
أزمة أضاح في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا
أظهرت جولة قادت 'الشروق' إلى أحياء تتميز بتواجد لافت للمغتربين الجزائريين بمدينة ليون الفرنسية، الجالية المقيمة بهذا البلد الأوروبي تعيش أزمة أضاح فعلية بسبب الأسعار، بعد أن بلغت قيمة الكباش مستويات قياسية جدا، وصلت في بعض الأحيان 700 يورو للأضحية الواحدة، ما دفع العديد منهم إلى العزوف عن شرائها، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم المستمرين منذ سنوات.
وفي حديث لـ'الشروق' مع عديد أبناء الجالية بساحة 'غيوتيار'، قرب مقهى الجزائر، تبين أن الكثير منهم قد عزفوا هذه السنة عن إحياء شعيرة عيد الأضحى لعدة أسباب، لا تتعلق في الغالب بالأسعار ولكن أيضا بسبب عوامل لوجيستية أيضا.
وبالنظر لأزمة الأسعار في فرنسا وأيضا لأسباب لوجستية، صار الكثير من أبناء الجالية الجزائرية في ليون يقومون بإرسال أموال إلى الجزائر لشراء أضاح ومنحها للفقراء، وفق ما عبر عنه الكثيرون في لقاء معهم بساحة 'غيوتيار'.
وما شد انتباهنا في قصابة غير بعيدة عن ساحة 'غيوتيار' تبيع المنتجات الحلال من لحوم حمراء وبيضاء، وجود لافتة خارج المحل مكتوبة بخط عربي واضح، ورد فيها 'احجزوا من الآن الخروف لعيد الأضحى… من هنا'.
وعند اقترابنا من القصابة وسؤالنا عن هذه اللافتة، رد صاحبها، وهو جزائري تونسي، ينحدر والده من مدينة القالة بولاية الطارف، بأن اللافتة تعود إلى العام الماضي، حين نظمت القصابة عملية ذبح وتوزيع الأضاحي على أبناء الجالية بليون والمناطق القريبة منها.
وأضاف حسين مهدي أن المبادرة غابت هذا العام ولم يتم تكرارها بسبب أزمة الأسعار التي بلغت مستويات قياسية، على حد تأكيده، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع بدأ خلال أزمة كورونا الصحية (كوفيد-19)، ثمّ تفاقم الوضع أكثر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما نجم عنه ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف أيضا ومنها الخرفان.
ويشرح المتحدث أن سعر الخروف مذبوح ومسلوخ يسلم إلى صاحبه بعد صلاة العيد كان بـ200 يورو وصولا إلى 280 يورو، يضاف لها الأحشاء الداخلية (الكبد والكرشة والأمعاء وغيرها).
وحسبه، فإنه بالنظر للظروف الحالية، قفز سعر الأضحية مذبوحة ومسلوخة من أحشائها الداخلية إلى 500 و600 يورو، حسب الوزن، بل تصل أحيانا إلى 700 يورو.
وعلق بالقول 'حاليا الخروف الفرنسي ندفع ثمن كيلوغرام لحمه في المسلخ بـ13 يورو للكيلوغرام من دون احتساب الرسوم، وفي القصابة يقارب 22 يورو، بينما كان قبل سنوات 16 إلى 17 يورو'.
وأضاف 'هذه الأسعار تتعلق بالخروف الفرنسي الذي يقصده أبناء الجالية كثيرا بالنظر لنوعية لحمه وطعمه'.
وحسب محدثنا، فإن القصابة كانت سابقا تبيع حتى 300 خروف في العيد، لكن بالنظر للأزمة الحالية والأسعار تقرر توقيف العملية.
وقال في هذا الصدد 'أنا أتفهم تماما الناس الذين عزفوا على شراء الأضحية خصوصا للعائلة التي تضم 6 أو 7 أفراد، ورب العائلة ليس له عمل قارّ'.
ويكشف صاحب القصابة عن عامل لوجستي ساهم أيضا في عزوف أبناء الجالية عن شراء الأضاحي يتعلق بنقل المسلخ من مدينة ليون، رغم ما تضمه من أعداد كبيرة جدا من أبناء الجالية المسلمة، إلى مدينة سانت ايتيان على بعد نحو 100 كيلومتر.
وأشار حسين مهدي إلى أن العملية سابقا كانت تنطلق بعد صلاة العيد بكل سلاسة بالنظر لوجود المسلخ بمدينة ليون، لكن حاليا وبعد نقله إلى سانت إيتيان، فإن المغترب يتحمل تكاليف إضافية يدفعها في الثمن النهائي للأضحية، ولذلك قررنا عدم تنظيم العملية في القصابة هذا العام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 3 ساعات
- الشروق
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي
هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة 23 ماي، الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة ابتداءً من 1 جوان، معتبراً أن المفاوضات الجارية 'لا تؤدي إلى أي نتيجة'. وقال ترامب على منصته 'تروث سوشيال' أنه من الصعب جداً التعامل مع الاتحاد الأوروبي، 'الذي تم إنشاؤه في الأساس بهدف الاستفادة من الولايات المتحدة في مجال التجارة'… مفاوضاتنا لا تؤدي إلى أي نتيجة. في هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من 1 جوان. لا توجد رسوم على المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة'. وكتب ترامب 'حواجزهم (الاتحاد الأوروبي) التجارية القوية، وضرائب القيمة المضافة، والعقوبات السخيفة على الشركات، والحواجز غير النقدية، والتلاعبات النقدية، والدعاوى القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية، وغيرها، أدّت إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة يفوق 250 مليار دولار سنويًا، وهو رقم غير مقبول إطلاقًا.' وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن انتقد العجز التجاري الأميركي في التبادلات الثنائية مع أوروبا، مقدّراً إياه بين 300 و350 مليار دولار، وهي الأرقام التي تعارضها المفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن العجز لا يتجاوز 150 مليار يورو (حوالي 160 مليار دولار) في البضائع فقط، و50 مليار يورو فقط عند احتساب الفائض الأميركي في مجال الخدمات. وتسب إعلان ترامب هذا إلى هبوط في الأسواق المالية الاوروبية، مع عودة شبح الحرب التجارية، وفقا لما أفادت به تقارير إعلامية.


إيطاليا تلغراف
منذ 2 أيام
- إيطاليا تلغراف
انقلاب أوروبي ملفت على إسرائيل المنبوذة
إيطاليا تلغراف مصطفى عبد السلام صحافي مصري المتابع لمواقف دول العالم من حرب غزة يلحظ أنّ هناك ما يشبه حالة انقلاب أوروبي على إسرائيل المنبوذة بسبب مجازرها المروعة في غزة وتصاعد حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنّ هناك حالة غضب أوروبية متصاعدة ضد دولة الاحتلال بسبب جرائمها ضد القطاع، وأنّ دول الاتحاد بدأت تتخلى عن الأساليب الدبلوماسية والشجب والادانات والانتقادات إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية وعقابية لإسرائيل ربما تكون واسعة وموجعة هذه المرة، خاصة وأن اقتصاد دولة الاحتلال يعاني من نزيف حاد وعجز مالي كبير وتدهور في الأنشطة المختلفة. فهناك 17 دولة أوروبية وافقت على مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تعاني عزلة عالمية، وهو ما يزيد فرص فرض عقوبات تجارية على دولة الاحتلال. هذا التحرك دعا الإعلام العبري إلى وصف ما يحدث بأنه بمثابة تسونامي سياسي واقتصادي في أوروبا وعواصم غربية، بسبب ارتكاب إسرائيل جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وتوجيه اتهامات لحكومة نتنياهو بأنّها تمارس هواية قتل الأطفال في غزة. ولأنّ العالم لم يعد قادراً على الصمت تجاه المجازر اليومية وحرب التجويع والتدمير والتهجير التي يمارسها الاحتلال ضد أهالي غزة، فقد تحرك وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي لمناقشة مقترح هولندي لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل. هناك 17 دولة أوروبية وافقت على مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تعاني عزلة عالمية، وهو ما يزيد فرص فرض عقوبات تجارية على دولة الاحتلال وفي حال إقرار المقترح فإنه يمثل ضربة عقابية عنيفة للاقتصاد الإسرائيلي، إذ إنّ حجم التجارة بين دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بلغ 46.8 مليار يورو في عام 2022، مما يجعل الاتحاد أكبر شريك تجاري لدولة الاحتلال. كما أنّ اتفاقية الشراكة بين الطرفين التي دخلت حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2000، تمنح إسرائيل العديد من الامتيازات في سوق الاتحاد الأوروبي، ومنها السماح بتصدير منتجاتها إلى دول الاتحاد دون دفع رسوم جمركية، أو برنامج 'هورايزون' الذي يتيح لإسرائيل التعاون بشكل واسع مع الاتحاد في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وهناك إشارات قوية على توجه أوروبا نحو معاقبة تل أبيب اقتصادياً، فوفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، فإنّ اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ستخضع للمراجعة في ظل الوضع الكارثي في غزة، وأنّ 'أغلبية قوية' من وزراء خارجية الاتحاد يؤيدون المراجعة لاتفاقية الشراكة في ضوء ما يجري في غزة من مجازر. وعلى مستوى المواقف الثنائية الأوروبية، فإنّ موقف بريطانيا بدا لافتاً في توجيه ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي، فقد استدعت سفيرة إسرائيل في لندن، وعلّقت مبيعات الأسلحة ومفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل رفضاً لتوسيع حرب غزة، كما فرضت عقوبات على مستوطنين وكيانات في الضفة الغربية مرتبطين بأعمال عنف ضد الفلسطينيين. وشملت العقوبات أفراداً وكيانات منها حركة نحالا، وشركة ليبي للإنشاءات والبنية التحتية المحدودة، ومزرعة كوكو. وانضمت بريطانيا إلى فرنسا وكندا في التحرك اقتصادياً ضد إسرائيل واتخاذ إجراءات ملموسة إذا واصلت حربها بغزة، وذلك ضمن تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال، مع شن حكومة نتنياهو هجوماً عسكرياً جديداً على غزة. تحرك أوروبي ودولي مكثف لمعاقبة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً، فهل تنجح الخطوة هذه المرة، أم أنّ جيش الاحتلال سيحرق غزة عن آخرها، وبعدها يبدي العالم الندم، لكن بعد فوات الأوان؟ وكان موقف فرنسا لافتاً أيضاً، فقد دعا وزير خارجيتها جان نويل بارو يوم الاثنين إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على خلفية استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة ضد أهالي غزة ومنعه إدخال المساعدات إلى القطاع. وجدد بارو تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين. وهذا الموقف مهم إذ إنّ فرنسا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ولها حضورها الدولي. وفي مدريد، خرج علينا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بتصريح لافت، قال فيه: 'نحن لن نتبادل التجارة مع دولة تنفذ إبادة جماعية'. وطالبت كلٌّ من إسبانيا وأيرلندا وهولندا بإجراء تحقيق عاجل في ما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، التي تتضمن بنوداً تتعلق بحقوق الإنسان. كما طالبت كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا إسرائيل بوقف هجومها العسكري على غزة. بل إن قادة يهود أوروبا خرجوا علينا قبل أيام بتصريح أكدوا خلاله أنّ 'دعم إسرائيل أصبح عبئاً'. وأكد المجلس الأوروبي أنّ المدنيين في غزة يتضورون جوعاً، وحذرت الأمم المتحدة من احتمالية وفاة 14 ألف طفل في غزة خلال 48 ساعة. يصاحب تلك التحركات تحرك مهم من الصندوق السيادي النرويجي، وهو أكبر صندوق استثمار في العالم، بسحب استثماراته من دولة الاحتلال والتي تزيد قيمتها عن ملياري دولار. تحرك أوروبي ودولي مكثف لمعاقبة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً، فهل تنجح الخطوة هذه المرة، أم أنّ جيش الاحتلال سيحرق غزة عن آخرها، وبعدها يبدي العالم الحر الندم، لكن بعد فوات الأوان؟


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 4 أيام
- أخبار اليوم الجزائرية
سونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار
لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة سونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار يعتزم مجمع سونلغاز رفع استثماراته خلال السنة الجارية 2025 إلى أكثر من 650 مليار دج ستوجه أساسا لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة حسب ما أفاد به أمس الإثنين بالجزائر العاصمة الرئيس المدير العام للمجمع مراد عجال. وأوضح السيد عجال خلال أشغال الملتقى السنوي لإطارات سونلغاز ومدراء الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة والذي خصص لعرض حصيلة المجمع العمومي لـ2024 والتحضيرات لضمان تموين جيد بالطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل أن خطة المجمع للسنة الجارية تتضمن استثمارات ب656 مليار دج مقارنة بـ420 مليار دج السنة الماضية. وتهدف هذه الخطة بشكل رئيسي زيادة الانتاجية للمجمع كما تشمل مواصلة الربط بالطاقة الكهربائية للمستثمرات الفلاحية والمناطق الصناعية والمناطق المعزولة ومحطات تحلية المياه بالإضافة إلى مشروع تركيب أجهزة كشف أحادي أكسيد الكربون حسب المسؤول الأول في المجمع الذي لفت كذلك إلى أهمية مشاريع الطاقة المتجددة التي يقوم المجمع بإطلاقها. توسيع صادرات الكهرباء إلى دول أخرى بغضون ثلاث سنوات من جانب آخر تطرق الرئيس المدير لصادرات مجمع سونلغاز والتي بلغت السنة الفارطة 2024 مستويات قياسية عند 268 مليون يورو بزيادة قدرها 22 بالمائة مقارنة ب2023. وتشمل هذه الصادرات الطاقة الكهربائية الموجهة إلى تونس إضافة إلى معدات كهربائية منتجة محليا وجهت إلى عدة دول فضلا عن صادرات الخدمات حسب الشروح المقدمة. ويعتزم المجمع زيادة صادراته من الكهرباء من خلال توسيعها إلى دول أوروبية وإفريقية مستغلا بذلك الفائض المسجل في قدراته الانتاجية حسب ما أكده السيد عجال في تصريحات صحفية على هامش اللقاء والتي أكد فيها أن الانطلاق الفعلي لهذه الصادرات الجديدة سيكون بغضون سنتين إلى ثلاث سنوات . وكان مجمع سونلغاز قد وقع مذكرات تفاهم مع شركات الطاقة في دول من غرب إفريقيا لدعم مشاريع الربط الكهربائي مع الجزائر وأخرى مع شركتي سوناطراك و إيني الإيطالية والتي تخص مشروع الكابل الكهربائي البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا. وفضلا عن ذلك وقع مجمع سونلغاز مذكرة تفاهم مع سوناطراك وشركات طاقوية من إيطاليا ألمانيا والنمسا لتصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر إلى هذه الدول. وحول مراجعة قانون الكهرباء أكد الرئيس المدير العام أن إعادة النظر في هذا النص جارية متوقعا الانتهاء من هذه الورشة في 2026. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة