
مدرسة قرآنية جديد قطاع الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيبازة وبلدية عين تقورايت
هذا وقامت مصالح مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بالولاية أمس الأربعاء 13 أوت، بزيارة ميدانية للمدرسة قصد الوقوف على آخر الرتوشات، إستعدادا لوضعها حيز الخدمة في أقرب الآجال، ضمن استعدادات المديرية الوصية لانطلاق الموسم الدراسي الجديد، أين سيستفيذ من خدماتها أبناء وبنات المنطقة، من خلال دروس التعليم القرآني وتحفيظهم لكتاب الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم الجزائرية
منذ ساعة واحدة
- أخبار اليوم الجزائرية
الوضوء.. كنز المؤمن في الدنيا والآخرة
ثمرات الغر المحجلين الوضوء.. كنز المؤمن في الدنيا والآخرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ- أَوْ الْمُؤْمِنُ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَة نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَة كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَة مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ- أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ- حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ . أخرجه مسلم. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ . أخرجه مسلم (245). والذي عليه جمهور العلماء أن الأعمال الصالحة مثل: الوضوء والصلاة والصيام والحج والعمرة وغيرها تكفر الصغائر دون الكبائر لقوله تبارك وتعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا)[النساء: 31]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ . أحاديث كثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء أحد ركائز الأعمال الصالحة التي يكفر الله بها السيئات والذنوب. ومن العلماء من يرى أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر فقط وبشرط عدم ارتكاب كبيرة لقوله تعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا).النساء: 31. *فضائل الوضوء ونواياه 1- محبةَ الله : قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ البقرة: 222. 2- الغُرِّ المحجلون يوم القيامة : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ البخاري ومسلم. الغُرَّة: لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس ثم استعملت في الشهرة وطيب الذكر ومحجلين: من التحجيل وهو بياض يكون في قوائم الفرس وأصله من الحجل وهو الخلخال والمعنى: أن النور يسطع من وجوههم وأيديهم وأرجلهم يوم القيامة وهذا من خصائص هذه الأمة. 3- رفع الدرجات وتكفير السيئات : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ مسلم. 4- دخول الجنة : عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ .الترمذي وصححه الألباني. 5- الحفاظ على الوضوء من صفات المؤمنين : عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ابن ماجة وأحمد والدارمي وصححه الأرناؤوط. 6-الوضوء نصف الإيمان : عَنْ أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ... مسلم. يُقال: الوضوء والطهور بضم أولهما إذا أريد به الفعل ويقال: الوضوء والطهور بفتح أولهما إذا أريد به الماء الذي يُتطهر به. 7- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم : عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أنه دَعَا بِوَضُوء فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّات ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّات ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّات ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّات ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . البخاري ومسلم. 8- حل عقد الشيطان : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَد يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَة عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ [البخاري ومسلم]. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


الشروق
منذ 13 ساعات
- الشروق
حينما تصبح الطريق إلى النفاق سالكة وسريعة!
من أكثر ما يخيف في زماننا الذي ابتلينا به وابتلي بنا، أنّنا أصبحنا نعيش مصداق حديث النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: 'الجنّة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنّار مثل ذلك'، ومصداق قوله –عليه الصّلاة والسّلام-: 'إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم'.. خاصّة في هذه الأيام التي قامت فيها قائمة الحرب في الأرض المقدّسة بين إسلام واضح وكفر صريح بيّن. من كان يتوقّع أن يوجد بين عباد الله المسلمين من يطعن في المسلمين المجاهدين ويسكت عن اليهود الكافرين، في أيام كشفت فيها الحرب عن ساق، وبلغت فيها القلوب الحناجر مما ترى من تداعي أهل الكفر لشدّ أزر اليهود وخذلان المسلمين لإخوانهم المرابطين؟! كيف وصل بعض المسلمين إلى هذا الدّرك وهم يقرؤون في كتاب الله وفي سنّة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الطّعن في المجاهدين في وقت الحرب صفة لامة للمنافقين الخُلص؟ وقد نزل القرآن يبيّن كفرهم ويرفض توبتهم؛ فحين قال بعض المنافقين عن الصحابة المجاهدين في الطّريق إلى غزوة تبوك: 'ما نرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء'، أنزل الله في حقّهم قوله: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِين)). ما الذي انحدر ببعض المسلمين إلى هذا الدّرك السّحيق حتى يطعنوا في مجاهدين مؤمنين يقاتلون أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا؟ السّبب هو الأمن على القلوب من الفتنة ومن النّفاق! أصبح الواحد منّا يظنّ أنّه ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله ويصلي خمس صلوات في اليوم، فقد ضمن براءة من الفتنة ومن النّفاق! وهذا من الغرور الذي لم يعرفه سلف هذه الأمّة. صحابة النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- عايشوا التنزيل، وبذلوا أموالهم ودماءهم وأرواحهم في سبيل الله، والواحد منهم يبيت لله قائما يصلّي ويظلّ مجاهدا في سبيل الله لا يغمد سيفه، وربّما يعادي لأجل دينه ولده ووالده وقومه، وفوق ذلك نزلت آيات القرآن تزكّيهم وتعدهم جنّات تجري من تحتها الأنهار… ومع كلّ ذلك، كانوا يخشون النّفاق على أنفسهم: قال التابعي ابن أبي مليكة -رحمه الله-: 'أدركت ثلاثين من أصحاب النبي –صلـى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل'، وهذا أحدهم أبو الدرداء -رضي اللـه عنه- كان إذا فرغ من التشهد في الصلاة يتعوذ بالله من النفاق، ويكثر التعوذ منه، فقال له أحدهم: وما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟ فقال: 'دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة، فيخلع منه'. بل هذا واحد من أخيارهم، فاروق الأمّة عمر بن الخطّاب، دُعي يوما ليصلّي على جنازة، فتعلق به حذيفة بن اليمان وقال: اجلس -يا أمير المؤمنين-، فإنه من أولئك! (أي من المنافقين)، فقال عمر لحذيفة: نشدتك بالله، أنا منهم؟ قال حذيفة: 'لا، ولا أبرئ أحدًا بعدك'. لقد أمسى الطريق إلى النفاق في زماننا هذا سالكا وسريعا، بل أمسى منحدرا سحيقا، من زلّت فيه قدمه، لا يشعر حتّى يجد نفسه يهوي متّجها إلى دركه الأسفل.. قد تكون بدايته نية غير صادقة ورياء يعشعش في القلب، وقد تكون حرصا على الدّنيا، على المنصب والحظّ الفاني، وقد تكون تعصبا لطائفة أو شيخ.. والنهاية هي السقوط في النفاق. النفاق ليس دركا واحدا، لكنّ دركاته كلها ذلّ في الدّنيا وخزي في الآخرة.. قد يكون النفاق في بدايته نفاقا عمليا لا يخرج بصاحبه عن دائرة الإيمان، صاحبه يبطن الإيمان لكنّه يظهر صفات المنافقين، إذا حدّث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر… يتّصف ببعض صفات المنافقين، فيغفل عن قلبه لا يطهّره وبنفسه لا يجاهدها، وشيئا فشيئا تجتمع فيه صفات المنافقين وتتكاثر، حتى يمسي منافقا خالصا! لذلك كان حري بكلّ عبد مؤمن في هذا الزّمان أن يبحث بكلّ حرص واهتمام عن صفات المنافقين في كتاب الله وسنّة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، حتّى يحذرها أشدّ الحذر.. وكتاب الله خاصّة قد بيّن صفات المنافقين بكلّ وضوح في غير ما سورة من سوره، حتى يحذرها المؤمنون أشدّ الحذر، بل إنّ العلماء قالوا إنّه يندر أن توجد سورة من السورة المدنية لم تشر إلى صفات المنافقين وأفعالهم، وكلّنا يعلم أنّ هناك سورة من الطّوال تخصّصت في فضح المنافقين وبيان أفعالهم، هي سورة التوبة التي تسمّى أيضا الفاضحة، وسورة سميت 'المنافقون'، وسورة الأنفال كذلك تحدّثت طويلا عنهم، وكذلك سورة آل عمران، وسورة البقرة في بدايتها، وسورة محمّد والفتح والمجادلة وغيرها. الصفة الأولى: مرض القلب! أوّل وأخطر صفة يتحلّى بها المنافقون، وعنها تتولّد الصّفات الأخرى، هي مرض القلب، قال تعالى: ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)).. قلوبهم مريضة بالشكّ والريب والتردّد وحسد أهل الحقّ، ومع ذلك لا يلتفتون إليها لينظّفوها وينقّوها، بل يهتمّون فقط بتجميل ظواهرهم وتجميل كلماتهم، ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِم))! حذرا من هذا، ينبغي لكلّ عبد مؤمن يخشى النفاق على نفسه أن يكون تنظيف قلبه وتطهيره أهمّ مشروع له في حياته، ويكون إصلاح قلبه أهمّ هدف له في هذه الدّنيا، لأنّه يعلم أنّه لا ينفع في الآخرة إلا القلب السّليم ((يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)).. نعم، العبد المؤمن من شأنه أن يهتمّ بمظهره ويحرص على أن يكون على ما يرضي الله، ويهتمّ بأعمال الجوارح الظّاهرة لتكون كما يحبّ الله، لكنّه يهتمّ قبل ذلك ومعه وبعده بقلبه الذي هو محلّ نظر الإله؛ أن يكون كما يحبّ الله.. وهذا مع كلّ أسف ما لم ينتبه له وما لم يربّ عليه كثير من شباب الصحوة في هذا الزّمان؛ فهم قد تربّوا على الاهتمام البالغ بمسائل الفقه التي ترتبط بظواهر الأعمال، وأهملوا أعمال القلوب، فانتشر الالتزام الأجوف، وصار العلمانيون والحانقون على الدّين يتصيّدون أخطاء المتديّنين ليجعلوها مادّة في الصدّ عن سبيل الله.. نعم العلمانيون الموتورون ملومون، لكنّ أهل الالتزام الذين أهملوا أعمال القلوب وأهملوا السرائر والخبيئات الصالحة أيضا ملومون. الصفة الثانية: إظهار الحسد للمؤمنين! من صفات المنافقين: امتلاء قلوبهم بالحسد لعباد الله الذين اختصّهم –سبحانه- ببعض هداياته أو ببعض نعمه.. قال تعالى: ((إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)).. لقد ذكرت كتب السير أنّ السّبب الأوّل في نزوع شيخ المنافقين الأول عبد الله بن أبيّ بن سلول إلى النّفاق، هو الحسد الذي امتلأ به قلبه للنبيّ الخاتم –صلّى الله عليه وآله وسلّم-، فابن أُبيّ كان قبيل هجرة النبيّ، على وشك أن يتوّج سيّدا للمدينة، ولكن حين هاجر النبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- التفّ حوله أهل المدينة وأصبح –صلوات ربّي وسلامه عليه- ملء عيون أهل المدينة وملء أبصارهم. هنا اتّقدت نيران الحسد في قلب ابن سلول، فقرّر أن ينصب العداوة للنبيّ –عليه السّلام- ويكيد له، فتظاهر بالإيمان وأخفى كفره.. وهكذا الحسد في كلّ زمان ينحدر بصاحبه إلى أن يرفض الحقّ بسبب أنّه ربّما يرى نفسه أكثر شأنا ممّن اعتنقوه! وفي أيامنا هذه، لو فتشنا عن الأسباب التي جعلت بعض الطّوائف تنصب العداء للمجاهدين في غزّة، لوجدنا أنّ الحسد من أهمّها.. كانت بعض الطوائف تزعم أنّها هي الفرقة الناجية وأنّها هي الطائفة المنصورة، وأنّ الحقّ محصور عندها وفيها دون سائر الطّوائف، فلمّا رأت أنّ الرّجال الذين قاموا يجاهدون اليهود في الأرض المباركة، وتنطبق عليهم صفات الطّائفة المنصورة حقا وحقيقة، رأت أنّ هؤلاء الرّجال لا ينتسبون إليها ولا يرجعون إلى علمائها، وأنّهم انتزعوا منها وصف الطائفة المنصورة، ما كان من هذه الطّائفة إلا أن نصبت العداء لهؤلاء الرّجال حسدا وعدوانا، وراحت تغطّي حسدها بحجج لا تنطلي إلا على من طمست بصيرته. يُتبع بإذن الله…


الجمهورية
منذ يوم واحد
- الجمهورية
جمعية المعالي للعلوم والتربية تسدل الستار على مخيمها القرآني ..ختم 3 حافظات لكتاب الله ومشاركة قوية من مختلف الفئات العمرية
في أجواء إيمانية وروحانية عطرة، نظّم المكتب الولائي لجمعية المعالي بولاية وهران، برئاسة الأستاذ صالح عبد الله، وعضو المكتب الوطني المكلّف بالمدارس، مخيماً قرآنياً خاصاً بوحدة البنات، شهد مشاركة ستين فتاة من مختلف الفئات العمرية، ضمن برنامج مكثف لحفظ كتاب الله تعالى وتثبيته في القلوب. المخيم، الذي امتد على مدار خمسة أيام، كان مناسبة مميزة جمعت بين الحفظ الجاد والتأطير التربوي، مما أسفر عن نتائج لافتة أبرزها ختم ثلاث طالبات للقرآن الكريم كاملاً. توزعت المشاركات في المخيم على ثلاث فئات رئيسية فئة الأطفال من عمر تسع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة، فئة الناشئة من اثنتي عشرة سنة إلى سبع عشرة سنة، وفئة الطالبات الجامعيات. وقد جاء اختيار هذه الفئات بهدف مراعاة القدرات الذهنية واحتياجات كل مرحلة عمرية، بما يضمن تحقيق أقصى قدر من الاستفادة المشاركات كُنّ جميعهن من مدارس 'خيركم' المنتشرة بولاية وهران، مع مشاركة مميزة لعدد من الطالبات القادمات من ولاية مستغانم، ينتمين بدورهن لمدرسة 'خيركم'، في إطار التعاون والتكامل بين فروع المدارس على المستوى الوطني. البرنامج اليومي للمخيم كان مكثفاً ومركزاً على حفظ القرآن الكريم، حيث بدأت الحصص منذ الصباح الباكر وحتى منتصف النهار، ثم استؤنفت بعد الظهر لتتواصل حتى ساعات المساء. وقد رافق هذا الجهد الكبير في الحفظ، عدد من الدورات التدريبية الهادفة إلى تحسين طرق الحفظ وترسيخ الآيات في الصدور، مع الاستعانة بخبرات أساتذة مختصين في هذا المجال. الدورة الأولى ألقاها الدكتور عبد القادر البوعفية، وتناولت أساليب الحفظ الفعّال، وكيفية التعامل مع النص القرآني بطريقة تساعد على سرعة التلقين وبقاء الحفظ لفترات طويلة أما الدورة الثانية فقد قدمها الدكتور ميلود برباش، وركزت على طرق تثبيت القرآن الكريم في الذاكرة، من خلال المراجعة المنظمة والربط بين المعاني. هذه الدورات لم تكن نظرية فقط، بل تخللتها تطبيقات عملية، أتيحت فيها للطالبات فرصة للتفاعل وطرح التساؤلات وتبادل التجارب. ولم يقتصر النشاط داخل المخيم على الحفظ والتلقين فحسب، بل شمل كذلك أنشطة تربوية تهدف لغرس القيم والأخلاق المستمدة من القرآن الكريم، حيث تم تنظيم فقرات توعوية ومسابقات تربوية، أضفت على البرنامج أجواءً من الحماس والمنافسة الإيجابية، وساعدت على كسر الروتين وتجديد النشاط الذهني للمشاركات. من الناحية التنظيمية، سارت فعاليات المخيم بسلاسة تامة، حيث شهد التزاماً واضحاً من المشاركات وانضباطاً في المواعيد، إضافة إلى توفير كل الظروف الملائمة من حيث الأمن، الإقامة، التغذية، ووسائل الراحة،وقد عبّر أولياء الأمور عن ارتياحهم الكبير لمستوى التنظيم، مثمنين الجهود المبذولة من طرف المشرفين والمتطوعين الذين سخّروا أوقاتهم لخدمة الطالبات. وكانت اللحظة الأبرز في المخيم هي إعلان ختم ثلاث طالبات للقرآن الكريم كاملاً، حيث ختمت طالبتان من مدرسة 'خيركم' حي البحيرة الصغيرة ، وطالبة ثالثة من مدرسة 'خيركم' حي الشهيد محمود، وهو إنجاز كبير يعكس جدية البرنامج وفاعليته. هذه اللحظة المهيبة، التي امتزجت فيها دموع الفرح بالتكبيرات والدعوات، كانت بمثابة تتويج لجهود أيام طويلة من الحفظ والمراجعة، وأكدت أن الاستثمار في النشء على نهج القرآن هو استثمار في مستقبل الأمة. الأستاذ صالح عبد الله، رئيس المكتب الولائي لجمعية المعالي بوهران، عبّر عن اعتزازه الكبير بما تحقق خلال هذا المخيم، مؤكداً أن الهدف الأساس لمثل هذه المبادرات هو إعداد جيل من الحافظات المتقنات لكتاب الله، القادرات على نشر تعاليمه وأخلاقه في المجتمع. وأضاف أن الجمعية، عبر مكاتبها الولائية والمدارس التابعة لها، تعمل وفق رؤية شاملة لتوسيع دائرة تعليم القرآن الكريم، مع الحرص على الجمع بين الحفظ والفهم والعمل بمضامينه. كما وجّه الأستاذ صالح شكره وامتنانه لكل من ساهم في إنجاح هذا المخيم، سواء بالدعم المادي أو المعنوي، أو من خلال التطوع بالوقت والجهد، مبرزاً أن هذه الجهود المتضافرة هي التي تصنع الفارق وتحقق الإنجازات المشرّفة. المخيم القرآني بوهران، بهذا الشكل المتكامل، مثّل نموذجاً عملياً لما يمكن أن تحققه المؤسسات التربوية القرآنية حين تتبنى برامج مدروسة تجمع بين الجدية في الحفظ، والعمق في التكوين، والرعاية التربوية الشاملة. ومع ما شهده من أجواء أخوية وتعاون، وما أفرزه من ثمرات طيبة، يظل هذا المخيم علامة مضيئة في مسيرة العمل القرآني بالجزائر، ورسالة أمل في أن تنشئة جيل قرآني ملتزم ليست حلماً بعيد المنال، بل حقيقة تصنعها الإرادة الصادقة والعمل المنظم