
ترامب بين تبريد الجبهات وصفقات التريليون.. قراءة في زيارة تعيد رسم خرائط النفوذ بالشرق الأوسط
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد
فما بين تصاعد التوترات في غزة، واشتداد الخطاب اليميني في إسرائيل، ومحاولات ضبط إيقاع الملفات اللبنانية والسورية، تتحرك الولايات المتحدة عبر بوابة ترامب لإعادة تموضعها في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، يسلط الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبوزيد، في تصريحات خاصة مع موقع تحيا مصر، الضوء على أبعاد هذه الزيارة المركبة، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد جولة سياسية، بل هي خطوة مدروسة تأتي ضمن حسابات دقيقة تتعلق بتهدئة الجبهات، والحفاظ على توازنات إقليمية مضطربة، مع تحقيق مكاسب اقتصادية واضحة للولايات المتحدة.
ومن خلال تحليل سياق الزيارة وتوقيتها، يتضح أن ترامب لا يكتفي بلعب دور الوسيط، بل يسعى أيضًا لتثبيت حضوره كلاعب مؤثر في مستقبل المنطقة، معتمداً على مزيج من الدبلوماسية والضغط الاقتصادي.
زيارة في توقيت حساس
أشار الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني نضال أبوزيد، إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية للمنطقة تختلف عن سابقاتها، نظرًا للتوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة.
تأتي الزيارة في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي لليمين الإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية في غزة، وضم الضفة الغربية، والتصعيد في جنوب لبنان وجنوب غرب سوريا.
ويرى أبوزيد أن وجود ترامب في المنطقة قد يسهم في كبح جماح إسرائيل، خاصة مع بروز توترات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
دلالات مكانية وزمنية
أوضح أبوزيد أن زيارة ترامب تشمل دول الخليج، وقد دُعي إليها الرئيسان اللبناني والسوري، في اجتماع يضم دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى سوريا ولبنان.
ويبدو أن ترامب يسعى لتقديم تنازلات في الملفين اللبناني والسوري، لضمان استقرار المنطقة، وهو ما يهم دول الخليج.
كما أن توقيت الزيارة يأتي بعد ارتفاع حدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، مما قد يشير إلى محاولة ترامب لتبريد الأوضاع بدلاً من تصعيدها.
تهدئة الجبهات ومبادرات السلام
يرى أبوزيد أن ترامب جاء إلى المنطقة لتبريد الجبهات وليس لتسخينها.
وقد شهدنا وقفًا لإطلاق النار أو وقفًا للعمليات العسكرية تجاه الحوثيين في اليمن، ودعوة لرفع جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا.
كما أن حضور الرئيس اللبناني لمؤتمر مجلس التعاون الخليجي مع ترامب قد يشهد محاولة لدفع المزيد من المساعدات إلى لبنان من أجل استقراره.
بالإضافة إلى ذلك، دفع ترامب الوفد الإسرائيلي للعودة إلى الدوحة والبقاء هناك حتى نهاية زيارته، مما قد يتمخض عن وقف لإطلاق النار في غزة، وإن كان مشروطًا بمدة زمنية وضمانات أمريكية.
مكاسب اقتصادية متبادلة
يعتقد أبوزيد أن ترامب يسعى للحصول على مكاسب اقتصادية من المنطقة، خاصة من دول الخليج، من خلال صفقات الأسلحة والاستثمارات في الولايات المتحدة.
وقد صرح ترامب سابقًا بأنه يريد تريليون دولار من الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، مما يعكس عقلية رجل الأعمال التي يتمتع بها.
ويرى أبوزيد أن الواقع العربي الحالي قد يقدم الكثير لترامب ماليًا واقتصاديًا، مقابل الحصول على وقف لإطلاق النار في غزة، دون تحقيق مكاسب سياسية كبيرة للعرب، بل إرضاءً لإسرائيل.
زيارة ترامب للمنطقة تأتي في وقت حساس، وتحمل في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية معقدة. يسعى ترامب من خلالها إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، خاصة في غزة، مع تحقيق مكاسب اقتصادية من دول الخليج. ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الزيارة في تحقيق أهدافها، أم أنها ستضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد الإقليمي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رصين
منذ ساعة واحدة
- رصين
ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية"
أ ف ب - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه. وفي نهاية كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
جامعة السادات تشارك في افتتاح المرحلة الأولى من مدينة «مستقبل مصر» الصناعية بالضبعة
شاركت جامعة مدينة السادات، اليوم الأربعاء، بدعوة قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري للمشاركة في فعاليات افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية بالضبعة، وذلك بحضور وتشريف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. من جانبها أكدت الدكتورة شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، أن الجامعة داعمة باستمرار لمبادرات الدولة وتوجهاتها الاستراتيجية، بما يعزز من دورها كمؤسسة تعليمية في بناء الإنسان المصري والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية، مشيرة إلى أنه شارك في هذا الحدث الوطنى الكبير وفد طلابي من شباب الجامعة، حيث عبروا عن فخرهم بالمشاركة في هذا المشروع الواعد، الذي يُعد أحد ركائز الجمهورية الجديدة، ويعكس رؤية الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة وتمكين الشباب. وأشادت "معاويه"، برؤية فخامة الرئيس السيسي للاستفادة من مشروع مستقبل مصر الزراعية، وذلك من خلال فتح آفاق أوسع لمشروعات أخرى مثل التصنيع الزراعي وإنشاء مصانع عدة، ومجمعات مثل مجمع الصوامع لاستيعاب خيرات مصر من الغلة ومشروعات تنمية الثروة الحيوانية، مؤكدة ان المشروع العملاق سيسهم في تحقيق مصر للاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، والاتجاه نحو تصدير المنتجات الزراعية، وأن الرئيس السيسي حريص علي إحداث طفرة تنموية واقتصادية وزراعية في البلاد، والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، لافتة إلى أن القطاع الزراعي واستصلاح الاراضي الصحراوية شهد دعما غير مسبوق من القيادة السياسية، لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. تأتي مشاركة الجامعة تحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، وإشراف الأستاذ حافظ زايد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، رافق الوفد المقدم أمير يسري، مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة، والدكتور السيد بدوي، مدير إدارة الجوالة والخدمة العامة ومسئول إعداد القادة، والأستاذه رشا عباس عبد الفتاح، والأستاذه حنان عبدالوهاب عبدالحميد عبد الله. وفى سياق متصل القى العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، كلمة تناول فيها أبرز أنشطة ومشروعات الجهاز، مستعرضًا تطورات مشروع مدينة "مستقبل مصر الصناعية" المتخصصة في مجال التصنيع الزراعي، واستهداف استصلاح ٤،٥ مليون فدان، بما في ذلك اضافة ٨٠٠ الف فدان مستصلحة للرقعة الزراعية المصرية بحلول شهر سبتمبر ٢٠٢٥، ليصبح اجمالى الاراضي القابلة للزراعة في مصر ١٣،٥ مليون فدان بحلول عام ٢٠٢٧، لضمان تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات من المنتجات الزراعية والغذائية وتقليل فاتورة استيراد مصر للسلع الغذائية، التي تبلغ سنويا نحو ٢٠ مليار دولار، كما تطرقت الكلمة إلى جهود الجهاز في تطوير قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، إلى جانب أنشطته في التعدين واستغلال الموارد المحجرية الواقعة في الاراضي التابعة له، وقيام الجهاز بطرح ٣٠٪ من اسهم الشركات التابعة له في البورصة لتوسيع قاعدة المشاركة الفعالة والاستفادة من ثمار التنمية، اخذا في الإعتبار أن حجم أعمال الشركات التابعة للجهاز في المجالات المختلفة (النقل - توزيع الكهرباء - الميكنة الزراعية - البتروكيماويات - مقاولات وحفر الآبار - السلع الوسيطة) يبلغ نحو ١٠٠ مليار جنية سنويًا، كما تم استعراض نشاط الجهاز في مجالات انتاج الطاقة المتجددة والتحول الرقمي، وانشاء صوامع تخزين الغلال، ومجمع ثلاجات لتبريد وتجميد المحاصيل، ومصنع للمجففات واخر للاعلاف. وخلال الفعالية، شهد الرئيس السيسى، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، افتتاح موسم الحصاد في عدة قطاعات زراعية، شملت حصاد القمح بقطاع الجنوب (شرق العوينات)، حصاد بنجر السكر بقطاع الجنوب (أسوان)، وحصاد بنجر السكر بقطاع السادات، إلى جانب افتتاح مقر جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بألماظة.


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
لجنة الإدارة المحلية بالنواب: الدولة تحتاج إلى 36 مليار جنيه سنويًا لإدارة منظومة القمامة
قال النائب أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إنّ ملف النظافة كان مهملًا بشكل كبير، لافتًا إلى أن أول اجتماع له داخل البرلمان عام 2015 كشف عن غياب أي قاعدة مؤسسية واضحة لإدارة هذا الملف، حيث كانت كل وحدة محلية تعمل بمنهج ارتجالي. وأضاف خلال حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبوبكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة «النهار»، أنّ لجنة الإدارة المحلية عقدت العديد من جلسات الحوار المجتمعي مع خبراء ومسؤولين وجامعي قمامة، وكان من أبرز ما تم التوصل إليه هو ضرورة وضع هذا الملف على طاولة مؤسسة الرئاسة، وهو ما حدث بالفعل وشكّل نقلة نوعية في التعامل مع قضية النظافة. وتابع، أنّ الجهود المشتركة بين البرلمان والحكومة أسفرت عن إصدار أول قانون ينظم إدارة المخلفات الصلبة بمختلف أنواعها، بما فيها القمامة البلدية، وهو القانون الذي نص على فرض رسوم للنظافة وفقًا لاستهلاك الكهرباء، مشيرًا إلى أن الرسوم تم تعديلها لتبدأ من 2 جنيه بدلًا من 4 وتصل إلى 40 جنيهًا، وهو ما أقره البرلمان بالتوافق مع الحكومة. وأكد رئيس لجنة الإدارة المحلية أن تشغيل المنظومة الجديدة يتطلب 12 مليار جنيه سنويًا في وقت كانت الدولة تحسب التكلفة على أساس دولار بقيمة 15 جنيهًا، بينما الواقع الآن تجاوز 36 مليارًا، ما خلق فجوة تمويلية تتحمل منها المالية 3 مليارات فقط، ما أدى إلى تراجع الخدمة، وتوقف استحقاقات الشركات العاملة في بعض المحافظات.