logo
بعض الحقائق عن تطبيق سيغنال... من يستخدمه وهل هو آمن؟ ‏

بعض الحقائق عن تطبيق سيغنال... من يستخدمه وهل هو آمن؟ ‏

النهار٢٦-٠٣-٢٠٢٥

استخدم كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطبيق ‏سيغنال للرسائل لمشاركة خطط حرب وأدرجوا عن طريق الخطأ صحافيا ‏في الدردشة المشفّرة، مما أثار دعوات من قبل مشرعين ديمقراطيين ‏لإجراء تحقيق في الكونغرس في الاختراق الأمني.‏
وبموجب القانون الأميركي، قد يشكّل سوء التعامل مع المعلومات السرية ‏أو استغلالها أو إساءة استخدامها جريمة، رغم أنه من غير الواضح ما ‏إذا كان قد تم انتهاك تلك البنود في هذه الحالة.‏
وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية حول تطبيق سيغنال:‏
‏ما مدى أمانه؟
تطبيق سيغنال هو خدمة مراسلة مفتوحة المصدر ومشفرة بالكامل تعمل ‏على خوادم مركزية يتم صيانتها بواسطة سيغنال ماسنجر. البيانات ‏الوحيدة الخاصة بالمستخدم التي يتم تخزينها على خوادم التطبيق هي ‏أرقام الهواتف، وتاريخ بدء استخدام التطبيق ومعلومات تسجيل الدخول ‏الأخيرة.‏
ويتم بدلا من ذلك تخزين جهات اتصال المستخدمين ومحادثاتهم وغيرها ‏من الاتصالات على هاتف المستخدم، مع إمكانية إعداد خيار حذف ‏المحادثات تلقائيا بعد فترة زمنية معينة.‏
لا تستخدم الشركة أي إعلانات أو مسوقين تابعين، ولا تتبع بيانات ‏المستخدمين، كما هو مذكور على موقعها الإلكتروني. وتضيف الشركة ‏أنها تمنح المستخدمين أيضا إمكانية إخفاء أرقام هواتفهم عن الآخرين ‏واستخدام رقم أمان إضافي للتحقق من أمان رسائلهم.‏
لا يستخدم تطبيق سيغنال تشفير الحكومة الأميركية أو أي حكومات ‏أخرى، ولا يتم استضافته على خوادم حكومية.‏
وقال روكي كول، الذي تساعد شركته للأمن السيبراني (آي فيريفاي) في ‏حماية مستخدمي الهواتف الذكية من المتسللين، إن تطبيق سيغنال "يتمتع ‏بسمعة ممتازة ويُستخدم على نطاق واسع، ويحظى بالثقة في مجتمع ‏الأمن".‏
وأضاف "خطر مناقشة معلومات الأمن القومي شديدة الحساسية على ‏سيغنال لا يتمثل في أن سيغنال نفسه غير آمن". وقال إن الجهات التي ‏تُشكل تهديدا للدول "أثبتت أن لديها قدرة على اختراق الهاتف المحمول ‏بأكمله عن بُعد. إذا لم يكن الهاتف نفسه آمنا، يمكن قراءة جميع رسائل ‏سيغنال على ذلك الجهاز".‏
‏ كيف يعمل تطبيق سيغنال؟
سيغنال هو خدمة مراسلة آمنة تستخدم تشفيرا من البداية إلى النهاية، مما ‏يعني أن مزود الخدمة لا يستطيع الوصول إلى المحادثات والمكالمات ‏الخاصة للمستخدمين على تطبيقه وقراءتها، وبالتالي ضمان خصوصية ‏مستخدميه.‏
برنامج سيغنال متاح على جميع المنصات، سواء على الهواتف الذكية أو ‏أجهزة الكمبيوتر، ويتيح المراسلة والمكالمات الصوتية والمرئية. ‏ويتطلب التسجيل وإنشاء حساب وجود رقم هاتف.‏
وعلى عكس تطبيقات المراسلة الأخرى، لا يتتبع تطبيق سيغنال بيانات ‏المستخدم أو يخزنها، كما أن الكود الخاص به متاح للعامة، حتى يتمكن ‏خبراء الأمن من التحقق من كيفية عمله وضمان بقائه آمنا.‏
ودافعت مريديث ويتاكر رئيسة شركة سيغنال الثلاثاء، عن أمن التطبيق ‏قائلة "سيغنال هو المعيار الذهبي في الاتصالات الخاصة".‏
‏من هو مؤسس سيغنال؟
وفقا لموقع الشركة على الإنترنت، تأسست شركة سيغنال في عام 2012 ‏على يد رجل الأعمال موكسي مارلين سبايك ويتاكر. وفي شباط/فبراير ‏‏2018 أسس مارلين سبايك، بالتعاون مع برايان أكتون، المؤسس ‏المشارك لواتساب، مؤسسة سيغنال غير الربحية التي تشرف حاليا على ‏التطبيق.‏
وقدّم أكتون تمويلا أوليا قدره 50 مليون دولار. غادر أكتون واتساب في ‏عام 2017 بسبب خلافات حول استخدام بيانات العملاء والإعلانات ‏الموجهة. وتقول شركة سيغنال على موقعها الإلكتروني إنها ليست ‏مرتبطة بأي شركات تقنية كبرى، ولن تستحوذ أي منها عليها.‏
‏ من يستخدم سيغنال؟
يستخدم تطبيق سيغنال على نطاق واسع من قبل دعاة الخصوصية ‏والناشطين السياسيين، وتحول من تطبيق مراسلة غير مألوف يستخدمه ‏المعارضون إلى شبكة سرية للصحافيين ووسائل الإعلام، ثم إلى أداة ‏مراسلة للوكالات والمنظمات الحكومية.‏
وشهدت الشركة نموا "غير مسبوق" في عام 2021 بعد تغيير مثير ‏للجدل في شروط الخصوصية الخاصة بشركة واتساب المنافسة، إذ ‏انسحب دعاة الخصوصية من واتساب بسبب مخاوف من أن يضطر ‏المستخدمون إلى مشاركة بياناتهم مع كل من فيسبوك وإنستغرام.‏
وتصنّف وكالة "رويترز" تطبيق سيغنال كإحدى الأدوات التي يمكن ‏للمرشدين استخدامها لمشاركة إرشادات إخبارية سرية مع صحافييها، مع ‏الإشارة إلى أنه "لا يوجد نظام آمن بنسبة 100 في المئة".‏
ويدرج منتدى مجتمع سيغنال، وهو مجموعة غير رسمية تنص على أن ‏إدارتها تتكون من موظفي الشركة، المفوضية الأوروبية أيضا كمستخدم ‏للتطبيق.‏
وقال بن وود، كبير المحللين في شركة سي.سي.إس إنسايت "على الرغم ‏من أن سيجنال يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يوفر اتصالات آمنة ‏للغاية للمستهلكين بسبب تشفيره الشامل ولأنه يجمع القليل جدا من بيانات ‏المستخدم، فإن من الصعب تصديق أنه مناسب لتبادل الرسائل المتعلقة ‏بالأمن القومي"، في إشارة إلى الاختراق الذي شمل كبار مساعدي ‏ترامب الذين يناقشون خططا لشن ضربات عسكرية على الحوثيين في ‏اليمن.‏

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملفات معابر التهريب شمالاً الى الواجهة
ملفات معابر التهريب شمالاً الى الواجهة

تيار اورغ

timeمنذ 39 دقائق

  • تيار اورغ

ملفات معابر التهريب شمالاً الى الواجهة

الديار: جهاد نافع- مقتل الشاب محمد وليد اليوسف، في بلدة الكنيسة في وادي خالد، اعاد الى الواجهة ملف التهريب عبر المعابر غير الشرعية في وادي خالد بين لبنان وسورية، وهو ملف شائك وحساس، بصعب حله نتيجة التشابك الحدودي والنسيج الاجتماعي المتداخل بين سكان وادي خالد والقرى الحدودية السورية، والروابط العشائرية اللبنانية - السورية. في الساغات الفائتة، وعند معبر حدودي غير شرعي في بلدة الكنيسة، وعلى خلفية تهريب اشخاص وفق روايات محلية متداولة، اقدم عم اليوسف على اطلاق النار على ابن شقيقه فارداه قتيلا، واثارت الجريمة بلبلة في بلدة الكنيسة ووادي خالد، فيما سارعت وحدات الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الى تطويق الحادثة، وباشرت الاجهزة الامنية المختصة تحقيقاتها وجمع الادلة وملاحقة العم القاتل لتوقيفه. قضية المعابر غير الشرعية باتت تفوق الـ 30 معبرا، وقد ازدهرت عبرها عمليات التهريب على انواعها من عمليات تهريب البشر الناشطة بشكل غير مسبوق، الى تهريب بضائع مختلفة. أخطر ما في هذه العمليات، هي تهريب الاشخاص لقاء بدل مادي يفوق احيانا الالف دولار على الشخص الواحد حسب اهميته المعنوية، فيما البدل المادي العادي يتراوح بين المئة دولار الى مئتي دولار امريكي، والمتسللون خلسة يسددون المال على ضفتي الحدود لشبكات التهريب في سورية وفي لبنان ... يضاف الى هذا الملف الخطر، ملف تهريب الاسلحة المختلفة التي انخفضت اسعارها، ويحقق تجار الاسلحة ثروات هائلة، جراء تهريب اسلحة يبتاعونها من سورية باسعار منخفضة، وتباع في لبنان باسعار مضاعفة ... ولا تقتصر مخاطر المعابر غير الشرعية على التهريب، فقد بات الكثير منها مصيدة للمواطنين الذين يعبرون خلسة الى الاراضي اللبنانية، نتيجة الغام لا تزال مزروعة على طول الحدود بين لبنان وسورية، وقد سقط عدد كبير من الضحايا، بسبب هذه الالغام، وعدد لا يستهان به بترت اعضاء منهم جراء الدوس على الغام مزروعة للحد من التسلل عبر هذه الحدود. وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المناطق الحدودية، تواصل دورياتها لضبط الحدود، غير انها تحتاج الى مزيد من العديد لتوسيع مروحة الانتشار على مدى الحدود الشمالية، رغم ان اجراءات انجزها الجيش لضبط الحدود، إلا ان المعابر غير الشرعية تبقى ناشطة والتهريب قائم ومتفاقم وشبكات التهريب تعمل في ظل كل الظروف المخيمة على المنطقة.

في دولة قرب لبنان.. بحث عن الذهب في الشوارع!
في دولة قرب لبنان.. بحث عن الذهب في الشوارع!

بيروت نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • بيروت نيوز

في دولة قرب لبنان.. بحث عن الذهب في الشوارع!

منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، لاحظ سكان دمشق ظاهرة جديدة في الشوارع ليلاً: أشخاص غامضون يحملون أجهزة كشف معادن تومض أضواؤها. وفي الأرياف أيضاً، بدأ رجال يتوافدون إلى أراضٍ زراعية خاصة وهم يحملون مجارف وخرائط، يزعمون أنها تكشف مواقع الكنوز المدفونة. وبعد أن تحرروا من الخوف الذي كان سائداً في عهد الأسد، ومع استمرار الفقر الواسع والإرث الثقيل للحرب، أصيب السوريون بحمى الذهب، بحسب تقرير لصحيفة 'فايننشال تايمز' البريطانية. حمى الذهب ويقول أبو وائل (67 عاماً) الذي يصف نفسه بأنه 'صياد كنوز محترف': 'في ظل النظام، كان من المستحيل الخروج للبحث في الليالي المقمرة، بسبب خطر القبض عليهم'. ولكن هذا الأمر تغيّر الآن. لم يكن من الممكن سابقاً شراء أجهزة كشف المعادن في سوريا، بحسب الباعة، لكن هذا العام افتُتحت عدة متاجر في العاصمة مخصصة بالكامل لبيع هذه الأجهزة. وتباع فيها نماذج يصل سعرها إلى 10 آلاف دولار، وزُينت واجهاتها بصور أعلام سوريا وسبائك الذهب ورجال يحملون أحدث أجهزة الكشف. وقال أحد الباعة إن 'قلة من الناس كانت تنقّب عن الكنوز سراً منذ عقود، لكن بعد سقوط الأسد، تضاعفت الجهود بسبب المرونة في شراء هذه الأجهزة'. وكحال معظم من جرى مقابلتهم، رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع. وأشار البائع إلى أن كثيراً من السوريين يؤمنون بشدة بوجود كنوز مدفونة، لأن 'منطقتنا كانت مهد العديد من الحضارات'. وأضاف أن بعض الزبائن يظنون أن لديهم أشياء ثمينة مدفونة في أراضيهم، غالباً استناداً إلى روايات عائلية توارثوها عبر الأجيال. وتابع 'لكننا نحصل أيضاً على عدد كبير من الأشخاص الذين يفعلون ذلك كهواية. أولئك الذين يخرجون للتخييم يجدونه نشاطاً مسلياً. هناك حتى أجهزة مخصصة للأطفال'، وقال: 'نبيع الأحجام المخصصة للأطفال باللونين الأخضر والزهري'. أساطير الكنوز المدفونة وقال بائع آخر، إنه باع العشرات من الأجهزة من متجره الصغير في دمشق، الذي يعرض ملصقاً كبيراً لأجهزة كشف المعادن والمياه. وتُعرض في الداخل أجهزة كشف محمولة من ألمانيا والصين وأمريكا، إلى جانب أجهزة متقدمة وثقيلة المدى. وقال الباعة إن بعض السوريين جاؤوا من دول مجاورة للانضمام إلى هذه المغامرة. ولقد رسخت فكرة البحث عن الكنوز في الوعي السوري جزئياً بسبب تاريخ البلاد الغني. لأجيال، تبادل السوريون الأساطير عن الكنوز المدفونة، والذهب القديم، والقطع الأثرية الثمينة التي خلفتها حضارات سابقة أو مسافرون على طريق الحرير، أو حجاج متجهون إلى المملكة السعودية. ويقول عمرو العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في جامعة شووني بولاية أوهايو الأمريكية، والذي عمل سابقاً في دائرة الآثار السورية: 'كل شخص في منطقتنا يعرف قريباً كان يحفر في منزله ووجد جرة مملوءة بالذهب. إنها جزء من أسطورة منطقتنا'. ولكن في ظل حكم الأسد، كانت مثل هذه الأنشطة غير قانونية، بزعم حماية المواقع الأثرية. ومن كان يجرؤ على الحفر كان يفعل ذلك في الخفاء، من دون أن يخبر أحداً. وحين بدأ الفراغ الأمني بعد سقوط نظام الأسد، توجه السوريون (90% منهم يعيشون تحت خط الفقر حسب الأمم المتحدة)، إلى المواقع الأثرية للحصول على قطع ثمينة، وباشروا بالحفر في حدائقهم وهدم الجدران بحثاً عن الثروات المدفونة. وقال العظم: 'الحرب في سوريا دمّرت الاقتصاد ومصادر رزق الناس، فبدأوا يبحثون عن مصادر دخل بديلة'. ولم يكن ذلك أمراً بعيد المنال، فمعظم السوريين، كما قال، 'يعيشون فوق موقع أثري، أو بجانبه، أو على مرمى حجر منه'. وانتشرت شائعة في دمشق: مجموعة من الرجال عثروا على كنز قديم وأصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها لكن عددهم، وموقعهم، ونوع الكنز تغيّر مع كل رواية. ورفض الخبراء الذين تحدثت إليهم 'فايننشال تايمز' هذه القصة، وقالوا إنه إن وُجد ذهب، فمن المرجح أنه نُهب من المتاحف أو منازل المقربين من نظام الأسد الذين كانوا يزينون قصورهم بالآثار. ولم يتم تأكيد أي اكتشاف حتى الآن، لكن السوريين انجذبوا إلى هذه الشائعات، خصوصاً بعد سنوات من رؤية النظام وجنوده وهم ينهبون ويسرقون ما استطاعوا. وكثير من الباحثين عن الكنوز يستهدفون المناطق المحيطة بسكة حديد الحجاز، التي كانت تعمل في أوائل القرن الـ 20 وكانت تربط دمشق بالمدينة المنورة في السعودية، معتقدين أن تلك المنطقة مليئة بالذهب. وقال أحد أعضاء المكتب الإعلامي التابع للحكومة: إن 'عمليات الحفر لا تزال من الناحية التقنية غير قانونية'. لكنه أضاف 'الحكومة تغض الطرف لأنها غير قادرة على ملاحقة الجميع أو إرسال دوريات إلى كل المناطق'. وقال العظم إن الباحثين غالباً ما يستهدفون مناطق حول سكة حديد الحجاز، ويعتقد بعضهم أن القوات العثمانية المنسحبة، التي هُزمت من قبل البريطانيين في القدس عام 1917، دفنت صناديق ذهب أثناء انسحابها شمالاً. وتفتخر المتاحف السورية بمئات آلاف القطع الأثرية والمخطوطات، بما في ذلك تماثيل يونانية وجداريات تعود للقرن الثاني. ويُقال إن نحو 300 ألف قطعة أُخفيت في أماكن سرية خلال سنوات الحرب الدامية التي بدأت في 2011، وفي عام 2018، بعد أن هدأت وتيرة الحرب، عُرض بعضها في المتحف الوطني. ومن غير الواضح كم عدد القطع التي سُرقت أو دُمّرت خلال الحرب التي بدأت عام 2011، ويقول خبراء آثار ومواقع إخبارية محلية إن تيجاناً ذهبية، وصلباناً، وعملات سُرقت وشُحنت عبر تركيا إلى منازل أثرياء العالم. (24)

في دولة قرب لبنان.. "بحث عن الذهب" في الشوارع!
في دولة قرب لبنان.. "بحث عن الذهب" في الشوارع!

ليبانون 24

timeمنذ 13 ساعات

  • ليبانون 24

في دولة قرب لبنان.. "بحث عن الذهب" في الشوارع!

منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، لاحظ سكان دمشق ظاهرة جديدة في الشوارع ليلاً: أشخاص غامضون يحملون أجهزة كشف معادن تومض أضواؤها. وفي الأرياف أيضاً، بدأ رجال يتوافدون إلى أراضٍ زراعية خاصة وهم يحملون مجارف وخرائط، يزعمون أنها تكشف مواقع الكنوز المدفونة. وبعد أن تحرروا من الخوف الذي كان سائداً في عهد الأسد ، ومع استمرار الفقر الواسع والإرث الثقيل للحرب، أصيب السوريون بحمى الذهب ، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. ويقول أبو وائل (67 عاماً) الذي يصف نفسه بأنه "صياد كنوز محترف": "في ظل النظام، كان من المستحيل الخروج للبحث في الليالي المقمرة، بسبب خطر القبض عليهم". ولكن هذا الأمر تغيّر الآن. لم يكن من الممكن سابقاً شراء أجهزة كشف المعادن في سوريا ، بحسب الباعة، لكن هذا العام افتُتحت عدة متاجر في العاصمة مخصصة بالكامل لبيع هذه الأجهزة. وتباع فيها نماذج يصل سعرها إلى 10 آلاف دولار، وزُينت واجهاتها بصور أعلام سوريا وسبائك الذهب ورجال يحملون أحدث أجهزة الكشف. وقال أحد الباعة إن "قلة من الناس كانت تنقّب عن الكنوز سراً منذ عقود، لكن بعد سقوط الأسد، تضاعفت الجهود بسبب المرونة في شراء هذه الأجهزة". وكحال معظم من جرى مقابلتهم، رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع. وأشار البائع إلى أن كثيراً من السوريين يؤمنون بشدة بوجود كنوز مدفونة، لأن "منطقتنا كانت مهد العديد من الحضارات". وأضاف أن بعض الزبائن يظنون أن لديهم أشياء ثمينة مدفونة في أراضيهم، غالباً استناداً إلى روايات عائلية توارثوها عبر الأجيال. وتابع "لكننا نحصل أيضاً على عدد كبير من الأشخاص الذين يفعلون ذلك كهواية. أولئك الذين يخرجون للتخييم يجدونه نشاطاً مسلياً. هناك حتى أجهزة مخصصة للأطفال"، وقال: "نبيع الأحجام المخصصة للأطفال باللونين الأخضر والزهري". أساطير الكنوز المدفونة وقال بائع آخر، إنه باع العشرات من الأجهزة من متجره الصغير في دمشق، الذي يعرض ملصقاً كبيراً لأجهزة كشف المعادن والمياه. وتُعرض في الداخل أجهزة كشف محمولة من ألمانيا والصين وأمريكا، إلى جانب أجهزة متقدمة وثقيلة المدى. وقال الباعة إن بعض السوريين جاؤوا من دول مجاورة للانضمام إلى هذه المغامرة. ولقد رسخت فكرة البحث عن الكنوز في الوعي السوري جزئياً بسبب تاريخ البلاد الغني. لأجيال، تبادل السوريون الأساطير عن الكنوز المدفونة، والذهب القديم، والقطع الأثرية الثمينة التي خلفتها حضارات سابقة أو مسافرون على طريق الحرير، أو حجاج متجهون إلى المملكة السعودية. ويقول عمرو العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في جامعة شووني بولاية أوهايو الأمريكية ، والذي عمل سابقاً في دائرة الآثار السورية: "كل شخص في منطقتنا يعرف قريباً كان يحفر في منزله ووجد جرة مملوءة بالذهب. إنها جزء من أسطورة منطقتنا". ولكن في ظل حكم الأسد، كانت مثل هذه الأنشطة غير قانونية، بزعم حماية المواقع الأثرية. ومن كان يجرؤ على الحفر كان يفعل ذلك في الخفاء، من دون أن يخبر أحداً. وحين بدأ الفراغ الأمني بعد سقوط نظام الأسد، توجه السوريون (90% منهم يعيشون تحت خط الفقر حسب الأمم المتحدة)، إلى المواقع الأثرية للحصول على قطع ثمينة، وباشروا بالحفر في حدائقهم وهدم الجدران بحثاً عن الثروات المدفونة. وقال العظم: "الحرب في سوريا دمّرت الاقتصاد ومصادر رزق الناس، فبدأوا يبحثون عن مصادر دخل بديلة". ولم يكن ذلك أمراً بعيد المنال، فمعظم السوريين، كما قال، "يعيشون فوق موقع أثري، أو بجانبه، أو على مرمى حجر منه". إشاعات مغرية وانتشرت شائعة في دمشق: مجموعة من الرجال عثروا على كنز قديم وأصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها لكن عددهم، وموقعهم، ونوع الكنز تغيّر مع كل رواية. ورفض الخبراء الذين تحدثت إليهم "فايننشال تايمز" هذه القصة، وقالوا إنه إن وُجد ذهب، فمن المرجح أنه نُهب من المتاحف أو منازل المقربين من نظام الأسد الذين كانوا يزينون قصورهم بالآثار. ولم يتم تأكيد أي اكتشاف حتى الآن، لكن السوريين انجذبوا إلى هذه الشائعات، خصوصاً بعد سنوات من رؤية النظام وجنوده وهم ينهبون ويسرقون ما استطاعوا. وكثير من الباحثين عن الكنوز يستهدفون المناطق المحيطة بسكة حديد الحجاز، التي كانت تعمل في أوائل القرن الـ 20 وكانت تربط دمشق بالمدينة المنورة في السعودية، معتقدين أن تلك المنطقة مليئة بالذهب. وقال أحد أعضاء المكتب الإعلامي التابع للحكومة: إن "عمليات الحفر لا تزال من الناحية التقنية غير قانونية". لكنه أضاف "الحكومة تغض الطرف لأنها غير قادرة على ملاحقة الجميع أو إرسال دوريات إلى كل المناطق". وقال العظم إن الباحثين غالباً ما يستهدفون مناطق حول سكة حديد الحجاز، ويعتقد بعضهم أن القوات العثمانية المنسحبة، التي هُزمت من قبل البريطانيين في القدس عام 1917، دفنت صناديق ذهب أثناء انسحابها شمالاً. وتفتخر المتاحف السورية بمئات آلاف القطع الأثرية والمخطوطات، بما في ذلك تماثيل يونانية وجداريات تعود للقرن الثاني. ويُقال إن نحو 300 ألف قطعة أُخفيت في أماكن سرية خلال سنوات الحرب الدامية التي بدأت في 2011، وفي عام 2018، بعد أن هدأت وتيرة الحرب، عُرض بعضها في المتحف الوطني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store