
هواوي تقود مناقشات استراتيجية حول مستقبل قطاع الاتصالات في ثلاثة منتديات رئيسية
المنتديات ستتناول تطور تقنية الجيل الخامس، وتمكين شركات الاتصالات من التحول إلى شركات تقنية، وتعزيز التنمية المستدامة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
دبي، الإمارات العربية المتحدة – في إطار مشاركتها الفاعلة في قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات 2025 المقرر عقدها في دبي بتاريخ 26 مايو، تستعد هواوي لاستضافة ثلاثة منتديات محورية ستشكل منصة هامة لمناقشة أبرز التوجهات المستقبلية للقطاع. وستتعمق هذه المنتديات في استشراف التطورات الرئيسية وعلى رأسها الارتقاء بتقنية الجيل الخامس (5G) نحو الجيل الخامس المتقدم (5G-A)، وتمكين شركات الاتصالات من تبني نموذج شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية تعزيز ممارسات التنمية المستدامة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات. وتمثل هذه المجالات محاور استراتيجية حيوية لإعادة رسم ملامح الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
تأتي قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات 2025 في مرحلة حاسمة من مسيرة التطور الرقمي في المنطقة، فمع تجاوز نصيب الفرد من استخدام الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي المعدل العالمي بساعتين، وتنامي طلب المستهلكين على تجارب غامرة ومتعددة الوسائط، توفر القمة فرصة استثنائية لقادة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات إقليميًا وعالميًا لتوحيد الرؤى حول الاستراتيجيات التي ستشكل مستقبل الاقتصادات الرقمية في عصر الجيل الخامس المتقدم والذكاء الاصطناعي. وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة مع إعلان دول المنطقة عن طموحها المشترك بجعل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى المنطقة الأولى في العالم التي تتبنى تقنية الجيل الخامس المتقدم، والذي تم الكشف عنه بشكل رسمي في ديسمبر 2024، حيث تمنح هذه الرؤية الجريئة شركات الاتصالات المحلية فرصة فريدة لريادة مشهد الابتكار العالمي للاتصالات.
وبهذه المناسبة، صرح بوكار أيه با، الرئيس التنفيذي لمجلس "سامينا": "مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة في عام 2025، وهو العام الأول الذي شهد تبنيًا واسع النطاق لتقنية الذكاء الاصطناعي الوكيل، نشهد الآن تحولاً جوهرياً في آلية خلق القيمة وتقديمها في المشهد الرقمي، مدفوعاً بدمج الذكاء في طبقات الشبكة والخدمات، مما يدفعنا إلى إعادة تقييم مسارات التحول الرقمي المستدام القابلة للتطبيق. وهنا تكمن أهمية قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات بتوفيرها منصة حيوية تمنح أصحاب المصلحة في القطاع الفرصة لتطوير استراتيجيات تعاونية من شأنها تسريع التحول الرقمي، وتعزيز الزخم اللازم، وترسيخ ريادة منطقتنا عالمياً في مجال بناء الاقتصادات الرقمية. وتركز القمة هذا العام على جوانب تحقيق الدخل من تجارب الاتصالات ودمج الذكاء الاصطناعي، وهي مواضيع هامة لا سيما مع تحول مشغلي الاتصالات من مقاييس النمو التقليدية إلى خلق القيمة من التجربة".
ينعقد المنتدى الأول وهو منتدى قادة تقنية الجيل الخامس المتقدم (5G-A)تحت عنوان "استكشاف سبل تحقيق الدخل من تجارب الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس المتقدم لخلق قيمة جديدة"، حيث يستكشف دور كل من تقنية الجيل الخامس المتقدم في قيادة التحول الصناعي للقطاع، والذكاء الاصطناعي في خلق فرص جديدة لتحقيق الدخل لمشغلي الاتصالات. ويستعرض قادة القطاع خلال هذا المنتدى الفرص غير المسبوقة التي توفرها هذه التقنيات المتقاربة لنمو الأعمال، وتحقيق التميز التشغيلي، وتعزيز أداء الشبكات، وتوفير تجارب فائقة للمستخدمين.
وستسلط القمة الضوء أيضاً على التحول النموذجي في عالم الاتصال، والذي من المتوقع أن يحدث تحولاً جذرياً في مستقبل الأفراد والمنازل والشركات بحلول عام 2030. وسيناقش المشاركون الدور المتزايد لوكلاء الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية لتوفير خدمات تفاعلية مخصصة في الوقت الفعلي من شأنها تبسيط المهام المعقدة. كما ستستعرض القمة انعكاس هذا التحول في البيئات المنزلية، حيث ستنتقل من نموذج الاتصال البسيط إلى التفاعل العاطفي من خلال واجهات ذكاء اصطناعي متعددة الوسائط، وكيف ستصبح خدمات "المنزل الذكي" و"الخادم المنزلي" مزايا أساسية في المنازل المستقبلية، التي ستشهد توليد كميات هائلة من البيانات إلى مستويات البيتابايت.
ويفرض هذا التسارع في نمو الخدمات الناشئة متطلبات جديدة على قدرات الشبكة، وهو ما يمكن لشبكات الجيل الخامس المتقدم مواكبته، حيث توفر تجربة فائقة للتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي من خلال الوصلة الهابطة بسرعة 10 جيجابت في الثانية، والوصلة الصاعدة بسرعة 1 جيجابت في الثانية، فضلاً عن السعة الهائلة، وزمن الاستجابة المنخفض جداً. وبالتالي فإن تبني مشغلي الاتصالات لتقنيات الذكاء الاصطناعي يؤهلهم بشكل جيد للاستفادة من دمج شبكات الجيل الخامس المتقدم والذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع لهذا التقارب أن يصبح محركاً رئيسياً لنمو الإيرادات في المستقبل.
أما المنتدى الثاني الذي سينعقد تحت عنوان منتدى تحويل شركات الاتصالات إلى شركات التكنولوجيا، فسيتناول ثلاث ركائز أساسية تحدد مسار رحلة التحول هذه، وهي: تقديم الخدمات كمنتجات، وتأسيس بنية تحتية لمنصات الخدمات، وتطوير ذكاء المنصات. وانطلاقًا من مبادرة " Techco 1.0" الرائدة التي أطلقتها هواوي وشركات الاتصالات الإقليمية في نوفمبر 2024، سيوفر هذا المنتدى خارطة طريق استراتيجية تساعد شركات الاتصالات على خفض تكاليفها، وتوسيع نطاق خدماتها، وتعزيز مكانتها في العصر الرقمي المتنامي.
ويأتي المنتدى الثالث وهو القمة العالمية التاسعة لكفاءة استخدام الطاقة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الذي سينعقد تحت عنوان "مواقع خضراء، بناء مستقبل ذكي"، ليقدم أطر عملية لتنفيذ شبكات طاقة منخفضة الكربون وصديقة للبيئة بما يعود بالكثير من المكاسب البيئية والاقتصادية الملموسة. ويقدم المنتدى حوارات استراتيجية وتقنية متعمقة يستكشف المشاركين خلالها دور تصميم المواقع الخضراء في الحد من انبعاثات الكربون مع تقليل التكلفة الإجمالية للملكية. كما سيتناول المنتدى الحاجة إلى تطوير الأطر التنظيمية لدعم نشر البنية التحتية الرقمية الخضراء على نطاق واسع.
من جانبه قال فيليب جان، رئيس شركة هواوي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: "تشهد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى مرحلة محورية في مسيرتها الرقمية، مدفوعة باستراتيجيات طموحة أطلقتتها العديد من الدول مثل مبادرة 'مجتمع الـ 10 جيجابت ' في المملكة العربية السعودية واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي. ويخلق التقارب بين تقنيات الجيل الخامس المتقدم والذكاء الاصطناعي فرصاً استثنائية لشركات الاتصالات تمكنها من التطور من مجرد مزود خدمات اتصالات تقليدي إلى شركات تقنية متكاملة. وتعكس المنتديات التي تقدمها هواوي خلال قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات التزامنا الراسخ بدعم المشغلين في جميع مراحل رحلة التحول هذه، بدءاً من تحسين الشبكات، وابتكار نماذج أعمال، وصولاً إلى العمليات المستدامة."
تنعقد قمة سامينا لقادة قطاع الاتصالات 2025 في 26 مايو في مدينة جميرا بدبي. وستجمع تحت مظلتها قادة السياسات والهيئات التنظيمية والأعمال في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من مختلف المناطق التي تغطيها سامينا (جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، بالإضافة إلى آسيا الوسطى، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية. وسيعكس الحدث الذي ينعقد هذا العام تحت شعار "التحول الذكي والمستدام للاقتصادات الرقمية"، الحاجة الملحة إلى تبني منهجيات ذكية ومستدامة لتسريع التحول الرقمي وتحقيق النمو الرقمي في الأسواق التي ينصب عليها تركيز مجلس سامينا الاستراتيجي.
نبذة عن مجلس سامينا للاتصالات
مجلس سامينا للاتصالات هو اتحاد اتصالات غير ربحي يجسد مجموعة من مشغلي الاتصالات في ثلاث مناطق في العالم، وكذلك مزودي حلول التكنولوجيا، والهيئات التنظيمية، وشركاء النظام الإيكولوجي. وتتمثل مهمة مجلس سامينا بأن يكون بمثابة الصوت الموحد للقطاع الخاص ومنصة لصناع القرار فيه، للمساهمة في إرساء سياسات جامعة وتحقيق التغييرات التنظيمية اللازمة لتمكين التحول الرقمي في منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نبذةٌ عن "هواوي"
"هواوي" هي شركة عالمية رائدة في توفير البنى التحتية والأجهزة الذكية لتقنية المعلومات والاتصالات تأسست عام 1987. ندير أعمالنا اليوم في أكثر من 170 دولة ومنطقة في العالم من خلال أكثر من 208,000 موظف، ونخدم أكثر من 3 مليار شخص حول العالم.
تتمثل رؤيتنا بإيصال الرقمنة للأفراد والمنازل والشركات لبناء عالم ذكي مترابط بالكامل، وذلك من خلال توفير الاتصال في كل مكان وتعزيز المساواة في الوصول إلى الشبكات؛ وتوفير خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لجميع أنحاء العالم لتزويدكم بقوة حاسوبية فائقة أينما كنتم ومتى أردتم؛ وبناء منصات رقمية تساعد جميع القطاعات والمؤسسات على تعزيز مرونتها وكفاءتها؛ وتغيير مفهوم تجربة المستخدم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتناسب الاحتياجات الخاصة لكل فرد وفي مختلف جوانب حياته، سواء في المنزل أو المكتب أو أثناء التنقل.
-انتهى-
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
نهيان بن مبارك: النظام المالي للإمارات نموذج عالمي للانفتاح
أبوظبي: «الخليج» افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال مؤتمر المستثمرين السنوي الثاني عشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تنظمه شركة «أرقام كابيتال، بالتعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX)، وذلك بمشاركة أكثر من 500 من كبار التنفيذيين والمستثمرين العالميين، وصنّاع السياسات الذين اجتمعوا في أبوظبي، لمناقشة آفاق الاستثمار والتحولات الهيكلية في المنطقة. يجمع المؤتمر ممثلين عن أكثر من تريليون دولار من الأصول تحت الإدارة، من مؤسسات استثمارية، وشركات رأس مال مخاطر، وأسهم خاصة، ومؤسسات حكومية، وشركات وطنية وشركات ناشئة في مراحل النمو. ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الافتتاحية، مؤكداً خلالها أن النظام المالي في دولة الإمارات يُعد نموذجاً عالمياً في الانفتاح، والمرونة، والتنمية الشاملة، مشدداً على أهمية بناء مستقبل اقتصادي يرتكز على الاستدامة، والمسؤولية المجتمعية، والتعاون الدولي. وقال: إن المؤتمر هو منصة رائدة تجمع قادة الأسواق المالية من منطقتنا والعالم. ويسعدنا أن نرحب بهذا الجمع النخبوي تحت خيمتنا العربية، التي ترمز إلى بيئة استثمارية منفتحة، أصبحت اليوم من بين الأكثر حيوية على مستوى العالم. وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار:«من الرؤية إلى خلق القيمة: استكشاف تحوّل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وهو شعار يعكس حقيقة ما أنجزته أبوظبي ودولة الإمارات من خطوات عملية نحو مستقبل مزدهر، فالعاصمة أبوظبي ليست فقط مركزاً للمال والأعمال والتعليم والصحة، بل هي مدينة المستقبل، ومصدر للإبداع والابتكار، تسعى لخدمة الإنسانية جمعاء». وأكد أن خطة أبوظبي 2030 تجسّد تطلعات الدولة لبناء مجتمع متماسك ومستدام، يجمع بين الحفاظ على الإرث الثقافي والانفتاح على العالم، مشيراً إلى أن من أهم محاور هذه الخطة: التنمية المستدامة، الاقتصاد القائم على المعرفة، الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الطاقة المتجددة، التعليم والصحة، الفنون، الشفافية، والتعاون العالمي. أعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن فخره بما حققته دولة الإمارات من تطور في أسواقها المالية، قائلاً: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أصبحت دولة الإمارات مركزاً ديناميكياً يخدم أكثر من ملياري نسمة في منطقة تمتد من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا وما بعدها».


Khaleej Times
منذ 2 ساعات
- Khaleej Times
"أوبن إيه آي" تخطط لإنشاء مركز بيانات عملاق بقدرة 5 جيجاواط في أبوظبي
تستعد شركة "أوبن إيه آي"، مبتكرة تطبيق "شات جي بي تي"، لإنشاء مركز بيانات ضخم بقدرة 5 جيجاواط في أبوظبي، والذي من المحتمل أن يكون أحد أكبر مراكز البيانات على مستوى العالم، مما يمثل فرصة لتغيير قواعد اللعبة في مجال الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي. ويُمثل هذا المشروع، الذي طُوّر بالتعاون مع شركة (G42) عملاقة التكنولوجيا بأبوظبي، إنجازاً هاماً في سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، ويُبرز التوسع الاستراتيجي لشركة "أوبن إيه آي"خارج الولايات المتحدة. وبينما لا تزال التفاصيل طي الكتمان، تُشير مصادر مُطلعة على المشروع إلى احتمال الإعلان عنه قريباً، مُبشّراً بعصر جديد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. يُعدّ حرم أبوظبي حجر الزاوية في مبادرة "ستارغيت" التابعة لشركة "أوبن إيه آي"، وهي مشروع مشترك مع "سوفت بنك"و"أوراكل" أُعلن عنه في يناير 2025، ويهدف إلى بناء مراكز بيانات ضخمة حول العالم لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم. وعلى عكس منشأته التي تبلغ قدرتها 1.2 جيجاواط قيد الإنشاء في "أبيلين"، بـ"تكساس"، فإن مشروع الإمارات العربية المتحدة يتفوق على نظيره الأمريكي، حيث يتمتع بسعة أكبر بأكثر من أربعة أضعاف. وتبلغ مساحة المنشأة 10 أميال مربعة، وتتطلب طاقة تعادل خمسة مفاعلات نووية، وستضمّ رقائق متطورة، حيث تتطلب المرحلة الأولية التي تبلغ قدرتها 1 جيجاواط 500 ألف معالج من أحدث معالجات "إنفيديا". ستشارك "أوبن إيه آي" هذه القدرة مع شركات أخرى، مما يعزز الأثر الإقليمي للمشروع. ويستند هذا المشروع إلى شراكة عميقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تنبع من التعاون الذي تم في عام 2023 بين "أوبن إيه آي" و(G42)، برئاسة صاحب السمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأشاد "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، بتبني دولة الإمارات العربية المتحدة المبكر للذكاء الاصطناعي، مشيراً خلال محاضرة في أبوظبي عام 2023 إلى أن الدولة سبّاقة في هذا المجال. ويشمل المشروع أيضاً شركة "أوراكل"، وربما شركة "أم جي إكس" (MGX)، وهي كيان استثماري في أبوظبي، مع احتمال انضمام شركاء أمريكيين آخرين. ويتماشى هذا مع إطار عمل ثنائي أوسع لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البيع المحتمل لأكثر من مليون شريحة "إنفيديا" متطورة للإمارات العربية المتحدة، كجزء من استراتيجية أمريكية للحفاظ على الهيمنة التكنولوجية عالمياً. إن بروز الإمارات العربية المتحدة كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التعقيدات. فقد أثارت العلاقات التاريخية بين مجموعة (G42) والصين مخاوف المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من وصول التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة إلى بكين دون قصد. وقد أججت هذه المخاوف، التي تفاقمت بفعل حجم المشروع، نقاشات داخل إدارة "ترامب" حول مخاطر "نقل" قدرات الذكاء الاصطناعي إلى الخارج. ولا تزال مخاوف الأمن القومي بشأن مشاركة أشباه الموصلات المتطورة قائمة، نظراً لدورها المحوري في تطوير الذكاء الاصطناعي. ورغم هذه التوترات، يتقدم المشروع، تزامناً مع زيارة الرئيس "دونالد ترامب" الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حيث نُوقشت صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يُمثل مركز البيانات قفزة نوعية نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. تُضفي مشاركة "أوبن إيه آي" مصداقيةً، وتُشير إلى الثقة في البيئة التنظيمية والمنظومة التكنولوجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما يَعِد المشروع بفوائد اقتصادية، بدءاً من خلق فرص العمل واستقطاب شركات التكنولوجيا العالمية، مع تعزيز دور أبوظبي كمركز للابتكار. يعكس مشروع "أوبن إيه آي" في الإمارات العربية المتحدة توجهاً أوسع نحو عولمة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وبينما تخطط الشركة لإنشاء ما يصل إلى 10 مراكز بيانات إضافية في الولايات المتحدة، فإن مشروعها في الشرق الأوسط يُحقق رؤية طموحة بقدرة 5 جيجاوات عُرضت في البداية على إدارة "بايدن". ومن خلال تحقيق هذا الهدف في الخارج أولاً، تُسرّع "أوبن إيه آي" من صعود الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما قد يُعيد تشكيل المشهد التكنولوجي العالمي. ومع استمرار المفاوضات وتشكيل حرم أبوظبي، ستستفيد دولة الإمارات العربية المتحدة ليس فقط من البنية التحتية، بل من دور محوري في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وربط الشرق بالغرب في سباق تكنولوجي محموم، وفقاً لخبراء الذكاء الاصطناعي. Issacjohn@


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
الإمارات تصنع مستقبل الذكاء الاصطناعي
خالد راشد الزيودي* أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية مجمعاً متكاملاً للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، يُعد الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، في خطوة استراتيجية تعكس عمق التعاون والشراكة التاريخية بين البلدين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار. يأتي هذا الإعلان المهم في سياق الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تكللت بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في حفل رسمي كبير أُقيم في قصر الوطن، ما يُجسد الأهمية الكبيرة لهذا المشروع الاستراتيجي على مستوى العلاقات الثنائية. يشكّل المجمع الإماراتي - الأمريكي للذكاء الاصطناعي، بقدرة 5 غيغاوات، نقلة نوعية استثنائية في مجال البنية التحتية التكنولوجية المتطورة عالمياً، حيث سيُخصص لاستضافة مراكز بيانات فائقة التقدم تتيح لشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى تقديم خدمات الحوسبة السريعة والمتطورة لمنطقة جغرافية واسعة تشمل نصف سكان العالم، ومن خلال هذه الإمكانيات الضخمة، تتحول أبوظبي إلى منصة إقليمية رئيسية لتوفير أحدث الخدمات التكنولوجية، ما يعزز مكانتها الريادية كمركز عالمي بارز للابتكار وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويمتد هذا المشروع الضخم على مساحة تقدر بنحو 10 أميال مربعة، وتُشرف على تنفيذه وتشغيله شركة «جي 42» الإماراتية الرائدة في مجال التكنولوجيا، بالتعاون الوثيق مع نخبة من الشركات الأمريكية الكبرى المتخصصة في هذا المجال الحيوي. ويعكس المشروع بشكل واضح رؤية دولة الإمارات المتقدمة والطموحة لتعزيز بنيتها التكنولوجية وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والأمان، مستفيدة من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، مثل الطاقة النووية والشمسية وطاقة الغاز الطبيعي، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز مبادئ الاستدامة البيئية. ويعد مجمع بيانات الذكاء الاصطناعي الأكبر في العالم حالياً، والذي لا يزال قد الإنشاء، هو ذلك الذي تأسس مشروعه في كوريا الجنوبية العام قبل الماضي، ومن المقرر أن يكتمل ويعمل بكامل طاقته في 2028، وتبلغ طاقته القصوى 3 غيغاوات، أي أقل من مجمع أبوظبي، ووفقاً للمحللين من المتوقع أن يجلب لكوريا الجنوبية باكتماله ما يقترب من 40 مليار دولار سنوياً، كأرباح. وتأتي هذه الخطوة في إطار شراكة استراتيجية شاملة أُطلق عليها «شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة»، والتي تؤسس لإطار عمل مشترك جديد يُعزز التعاون الثنائي المثمر في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بما يشمل تطوير منظومة متكاملة تضمن الاستخدام المسؤول والآمن لهذه التقنيات، حيث أكدت الدولتان بشكل مشترك التزامهما الكامل بتطبيق أعلى المعايير الصارمة لحماية التكنولوجيا الأمريكية وضمان الاستخدام المسؤول لها، عبر تعزيز بروتوكولات تنظيم الوصول، والتي تُعرف باسم بروتوكولات «اعرف عميلك». وفي هذا السياق، أكد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إن المجمع يمثل نموذجاً للتعاون المستمر والبناء بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يجسّد التزام دولة الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يُرسّخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للأبحاث المتطورة والتنمية المستدامة، ويحقق مصلحة البشرية جمعاء. من جانبه، أوضح وزير التجارة الأمريكي أن هذا التعاون التاريخي يمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويفتح آفاقاً جديدة وواسعة للاستثمارات الأمريكية الكبيرة في دولة الإمارات، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات ومراكز البيانات المتطورة. وأشار إلى أن هذه الخطوة تتوافق مع الاستراتيجية الأمريكية الهادفة إلى تعزيز ريادتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق وجودها التكنولوجي مع شركائها الاستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط. ولم يكن اختيار دولة الإمارات لتكون مقراً لأكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة أمراً عشوائياً، بل جاء نتيجة جهود ريادية ومستمرة تبذلها الدولة منذ سنوات، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي أدركت الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، فأطلقت استراتيجية وطنية متكاملة عام 2017، وعينت أول وزير للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم في نفس العام، كما أسست جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في عام 2019، والتي تُعد أول جامعة متخصصة بالكامل في هذا المجال. وتعكس هذه الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات إيماناً قوياً بأن الذكاء الاصطناعي يُشكل المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، ما دفعها لدمج هذه التقنيات المتقدمة في كافة القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والنقل والطاقة، تحقيقاً للتنمية الشاملة وتعزيز مكانتها كقوة مؤثرة وفاعلة في مشهد التكنولوجيا العالمي. بهذه الخطوة، تؤكد الإمارات العربية المتحدة حرصها الدائم على تعزيز ريادتها العالمية، ليس فقط من خلال تطوير التكنولوجيا، بل أيضاً عبر بناء منظومة متكاملة تجمع بين المعرفة والتقنية والابتكار والتمويل، ما يضعها في مصاف الدول الرائدة التي تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم. وهذا بدوره يسهم في تعزيز التنافسية الإماراتية ورفع جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة التي تراعي التطورات التكنولوجية المتسارعة وتستشرف مستقبل الاقتصاد الرقمي العالمي.