
برعاية الجامعة العربية المفتوحة اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير افتتحا مؤتمر اليوم العالمي للنحل " أثر التغيرات المناخية على تربية النحل: التحديات والحلول"
برعاية الجامعة العربية المفتوحة ، نظم اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير في حرمها في الغازية، مؤتمر اليوم العالمي للنحل 2025 " التغيرات المناخية وأثرها على تربية النحل: التحديات والحلول" ، تحت شعار "حياة النحل... حياة الأرض".
المؤتمر الذي تمتد أعماله على مدى يومين، يجمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والنحالين والمهندسين والمزراعين والخبراء البيئيين وطلاب الثانويات والجامعات. ويتضمن محاضرات وندوات وورش عمل يتحدث فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين،ويرافقه معرض لمنتجات النحل، وتخلل افتتاح المؤتمر إطلاق أول نشيد لـ" اتّحاد النّحّالين العرب ".
ويجسّد المؤتمر دعم الجامعة العربية المفتوحة للمبادرات العلمية الهادفة والقضايا البيئية والاقتصادية ذات الصلة بالتنمية المستدامة وتعزيز أواصر التعاون بين التعليم العالي والقطاعات المنتجة والمجتمعية ارساءً لمسارات البحث التطبيقي والحلول المستدامة ، حيث تلاقى هذا التوجه لدى الجامعة مع أهداف اتحاد النحالين العرب في تطوير مهنة تربية النحل في الوطني العربي والارتقاء بها ، ومع تبني ثانوية السفير " الخضراء " ضمن رسالتها التربوية التربية البيئية فكرًا وسلوكًا وجزءًا لا يتجزأ من منهاجها وأنشطتها .
وتنطلق فكرة المؤتمر من التحديات الجسيمة التي تهدد بقاء النحل وأهمية تكاتف الجهود لحمايته والحفاظ على دوره الحيوي في الحفاظ على توازن النظام البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي واستدامة الحياة الخضراء على الأرض. وفي هذا السياق يضيء المؤتمر على الأخطار المحدقة بقطاع تربية النحل نتيجة التغيرات المناخية، ويهدف لتحليل تأثير هذه التغيرات على صحة النحل وإنتاجيته، وعلى القطاع والعاملين فيه، وعرض الحلول المناسبة. وتقديم مقترحات لتعزيز التعاون بين العلماء ومربي النحل وصناع السياسات ، ورفع الوعي لدى طلاب الجامعات والمدارس بأهمية النحل في النظام البيئي من خلال العلوم والفنون .
الحضور
حضر افتتاح المؤتمر: مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة - فرع لبنان الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالدّكتور أحمد ميقاتي، رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدكتور فتحي السّيّد بحيري وأعضاء في الاتحاد، ممثلون عن قطاعات: النحّالين، المهندسين، المزارعين، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والناشطين البيئيّين والفنّانين والشعراء والأدباء والرياضيّين والطلّاب ومحبّي النّحل والطّبيعة. وكان في استقبالهم مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئة المنظّمة .
فقيه
افتتح المؤتمر بالنّشيد الوطني ونشيد السّفير وتقديم من الدكتورة رقية فقيه قالت فيه:" ليس أعذب من كون فاض بنعم الله، سماؤه حكايات المطر العاشق، وأرضه حكايات عطاء وجمال أخضر، وما بين الأرض والسّماء روايات من عالم النّحل، أسرار وخفايا، وحياة مدادها السّماء والأرض، ووحده الإنسان كفيل بحفظ منظومة هذا الكون وحفظ عالم النّحل. والنّحل هديّة الله إلى عباده. ووحده الإنسان يجعل المطر حياة، فيزهو الزّعتر والدّحنون، ويزدهي السّرو والسّنديان ، وتغدو حياة النّحل أسطورة عطاء وشفاء".
ناصر الدين
كلمة ثانويّة السّفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدّين فاعتبر أننا" نجتمع اليوم لنعلن أنّ حماية النّحل ليست ترفًا بيئيًّا، بل فريضة وجوديّة"، وقال:" نثمّن جهود اتّحاد النّحّالين العرب، الجهود العلميّة والجهود الميدانيّة، ونقدّر التزامه الدّؤوب في وجه تحديّات تزداد تعقيدًا. أنتم حرّاس النّحل. يا من جعلتم من النّحل هويّة عربيّة جامعة، لكم منّا تحيّة نقيّة كأجنحة النّحل طيّبة كعطر البساتين. هذا المؤتمر العطر يزهو برعاية الجامعة العربيّة المفتوحة الّتي تفتح أبوابها للعلم كما تفتح الزّهرة قلبها للشّمس. رعايتكم تأكيد بأنّ الجامعة ليست مكانًا للتّعليم فحسب، بل شريك حقيقيّ في قضايا الإنسان، والتزام بمدّ جسر حيّ بين المعرفة والواقع ، إذ إنّ المعرفة الأصيلة تكون في خدمة الإنسان والبيئة والأرض. لكم منّا تحيّة ملؤها مودّة خالصة كعسل نحل الزّعتر والخزامى والنّارنج وإكليل الجبل".
واعتبر ناصر الدين أن "المدارس والجامعات مدعوّةٌ ، اليوم ، لأن تتجاوز وظيفتها التّقليديّة، لأنّها سفن التّغيير في هذا المدّ العاتي، ولأن تُخرّج أجيالًا يصغون لرسائل الطّبيعة، في قلوبهم حسّ بيئيّ، وفي عقولهم تفكير سامٍ في كائنات الأرض والحفاظ عليها" . ورأى أنّ "تربية الوعي مسؤوليّة توازي تربية النّحل، وأنّ حماية هذا الكائن النّبيل جزء من رسالتنا التّربويّة ومن رؤيتنا لبناء إنسان متصالح مع الطّبيعة".
واقترح ناصر الدين في معرض كلمته أن "تدخل النّحلة إلى المناهج التّعليميّة لا كمعلومة بل كقيمة، وأن ننشئ حدائق وحقولًا صديقة للنّحل، وأن نعمل على الحدّ من السّموم الصّامتة القاتلة وأن نعزّز البحث العلميّ المتعلّق بالنّحل في المدارس والجامعات، وأن ننظّم حملات توعويّة مجتمعيّة تحت شعار"حياة النّحل... حياة الأرض" . وختم بالقول : "إنّ النّحل ينادينا بلغة الطّبيعة :" احفظوني تحفظوا توازن الحياة ". فَلْنُصغِ إلى هذا النّداء بقلوبنا وعقولنا . وَلْنحمِ طنين النّحل كي نحميَ نبض الأرض" .
نشيد اتّحاد النّحّالين العرب
ثم جرى اطلاق أول نشيدَ لـ"اتّحاد النّحّالين العرب" من تأليف الشّاعر محمّد ترحيني، ألحان أحمد ناصر، تسجيل دار البنان ، وإنتاج ثانويّة السّفير.
بحيري
وتحدث رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدّكتور فتحي السّيّد بحيري فاعتبر أنه " في عالمنا العربي، حيث ازدهرت ثقافة تربية النحل منذ آلاف السنين، تتجلى أهمية هذا الكائن في دعم الزراعة المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الريفي، والمحافظة على تراثنا الطبيعي والثقافي". وقال : لكن، ورغم كل هذا العطاء، يواجه النحل اليوم تحديات غير مسبوقة؛ من فقدان الموائل الطبيعية، إلى الاستخدام المكثف للمبيدات، مرورًا بآثار التغيرات المناخية التي تؤثر على دورة الإزهار، وتُربك مواسم الإنتاج، بل وتُهدد بقاء سلالات بأكملها. لقد بات واضحًا للعالم أجمع أن نحل العسل لم يعد مجرد عنصر في البيئة، بل هو مرآة تعكس صحة النظم البيئية برمتها. فإن ازدهر النحل، ازدهرت معه الحياة، وإن اختفى، دقّ ناقوس الخطر على مستقبل التنوع البيولوجي".
وأضاف: نحن بحاجة إلى سياسات عربية موحّدة تدعم النحالين، وتُعزز البحث العلمي، وتُشجع على الزراعة الصديقة للنحل، وتُواجه آثار التغير المناخي بمنهج علمي متكامل.كما أننا نؤمن بضرورة تمكين الأجيال الجديدة من أدوات المعرفة البيئية، وتعزيز دور المدارس والجامعات في خلق وعي جماهيري يتبنى حماية النحل كجزء من الهوية البيئية للمجتمعات العربي".
ودعا بحيري " لنجعل من هذا اليوم العالمي وقفة وعي وعهد جديد مع الطبيعة، نجدد فيه التزامنا كأفراد ومؤسسات، بأن نكون معاً صوتًا عربيًا رائدًا في حماية النحل، وداعمًا حقيقيًا للتنمية المستدامة". وختم : كونوا أبطال النحل في حقولكم ومدنكم وبيئتكم..ازرعوا زهرة، تحيوا نحلة، وتُنقذوا نظامًا بيئيًا بأكمله".
كلمة الجامعة العربية المفتوحة
وبعد عرض فيديو بعنوان " تأمّلات على لسان نحلة" من إعداد "ثانوية السفير" ، كانت كلمة راعية المؤتمر، مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالعميد الدكتور أحمد ميقاتي الذي أعرب عن اعتزاز الجامعة بأن تشارك في رعاية هذا المؤتمر العلمي البيئي المتخصص، إيمانًا منها بالدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات في مواكبة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتقديرًا منها لأهمية قطاع النحل في استدامة النظم البيئية، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الزراعي المحلي. وقال: لقد تأسست الجامعة العربية المفتوحة على رؤية تنموية وإنسانية رائدة، وضع أسسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز (رحمه الله)، قائمة على مبدأ إتاحة التعليم العالي النوعي للجميع، بجودة عالية وكلفة ميسّرة، مع التزام واضح بقيم التنمية المستدامة، وتمكين الأفراد بالمعرفة المستمرة لخدمة مجتمعاتهم.
وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة يمرّ بها العالم بأسره، تتجلى فيها آثار التغيرات المناخية بصورة غير مسبوقة، لا سيما في منطقتنا العربية ولبنان، الذي يعاني في هذه المرحلة من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل، خاصة على الجنوب، ما تسبب بأضرار بيئية خطيرة، لحِقت بالتربة والهواء والتنوع البيولوجي وقضت على مساحات شاسعة من الغابات، وأثّرت بشكل مباشرة على النحل كمؤشر بيئي حساس، وعلى إنتاج العسل، وبالتالي على الأمن الغذائي برمّته. وإن رعاية الجامعة لهذا المؤتمر تأتي انسجاماً مع سياستها في دعم مبادرات التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والمجتمعي، وتكريس ثقافة بيئية مسؤولة".
واعتبر ميقاتي، أن هذا المؤتمر " يكتسب أهميته من غنى محاوره العلمية وتنوعها وتكاملها ومن هذه العلاقة المتجانسة والمتناغمة بين الفنون والبيئة، حيث نجد مقاربات إنسانية تُترجم صوت النحل بريشة الفنان وقصيدة الشاعر. وقال: نُثمّن هذه المقاربة التي تجمع بين العلم والعمل، إذ نؤمن أن هذه المؤتمرات تشكّل منابر نوعية لبناء جسور المعرفة وصياغة سياسات بيئية متطورة انطلاقاً من البحث العلمي والتطبيق العملي. نجدّد عهدنا في الجامعة العربية المفتوحة والتزامنا الراسخ بدعم كل مبادرة علمية وإنسانية تضع البيئة في قلب اهتمامها، ونؤمن أن تفعيل دور الجامعات في قضايا الساعة، هو ركيزة أساسية لصناعة التغيير الإيجابي للمجتمعات . متمنين أن يُسهم هذا المؤتمر في فتح آفاق جديدة للحوار والحلول والعمل المشترك".
تكريم
بعد ذلك كرمت ثانوية السفير ممثلة بمديرها الدكتور ناصر الدين الجامعة العربيّة المفتوحة ممثلة بالعميد الدّكتور أحمد ميقاتي، واتّحاد النّحّالين العرب ممثلاً بالدّكتور فتحي بحيري. وقدم ناصر الدين هديّة إلى كل من كاتب نشيد اتّحاد النّحالين العرب الشّاعر محمّد ترحيني ومقدّمة الاحتفال الدكتورة رقيّة فقيه.
معرض "من خيرات الخلية"
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ، قام ممثل راعية المؤتمر الدكتور ميقاتي والدكتور بحيري والدكتور ناصر الدين بمشاركة الحضور بافتتاح معرض "من خيرات الخليّة " وجالوا على أجنحته ، حيث تضمن المعرض منتجات النحل من "عسل وطلع ازهار وغذاء ملكي ومراهم ومستحضرات تجميل وأدوات نحالين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 4 أيام
- صيدا أون لاين
برعاية الجامعة العربية المفتوحة اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير افتتحا مؤتمر اليوم العالمي للنحل " أثر التغيرات المناخية على تربية النحل: التحديات والحلول"
برعاية الجامعة العربية المفتوحة ، نظم اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير في حرمها في الغازية، مؤتمر اليوم العالمي للنحل 2025 " التغيرات المناخية وأثرها على تربية النحل: التحديات والحلول" ، تحت شعار "حياة النحل... حياة الأرض". المؤتمر الذي تمتد أعماله على مدى يومين، يجمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والنحالين والمهندسين والمزراعين والخبراء البيئيين وطلاب الثانويات والجامعات. ويتضمن محاضرات وندوات وورش عمل يتحدث فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين،ويرافقه معرض لمنتجات النحل، وتخلل افتتاح المؤتمر إطلاق أول نشيد لـ" اتّحاد النّحّالين العرب ". ويجسّد المؤتمر دعم الجامعة العربية المفتوحة للمبادرات العلمية الهادفة والقضايا البيئية والاقتصادية ذات الصلة بالتنمية المستدامة وتعزيز أواصر التعاون بين التعليم العالي والقطاعات المنتجة والمجتمعية ارساءً لمسارات البحث التطبيقي والحلول المستدامة ، حيث تلاقى هذا التوجه لدى الجامعة مع أهداف اتحاد النحالين العرب في تطوير مهنة تربية النحل في الوطني العربي والارتقاء بها ، ومع تبني ثانوية السفير " الخضراء " ضمن رسالتها التربوية التربية البيئية فكرًا وسلوكًا وجزءًا لا يتجزأ من منهاجها وأنشطتها . وتنطلق فكرة المؤتمر من التحديات الجسيمة التي تهدد بقاء النحل وأهمية تكاتف الجهود لحمايته والحفاظ على دوره الحيوي في الحفاظ على توازن النظام البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي واستدامة الحياة الخضراء على الأرض. وفي هذا السياق يضيء المؤتمر على الأخطار المحدقة بقطاع تربية النحل نتيجة التغيرات المناخية، ويهدف لتحليل تأثير هذه التغيرات على صحة النحل وإنتاجيته، وعلى القطاع والعاملين فيه، وعرض الحلول المناسبة. وتقديم مقترحات لتعزيز التعاون بين العلماء ومربي النحل وصناع السياسات ، ورفع الوعي لدى طلاب الجامعات والمدارس بأهمية النحل في النظام البيئي من خلال العلوم والفنون . الحضور حضر افتتاح المؤتمر: مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة - فرع لبنان الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالدّكتور أحمد ميقاتي، رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدكتور فتحي السّيّد بحيري وأعضاء في الاتحاد، ممثلون عن قطاعات: النحّالين، المهندسين، المزارعين، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والناشطين البيئيّين والفنّانين والشعراء والأدباء والرياضيّين والطلّاب ومحبّي النّحل والطّبيعة. وكان في استقبالهم مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئة المنظّمة . فقيه افتتح المؤتمر بالنّشيد الوطني ونشيد السّفير وتقديم من الدكتورة رقية فقيه قالت فيه:" ليس أعذب من كون فاض بنعم الله، سماؤه حكايات المطر العاشق، وأرضه حكايات عطاء وجمال أخضر، وما بين الأرض والسّماء روايات من عالم النّحل، أسرار وخفايا، وحياة مدادها السّماء والأرض، ووحده الإنسان كفيل بحفظ منظومة هذا الكون وحفظ عالم النّحل. والنّحل هديّة الله إلى عباده. ووحده الإنسان يجعل المطر حياة، فيزهو الزّعتر والدّحنون، ويزدهي السّرو والسّنديان ، وتغدو حياة النّحل أسطورة عطاء وشفاء". ناصر الدين كلمة ثانويّة السّفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدّين فاعتبر أننا" نجتمع اليوم لنعلن أنّ حماية النّحل ليست ترفًا بيئيًّا، بل فريضة وجوديّة"، وقال:" نثمّن جهود اتّحاد النّحّالين العرب، الجهود العلميّة والجهود الميدانيّة، ونقدّر التزامه الدّؤوب في وجه تحديّات تزداد تعقيدًا. أنتم حرّاس النّحل. يا من جعلتم من النّحل هويّة عربيّة جامعة، لكم منّا تحيّة نقيّة كأجنحة النّحل طيّبة كعطر البساتين. هذا المؤتمر العطر يزهو برعاية الجامعة العربيّة المفتوحة الّتي تفتح أبوابها للعلم كما تفتح الزّهرة قلبها للشّمس. رعايتكم تأكيد بأنّ الجامعة ليست مكانًا للتّعليم فحسب، بل شريك حقيقيّ في قضايا الإنسان، والتزام بمدّ جسر حيّ بين المعرفة والواقع ، إذ إنّ المعرفة الأصيلة تكون في خدمة الإنسان والبيئة والأرض. لكم منّا تحيّة ملؤها مودّة خالصة كعسل نحل الزّعتر والخزامى والنّارنج وإكليل الجبل". واعتبر ناصر الدين أن "المدارس والجامعات مدعوّةٌ ، اليوم ، لأن تتجاوز وظيفتها التّقليديّة، لأنّها سفن التّغيير في هذا المدّ العاتي، ولأن تُخرّج أجيالًا يصغون لرسائل الطّبيعة، في قلوبهم حسّ بيئيّ، وفي عقولهم تفكير سامٍ في كائنات الأرض والحفاظ عليها" . ورأى أنّ "تربية الوعي مسؤوليّة توازي تربية النّحل، وأنّ حماية هذا الكائن النّبيل جزء من رسالتنا التّربويّة ومن رؤيتنا لبناء إنسان متصالح مع الطّبيعة". واقترح ناصر الدين في معرض كلمته أن "تدخل النّحلة إلى المناهج التّعليميّة لا كمعلومة بل كقيمة، وأن ننشئ حدائق وحقولًا صديقة للنّحل، وأن نعمل على الحدّ من السّموم الصّامتة القاتلة وأن نعزّز البحث العلميّ المتعلّق بالنّحل في المدارس والجامعات، وأن ننظّم حملات توعويّة مجتمعيّة تحت شعار"حياة النّحل... حياة الأرض" . وختم بالقول : "إنّ النّحل ينادينا بلغة الطّبيعة :" احفظوني تحفظوا توازن الحياة ". فَلْنُصغِ إلى هذا النّداء بقلوبنا وعقولنا . وَلْنحمِ طنين النّحل كي نحميَ نبض الأرض" . نشيد اتّحاد النّحّالين العرب ثم جرى اطلاق أول نشيدَ لـ"اتّحاد النّحّالين العرب" من تأليف الشّاعر محمّد ترحيني، ألحان أحمد ناصر، تسجيل دار البنان ، وإنتاج ثانويّة السّفير. بحيري وتحدث رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدّكتور فتحي السّيّد بحيري فاعتبر أنه " في عالمنا العربي، حيث ازدهرت ثقافة تربية النحل منذ آلاف السنين، تتجلى أهمية هذا الكائن في دعم الزراعة المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الريفي، والمحافظة على تراثنا الطبيعي والثقافي". وقال : لكن، ورغم كل هذا العطاء، يواجه النحل اليوم تحديات غير مسبوقة؛ من فقدان الموائل الطبيعية، إلى الاستخدام المكثف للمبيدات، مرورًا بآثار التغيرات المناخية التي تؤثر على دورة الإزهار، وتُربك مواسم الإنتاج، بل وتُهدد بقاء سلالات بأكملها. لقد بات واضحًا للعالم أجمع أن نحل العسل لم يعد مجرد عنصر في البيئة، بل هو مرآة تعكس صحة النظم البيئية برمتها. فإن ازدهر النحل، ازدهرت معه الحياة، وإن اختفى، دقّ ناقوس الخطر على مستقبل التنوع البيولوجي". وأضاف: نحن بحاجة إلى سياسات عربية موحّدة تدعم النحالين، وتُعزز البحث العلمي، وتُشجع على الزراعة الصديقة للنحل، وتُواجه آثار التغير المناخي بمنهج علمي متكامل.كما أننا نؤمن بضرورة تمكين الأجيال الجديدة من أدوات المعرفة البيئية، وتعزيز دور المدارس والجامعات في خلق وعي جماهيري يتبنى حماية النحل كجزء من الهوية البيئية للمجتمعات العربي". ودعا بحيري " لنجعل من هذا اليوم العالمي وقفة وعي وعهد جديد مع الطبيعة، نجدد فيه التزامنا كأفراد ومؤسسات، بأن نكون معاً صوتًا عربيًا رائدًا في حماية النحل، وداعمًا حقيقيًا للتنمية المستدامة". وختم : كونوا أبطال النحل في حقولكم ومدنكم وبيئتكم..ازرعوا زهرة، تحيوا نحلة، وتُنقذوا نظامًا بيئيًا بأكمله". كلمة الجامعة العربية المفتوحة وبعد عرض فيديو بعنوان " تأمّلات على لسان نحلة" من إعداد "ثانوية السفير" ، كانت كلمة راعية المؤتمر، مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالعميد الدكتور أحمد ميقاتي الذي أعرب عن اعتزاز الجامعة بأن تشارك في رعاية هذا المؤتمر العلمي البيئي المتخصص، إيمانًا منها بالدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات في مواكبة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتقديرًا منها لأهمية قطاع النحل في استدامة النظم البيئية، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الزراعي المحلي. وقال: لقد تأسست الجامعة العربية المفتوحة على رؤية تنموية وإنسانية رائدة، وضع أسسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز (رحمه الله)، قائمة على مبدأ إتاحة التعليم العالي النوعي للجميع، بجودة عالية وكلفة ميسّرة، مع التزام واضح بقيم التنمية المستدامة، وتمكين الأفراد بالمعرفة المستمرة لخدمة مجتمعاتهم. وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة يمرّ بها العالم بأسره، تتجلى فيها آثار التغيرات المناخية بصورة غير مسبوقة، لا سيما في منطقتنا العربية ولبنان، الذي يعاني في هذه المرحلة من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل، خاصة على الجنوب، ما تسبب بأضرار بيئية خطيرة، لحِقت بالتربة والهواء والتنوع البيولوجي وقضت على مساحات شاسعة من الغابات، وأثّرت بشكل مباشرة على النحل كمؤشر بيئي حساس، وعلى إنتاج العسل، وبالتالي على الأمن الغذائي برمّته. وإن رعاية الجامعة لهذا المؤتمر تأتي انسجاماً مع سياستها في دعم مبادرات التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والمجتمعي، وتكريس ثقافة بيئية مسؤولة". واعتبر ميقاتي، أن هذا المؤتمر " يكتسب أهميته من غنى محاوره العلمية وتنوعها وتكاملها ومن هذه العلاقة المتجانسة والمتناغمة بين الفنون والبيئة، حيث نجد مقاربات إنسانية تُترجم صوت النحل بريشة الفنان وقصيدة الشاعر. وقال: نُثمّن هذه المقاربة التي تجمع بين العلم والعمل، إذ نؤمن أن هذه المؤتمرات تشكّل منابر نوعية لبناء جسور المعرفة وصياغة سياسات بيئية متطورة انطلاقاً من البحث العلمي والتطبيق العملي. نجدّد عهدنا في الجامعة العربية المفتوحة والتزامنا الراسخ بدعم كل مبادرة علمية وإنسانية تضع البيئة في قلب اهتمامها، ونؤمن أن تفعيل دور الجامعات في قضايا الساعة، هو ركيزة أساسية لصناعة التغيير الإيجابي للمجتمعات . متمنين أن يُسهم هذا المؤتمر في فتح آفاق جديدة للحوار والحلول والعمل المشترك". تكريم بعد ذلك كرمت ثانوية السفير ممثلة بمديرها الدكتور ناصر الدين الجامعة العربيّة المفتوحة ممثلة بالعميد الدّكتور أحمد ميقاتي، واتّحاد النّحّالين العرب ممثلاً بالدّكتور فتحي بحيري. وقدم ناصر الدين هديّة إلى كل من كاتب نشيد اتّحاد النّحالين العرب الشّاعر محمّد ترحيني ومقدّمة الاحتفال الدكتورة رقيّة فقيه. معرض "من خيرات الخلية" وفي ختام الجلسة الافتتاحية ، قام ممثل راعية المؤتمر الدكتور ميقاتي والدكتور بحيري والدكتور ناصر الدين بمشاركة الحضور بافتتاح معرض "من خيرات الخليّة " وجالوا على أجنحته ، حيث تضمن المعرض منتجات النحل من "عسل وطلع ازهار وغذاء ملكي ومراهم ومستحضرات تجميل وأدوات نحالين".


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
هذا الفيديو للعثور على أول ثعبان في العالم مغطى بالفرو الأبيض مولد بالذكاء الاصطناعي FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "ثعباناً مغطى بالفرو الأبيض تم العثور عليه أخيرا، وهو الاول من نوعه في العالم". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد رجلا حمل ثعبانا طويلا مغطى بالفرو الابيض، وسط الثلوج. ثم تركز الكاميرا على الحيوان زاحفا على الثلج. ويُسمع في الخلفية صوت رجل قائلا (ترجمة من الانكليزية): "مرحبًا بكم في المناطق المتجمدة لجرف روس الجليدي في أنتاركتيكا، حيث لا يزال يزدهر الثعبان الصوفي Serpentis linigerus، أحد أكثر الأنواع قدرة على الصمود في البرد بالقارة. هذا الثعبان الصوفي المعروف منذ فترة طويلة لدى الباحثين، وموطنه الأصلي في هذه المنطقة الثلجية، تكيّف بشكل مثالي مع الحياة تحت الجليد والثلج، مما يجعله مثالًا رائعًا للتطور في البيئات القاسية. يزدهر هذا الثعبان الأبيض الضخم في المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر. ابقَوا معنا لتروا كيف يكشف الباحثون أسرار طقسها البارد المذهل. أنا ستيف روبرتس، انضممت إلى فريق من العلماء الذين سافروا إلى هناك لدرس بروتين التجمد الطبيعي لدى هذا الثعبان، وهو مفتاح بقائه على قيد الحياة. هذا المفترس بطول ثلاثة أمتار يصطاد الفقمات والبطاريق عن طريق استشعار حرارة أجسامها، وينقض بدقة قاتلة، كل ذلك بفضل طبقة كثيفة من الحراشف المجوفة الشبيهة بالصوف والتي تحبس الحرارة، ومضاد للتجمد فريد من نوعه في دمه...". وقد حصد المقطع ملايين عدة من المشاهدات وآلاف التعليقات بعد انتشاره في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "ثعبان القطب الشمالي"، وايضا "سبحان الله من غرائب الطبيعة والزواحف، اول مرة اشوف ثعبان بهذا الشكل، أليف، وفروه غالي الثمن". سبحان الله من غرائب الطبيعة و الزواحف، اول مره اشوف ثعبان بهذا الشكل و أليف و فروه غالي الثمن. — دكتور جاسم خلفان (@Jasimkhalfan2) May 10, 2025 الا ان الاعتقاد ان هذه المشاهد حقيقية اعتقاد خاطئ. فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا الى حساب Bobby Boom في انستغرام و تيك توك ، والذي نشره في 8 ايار 2025، مع تعليق: الثعبان القطبي، الثعبان الصوفي"، وايضا "ثعبان الطقس البارد". View this post on Instagram A post shared by Bobby Brill (@bobby_boom_videos) لقطة من الفيديو المنشور في حساب Bobby Boom في تيك توك في 8 ايار 2025 ومع ان Bobby Boom، أو بوبي بريل Bobby Brill، كما يعرّف باسمه في انستغرام، لم يحدّد ماهية هذه المشاهد، الا ان تفاعله مع تعليقات متابعيه حمل في طياته اعترافا ضمنيا بأن مقطعه غير حقيقي. فلما واجهه أحدهم بانه "لا يوجد نوع معروف من الثعابين يُطلق عليه اسم ثعبان القطب الشمالي الصوفي"... ردّ بوجه ايموجي غارق في الضحك. كذلك، علّق بإيموجي ضاحك على قول آخر "اللعنة، الذكاء الاصطناعي خارج السيطرة". ولما أثنى أحدهم على عمله الابداعي في الذكاء الاصطناعي، رحّب بتعليقه. Hive Moderation و Cantilux ، والتي جاءت انه منشأ بالذكاء الاصطناعي. كذلك، يؤدي التفتيش عن الثعبان الصوفي Serpentis linigerus، التي ذكرها مقطع Bobby Boom، الى نتيجة مؤكدة: لا أثر له في الانترنت. وما يجب معرفته أيضاً هو أن المكان الوحيد الذي ان تعيش فيه هو قارة أنتاركتيكا ، لأنها من ذوات الدم البارد وتحتاج إلى ضوء الشمس للقيام بوظائفها. وبالتالي هذا يعني ان سيناريو المقطع من نسج الخيال. جولة في حسابات Bobby Boom، في انستغرام وتيك توك و يوتيوب ، تبيّن بوضوح ان الفيديوات التي ينشرها خيالية ومولدة بالذكاء الاصطناعي. وسبق أن انتشر للحساب ذاته فيديو بمزاعم خاطئة انه يظهر "أسماكا غريبة تشبه وجوه البشر في بحيرة سامسارا"، ونشرت "النهار" مقالة تدقيق بشأنه. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً انه "تم العثور أخيراً على ثعبان مغطى بالفرو الأبيض، وهو الاول من نوعه في العالم". في الواقع، الفيديو المتناقل ليس حقيقياً، لكونه منشأ بالذكاء الاصطناعي. وقد ولّده Bobby Boom، وهو حساب يشتهر بمحتواه المنشأ بالذكاء الاصطناعي، ونشره في 8 ايار 2025.


شبكة النبأ
٢٤-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة النبأ
نزعة البقاء: ما هي أوجه التبرير لها؟
ان الإنسان البدائي اكسبته حاجته للبقاء إلى النزعة الاجتماعية وإلى الحرص على العيش ضمن مجموعات كان يربطها التعاون والتكافل في مواجهة الأخطار المحيطة، حدث ذلك حتى قبل أن يتاح له تعلم الكلام، فتعود كل مظاهر التطور التي شهدتها البشرية من تقويم السلوك واكتساب المعارف إلى تلك العلاقات الاجتماعية المترابطة بصيغتها البدائية... الحقيقة المفروضة على الانسان ان له نقطة بداية ونقطة نهاية، ومابين النقطتين فرضت عليه رسالة يتوجب عليه إنجازها وايصالها وهذا المسلم به، لكن بجانب هذه الحقيقة ثمة حقيقة تقول ان الانسان يمتلك نزعة للتشبث بالحياة والرغبة في عدم مغادرتها رغم المها وضيقها وكل ما فيها من القباحة والعسر، فكي تفسر نزعة الانسان للبقاء؟ في الواقع لم تجد انساناً يريد مغادر الحياة وان سمعت عبارة تدل على ذلك فهي من باب الجزع عند المصيبة او عندما يشتد به ضيق الحياة وحصارها عليه، وحين تهدئ موجة الغضب ستجده يعود ثانية محباً للحياة ولاهثاً خلف تفصيلاتها ومنافعها، ولا اعرف هل هذه هي سنة الحياة ام هناك خللاً في تفكير الانسان تجعله متمسكاً بالحياة بأسنانه قبل كفيه. من الواقع انا شخصياً رأيت أحدهم الذي قد وصل به السن الى قرابة الثمانون عاماً او ربما أكثر بقليل، فقد كان حين يذكروه بالموت ولو على طريقة المزاح تراه يصفر وجهه وكأنه لازال ينتظر امر يتحقق له لكي يغادر الحياة فكان يرفض هذه الفكرة ولو كانت مزحة، هذا المثال هو نموذج للإنسان الذي يحب الحياة حباً جما ويريد البقاء فيها ما استطاع تلبية لرغباته النفسية وبدوافع محتملة سنمر على ذكرها. في دراسة للباحثة في الأصول البشرية (بيني سبايكنس) قالت" أن الإنسان البدائي اكسبته حاجته للبقاء إلى النزعة الاجتماعية وإلى الحرص على العيش ضمن مجموعات كان يربطها التعاون والتكافل في مواجهة الأخطار المحيطة، حدث ذلك حتى قبل أن يتاح له تعلم الكلام، فتعود كل مظاهر التطور التي شهدتها البشرية من تقويم السلوك واكتساب المعارف إلى تلك العلاقات الاجتماعية المترابطة بصيغتها البدائية"، يعني لو البقاء لما استطاع الانسان من تطوير نفسه والوصول بها الى ماهي عليه الآن. ماهي مبررات نزعة الانسان للبقاء؟ يرى الانسان ان له الحق في البحث عن البقاء قدر الممكن من وجهات نظر مختلفة من أهمها: من وجهة نظر نفسية كما يرى فرويد ان غريزة الحياة وغريزة الموت هم من يشعلان الصراع في الحياة الإنسانية، ولو هذا الصراع لما كان للإنسان قوة تدفعه للعيش والاستمرار رغم كل المتاعب، اذ ان الطبعي ان يستسلم للمرض للفقر وحتى للمشكلات الأخرى التي تعترضه في كل مرة. فالإنسان يجب عليه أن يرغب في البقاء لا بل أن يدافع عن ذلك حتى لو كان في أسفل المنازل الإنسانية، لذلك فالبحث في غريزة البقاء هو محرك انجاز الانسان وقوته النفسية الخفية التي تحفزه للعيش بمستوى معيشي جيد او مقبول على اقل تقدير والعكس بالعكس. اما من وجهة نظر دينية فأن الرغبة بالبقاء يبررها الانسان بكون الله سبحانه وتعالى هو من فطر الإنسان على حب الحياة، ولولا ذلك لما كان الإنسان قابلاً لإعمار الأرض والسعي فيها والتكاثر عليها، ولولا تلك المعجزة النفسية التي تقوى بالإنسان على تجاهل فكرة الموت لما استطاع أن يعيش يوماً واحدا، يعني ان فكرة التمسك بالبقاء هي لأداء ما يفرض على الانسان وليس استأثراً بما فيها من منافع مادية رخيصة. ومن وجهة نظر تطورية يمكن تفسير الأمر ببساطة ان الانسان لم يكن كذلك لما كان موجوداً اليوم، فحرص الانسان على البقاء يعني الرغبة في الاستمرار بالنسبة للنوع الإنساني الذي سينقرض لو لم ينجب اطفالاً، فالأنجاب هو صورة من صور نزعة الانسان للبقاء في الحياة رغم كل ما فيها، ومن هذه الوجهات الثلاث يبرر الانسان لنفسه حقه بالعمل على البقاء، فهل يحق للإنسان التشبث بالحياة كما هو عليه الآن؟.