
مشعر منى يودع الحجاج.. رحلوا وبقيت الذكريات
ودّعت مواكب الحجيج في الثالث عشر من ذي الحجة مشعر منى بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام، وهم يحملون أجمل الذكريات، وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.
وتبقى قصة وداع مشعر منى عالقة في ذاكرة الحجاج، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصصاً جميلة عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبةً ورهبةً بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب.
أخبار ذات صلة
ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات مشعر منى مهيب، إذ شهد جسر الجمرات توافد جموع الحجيج في موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم المكللة برمي الجمرات قبل مغادرة المشعر المهيب نحو المسجد الحرام بانسيابية تنظِّمها منظومة عمل متكاملة وتشارك في تنفيذها جهات عدة، من التفويج وحفظ الأمن والاهتمام بالصحة وتقديم العلاج، والتي عملت تحت درجات حرارة مرتفعة لخدمة ضيوف الرحمن الذين أحاطت بهم الرعاية الأمنية من كل صوب؛ فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية لم تفتأ تواصل المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة.
وخلت مخيمات مشعر منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم، وتوجه الحجيج نحو الحرم المكي لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج، ليغادر الحجاج مكة المكرمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 23 دقائق
- الرياض
ضيوف برنامج الملك يتوجهون إلى المدينة
غادر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والبالغ عددهم 2443 حاجًا وحاجة من 100 دولة حول العالم، إلى المدينة المنورة، لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بعد أن أدَّوا مناسك الحج بيسر واطمئنان وسط الخدمات المتكاملة التي قدمتها الوزارة لجميع المستضافين في البرنامج. وأعرب ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة المغادرون إلى المدينة المنورة عن سعادتهم بما منَّ الله عليهم به من أداء مناسك الحج والوقوف على صعيد مشعر عرفات والنفرة إلى مشعر مزدلفة والمبيت ليالي أيام التشريق ورمي الجمرات بمشعر منى طيلة أيام التشريق، حتى أداء طواف الوداع. ورفع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على كرم الضيافة وعلى ما قدم لهم من خدمات أسهمت في أداء مناسك الحج بكل يسر، معربين عن سعادتهم الغامرة بزيارة المسجد النبوي الشريف، سائلين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، وأن يجزيهما خير الجزاء ويجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتهما. وأكد الضيوف لدى مغادرتهم إلى المدينة المنورة أن ما وجدوه خلال رحلة الحج من عناية واهتمام منذ اللحظات الأولى لوصولهم إلى المملكة يأتي ضمن الخدمات الجليلة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لخدمة الإسلام والمسلمين، ونوهوا بالجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ لتقديم أرقى الخدمات والعناية العظيمة، بكل ما من شأنه التيسير على الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.


الرياض
منذ 24 دقائق
- الرياض
ضيوف الرحمن يروون لـ«الرياض» تفاصيل رحلتهم الإيمانية
«المملكة معجزة العصر الحديث».. شهادات مؤثرة لحجاج المدينة عبر حجاج بيت الله الحرام القادمون إلى المدينة المنورة بعد أدائهم مناسك الحج عن شكرهم العميق للمملكة قيادة وشعباً على ما أحاطوهم به من ضيافة أصيلة وخدمات لا توصف ورعاية وعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وكان حديثهم لـ"الرياض" ملؤه الامتنان والانبهار، والإشادة بكل ما قدم لهم منذ وصولهم الأراضي المقدسة، مؤكدين أن ما تقدمه المملكة من عمارة وتنظيم وتسهيلات تجاوز كل التوقعات، وجسد معاني الكرم والاحترافية والروح الإسلامية النقية، ووسط الحشود المؤمنة والقلوب الخاشعة، قال أحد الحجاج السوريين: إن الكلمات تعجز عن وصف مشاعره تجاه المملكة وهو يشهد على تجربة وصفها بـ"المعجزة في زمننا الحديث"، وأشاد الحجاج القادمون من سوريا وغانا وروسيا وطاجيكستان بجهود المملكة في إدارة أضخم تجمع بشري على وجه الأرض، وتقديم خدمات لا مثيل لها والتي تعد نموذجاً عالمياً في الضيافة والإدارة والتنظيم، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية أثبتت وتثبت في كل موسم للحج أنها أهل للثقة والمسؤولية، من خلال جهود جبارة تعكس مستوى استثنائيًا من التخطيط والتنفيذ، بتكامل الجهات، وتسخير التكنولوجيا، وروح التعاون والابتسامة الدائمة من العاملين في الميدان. وقال الحاج السوري عبدالسلام شيخ قاسم: تعجز الكلمات والمشاعر والأحاسيس عن شكر أهلنا وإخوتنا في المملكة العربية السعودية على خدمتهم للحجاج السوريين ولضيوف الرحمن القادمين من بلدان العالم، سواء في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم التي قدمنا إليها بعد أدائنا فريضة الحج، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين كل خير وأدامهم الله ذخراً للأمة الإسلامية، فقد أحاطونا بخدمات لا مثيل لها منذ وصلنا إلى هذه البلاد المباركة، وكأن ما يقومون به من عمارة وتوسعات وخدمات يرقى إلى مستوى المعجزة في عصرنا الحديث، مشيداً بتوسعات الحرم المكي والمسجد النبوي، ومشاريع البنية التحتية المتطورة، والمرافق الذكية، والمبادرات التقنية التي تسهل أداء المناسك وتضمن سلامة الحجاج وراحتهم، لافتاً إلى أن المملكة ماضية بثبات في تحويل تجربة الحج إلى رحلة إيمانية فريدة، تنعم بأعلى معايير الراحة والأمن والتنظيم، منوهاً بالتنسيق الميداني الدقيق، وتكامل الجهات الحكومية، وتسخير التكنولوجيا المتقدمة في إدارة الحشود، والتي تعد شواهد حية على أن المملكة لا تتعامل مع الحج كمجرد موسم، بل كمهمة سامية تتشرف بها، وتوليها جل اهتمامها، لتبقى دوماً في مستوى الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقها، كما أشاد الحاجان السوريان خميس عبدالله وعبدالله شاكر العلوي بالاستقبال المنظم، والمعاملة الراقية للسعوديين الذين يبادرون بالمساعدة بابتسامة، مشيرين إلى أن التنقل بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كان مسهلاً وميسراً، كما أن السكن كان مريحًا والخدمات متقدمة ومتنوعة، أما التنظيم فكان فوق التوقع، خاصة في عرفات ومنى، حيث لاحظا دقة التفويج وتوفير المرافق الصحية والماء البارد في كل مكان، وأكثر ما أثر فيهما هو الشعور بالأمن والطمأنينة، فلا ازدحام خانق ولا فوضى، مقدمين شكرهما للمملكة حكومة وشعباً على هذا المجهود الجبار، داعين الله عز وجل أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. من جهته، عبر الحاج الغاني يعقوب داود عن سعادته بأداء فريضة الحج بكل راحة ويسر، حيث جودة التنظيم التي تفوق كل التوقعات، والتقنية الحديثة التي جعلت كل شيء سهلاً، من تطبيقات الهاتف إلى تحديد المسارات ومواعيد التفويج، إلى الخدمات الطبية المتوفرة على مدار الساعة، كل شيء محكم التنظيم لتوفير الراحة للحجاج، مشاعرنا الإيمانية لا توصف خصوصاً في يوم عرفة، الكم الهائل من الحجاج يؤدون الركن الأعظم بكل يسر وسهولة، لم نشعر بأي نقص في الطعام أو الماء، والمواصلات كانت تعمل بكفاءة مذهلة، منذ أن وصلنا إلى الديار المقدسة، لاحظت أن المملكة العربية السعودية وضعت راحة الحجاج على رأس أولوياتها، الإرشادات متوفرة بلغات متعددة، والخدمات ميسرة بشكل مذهل في مكة والمشاعر المقدسة، وجدنا فرقاً تطوعية وأمنية وطبية تعمل بتكامل رائع لتوفير كل ما نحتاجه، لم أكن أتخيل أن أداء المناسك سيكون بهذه السهولة، خاصة في رمي الجمرات والتنقل بين المشاعر، أدهشني حسن التعامل والابتسامة الدائمة من رجال الأمن والمنظمين، المملكة أثبتت أنها أهل لهذه المسؤولية العظيمة، وأشعر بفخر أنني كنت جزءًا من هذا الحج الناجح، جزاهم الله خيرًا على كل ما قدموه لنا ولحجاج بيت الله الحرام. وأشاد الحاج شرف من روسيا بالإجراءات التنظيمية الميسرة سواء في الاستقبال والدخول إلى المملكة العربية السعودية، إلى وسائل التنقل المتعددة والسكن المريح إلى توزيع الوجبات في الوقت المناسب عند التنقل إلى المشاعر، منوهاً بالدقة والانضباط من قبل كل العاملين في كل موقع، وفي يوم عرفة، كان كل شيء معدًا من مياه باردة، مظلات، وفرق طبية جاهزة لأي طارئ، السعودية لم توفر فقط المشروعات الجبارة والعمارة الضخمة والبنية التحتية، بل منحتنا شعورًا بالسكينة والطمأنينة، أشكر قيادة المملكة وشعبها وأدعو الله أن يديم عليها الأمن والازدهار، وأن يجعلها دائمًا قبلة لكل المسلمين، وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين نعم الأمن والأمان ورغد المعيشة. أما الحاج باخروم من طاجيكستان فقد أبدى سعادته من كرم الضيافة السعودي منذ وصوله المملكة، في الاستقبال وفي الخدمات الطبية المتميزة، والتوجيه وتقديم المساعدة بلغات متعددة، لافتاً إلى أن ما يميز الخدمات هو استخدام التقنية الحديثة خصوصاً في تنظيم الحشود بين منى ومزدلفة وعرفات والتي كانت دقيقة وميسرة، لم ننتظر طويلاً في أي نقطة، وكل شيء كان معدًا مسبقاً، وفي أصعب اللحظات وجدنا من يمد لنا يد العون والمساعدة، مقدماً شكره لحكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على ما يقدمونه من خدمات عظيمة لحجاج بيت الله الحرام، فالحج رحلة روحانية وإنسانية عظيمة.


الرياض
منذ 24 دقائق
- الرياض
الشاي في الثقافة السعودية
في اليوم العالمي للشاي الذي يوافق 21 مايو من كل عام، يحتفل العالم بالمشروب الأكثر شعبية بعد الماء، والذي تجاوز كونه شرابًا إلى أن أصبح ثقافة وعادة وطقسًا يوميًا، يحمل في طياته نكهة التاريخ، ودفء العلاقات، وجمال التفاصيل، وفي المملكة العربية السعودية اكتسب الشاي حضورًا خاصًا، وارتبط ارتباطًا وثيقًا بالضيافة والعادات الاجتماعية، حتى بات جزءًا من هوية الناس، لا يكاد يخلو منه بيت أو مجلس. تروي إحدى القصص القديمة أن الإمبراطور الصيني «شينونج» كان يشرب الماء المغلي طلبًا للنظافة الصحية، فهبّت ريح وأسقطت أوراق شجرة شاي في وعائه، ولاحظ تغيّر لون الماء، فجرّب شربه، فكانت مفاجأته بنكهة منعشة لم يذق مثلها. ومن هنا بدأت رحلة الشاي قبل آلاف السنين كما يروى في الصين، حيث انتقل إلى اليابان ثم إلى الهند عبر التجار، وازدهرت زراعته لاحقًا في سريلانكا والهند خلال الاستعمار البريطاني، دخل الشاي أوروبا في القرن السابع عشر، ثم إلى الخليج العربي والحجاز عبر البحر والتجارة. ويُروى في المصادر التاريخية أن الشاي لم يكن معروفًا في الحجاز قبل منتصف القرن الثالث عشر الهجري. وقد وثّق الشيخ محمد حسين نصيف –رحمه الله– أن الشاي لم يُعرف في الحجاز إلا بعد عام 1260هـ، حيث قال: «لم يكن الشاي الذي نشربه اليوم بكثرة معروفًا في الحجاز قبل عام 1260هـ، ولم يألفه الناس في مجالسهم قبل ذلك التاريخ». دخل الشاي من خلال التجارة مع الهند، عن طريق ميناء جدة، ثم امتد إلى الأحساء عبر ميناء العقير، الذي كان الميناء التجاري الأول في شرق المملكة. ومن هناك انتقل تدريجيًا إلى الرياض، وكان يُقدَّم في البداية في بعض البيوت الخاصة، وغالبًا ما يُخصص للنساء، ثم سرعان ما اعتاد عليه الرجال أيضًا، ليصبح جزءًا من المجلس السعودي التقليدي بعد القهوة والتمر، وعرف السعوديون الشاي بشكل أوسع في عهد الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– حين ازدهرت الحركة التجارية، وبدأت الموانئ والمنافذ تستقبل مختلف البضائع، ومن ضمنها الشاي بأنواعه. ومع مرور الوقت، أصبح للشاي مكانة ثابتة، يُقدَّم غالبًا بعد القهوة والتمر –ما يُعرف بـ»القدوع»– وارتبط بالمناسبات اليومية، العائلية منها والرسمية، بل أصبح وجوده دلالة على إكرام الضيف، تمامًا كما القهوة. وأصبح من تقاليد الضيافة في المملكة العربية السعودية أن يُقدَّم الشاي بعد القهوة مباشرة، في تسلسل اجتماعي غير مكتوب لكنه معروف ومتوارث. لكل منطقة طريقتها في تحضير الشاي، ولكل بيت طقوسه وأكوابه المميزة. ومن المظاهر اللافتة أن الشاي صار يُحضَّر بأوانٍ خاصة، وتُستخدم له بيالات مزخرفة، وتُخصص أطقم فاخرة لا تُقدم إلا لكبار الضيوف أو في المناسبات المهمة. ومن تجربتي الشخصية، كان لي زيارة سابقة إلى مزارع ومصانع الشاي في الهند وسريلانكا، وهناك لمست حجم الجهود الكبيرة التي يبذلها المزارعون المتخصصون، بدءًا من اختيار التربة المناسبة، وجني الورقات الأولى من قمم الجبال في مواسم محددة، إلى العناية بعمليات التخمير والتجفيف والفرز، ثم التصنيع والتعبئة في المصانع المتخصصة. رأيت بأم عيني التفاصيل الدقيقة، وتفاني العاملين في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، حتى يصل الشاي إلى موائدنا بشكله الحالي ونكهته المتقنة، تلك الرحلة أضافت لي تقديرًا أعمق لهذا المشروب العريق الذي يربط بين الشعوب والثقافات. لم يكن الشاي مجرد مشروب عادي، بل تطورت حوله طقوس وتقاليد في تقديمه وتحضيره تختلف من بيت لآخر. فمن البيالات المزخرفة باللون الذهبي، إلى البيالات المخصرة التي ما زال الناس يحتفظون بها، أصبح للشاي هوية داخل كل بيت سعودي، بل إن كثيرًا من الأمهات يحرصن على مشاركة أطفالهن الشاي مع البسكويت، كطقس حميمي يُورّث منذ الصغر. ومن القصص الطريفة في تاريخ الشاي، أنه تم اختراع أكياس الشاي بالخطأ عام 1904م، عندما أراد أحد منتجي الشاي تقليل التكاليف فوضع الشاي في أكياس صغيرة، وظنّ الزبائن أن الكيس يُوضع كاملًا في الماء، فانتشرت الفكرة، وتحولت إلى أسلوب حديث في تقديم الشاي حول العالم، ولا يقتصر دور الشاي على كونه مشروبًا دافئًا، بل يعتبر كنزًا من الفوائد الصحية، حيث يساعد على تحسين الهضم، وتهدئة الأعصاب، وتقليل التوتر. كما يُعد إنتاج الشاي وتصنيعه مصدر دخل للملايين من المزارعين حول العالم، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دعم المجتمعات الريفية والاقتصادات الزراعية. وفي ظل اهتمام المملكة بالإرث الثقافي والتراث الشعبي، برز اهتمام خاص بتوثيق كل ما يخص الشاي، ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام وجود متحف فريد من نوعه في مدينة الرياض، وهو متحف واصل للشاي، الذي يُعد من المتاحف المتخصصة، ويضم أكثر من 1300 صنف من الشاي القديم والحديث، ويعرض تاريخ أدوات الشاي وتحضيراته في مختلف الثقافات، ويُعد وجهةً للمهتمين بالتراث والتذوق والتاريخ. اليوم، يُشرب الشاي بانتظام من قبل 70 % من سكان العالم، وتُعدّ الورقات الرقيقة من قمم الجبال من أجود أنواعه. أما في المملكة، فقد أصبح الشاي «رفيق الجلسة» و»ونس السمر»، يتوارثه الصغار من الكبار، وتحمله الذكريات في كل بيت. هو ليس مجرد مشروب، بل جزء من ذاكرتنا، وتفاصيلنا، وثقافتنا، وسيظل كذلك مهما تطورت الحياة وتبدلت العادات.