logo
سُلاف فواخرجي... وفخّار السياسة

سُلاف فواخرجي... وفخّار السياسة

الشرق الأوسطمنذ 5 أيام

حكاية الفنّان والسياسة، لا توجد لها خاتمة، هي ظاهرة دائمة، مع كل فنّان اختار إظهار لونه السياسي، يربح جمهوراً ونفوذاً وغير ذلك من المغانم، مع بقاء من فضّلهم سياسياً على القمّة، والزمان معهم حلو المُحيّا، لكنه يُنكب إن نُكب من والاهم سياسياً. في كل مكان وزمان يحدث هذا، في تاريخنا وتواريخ الآخرين، منذ أيام الأمويين بدمشق إلى اليوم.
على ذكر الأمويين ودمشق، نعلمُ قيمة وأثر الفنّ السوري، خاصة الدراما، في العالم العربي أجمع، منذ عشرات السنين، واليوم بعد زلزال الانهيار الأسدي وقيام سلطة قلقة وريثة لعهودٍ مريضة، كان من ملامح التغيير وصول نقيب جديد للفنانين السوريين، معارض للنظام، مثل بعض الفنانين الآخرين، وهو مازن الناطور الذي رجع لمنصبه بعد بيان عزله من بعض زملائه الفنانين.
كان من دواعي بيان العزل قرارات الناطور، ومن أهمّها في نظر منتقديه، فصل الفنانة السورية سُلاف فواخرجي بذريعة أنَّها ظلّت مؤيدة للأسد، ولم «تُكوّع» مثل الآخرين، حسب المصطلح السوري الظريف.
النقيب الجديد، الناطور، كان قد فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، استناداً إلى «النظام 40، الفقرة 58» من النظام الداخلي للنقابة، الذي يُجيز شطب قيد أي عضو «يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة».
الحال أنَّ الفنانين السوريين انقسموا خلال العقد الماضي، أي بعد بداية الحرب الأهلية السورية، لثلاثة أقسام:
قسم مؤيد للنظام بحماسة ظاهرة، وقسم مناهض للنظام، بالحماسة نفسها، وقسم ثالث شبه محايد. وهناك أمثلة كثيرة على مواقف سياسية لبعض الفنانين خلقت جدلاً حولهم، أحياناً تمّت فيها الاستعانة بسلطة الدولة أو سلطة الجماهير، لسحق المخالف.
في العالم العربي لدينا فنانون في مصر مثل: حسين فهمي وأحمد رمزي، من أنصار النظام الملكي وخصوم النظام العسكري الجمهوري.
في العالم الغربي هناك من اُتهم بكونه فنّان النازية، مثل الموسيقي الألماني فاغنر، وهناك من اُتهم في هوليوود، في عزّ الحرب الباردة، بالشيوعية والعمالة للسوفيات.
حتى (كوكب الشرق) أم كلثوم كادت تسحقها مجنزرات الثورة «الثقافية» في مصر عقب سقوط الملكية.
لدينا، حول هذه الواقعة، رسالة دبلوماسية نادرة - سبق التنويه لها هنا - مؤرّخة بالشهر الخامس بعد الذكرى الأولى لسيطرة الضباط على الحكم، في السنة السابقة، وهي 1952.
الشهادة التاريخية التالية هي من «محمد الطبيشي» قنصل السفارة السعودية بمصر، وفيها أنه بعد موافقة الملك عبد العزيز:
«حضر عندي كل من الأستاذ محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم، وقالا هل كان لدينا أو لغيرنا اتخاذ قرار حُرّ في ذلك الوقت، لقد كان يُفرض علينا الأمر فرضاً، ولم نكن نستطيع أن نرفض، إننا الآن قلباً وقالباً مع الثورة المباركة».
بفضل الشفاعة السعودية هذه، رُفع الحظرُ عن أم كلثوم وعبد الوهاب.
الفنّان قيمته الجوهرية، في فنّه، وليس في مواقفه السياسية... «وليس كبيرُ القوم من يحمل الحِقدا».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«رايحين نطلّق».. ممثل لبناني يفاجئ الجمهور بـ«الانفصال»
«رايحين نطلّق».. ممثل لبناني يفاجئ الجمهور بـ«الانفصال»

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

«رايحين نطلّق».. ممثل لبناني يفاجئ الجمهور بـ«الانفصال»

تابعوا عكاظ على آثار فيديو نشره الممثل اللبناني حسين مقدم وزوجته إيمان نور الدين، الجدل بسبب إعلانهما أنهما في طريقهما لتوقيع أوراق الطلاق. في بداية الفيديو، ظهر الثنائي داخل سيارة، ووجه حسين مقدم سؤالاً لزوجته: «لوين رايحين هلّق؟»، لترد عليه مبتسمة: «رايحين نطلق»، وبعدها ظهر الزوجان في لقاء مع الشيخ، وقالت إيمان نور الدين: «مولانا، جربنا الزواج ما مشي الحال، هلق منجرب الطلاق». وفي نهاية الفيديو، قال حسين مقدم: «تم الطلاق بين الطرفين برضا وقناعة كاملة، ومن دون أي خلاف، ونسأل الله التوفيق لكل منا في المرحلة المقبلة». أخبار ذات صلة وقبل نشر حسين مقدم وإيمان نور الدين الفيديو، كانا قد حذفا كل الصور التي جمعت بينهما، ما أثار الشكوك حول وجود خلافات بينهما. يُذكر أن حسين مقدم كان متزوجاً قبل إيمان نور الدين من الممثلة جوانا كركي، واستمر زواجهما ستّ سنوات قبل أن ينفصلا، ثم تزوج بعدها من إيمان نور الدين. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية
الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

من الأمور اللافتة حالياً على منصات التواصل الاجتماعي في ظل هيمنة «السوشيال ميديا»؛ أن كل من هبّ ودبّ أصبح ينتحل صفة «الإعلامي» ففقد هذا المسمى هيبته، في وقت كان للإعلامي سابقاً معاييره الخاصة وثقله ووزنه، إذ كان المجتمع يتابع ويترقب الجديد الذي سوف يقدمه يومياً، خصوصاً في الصحافة الورقية. أما اليوم ومع ظهور شرائح من البشر لا علاقة لها بالإعلام وعالمه؛ أصبح المحتوى هشاً لا يرتقي بصاحبه إلى مصاف مسمى «إعلامي»، وكل ذلك سببه تعدد وانتشار المنصات؛ التي فتحت لهؤلاء الباب على مصراعيه لبث محتوى ركيك لا علاقة له بالصحافة والإعلام، ولا تتوفر في صاحبها شروط حمل مسمى «إعلامي». إذا نظرنا إلى الجيل الإعلامي السابق؛ نجد أن ما قدموه طوال سنوات عملهم وخبرتهم لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود، إذ واجهوا الكثير من التحديات والصعوبات مع قلة الإمكانات ومحدودية الأدوات المهنية، ورغم ذلك استطاعوا تحقيق النجاح، ووضعوا بصمتهم فكتبت مسيرتهم الإعلامية الحافلة. لكوني أحد الإعلاميين ومن مدرسة «عكاظ» الرائدة والعريقة التي أمضيت فيها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً؛ أتذكر كيف كان كل منا يسعى إلى صناعة الخبر وتوثيقه بكل الأدوات المتاحة والمنافسة الشريفة التي كانت تجمع الزملاء كلاً في تخصصه، وهذا ما جعل «عكاظ» منذ ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر تنفرد بالريادة والمصداقية وقوة الانتشار. أخيراً.. أتمنى من الإعلاميين المنتحلين للقب احترام المهنة، تجنب تضليل الآخرين، فالإعلام ليس مجرد كتابة «شخابيط» تحت لائحة «إعلامي»، إنما رسالة يؤديها الإعلامي بكل المعايير المهنية المحددة. أخبار ذات صلة

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا
تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

في الأمسية التي شاركت فيها مؤخرا كان هناك حوار بيني وبين روائية شابة كانت تطرح مسألة أن الكتابة للأطفال والمراهقين لا يلزم أن تكون عميقة أو تطرح أفكارا مهمة، لأن مهمتها هي تشجيع هذه الفئة العمرية على القراءة وانخراطهم فيها وهم فيما بعد سيقومون باختيار الأفضل والانجراف إلى القراءة المهمة أو التي تضيف إلى إنسانية الإنسان. سكت ولم أرد وإن كنت شعرت بعدم الاقتناع. لكن السؤال ظل يدور في بالي، هل حقا أن الطفل الذي ينشأ على قراءة أشياء تافهة، سيتحول في المستقبل لقراءة أشياء جميلة وذات معنى مهم. لا توجد دراسات، لكن، لو كنت أعمل في مركز دراسات كنت سأقترح المواضيع الآتية، كم عدد الذين يقرؤون من الكبار، نوعية الكتب التي يقرؤونها، نوعية الكتب التي كانوا يقرؤونها وهم صغار. هذه المقارنة ربما ساعدتنا في معرفة إن كانت قراءة الكتب الرائجة الخالية من الأسلوب الجيد والمضمون الجيد والتي لا يعرف أحد سبب رواجها، تجعل من قرائها فيما بعد قراء للأدب الكلاسيكي والخالد، أو على الأقل الأدب الذي لا يحصل على نفس الرواج لكنه أدب قيم ومهم. يجب أن أوضح نقطة مهمة تختلط دائما في أذهان الناس، حين نتحدث عن الكتب الرائجة أو الأكثر مبيعا، فهذا لا يعني أننا ضد هذا التصنيف، أو أن هذا التصنيف يعني أن الكتابة سيئة أو أن كلمة شعبية تعني أننا مع النخبوية في الكتابة أو ندعو لها، حين أذكر الكتب الأكثر مبيعا، إذا كانت في سياق سلبي فأنا أعني ابتداء الكتب التي لا تحمل محتوى جيد، لا أسلوبا ولا معنى. لأن هناك وهو مما لا يحدث دائما ويمكن اعتباره من النوادر كتبا جيدة ولاقت استحسان الناس وأصبحت رائجة ومن الأكثر مبيعا. حين ضربت مثلا للروائية الشابة بكتاب الأمير الصغير، الفانتازي والذي اعتبر كتابا للأطفال مع اعتقادي الراسخ أنه كتاب يهم الكبار أكثر، والعمق الذي كتب به، كنت أقصد ذلك تماما، أقصد أن الأسلوب بسيط وجميل وممتع، لكن الأفكار مهمة وعالية، هذا هو نوع الكتب الذي أتصور أن الطفل الذي يقرأه ويستمتع به، ستزرع فيه بذرة القراءة، لأنه بالإضافة إلى الأسلوب الجميل أنت تخلق لديه حالة من التفاعل النفسي التي ستجعله يبحث عن كتب من هذا النوع، ترضي عقله وعاطفته معا، لكن الكتب التي تعتمد على الفانتازيا التي تثير فيك الرعب أو الغموض أو التفاعلات النفسية البسيطة، فهي كمشاهدة فيلم رعب، تثيرك، لكنها لا تضيف شيئا، يمكن أن تصبح أسير هذا النوع من الكتب، لكن، على المستوى الإنساني، على مستوى الرقي الإنساني الذي تخلقه فينا الروايات العظيمة، ما هي النتيجة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store