
باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن
باريس، تلك المدينة التي طالما سحرت القلوب وألهبت خيال الشعراء والرسامين والعشاق، ليست مجرد عاصمة لفرنسا، بل هي رمز عالمي للجمال والثقافة والرقي. تُعرف باسم "مدينة النور" (La Ville Lumière)، وتُعد من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث يقصدها الملايين سنويًا للتمتع بما تقدمه من معالم خالدة، ومزارات ثقافية، وتجارب فنية ومذاقية لا تُنسى.
باريس.. قلب فرنسا النابض
تقع باريس شمال وسط فرنسا على ضفاف نهر السين، وهي أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، وأحد أبرز المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. تحولت على مر العصور من مستوطنة غالية قديمة إلى مركز عالمي للتنوير في القرن الثامن عشر، ثم إلى عاصمة النور والموضة في العصر الحديث.تتميز باريس بتخطيطها العمراني الفريد، حيث الشوارع الواسعة التي رسمها المهندس "هوسمان"، والمتنزهات الجميلة، والجسور العتيقة، والكنائس القوطية، التي تتناغم مع الحداثة في تنسيق معماري بديع، يجعل من كل زاوية مشهدًا يستحق التأمل.
برج إيفل.. الرمز الذي لا يغيب
لا يُمكن ذكر باريس دون الحديث عن برج إيفل، المعلم الأشهر في المدينة، وأحد أكثر المعالم زيارة في العالم. بُني البرج عام 1889 ليكون مدخلًا لمعرض باريس الدولي، وصممه المهندس الشهير غوستاف إيفل. يصل ارتفاعه إلى 330 مترًا، ويقدم من على منصاته الثلاث إطلالات بانورامية لا مثيل لها على المدينة.
البرج ليس فقط تحفة هندسية، بل رمز للحلم والابتكار الفرنسي، وأيقونة تُمثل باريس في كل أرجاء العالم. يمكن للزائر الصعود إليه سيرًا على الأقدام أو عبر المصعد، وتجربة تناول العشاء في أحد مطاعمه ذات الإطلالة المذهلة.
كاتدرائية نوتردام.. سيدة باريس العتيقة
رغم ما أصابها من أضرار جسيمة في حريق عام 2019، تظل كاتدرائية نوتردام أحد أروع معالم باريس الدينية والتاريخية. بُنيت في القرن الثاني عشر، وتُعد تحفة من الطراز القوطي، بأقواسها المدببة ونوافذها الزجاجية الملونة وتماثيلها المنحوتة بدقة. ألهمت هذه الكاتدرائية الأدباء، وعلى رأسهم فيكتور هوغو في روايته الشهيرة "أحدب نوتردام".
زيارة نوتردام تمنحك لحظة تأمل في التاريخ الروحي والثقافي لفرنسا، وسط أجواء تعبق بالمهابة والجمال.
متحف اللوفر.. حيث يسكن الفن الخالد
يُعد متحف اللوفر (Musée du Louvre) أكبر متحف فني في العالم، وموطنًا لآلاف القطع الفنية التي تروي تاريخ الإنسانية من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن التاسع عشر. يقع في قصر ملكي قديم، وتزين مدخله الهرم الزجاجي الشهير الذي أصبح أحد رموز باريس المعاصرة.
من أبرز معروضاته لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي، وتمثال "فينوس ميلو"، وأعمال لا تُحصى من روائع الحضارات المصرية، اليونانية، الرومانية، والشرق الأدنى. التجول في اللوفر ليس مجرد زيارة ثقافية، بل رحلة في الزمن، تثير الإعجاب وتغذي الفكر.
الشانزليزيه وقوس النصر.. قلب باريس النابض بالأناقة
من ساحة الكونكورد إلى قوس النصر، يمتد شارع الشانزليزيه (Champs-Élysées) كأحد أشهر الشوارع في العالم، حيث تتراصف على جانبيه المحلات الراقية، دور الأزياء العالمية، المقاهي التاريخية، ودور السينما.
يقع في نهاية الشارع قوس النصر، الذي أمر ببنائه نابليون بونابرت عام 1806 تخليدًا لانتصارات جيشه، ويُعد من أبرز المعالم النيوكلاسيكية في أوروبا. يمكن صعود القوس للحصول على مشهد خلاب لباريس بأكملها، حيث تتشعّب منها شوارع المدينة كأذرع نجمية في تناغم عمراني مذهل.
باريس الثقافية.. مدينة المتاحف والمسارح والكتب
باريس ليست فقط معالم مشهورة، بل عاصمة حية للثقافة والفكر. تضم أكثر من 150 متحفًا، ومئات المسارح، وآلاف المكتبات. يمكن لزوارها زيارة متحف أورسيه الذي يحتضن روائع الانطباعيين، أو مركز بومبيدو الذي يضم الفنون المعاصرة، أو زيارة أوبرا غارنييه الرائعة، حيث تمتزج الموسيقى الكلاسيكية بالعمارة الباروكية.
كما تشتهر باريس بمكتباتها العريقة مثل "شيكسبير آند كومباني"، التي كانت ملاذًا للأدباء والمثقفين من كل العالم.
حدائق باريس.. جمال الطبيعة وسط صخب المدينة
رغم زخمها الحضري، تحتفظ باريس بواحات خضراء تبعث على الراحة والسكينة. تُعد حديقة لوكسمبورغ من أجمل الحدائق في المدينة، حيث المسطحات الخضراء، النوافير، الكراسي الحديدية التي تدعو للاسترخاء، وتماثيل الأدباء والفنانين.
ولا تقل عنها حدائق التويلري القريبة من متحف اللوفر، والتي كانت في الأصل حديقة ملكية، وتحولت إلى ملاذ مفتوح للجمهور. وتُشكل هذه الحدائق متنفسًا للسكان والزوار على حد سواء.
المطبخ الباريسي.. نكهة فرنسا الأصلية
المطبخ في باريس هو انعكاس راقٍ للذوق الفرنسي الرفيع. من المخابز التي تفوح منها رائحة الكرواسون الطازج، إلى المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان، تقدّم المدينة تجربة مذاقية متكاملة.
لا بد من تذوّق "كريب السوزيت"، و"الباغيت" الفرنسي، وأطباق البط الشهيّة، فضلًا عن تجربة المقاهي الباريسية التقليدية مثل "لو دوماجو" أو "كافيه دو فلور"، التي طالما كانت ملتقى الفلاسفة والفنانين.
نهر السين.. روح باريس المتدفقة
يخترق نهر السين باريس، ليضفي عليها سحرًا خاصًا، لا يكتمل اكتشاف المدينة إلا عبر جولة نهرية على متن أحد القوارب السياحية (Bateaux Mouches)، حيث تمر أمامك أبرز معالم باريس: برج إيفل، نوتردام، متحف اللوفر، الجسور العتيقة.
هذه الرحلة النهرية تقدم منظورًا مختلفًا للمدينة، يجمع بين الهدوء والجمال، ويُعد من أكثر الأنشطة رومانسية وسحرًا في باريس.
باريس.. بوابة للعالم
بفضل مطارها الدولي شارل ديغول، وشبكة القطارات الفائقة السرعة، تُعد باريس نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف باقي فرنسا وأوروبا. سواء كنت ترغب في التوجه إلى الريف الفرنسي، أو إلى بروكسل، لندن، أو جنيف، فإن باريس تضع العالم في متناول يدك.
خاتمة: باريس.. مدينة تتجدد كل لحظة
باريس ليست مدينة تُزار مرة واحدة، بل عالم متجدد، تُعيد اكتشافه في كل زيارة. هي المدينة التي تختصر حضارة، وتُجسّد الحلم، وتُلهم الخيال. في شوارعها، يتلاقى الماضي بالحاضر، وفي أزقتها، يُروى تاريخ الإنسان، وفي قلوب عشّاقها، تُولد القصص.
مهما كتبت الأقلام ووُصفت المعالم، تبقى باريس أكبر من أن تُختصر. إنها تجربة لا تُنسى، وعاصمة لا تُشبه سواها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ يوم واحد
- المدينة
باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن
باريس، تلك المدينة التي طالما سحرت القلوب وألهبت خيال الشعراء والرسامين والعشاق، ليست مجرد عاصمة لفرنسا، بل هي رمز عالمي للجمال والثقافة والرقي. تُعرف باسم "مدينة النور" (La Ville Lumière)، وتُعد من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث يقصدها الملايين سنويًا للتمتع بما تقدمه من معالم خالدة، ومزارات ثقافية، وتجارب فنية ومذاقية لا تُنسى. باريس.. قلب فرنسا النابض تقع باريس شمال وسط فرنسا على ضفاف نهر السين، وهي أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، وأحد أبرز المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. تحولت على مر العصور من مستوطنة غالية قديمة إلى مركز عالمي للتنوير في القرن الثامن عشر، ثم إلى عاصمة النور والموضة في العصر الحديث.تتميز باريس بتخطيطها العمراني الفريد، حيث الشوارع الواسعة التي رسمها المهندس "هوسمان"، والمتنزهات الجميلة، والجسور العتيقة، والكنائس القوطية، التي تتناغم مع الحداثة في تنسيق معماري بديع، يجعل من كل زاوية مشهدًا يستحق التأمل. برج إيفل.. الرمز الذي لا يغيب لا يُمكن ذكر باريس دون الحديث عن برج إيفل، المعلم الأشهر في المدينة، وأحد أكثر المعالم زيارة في العالم. بُني البرج عام 1889 ليكون مدخلًا لمعرض باريس الدولي، وصممه المهندس الشهير غوستاف إيفل. يصل ارتفاعه إلى 330 مترًا، ويقدم من على منصاته الثلاث إطلالات بانورامية لا مثيل لها على المدينة. البرج ليس فقط تحفة هندسية، بل رمز للحلم والابتكار الفرنسي، وأيقونة تُمثل باريس في كل أرجاء العالم. يمكن للزائر الصعود إليه سيرًا على الأقدام أو عبر المصعد، وتجربة تناول العشاء في أحد مطاعمه ذات الإطلالة المذهلة. كاتدرائية نوتردام.. سيدة باريس العتيقة رغم ما أصابها من أضرار جسيمة في حريق عام 2019، تظل كاتدرائية نوتردام أحد أروع معالم باريس الدينية والتاريخية. بُنيت في القرن الثاني عشر، وتُعد تحفة من الطراز القوطي، بأقواسها المدببة ونوافذها الزجاجية الملونة وتماثيلها المنحوتة بدقة. ألهمت هذه الكاتدرائية الأدباء، وعلى رأسهم فيكتور هوغو في روايته الشهيرة "أحدب نوتردام". زيارة نوتردام تمنحك لحظة تأمل في التاريخ الروحي والثقافي لفرنسا، وسط أجواء تعبق بالمهابة والجمال. متحف اللوفر.. حيث يسكن الفن الخالد يُعد متحف اللوفر (Musée du Louvre) أكبر متحف فني في العالم، وموطنًا لآلاف القطع الفنية التي تروي تاريخ الإنسانية من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن التاسع عشر. يقع في قصر ملكي قديم، وتزين مدخله الهرم الزجاجي الشهير الذي أصبح أحد رموز باريس المعاصرة. من أبرز معروضاته لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي، وتمثال "فينوس ميلو"، وأعمال لا تُحصى من روائع الحضارات المصرية، اليونانية، الرومانية، والشرق الأدنى. التجول في اللوفر ليس مجرد زيارة ثقافية، بل رحلة في الزمن، تثير الإعجاب وتغذي الفكر. الشانزليزيه وقوس النصر.. قلب باريس النابض بالأناقة من ساحة الكونكورد إلى قوس النصر، يمتد شارع الشانزليزيه (Champs-Élysées) كأحد أشهر الشوارع في العالم، حيث تتراصف على جانبيه المحلات الراقية، دور الأزياء العالمية، المقاهي التاريخية، ودور السينما. يقع في نهاية الشارع قوس النصر، الذي أمر ببنائه نابليون بونابرت عام 1806 تخليدًا لانتصارات جيشه، ويُعد من أبرز المعالم النيوكلاسيكية في أوروبا. يمكن صعود القوس للحصول على مشهد خلاب لباريس بأكملها، حيث تتشعّب منها شوارع المدينة كأذرع نجمية في تناغم عمراني مذهل. باريس الثقافية.. مدينة المتاحف والمسارح والكتب باريس ليست فقط معالم مشهورة، بل عاصمة حية للثقافة والفكر. تضم أكثر من 150 متحفًا، ومئات المسارح، وآلاف المكتبات. يمكن لزوارها زيارة متحف أورسيه الذي يحتضن روائع الانطباعيين، أو مركز بومبيدو الذي يضم الفنون المعاصرة، أو زيارة أوبرا غارنييه الرائعة، حيث تمتزج الموسيقى الكلاسيكية بالعمارة الباروكية. كما تشتهر باريس بمكتباتها العريقة مثل "شيكسبير آند كومباني"، التي كانت ملاذًا للأدباء والمثقفين من كل العالم. حدائق باريس.. جمال الطبيعة وسط صخب المدينة رغم زخمها الحضري، تحتفظ باريس بواحات خضراء تبعث على الراحة والسكينة. تُعد حديقة لوكسمبورغ من أجمل الحدائق في المدينة، حيث المسطحات الخضراء، النوافير، الكراسي الحديدية التي تدعو للاسترخاء، وتماثيل الأدباء والفنانين. ولا تقل عنها حدائق التويلري القريبة من متحف اللوفر، والتي كانت في الأصل حديقة ملكية، وتحولت إلى ملاذ مفتوح للجمهور. وتُشكل هذه الحدائق متنفسًا للسكان والزوار على حد سواء. المطبخ الباريسي.. نكهة فرنسا الأصلية المطبخ في باريس هو انعكاس راقٍ للذوق الفرنسي الرفيع. من المخابز التي تفوح منها رائحة الكرواسون الطازج، إلى المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان، تقدّم المدينة تجربة مذاقية متكاملة. لا بد من تذوّق "كريب السوزيت"، و"الباغيت" الفرنسي، وأطباق البط الشهيّة، فضلًا عن تجربة المقاهي الباريسية التقليدية مثل "لو دوماجو" أو "كافيه دو فلور"، التي طالما كانت ملتقى الفلاسفة والفنانين. نهر السين.. روح باريس المتدفقة يخترق نهر السين باريس، ليضفي عليها سحرًا خاصًا، لا يكتمل اكتشاف المدينة إلا عبر جولة نهرية على متن أحد القوارب السياحية (Bateaux Mouches)، حيث تمر أمامك أبرز معالم باريس: برج إيفل، نوتردام، متحف اللوفر، الجسور العتيقة. هذه الرحلة النهرية تقدم منظورًا مختلفًا للمدينة، يجمع بين الهدوء والجمال، ويُعد من أكثر الأنشطة رومانسية وسحرًا في باريس. باريس.. بوابة للعالم بفضل مطارها الدولي شارل ديغول، وشبكة القطارات الفائقة السرعة، تُعد باريس نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف باقي فرنسا وأوروبا. سواء كنت ترغب في التوجه إلى الريف الفرنسي، أو إلى بروكسل، لندن، أو جنيف، فإن باريس تضع العالم في متناول يدك. خاتمة: باريس.. مدينة تتجدد كل لحظة باريس ليست مدينة تُزار مرة واحدة، بل عالم متجدد، تُعيد اكتشافه في كل زيارة. هي المدينة التي تختصر حضارة، وتُجسّد الحلم، وتُلهم الخيال. في شوارعها، يتلاقى الماضي بالحاضر، وفي أزقتها، يُروى تاريخ الإنسان، وفي قلوب عشّاقها، تُولد القصص. مهما كتبت الأقلام ووُصفت المعالم، تبقى باريس أكبر من أن تُختصر. إنها تجربة لا تُنسى، وعاصمة لا تُشبه سواها.


الناس نيوز
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الناس نيوز
في متحف اللوفر الباريسي معرض يعرّف بدولة المماليك ويضيء على مكانتها…
باريس وكالات – الناس نيوز :: يتمحور معرض كبير يحتضنه متحف اللوفر في باريس اعتبارا من الأربعاء على موضوع المماليك، الذين عرف الشرق الأدنى مرحلة ذهبية عندما امتدت سلالتهم في العصور الوسطى على امبراطورية مصرية سورية شاسعة، بعدما كانوا أساسا يتحدرون من طبقة من الرقيق المحاربين من القوقاز وآسيا الوسطى. ويضيء معرض 'المماليك، 1250-1517' للمرة الأولى في أوروبا على هذه الإمبراطورية التي شهدت خلالها 'الحضارة الإسلامية نهضة دامت أكثر من قرنين'، من القاهرة إلى دمشق، مرورا بحلب والقدس وطرابلس، على ما شرحت مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر ثريا نجيم ومديرة المجموعة في هذا القسم كارين جوفان لوكالة فرانس برس. ويضم المعرض الذي يستمر إلى 28 تموز/يوليو نحو 260 قطعة موزعة على خمسة أقسام موضوعية تفصل بينها مساحات غامرة، ومن بين هذه المعروضات منسوجات وتحف فنية ومخطوطات ولوحات وقطع عاج وزخارف حجرية والخشبية. – 'مفترق طرق' – ويستحضر كل من هذه الأقسام بالتفصيل هذه 'الحقبة التي نادرا ما يُعرض شيء عنها للجمهور العريض'، بحسب نجيم. وأضافت أن محتويات المعرض 'تُظهر كيف أن السلاطين والأمراء والنخب المدنية كانوا مهتمين برعاية الفنون، وشجعوا طوال قرنين ونصف قرن الجمالية المجردة التي تعكس المجتمع' المملوكي المتنوع الانتماءات، والذي شكّل 'مفترق طرق للتبادلات' و'صلة وصل بين الشرق والغرب'. ولاحظت جوفان أن الدولة المملوكية نجحت في مجال التخطيط المُدني 'في أن تُشكّل بالكامل صورة المدن الحضرية الكبرى' في الشرق الأوسط. وأضافت أن سلطنة المماليك كانت أيضا 'الممر الإلزامي عبر البحر الأحمر من آسيا إلى أوروبا' لتجارة التوابل والفراء والمرجان والحرير. ومن بين المعروضات مخطوطات مكتوبة بخط اليد وزخارف بأنماط نباتية وهندسية، و'مخطوطات الحج' ذات الزخارف الجميلة التي تشبه مذكرات السفر، والكثير من المزهريات وقطع الزجاج المنفوخ والمطلي بالمينا والمذهب. ويحتوي المعرض أيضا على سجادة نادرة، بنمط ثلاث ميداليات على الشكل الهندسي النجمي المميز للعصر المملوكي. ومصدر هذ السجادة متحف اللوفر أبو ظبي، حيث سينتقل المعرض ابتداءً من شهر أيلول/سبتمبر المقبل. وأضافت نجيم أن 'الضوء والشفافية في كل مكان (من المعرض)، كما هي الحال في العمارة، يعبّران عن عالم روحي وخيال يستحضر اللانهاية'. وفي ما يتعلق بالمجتمع، يعرّف المعرض بالشخصيات الكبرى في الإمبراطورية المملوكية، من علماء ومتصوفين وكتاب وتجار وحرفيين، رجالا ونساء، مسلمين كانوا أم من الأقليتين المسيحية واليهودية. وشكلت القاهرة ودمشق آنذاك نقطتي الارتكاز لهذه الإمبراطورية. وتتأتى السلالة التي أسست دولة المماليك من نظام فريد من نوعه يقوم على العبودية العسكرية، تميزوا فيه كمحاربين ببراعتهم كفرسان ورماة، كان معظمهم من الأتراك ثم القوقازيين، يؤخذون من عائلاتهم أطفالا، فيحصلون على تنشئة قائمة على روح الانتماء إلى وحدة عسكرية، وعلى الإسلام. – النساء والعلوم – أما في ما يتعلق بالنساء، وهو موضوع يثير اهتمام الباحثين منذ نحو عشر سنوات، فلاحظت نجيم أن 'حياتهنّ وفق النصوص القانونية، محصورة بالمجال المنزلي، لكنهنّ في الواقع كنّ يتجولن في الأسواق والشوارع ويشاركن في الحياة المجتمعية'. وأشارت إلى أن 'بعضهن كنّ يرتقين في السلم الوظيفي، ويصبحن سيدات أعمال، ويجمعن ثروات طائلة، ويبنين أضرحة'، مثل العبدة السودانية الست حدق (أو الست مسكة). وأضافت أن 'السلطانة شجرة الدر التي حكمت 80 يوما فحسب، كانت تسك النقود باسمها بعد أن أوصلتها حاشيتها وضباط المماليك إلى السلطة'. ويبين المعرض أيضا كيف تطور العلم بشكل كبير في عهد المماليك. ومن بين التطورات التكنولوجية المعروضة، 'اسطرلاب يمكن أن يمثل أسس الثورة الكوبرنيكية'، بحسب نجيم. وقد أثار المماليك اهتمام الأوروبيين في القرن التاسع عشر، وألهموا الحركة الاستشراقية. كذلك كان نابوليون معجبا بسلاح الفرسان المملوكي، وهو ما ظهر أثناء حملته المصرية ومعركة الأهرامات (1798)، وهو ما تُصوّره لوحة للفنان فرنسوا أندريه فنسان (1746-1816) معروضة في المتحف. وتُواكب المعرض سلسلة من المؤتمرات ويوم دراسي. ومن المقرر أن يُقدّم عرض توضيحي عن الحفريات الأثرية في قلعة حلب، معقل الدولة المملوكية، في 15 ايار/مايو المقبل.


مجلة هي
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة هي
فندق براك مدريد: عنوان جديد للفخامة في قلب العاصمة الإسبانية
يقع فندق براك مدريد في قلب العاصمة الإسبانية، على شارع غران فيا الشهير، الذي يُعتبر شريان الحياة في المدينة بفضل محلاته الراقية، مقاهيه، مسارحه، وسينماته النابضة بالحياة ليلًا ونهارًا. يتميّز الفندق بواجهة حجرية بيضاء أنيقة ومبهرة، ويجمع بين الفخامة، التصميم الفني، والروح الإسبانية الأصيلة. مبنى تاريخي بلمسة معاصرة شُيّد مبنى الفندق بين عامي 1919 و1922، وكان في السابق يضم قصر ماسيرانو، حيث عاش الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو في طفولته. وقد احتضن المبنى أيضًا استوديوهات لعائلة ألفونسو، إحدى أشهر عائلات التصوير الصحفي في إسبانيا. اليوم، وبعد ترميم شامل، يطل الفندق بواجهته الكلاسيكية ونوافذه المزينة بالشرفات، ليحمل توقيع المصمم العالمي فيليب ستارك. تصميم يحاكي المشاعر والحنين صُمّم فندق براك مدريد كمنزل خاص مليء بالتفاصيل العاطفية. من الدرج الحديدي التاريخي إلى غرف النوم المليئة بذكريات خيالية — كل زاوية في الفندق تروي قصة. الديكور مستوحى من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ويُبرز التباين بين القوة الأرضية في بهو الفندق المصنوع من التيراكوتا، والرقة السماوية في منطقة "لا كابسول" المخصصة للعافية. الإقامة: 57 غرفة وحنين إلى قصة حب يضم الفندق 57 غرفة منها 4 أجنحة، جميعها مزينة بعناصر شخصية تحاكي قصة حب من وحي الخيال. تحتوي الغرف على رسومات يدوية، صور، مذكرات سفر، وقطع فنية تعبّر عن الذكريات. الأثاث مصنوع من الجلد والخشب، مع لمسات من الفخار والحرف اليدوية، في أجواء دافئة مستوحاة من غروب الشمس الإسباني. المطعم: روح مدريد الثقافية يشبه مطعم الفندق صالونات الأدب في العشرينيات، حيث يتخيل الزائر أن شخصيات مثل سلفادور دالي وغارسيا لوركا كانوا يجتمعون فيه. الجدران المغطاة بالخشب، المرايا المائلة، الإضاءة المسرحية، والمطبخ المفتوح، جميعها تخلق تجربة حسية وفكرية في آنٍ معًا. تجربة طعام مستوحاة من حوض المتوسط يقدّم الشيف آدم بنتلحة قائمة طعام مستوحاة من مطبخ البحر الأبيض المتوسط مع لمسات شرقية، باستخدام منتجات محلية عالية الجودة مثل لحم البقر الغاليسي والتونة الحمراء وزيت الزيتون وجامون بيّوتا الشهير. تتضمن التجربة أيضًا مخبزًا فرنسيًا داخل الفندق يقدّم حلويات مثل التارت والبريوش والفلان، مستوحاة من المذاق الفرنسي الأصيل مع نكهات إسبانية. لا كابسول: ملاذٌ للعافية تمتد منطقة العافية "La Capsule" على مساحة 400 متر مربع، وتوفر مجموعة من الخدمات مثل السباحة، التمارين الذهنية، العلاج بالأوكسجين، الساونا، حمامات البخار، والعلاجات اليدوية والتكنولوجية من ماركات عالمية مثل Clarins وmyBlend. التزام بالاستدامة في يونيو 2024، حصلت مجموعة Evok المالكة للفندق على شهادة "Green Globe" العالمية تقديرًا لالتزامها بالاستدامة. ويعكس فندق براك مدريد هذا التوجه من خلال تصميم يدوم طويلًا، واحترام للبيئة والثقافة المحلية