logo
كارثة إنسانية في غزة: الجوع يفتك بالسكان وسط حصار مشدد

كارثة إنسانية في غزة: الجوع يفتك بالسكان وسط حصار مشدد

قدس نت٢٧-٠٤-٢٠٢٥

تتصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، وسط استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات الطبية والغذائية منذ الثاني من مارس 2025، مما فاقم معاناة السكان وعمّق أزماتهم في ظل سياسة التجويع والعطش الممنهجة.
ففي سياق الحرب المفتوحة على القطاع، تمنع قوات الاحتلال دخول الغذاء والدواء، في استمرار لسياسة تعود إلى أكثر من 17 عاماً قبل أكتوبر 2023، حين كانت إسرائيل تحسب الحد الأدنى لاستهلاك سكان غزة من السعرات الحرارية لضمان بقائهم أحياء فقط. أما اليوم، فتسعى عبر هذه الممارسات إلى إيقاع أكبر قدر من الأذى الجسدي والنفسي بالمدنيين.
استهداف ممنهج لمصادر الغذاء
بالتوازي مع منع الإمدادات، تواصل قوات الاحتلال استهداف مخازن الأغذية، المطابخ، الأراضي الزراعية، وصيادي الأسماك. وقد دُمرت معظم المحاصيل المحدودة التي زرعها السكان خلال فترات وقف إطلاق النار، كما مُنع المزارعون من الوصول إلى حقولهم. وقتل العشرات من العاملين في المنظمات الإغاثية الدولية خلال استهداف متعمد لجهود الإغاثة.
أسعار خيالية وانعدام السلع الأساسية
الحصار الخانق أدى إلى اختفاء معظم المواد الغذائية من الأسواق، وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل جنوني. قفز سعر كيس الدقيق (25 كغم) من 5 دولارات إلى 140 دولاراً، كما ارتفع كيلو الأرز من دولار إلى 10 دولارات، وزيت الطهي من 1.5 دولار إلى 7 دولارات. ونفدت مواد أساسية كاللحوم والبيض، فيما باتت أسعار الخضروات لا تطاق: كيلو الطماطم بـ15 دولاراً، وكيلو البصل بـ8 دولارات. معظم السكان أصبحوا يعتمدون على وجبات محدودة من المطابخ الإغاثية.
صيادو غزة: بين الموت جوعاً أو برصاص الاحتلال
يقول (س.ع)، صياد من دير البلح (45 عاماً): "أحمل شبكتي وأسير داخل الشاطئ، أحياناً نصطاد القليل مما يبقينا أحياء. الزوارق الحربية تطلق النار علينا يومياً. رأيت زملائي يُقتلون، ومع ذلك لا أستطيع التوقف عن الصيد، فالجوع لا يرحم."
نفاد المساعدات الدولية
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة 25 أبريل 2025، عن نفاد كافة مخزوناته الغذائية المخصصة للأسر في غزة، مؤكداً تسليم آخر ما تبقى منها إلى مطابخ الوجبات الساخنة. أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية عالقة في ممرات الإمداد، دون سماح إسرائيلي بإدخالها.
أزمة صحية متفاقمة: سوء تغذية يهدد الأطفال بالموت
بالتوازي مع أزمة الغذاء، تمنع سلطات الاحتلال دخول الإمدادات الطبية، مما يعرقل علاج حالات سوء التغذية. وزارة الصحة الفلسطينية حذرت من دخول غزة المرحلة الخامسة (الأشد) من مراحل سوء التغذية حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، حيث يعاني 60 ألف طفل من سوء تغذية حاد.
وفي شهادة أخرى من غزة، قال (ر.ن): "ابني ذو العشرة أعوام أصبح شاحب اللون، بالكاد يستطيع الحركة. لا أستطيع توفير الغذاء المناسب له. ما نحصل عليه من المطابخ الخيرية بالكاد يكفي. أنقذت حياتي ابني بقرض اشتريت به بعض الخضروات."
تحذير حقوقي: الوضع ينذر بإبادة جماعية
مركز الميزان لحقوق الإنسان حذر من تفاقم الكارثة، مؤكداً أن الجوع يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان في ظل الحصار الإسرائيلي والإغلاق التام للمعابر.
وقال مدير المركز، الأستاذ عصام يونس: "الوضع الإنساني أصبح أكثر كارثية من أن يوصف. جريمة التجويع والعطش تطال كل فئات المجتمع. استمرار الصمت الدولي مشاركة في الجريمة. الزمن بات يحسب بجثث الأطفال ورغيف الخبز."
وطالب المركز المجتمع الدولي، لا سيما الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، بتحمل مسؤولياتهم القانونية، والتحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية، وفتح المعابر بشكل دائم، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين.
الجوع في غزة لم يعد أزمة إنسانية فحسب، بل أصبح أداة حرب تهدد الحياة، وتحول كل لحظة من حياة الفلسطينيين إلى معركة من أجل البقاء.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استعراض أهم ما أنجزته وزارتي الاتصالات والاقتصاد الرقمي خلال عام
استعراض أهم ما أنجزته وزارتي الاتصالات والاقتصاد الرقمي خلال عام

معا الاخبارية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • معا الاخبارية

استعراض أهم ما أنجزته وزارتي الاتصالات والاقتصاد الرقمي خلال عام

رام الله-معا- أصدر مركز الاتصال الحكومي تقريرا يُلخص أهم ما حققته وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي خلال الفترة من نيسان 2024 حتى نيسان 2025، في ظل حكومة رئيس الوزراء محمد مصطفى. ويبرز التقرير دور الوزارة في مجالات الإغاثة والتحول الرقمي والإصلاحات الحكومية وتحديث البنية التحتية التكنولوجية، في إطار رؤية استراتيجية لبناء اقتصاد رقمي حديث يعزز كفاءة الخدمات الحكومية ويدعم صمود المواطنين. دعم قطاع الاتصالات في غزة وجهود إعادة الإعمار في استجابة مباشرة للعدوان على قطاع غزة، كان لوزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي دورا مهما على الساحة الدولية من خلال اعتماد قرار من الاتحاد الدولي للاتصالات لإنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار البنية التحتية للاتصالات في القطاع. كما أطلقت الوزارة نظام Telecom Dashboard الذي يتيح توثيق الأبراج وشبكات الاتصالات، مما يسهل تحديد أولويات الإصلاح وإعادة البناء في المناطق المتضررة. إصلاحات مالية ورقمنة الخدمات: نحو حكومة أكثر كفاءة وشفافية وأوضح تقرير مركز الاتصال الحكومي، اعتمادا على بيانات وزارة الاتصالات، أنه ضمن التوجه الحكومي نحو الإصلاح الإداري والمالي، وسّعت الوزارة منصة "حكومتي" بإضافة 66 خدمة إلكترونية جديدة، ليصل إجمالي الخدمات الرقمية إلى 97 خدمة. هذه الخطوة ساهمت في تقليل البيروقراطية وتعزيز سهولة وصول المواطنين للخدمات العامة. كما أن الوزارة استطاعت خفض تكاليف الإنترنت الحكومي وتوفير ما يقارب 40,000 دولار شهريا، إلى جانب إطلاق مبادرات لدعم نظم الدفع الرقمية والحد من استخدام النقد في المعاملات الحكومية. تحسين جودة الخدمات الحكومية والصحية شهد العام الماضي تطورات لافتة في الخدمات الإلكترونية، من بينها إطلاق خدمة التحقق الإلكتروني من الهوية عبر الحسابات البنكية، ما يُمكّن المواطنين من إثبات هويتهم دون الحاجة لزيارة مراكز الخدمة. كما توسعت بنية ناقل البيانات الحكومي لتشمل 47 مؤسسة إضافية، ما عزز من تكامل الأنظمة وسرّع تبادل المعلومات بين الجهات الحكومية. أما في المجال الصحي، فقد تم نقل أنظمة وزارة الصحة إلى مركز بيانات وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي (MTDE Data Center)، بما يشمل: • نظام التأمين الصحي. • نظام التحويلات الطبية. • نظام أرشفة الصور الطبية. • نظام ابن سينا (HIS) لتوحيد بيانات المرافق الصحية وتحسين إدارتها. تعزيز البنية التحتية والابتكار دعماً للتحول الرقمي، أطلقت الوزارة الترميز البريدي الفلسطيني على خرائط Google، مضيفة 600 رمز بريدي جديد لتسهيل الوصول إلى العناوين والخدمات اللوجستية في مختلف المدن والمناطق. وفي خطوة لدعم الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، وقعت الوزارة اتفاقيات مع عدد من الجامعات، وأطلقت مختبر التكنولوجيا الحكومية (Gov Tech Lab)، الذي يهدف إلى تطوير حلول رقمية مبتكرة تعزز فعالية وكفاءة العمل الحكومي

الحصبة تعود بقوة إلى الولايات المتحدة: أكثر من ألف إصابة مؤكدة و3 وفيات
الحصبة تعود بقوة إلى الولايات المتحدة: أكثر من ألف إصابة مؤكدة و3 وفيات

معا الاخبارية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • معا الاخبارية

الحصبة تعود بقوة إلى الولايات المتحدة: أكثر من ألف إصابة مؤكدة و3 وفيات

بيت لحم- معا- أعلن مركز مكافحة الأوبئة والوقاية منها في الولايات المتحدة أن حصيلة إصابات الحصبة في البلاد تجاوزت حاجز الألف حالة مؤكدة بالاضافة الى 3وفيات. وجاء في بيان المركز: "تم تسجيل ما مجموعه 1001 حالة إصابة مؤكدة بالحصبة"، مشيرا إلى أن الإصابات توزعت على 30 ولاية أمريكية. وكانت قناة "ABC" الأمريكية قد أفادت في 20 أبريل الماضي، نقلا عن وزارة الصحة الأمريكية أنه تم تسجيل عشرات الإصابات بالحصبة في 27 ولاية، وأن العدد الكلي للحالات المؤكدة آنذاك بلغ 800 حالة. في سياق متصل، توفي طفلان في المرحلة الابتدائية لم يتلقيا لقاح الحصبة، وذلك في بؤرة لتفشي المرض بغرب ولاية تكساس، كما توفي شخص بالغ غير حاصل على اللقاح في ولاية نيو مكسيكو نتيجة إصابته بمرض مرتبط بالحصبة. وتشهد عدة ولايات أمريكية حاليا موجات تفش نشطة للمرض "وجود ثلاث حالات أو أكثر"، وتشمل كلا من: إنديانا، كانساس، ميشيغان، مونتانا، نيو مكسيكو، أوكلاهوما، أوهايو، بنسلفانيا، وتينيسي. وعلى مستوى القارة، تسجل أمريكا الشمالية موجتي تفش إضافيتين، الأولى في أونتاريو الكندية حيث تم الإبلاغ عن 1020 حالة منذ منتصف أكتوبر الماضي وحتى 30 أبريل، والثانية في ولاية تشيهواهوا المكسيكية التي سجلت 605 إصابات حتى 25 أبريل، وفقا لبيانات وزارة الصحة بالولاية. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن حالات الإصابة في المكسيك مرتبطة بالتفشي المسجّل في ولاية تكساس. ويذكر أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الهواء بسهولة من خلال التنفس أو العطس أو السعال، ويمكن الوقاية منه عبر اللقاحات. ووفقا لصحيفة "شيكاغو تريبيون"، كانت الولايات المتحدة قد أعلنت القضاء على المرض محليا منذ عام 2000.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store