logo
عيد الفطر في غزة... غارات ونقص وقود وأموال شحيحة

عيد الفطر في غزة... غارات ونقص وقود وأموال شحيحة

Independent عربية٢٩-٠٣-٢٠٢٥

منذ 30 دقيقة يمشي ساجي في شوارع غزة المدمرة بين الركام المتناثر ليصل إلى محل تجاري يشتري منه القليل من مستلزمات عيد الفطر، إذ يقبل هذا البائع الدفع الإلكتروني ولديه من البضائع مخزون جيد، وعلى رغم خطورة الطريق، فإن الأب يصر على مشواره.
القصف والاحتفال بالعيد
في كل خطوة تتقدم بها قدم ساجي يلتفت الرجل في الشوارع بحثاً عن سيارة أو أية وسيلة مواصلات تقله إلى مقصده، لكن عبثاً، إلا أنه يواصل طريقه مشياً على الأقدام قائلاً "الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع لا تفارق سماء غزة".
يواجه سكان غزة أزمة انعدام السيولة النقدية (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)
خائف ساجي من قصف إسرائيلي يستهدف مكاناً آمناً، وعلى رغم ذلك يسعى إلى إيجاد مساحة صغيرة من الفرح بين الموت والكآبة التي تخيم على غزة. ويضيف أن الطريق صعب مليء بالأنقاض ووعر "لدرجة أنني أكاد أتعثر".
في الواقع دمرت إسرائيل خلال الحرب المستعرة ضد حركة "حماس" شوارع القطاع، وقصفت البنية التحتية بصواريخ ثقيلة، كما تضرر أيضاً قطاع المواصلات كثيراً، سواء جراء السيارات المحترقة أو ما أصابها من دمار.
أزمة مواصلات
من نتائج هذه الحرب أيضاً أن المواصلات في غزة أصبحت شبه مستحيلة بسبب نقص المحروقات وجراء ما لحق بالمركبات من أضرار، مما جعل سعر النقل مرتفعاً جداً.
بعدما قطع ساجي نحو 15 كيلومتراً وصل إلى غايته، وحمل سلة أخذ يتجول بها في ممرات المحل التجاري بحثاً عن حاجات عيد الفطر، يفتح قائمة في هاتفه المحمول ويقرأ "حلقوم، وكعك، وتشكيلة مكسرات، وأي نوع من الشوكولاتة".
وجد ساجي الحلقوم فحسب، أما باقي طلباته لعيد الفطر فلم يعثر عليها، خفف قليلاً عن نفسه قائلاً "ربما تفرح قطع راحة الحلقوم هذه الأطفال، ويشعرون بأجواء العيد على رغم صوت القصف ومشاهد الدمار والحياة في الخيمة".
الدفع الإلكتروني متوقف
عند الدفع فتح ساجي هاتفه لتحويل الأموال إلكترونياً، لكن الموظف أبلغه بأنه لا يقبل التعاملات المالية الإلكترونية، والمسموح فقط الدفع نقداً، تنهد الأب وهز رأسه يميناً ويساراً، ولم يشتر أياً من مستلزمات عيد الفطر.
يتمتم الأب مع نفسه، "الموت في كل مكان والحرب لم تتوقف، ولا مواصلات في غزة، وأموالي لا أستطيع سحبها، هذه أزمات لا يمكن لأي إنسان أن يتحملها، عندما قررت أن أفرح على رغم كل هذه المصائب وأحتفل بعيد الفطر، أجبرتني الظروف على إلغاء مراسمه".
أزمات العيد
يمر عيد الفطر في غزة وسط أزمات لا حصر لها، فإسرائيل استأنفت الحرب للقضاء على "حماس"، وأغلقت المعابر بوجه السكان وحرمتهم من الغذاء والوقود، مما فاقم المعاناة كثيراً، وجعل الحياة صعبة.
يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، "المواصلات في غزة أصبحت شبه مستحيلة جراء نقص الوقود، إسرائيل ما زالت تواصل منع إدخال غاز الطهي والمحروقات إلى القطاع، في ظل استمرار إغلاق المعابر وتصاعد الهجوم الإسرائيلي فإن أجواء عيد الفطر شبه معدومة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أزمة المواصلات
من الأزمات التي تواجه السكان في عيد الفطر وتجبرهم على إلغاء مراسم الاحتفال بهذه الفرحة أيضاً أزمة المواصلات في غزة، حيث يضطر المواطنون إلى المشي على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها الدواب، أو دفع مبالغ مالية كبيرة لركوب سيارة.
يقول شادي، "اضطررت لركوب عربة يجرها حمار بسبب نقص الوقود وإغلاق المعبر للقيام بمشوار صغير لتجهيز بعض مستلزمات العيد، وأثناء العودة إلى البيت، ومعي أكياس المشتريات، أقلتني سيارة بكلفة 20 دولاراً لمشوار قصير كان يكلفني ثلاثة دولارات".
معابر غزة مغلقة، ولا محروقات، مما أدى إلى توقف أو إلى جعل حركة السيارات مهمة صعبة، مما جعل النقل صعباً للغاية، ولهذا يفكر موسى في إلغاء جولة العيد وزيارة أقاربه هذا الموسم.
انعدام السيولة
إلى جانب أزمة المواصلات يواجه سكان غزة أزمة انعدام السيولة النقدية، يقول حكيم "بنوك غزة مغلقة منذ بداية الحرب، ولا يوجد سحب نقدي من الصرافات الآلية، إذ غالبيتها مدمرة أو مقطوع عنها الكهرباء أو مفصول عنها الإنترنت". ويضطر حكيم إلى اللجوء للسوق السوداء لسحب راتبه، إذ يعرض عليه الصرافون أخذ 25 في المئة من كل 1000 دولار يريد سحبها من حسابه البنكي.
يضيف حكيم، "أخذ عمولة مقابل السحب النقدي مشكلة كبيرة، إذ وصلت نسبة العمولة نحو 25 في المئة من قيمة المبلغ، مما يرهق المواطنين، ويجعلني غير قادر على سحب الأموال ولا شراء المستلزمات مرتفعة الثمن أصلاً".
الأموال النقدية
يتحايل بعض سكان غزة على موضوع انعدام السيولة النقدية باللجوء إلى الشراء الإلكتروني والتعاملات البنكية الإلكترونية، لكن معظم المحال التجارية أوقف التعامل عبر هذه الآلية، وبات التجار لا يقبلون التحويلات المالية ويشترطون البيع نقداً.
ومع بداية الحرب منعت إسرائيل سلطة النقد الفلسطينية (قائمة بأعمال البنك المركزي) من إدخال الأموال النقدية الجديدة إلى غزة، مما حال دون قدرة البنوك على العمل في خدمات السحب والإيداع، ورافق ذلك شح في السيولة النقدية.
يقول أيهم إن رفض التجار الدفع الإلكتروني يزيد من صعوبة الحصول على الحاجات الضرورية لعيد الفطر، "اضطررت لإلغاء كثير من معاملات شراء العيد، ولن أقدم أية عيدية هذا الموسم للأقارب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جوليان أسانج في مهرجان كان تزامنا مع عرض فيلم وثائقي عنه
جوليان أسانج في مهرجان كان تزامنا مع عرض فيلم وثائقي عنه

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

جوليان أسانج في مهرجان كان تزامنا مع عرض فيلم وثائقي عنه

كان مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الذي "تعافى" من سنوات سجنه الطويلة بحسب زوجته ستيلا أسانج، موجوداً في مهرجان كان السينمائي أمس الأربعاء لمواكبة فيلم وثائقي عنه يتضمن لقطات لم يسبق أن عُرضت. ولم يشأ الناشط الأسترالي الذي انتهت مشاكله القضائية في يونيو (حزيران) 2024 بعدما مكث في السجن في بريطانيا خمس سنوات وحضر للترويج لفيلم "ذي سيكس بيليون دولار مان" The six billion dollar man للمخرج الأميركي يوجين جاريكي، الإدلاء بأية تصريحات مباشرة، وأوضحت زوجته لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيفعل "عندما يشعر بأنه جاهز". إلاّ أنه ظهر في جلسة تصوير الثلاثاء وهو يرتدي قميصا أبيض يحمل أسماء أطفال فلسطينيين قُتلوا في غزة في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حركة "حماس" عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ويرغب مخرج الأفلام الوثائقية يوجين جاريكي في أن يعطي فيلمه صورة جديدة عن أسانج (53 سنة) يُبرز فيها "صفاته البطولية"، ويدحض الأفكار المسبقة عن الرجل الذي جعلته أثار الجدل بأساليبه وشخصيته. وأُطلِق سراح أسانج في يونيو الفائت من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة بعدما عقد اتفاقا مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية. وأمضى الناشط خمس سنوات وراء القضبان في إنجلترا، كان خلالها يرفض تسليمه إلى الولايات المتحدة، بعدما بقي سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت زوجته المحامية الإسبانية السويدية ستيلا أسانج التي تولت الدفاع عنه في المحكمة "نعيش (راهنا) وسط مكان طبيعي خلاّب (في أستراليا). جوليان يحب قضاء الوقت في الهواء الطلق، لقد تعافى جسديا ونفسيا". أما جاريكي فلاحظ أن أسانج "عرّض نفسه للخطر من أجل مبدأ إعلام الرأي العام بما تفعله الشركات والحكومات في مختلف أنحاء العالم سرا". ورأى المخرج البالغ 55 سنة أن أي شخص على استعداد للتضحية بسنوات من حياته من أجل المبادئ يجب اعتباره شخصا يتمتع بـ "صفات بطولية". ويتضمن فيلمه لقطات حميمة وفرتها ستيلا أسانج التي انضمت إلى ويكيليكس كمستشارة قانونية. وأنجبت المحامية طفلين من زوجها أثناء وجوده في السفارة الإكوادورية في لندن. وينفي جاريكي في فيلمه أي صلة بين ويكيليكس والاستخبارات الروسية في ما يتعلق بتسريب رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي مباشرة قبل انتخابات 2016 الرئاسية الأميركية التي أسفرت عن هزيمة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترمب.

قميص مؤسس «ويكيليكس» به أسماء 4986 طفلًا فلسطينيًّا
قميص مؤسس «ويكيليكس» به أسماء 4986 طفلًا فلسطينيًّا

المدينة

timeمنذ 2 أيام

  • المدينة

قميص مؤسس «ويكيليكس» به أسماء 4986 طفلًا فلسطينيًّا

في خطوة لافتة، خلال مهرجان كان السينمائي 2025، ظهر مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، مرتديًا قميصًا طُبع عليه أسماء 4986 طفلًا فلسطينيًّا، دون سن الخامسة، فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل، وحركة حماس عام 2023، في رسالة قويَّة لتسليط الضوء على الثَّمن الإنسانيِّ الباهظ للصراع المستمر في غزَّة.وارتدى «أسانج» القميص، خلال جلسة تصوير خاصة بعرض فيلم «The Six Billion Dollar Man»، وعلى ظهره كُتبت عبارة: «أوقفوا إسرائيل»؛ ما أضاف مزيدًا من الرمزيَّة والاحتجاج إلى ظهوره على السجادة الحمراء في المهرجان، وفقًا لـ»سكاي نيوز».ولطالما شكَّل مهرجان «كان» مساحة للرسائل الرمزيَّة الجريئة، فخلال دورة العام الماضي 2024، ارتدت الممثِّلة «كيت بلانشيت» فستانًا من تصميم هايدر أكرمان، بالتعاون مع جان بول غوتييه، جاء بالألوان الأسود والأبيض، مع لمسة من اللون الأخضر الزمرديِّ، في إشارة ضمنيَّة إلى ألوان العلم الفلسطينيِّ.وفي عام 2023، لفتت المؤثرة الأوكرانيَّة «إيلونا تشيرنوباي» الأنظار بفستان باللونين الأزرق والأصفر، ممثِّلًا ألوان علم بلادها، وسكبت دمًا مزيَّفًا على نفسها، على درجات قصر المهرجانات.

عرض مؤثر للفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" خلال مهرجان كان
عرض مؤثر للفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" خلال مهرجان كان

العربية

timeمنذ 2 أيام

  • العربية

عرض مؤثر للفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" خلال مهرجان كان

عُرض خلال مهرجان كان السينمائي فيلم بعنوان "كان يا ما كان في غزة"، للأخوين عرب وناصر طرزان، وهو عمل يروي قصة شاب يدعى يحيى يأس من حياته فدخل في عالم تجارة المخدرات لتنقلب حياته إلى جحيم. صوّرت أحداث هذا الفيلم، التي تدور في عام 2007، في قطاع غزة وأماكن أخرى. ويروي الفيلم قصة الشاب يحيى الذي يكوّن صداقة مع رجل يدعى أسامة، وهو صاحب مطعم ذو كاريزما كبيرة، فيبدآن معاً في بيع المخدرات أثناء توصيل ساندويتشات الفلافل، لكن سرعان ما يُجبران على مواجهة شرطي فاسد يبدأ بابتزازهما. واختار المخرج، عرب ناصر، أن يتعمق في قصة هذه الشخصيات عام 2007، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وهو الأمر الذي وصفه بـ"التحول القاتل" وبـ"بداية مرحلة سوداء من العزلة والحروب والعقاب الجماعي"، بحسب تعبيره. عُرض هذا الفيلم في الأسبوع الثاني من مهرجان كان السينمائي ضمن المسابقة الرئيسية الثانية "نظرة ما". وقد استُقبل الفيلم من قبل جمهور مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار وتعالت الأصوات وهي تهتف لغزة، بينما انهارت دموع الحاضرين الذين امتلأت بهم صالة العرض. ووجّه الأخوان الشكر لطاقم عمل الفيلم على كل ما قدموه، وألقوا خطاباً مؤثراً تناول الأحداث في غزة، قالا فيه "لا توجد كلمات تكفي للتعبير عن مشاعرنا كغزيين. مرت أكثر من سنة ولا تزال غزة تتعرض لأبشع وأفظع إبادة جماعية في التاريخ الحديث. ولا بد أنكم سمعتم عن فاطمة حسونة والفيلم الذي تناول حياتها، فإنها محظوظة لأنها حققت إنجازاً في حياتها ومسيرتها المهنية كمصورة، وأصبحت بطلة في نظر البعض. لقد قتلت إسرائيل أكثر من 60 ألفاً مثل فاطمة حسونة، ولا يزال القتل مستمراً كل يوم. لا أعلم إن كنا نستطيع مواصلة الحديث بعد هذه الفترة الطويلة من الإبادة الجماعية، لكن الصمت جريمة". ثقافة وفن المخرج الإيراني جعفر بناهي في كان بعد 15 عاماً.. بحثاً عن الهوية والحرية وأضافا: "نأمل أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية قريباً، عائلتنا وأصدقاؤنا هناك، وبالمناسبة لدينا شقيقان هنا نجيا للتو ونجحا في الخروج من شمال غزة، الذي لم يغادراه منذ بداية الحرب.. التفاصيل مروعة حقاً، ولكن يوماً ما ستتوقف الإبادة الجماعية، وعندما نسمع التفاصيل والقصص، سيكون ذلك عاراً كبيراً على الإنسانية". وحضر عرض فيلم "كان يا ما كان في غزة" في كان العديد من المواهب العربية، إلى جانب جميع المنتجين والمشاركين في الإنتاج الذين أدّوا دوراً محورياً في تقديم هذا الفيلم إلى الجمهور. وبرع الأخوان طرزان وناصر عرب في الفيلم باستخدام عناصر التقنية لصناعة الأفلام ليخرجا فيلماً احترافياً ينطوي على جماليات عالية في التصوير، لاسيما في الحارات والشوارع المكتظة والضيقة. وكذلك استخدما الإنارة الليلية ولعبا في الأضواء لصالح خلق أجواء الحركة ومشاهد العنف في الفيلم. يذكر أن فيلم "كان يا ما كان في غزة" هو من إنتاج دولي مشترك بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، مع قطر والأردن، ويضم الفيلم طاقماً مميزاً من الممثلين، منهم نادر عبد الحي ورمزي مقدسي ومجد عيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store