
الصين: «القبة الذهبية» تشعل سباق تسلّح فضائي
اتهم جيش التحرير الشعبي الصيني الولايات المتحدة، أمس، بإطلاق «سباق تسلح» من خلال المشروع الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتأسيس منظومة الدرع الصاروخية (القبّة الذهبية).
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية، تشانغ شياوغانغ، في المؤتمر الصحافي الشهري للوزارة، إن نظام «القبة الذهبية» الذي تمضي فيه الولايات المتحدة قدما، إلى جانب تحركاتها الأخرى لنشر أسلحة في الفضاء، سيزيد من خطر إشعال سباق التسلح في الفضاء.
واعتبر تشانغ أن «الإجراءات الأميركية ستفتح مجددا صندوق باندورا»، وأكد أن الولايات المتحدة «تقوض النظام الدولي للأمن وضبط الأسلحة»، و»تنتهك» العديد من المعاهدات الدولية ضد عسكرة الفضاء.
وتهدف منظومة «القبة الذهبية»، المقدرة تكلفتها بنحو 175 مليار دولار، لنشر تقنيات الجيل الجديد برا وبحرا وجوا، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الفضائية والاعتراض والفضاء، من أجل حماية الولايات المتحدة «من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية أو المسيّرات، سواء كانت تقليدية أو نووية»، وفقا لوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث.
وقالت جوليا كورنيور، الباحثة المشاركة في برنامج الأمن الدولي في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني، في تحليل نشره موقع المعهد، إنه بعيدا عن مساهمة القبة الذهبية في تعزيز الأمن القومي الأميركي، فإنها تهدد بمفاقمة الاضطراب العالمي وتصاعد التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى.
فخصوم الولايات المتحدة سينظرون إلى أي نظام يستهدف جعل الولايات المتحدة بمنأى عن الهجمات الصاروخية، على أنه محاولة لتقويض منطق الردع النووي. لذلك إذا اقتنعت هذه الدول بأن واشنطن بصدد تطوير درع يمكنه يوما ما تحييد أي ضربة نووية انتقامية، فسيشتعل سباق تسلح عالمي خطير.
وحذّرت كورنيو من تكرار أخطاء الماضي عندما استنزفت مبادرة الدفاع الاستراتيجي التي عرفت باسم «حرب النجوم»، التي أطلقها الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي موارد هائلة، وفاقمت التوترات الدولية وأشعلت سباق تسلح ترك العالم أشد انقساما لا أكثر أمنا، في الوقت الذي فشلت في توفير نظام دفاعي فعال.
يأتي ذلك فيما يسعى الوزير هيغسيث الى محاولة تبدو مستحيلة لإقناع كبار مسؤولي الدفاع الآسيويين بأن الولايات المتحدة شريك موثوق به للمنطقة أكثر من الصين، في وقت تدور تساؤلات حول التزام إدارة ترامب تجاه آسيا.
وسيدلي هيغسيث بأول تصريحات مطولة له حول الشأن الخارجي بسنغافورة في حوار شانغريلا الأمني، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS). وركز هيغسيث الذي يعتبره الديموقراطيون وكثير من جنرالات الجيش الأميركي غير كفء، في الأشهر الأولى له في منصبه على القضايا المحلية وشؤون التنوع والمساواة والدمج في الجيش، وتوجيه انتقادات للصحافة وطرد عدد كبير من الجنرالات من الجيش.
في سياق آخر، انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أمس، إعلان واشنطن نيتها إلغاء تأشيرات طلاب صينيين.
ووصفت ماو الإجراءات بأنها «ممارسة تمييزية ذات دوافع سياسية تكشف أكاذيبها بشأن ما يسمى بالحرية والانفتاح»، محذرة من أنها «لن تؤدي إلا إلى إلحاق مزيد من الضرر بصورة الولايات المتحدة ومصداقيتها على الصعيد الدولي»، حسبما نقلت عنها «شينخوا».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمس الأول، أنّه سيُلغي «بفعالية» تأشيرات طلاب صينيين و»بخاصة أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات حسّاسة».
وأرسلت الصين إلى الولايات المتحدة 277.398 طالبا في العام الدراسي 2023 - 2024، وفقا لبيانات رسمية.
وفي تطور مرتبط، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التقنيات الأميركية المهمة للصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحركات الطائرات لشركة كوماك الصينية المملوكة للدولة والمصنّعة للطائرات، رداً على القيود التي فرضتها الصين في الآونة الأخيرة على صادرات المعادن المهمة إلى الولايات المتحدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 4 ساعات
- المدى
'أكسيوس': ترامب يضرب بتوقعات تهدئة التوترات التجارية عرض الحائط
ذكر موقع 'أكسيوس' في تقرير له أن منشور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الصين على منصات التواصل يوم الجمعة طغى على تقرير التضخم المتفائل. وأكد الموقع أن تحذير ترامب من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في منشوره الصباحي والذي تم نشره قبل دقائق من إصدار بيانات التضخم، كان بمثابة تذكير واضح بأن الاقتصاد تحت رحمة الأجندة التجارية للبيت الأبيض، حسب 'أكسيوس'. ويضرب ترامب بتوقعات تهدئة التوترات التجارية عرض الحائط، حيث يشير كبير مسؤوليه الاقتصاديين إلى 'تعثر' المفاوضات مع الصين، ما يزيد من مخاطر تصاعد الحرب التجارية. وعلق ترامب على منصته 'تروث سوشيال' قائلاً: 'الصين انتهكت الاتفاق مع الولايات المتحدة بشكل كامل. هذا كثير جدًا لكوننا الطرف اللطيف!'. وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تباطؤا في التضخم وزيادة في الدخل المتاح (بنسبة 0.8% في أبريل)، فإن تأثير التعريفات الجمركية لم يظهر بعد في البيانات الرسمية. ومن المتوقع أن تبدأ ضغوط الأسعار بالظهور في أشهر الصيف، خاصة مع استنفاد مخزون السلع المستوردة قبل تطبيق التعريفات. لكن التحذير الأكبر يأتي من تباطؤ إنفاق المستهلكين، الذي ارتفع بنسبة 0.2% فقط في أبريل بعد قفزة 0.7% في مارس، مما يشير إلى تراجع الثقة. كما قفز معدل الادخار الشخصي إلى 4.9%، وهو ما قد يعكس مخاوف المستهلكين من تداعيات السياسات التجارية.


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
ماسك: سأبقى صديقا ومستشاراً لترامب
قال الملياردير إيلون ماسك، اليوم الجمعة، إنه سيبقى «صديقا ومستشارا» للرئيس دونالد ترامب الذي أقام حفلا وداعيا في المكتب البيضوي لمسؤول هيئة الكفاءة الحكومية الذي قاد جهوده الحثيثة لخفض النفقات. في تصريح لصحافيين أدلى به بعدما سلّمه ترامب مفتاحا ذهبيا كهدية وداع للمدير السابق لهيئة الكفاءة الحكومية، قال ماسك «أتطلع إلى البقاء صديقا ومستشارا للرئيس». وشدّد ماسك على أنه سيواصل دعم الفريق الذي «يسعى بلا هوادة للبحث عن هدر بتريليون دولار» في اقتطاعات من شأنها «إفادة دافعي الضرائب الأميركيين». واشتكى ماسك من الصورة التي رسمت عنه معتبرا أن الهيئة أصبحت تنسب إليها أي اقتطاعات في أي مكان. وسبق ان أعلن ماسك تنحيه من منصبه في البيت الأبيض للتركيز على إدارة شركاته وبينها تيسلا وسبايس إكس ومنصة إكس. يأتي خروج ماسك رسميا من الحكومة الأميركية إثر تقرير مفاجئ أوردته صحيفة نيويورك تايمز عن مزاعم تعاطيه للمخدرات.


الجريدة
منذ 6 ساعات
- الجريدة
الرئيس التركي يؤكد أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي، مشدداً على ضرورة رفع إمكانات التجارة والاستثمار والتمويل الإسلامي إلى أعلى المستويات. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس أردوغان في افتتاح قمة إسطنبول العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي التي ينظمها منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي وتستمر ثلاثة أيام في مركز إسطنبول المالي. وأوضح أردوغان أن نسبة البنوك التشاركية في تركيا لا تتجاوز 1ر8 بالمئة معتبرا هذه النسبة «غير كافية» وجدد تأكيده على السعي نحو بناء «اقتصاد خال من الفوائد ومواصلة الجهود لتغيير النظام القائم على الربا». وأشار إلى أن المسلمين يشكلون نحو 25 بالمئة من سكان العالم إلا أن حجم التمويل الإسلامي لا يتعدى 2.5 تريليون دولار في حين لا تتجاوز حصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة نسبة 11 بالمئة من التجارة العالمية. وقال أردوغان «نحن نمثل نحو 9 بالمئة من الاقتصاد العالمي وربع سكان العالم وهذه الأرقام تؤكد ضرورة تعزيز قدراتنا الاقتصادية والتجارية والتمويلية عبر التعاون الإسلامي». كما شدد أردوغان على أهمية «التمويل التشاركي» مشيرا إلى أن الجهود التركية لتحويل إسطنبول إلى مركز مالي عالمي «تفتح آفاقا جديدة» أمام الاقتصاد التركي وقطاع التمويل الإسلامي. وتعقد القمة بالتعاون مع مكتب الاستثمار والتمويل الرئاسي التركي وصندوق الثروة السيادية التركية ومنتدى شباب التعاون الإسلامي تحت عنوان (الاستراتيجيات الاقتصادية الإسلامية على طريق اقتصاد عالمي فعال).