logo
باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن

باريس.. مدينة النور وعاصمة العشق والفن

المدينة٢١-٠٥-٢٠٢٥
باريس، تلك المدينة التي طالما سحرت القلوب وألهبت خيال الشعراء والرسامين والعشاق، ليست مجرد عاصمة لفرنسا، بل هي رمز عالمي للجمال والثقافة والرقي. تُعرف باسم "مدينة النور" (La Ville Lumière)، وتُعد من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث يقصدها الملايين سنويًا للتمتع بما تقدمه من معالم خالدة، ومزارات ثقافية، وتجارب فنية ومذاقية لا تُنسى.
باريس.. قلب فرنسا النابض
تقع باريس شمال وسط فرنسا على ضفاف نهر السين، وهي أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، وأحد أبرز المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. تحولت على مر العصور من مستوطنة غالية قديمة إلى مركز عالمي للتنوير في القرن الثامن عشر، ثم إلى عاصمة النور والموضة في العصر الحديث.تتميز باريس بتخطيطها العمراني الفريد، حيث الشوارع الواسعة التي رسمها المهندس "هوسمان"، والمتنزهات الجميلة، والجسور العتيقة، والكنائس القوطية، التي تتناغم مع الحداثة في تنسيق معماري بديع، يجعل من كل زاوية مشهدًا يستحق التأمل.
برج إيفل.. الرمز الذي لا يغيب
لا يُمكن ذكر باريس دون الحديث عن برج إيفل، المعلم الأشهر في المدينة، وأحد أكثر المعالم زيارة في العالم. بُني البرج عام 1889 ليكون مدخلًا لمعرض باريس الدولي، وصممه المهندس الشهير غوستاف إيفل. يصل ارتفاعه إلى 330 مترًا، ويقدم من على منصاته الثلاث إطلالات بانورامية لا مثيل لها على المدينة.
البرج ليس فقط تحفة هندسية، بل رمز للحلم والابتكار الفرنسي، وأيقونة تُمثل باريس في كل أرجاء العالم. يمكن للزائر الصعود إليه سيرًا على الأقدام أو عبر المصعد، وتجربة تناول العشاء في أحد مطاعمه ذات الإطلالة المذهلة.
كاتدرائية نوتردام.. سيدة باريس العتيقة
رغم ما أصابها من أضرار جسيمة في حريق عام 2019، تظل كاتدرائية نوتردام أحد أروع معالم باريس الدينية والتاريخية. بُنيت في القرن الثاني عشر، وتُعد تحفة من الطراز القوطي، بأقواسها المدببة ونوافذها الزجاجية الملونة وتماثيلها المنحوتة بدقة. ألهمت هذه الكاتدرائية الأدباء، وعلى رأسهم فيكتور هوغو في روايته الشهيرة "أحدب نوتردام".
زيارة نوتردام تمنحك لحظة تأمل في التاريخ الروحي والثقافي لفرنسا، وسط أجواء تعبق بالمهابة والجمال.
متحف اللوفر.. حيث يسكن الفن الخالد
يُعد متحف اللوفر (Musée du Louvre) أكبر متحف فني في العالم، وموطنًا لآلاف القطع الفنية التي تروي تاريخ الإنسانية من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن التاسع عشر. يقع في قصر ملكي قديم، وتزين مدخله الهرم الزجاجي الشهير الذي أصبح أحد رموز باريس المعاصرة.
من أبرز معروضاته لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي، وتمثال "فينوس ميلو"، وأعمال لا تُحصى من روائع الحضارات المصرية، اليونانية، الرومانية، والشرق الأدنى. التجول في اللوفر ليس مجرد زيارة ثقافية، بل رحلة في الزمن، تثير الإعجاب وتغذي الفكر.
الشانزليزيه وقوس النصر.. قلب باريس النابض بالأناقة
من ساحة الكونكورد إلى قوس النصر، يمتد شارع الشانزليزيه (Champs-Élysées) كأحد أشهر الشوارع في العالم، حيث تتراصف على جانبيه المحلات الراقية، دور الأزياء العالمية، المقاهي التاريخية، ودور السينما.
يقع في نهاية الشارع قوس النصر، الذي أمر ببنائه نابليون بونابرت عام 1806 تخليدًا لانتصارات جيشه، ويُعد من أبرز المعالم النيوكلاسيكية في أوروبا. يمكن صعود القوس للحصول على مشهد خلاب لباريس بأكملها، حيث تتشعّب منها شوارع المدينة كأذرع نجمية في تناغم عمراني مذهل.
باريس الثقافية.. مدينة المتاحف والمسارح والكتب
باريس ليست فقط معالم مشهورة، بل عاصمة حية للثقافة والفكر. تضم أكثر من 150 متحفًا، ومئات المسارح، وآلاف المكتبات. يمكن لزوارها زيارة متحف أورسيه الذي يحتضن روائع الانطباعيين، أو مركز بومبيدو الذي يضم الفنون المعاصرة، أو زيارة أوبرا غارنييه الرائعة، حيث تمتزج الموسيقى الكلاسيكية بالعمارة الباروكية.
كما تشتهر باريس بمكتباتها العريقة مثل "شيكسبير آند كومباني"، التي كانت ملاذًا للأدباء والمثقفين من كل العالم.
حدائق باريس.. جمال الطبيعة وسط صخب المدينة
رغم زخمها الحضري، تحتفظ باريس بواحات خضراء تبعث على الراحة والسكينة. تُعد حديقة لوكسمبورغ من أجمل الحدائق في المدينة، حيث المسطحات الخضراء، النوافير، الكراسي الحديدية التي تدعو للاسترخاء، وتماثيل الأدباء والفنانين.
ولا تقل عنها حدائق التويلري القريبة من متحف اللوفر، والتي كانت في الأصل حديقة ملكية، وتحولت إلى ملاذ مفتوح للجمهور. وتُشكل هذه الحدائق متنفسًا للسكان والزوار على حد سواء.
المطبخ الباريسي.. نكهة فرنسا الأصلية
المطبخ في باريس هو انعكاس راقٍ للذوق الفرنسي الرفيع. من المخابز التي تفوح منها رائحة الكرواسون الطازج، إلى المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان، تقدّم المدينة تجربة مذاقية متكاملة.
لا بد من تذوّق "كريب السوزيت"، و"الباغيت" الفرنسي، وأطباق البط الشهيّة، فضلًا عن تجربة المقاهي الباريسية التقليدية مثل "لو دوماجو" أو "كافيه دو فلور"، التي طالما كانت ملتقى الفلاسفة والفنانين.
نهر السين.. روح باريس المتدفقة
يخترق نهر السين باريس، ليضفي عليها سحرًا خاصًا، لا يكتمل اكتشاف المدينة إلا عبر جولة نهرية على متن أحد القوارب السياحية (Bateaux Mouches)، حيث تمر أمامك أبرز معالم باريس: برج إيفل، نوتردام، متحف اللوفر، الجسور العتيقة.
هذه الرحلة النهرية تقدم منظورًا مختلفًا للمدينة، يجمع بين الهدوء والجمال، ويُعد من أكثر الأنشطة رومانسية وسحرًا في باريس.
باريس.. بوابة للعالم
بفضل مطارها الدولي شارل ديغول، وشبكة القطارات الفائقة السرعة، تُعد باريس نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف باقي فرنسا وأوروبا. سواء كنت ترغب في التوجه إلى الريف الفرنسي، أو إلى بروكسل، لندن، أو جنيف، فإن باريس تضع العالم في متناول يدك.
خاتمة: باريس.. مدينة تتجدد كل لحظة
باريس ليست مدينة تُزار مرة واحدة، بل عالم متجدد، تُعيد اكتشافه في كل زيارة. هي المدينة التي تختصر حضارة، وتُجسّد الحلم، وتُلهم الخيال. في شوارعها، يتلاقى الماضي بالحاضر، وفي أزقتها، يُروى تاريخ الإنسان، وفي قلوب عشّاقها، تُولد القصص.
مهما كتبت الأقلام ووُصفت المعالم، تبقى باريس أكبر من أن تُختصر. إنها تجربة لا تُنسى، وعاصمة لا تُشبه سواها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المتحف المصري بـ"التحرير"... هل سيبقى الشاهد العظيم مشهودا؟
المتحف المصري بـ"التحرير"... هل سيبقى الشاهد العظيم مشهودا؟

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

المتحف المصري بـ"التحرير"... هل سيبقى الشاهد العظيم مشهودا؟

يمر هذا العام 123 عاماً على افتتاح المتحف المصري بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، حيث بدأت فكرة إنشاء متحف للآثار المصرية في عهد الخديوي إسماعيل عام 1863 بناء على اقتراح من عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت، وقد تم إنشاء متحف حينها في منطقة بولاق، ثم عرضت الآثار لاحقاً في سراي بمنطقة الجيزة حتى عام 1902 حينما تم الانتهاء من بناء المبنى الحالي للمتحف المصري، الذي افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني ليكون أول متحف للآثار في منطقة الشرق الأوسط. على مدى أكثر من 100 عام كان المتحف المصري علامة من علامات القاهرة، ووجهة رئيسة للمصريين والسائحين وكل المهتمين بالآثار وبعلم المصريات، باعتبار أن المتحف يضم مجموعة فريدة من الآثار تعكس جميع مراحل التاريخ المصري القديم منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. في العقد الأخير، ومع الإعداد والتجهيز للمتحف المصري الكبير الواقع بمنطقة الجيزة بالقرب من الأهرامات، ومع النقل المتواصل لمجموعات من القطع الأثرية من المتحف المصري بالتحرير، ومن متاحف أخرى في كل أنحاء البلاد، كان هناك تساؤل يثار دائماً حول ما الذي سيحل بالمتحف المصري في التحرير، وكيف سيحافظ على قيمته كواحد من أهم المتاحف المتخصصة في المصريات حول العالم، بخاصة بعد نقل مجموعات كبيرة من الآثار التي كانت تمثل عوامل أساسية للجذب في هذا المتحف، وعلى رأسها كنوز "توت عنخ آمون" التي ارتبطت بهذا المكان وبقيت فيه على مدى أكثر من 100 عام. أقدم متاحف المنطقة عام 2019 تم الإعلان عن أن المتحف يخضع لعملية تطوير شاملة يتم تنفيذها على ثلاث مراحل بمنحة من الاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع اتحاد مكون من خمسة متاحف هي اللوفر في باريس، والبريطاني، والقومي للآثار بلندن، والمصري في برلين وتورينو، وبالفعل تم تنفيذ جانب من مشروع التطوير والإعلان عن افتتاحه. وعام 2021 نقلت المومياوات الملكية من المتحف المصري في الموكب المهيب الذي شهده العالم إلى مقرها الجديد في متحف الحضارة بالفسطاط الذي تم افتتاحه وقتها، وقد كانت تمثل جانباً مهماً في المتحف المصري بالتحرير يحرص الزوار على مشاهدته. في الفترة الأخيرة، وعلى صفحات المتحف المصري على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح يتم التعريف بالقطع الجديدة التي تجري إضافتها للمتحف، وفي الوقت نفسه التعريف ببعض القطع المميزة مع توضيح أنها باقية في المتحف المصري. فكيف يرى المتخصصون وضع المتحف المصري حالياً، وما الاقتراحات التي يمكن تنفيذها ليبقى المتحف في بؤرة الاهتمام كواحد من أهم المتاحف، ليس في مصر وحدها وإنما في العالم كله. يقول أستاذ الآثار والدراسات المتحفية بجامعة دمياط، عضو المجلس الدولي للمتاحف محمد جمال راشد إن "المتحف المصري قيمة كبيرة على مستوى العالم، وهو أقدم متحف في المنطقة، والمبنى ذاته مسجل كأثر، وهذه نقاط مهمة يمكن تقديم المتحف وتسويقه عن طريقها، إضافة إلى أنه جزء من تاريخ وسط القاهرة وتطورها، ويحظى بواحد من أفضل تصاميم المتاحف في العالم، فالمبنى يمثل قيمة فنية وتاريخية كبيرة، وفي هذا العصر يعتمد الاتجاه الحديث للمتاحف على أن يكون المتحف مؤسسة ثقافية متكاملة بإقامة فعاليات مختلفة ثقافية وتعليمية". ويضيف "في الفترة القادمة، وبعد افتتاح المتحف المصري الكبير، وانتقال بعض القطع الأثرية التي كانت تمثل أهمية كبيرة وعلى رأسها مجموعة توت عنخ آمون، من المفترض أن يتم إلقاء الضوء على قطع أخرى ووضعها في بؤرة الضوء وإعادة تقديمها، فعلى سبيل المثال يذهب الناس لرؤية توت عنخ آمون بسبب الحكايات والقصص التي رويت عنه على مدى الأعوام، والصور التي انتشرت وظهر فيها كم الإبهار في هذه المجموعة، ويمكن أن يحدث هذا حالياً مع قطع أثرية أخرى لها حكايات قد تبهر الناس وتدفعهم إلى استكشافها في المتحف، مثل مجموعة (تويا ويويا) المعروضة في الطابق الثاني من المتحف، وغيرها كثير من القطع الأثرية الفريدة التي لا تحظى بشهرة كافية على رغم قيمتها الفنية والتاريخية". وتابع "عندما افتتح المتحف المصري منذ أكثر من 100 عام كان يمثل مركزاً عالمياً لدراسة المصريات في العالم، ويستقطب كل من له اهتمام بالآثار وبعلم المصريات من كل البلدان، وهذه النقطة يمكن استغلالها حالياً بالاهتمام بالجانب التعليمي والدراسي واستقطاب المتخصصين في المصريات من كل الجامعات العالمية وتنظيم فعاليات متنوعة مثل المحاضرات والندوات وغيرها، باعتبار أن هذا المتحف من أهم المواقع التي تضم آثاراً مصرية في العالم كله". كيف تقاس أهمية المتاحف؟ في أية دولة لديها تراث ثقافي وفني وتضم مجموعات من المتاحف تعكس هذا التراث وتمثل وجهة للسياحة هناك عوامل بعينها قد تدفع السائح المهتم بالمتاحف إلى اختيار متحف دون غيره إذا توافرت بدائل متعددة، فقد يختار الأشهر، أو الأقرب، أو الذي يتوافق مع ميوله واهتماماته الشخصية، أو الذي يتناسب مع ميزانيته، ولكن في الإطار العلمي، وفي تصنيفات العلماء والمتخصصين، فإن قيمة المتحف تقاس باعتبارات أخرى تجعل متحفاً بعينه ذا قيمة كبيرة بين المتاحف الأخرى. يقول عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، بسام الشماع، إن "قياس قيمة أي متحف لا تكون بعدد الآثار أو بالحجم وإنما بعناصر عدة، من بينها فرادة القطع الأثرية واستثنائيتها وقيمتها ومدى تأثيرها في التاريخ، وعلى هذا فالمتحف المصري سيظل متحف القطع الأثرية المتفردة والنادرة، وهو ما يجعله من أهم المتاحف في العالم بما يضمه من قطع لا مثيل لها، من بينها على سبيل المثال (صلاية نارمر) الموجودة في الدور الأرضي، وتعد أقدم مرسوم سياسي اجتماعي في تاريخ مصر القديم، وهي قطعة استثنائية تحتاج إلى أن يتم إبرازها بصورة كبرى، ومثل (هريم بن بن) بنقوشه الفريدة، الذي يرجع لعصر أمنمحات الثالث، و(قرص سابو) الذي يعد مثار تساؤل من كل علماء المصريات في العالم، الذين لم يستطع أحدهم التعرف إلى ماهية هذا القرص أو في ما كان يستخدم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويضيف "في الفترة الأخيرة، ومع بعض التغييرات التي حدثت في المتحف المصري بعد نقل مجموعات من القطع للمتحف الجديد، تم عمل سيناريو عرض متحفي جديد في المتحف المصري بالتحرير، وهو شديد التميز ويهتم بكثير من القواعد المعمول بها في علم المتاحف، لكن هناك بعض القطع الأثرية الفريدة التي يضمها المتحف تحتاج إلى إبرازها بصورة كبرى، من بينها على سبيل المثال تمثال منكاورع، وتمثال خفرع، فكلاهما قطعة فنية لا مثيل لها تحتاج إلى العرض بشكل يظهرها بصورة فضلى". ويتابع "كنت أرى أن يتم الإبقاء على جزء من آثار توت عنخ آمون في المتحف المصري بالتحرير، على اعتبار أنها مرتبطة بالمتحف، ومن أهم عوامل الجذب على مدى الأعوام، كما أن لدىّ تحفظاً على اسم المتحف المصري الكبير الذي سيفتتح قريباً، فالعبرة ليست بالحجم، إذ يمكن لاحقاً أن يتم بناء متحف أكبر منه". حان الوقت لفتح البدروم إلى جانب المبنى العريق المسجل كأثر، والقطع الأثرية الفريدة التي يضمها، فإن بدروم المتحف المصري لا يقل أهمية عن كليهما، فهذا القبو الواقع أسفل المتحف يضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية بعضها مخزن فيه منذ افتتاحه، أي منذ أكثر من 100 سنة، وتباعاً وعلى مدى عشرات الأعوام، ومع كل كشف أثري جديد كانت تضاف قطع جديدة، وكثير من المشروعات جرت لحصر القطع الموجودة في البدروم وتصنيفها، وقد جرى استخراج بعضها وعرضه، وأقيم أكثر من معرض موقت في المتحف ضم مجموعات من هذه القطع المخزنة في البدروم. حالياً من بين الاقتراحات التي يقدمها المختصون، الاستعانة ببعض هذه القطع في المتحف للعرض لأول مرة وإضفاء روح جديدة على المكان، ولتصبح مع الوقت من علامات المتحف مثلما كانت القطع الموجودة حالياً، أو التي تم نقلها للمتحف الكبير. أحمد عامر المتخصص في المصريات، يقول "في ما يتعلق بمستقبل المتحف، أعتقد أنه حان الوقت للاستعانة ببعض القطع الصالحة للعرض من بدروم المتحف المصري، الذي يضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية تقدر بأكثر من 50 ألف قطعة، وهذا سيخلق حياة جديدة للمتحف ويثير فضول الناس للذهاب إليه ورؤية هذه القطع التي تعرض لأول مرة، فما يوجد في قبو المتحف يكفي لملء متحف آخر، كذلك الاكتشافات الأثرية المتوالية التي لا تنتهي يمكن أن يعرض جانب منها في المتحف فتكون إضافة جديدة. وبالفعل هناك خطوات جيدة تم اتخاذها مثل وضع كنوز (تانيس) في القاعات التي كانت تضم آثار توت عنخ آمون، وفي الفترة المقبلة من المتوقع أن يشهد المتحف كثيراً من الإضافات". ويستطرد "افتتاح المتحف المصري الكبير أو غيره لن يؤثر في المتحف المصري، فعندما تم افتتاح متحف الحضارة منذ أعوام عدة ونقل المومياوات إليه قيل هذا الكلام، لكن لم يتأثر المتحف، وهو يومياً يحظى بإقبال كبير من السياح والمصريين على السواء، إذ تميزه أشياء كثيرة من بينها موقعه في وسط القاهرة، والقطع الأثرية الفريدة التي يضمها، وأي متحف ستتم إضافته للمتاحف في مصر هو نقطة قوة وفرصة لإثراء السياحة الثقافية في البلاد، باعتبار أن كل متحف مكمل للآخر". المتحف والواقع المعزز الاتجاه العالمي في مجال المتاحف أصبح يعتمد نهجاً جديداً، فقد تجاوز المتحف فكرة كونه مبنى يضم قاعات لعرض القطع الأثرية، وأصبح الفكر الجديد قائماً على أن المتحف هو مؤسسة ثقافية متكاملة تؤثر في بيئتها المحيطة، وتقام فيها فعاليات ثقافية وفنية متنوعة. كذلك فإن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبحا من أهم الإضافات التي يستند إليها التوجه العالمي الجديد للمتاحف، وفي هذا الإطار ومنذ أشهر عدة تم إطلاق مشروع projct revival في المتحف المصري بالتحرير لإحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر الواقع المعزز، وذلك بالتعاون بين وزارة الآثار وشركة "ميتا"، بحيث يستطيع الزوار رؤية وتخيل شكل القطع الأثرية عند صنعها، ليمثل هذا إضافة جديدة وشكلاً من أشكال التفاعل بين الزائر والأثر.

بالوتيلي على منصة الموضة: من الملاعب إلى عروض الأزياء (فيديو)
بالوتيلي على منصة الموضة: من الملاعب إلى عروض الأزياء (فيديو)

حضرموت نت

time٣٠-٠٦-٢٠٢٥

  • حضرموت نت

بالوتيلي على منصة الموضة: من الملاعب إلى عروض الأزياء (فيديو)

في تحول غير متوقع لمسيرته، ظهر النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي في دور جديد بعيدًا تمامًا عن كرة القدم، حيث خاض تجربته الأولى كعارض أزياء خلال أسبوع الموضة في باريس. بالوتيلي من أفضل مهاجم في العالم لعارض أزياء المهاجم السابق لنادي جنوى، والبالغ من العمر 34 عامًا، شارك في عرض أزياء خاص لماركة KidSuper لموسم ربيع 2026 للرجال، مرتديًا سترة وسروالًا مستوحَيين من قصة أطفال بعنوان: 'الفتى الذي قفز فوق القمر'. وشكر المصمم الشهير القائم على العلامة التجارية اللاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بـ**'الأسطورة الحقيقية'**، في ظهور مفاجئ شهد حضورًا كبيرًا، خاصة أن العرض أقيم في موقع أسطوري وهو متحف اللوفر في باريس. ورغم أنه لا يرتبط بأي نادٍ حاليًا بعد انتهاء عقده مع جنوى في أكتوبر 2024، والذي لم يخض معهم سوى 6 مباريات فقط، يبدو أن بالوتيلي يستمتع بخوض تجارب جديدة في حياته. وقد شارك مؤخرًا في حدث Baller League بلندن، وسط تكهنات حول إمكانية انضمامه إلى فريق ريال مورسيا من الدرجات الدنيا في إسبانيا. هل تكون عروض الأزياء هي الوجهة الجديدة لـ'سوبر ماريو' بعد سنوات من الجدل والتألق في الملاعب؟ الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت جديدة للنجم الإيطالي المثير للجدل.

بحثا عن عناصر التجريب في المسرح العربي "البديل"
بحثا عن عناصر التجريب في المسرح العربي "البديل"

Independent عربية

time٠٥-٠٦-٢٠٢٥

  • Independent عربية

بحثا عن عناصر التجريب في المسرح العربي "البديل"

في كتابه "المسرح البديل في العالم العربي" (بيت الحكمة) يتتبع الناقد عيد عبد الحليم تجارب عربية كسرت النمطية المسرحية، خاصة بعد ظهور بيان "نحو مسرح عربي جديد" ليوسف إدريس، وصدور كتاب "قالبنا المسرحي" لتوفيق الحكيم، من خلال تكثيف الاهتمام بفنون الأداء، وعلى رأسها تدريب الممثل، والاعتماد على خصوصية المكان باستلهام الطقوس والعادات الشعبية، في محاولة للاقتراب من الجمهور، عبر كسر حاجز الإيهام. وعقب ذلك، ظهرت بيانات المسرح الاحتفالي في المغرب، وتوالى ظهور رؤى تجريبية في التأليف عند سعد الله ونوس، وميخائيل رومان، وممدوح عدوان، ومحمود دياب، وألفريد فرج، ومحمد الماغوط، ويوسف العاني، ومحمد النشمي، وغيرهم؛ ومخرجين مثل كرم مطاوع وسعد أردش وقاسم محمد وعبد الكريم برشيد، وعبد القادر علولة، والطيب صديقي، وعبد الله السعداوي وروجيه عساف. تجريب وتجديد في مفتتح الكتاب قول المسرحي البريطاني جيمس روس إيفانز (1937 – 2022): "أن تكون تجريبياً يعني أن تغزو المجهول". ويستهل عبد الحليم المقدمة بالتأكيد على أن المشتغلين في عالم المسرح لم يتمكنوا من تحديد تعريف لمفهوم التجريب، خصوصاً لجهة اختلافه عن مفهوم "التجديد". ومن ثم فإنه انحاز إلى ما أسماه "المسرح البديل"، متلمساً فيه عناصر التجريب وعناصر التجديد، تأليفاً وإخراجاً ونقداً. جاء الكتاب في خمسة أبواب؛ الأول "فلسفة المسرح التجريبي"، ويتناول علاقة الجمهور بهذا المسرح، وفلسفة العمارة في المسرح في القرن العشرين، وحدود التجريب في مسرح السبعينيات. الباب الثاني "ظواهر مسرحية" ويناقش المسرج الاحتفالي، مسرح الحجرة في العالم العربي، الاستديو المسرحي، المختبر المسرحي، ومسرحة النصوص الأدبية في تجربة المسرح المستقل. "مسرح المؤلفين"عنوان الباب الثالث، يتناول بدايات النهضة المسرحية، الرؤية الاجتماعية في مسرح نعمان عاشور، فلسفة المسرح عند يوسف إدريس وأثرها في الحركة المسرحية، محمد النشمي رائد المسرح الارتجالي في الكويت، يوسف العاني جسر بين الواقع والتراث، ملحة عبد الله خيال الأسطورة وفضاء الموروث الشعبي، البنية الدائرية في مسرح صلاح عبد الصبور، عبد الرحمن الشرقاوي والمسرح الممنوع، سعد الله ونوس والمسرح التفاعلي، يسري الجندي وتجليات المسرح الشعبي، ومحسن مصيلحي وتجربته في الكوميديا الشعبية. والباب الرابع "مسرح المخرجين"، ويناقش ما إذا كان هذا المسرح يعني نهاية عصر المؤلف، جماليات المسرح الشعبي عند عبد الرحمن الشافعي، جلال الشرقاوي راهب المسرح المصري، الطيب الصديقي ومسرح الناس، ناصر عبد المنعم وتوظيف الموروث الشعبي ومسرحة النصوص الأدبية، عبد الله السعداوي وتنوع أدوات التجريب، روجيه عساف ومسرح الحكواتي، وعادل العليمي وجماليات المسرح الطقسي. والباب الأخير "نقاد المسرح البديل ويتضمن تسليط الضوء على كتابات علي الراعي ومحمود أمين العالم، وفاروق عبد القادر، ونهاد صليحة. في المقدمة، لاحظ عيد عبد الحليم أنه منذ نهايات القرن الـ 19، بدأ المسرح يتغير جذرياً، حيث عرضت مسرحية "الملك أبو" لألفريد غاري على مسرح اللوفر في باريس، فأحدثت دويا كبيرا في الأوساط الفنية، ووصفها الشاعر الإنجليزي وليم بتلر ييتس بأنها "علامة أنهت مرحلة كاملة في الفن". وربما كانت تلك هي بداية ما عرف بالمسرح التجريبي الذي رأى المخرج الأميركي ريتشارد ىشيكنر أنه ذلك المسرح الذي يخترق الحدود، سواء أكانت مادية أو فكرية، زمنية أو مكانية. وعربياً، جاء تأسيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1988، ليكون ملتقى عالمياً لتبادل الخبرات الفنية، ثم تأسست الهيئة العربية للمسرح عام 2007 بمبادرة من حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، ولعبت دوراً مهماً في نشر النصوص المسرحية غير النمطية، وتبنت تنظيم مهرجان المسرح العربي، في ضوء هدفها إبراز المنجزات المسرحية العربية المتميزة وتشجيع الإبداع المسرحي الحر. ومعروف أن الدورة الـ15 لهذا المهرجان أقيمت في مسقط في يناير / كانون الثاني الماضي، تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد"، وستقام الدورة الـ16 في القاهرة من 10 إلى 16 يناير 2026 تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد". أما مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، فسيعقد دورته الـ 32 في أيلول / سبتمبر المقبل، على أن يناقش محورها الفكري موضوع "المسرح ما بعد العولمة"، "بغرض السعي لفتح آفاق جديدة للحوار حول أثر مرحلة ما بعد العولمة على المسرح من جوانب فكرية واقتصادية وتقنية وجمالية، في ظل التحولات العالمية التي تدفع باتجاه مراجعة النماذج الثقافية السائدة والبحث عن بدائل تكرّس الخصوصيات المحلية وتستفيد من المنجزات التكنولوجية". من موسكو إلى القاهرة وهكذا يمكن القول إنه لا مفر للمسرح من أن ينشد التجديد باستمرار. وفي هذا السياق، لاحظ عيد عبد الحليم أن فكرة "المسرح خارج المسرح" التي تجلت في غير بلد عربي من خلال ما يسمى بـ "المسرح الاحتفالي"، ثبت أنه "لا يمكن أن تتم بالشكل الصحيح إلا من خلال القراءة الواعية للموروث الشعبي والثقافي العربي" ص56. وبالنسبة إلى "مسرح الحجرة"، فقد تتبع عبد الحليم، بداياتها، التي تمثلت في تجربة المخرج ألكسندر تاييروف عام 1914 في موسكو، ثم تطورت مع مسرحية "في غرفة المعيشة" عام 1953، والتي كتبها غراهام غراين. وعرفت مصر هذه التجربة مع المخرج سعد أردش عندما أسَّس "مسرح الجيب" عام 1962، وهناك تجربة "مسرح المئة كرسي" في الأردن وبدأت عام 1968. وعرفت سورية "مسرح الغرفة" منذ خمسينيات القرن الماضي، عبر عشرات العروض المسرحية، ومنها مثلاً عرض "في انتظار غودو" للمخرج محمد ملص. واشتهرت فرقة "المعبد" المسرحية المصرية المستقلة بعروض "مسرح الغرفة"، ومنها عرض "اللجنة" للمخرج أحمد العطار عام 1998. أما "الأستوديو المسرحي"، فمن أشهر تجاربه في مصر، فرقة "أستوديو 80" التي أسَّسها الفنان محمد صبحي مع المخرج لينين الرملي. ويوجد في مدينة القدس "استوديو الممثل"، الذي قدمت فرقته عرض "مجلس العدل" عام 2009 وهو من تأليف توفيق الحكيم. وفي تونس يوجد "استوديو التياترو" الذي أسَّسه الفنان توفيق الجبالي عام 2003. مسرح الشارع وتناول عبد الحليم كذلك تجربة المخرج المغربي الطيب الصديقي في مجال المسرح المفتوح، أو "مسرح الشارع" حيث تقدم العروض في ساحة جامع الفنا في الرباط. أطلق الصديقي على فرقته اسم "مسرح الناس"، وهي لا تعتمد على النص الثابت، بل تكسر الأشكال التقليدية لتضفي طابعاً احتفالياً؛ "إنها تعتمد على تفجير قدرات الممثل ليحل الإيماء والرقص محلَّ الكلمة"، بحسب مقال للناقد السوري رياض عصمت، نشرته مجلة "الحياة المسرحية". وتناول عيد عبد الحليم كذلك تجربة الفنان البحريني عبد الله السعداوي (1948 – 2024) على مستوى التأليف والإخراج والتمثيل منذ أن قدَّم مسرحية "الحمار ومقصلة الإعدام" في منتصف ستينيات القرن الماضي، ثم منذ أن انتقل إلى العمل في "مسرح الشارقة الوطني" عام 1975. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والسعدواي هو مؤسس فرقة "الصواري" عام 1991 التي عملت على إلغاء مركزية الخشبة، مستفيدا من تجربة عمله مع المسرحي المصري عبد الرحمن عرنوس الذي قدَّم معه مجموعة من العروض، منها "الرجال والبحر والرهائن"، تأليف عصام محفوظ، وإعداد درامي للشاعر البحريني قاسم حداد، وقد قام على فكرة إعطاء مساحة خاصة للارتجال وتكوين فضاءات مسرحية مغايرة. لبنان والخليج أما تجربة اللبناني روجيه عساف، فقد أفرد لها عيد عبد الحليم فصلا ضمن باب "مسرح المخرجين" ، تناول فيه تأسيس فرقة "محترف بيروت" بالاشتراك مع نضال الأشقر، والتي قدمت عروضاً عدة في المسرح السياسي منها "المفتش"، و"عدد خاص"، و"أزرار أكتوبر". وبعد انتهاء تجربة "محترف بيروت"، اهتم عساف بتقديم عروض تستلهم الموروث الشعبي، منها "الجرس" 1991، التي ألَّفها وقام ببطولتها رفيق أحمد علي. واختصر هذا العرض، كما قال رفيق أحمد علي، مرحلة الانتقال من مسرح الحكواتي، بطبيعته الجماعية، الذي يقدم الحكاية في شكل مسرحية، إلى الفرد الواحد، "فهي عودة إلى الأصالة مع استعمال تقنيات اكتسبناها من تجربة الحكواتي، دفاعاً عن ذاكرتنا في مواجهة همجية الحرب التي قسمت الناس إلى فئات وطوائف" ص229. وتناول الكتاب كذلك تجربة رائد المسرح الارتجالي في الخليج الفنان الكويتي محمد النشمي (1927 – 1984) الذي اتسمت أعماله بطابع تجريبي على مستوى الكتابة وعلى مستوى الأداء التمثيلي والإخراج، ومنها "صاروخ شراكة"، و"مدرسة مُلا صقر"، و"مدير فاشل". وكان النشمي، كما يقول عبد الحليم، "مدركاً لأهمية اللهجة المحلية الكويتية والخليجية، باعتبارها أحد المكونات الأساسية لفكرة الهوية" ص117. وفي ذلك ينسب إلى النشمي تأسيسه أولفرقة مسرحية في الكويت هي فرقة "الكشَّاف الوطن" عام 1954، وتعد أول تجمع لهواة المسرح في الكويت. وبعد عرض "عجوز المشاكل، أصبحت الفرقة تحمل اسم "فرقة المسرح الشعبي"، وانضمت من ثم إلى "الهيئة الإدارية للمسرح" عام 195، وساعد ذلك على حل مشكلة اعتمادها سابقا على التمويل الذاتي عبر مساهمات أعضائها المؤسسين. عيد عبد الحليم (1976) هو شاعر وناقد مصري ، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد"، القاهرية، وأصدر من قبل كتابين بحثيين عن المسرح: "مسرح الشارع العربي"، و"ضحايا حريق الفن"، وحصل على جائزة توفيق الحكيم في الكتابة المسرحية، وحصل على جائزة أفضل ديوان فصحى من معرض القاهرة الدولي للكتاب في بداية العام الحالي عن ديوانه "مزرعة السلاحف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store