ملاذ مفتوح للجمهور. وتُشكل هذه الحدائق متنفسًا للسكان والزوار على حد سواء. المطبخ الباريسي.. نكهة فرنسا الأصلية المطبخ في باريس هو انعكاس راقٍ للذوق الفرنسي الرفيع. من المخابز التي تفوح منها رائحة الكرواسون الطازج، إلى المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان، تقدّم المدينة تجربة مذاقية متكاملة. لا بد من تذوّق "كريب السوزيت"، و"الباغيت" الفرنسي، وأطباق البط الشهيّة، فضلًا عن تجربة المقاهي الباريسية التقليدية مثل "لو دوماجو" أو "كافيه دو فلور"، التي طالما كانت ملتقى الفلاسفة والفنانين. نهر السين.. روح باريس المتدفقة يخترق نهر السين باريس، ليضفي عليها سحرًا خاصًا، لا يكتمل اكتشاف المدينة إلا عبر جولة نهرية على متن أحد القوارب السياحية (Bateaux Mouches)، حيث تمر أمامك أبرز معالم باريس: برج إيفل، نوتردام، متحف اللوفر، الجسور العتيقة. هذه الرحلة النهرية تقدم منظورًا مختلفًا للمدينة، يجمع بين الهدوء والجمال، ويُعد من أكثر الأنشطة رومانسية وسحرًا في باريس. باريس.. بوابة للعالم بفضل مطارها الدولي شارل ديغول، وشبكة القطارات الفائقة السرعة، تُعد باريس نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف باقي فرنسا وأوروبا. سواء كنت ترغب في التوجه إلى الريف الفرنسي، أو إلى بروكسل، لندن، أو جنيف، فإن باريس تضع العالم في متناول يدك. خاتمة: باريس.. مدينة تتجدد كل لحظة باريس ليست مدينة تُزار مرة واحدة، بل عالم متجدد، تُعيد اكتشافه في كل زيارة. هي المدينة التي تختصر حضارة، وتُجسّد الحلم، وتُلهم الخيال. في شوارعها، يتلاقى الماضي بالحاضر، وفي أزقتها، يُروى تاريخ الإنسان، وفي قلوب عشّاقها، تُولد القصص. مهما كتبت الأقلام ووُصفت المعالم، تبقى باريس أكبر من أن تُختصر. إنها تجربة لا تُنسى، وعاصمة لا تُشبه سواها.

أغنية هايل هيتلر لكانييه ويست تحقق ملايين المشاهدات
أغنية هايل هيتلر لكانييه ويست تحقق ملايين المشاهدات

رواتب السعودية

timeمنذ 7 أيام

  • رواتب السعودية

أغنية هايل هيتلر لكانييه ويست تحقق ملايين المشاهدات

نشر في: 19 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي حققت أغنية هايل هيتلر للمغني الأمريكي كانييه ويست نجاحاً مبهراً حيث وصلت للملايين من المشاهدات على منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في 8 مايو (أيار)، رغم حظر الأغنية من منصات رئيسية أخرى مثل «يوتيوب». ‎وأطلق المغني سلسلة تصريحات اعتُبرت معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. ‎وحقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة حتى اليوم (الأحد). ‎وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط حققت أغنية هايل هيتلر للمغني الأمريكي كانييه ويست نجاحاً مبهراً حيث وصلت للملايين من المشاهدات على منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في 8 مايو (أيار)، رغم حظر الأغنية من منصات رئيسية أخرى مثل «يوتيوب». ‎وأطلق المغني سلسلة تصريحات اعتُبرت معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. ‎وحقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة حتى اليوم (الأحد). ‎وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي. المصدر: صدى

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store