logo
فات الميعاد

فات الميعاد

بوابة الأهراممنذ 2 أيام
يقاس تقدم الشعوب وازدهارها بثقافتها وفنها الذي يعكس هويتها وقيمها وإنسانيتها ووعيها. ويقاس نجاح الفن في تحقيق المعادلة الصعبة في الإبداع الذي يترك العنان لخيال المتلقي مع قدرته على طرح قضايا مجتمعه ووضع حلول واقعية له، بل إضاءة الطريق بإشارة الأمل التي تفتح له أبوابًا جديدة في الحياة.
موضوعات مقترحة
وفي الحقيقة، إن الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة، ولا سيما المسلسلات التي تُعرض خارج (السباق الموسمي)، أي بعيدًا عن الماراثون الدرامي الرمضاني الذي يعتبره القائمون على صناعة الدراما من أقوى المواسم الدرامية والأعلى مشاهدة، ولكن الحقيقة والتجربة الواقعية أثبتت لهم أن العمل الناجح هو الذي يصنع موسمه ويضع مكانته في قلوب المشاهد ويحقق جاذبيته وفقًا لما يقدمه. ومن هنا، هذا هو النجاح الحقيقي أيًا كان توقيت عرضه.
وهناك أعمال أثبتت نجاحها بشكل كبير في تحقيق هذه المعادلة، والتي دخلت في منافسة ساخنة لجذب المشاهد مع بداية الصيف، بل أشعلت الأجواء بموضوعاتها الإنسانية التي تعبر عن الأسر المصرية لتتحدث عن المسكوت عنه بكل موضوعية.
ويأتي في مقدمة تلك الأعمال التي عُرضت مؤخرًا مسلسل "فات الميعاد" الذي يطرح قضية اجتماعية هامة وشائكة من قضايا المرأة والأسرة، وهي سوء الاختيار من البداية للزوج وعدم وضع معايير مجتمعية، ليضعنا أمام حقيقة مجتمعية هامة وهي أهمية التكافؤ بين الأسرتين وليس بين الزوجين فقط.
الاختلاف في الثقافة والبيئة والتربية والتعليم بين أسرتين أي اثنين مقبلين على الزواج أهم من الظواهر الشكلية التي (للأسف) تهتم بها الأسر وتتفق عليها، فالأهم من الاتفاق المادي التوافق المجتمعي.
مهما تعددت الأسباب أو الظروف، فالنتيجة واحدة وهي ضياع الأطفال ثمرة هذه الزيجة؛ حيث لا تتوقف الخسائر عند الزوجة التي تدفع ثمن سوء الاختيار من البداية، بل تتفاقم المشكلة وتصل إلى درجة كارثة مجتمعية بماسأة أطفال يعانون من الضياع الناتج عن التفكير الأسري.
وفي مسلسل "فات الميعاد"، استعرض المشكلة أو تلك القضية الشائكة بمنظور مختلف، ودق ناقوس الخطر لكل أسرة في عدم التسرع بالموافقة على زواج ابنتها، وأن تتحرى الدقة بالسؤال عنه وعن أسرته أيضًا، ولا تكتفي بالمظهر أو التزامه ووفائه بالشروط المادية فقط.
الحب والمسؤولية وجهان لمعنى الصدق، وهو ركيزة أساسية لحياة آمنة ومستقرة ومستمرة. ومن خلال رحلة تلك المرأة التي جسدتها بكل براعة أسماء أبو اليزيد مع الفنان أحمد مجدي وأحمد صفوت ومحمود البزاوي وسلوى محمد علي وحنان سليمان ومحمد علي رزق وجميع فريق العمل، نجحوا ليس فقط بتقديم عمل فني متميز، بل الأهم هو طرح قضية هامة وشائكة بكافة تفاصيلها الواقعية، فحققوا النجاح الأكبر بخلق أعلى نسبة مشاهدة ومتابعة للعمل نبعت من مصداقيته ورقي مناقشته للموضوع دون إسفاف أو ابتذال. لذا، بكل منطقية وإقناع، نجح العمل في توحيد رأي الأسرة المصرية وإجماعها على نجاح العمل، وهذا ما أكدته ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومقتضى الأمر يستوجب أن نؤكد على أن دور الدراما حينما تحترم عقلية المشاهد، لا بد أن يقدرها المتلقي، وأنها أداة هامة من أدوات القوة الناعمة التي تطرح قضايا مجتمعنا وتعبر عن آمالنا وطموحاتنا، بل تقدم حلولًا واقعية لمشاكلنا.
نجح مسلسل "فات الميعاد" في أن يصل من خلال قصته وقضيته الأساسية بين (بسمة ومسعد) إلى إلقاء الضوء على العديد من القضايا الشائكة أيضًا، منها عدم الإنجاب والبحث عن الحلول البديلة، وقضية أخرى هي زواج الرجل للمرة الثانية رغم الاستقرار الأسري كوسيلة لتحقيق أحلامه بالزواج من أرملة ثرية على حساب زوجته وأم أولاده، ليصاب أبناؤه بالتشتت وأزمات نفسية أخرى. كما طرح قضية ثالثة وهي زواج دون علم زوجته سرًا لأنه لا يجد التفاهم والاهتمام.
ومن أهم إيجابيات المسلسل أيضًا أنه لم يكن منصفًا طول الوقت للمرأة، بل قدم أيضًا نموذجًا واقعيًا للمرأة المتمردة التي تبحث عن تحقيق ذاتها، وذلك رغم أن زوجها لم يتقاعس في إرضائها ومشاركتها أحلامها.
شكرًا لفريق العمل بداية من المؤلف لفريق التمثيل والإخراج، ويكفينا أن مقدمته على صوت كوكب الشرق أم كلثوم ورائعة من أغنياتها "فات الميعاد" في رسالة إلى الزمن الجميل في كل شيء، فأضفى الحنين للمعنى الحقيقي للأسرة واللمة كل يوم خميس على صوت يجمعنا على الترابط والحب وهو الدافع لاستمرار الحياة، ولكن الحياة نفسها تقوم على الاختيار الصائب من أول خطوة حتى لا نضل الطريق.
زينب المنباوي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاتب مسلسل "فات الميعاد": الأحداث مستوحاة من قصة حقيقية
كاتب مسلسل "فات الميعاد": الأحداث مستوحاة من قصة حقيقية

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

كاتب مسلسل "فات الميعاد": الأحداث مستوحاة من قصة حقيقية

أوضح الكاتب ناصر عبد الحميد، المشارك في كتابة سيناريو مسلسل "فات الميعاد"، أن الفكرة انطلقت من واقعة حقيقية حدثت لقريبة أحد زملائهم في الشركة، وتحديدًا الأستاذ إبراهيم حمودة، حيث دخلت هذه القريبة في صراع مع طليقها وزوجها الحالي، ومن هنا نشأت البذرة الأولى لفكرة المسلسل. تطوير الفكرة وتحويلها إلى مسلسل درامي مر بمراحل طويلة من العمل المشترك وأشار عبد الحميد، خلال لقاء ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن تطوير الفكرة وتحويلها إلى مسلسل درامي مر بمراحل طويلة من العمل المشترك مع فريق الورشة. "اوعى تحكي.. عيش الحكاية" وقال إن المشروع استغرق شهورًا من الكتابة، والمراجعة، وإعادة الصياغة، والتعديل حتى خرج بالشكل الحالي. وأشار إلى أن توجيهات المخرج سعد هنداوي منذ البداية، حين قال له: "اوعى تحكي.. عيش الحكاية"، وهو ما شكل روح العمل، الذي أصبح الآن مسلسلًا مكوّنًا من 25 حلقة مستوحاة من واقع حقيقي، لكنه معالج دراميًا بعمق ومهنية. وخلال الحوار، وجه فريق البرنامج تحية خاصة إلى الفنانة سلوى محمد علي على تجسيدها المؤثر لشخصية "عبلة"، التي عكست عمق الأبعاد النفسية للمرأة في لحظات الانكسار والقوة.

سلوى محمد علي: "عبلة" في فات الميعاد ضحية مجتمع ذكوري.. وأسماء أبو اليزيد "عفريتة"
سلوى محمد علي: "عبلة" في فات الميعاد ضحية مجتمع ذكوري.. وأسماء أبو اليزيد "عفريتة"

تحيا مصر

timeمنذ 4 ساعات

  • تحيا مصر

سلوى محمد علي: "عبلة" في فات الميعاد ضحية مجتمع ذكوري.. وأسماء أبو اليزيد "عفريتة"

"عبلة" في فات الميعاد ضحية مجتمع ذكوري اتعود الراجل هو اللي يحكم أسماء أبو اليزيد عفريتة وأنا معجبة بيها من أيام فرقة بهججة لا يهمني أن يناقش العمل قضية بقدر جودة الدور وسط حالة من الجدل والمديح التي صاحبت عرض مسلسل فات الميعاد، لفتت الفنانة وحاور موقع في البداية هل كنتِ تتوقعين هذا النجاح لمسلسل "فات الميعاد"؟ تعبنا كثيرًا في العمل وكنا واثقين أنه سيكون جيدًا، لكن لم نكن نتوقع هذا النجاح الكبير، وأعتقد أنه سر نجاح شخصية "عبلة" تحديدًا هو أنها مختلفة عن أدواري السابقة، والناس أحبتها رغم حدّتها وهذا في حد ذاته نجاح فني. ألم تخشي من غضب الجمهور منكِ بسبب قسوة "عبلة"؟ أبدًا لأن الجمهور أصبح واعيًا ويفرّق بين الممثل والدور، التاريخ يقول إن أدوار الشر لا تُخيف الناس بل يحبونها، مثلما أحب الجمهور محمود المليجي، زكي رستم، وستيفان روستي، الشخصية هي انعكاس لحالة وليست حكمًا على الفنان. سلوى محمد علي في مسلسل فات الميعاد هل انضممتِ للمسلسل بدافع مناقشة قضايا المرأة؟ الحقيقة لا ما جذبني للمسلسل هو النص المتقن والدور الجيد، وشركة إنتاج دائمًا ما تحقق نجاحًا وتفهم الجمهور جيدًا. أنا كنت مطمئنة لأن العناصر كلها مكتملة: نص جيد، مخرج موهوب عرفته من سنين طويلة وعلاقتي به قوية، ومصور أحترم عمله، وفريق عمل حقيقي والتوفيق جاء من الله. كيف ترين شخصية "عبلة" من وجهة نظرك كـ سلوى محمد علي؟ رأيتها من منظور فني بحت، شخصية مسلية رغم كل تعقيداتها وأحببتها أكثر عندما عشت تفاصيلها ومن وجهة نظري بعيدًا عن الفن أراها ضحية مجتمع زرع فيها فكرة أن الكلمة للرجل و"الشورى شورته" في حياتنا ملايين من النساء مثل عبلة، أنا قابلت كتير منهن، والتي يتحكم في حياتها وسلوكها رجل طبيعي تصبح بهذه الشخصية، حتى في تفاصيل بسيطة مثل وجود حموات تحب زوجة نجلها التي تنجب ولد أكثر من التي تنجب بنت. حدثينا عن التعاون مع أسماء أبو اليزيد؟ أنا من معجبيها منذ زمن طويل من أيام فرقة "بهججة"، تعجبني ملامح وجهها وسمارها مميز وخفيفة الظل، فضلًا عن صوتها المميز في الغناء، وموهبتها زادت أكثر بعد التمثيل لكنها من الأساس فنانة كاملة، ودائمًا على المسرح كانت منطلقة ومبدعة وأنا أوصفها بـ "عفريتة وبنت لذيذة" هذا الوصف مناسب لها. سلوى محمد علي وماذا عن الفنان أحمد مجدي وتقديمه دور نجلك بين الأحداث؟ أحمد ابننا تربى بيننا عندما كان طفل صغير يحضر المسرحيات المستقلة معنا وهو واحد منا، حيث نشأ في وسط ثقافي وفني فبالنسبة لي أنا تعاونت مع شاب نشأ وتربى وسطنا، وعلى دراية بتفاصيل العمل وفتاة لذيذة ومميزة لذا كنت سعيدة للغاية بهذا العمل. فدوى عابد خطفت الأنظار بشخصيتها.. كيف كان التعاون معها؟ فدوى "شربات" لديها حضور خاص جدًا وهذه المرة الأولى التي أتعاون معها في عمل فني واحد وكنا نتحدث كثيرًا بين المشاهد وهذا خلق جو لطيف جدًا انعكس على الشاشة هي إنسانة جميلة، والتعامل معاها مريح. شارك في المسلسل عدد من المواهب الشابة.. من كان مفاجأة بالنسبة لكِ؟ الحقيقة أن غفران التي جسدت شخصية زوجة أحمد مجدي الثانية كانت المفاجأة بالنسبة لي ممثلة موهوبة جدًا ولها شخصية "يتعمل لها ألف حساب"، وأيضًا نسمة التي قدمت "وفاء" كانت رائعة، وحتى ضيوف الشرف أدوا أدوارهم بإتقان، وسويسي أيضًا واحد من أكثر الناس الذين أركز مع تفاصيلهم خلال العمل فنان موهوب ولطيف جدًا، وأنا أتابعه منذ فترة، الحقيقة أن كل الفريق كان متكامل. مع وجود انتقادات للاهتمام بقضايا المرأة.. هل تشعرين أن المرأة مازال مهدور حقها في الفن؟ نعم هناك قضايا كثيرة تخص المرأة لم تُناقش بعد، لكنني في الحقيقة لا أختار أدواري على أساس القضية، فإذا عُرض عليّ دور جيد في عمل يناقش قضية تخص الرجل سأقدمه أيضًا أنا لا أزعم أنني صوت المرأة، لكنني أقدّر أهمية القضايا الاجتماعية و الأهم عندي هو جودة الشخصية.

سلوى محمد علي: شخصية «عبلة» في «فات الميعاد» حقيقية.. واختلاف الآراء حولها نجاح
سلوى محمد علي: شخصية «عبلة» في «فات الميعاد» حقيقية.. واختلاف الآراء حولها نجاح

النبأ

timeمنذ 13 ساعات

  • النبأ

سلوى محمد علي: شخصية «عبلة» في «فات الميعاد» حقيقية.. واختلاف الآراء حولها نجاح

أعربت الفنانة سلوى محمد علي عن سعادتها بتجسيد شخصية «عبلة» في مسلسل «فات الميعاد»، مؤكدة أن الشخصية تمثل نموذجًا لنساء كثيرات في المجتمع. وأضافت، في تصريحات صحفية، أنها ترى «عبلة» كـ سيدة من أصول ريفية، جاءت لتعيش في منطقة شعبية، واضطرتها ظروف مرض زوجها لتحمل مسئولية البيت والعمل معًا، تملك قوة واستحقاقًا طبيعيًا في أعين أبنائها. وأكملت أن شخصية «عبلة» تشبه نساء كثيرات عرفتهن في حياتها؛ من قريباتها وصديقاتها، مشيرةإلى أنها مزيج من شخصيات حقيقية عاصرتها. كما لفتت إلى أن انقسام رأي الجمهور حول الشخصية، ما بين طيبة أو شريرة، هو نجاح لها. «فات الميعاد» بطولة: أحمد مجدي، وأسماء أبو اليزيد، وأحمد صفوت، وفدوى عابد، ومحمد علي رزق، وسلوى محمد علي، وسلوى عثمان، وهاجر عفيفي، وإخراج سعد هنداوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store