
احذر الهجمة المرتدة ! «التصلب المتعدد»
محمد الهتار.
ممدوح كلكتاوي
سراج مكاوي
إلهام الأروش
أوضحت منظمة الصحة العالمية، «أن التصلب المتعدد يؤثر على الوظائف في المناطق الإدراكية أو العاطفية أو الحركية أو الحسية أو البصرية، ويحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للدماغ والحبل الشوكي»، مبينة «أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 1.8 مليون شخص يعانون من مرض التصلب المتعدد في جميع أنحاء العالم، وأن هذا المرض يمكن أن يصيب جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعا بين البالغين الشباب والإناث، ويتحسن أو يستقر من خلال العلاج بالأدوية في وقت مبكر من مسار المرض، وأن العلاجات تكون مختلفة لكل شخص حسب مدى وخامة المرض والأعراض».
فيما قالت وزارة الصحة: «إن التصلب اللويحي هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو مرض مزمن وأكثر الأمراض العصبية المسبِّبة للإعاقة، وإن الوزارة تبذل الكثير من الجهود في سبيل التوعية بهذا المرض، وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمصابين به في مستشفيات المملكة». وأوضحت «أنه على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للمرض حتى الآن، إلا أنه توجد أدوية تساعد على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للمرض، وعلاج الانتكاسات أو الهجمات، وتعديل مسار المرض، علاوة على العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج النفسي، والتغذية المتوازنة، إذ تساعد المرضى على التعامل مع المرض وتحسين جودة حياتهم، مبينة أن علاج تخفيف حدة الأعراض يستخدم عند الحاجة الماسة وعندما تبدأ الأعراض بالتأثير في الحياة اليومية للمريض، بينما إذا وصلت الحالة المرضية إلى الانتكاسة أو ما يسمى الهجمة يُعطى المريض حينها دواء «الكورتيزون) وقت حدوث الهجمة فقط (لمدة تراوح ما بين 3 إلى 5 أيام)، ويسهم ذلك في تسريع الشفاء من الهجمة أو على الأقل التخفيف من حدتها، وهو علاج وقتي أو لحظي لا يؤثر في مسار المرض».
وشهدت جدة، تنظيم مؤتمر علمي لتعزيز التوعية وتكامل الجهود لمواجهة التصلب اللويحي؛ وذلك لتعزيز الوعي الصحي بين مختلف فئات المجتمع، شارك فيه نخبة من الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز العصبي والصحة النفسية، سلطوا الضوء على معاناة مرضى التصلّب المتعدد وتعزيز الجهود الإعلامية لدعمهم والتوعية بالمرض على نطاق واسع، وتوعية الإعلاميين بمرض التصلّب المتعدد، والتحديات التي تواجه المرضى، ودور الإعلام في دعم جهود التوعية ونقل معاناة المصابين.
لا ورم خبيثاً.. لا مرض مميتاً
استشاري أمراض الباطنة والأعصاب والتصلب المتعدد بمستشفى النور التخصصي الدكتور ممدوح حسن كلكتاوي أوضح لـ«عكاظ»، أن التصلب المتعدد مرض مناعي ذاتي مثل السكر من النوع الأول ومرض الصدفية، ويصاب به الإنسان لعوامل وراثية أو خارجية ويقوم جهاز المناعة بتحسس الغلاف المبطن لأعصاب الدماغ والنخاع الشوكي؛ ما يسبب أعراضاً يطلق عليها هجمات التصلب المتعدد، والأهم أنه ليس مرضاً جهازياً، فلا يصيب أي عضو خارج الدماغ والنخاع الشوكي كالكبد والكلى والقلب والأوعية الدموية التي تظل سليمة غالباً حتى نهاية العمر. وتابع: أن التصلب المتعدد ليس ورماً خبيثاً أو مرضاً مميتاً أو مرضاً وراثياً أو مرضاً معدياً، ويمكن لمريض التصلب المتعدد التبرع بالدم والأعضاء والزواج وتكوين عائلة والاستمرار في الدراسة والعمل والحلم الطبيعي بمستقبل باهر والتمتع بكل الأنشطة الطبيعية في الحياة.
ويضيف استشاري أمراض الباطنة والأعصاب والتصلب المتعدد الدكتور كلكتاوي، أن التصلب المتعدد يظهر على شكل هجمات تستمر عدة أيام أو أسابيع على شكل انخفاض حدة البصر أو ازدواجية في الرؤية أو تنميل أو ضعف بالأطراف أو ضعف التحكم بالسبيلين أو ضعف جنسي أو فقد التوازن أثناء المشي، ونادراً ما يأتي على شكل ألم ناري يشبه الحزام الناري من دون طفح، أو على شكل أعراض مبهمة كإرهاق عام أو إجهاد بدني أو دهني مبكر أو تغير مزاج، خصوصاً بعد إجهاد نفسي أو بدني أو تعرض لجو حار ورطب.
نصف المرضى يعانون من أوهام
يضيف استشاري أمراض الباطنة والأعصاب والتصلب المتعدد الدكتور كلكتاوي، أنه من المهم ملاحظة أن نحو 30-50% من مرضى التصلب المتعدد يعانون من اضطرابات نفسية ومزاجية وأوهام قد تزيد من الإعاقة، خصوصاً مع وجود إعاقة حركية أو بصرية، والمريض يحتاج لعلاج وجلسات نفسية متخصصة، والهجمة الحادة عادة تعالج بالكورتيزون الوريدي لمدة خمسة أيام، ونادراً ما يلجأ لعدة جلسات من غسيل البلازما إذا كانت الإعاقة شديدة، فيما تعالج الأعراض أثناء الهجمة والمتبقية بعد الهجمة بالأدوية المناسبة لتخفيفها، وغالباً يحتاج المريض لعلاج طبيعي أو تأهيلي مع الإعاقة الحركية وعلاجات نفسية مع الأعراض النفسية. وأضاف أن السجل الوطني السعودي للتصلب المتعدد في المملكة ما زال مرضاً نادراً ويصيب نحو 60 شخصاً من أصل 100 ألف شخص، خصوصاً عند النساء وفئة الشباب، وغالباً يمكن تقسيم الحالة السريرية لمرض التصلب المتعدد بالمملكة إلى التصلب المتعدد البسيط أو الحميد، ويمثل 85-90% من الحالات، وغالباً يظهر على شكل هجمة واحدة أو بضع هجمات حسية بسيطة على شكل انخفاض حدة البصر أو تنميل بالأطراف ويستمر لعدة أيام أو أسابيع ثم يختفي بشكل كامل دون أن يسبب إعاقة واضحة، وغالباً يستجيب هذا النوع لأبسط علاجات التصلب المتعدد، ويظل المريض يتمتع بحياة طبيعية كاملة، فيما يمثل التصلب المتعدد الشديد أو العنيف بين 10-15% من الحالات، ومعظم المرضى من هذا النوع يعانون من نوبات متكررة وشديدة على شكل شلل بالأطراف أو اعتلال بالتوازن أو فقد التحكم بالسبيلين يستمر لعدة أشهر ولا يختفي بشكل كامل ويسبب إعاقة تزداد أكثر وأكثر مع كل هجمة، وغالباً لا يستجيب للعلاجات المتاحة حتى القوية جداً للتصلب المتعدد، وللأسف خلال 10-20 سنة يصبح المصاب به معاقاً ويحتاج لكرسي متحرك، وقد يؤدي إلى الوفاة المبكرة بسبب مشكلات تنفسية، خصوصاً مع صعوبات البلع.
30 علاجاً متخصصاً
استشاري الأعصاب والتصلب المتعدد الدكتور كلكتاوي، أوضح أنه يوجد حالياً أكثر من 30 علاجاً متخصصاً للتصلب المتعدد بالعالم معظمها موجود بالمملكة، منها ما هو على شكل حبوب يومية أو حقن تحت الجلد أسبوعية أو شهرية أو محلول وريدي كل شهر أو ستة أشهر، والأهم أن هناك علاجات تحقق ما يشبه الشفاء الكامل من المرض، خصوصاً اذا أعطيت مبكراً قبل حدوث إعاقة، إذ تغير الذاكرة المناعية للمرض وتُعطى على دورتين، دورة كل سنة لبضعة أيام على شكل حبوب أو محلول وريدي ثم لا يحتاج المريض بعدها لأي علاج متخصص آخر للتصلب المتعدد، مضيفاً أنه على الرغم أن العلاج بالأعشاب أو العلاج البديل يمارس بشكل واسع مع مرضى التصلب المتعدد ويروج إليه بشكل كبير، إلا أنه لا يزال غير معتمد ولا يزيد تأثيره غالباً على التأثير النفسي والروحي فقط.
المساج علاج.. ولكن
أخصائية الطب الطبيعي والتأهيل الطبي الدكتورة إلهام الأروش، أوضحت لـ«عكاظ» أن العلاج الطبيعي مفيد لمرضى التصلب اللويحي بحسب كل حالة وحاجاتها، فالمساج مفيد شريطة أن يقدم من قبل مختص يفهم أنواع المساج ويقدم النوع المناسب للمريض وحالته، فالعلاج الطبيعي والمساج لا يؤثران على المرض نفسه أو على تقدمه ولكن يساعدان على منع المضاعفات وعلاج الأعراض الناجمة عن المرض مثل تيبس العضلات أو المفاصل ويساعدان على تقوية العضلات وتأخير تدهور حالتها وبذلك يساعد المريض على الاستقلالية ويقل اعتماده على الآخرين، لكن في حال نُفذ بعكس ذلك تحول إلى ضرر للمريض.
وأشارت أخصائية الطب الطبيعي والتأهيل الطبي الدكتورة الأروش، إلى أن اختصاصي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل يساعد في تحسين الأداء الوظيفي وجودة الحياة والحد من تيبس العضلات والتشنجات عن طريق التدليك المناسب.
«وسم» تدعم المصابين
جمعية «وسم» أوضحت لـ«عكاظ»، أن عدد المستفيدين من الذكور 156 مستفيداً ومن الإناث 276 مستفيدة، والجمعية توفر لهم أدوية بيولوجية وأجهزة ومستلزمات طبية وجلسات علاجية مساندة ودعماً نفسياً فردياً وجمعياً وتقديم استشارات طبية للمصابين وذويهم، وتقديم استشارات أسرية لرفع مستوى الوعي الصحي لمرضى التصلب المتعدد، وتقديم استشارات قانونية للمتضررين من المصابين، وفي المجال التوعوي تقدم الجمعية توعية للمصابين للتعايش الإيجابي مع المرض وتوعية الأهالي بكيفية التعامل مع المصاب وتوعية البيئة المحيطة لتقديم الدعم للمصاب، وتقدم خدمات تدريبية تتمثل في ورش عمل عن جودة الحياة وتوفير تدريب منتهٍ بالتوظيف للمصابين.
سبب المرض
«غير معروف»
الأستاذ المشارك استشاري المخ والأعصاب العميد المساعد للشؤون السريرية بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور سراج عمر مكاوي، أوضح لـ«عكاظ»، أن التصلّب المتعدد أو التصلب اللويحي هو مرض مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، ويحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الغلاف الواقي للأعصاب (المايلين)، مما يؤدي إلى تلفه وتأثر وظيفة الأعصاب، وهو ما يسبب أعراضاً عصبية متعددة. وقال الدكتور مكاوي: إن التصلب المتعدد يصنّف إلى نوعين رئيسيين؛ هما التصلب المتعدد الانتكاسي، وهو الأكثر شيوعاً، ويتميز بحدوث «انتكاسات» مترافقة مع أعراض عصبية، يتبعها تحسن جزئي أو كامل، أما النوع الثاني فهو التصلب المتعدد المتقدم وهو أكثر تأثيراً على المريض، إذ يُحدث تدهوراً تدريجياً في الوظائف العصبية دون فترات تحسن واضحة. ويمكن تقسيمه إلى نوعين؛ أولي وثانوي، موضحاً أن السبب الدقيق للمرض غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية ولا تختلف هذه العوامل بين أنواع المرض، إلا أن مرضى التصلب المتعدد الانتكاسي يكونون عادة أصغر سناً مقارنة بمرضى التصلب المتعدد المتقدم، مشيراً إلى أن الوراثة ليست سبباً مباشراً، ولكن هناك أكثر من 200 جين مرتبطة بالمرض، وتصل نسبة الإصابة بين أقارب الدرجة الأولى (مثل الأشقاء أو الأبناء) من 3-5%، مضيفاً أنه يمكن أن يصيب التصلب المتعدد جميع الفئات العمرية، لكنه أكثر شيوعاً بين 20-40 عاماً، موضحاً أن الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم لم يثبت أنها تسبب التصلب المتعدد، لكن بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة والتهاب الغدة الدرقية المناعي قد ترتبط بحدوث المرض.
النساء أكثر إصابة
استشاري المخ والأعصاب الدكتور مكاوي، أشار إلى أن المرض يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل 2-3 أضعاف، ويُعتقد أن السبب يعود إلى تأثير الهرمونات الأنثوية، إضافة إلى العوامل الجينية واختلافات الجهاز المناعي والعوامل البيئية، وأن عوامل الخطر لهذا المرض تشمل العوامل الوراثية إضافة إلى العوامل البيئية مثل قلة التعرض لأشعة الشمس وانخفاض فيتامين (D) والإصابة بفايروس إبشتاين-بار والتدخين والسمنة، موضحاً أن التصلب المتعدد أكثر شيوعاً في المناطق البعيدة عن خط الاستواء، إذ يرتبط بانخفاض التعرض لأشعة الشمس ونقص فيتامين (D)، وتزيد احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الفايروسية، وبعض الأبحاث أشارت إلى أن السمنة في فترة المراهقة تزيد من خطر الإصابة، خصوصاً عند الفتيات، وأن سبب ظهورها بين الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 20-40 عاماً يعود لأن هذه الفترة هي ذروة نشاط الجهاز المناعي، ما يجعله أكثر عرضة للاضطرابات المناعية الذاتية عند التعرض لمحفزات بيئية.
وعن الأعراض وعلامات الإصابة، أوضح العميد المساعد للشؤون السريرية بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور مكاوي، أنها تختلف من شخص لآخر وفقاً لمكان الألياف العصبية المصابة، فقد تشمل اضطرابات الرؤية مثل الرؤية المزدوجة أو ضبابية الرؤية والتنميل أو الوخز في الأطراف وضعف العضلات وصعوبة التوازن والإرهاق والدوار واضطرابات في وظائف المثانة والأمعاء وغيرها.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 5 ساعات
- المرصد
شاهد: قصة كونغولي خدع ملايين الأشخاص وجمع ثروة طائلة من بيع 'عصير مخلوط بالبنزين' بزعم أنه يشفي من السرطان والإيدز
شاهد: قصة كونغولي خدع ملايين الأشخاص وجمع ثروة طائلة من بيع 'عصير مخلوط بالبنزين' بزعم أنه يشفي من السرطان والإيدز صحيفة المرصد: أثار رجل يُدعى دومينيك كوندي، من جمهورية الكونغو، جدلاً واسعاً بعد أن تمكن من إقناع ملايين الأشخاص بادعائه النبوة وترويجه لمنتج يصفه بـ'العصير المعجزة'، زاعماً أنه يعالج أمراضاً خطيرة مثل السرطان والإيدز. ووفقاً لتقارير محلية، فقد أسس كوندي مشروعاً تجارياً ضخمًا تضمن مصانع لإنتاج هذا العصير، الذي يتكوّن بحسب المصادر من ماء، عصير ليمون، وبنزين. وعلى الرغم من مكوناته المثيرة للقلق، حظي المنتج بإقبال واسع، ما جعله واحداً من أثرياء البلاد. السلطات الصحية في الكونغو لم تُصدر حتى الآن بياناً رسمياً بشأن سلامة المنتج أو قانونية مكوناته، فيما تتزايد المطالبات بفتح تحقيق شامل حول أنشطة كوندي ومدى تأثيرها على الصحة العامة. ورغم تحذيرات طبية حول خطورة استهلاك البنزين، إلا أن العصير لقي رواجاً واسعاً في الأوساط الفقيرة والريفية، حيث يعاني الناس من نقص في الرعاية الصحية وثقة عالية في الرموز الدينية. في المقابل، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق من انتشار هذا النوع من 'العلاجات الزائفة'، داعية السلطات الكونغولية إلى التحرك الفوري لوقف بيع المنتج والتحقيق في مخاطره الصحية. كما نددت منظمات دولية معنية بحقوق المستهلك بـ'الاستغلال الخطر للمعتقدات الدينية من أجل الربح'، مشيرة إلى أن ما يحدث يعد 'خداعاً جماعياً يجب وقفه فوراً' .


الأمناء
منذ 10 ساعات
- الأمناء
الصحة تحذر من وضع كارثي لتفشي الكوليرا في عدن
في حين سجلت السلطات الصحية اليمنية 3.4 ألف إصابة بالحُمّيات في محافظة تعز، أكد مكتب الصحة العامة في مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، أن الوضع الوبائي لمرض الكوليرا فيها يزداد سوءاً وأصبح كارثياً، حيث ارتفعت حالات الإصابة بعد هدوء استمر لشهرين. وفي رسالة عاجلة وجهها أحمد البيشي، مدير الصحة في عدن، إلى وزارة الصحة، أكد فيها أن انسحاب المنظمات الداعمة لمركز عزل الكوليرا أدى إلى تفاقم الوضع الحالي، وأنه ومنذ انسحاب منظمة الهجرة الدولية قبل ثلاثة أشهر، لا يزال طاقم المركز يعمل بشكل طوعي ولكن بالحد الأدنى. وبحسب المسؤول اليمني، فإنه ومنذ بداية شهر مايو (أيار) الحالي، زادت الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بشكل كبير، وتدخلت منظمة الصحة العالمية لدعم الطاقم، ولكن الدعم كان محدوداً جداً، حيث اقتصر على 3 أطباء و9 ممرضين، وأن هذا الدعم مقارنة بوضع الحالات جعل الطاقم غير قادر على تأدية عمله بكل فاعلية، بسبب كثرة الحالات التي وصلت إلى 40 حالة في اليوم الواحد، يشرف عليها طبيب واحد وثلاثة ممرضين. بفضل الدعم تمكنت وزارة الصحة اليمنية من مواجهة الموجة الأولى من مرض الكوليرا (إعلام حكومي) ووفق خطاب مكتب الصحة والسكان في عدن، فإن هذا الوضع أدى إلى تدهور الوضع الصحي للحالات الموجودة في مركز العزل، وعدم تمكّن الفريق الطبي من متابعتها أولاً بأول، في حين أن مريض الكوليرا يحتاج إلى متابعة مستمرة. وأوضح أنه ونتيجة لهذا الوضع، فإن كثيراً من الحالات تعاني من مضاعفات المرض مثل الفشل الكلوي، وتم تسجيل حالات وفاة خلال يومين فقط. وحذّر من أن الوضع مرشح للتفاقم أكثر إذا لم يتم التدخل وتلافي هذا الوضع. مناشدة للتدخل أكد مكتب الصحة في عدن أن مركز العزل في مستشفى الصداقة يُعد مركزاً مرجعياً، ليس فقط لحالات الإصابة وسط سكان عدن، بل أيضاً للحالات الوافدة من المحافظات المجاورة. وناشد المكتب وزارة الصحة سرعة التدخل لتلافي الوضع قبل الكارثة من خلال دعم مركز علاج الكوليرا بالطاقم الطبي الكافي والأدوية والمستلزمات الطبية بشكل عاجل. أمراض الحُمّيات تفشت في اليمن خلال الأشهر الأولى من العام الحالي (إعلام حكومي) وفاقم طفح المجاري في عدة أحياء في مدينة عدن حالة من الفزع لدى السكان من انتشار أمراض الحُمّيات، حيث أدت ساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء إلى توقف ماكينات ضخ المجاري إلى محطات المعالجة. وتسبب ذلك في تكوين بحيرات من هذه المياه في الأحياء، تزامناً مع وصول درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة، فيما بلغت ساعات الإطفاء 12 ساعة في اليوم. وبحسب مختصين، فإن مدينة عدن تواجه كارثة صحية وبيئية متفاقمة جراء استمرار طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع والمنازل، مما يُعد السبب الرئيسي لانتشار الأوبئة. وذكر سكان أن بعض الشوارع أغلقتها مياه المجاري. الإصابات في تعز في محافظة تعز (جنوب غرب) ذكرت السلطات الصحية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة الشرعية أنها سجلت أكثر من 3.4 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة والحُمّيات، كما سُجلت 7 وفيات منذ بداية العام الحالي. وبحسب البيانات، فإن أغلب الإصابات المُبلغ عنها كانت حُمّى الضنك، وحُمّى الانحناء «المكرفس»، وحُمّى وادي النيل، وبلغ عدد الحالات 1.406 إصابات، بينها حالة وفاة واحدة بحُمّى الضنك في مديرية موزع، وهي أول حالة مسجلة في المحافظة منذ عام 2022. وفيما يخص حالات الإصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا، تم تسجيل 1.012 حالة، منها 18 حالة مؤكدة، إلى جانب حالة وفاة واحدة. ورأت السلطات الصحية المحلية في ذلك دليلاً على تفشي الوباء «واستفحاله» خلال الفترة الأخيرة. وذكرت أن عدد الإصابات بمرض الحصبة ارتفع إلى 988 حالة، بينها 5 حالات وفاة مرتبطة بالمرض.


حضرموت نت
منذ 15 ساعات
- حضرموت نت
اخبار اليمن : بالأرقام.. تفشي مخيف للكوليرا في اليمن ومحافظ عدن يوجه مناشدة عاجلة
كشفت منظمة الصحة العالمية، عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 12.942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن خلال الفترة بين 1 يناير/ كانون الثاني و27 إبريل/ نيسان الماضيين. وقالت المنظمة في تقرير حديث لها أن عدد الحالات التي جرى الإبلاغ عنها في اليمن خلال شهر إبريل وحده، وصل إلى 1352، وتضمن حالة وفاة واحدة، بزيادة 6% عن مارس/ آذار الذي شهد 1278 إصابة جديدة من دون تسجيل وفيات. وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تعتبر اليمن خامس أكبر دولة يتفشى فيها وباء الكوليرا في العالم، بعد كل من جنوب السودان (38.719 حالة)، وأفغانستان (31.813)، والكونغو الديمقراطية (21.527)، وأنغولا (15.844). وأوضح أن اليمن سجّل ثاني أعلى معدل في إصابات الكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان والسودان (9758)، وباكستان (6424)، والصومال (3035)، في حين بلغ إجمالي الحالات في الإقليم خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الحالي 63.972 . وأشار إلى أن اليمن حلّ في المرتبة الثالثة في عدد الوفيات بالمرض خلال الفترة نفسها، بعد كل من السودان (209 وفيات)، وأفغانستان (11) والصومال (5)، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات في إقليم شرق المتوسط 235 . وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن إجمالي الإصابات الجديدة التي جرى الإبلاغ عنها منذ مطلع العام الحالي وحتى 27 إبريل/نيسان الماضي، بلغت 157.035 في 26 دولة موزعة على ثلاث مناطق حول العالم، ومن بينها 2148 وفاة. الكوليرا في عدن في عدن يواصل وباء الكوليرا تسجيل انتشاره، مع تزايد الحالات الوافدة إلى مراكز العزل، وسط تحذيرات من تفشٍ واسع للوباء في المحافظات. و قال مدير مركز الترصد الوبائي في عدن، إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميا ما لا يقل عن 30 حالة إصابة. وأضاف أن بعض هذه الحالات تصل من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين والضالع. بدورها، كشفت مصادر طبية أن هذا العدد يعكس مؤشرات خطيرة ومقلقة تنذر باتساع نطاق انتشار الوباء، لا سيما في ظل ضعف الإمكانيات وتدهور الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي، التي تسهم بشكل مباشر في تفشي المرض وانتقال العدوى. وأكدت المصادر وجود حاجة ماسة إلى دعم عاجل للمرافق الصحية من حيث الأدوية والمحاليل الوريدية ووسائل الوقاية والتعقيم. مناشدة عاجلة من جهته، وجّه محافظ عدن، أحمد حامد لملس، مناشدة عاجلة إلى وزير الصحة العامة والسكان، للتدخل الفوري إزاء التزايد المقلق في حالات الإصابة بالكوليرا والحميات المنتشرة في المدينة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل سريع ينذر بكارثة صحية وشيكة. كما لفت المحافظ في رسالته إلى أن عدن تشهد انتشارًا واسعًا للوباء، ما يتطلب تفعيل خطط الطوارئ وتنسيق الجهود مع المنظمات الصحية المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لتقديم الدعم اللازم ووقف تفشي المرض. إلى ذلك، شدد على أهمية التحرك السريع لحماية أرواح المواطنين وتدارك انهيار القطاع الصحي. يشار إلى أنه وفي إطار مواجهة تفشي حالات الإصابة بأمراض الكوليرا في اليمن، وقَّع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، ووزيرة شؤون التنمية الدولية في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية جيني تشابمان، في العاصمة البريطانية لندن، البيان المشترك بين الجانبين أوائل الشهر الحالي، لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، إذ يستفيد منه نحو 3.5 مليون فرد، وذلك في إطار زيارة المستشار في الديوان الملكي إلى بريطانيا. وتقول منظمة الصحة العالمية إن اليمن يتحمل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا عالمياً، إذ عانى من انتشارها بصفة مستمرة لسنوات عديدة، فيما سجّل بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.