logo
برلمان تونس ينظر في تنقيح قانون العمل: تعهّد بالانحياز لحقوق العمال

برلمان تونس ينظر في تنقيح قانون العمل: تعهّد بالانحياز لحقوق العمال

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

تتجه الأنظار في
تونس
، اليوم الثلاثاء، نحو البرلمان، الذي يعرض على الجلسة العامة مشروع تنقيح قانون العمل الذي تراهن عليه السلطات لإلغاء أشكال العمل الهش والمناولة بشكل كامل.
وقبل ساعات من بدء النقاشات البرلمانية، دعا الرئيس قيس سعيد، في لقاء جمعه بوزير الشؤون الاجتماعية عصام الأحمر، إلى الحفاظ على حقوق العمال وإنصافهم. وأكد الرئيس، وفق منشور على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، على "أنّ العدل والإنصاف هما المنشودان، وعلى أنّ
الاستثمار
في ظلّ نظام عادل يحفظ حقوق العُمّال ويُنصفهم ويبعث فيهم الشعور بالأمان، كما أنّ الاستقرار سينمو بصفة حقيقية"، واعتبر أنه "دون عدل اجتماعي ودون عدل على وجه العموم، لن يستتبّ وضع، ولن يستقرّ أمر".
في المقابل، تعهّد برلمانيون تونسيون بالانحياز لحقوق العمال والطبقات الهشة، والدفع نحو إقرار واحد من أهم التعديلات على قانون العمل، بشكل يمنع ويجرّم مناولة اليد العاملة، مع الحدّ من استخدام العقود محددة المدّة، وإلزام المشغّلين بتسوية الوضعية المهنية للعاملين.
وواجه مشروع تنقيح قانون الشغل انتقادات من القطاع الخاص، الذي طالب بعدم تعميم إلغاء مناولة اليد العاملة من جميع القطاعات، وتوسيع قائمة الاستثناءات للحفاظ على مواطن الشغل وصلابة المؤسسات.
تعديلات قانون العمل
ووفق مقتضيات مشروع القانون الجديد، سيُلغى العمل بمبدأ مناولة اليد العاملة، الذي كان يسمح بإبرام عقود بين مؤسسات مؤجّرة لليد العاملة ومؤسسات مستفيدة، على أن يُجرَّم كل مشغّل يبرم عقداً يهدف إلى تشغيل الأجراء عبر مؤسسة وسيطة غير قانونية، ويعرّض كلاً من المؤسسة المشغّلة والمستفيدة لعقوبات مالية، وحتى عقوبات بالسجن، مع منع إبرام عقود العمل لمدة معيّنة في غير الحالات الاستثنائية المتمثّلة في القيام بأعمال مؤقتة.
وقال عضو البرلمان يوسف طرشون إن البرلمان قام بالاستماعات اللازمة للمهنيين وخبراء في قانون الشغل أثناء مناقشة مشروع القانون صلب اللجان، وأجرى التعديلات اللازمة، غير أنه حافظ على روح التعديل، وهي إنصاف العمال والقضاء على هشاشة الشغل واستغلال اليد العاملة عبر المناولة.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
التجارة بين تونس وليبيا تنجو من تداعيات أحداث طرابلس
وأكد طرشون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الغاية من تنقيح قانون العمل هي بناء أرضية شغلية تمنح العمال حقوقهم الكاملة وتوفر لهم الاستقرار والأمان الاجتماعي.
وأضاف: "سيكون هذا التعديل علامة فارقة في قانون الشغل التونسي، وسيساعد على استعادة مئات آلاف العمال حقوقهم الشرعية".
تحفظ القطاع الخاص
في المقابل، أبدى القطاع الخاص التونسي تحفظات بشأن التغييرات المرتقبة في قانون العمل، مطالباً بضرورة المحافظة على مرونة إبرام عقود التوظيف المؤقتة، وحذف العقوبات السجنية للمخالفين التي يطرحها مشروع قانون تنقيح مجلة الشغل.
وقال رئيس الغرفة النقابية لمؤسسات الحراسة الشاذلي الغدامسي إن التنقيح المتوقع لقانون العمل سيؤدي إلى "إعدام" قطاع مؤسسات الحراسة، الذي تأسس عام 1980 في إطار خطة لدعم جهود الأمن وحماية المنشآت الخاصة والعامة. وأكد الغدامسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إدراج هذا القطاع في خانة مناولة اليد العاملة سيؤدي إلى صعوبات اقتصادية للمؤسسات وإغلاقها، مشدداً على ضرورة التريث قبل إصدار قوانين تؤدي إلى تقليص فرص الشغل وقطع أرزاق الآلاف من العمال.
وبحسب مشروع القانون، سيفرض تحويل جميع عقود الشغل محددة المدّة إلى عقود غير محددة المدّة تلقائياً، دون الحاجة إلى إبرام عقد جديد أو انتظار انتهاء العقد السابق.
اقتصاد الناس
التحديثات الحية
جمنة واحة الثورة في تونس... مشروع نموذجي للإدارة التشاركية
وبموجب الأحكام الجديدة، يُعتبر جميع العمال الذين كانوا يشتغلون في إطار مناولة اليد العاملة عمالاً ثابتين في المؤسسة المستفيدة من خدماتهم، اعتباراً من تاريخ دخول القانون حيّز التنفيذ. ويواجه آلاف العمال التونسيين في القطاعين الحكومي والخاص هشاشة العمل، نتيجة اعتماد عقود عمل لا تمكّنهم من تحصيل حقوقهم المادية والمهنية.
بدوره، انتقد الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة الأكثر تمثيلاً) تغييب الأطراف الاجتماعية من النقاشات حول تعديل قانون العمل داخل البرلمان، متهماً السلطات بالانحياز لفائدة المشغّلين وتجاهل المنظمات المدافعة عن حقوق العمال.
وأكد البيان، الذي صدر عن مكتبه التنفيذي أن تنقيح مجلة الشغل (قانون العمل) وسائر تشريعات العمل كان دوماً مطلباً نقابياً وعمالياً رفعه الاتحاد في كل مناسبة، وفاوض من أجله جميع الأطراف الاجتماعية، معتبراً أن التنقيحات التي جرت دون استشارة المنظمة النقابية تعدّ ضرباً للحوار الاجتماعي.
وأضاف الاتحاد أن عديد الصياغات الواردة في مشروع الحكومة، رغم ما تضمنه من تقدم، يطغى عليها الغموض، وتحمل عديد التأويلات التي من شأنها أن تكون مدخلاً لإعادة إنتاج ما تكرّس عبر عقود من استغلال للثغرات القانونية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل هناك صراع خفي بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟
هل هناك صراع خفي بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

هل هناك صراع خفي بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟

مع تولي أحمد الشرع منصب الرئيس المؤقت في سوريا، لا يقتصر التغيير على الداخل السوري فحسب، بل يمتد ليعيد تحريك قطع الشطرنج الإقليمية من جديد. فشخصية الشرع وخلفيته السياسية والإيديولوجية، إضافة إلى الدعم التركي الواضح له، فرضت واقعا جديدا يتطلب من القوى الإقليمية إعادة تقييم مواقفها وتحالفاتها تجاه سوريا. وبدأت تتبلور ملامح منافسة جديدة بين قوتين نافذتين في المنطقة هما تركيا وإسرائيل. لم تخض هاتان القوتان مواجهة مباشرة على الأرض السورية أو أي أرض أخرى، إلا أن مصالحهما المتضاربة، تعني على الأرجح دخولهما في تنافس إقليمي محتدم خلف الكواليس يعيد رسم التوازنات داخل سوريا بالتحديد. الشرع بين طموحات أنقرة ومخاوف إسرائيل تحوّل الشرع، الشخصية التي برزت في المشهد السوري منذ سقوط نظام البعث، إلى عنصر مهم في المعادلة ما بعد الأسد. ولكونه سُنّياً ذا خلفية أيديولوجية وسياسية إسلامية، فقد شكّل خياراً مقبولاً لدى أنقرة، التي لطالما دعمت المعارضة السورية خلال سنوات الحرب الأهلية منذ عام 2011. ومنذ وصوله إلى رأس السلطة في دمشق، دعمته أنقرة بقوة، "بوصفه فرصة لترجمة نفوذها المحصور في شمال غربي سوريا إلى مكاسب سياسية في العاصمة دمشق، من خلال أدوات ناعمة مثل مشاريع إعادة الإعمار والتعليم وما إلى ذلك"، بحسب تصريحات فرانسيسكو بيلكاسترو، رئيس برنامج العلاقات الدولية في جامعة داربي في بريطانيا، لبي بي سي نيوز عربي. أما إسرائيل، فتبدي قلقها من صعود الشرع إلى رأس السلطة، معتبرةً إياه تهديداً أمنياً نظراً لخلفيته الجهادية وتحالفاته الإقليمية. البروفسور كوبي مايكل، وهو باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي ومعهد مسغاف في إسرائيل، يقول لبي بي سي نيوز عربي: " تنظر إسرائيل إلى تسلم الشرع السلطة في دمشق، كتحدٍّ مثير للريبة والشك، لكن مع إمكانية التوصل إلى ترتيبات أمنية معقولة، وربما حتى إلى تعاون أوسع يتجاوز الأمن، مع توخي الحذر الشديد وخاصة بعد تجربة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الدموية نظراً إلى سيرة وتاريخ الشرع. كما أن المشكلة الأكبر تكمن في الأتراك، نظراً لطموحاتهم الإقليمية من جهة، ودعمهم للفلسطينيين وخاصة حركة حماس؛ وقد نجد أنفسنا في صدام معها على المصالح الأمنية العليا في سوريا". ماذا تريد تركيا من سوريا؟ في 15 مايو/أيار، في مؤتمر صحفي خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مقاطعة أنطاليا جنوب تركيا، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن أنقرة تتوقع من وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) - الوفاء باتفاق أبرمته مع الحكومة السورية، ولا سيما أن الحزب الكردي أعلن عن حل نفسه ونزع سلاحه، وفقاً لوكالة رويترز. يقول فرانسيسكو بيلكاسترو لبي بي سي: "صحيح أن تركيا تحثّ حلفاءها في المنطقة وخارجها على تحسين علاقاتهم مع النظام السوري الحالي، ولا سيما أولئك القادرين على الإسهام مالياً في جهود إعادة إعمار البلاد، لكن يجب ألا ننسى أن ذلك يصبّ في نهاية المطاف في مصلحة أنقرة التي تسعى إلى الحفاظ على نفوذها هناك بما يضمن لها دوراً في رسم مستقبل البلاد، ومنع أي تطورات سلبية بالنسبة لها، ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الكردية". وفي تصريحات لبي بي سي نيوز عربي، يقول نيل كويليام، الخبير البارز في الجغرافيا السياسية والشؤون الخارجية، والباحث المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس في لندن: "تنبع الدوافع الرئيسية لأنقرة في دعم الشرع ، عدا حرصها على منع الأكراد السوريين من السعي إلى الاستقلال عن دمشق، إلى توسيع روابطها التجارية مع الأردن ودول الخليج، وإعادة تأكيد نفوذها الإقليمي في بلاد الشام". ويضيف: "تستخدم تركيا قوتها الناعمة إلى جانب أدوات القوة الصلبة في شمال غربي سوريا منذ عام 2018. ومثلما استخدمت هيئة تحرير الشام إدلب نموذجاً لحكمها في سوريا، فعلت تركيا الشيء نفسه. لذا، نتوقّع أن نرى نفوذها يمتدّ إلى مناطق أبعد، ما دامت تحافظ على خطٍّ محايد مع الشرع". لكن الباحث والكاتب السياسي السوري، بسام سليمان، ينفي مثل هذا النوع من التأثير، ويقول لبي بي سي نيوزعربي: "تركيا حليف استراتيجي، ونحن نتحرّك ضمن إطار متوازن يخدم المصالح المتبادلة. صحيح أن تركيا دعمت ولا تزال تدعم فصائل الجيش الوطني في الشمال السوري، وحافظت على وجودها هناك لفترة طويلة، إلا أنني أؤكد أن معركة "ردّ العدوان"، التي انطلقت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لم تكن مدعومة من تركيا، بل على العكس، كانت لديها مخاوف من فشل تلك العملية، وانعكاس ذلك سلباً على الاستقرار النسبي في المنطقة." ويُضيف سليمان: "بعد التحرير، استمرت العلاقة مع أنقرة، لكنها لا تمارس نفوذاً كبيراً في الشأن السياسي الداخلي، بل إن تدخلاتها محدودة، وتتركّز في إطار التحالفات الإيجابي". ويعطي سليمان مثالا بما يصفه بالـ "تفاهم الواضح" بين دمشق وأنقرة بشأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن بمقاربات مختلفة؛ "إذ تفضّل الأولى المسار السلمي، بينما تميل أنقرة إلى خيارات أكثر حسماً. ومع ذلك، استجابت أنقرة في نهاية المطاف لمسار تسليم الجيش الوطني، المدعوم تركياً وقطرياً، إلى الإدارة السورية الجديدة، وهو ما يُبرز مستوى التنسيق القائم من دون فرض نفوذ سياسي مباشر". تنسيق أمني أم صراع نفوذ؟ شكّلت التحولات المتسارعة في المشهد السوري، بما في ذلك لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في الرياض، بوساطة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منعطفاً مهماً في مسار سوريا التي لا تزال تُعاني من آثار حرب استمرت أربعة عشر عاماً. وتسعى إسرائيل لضمان أمنها القومي عبر بناء توازنات جديدة، ولو تطلب الأمر تقبّل قيادة أحمد الشرع، ما دام لا يهدد مصالحها. ويرى البروفيسور كوبي مايكل "أن إسرائيل تحاول التوصل إلى تفاهمات أساسية مع تركيا، تتجاوز ما تحقق مع روسيا، بهدف تقاسم المسؤولية الأمنية في سوريا، خصوصاً في ظل التخوف من أن يؤدي الانتشار العسكري التركي وخاصة الجوي، إلى تقييد حرية العمليات الإسرائيلية، لا سيما ضد النفوذ الإيراني". لكن الباحث بيلكاسترو يشير إلى أن "الموقف الإسرائيلي تجاه تركيا متذبذب بين لهجة تصالحية وأخرى عدائية، ما يعكس التردد في فهم مدى تقاطع أو تضارب المصالح بين الجانبين". يرى مايكل أن "أنقرة لا تسعى إلى نموذج إسلامي ديمقراطي في سوريا، بل إلى إسلام بروح تركية، قريب من جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما قد يشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل". ويطرح بيلكاسترو مقاربة مختلفة، مفادها "أن تركيا وإسرائيل حافظتا على علاقات وظيفية رغم التوترات، بل قد تكون هناك أرضية مشتركة إقليمية، خاصة مع زوال التهديد الإيراني المباشر في سوريا، ودور تركيا في دعم النظام الجديد". وفي المحصلة، تجد إسرائيل نفسها أمام مشهد سوري يتغير جذرياً، تتقاطع فيه الأجندات التركية والإسرائيلية، بين تنسيق ضروري ومخاوف متبادلة، وسط إعادة رسم لخريطة النفوذ في الشرق الأوسط. تنافس "مباشر" يرى نيل كويليام أن التنافس بين تركيا وإسرائيل أصبح الآن تنافساً مباشراً، مع أن أياً من الجانبين لم يُطلق عليه اسماً. ويقول لبي بي سي: "يتجلى هذا التنافس بشكل أوضح في مواقفهما الدبلوماسية، وقد رأينا كيف تستغل تركيا علاقاتها مع السعودية وقطر والآن مع الولايات المتحدة، لاستبعاد إسرائيل من الجهود الدبلوماسية الإقليمية". ويشرح نيل كويليام قائلاً: "من الواضح أن إسرائيل ترغب في الاستفادة من علاقاتها الجيدة مع الأكراد وخاصة بعد تفاقم التوترات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، كما استغلت الدروز في الجنوب أيضاً". ويرى كوبي مايكل أن إسرائيل تلزم نفسها بسلامة وأمن المكونين الدرزي والكردي "نظراً لوجود علاقات تاريخية لهما مع إسرائيل، إضافة إلى وجود قسم من المجتمع الدرزي في إسرائيل أيضاً، فضلاً عن أن كليهما يقاتلان الإسلام المتشدد الذي يهدد أمن إسرائيل، ومن خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع هذين المكونين، تحتفظ إسرائيل بالخيارالعملي لتحسين قدراتها على مواجهة الإرهاب والنظام السوري المُعادي في حال أصبح هذا النظام كذلك". ما الشكل الأمثل لسوريا من منظوري تركيا وإسرائيل؟ تختلف رؤية تركيا لسوريا ما بعد الأسد، عن إسرائيل، إذ تسعى الأخيرة إلى "ضم سوريا إلى الاتفاقات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات معها، بما يخدم مصالحها الأمنية والسياسية"، بحسب مايكل. أما بالنسبة لتركيا، فيرى نيل كويليام أنها "ترغب في دولة موحدة ذات سيادة وطابع إسلامي وتحالف أيديولوجي مع أنقرة. وبالطبع، تُثير هذه الرؤية استياء إسرائيل، التي لا ترغب في حكومة إسلامية موالية لأنقرة على حدودها. لذا، ستبذل قصارى جهدها لتقويض رؤية تركيا وتعزيز هيمنتها الإقليمية على السياسة السورية، داعمةً الأقليات ليس فقط في نيل حقوقها من خلال تعزيز لا مركزية الحكومة، بل وفي تحقيق الحكم الذاتي أيضاً". تحديات بين تركيا وإسرائيل، تجد سوريا نفسها محاصرة بين قوتين لا يُستهان بهما. فكيف ستوازن الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع في ظل محيط إقليمي معقد؟ يقول الكاتب السياسي السوري، بسام سليمان: "لدى سوريا رؤية واضحة وهي النأي بنفسها عن أي توتر مع أي دولة جارة، بل التفرغ تماماً لإعادة إعمار وبناء سوريا جديدة". أما عن دعم تركيا للحركات الإسلامية مثل حماس وغيرها في سوريا، فيقول إن "هذا شأن تركي، وإذا كانت هناك قنوات بين تركيا وتلك الجماعات السياسية في سوريا، فبالتأكيد ستعمل الدولة السورية مستقبلاً على إنهائها". ويقول كويليام: "يعطي اجتماع أردوغان مع ترامب ومحمد بن سلمان وأحمد الشرع، مؤشرا واضحا على كيفية تشكيل تركيا لمواقف الولايات المتحدة ودول الخليج. وقد عزا ترامب قراره برفع العقوبات عن سوريا إلى النصيحة التي تلقاها من أردوغان وبن سلمان، وهو ما يتعارض مع رغبات إسرائيل. لكن حتى أنقرة، يمكن أن تواجه تحديات في اكتساب اعتراف أوسع بدورها القيادي في الوقت الحالي، لكن بمرور الوقت، ستنشأ تنافسات مع السعودية والإمارات اللتين ستكون لكل منهما رؤى مختلفة لمستقبل سوريا الجديدة".

خبير الاستخبارات 'أبو زيد' لـ'القدس العربي': 'جدعون إعلان زائف' و'جيمس بوند إسرائيل' يبحث عن 'نصر نرجسي' باستشهاد السنوار
خبير الاستخبارات 'أبو زيد' لـ'القدس العربي': 'جدعون إعلان زائف' و'جيمس بوند إسرائيل' يبحث عن 'نصر نرجسي' باستشهاد السنوار

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

خبير الاستخبارات 'أبو زيد' لـ'القدس العربي': 'جدعون إعلان زائف' و'جيمس بوند إسرائيل' يبحث عن 'نصر نرجسي' باستشهاد السنوار

عمان- 'القدس العربي': تحدث خبير استخبارات أردني بارز عن ساعات قليلة مقبلة قد يكشف النقاب بعدها عن أهداف ما سماه بـ'عملية عسكرية إسرائيلية زائفة' تحمل اسم الملك اليهودي جدعون للتغطية على ما يبدو على عمل استخباراتي موصوف قامت به الأجهزة العسكرية ولم يتسن بعد التوثق من نتائجه. وعبر الخبير العسكري والاستخباراتي الأردني نضال أبو زيد عن قناعته بأن ما يسميه الإسرائيليون بعملية جدعون ليس أكثر من إعلان زائف للتغطية على عمل استخباراتي آخر، مشيرا إلى أن العملية الزائفة سلطت الضوء على محور المستشفى الأندونيسي -بيت حانون لكن الجهد الحقيقي ذهب باتجاه كوسوفيم إلى خان يونس وكان المحور الأول للتضليل. وشد أبو زيد في تصريح تقني يحلل ما حصل لـ'القدس العربي' على أن 'الجهد الإسرائيلي الرئيسي الآن استخباراتي وليس عملياتيا'، معبرا عن ترجيحه بأن كلا من جهازي أمان وشاباك يحاولان التواصل مع مصادر بشرية على الأرض مما اقتضى التضليل والإعلان الزائف. جهازا أمان وشاباك يحاولان التواصل مع مصادر بشرية على الأرض مما اقتضى التضليل والإعلان الزائف وقد تكون المسألة مرتبطة بالبحث عن نصر نرجسي عنوانه التوثق من اغتيال قادة أساسيين وكبار أهمهم القائد محمد السنوار. أجهزة الاستخبارات برأي أبو زيد حاولت التواصل مع مصادر على الأرض مما برر القصف والرواية الإعلامية التي يصر أبو زيد على وصفها بـ'زائفة'، معتبرا أن ما يسميه العدو بالتوسع وعملية عربات جدعون لم تبدأ بعد والسبب الواضح أنها قد لا تبدأ فعلا لأن إسرائيل ليس لديها القدرة على حشد قوات الاحتياط لتنفيذ عملية موسعة في قطاع غزة عنوانها التوغل والاقتحام والاختراق والسيطرة في ذات الوقت وهو ما برر لاحقا حديث الجيش عن دعم خيارات التفاوض والصفقة. بنيامين نتنياهو يدعم وفقا لأبو زيد عمليات انتقائية. ويخطط في الساعات القادمة للإعلان عن استشهاد السنوار. لكنه في كل حال يبحث عن مظهر انتصار نرجسي ويغريه اللقب 'جيمس بوند إسرائيل' الذي أطلقته عليه وسائل إعلام غربية عند استشهاد حسن نصر الله وبالتالي يبحث المستوى السياسي الإسرائيلي عن أجواء ومناخات بطولات نرجسية. إسرائيل عسكريا، ثمة شكوك في أنها تستطيع فعلا تنفيذ عملية عسكرية موسعة خلافا طبعا لإعادة احتلال قطاع غزة.

شهداء في رفح وجباليا وترقب لدخول المساعدات
شهداء في رفح وجباليا وترقب لدخول المساعدات

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

شهداء في رفح وجباليا وترقب لدخول المساعدات

تواصل إسرائيل تصعيد عدوانها على قطاع غزة، غير آبهة بالتحركات والمناشدات الدولية المتكررة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية. وتشن طائرات الاحتلال غارات عنيفة تستهدف منازل ومناطق سكنية في مختلف أنحاء القطاع، وسط عمليات نسف لأحياء بأكملها، ما يزيد من أعداد الضحايا والدمار. وفي ظل الحصار المفروض، يتدهور الوضع الإنساني بسرعة، مع تعمّق أزمة الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في معظم المناطق. ورغم الإدانات الدولية، لا تزال حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في توسيع عملياتها العسكرية. وتتزايد المواقف الدولية التي تعكس تحوّلًا في لغة الخطاب تجاه إسرائيل. فقد أعلنت بريطانيا ، الثلاثاء، استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفلي، للاستجواب الرسمي، كما قررت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب، احتجاجًا على ما وصفته بـ"توسيع حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين في غزة. من جهتها، أعلنت السويد عن تحرّك دبلوماسي داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، في خطوة تعكس تنامي الغضب الأوروبي من استمرار الانتهاكات وغياب أي التزام بالمساءلة الدولية. أما في الولايات المتحدة، فقد نقل موقع "والاه" العبري عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بـ"إحباط متزايد" من استمرار الحرب، وبـ"فزع" خاص من صور الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في غزة. وذكر المسؤولان أن ترامب بعث برسائل مباشرة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، طالبًا منه "العمل على إنهاء الحرب فورًا". في المقابل، اتخذ نتنياهو خطوة مفاجئة، إذ أوعز، الثلاثاء، بإعادة جزء من فريق التفاوض مع حركة "حماس" من العاصمة القطرية الدوحة، والإبقاء فقط على الطواقم الفنية، في مؤشر على تعثر المسار التفاوضي بالتزامن مع التصعيد الميداني. على الصعيد الإنساني، قالت الأمم المتحدة أن المساعدات لم تصل إلى الفلسطينيين بعد يومين من بدء دخول الإمدادات الجديدة إلى قطاع غزة. ووفقا للأمم المتحدة لم تصل أي من المساعدات حقا للفلسطينيين. ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك العملية الأمنية الجديدة للسماح بدخول المساعدات إلى المخازن بأنها "طويلة ومعقدة وخطيرة". وأشار إلى أن طلبات جيش الاحتلال بإنزال عمال الإغاثة للمساعدات من الشاحنات وتحميلها مجددا تعرقل جهود توزيع المساعدات. تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store