logo
"هل أصبح إنجاب الكثير من الأطفال وسيلة لاستعادة عظمة أمريكا؟"

"هل أصبح إنجاب الكثير من الأطفال وسيلة لاستعادة عظمة أمريكا؟"

الوسط٢٥-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
في جولة الصحف لهذا اليوم، قررنا أن نأخذ استراحة قصيرة من عالم السياسة البحتة - رغم أن الواقع من حولنا يجرّنا دائماً إلى هذه الدوامة - وآثرنا أن نتناول مقاربات اجتماعية وسياسية حول الإنجاب، والتحديات المرتبطة بتغيرات سكانية في أمريكا بالتزامن مع التغيرات السياسية الحاصلة هناك.
"الأمريكيون أصبحوا أقل رغبة في إنجاب الأطفال"
البداية من صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية، ومقال للكاتب فيليب بمب بعنوان " لننجب أطفالاً أكثر ونقلل من علم تحسين النسل". يبدأ الكاتب بتوضيح تجربته الشخصية كأب، ويشير إلى أن قراره بإنجاب الأطفال جاء من رغبة طبيعية لإنشاء عائلة.
ويعبر بمب عن امتنانه العميق لأولاده وارتباطه العاطفي بهم، لكنه على الرغم من ذلك يقول إنه يستغرب "الفكرة السائدة بأن إنجاب الأطفال يعد عنصراً أساسياً في إعادة بناء صورةٍ مثاليةٍ لأمريكا، وأن إنجاب مجموعةٍ من الأطفال هو سبيلنا لاستعادة عظمة أمريكا - بكلِّ ما تحمله هذه العبارة من معنى".
يرى بمب أن هذه النظرة لدى البعض ليست غير دقيقة فحسب، بل تعكس بشكل غير مباشر سياسات قومية تسعى إلى إبراز التفوق العرقي، وفق تعبيره.
ويستند الكاتب في مقاله إلى بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية التي أظهرت أن "معدل الخصوبة في الولايات المتحدة لا يزال عند أدنى مستوىً له تاريخياً"، وهو اتجاه عالمي، حيث أصبح الأمريكيون أقل رغبة في إنجاب الأطفال مقارنة بالعقود السابقة.
هذا التوجه كان مدفوعاً بتغيرات اجتماعية، بما في ذلك الانخفاض الكبير في ولادات المراهقات منذ السبعينيات، وهو ما ساهم في تقليل الحمل المبكر وتوسيع خيارات التعليم والعمل للنساء.
ونتيجة لذلك، يرى بعض الأمريكيين أن هذا التراجع في الولادات يهدد المجتمع الأمريكي ويزيد من الاعتماد على الهجرة لسد الفجوات السكانية.
ويُظهر المقال كيف أن هذه الرؤية قد تسللت إلى التيارات السياسية الأكثر يمينية، إذ أيدت شخصيات عامة مثل نائب الرئيس جي دي فانس، وإيلون ماسك، وتاكر كارلسون فكرة أن تراجع الولادات يرتبط بالأثر المزعوم للهجرة على الهوية الأمريكية.
ويطرح بمب فكرة أن الدعوة لزيادة الولادات، أصبحت تميل بشكل متزايد إلى الجناح اليميني.
في هذا السياق، يسرد مؤلف كتاب "الأيام الأخيرة لجيل طفرة المواليد ومستقبل القوة في أمريكا"، تفاصيل عن مؤتمرات اليمين المتطرف التي تروج لفكرة أن زيادة عدد الأطفال قد يساعد في "إنقاذ الغرب" - ويدافع عن النماذج التقليدية للأسرة.
يربط بمب بين هذه الحركات العنصرية والتاريخ الأمريكي في التعامل مع الهجرة، مشيراً إلى أن العديد من مؤيدي سياسة الولادات المرتفعة يعارضون بشكل غير مباشر من ينجحون في إنجاب الأطفال، وخاصة في المجتمعات غير البيضاء.
ويستشهد بمعدل الولادات بين النساء البيضاوات مقارنة باللاتينيات، ما يبرز التوتر العنصري المتأصل في هذه المناقشات.
ويتناول بمب في مقاله محاولات إدارة ترامب لدعم هذه الحركات من خلال تشجيع زيادة الولادات، وهو توجه يتوازى مع سياسات مماثلة في دول أخرى مثل المجر. ولكنه يعبر عن شكوكه في فاعلية هذه السياسات، مشيراً إلى أن مثال المجر يظهر أن هذه الجهود قد لا تؤدي إلى النجاح المرجوّ.
ويختتم بمب مقاله بالدعوة إلى تبني سياسات تدعم الأسرة بشكل واقعي، من خلال تحسين رعاية الأطفال وتعديل سياسات الإجازات الأبوية، بدلاً من الربط بين الولادات والتوجهات العنصرية التي قد تضر بالمجتمع الأمريكي، بحسب رأيه.
"هل يجب أن تتحمل الأسر المسؤولية في حماية أطفالها؟"
Getty Images
تكتب جوليا هارتلي بروير في صحيفة "ذا صن" البريطانية مقالاً تعبّر فيه عن قلقها العميق حول تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال في العصر الحالي.
وتبدأ بتجربتها الشخصية في طفولتها، حيث كان وقت الشاشة محدوداً جداً، واقتصر على مشاهدة التلفزيون بعد المدرسة، بينما كان بقية وقتها مخصصاً للعب في الهواء الطلق والتفاعل مع الآخرين.
في المقابل، تشير إلى أن طفولة اليوم قد تغيرت بشكل كبير، لكن ليس بطريقة إيجابية.
"الأطفال الآن يقضون ساعات طويلة في مشاهدة المحتوى على شاشات هواتفهم، سواء كان ذلك في مشاهدة مقاطع الفيديو أو التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى مشاكل صحية وعقلية"، بحسب بروير.
وتنبّه الكاتبة إلى التأثيرات الضارة لهذه التكنولوجيا على الأطفال، مثل التعرض لمحتوىً عنيف أو موضوعات مؤذية مثل الانتحار أو اضطرابات الأكل، هو ما يؤدي إلى ضغوطات نفسية على الأطفال والشباب.
وتوضح أن الأطفال يتعرضون لمحتوىً مسيء ومثير للجدل، مثل ما يروّج له بعض مشاهير الإنترنت، وهو ما يعزز الأنماط السلبية في تفكيرهم.
يستعرض المقال الجهود الحكومية لمحاولة الحد من هذه التأثيرات الضارة، مثل فرض قيود على منصات التواصل الاجتماعي، أو من خلال قانون "أمن الإنترنت" الذي يتطلب من الشركات التقنية التحقق من أعمار المستخدمين وحظر المحتوى الضار.
لكن الكاتبة تلفت الانتباه إلى أن هذه الإجراءات قد تكون غير كافية، حيث يمكن للأطفال أن يتجاوزوا هذه القيود بسهولة، ويظل المالكون لتلك المنصات في موقعهم القوي.
وتتساءل الكاتبة عن المسؤولية في هذا السياق: هل يجب أن تتحمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية عن تعديل خوارزمياتها لمنع نشر المحتوى الضار؟ أم يجب على الحكومات فرض قوانين أكثر صرامة لمعاقبة الشركات التي تفشل في حماية الأطفال؟ أم ينبغي على المدارس أن تأخذ دوراً أكبر في توعية الأطفال بالمخاطر؟ وأخيراً، هل يجب أن تتحمل الأسر المسؤولية في حماية أطفالها؟
تشير الكاتبة إلى أن الحل ليس في اللوم المستمر للشركات أو السياسيين، بل في العودة إلى الدور الأساسي للأسر.
وترى أن الآباء يجب أن يتحملوا مسؤولية أكبر في التحكم في استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، فالأجهزة الإلكترونية أصبحت بمثابة "مربيات إلكترونية" تساعد الآباء على تجنب المسؤولية الحقيقية في رعاية أبنائهم، بحسب رأيها.
وتختتم بتوجيه دعوة للآباء لوقف الاعتماد على الهواتف كوسيلة لتهدئة أطفالهم، والبدء في ممارسة التربية بشكل فعال.
"التعفن في السرير: استراحة عقلية وجسدية"
Getty Images
في مقالها الذي نُشر في صحيفة "ذا جورنال" الأيرلندية، تسلط مارغريت لينش الضوء على ظاهرة جديدة شائعة بين الشباب، وهي "التعفن في السرير" أو "بيد روتنغ"، التي لاقت رواجاً مؤخراً على منصات مثل تيك توك.
ويُقصد بهذا المصطلح الاستلقاء في السرير طوال اليوم، وهي ممارسة تعكس رغبة الكثيرين في الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية التي لا تنتهي.
على الرغم من أن الراحة في السرير ليست مفهوماً جديداً، فإن لينش تشير إلى أن هذا المصطلح يعكس تحولاً في ثقافة الجيل الحالي الذي يعاني من ضغط مستمر جراء العمل، والأسرة، والصداقات، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تَعرض حياة الآخرين المثالية.
لينش تعبر عن انتقادها لثقافة الإنتاجية المستمرة التي تهيمن على حياتنا اليوم، وتوضح كيف أن هذا المجتمع يفرض علينا أن نكون دائماً في حالة نشاط وتحقيق الإنجازات، في هذه البيئة، أصبحت الراحة من هذه الضغوط ضرورية.
بالنسبة للينش، فإن "التعفن في السرير" هو بمثابة استراحة عقلية وجسدية، وهو خيار واعٍ يعكس حاجة الإنسان للابتعاد عن الفوضى اليومية.
وتشير إلى أن الأجيال الجديدة قد تجد في السرير ملاذاً من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر عليهم، مثل الضغوط المدرسية أو التوقعات غير الواقعية التي تفرضها وسائل الإعلام.
كما أن لينش تنتقد فكرة "تحسين الذات المستمر" التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام الحديثة، وتعتبر أنها تؤدي إلى إرهاق عقلي وجسدي. وهي تشجع على قبول فكرة الراحة كجزء طبيعي من الحياة، معتبرة أن التوقف عن السعي المستمر لتحقيق الإنجازات قد يكون مفيداً لصحة الإنسان النفسية والجسدية.
وفي الوقت نفسه، تؤكد أن الراحة لا تعني بالضرورة الخمول المطلق، بل هي ضرورة لحماية العقل والجسم من الإرهاق.
باختصار، تدعو لينش إلى تبني نهج أكثر مرونة تجاه الراحة، والاستراحة النفسية، مشيرة إلى أن "التعفن في السرير" ليس مجرد هروب، بل هو استجابة صحية لمجتمع مليء بالضغوط المتزايدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الإنجاب في غزّة لأجل غير مسمى
انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الإنجاب في غزّة لأجل غير مسمى

الوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوسط

انقطاع خدمات مراكز الخصوبة يؤجل أحلام الإنجاب في غزّة لأجل غير مسمى

Getty Images في زاوية صغيرة من شقة مدمّرة في البلدة القديمة في غزة، يجلس محمد قرب زوجته نورة، ينظران بصمت إلى صور بالأبيض والأسود كانت على شاشة هاتف قديم. صور لأجنة مجمّدة كانت تمثّل لهما بداية حلم انتظراه طويلًا. محمد، شاب في الثلاثينات من عمره، كان يخضع للعلاج من مشكلة صحية تُعرف بـ"الخصية المعلّقة"، واحتفظ بعينة من سائله المنوي في أحد مراكز الإخصاب في غزة، بانتظار اللحظة المناسبة لتحقيق حلم الأبوة. أما نورة، من جهتها، فخاضت رحلة طويلة للعلاج من العقم، حتى استطاعت بعد سنوات من العلاج هي وزوجها، الخضوع لعملية حقن مجهري، انتهت بحمل في توأم، دام سبعة أشهر فقط. "داومنا أنا ومحمد على العلاج لمدة ثلاث سنوات حتى جاء تحليل الحمل إيجابيا ، وكان ذلك قبل شهرين فقط من بداية الحرب. لم تسعني الدنيا من الفرحة. فبعد أن أجريت عملية سحب بويضات وتم زراعة جنينين في رحمي والاحتفاظ بجنينين آخرين في مركز بسمة للإخصاب في غزة، قلت أخيرا تحقق حلمي. ولكن في اليوم الذي دخل فيه الإسرائيليون علينا، حدّثتني نفسي أن كل شيء انتهى". مثل آلاف الغزيين، اضطرت نورة وزوجها إلى النزوح مرارًا وسط أوضاع معيشية قاسية، شملت نقصًا حادًا في الغذاء والأدوية والفيتامينات الضرورية للحمل. فقدت نورة توأمها بعد سبعة أشهر إثر نزيف حاد. يقول محمد: "كنا نمشي كثيرا ونتنقل كثيرا من مكان لآخر، بالإضافة للقصف العشوائي الذي كان يثير الرعب في نفوسنا وخاصة لدى نورة وهي حامل. لن أنسى هذا اليوم أبدا. عانت من نزيف شديد ولم نستطع حتى توفير سيارة لنقلها للمستشفى، وفي النهاية تمكنا من نقلها عبر إحدى سيارات نقل القمامة، حتى وصلت للمستشفى وبدأ الإجهاض". وُلد أحد الجنينين ميتًا، أما الثاني فخرج حيّا، لكنه توفي بعد ساعات قليلة بسبب عدم توفر حضانات للخدج في غزة. "قالت لي إن الإجهاض تم بصورة وحشية في المستشفى. فلا أجهزة طبية متاحة ولا أطباء يستطيعون فعل شيء في ظل ما هو متاح"، يؤكد محمد. BBC محمد ونورة أبو القمبز كانا يستعدان لاستقبال طفليهما بعد رحلة علاج طويلة من العقم BBC خضعت نورا لعملية زرع الأجنة في مركز البسمة للإخصاب في غزة انتهت بالحمل في تؤام وفي مارس / آذار الماضي، اتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بأنها "هاجمت ودمّرت عمدا" مركز البسمة للإخصاب والذي يعد أكبر مركز للخصوبة في القطاع. وأصدرت اللجنة تحقيقا يقول إن السلطات الإسرائيلية "دمرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية" مشيرة إلى أنها ارتكتبت بذلك "أعمال إبادة". كما أشار التقرير الذي أعدّته لجنة من الخبراء بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل فرضت حصارا بشكل متزامن ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد. وردا على التقرير، كانت البعثة الدائمة لإسرائيل لدى الأمم المتحدة قد أصدرت بيانا تقول فيه إنها "ترفض رفضا قاطعا هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة". كما أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التحقيق واصفا إياه بـ"السخيف والعار من الصحة". تم إنشاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2021 للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. حلم مؤجل إلى أجل غير معروف ورغم أن الأطباء قالوا إن نورة لا تزال لديها فرصة للحمل، فإن الواقع في غزة لا يمنح هذه الفرصة بسهولة. فقد توقفت جميع مراكز الإخصاب التسعة التي كانت موجودة في غزة، وكان مركز البسمة للإخصاب أكبرها من حيث الإمكانيات الطبية. تواصلت بي بي سي مع الجيش الإسرائيلي للتعليق عما يقوله مسؤولو المركز بشأن استهدافه، وقال الجيش الإسرائيلي "إنه لا يستهدف عمدا عيادات الإخصاب في غزة، ولا يسعى إلى الحد من إنجاب المدنيين في القطاع". وأضاف: "إن الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي يقصف هذه المواقع عمدًا لا أساس له من الصحة، ويُظهر سوء فهم تام لهدف عملياته في غزة". وتعليقا على قصف مركز البسمة، أشار الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إلى أنه لا يستطيع تأكيد وقوع الهجوم على المركز نظرا لعدم توافر معلومات كافية عن التاريخ المحدد للهجوم. وأشار الرد الإسرائيلي إلى أن قواته "تعمل وفقا للقانون الدولي وتتخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين". وفي هذا السياق، قال مسؤولو المركز لبي بي سي إنهم لم يتمكنوا من تحديد تاريخ وتوقيت القصف على المركز بسبب عدم تمكنهم من زيارته منذ أواخر نوفمبر / تشرين الثاني نظراً لظروف الحرب والهجمات المستمرة على القطاع، مشيرين إلى أنهم علموا بتدميره حين زاروه في أوائل ديسمبر / تشرين الأول عام 2023. BBC صورة اختبار الحمل الذي أجرته نورا وجاءت نتيجته إيجابية بالحمل في تؤأم Getty Images مختبر الأجنة في مركز البسمة للإخصاب في غزة بعد تعرضه للقصف قصة محمد ونورة ليست استثناءً، بل واحدة من عشرات القصص لنساء في غزة اصطدمن بالواقع ذاته. إسلام لُبّد، واحدة من هؤلاء النسوة، حملت بعد سنوات من المحاولات، لكنها لم تفرح بالحمل طويلًا. "بعد الحرب، لم يكن هناك أي استقرار. كل فترة قصيرة ننتقل من مكان إلى آخر. جسمي تعب، وحملي تعب معي"، هكذا تروي إسلام قصة فقدانها لجنينها بعد أشهر قليلة من الحمل الذي نتج عن عملية حقن مجهري أجرتها قبل الحرب. لا تملك الآن جنينًا مجمدًا ولا مكانًا تعيد فيه المحاولة. آمال خليل، هي الأخرى، خاضت رحلة علاجية طويلة استمرت ست سنوات قبل أن تتمكن من الحمل عبر الحقن المجهري وتضع طفلتها الأولى. كانت تحتفظ بجنين آخر في مركز الإخصاب، تخطط لزراعته هذا العام ليكون شقيقًا لطفلتها، لكن كما تقول: "كل شيء ضاع مع ضياع تدمير المختبر". "كنت أشعر أن هناك خطوة ثانية قريبة. كان عندي أمل في أخ له… ولكن الآن لا أخ ولا مركز". أما سارة خدري، فبدأت رحلتها مع الإخصاب عام 2020، ونجحت في تجميد أجنتها بعد مشوار صعب، وكانت أيضا تستعد لعملية الزرع، وتنتظر فقط اللحظة المناسبة، التي سبقتها الحرب. "أنا لا أستطيع حتى أن أبدأ مشوار الحقن المجهري. رأيت كل شيء ينهار وأنا في أول الطريق". "4000 جنين ذابوا في صمت" عن هذه الآمال المفقودة، تحدث لي الدكتور بهاء الغلاييني، مدير مركز بسمة للإخصاب، بنبرة لا تخلو من الحزن والذهول، وكأنه لا يصدق أن سنوات من العمل والعناية يمكن أن تختفي في لحظة. يقول الدكتور بهاء إن أهم ما كان في المركز حاضنتين تحويان نحو 4000 جنين مجمد وأكثر من 1000 عينة من السائل المنوي والبويضات، جميعها كانت تجسد أحلام الأمومة والأبوة لمئات النساء والرجال في غزة. "الحاضنتان اللتان دمرتا – وتكلفتهما أكثر من 10 آلاف دولار - كانتا مليئتين بسائل نيتروجيني يغمر العينات لحفظها وقبل قصف المركز بنحو أسبوعين، بدأ النيتروجين بالتناقص والتبخر". حاول مدير المختبر الدكتور محمد عجور – الذي نزح بدوره إلى جنوب غزة – التواصل مع مورد النتروجين في مستودع بمنطقة النصيرات في محاولة منه لإنقاذ العينات وإعادة ملئ الخزانات بالسائل المطلوب، غير أن شدة القصف حالت دون استطاعته الوصول إلى المركز لإعادة ملئ الحافظتين. يقول مدير المختبر الدكتور عجور متأسفا،"استطعت بصعوبة الوصول إلى مستودع غاز النتروجين في النصيرات وبالفعل استلمت أنبوبتين من الغاز وبقيتا معي، غير أنني لم أستطع الذهاب إلى المركز بسبب شدة القصف، وبعد نحو أسبوعين قصف المركز نفسه ولم تعد هناك حاجة أصلا لهذا الغاز." "أنا أتحدث عن 4000 جنين مجمّد، هذه ليست مجرد أرقام، بل أحلام لأشخاص انتظروا سنوات، وخضعوا لعلاجات وحقن مكثفة، وعلّقوا آمالهم على هذه الخزانات التي تحطمت في النهاية"، يقول الدكتور بهاء. ويقدّر الدكتور بهاء أن بين 100 إلى 150 امرأة فقدن فرصتهن الوحيدة أو شبه الوحيدة في الإنجاب، لأن كثيرات منهن لا يستطعن تكرار العملية. "هناك من هنّ في سن متقدمة، وهناك مريضات سرطان، وأخريات يعانين من أمراض مزمنة، أو تلقين جرعات عالية من منشطات التبويض لمرة واحدة. من الصعب جدًا أن يبدأن من جديد".

علماء يقترحون طريقة جديدة لعلاج البعوض من الملاريا، فما هي؟
علماء يقترحون طريقة جديدة لعلاج البعوض من الملاريا، فما هي؟

الوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الوسط

علماء يقترحون طريقة جديدة لعلاج البعوض من الملاريا، فما هي؟

Getty Images رجّح باحثون أمريكيون أنه ينبغي إعطاء البعوض أدوية الملاريا للقضاء على العدوى حتى لا يتمكن من نشر المرض. وتنتشر طفيليات الملاريا، التي تقتل حوالي 600 ألف شخص سنوياً معظمهم من الأطفال، عن طريق إناث البعوض أثناء امتصاص الدم البشري. يأتي ذلك على النقيض مما هو متبع في مكافحة الملاريا في الوقت الراهن، إذ يتم قتل البعوض بالمبيدات الحشرية بدلاً من علاجه من الملاريا. لكنّ فريقاً من جامعة هارفارد اكتشف اثنين من العقاقير يُخلّصان حشرات الملاريا من هذه الطفيليات بنجاح عند امتصاصهما عبر أرجلها. ويُعد تشبع شبكات الأسِرّة الواقية من البعوض (الناموسيات) بهذا المزيج الدوائي هدفاً طويل الأجل للدراسة. كما أوصى الفريق أيضاً بتلقي اللقاحات لحماية الأطفال الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الإصابة بالملاريا. وتعتبر هذه الناموسيات بمثابة حاجز مادي وتحتوي أيضاً على مبيدات حشرية تقتل البعوض الذي يهبط عليها. لكن البعوض أصبح مقاوماً للمبيدات الحشرية في العديد من البلدان، وبالتالي لم تعد المواد الكيميائية تقتل الحشرات بنفس الفعالية التي كانت تتمتع بها في الماضي. وتقول الباحثة الأكاديمية ألكسندرا بروبست من جامعة هارفارد: "لم نحاول قتل الطفيليات في البعوض بشكل مباشر قبل ذلك، لأننا كنا نقتل البعوض فقط". وأضافت أن هذا النهج "لم يعد مجدياً". Getty Images يستهدف البحث معالجة البعوض من الملاريا بدلاً من قتله وقام الباحثون بتحليل الحمض النووي لمرض الملاريا للعثور على نقاط الضعف المحتملة أثناء إصابة البعوض. واستعرض الباحثون مكتبة كبيرة من الأدوية المحتملة وقلصوا الاختيارات إلى قائمة مختصرة من 22 دواءً. وخضعت تلك الأدوية للاختبار أثناء إعطاء إناث البعوض وجبة دم ملوثة بالملاريا. وفي مقالهم المنشور في مجلة "نيتشر"، حدد العلماء اثنين من العقاقير ثبتت فاعليتهما إلى حدٍ كبيرٍ بعد أن تمكنا من القضاء على 100 في المئة من هذه الطفيليات. وتم اختبار هذه الأدوية على خامة مشابهة للناموسية. وقالت بروبست: "حتى إذا نجا البعوض من الارتطام بالناموسية، يتم القضاء على الفطريات فتتوقف عن نقل الملاريا". وأضافت: "أعتقد أن هذا النهج مثير للاهتمام بالفعل، لأنه طريقة جديدة تماماً لاستهداف البعوض نفسه". وأشارت إلى أن فرص مقاومة طفيليات الملاريا للأدوية تكاد تكون منعدمة، إذ يوجد مليارات من هذه الطفيليات في جسم كل شخص مصاب - بينما لا يتجاوز عددها خمسة في جسم كل بعوضة. وقال باحثون إن تأثير الأدوية يستمر لمدة عام على الناموسيات، مما يجعلها بديلاً رخيصاً ومعمّراً للمبيدات الحشرية. وثبتت فاعلية هذا النهج معملياً. ويجري التخطيط للمرحلة التالية في إثيوبيا للتحقق من فعالية الناموسيات المضادة للملاريا على أرض الواقع. ومن المتوقع أن يستغرق الأمر ست سنوات على الأقل قبل استكمال كافة الدراسات لمعرفة ما إذا كان هذه الطريقة ستنجح أم لا. لكن الرؤية التي يقوم عليها هذا البحث تتمثل في أن تتم معالجة الناموسيات بالأدوية المضادة للملاريا والمبيدات الحشرية بحيث إذا لم تَصلح طريقة منهما، تنجح الأخرى.

الغزيون يخشون من إغلاق محطات المياه مع توسيع إسرائيل هجومها
الغزيون يخشون من إغلاق محطات المياه مع توسيع إسرائيل هجومها

الوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الوسط

الغزيون يخشون من إغلاق محطات المياه مع توسيع إسرائيل هجومها

Getty Images تعاني غزة نُدرة في مصادر المياه بعد أن قطعت إسرائيل خطوط الكهرباء عن محطات التحلية في القطاع في مارس/آذار الماضي يتفاقم نقْص المياه الصالحة للشُرب في غزة، في ظلّ توسيع إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية في القطاع، ما يتسبب في موجات جديدة من النزوح. وفي غضون ذلك، ينفد الوقود من محطات تحلية المياه ومرافق الصرف الصحي، ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن شركاء له يحذرون من مغبّة عدم استلام وقود بشكل عاجل. ويحذّر هؤلاء الشركاء من احتمال الوصول إلى "إغلاق تام" لمرافق المياه والصرف الصحي بنهاية الأسبوع الراهن. وكانت إسرائيل قد قطعتْ في مطلع شهر مارس/آذار الماضي خطوط الكهرباء عن المحطات الرئيسية لتحلية المياه في القطاع، والتي تُعدّ مصدراً حيوياً للمياه بالنسبة للغزيّين. وبرّرت إسرائيل هذه الخطوة بأنها للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها. BBC هكذا توزَّع المياه في غزة هذه الأيام وعلى الرغم من إعلان إسرائيل مؤخراً أنها بدأت في السماح بدخول الإمدادات الأساسية إلى غزة، إلا أنّ الوقود ليس بين تلك الإمدادات حتى الآن. ومع ذلك، وصلت كميات من مياه الشرب على متن عشرات الشاحنات التابعة للأمم المتحدة التي دخلت القطاع - مع مؤن أخرى لم يتم توزيعها بعد. وقال آباء لبي بي سي، إن أطفالهم - على مدى 19 شهراً من الحرب - اعتادوا على شُرب مياه مالحة، ونتيجةً لذلك، يقول أطباء إنهم رصدوا ارتفاعاً في الشكاوى من أمراض خطيرة متعلقة بالكُلى. وفي ذلك قال رائد الزهارنة، وهو والد لأربعة أطفال في خان يونس، إن "المياه التي نشربها ذات طعم هو مزيج متساوٍ من الحلاوة والملوحة". ومثل معظم الغزيين الآن، يعتمد الزهارنة على المياه التي تدخل القطاع على متن الشاحنات. وأضاف الزهارنة لبي بي سي: "نعلم أنها مياه غير صالحة للشرب، ومع ذلك نشربها. ونعاني آلاماً في المَعدة وإسهالاً ولكننا نتعايش مع ذلك؟ وماذا يمكننا أن نفعل؟ نحتاج إلى الشُرب. ليس أمامنا بديل". BBC جوناثان كريكس من اليونيسيف يقول إن الإنتاج تراجع بنسبة 80 في المئة في محطة لتحلية المياه في جنوب غزة وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كان لا يزال هناك صوت عالٍ - هو صوت حركة الآلات - في محطة لتحلية المياه في جنوب غزة، والتي كان جوناثان كريكس من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في زيارة إليها. وقال كريكس إن الإنتاج في هذه المحطة قد تراجع بنسبة 80 في المئة نتيجة لانقطاع الكهرباء. ومع ذلك، كانت المحطة لا تزال قادرة على إنتاج آلاف اللترات يومياً. وأوضح كريكس لبي بي سي: "المشكلة أن إنتاج المياه يتطلب وقوداً، ثم بعد ذلك تكون هناك حاجة إلى شاحنات لنقل تلك المياه إلى مختلف التجمّعات السكانية". ولفت كريكس إلى أن "هذه العملية صعبة؛ حيث إنّ لدينا كميات ضئيلة جداً من الوقود، لا تكفي لإنتاج المياه ولتشغيل الشاحنات اللازمة لنقلها إلى الناس". وفي الأيام الأخيرة، لجأ الناس في غزة إلى استخدام العربات التي تجرّها الحمير لتوزيع المياه، لكن إسرائيل صعّدت هجماتها العسكرية ما أسفر عن موجات نزوح جديدة لنحو 140 ألف شخص في شمال وجنوب القطاع - وقد فاقم ذلك من صعوبة الوضع. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن مرافق تحلية المياه والصرف الصحي في غزة تضرّرت بشدّة نتيجة النقص المزمن للوقود في القطاع. وبحسب المكتب الأممي، فإنه لا يوجد حالياً وقود في شمال غزة، وأنه لم يصل في الأسبوع الماضي غير نصف الكمية التي تحتاجها المنطقة - وهذا يعني مزيداً من تقليص ساعات التشغيل في آبار المياه، فضلاً عما يُنذر به من إغلاق تام. وفي جنوب غزة، لم تتلقَّ مرافق المياه التابعة للأمم المتحدة أي وقود، على الرغم من الحاجة إلى نحو 140 ألف لتر من الوقود أسبوعياً من أجل تشغيل هذه المرافق. وقد تسبب ذلك، وفقاً للمكتب الأممي، في تقليص مرافق تحلية المياه والصرف الصحي ساعات عملها بأكثر من الخُمس. BBC يقول الغزيون إنهم يضطرون إلى شرب مياه مالحة عندما لا يجدون بديلاً آخر ويقول موظفو الأمم المتحدة إنهم يحاولون يومياً الحصول على وقود من مستودعات موجودة في مناطق تحتاج إلى تنسيق مع السلطات الإسرائيلية، مثل رفح - التي أصبحت وجهةً للعمليات العسكرية. ومع ذلك تُقابَل تلك المحاولات بالرفض المستمر من جانب إسرائيل، التي منذ أنْ فرضتْ حصاراً كاملاً على غزة في يوم الثاني من مارس/آذار، لم تسمح بدخول وقود جديد إلى القطاع. وقال غازي اليازجي، إخصائي أمراض الكُلى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، إنه لاحظ المزيد من المرضى الذين يعانون بسبب شُرب المياه الملوثة والمياه عالية الملوحة. وأضاف اليازجي لبي بي سي: "ليس لدينا أرقام محددة، لكن الحالات في تزايد ملحوظ، لا سيما بين الأطفال". وحتى قبل الحرب، كانت غزة تشهد معدلات مرتفعة نسبياً من أمراض الكُلى، بسبب نقص المياه وتدنّي جودة الإمدادات. وقال اليازجي إن مستشفى الشفاء لديها 220 مريضاً في حاجة إلى غسيل كُلوي، وإنهم أصيبوا نتيجة تدنّي جودة مياه الشُرب في قطاع غزة. وأشار اليازجي إلى أن كثيرين من مرضى الكُلى في غزة فارقوا الحياة مؤخراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store