
سلطنة عُمان وإسبانيا .. آفاق واعدة لتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية
سلطنة عُمان وإسبانيا .. آفاق واعدة لتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية
العُمانية: تسعى سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى تعظيم الاستفادة من علاقاتها المتميزة مع جميع دول العالم بما يعود بالخير والمنافع المشتركة وإعلاء مبادئ السِّلم والأمن الدوليين، حيث تشكل زيارة جلالته -أيده الله- إلى مملكة إسبانيا الصديقة واحدة من بين المحطات الدولية في هذا الجانب مستندة إلى علاقة البلدين لأكثر من خمسة عقود وإلى أسس متينة من الاحترام والتفاهم المشترك.
واتسمت العلاقات العُمانية الإسبانية على مدى السنوات الخمسين الماضية بالاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، مما أسهم في ترسيخ شراكة متينة تشمل مختلف المجالات، أبرزها الجانبان السياسي والاقتصادي، وقد ظهر ذلك من خلال تبادل الرؤى والاجتماعات والاتفاقات الثنائية من بينها زيارة جلالة الملك فيليبي السادس ملك مملكة إسبانيا ولقاؤه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتأدية واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه.
وفي جانب آخر، استعرض الزعيمان في اتصال هاتفي في الثامن من أكتوبر من العام الماضي العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما قام ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الأول بعدة زيارات إلى سلطنة عُمان كان آخرها في عام 2014م تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكّرات التّفاهم في عدة مجالات.
ويجمع سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا الصديقة مجالات تعاون في عدد من القطاعات لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتسهم منتديات الأعمال والاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص وصناديق الاستثمار في التكامل في هذا الجانب مما يعزّز المنافع المشتركة بين البلدين الصديقين والاستفادة من مجالات الاستثمارات المتاحة مثل: الطاقة المتجدّدة والسياحة والأمن الغذائي والبنية الأساسية والتكنولوجيا والدفاع.
وقال سعادة السفير ثامر بن فايز العلوي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة إسبانيا: تجسّد هذه الزيارة التاريخية عمق ومتانة روابط الصداقة الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين، وإن لقاء القائدين سيكون باعثًا قويًّا لنقل روابط الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين منذ بدء العلاقات الدبلوماسية في عام ١٩٧٢م إلى آفاق أرحب في جميع المجالات.
وأوضح سعادته أن العلاقات بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا تشهد تطورًا ونموًّا مطّردًا، وتعاونًا ثنائيًّا وثيقًا نتجت عنه شراكات متعدّدة على مستويات مختلفة، أبرزها النمو الذي يشهده القطاع الاقتصادي والاستثماري القائم بين الجانبين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتوج أخيرًا وازدهر منذ تأسيس الصندوق العُماني الإسباني المشترك (SOPEF) للتملك الخاص في عام ٢٠١٨م، الناشئ عن الشراكة الاقتصادية بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة (كوفيديس) الإسبانية الحكومية، وتم تعزيزه في عام 2023م لتبلغ قيمته الإجمالية حوالي 133 مليون ريال عُماني، واستثمر الصندوق في 11 شركة إسبانية في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الصناعات الغذائية والطاقة المتجدّدة والتقنية والصناعة والرعاية الصحية والتسويق.
وبيّن سعادته أن السنوات الأخيرة قد شهدت توسّعًا ملحوظًا في التوقيع على الاتفاقيات بين صناديق الثروة السيادية في البلدين والعاملة على نطاق دولي، حيث أصبحت سلطنة عُمان ثالث أكبر متلقٍّ للاستثمارات الإسبانية في دول مجلس التعاون الخليجي بحجم ما يقارب 37 مليون ريال عُماني، مما يجعلها شريكًا موثوقًا به وجذّابًا لمختلف القطاعات الاقتصادية الإسبانية التي تشمل السياحة والهندسة المدنية والصناعات الكيميائية والمعدنية، وإدارة المياه والأنشطة التجارية.
وأشار سعادتُه إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى نهاية عام ٢٠٢٤م، ناهز 94 مليون ريال عُماني، ويبلغ حجم صادرات سلطنة عُمان إلى مملكة إسبانيا 33.8 مليون ريال عُماني، فيما تبلغ واردات سلطنة عُمان من مملكة إسبانيا 60.4 مليون ريال عُماني وفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وتتمثل أهم الواردات من إسبانيا في السفن والطائرات والسيارات، ومنتجات المسابك والأرضيات والذخائر، وفي المقابل كانت أهم الصادرات العُمانية إلى مملكة إسبانيا تشمل الألمنيوم والبلاستيك، بالإضافة إلى المواد الكهربائية والمنتجات الكيميائية العضوية والأسماك المجمدة.
وأضاف سعادته: إن هناك أكثر من ٣٠ شركة إسبانية تقوم بتطوير مشروعات استراتيجية في سلطنة عُمان، مثل شركة أكواليا التي تدير بالتعاون مع شركة مجيس مرافق المياه في ميناء صحار، كما تنفذ شركة إليكنور الإسبانية مشروعات بناء مجمعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسلطنة عُمان، بينما تعمل شركة التقنيات المجمعة (تيكنيكاس ريونيداس) بمصفاة الدقم الجديدة.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي بين البلدين تم تنظيم منتدى الأعمال الأول بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا في أكتوبر ٢٠٢٤م، في مدينتي مدريد وبرشلونة، بالتعاون مع الغرف التجارية في البلدين.
وتطرق سعادته للعلاقات الثقافية بين البلدين فذكر أن العلاقات والروابط الثقافية التاريخية بين البلدين ضاربة في القدم، حيث بدأت منذ هجرة العرب إلى الأندلس ومشاركتهم في بناء حضارتها، ومن أبرز الشخصيات العُمانية المهاجرة قديمًا إلى الأندلس الطبيب العُماني عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري (ابن الذهبي) صاحب موسوعة الماء (أول معجم طب لغوي في التاريخ) الذي توفي بإقليم فالنسيا الإسباني في عام ١٠٦٤م، ومن الدلالات الأخرى على تجذر علاقات التواصل التاريخي بين البلدين، تعرف باحثين إسبان على شعارات ملكية لملوك إسبانيا محفورة في بعض المدافع الأثرية بحصون وقلاع عُمان لا سيما المدافع بحصن جبرين.
وأضاف سعادته: إن سلطنة عُمان ملتزمة بتعزيز وإبراز ثروتها الثقافية والتراثية والسياحية والأكاديمية، تماشيًا مع أهداف «رؤية عُمان ٢٠٤٠»، ويظهر ذلك بحيوية في الفعاليات السياحية لا سيما المشاركة هذا العام في معرض السياحة الدولي (فيتور) أهم المعارض السياحية في العالم، وقد توجت هذه المشاركة بحصول جناح سلطنة عُمان في الدورة الأخيرة للمعرض على جائزة أفضل جناح للتصميم المبتكر، مما يعزز الصورة الإعلامية لسلطنة عُمان باعتبارها وجهة سياحية لدى الجمهور الإسباني، كما نظّمت أمسية ثقافية فنية عُمانية على هامش المعرض حضرها أكثر من ٣٠٠ ضيف رفيع المستوى يمثلون مختلف المجالات للتعرف على التراث العريق وعناصر الجذب السياحي في سلطنة عُمان.
وأكّد سعادتُه على أن التنسيق بين البلدين في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي من خلال العمل المشترك في مجالات الأمن والوساطة وحلّ النزاعات، وأن المواقف السياسية للبلدين تكاد تكون متشابهة ومنسجمة تمامًا وبالتوجّه نفسه، حيث توافقت سلطنة عُمان وإسبانيا في التصويت على قضايا رئيسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها دعم القرارات المتعلقة بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحلّ الدولتين، وقد عزز هذا التوافق الالتزام المشترك بضرورة حماية المجتمع الدولي وتعدّدية الأطراف وحق الشعوب في تحديد المصير والعيش بسلام.
من جانبه أكّد سعادة السفير فرانسيسكو خافير سيمونيه سفير مملكة إسبانيا المعتمد لدى سلطنة عُمان أن العلاقات بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا وديّة ومتينة للغاية، كما أن هناك احترامًا متبادلًا بين البلدين الصديقين، ويحتفظان بعلاقات قوية على المستوى المؤسّسي، مضيفًا: إن البلدين يفتخران بجهودهما المشتركة في تعزيز قيم التفاهم وأواصر التعاون بين مختلف دول العالم، فضلًا عن دعم الحوار واحترام القانون الدولي لتسوية النزاعات.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن زيارة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- تعدّ ذات أهمية قصوى للعلاقات الثنائية، وهي فرصة فريدة لتقييم تعاوننا على مر السنوات وإبراز العديد من المجالات التي يمكننا العمل فيها معًا، وتعدُّ سلطنة عُمان موقعًا مثاليًّا في المنطقة بفضل علاقاتها المميزة مع مختلف الدول وعلاقاتها التجارية مع أسواق كبيرة مثل الولايات المتحدة والهند.
وبيّن سعادته أن الشركات الإسبانية أصبحت أكثر إدراكًا لأهمية الوجود المستمر في سلطنة عُمان حيث قام العديد من هذه الشركات المتخصصة في الهندسة والبناء بتنفيذ عدد من المشروعات في سلطنة عُمان خلال العشرين عامًا الماضية، كما أن هناك تعاونًا في مجالات الطاقة والطيران المدني والدّفاع والخدمات اللوجستيّة والسياحة، وتوجد فرص واعدة في مجالات الفضاء والطاقة النظيفة.
ومن الناحية الثقافية تطرق سعادتُه إلى ضرورة تعلم اللغتين العربية والإسبانية في البلدين نظرًا لدورهما في العلاقات الأكاديمية وتبادل الخبرات بين الأفراد على المدى المتوسط، وسيعزّز ذلك العلاقات الثنائية بشكلٍ كبيرٍ لافتًا إلى أن هناك شعورًا كبيرًا بالتقارب على مستوى مواطني البلدين حيث يسافر العُمانيون بشكلٍ متكررٍ إلى إسبانيا للعمل والسياحة، بينما يُبدي المزيد من الإسبان اهتمامهم بزيارة سلطنة عُمان.
وقال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان: إن الزيارة التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة إسبانيا تمثّل محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتتويجًا للعلاقات الوطيدة التي تجمع بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا، موضحًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في ظل حرص جلالته -أيده الله- على توطيد أواصر التعاون الاقتصادي، وفتح آفاقٍ رحبة أمام الشراكات التجارية والاستثمارية.
وأوضح سعادته لوكالة الأنباء العُمانية أن مجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين شهدت تطوّرًا ملحوظًا، وتسعى غرفة تجارة وصناعة عُمان -بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية- إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية، وقد أسهمت الملتقيات والمنتديات التجارية في تعزيز قنوات التواصل بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين من خلال مناقشة سبل التبادل التجاري وتطوير المشروعات المشتركة، بما يسهم في دعم جهود التنويع الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات المتبادلة.
وقال سعادته: نفخر بالنجاحات التي حققها الصندوق العُماني الإسباني، إذ يجسّد هذا النجاح التزام البلدين الصديقين بتعزيز الشراكات الاقتصادية طويلة الأمد، ويتيح الصندوق للسوق العُماني الاستفادة من الخبرات والمعرفة التقنية التي تمتلكها الشركات الإسبانية عبر نقل المعارف والتكنولوجيا، وتحقيق عوائد استثمارية مجدية، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا.
وأشار سعادته إلى وجود فرصٍ واعدةٍ للتعاون بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا في العديد من القطاعات الحيوية، أبرزها قطاع الصناعة، والسياحة، والاقتصاد الرقمي، والسياحة الطبية، وإدارة الموارد الغذائية موضحًا أن السوق الإسبانية تعد من الأسواق السياحية الواعدة، وتمثل بوابة مهمة لدخول الاستثمارات العُمانية إلى الأسواق الأوروبية.
أوضح زكريا بن سعيد الغساني -رجل أعمال-، أن زيارة جلالته -أيدهُ الله- ستعمل على تعزيز علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية بين مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، معربًا عن تطلع رجال الأعمال في البلدين في أن تُسهم هذه الزيارة بتنمية العلاقات الاقتصادية وجذب المزيد من الاستمارات المشتركة وإتاحة الفرصة لشركات القطاع الخاص للدخول في مشروعات استثمارية مشتركة.
من جانبها، أكدت لجينة بنت محسن حيدر درويش -صاحبة أعمال- على أن زيارة جلالته -حفظهُ اللهُ ورعاه- إلى إسبانيا ستعزز من علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة التبادل التجاري بين البلدين الصديقين واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، وسوف تفتح مجالات تعاون للمستثمرين في كلا البلدين خاصة أن هناك فرصًا واعدةً للتعاون مع الشركات الإسبانية في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والصناعات الغذائية، مشيرةً إلى أنه على المستثمرين العُمانيين استكشاف الفرص المتاحة في السوق الإسبانية والدخول في شراكات استثمارية مشتركة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 5 ساعات
- جريدة الرؤية
غزة.. سماء بلا أرض
سالم البادي (أبو معن) تخيّل المشهد معي، أخي القارئ... يأتيك أمرٌ من جيش العدو عبر اتصال هاتفي أو نداء أو أي وسيلة، يأمرك بإخلاء بيتك في مهلة لا تزيد عن عشر دقائق. تخيّل: عشر دقائق فقط، ثم يُمحى بيتك عن سطح الأرض، تُطمس ذكرياتك، المكان الذي يأويك أنت وأسرتك، أشياؤك التي تحبها، كتبك... كل شيء يختفي في لمح البصر. تخيّل معي، كل هذا يمر أمام عينيك في عشر دقائق فقط—وجع وألم وأسًى وحزن ينهال عليك، وأنت مصابٌ بالدهشة والصدمة من هول الموقف. تخرج لتواجه الموت ألف مرة، أو تبقى لتلقاه مرة واحدة. كنا نقرأ عن قصص الحروب والموت في كتب التاريخ، ونشاهدها في أفلام الرعب، ونتابع قصص الجوع والتهجير والحرق والتعذيب وأبشع أنواع القتل. لكن أن نعيشها اليوم، في هذا العصر؟! هذا لم يخطر ببال أحد! وسائل الإعلام تنقل المجازر والإبادة على الهواء مباشرة! يشاهدها نحو 8 مليارات إنسان على كوكب الأرض، دون أن تتحرك مشاعرهم، دون أن تستيقظ فطرتهم لإنقاذ هذه الأرواح البريئة المحاصرة جوًا وبرًا وبحرًا، في بقعة صغيرة يعيش فيها نحو مليوني إنسان... إنه لأمرٌ يثير العجب! وكأننا أمام فيلم درامي مرعب، كتبته القوى العظمى، وأنتجته ودعمته أمريكا، ونفذه وأخرجه الاحتلال، فأبدع في الإبادة الجماعية والمجازر اليومية، مسجلًا مشاهدات مليونية، ليحصد جائزة الإجرام الدولي، بينما ملايين البشر يرون ويسمعون، لكنهم صمٌّ بكمٌ عُميٌ... لا يبصرون، ولا يعقلون. أين منظمات حقوق الإنسان؟ غاب دورها وانتهى. أين منظمات حقوق المرأة والطفل؟ انطمس ذكرها، وانطوت صفحتها. أين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية المعنية بجرائم الحرب؟ مجرد أسماء بلا أفعال، ولا سلطة تنفيذية، وأحكامها تذروها الرياح. أين هيئة الأمم المتحدة؟ كيان بلا روح... لا يسمن ولا يغني من جوع. أين منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة، وتعدّ ثاني أكبر تكتل دولي؟ أين صوتها في نصرة غزة؟ الأمة الإسلامية أثبتت تفوقها في خذلان شعب غزة، تركته وحيدًا، يواجه الجوع والعطش والقتل والتهجير والتدمير والإبادة، فكان مصيرها الذل والهوان حتى إشعار آخر، فهم لا يعقلون، ولا يفقهون، وهم في سبات عميق... لعلها تفيق يومًا إذا شاءت قدرة الله لها بذلك. غزة، المدينة التي تجسد الصمود في وجه الشدائد، تشهد صراعًا مستمرًا يمزق نسيج الحياة. الحصار المستمر منذ عقود، يفرض قيودًا شديدة على كل جانب من جوانب الحياة، ليحيلها إلى سجن مفتوح. ورغم كل هذه القسوة، تظل روح الشعب الفلسطيني صامدة، يتشبث بالأمل، يحلم بمستقبل أفضل. الظروف الإنسانية في غزة مروعة، لا مثيل لها في عالمنا المعاصر. إن الحصول على الطعام، الرعاية الصحية، المياه النظيفة، والكهرباء، بات أشبه بالمستحيل. الحرب المفروضة على القطاع منذ أكثر من عامين عزلت سكانه عن العالم الخارجي، تاركةً أثرًا عميقًا في سبل عيشهم وصحتهم النفسية. وتشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص، وأن عدد الشهداء تجاوز 50 ألفًا، بينما فاق عدد الجرحى 114 ألفًا، والعدد في صعود مستمر، مع استمرار آلة الحرب بتدمير كل شيء... وسط صمت دولي مخزٍ، وتخاذل غير مبرر. إن الوضع في غزة هو تذكير صارخ بالظلم المستمر. على المجتمع الدولي التحرك فورًا، رفع الحصار، وضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم الأساسية. إنهاء معاناة غزة ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لتحقيق السلام في المنطقة. ومن الناحية الإنسانية، الأطفال والنساء في غزة يعيشون ظروفًا قاسية لا يمكن تخيلها. الأطفال يواجهون خطر الموت بسبب القصف، كما يعانون من صدمات نفسية شديدة. النساء يتحملن أعباء مضاعفة في هذه الظروف، ويفتقدن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. وإنقاذ غزة يتطلب إجراءات عاجلة، منها: 1. إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر، دون أي قيود أو عراقيل. 2. توفير الأمن والحماية للمدنيين، ووقف استهداف البنية التحتية المتبقية. 3. معالجة جذور الأزمة، والعمل على تحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين. 4. تقديم الدعم المالي واللوجستي العاجل، لتمويل الإغاثة وإعادة الإعمار. 5. تفعيل دور المؤسسات الدولية، والضغط على الاحتلال لاحترام القانون الدولي. باختصار.. إنقاذ غزة ليس مجرد مطلب إنساني، بل واجب أخلاقي لا يقبل التأجيل. يجب أن تتضافر الجهود لإنقاذ ما تبقى من البشر والحجر والشجر، حتى لا يسجل التاريخ يومًا أن هناك شعبًا أُبيد أمام أنظار العالم. في غزة... لا أرض قابلة للعيش، لا رغيف خبز، لا هواء، لا ماء، لا دواء. يموت الناس صبرًا، يموت الأطفال جوعًا وعطشًا، تُقتل النساء والشيوخ والأطفال على الملأ... حرقًا. غزة... هذا العار على جبين التاريخ، وهذا الجرح الذي لا يلتئم. التاريخ لا يرحم، وسيسأل العالم عن غزة وشعبها، وعن خذلانه لها. الدعاء وحده لا يكفي، أنصروهم بما أوتيتم من قدرة، تضامنكم معهم يخفف عنهم وجعهم ومعاناتهم. اللهم بردًا وسلامًا على غزة وأهلها، كن لهم عونًا ونصيرًا، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وانصرهم، يا الله.


جريدة الرؤية
منذ 7 ساعات
- جريدة الرؤية
بالصور.. تعازي الشيخ محمد بن زايد إلى جلالة السلطان في وفاة والدة السيدة الجليلة
الرؤية- غرفة الأخبار استقبل صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، اليوم، سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الذي نقل تعازي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- في وفاة والدة السيدة الجليلة.


جريدة الرؤية
منذ 13 ساعات
- جريدة الرؤية
جلالة السلطان يتلقى رسالة خطية من رئيس جمهورية القمر
مسقط - العمانية تلقى حضرة صاحب الجلالة السّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظه الله ورعاه/ رسالة خطية من فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. تسلّم الرسالة معالي السيد وزير الخارجية، خلال استقباله معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في #جمهورية_القمر_المتحدة.