
جعجع أطلقت مهرجانات الارز 2025 بمشاركة وزراء الخارجية والاعلاام والسياحة والثقافة والكلمات أكدت قدرة لبنان على إعادة النهوض والإبداع
وطنية - أعلنت النائبة ستريدا جعجع إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدولية بنسخة العام 2025، خلال مؤتمر صحافي بمشاركة وزراء: الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الثقافة غسان سلامه، السياحة لورا لحود والاعلام بول مرقص، وحضور النائب السابق جوزيف اسحق، قائمقام بشري ربي شفشق، السيدة روز أنطوان الشويري، مالك ورئيس مجلس إدارة شركة "OSS" جاد غاريوس، رئيس مجلس إدارة الرئيس التنفيذي في بنك "سرادار" ماريو سرادار، المهندس جوني حميد كيروز ممثلا شركة "مكتب حميد كيروز للتعهدات"، ممثل رئيس اتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف شربل حداد، قائد فرقة "مياس" الفنان نديم شرفان، الياس ابراهيم ممثلا الفنان وائل كفوري، الشاعر نزار فرنسيس، ممثلا شركة "ICE" شادي فياض ونتالي رحال، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري ورؤساء بلديات القضاء، مخاتير مدينة بشري، عدد من أعضاء البلديات، رئيس وأعضاء "لجنة جبران الوطنية"، رؤساء مراكز حزب "القوات اللبنانية" في قضاء بشري، وحشد من الإعلاميين.
استهل المؤتمر الصحافي بالنشيد الوطني، تلاه تقرير مصور عن كيفية إعادة إطلاق النائبة جعجع لمهرجانات الأرز الدولية في العام 2015 بعد توقف دام 50 عاما، وبرنامج المهرجانات في أعوام 2015، 2016، 2017، 2018، وكيف أعلنت توقفها في العام 2019 بعد أن عصفت بالبلاد أزمات إقتصادية ومالية ونقدية تلاها جائحة كورونا، وقررت جعجع ان تستبدل إقامة المهرجانات بإعادة تأهيل وإستكمال مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، واختتم التقرير بالكلام عن عودة المهرجانات لهذا العام وسبب هذه العودة.
جعجع
وقالت جعجع: "رجعنا يا لبنان، رجعنا يا لبنان، وأخيرا رجعنا يا لبنان". اليوم، كما يطل الأرز من عليائه على السماء والأرض، وكما يخرج طائر الفينيق من الرماد، هكذا نعود مع عودة الوطن إلى ذاته، لنعيد الأضواء إلى أعلى قمم لبنان، بإطلالتها على الوادي المقدس بما يضم من تراث عالمي".
اضافت: "كما تحدينا الظروف والأزمات قبل سنوات عدة وأعدنا الأرز ومنطقة بشري وجبتها إلى خريطة السياحة العالمية، هكذا نعود ونصر اليوم على تحد جديد، في ظل عهد جديد واعد، وحكومة وطنية طموحة، مع الأمل بأجواء أفضل بعد أكثر من سنة على أوضاع مؤلمة راكمت معاناة اللبنانيين، ولكن آن الأوان لنستعيد، كما الأرز بعد العاصفة، الحياة بما تعنيه من فرح وكرامة ونهوض، ولنمحو صفحات الحزن والموت والدمار. إن رهان الحياة هو الغالب، ولذلك نحن على موعد جديد في أفياء أرز الرب رمز عزتنا وتجذرنا وانفتاحنا على العالم الأوسع".
وتابعت: "أما وقد عزمنا على إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدولية للعام 2025، فلنؤكد أننا لا نستسلم وأن إرادتنا لا تموت بل نستقيها من صمود الأرز ومن خلوده لأنه أرز الرب. إننا اليوم نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا جميعا تكثيف الجهود لدفع عجلة الاقتصاد الوطني قدما، لا سيما في المجالات التي تمتلك فيها بلادنا قدرات إستثنائية، وعلى رأسها القطاع السياحي. لذلك، فإن إعادة تنشيط السياحة لا تعني تعزيز الإيرادات المادية فحسب، بل تعني إعادة رسم صورة لبنان كوجهة حضارية وثقافية رائدة على مستوى العالم، بحيث يحتل موقعه الطبيعي، كيف لا وهو الذي كان رائد النهضة العربية وقبلة الشرق والغرب ودرة المتوسط".
وقالت: "إننا، وفي أصعب الأوقات الاقتصادية التي عصفت بوطننا لبنان، لم نتوان لحظة عن تقديم كل ما في وسعنا وبذل كل ما لدينا من جهد، ولكننا أردنا عن سابق تصور وتصميم، أن نحول هذه الجهود لصالح دعم المشاريع الصحية وأهمها الإنتهاء من أعمال مستشفى أنطوان الخوري ملكه طوق – بشري الحكومي. أما اليوم، ومع الأمل الذي نشهده، نعود لنضع السياحة في صدارة أولوياتنا، عبر إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدولية بنسخة العام 2025، والتي ستكون بحلة جديدة أكبر وأبهى من أي وقت مضى. وسيمثل هذا الحدث رسالة للعالم بأن لبنان، وعلى رغم التحديات، ما زال ينبض بالإبداع والحياة، وأن منطقة جبة بشري تستحق أن تكون أبرز وجهة سياحية بما توفره من روائع وما تضم من معالم ومنتجعات".
اضافت: "إنه حدث يجمع بين العراقة والتجدد، وبين التراث والإبداع، حدث يرفع الصوت عاليا بإسم لبنان كواحة للإبداع والجمال والحرية، وليس كساحة لتوجيه الرسائل. لذلك وقع خيارنا على فنانين لبنانيين مبدعين: فرقة "مياس" التي تتميز براقصات لبنانيات محترفات بقيادة الفنان الخلاق نديم شرفان، إيمانا منا بأن للمرأة دورا أساسيا ومهما في بناء المجتمع اللبناني، والفنان وائل كفوري الذي أبدع في مختلف المناسبات، وآخرها في حفل الJoy Awards الذي أقيم في الرياض هذا العام، إذ قدم duo مع النجم الكندي Micheal Bublé حيث رفع اسم لبنان عاليا".
وتابعت: "بالإضافة لمياس ووائل، أصررنا على أن يكون للشباب اللبناني ليلة مع الDJ العالمي Black Coffee، لذلك من هنا أتوجه إلى الشباب اللبناني، وأود أن أقول لهم إن المستقبل هو لكم، ودوركم كبير في هذا الوطن. وأدعوهم إلى عدم الهجرة، وأدعو الذين هاجروا إلى العودة ما دام هناك أمل، لكي نبني معا لبنان الحلم، لبنان السيادة والحرية الذي يشبهكم. ومن المؤكد أننا لا نستطيع بناء لبنان الجديد من دونكم".
واردفت: "لبنان اليوم أمام فرصة ذهبية لاستعادة مكانته على الخريطة الثقافية والسياحية العالمية، وإننا ملتزمون بأن نكون جزءا من هذه المسيرة المشرقة، معتمدين على إرادة شعبنا الذي طالما أبدع بتحويل المحن إلى فرص، والتحديات إلى إنجازات، واجترح من الضعف القوة ومن الألم الأمل".
وختمت: "نلتقيكم في صيف 2025، في ظلال قلب الأرز الخالد، لنعيد معا رسم لوحة لبنان الأجمل. الشكر الكبير لأصحاب المعالي الوزراء: يوسف رجي، غسان سلامه، لورا لحود وبول مرقص لحضورهم معنا اليوم، والشكر للرعاة وللمتبرعين المؤمنين بعملنا وأدائنا في مهرجانات الأرز الدولية، والشكر للصحافيين وأهل الإعلام الموجودين معنا، والشكر أخيرا وليس آخرا لمحبي، بل لعشاق، "مهرجانات الأرز الدولية" الذين سيشاركوننا هذه الفرحة".
لحود
بدورها، قالت وزيرة السياحة: "يسعدني أن أكون معكم في إطلاق مهرجانات الأرز الدولية لعام 2025، هذه المناسبة التي تترجم معاني الوفاء لتراثنا الوطني، وتعكس إرادة النهوض التي يحملها اللبنانيون في قلوبهم، رغم كل ما مر به وطننا من صعاب".
اضافت: "سنلتقي في جوار الأرز الخالد، لندرك مع جبران خليل جبران أنه "لو تمكنت شجرة الأرز من أن تتكلم، لأخبرتنا تاريخ العالم". نقف هناك بخشوع واحترام، لنستمع إلى ما تهمسه إلينا هذه الأشجار التي لم تهزمها رياح الزمن، ولم تضعفها عواصف التاريخ. وربما في هذا الصمت الذي سيفصلنا للحظات عن صوت الموسيقى والإبداع، نعيد اكتشاف صوتنا الحقيقي، هويتنا الأصيلة، وحكاية وطن صغير في مساحته، كبير بشعبه، عظيم برسالته الإنسانية إلى العالم".
وتابعت: "سنقف هناك لنشعر بأننا جزء من حكاية عريقة، من شجرة ما زالت ممتدة الأغصان نحو السماء، تعانق المستقبل، وتدعونا أن نمد جذورنا عميقا في أرضنا، وأن نرتفع عاليا بأحلامنا وطموحاتنا".
وقالت: "مهرجانات الأرز الدولية هي التزام يتجاوز الفن والموسيقى والثقافة. هي احتفال حي بالإنسان، وبحياة الناس الذين حافظوا على هذه الأرض الغالية، وورثوا جيلا بعد جيل قصص صمودهم وأصالة عاداتهم. إنها وعد قطعناه على أنفسنا، بأن من يزور الأرز، لا يأتي لحضور أمسية فقط، بل ليعيش تجربة تمس قلبه وتلامس روحه. فمن وادي قاديشا، حيث التاريخ يتنفس من جدران أديرته ومغاوره، إلى درب القديسين، عبورا بالغابات المهيبة التي شهدت تأملات النساك وصلاة الناس البسطاء، يشعر الزائر بجمال كل حجر وكل شجرة وكل ابتسامة".
اضافت: "هذه الرؤية التي نطمح إليها لا يمكن أن تتحقق بالجهود المنفردة، ولا يمكن أن تبقى مجرد شعارات نرددها. نحتاج اليوم إلى شراكة حقيقية وعميقة بين وزاراتنا، إلى تعاون مع الخارجية التي تعيد لبنان إلى مكانته في العالم، والثقافة التي تروي حكاياتنا إلى القلوب قبل العقول، والإعلام الذي ينقل رسالتنا بأمانة ومصداقية وشفافية. هذه هي روح التعاون والتكامل الحقيقي التي ستمكننا من أن نعيد للبنانيين الثقة بوطنهم، وللعالم إيمانه بأن لبنان ليس مجرد وجهة سياحية، بل أرض تختصر الإنسانية كلها في قصة شعب لا يعرف المستحيل".
وتابعت: "مهرجانات الأرز، هي دليل دامغ على الإبداع والمبادرة والتميز. وكما أدهش الأرز العالم على مر التاريخ، نسعى اليوم لندهشه مرة جديدة بقدرتنا على التجدد والابتكار والنهوض من أصعب المآسي".
وختمت: "كل الشكر للجنة المهرجانات ورئيستها، وكل من عمل وما زال يعمل ليكون هذا الحدث وجها لبنانيا مشرقا، ودليلا على ما يحمله هذا الوطن من طاقة وحب للحياة، وفاء للأرز".
مرقص
وتحدث وزير الإعلام فقال: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الحدث الذي يحمل دلالة كبيرة، ليس فقط على المستوى الثقافي، بل أيضا على المستوى الوطني".
واعتبر أن "مهرجانات الأرز الدولية ليست مجرد فعالية فنية أو سياحية، بل هي جزء من هوية لبنان الثقافية والإعلامية، ومن مسيرته التي تحدت الصعاب وعادت لتزهر من جديد في بداية عهد جديد"، وقال: "عندما نتحدث عن الأرز، فإننا نتحدث عن أحد رموز لبنان الأكثر تجذرا، ليس فقط في طبيعتنا، بل في وعينا الجماعي. هذه الأشجار التي صمدت لآلاف السنين لم تفقد قدرتها على التجدد، تماما كما لم يفقد لبنان قدرته على إعادة النهوض في كل مرة يواجه المحن. من هنا، تأتي أهمية هذه المهرجانات، وهي ليست منصة للعرض، بل هي تأكيد أن لبنان، رغم كل ما مر فيه، لا يزال حاضرا، قادرا على الإبداع، ومتمسكا بموقعه على الخريطة الثقافية العالمية".
وأشار إلى أن "إعادة إطلاق مهرجانات الأرز الدولية، في هذا التوقيت بالذات تحمل رسالة واضحة"، وقال: "لا يمكن للأزمات أن تطفئ روح لبنان، ولا يمكن للظروف أن تعطل إرادة الحياة فيه، فالقطاع الثقافي والفني ليس رفاهية، بل هو جزء أساسي من صورة لبنان الحضارية، وجزء لا يتجزأ من اقتصاده".
أضاف: "إن السياحة الثقافية كانت دائما ركيزة أساسية في جذب اللبنانيين والمغتربين والزوار من مختلف أنحاء العالم، ونحن اليوم في أمس الحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة تفعيل هذا الدور، ليس فقط لدعم الاقتصاد، بل أيضا لإعادة الثقة بلبنان كوجهة للإبداع والانفتاح ولبعث رسالة إيجابية مدوية إلى الانتشار اللبناني في كل أصقاع العالم لنقول له: ناطرينك!".
وأوضح أن "دور وزارة الإعلام في هذا الإطار، لا ينحصر في نقل الحدث، بل يساهم في نقل صورة لبنان الحقيقية، إلى العالم، كبلد الثقافة والسياحة والفن"، وقال: "نحن نؤمن بأن الإعلام يجب أن يكون شريكا في إبراز هذه الفعاليات، وداعما لمثل هذه المبادرات التي تعزز صورة لبنان الإيجابية".
أضاف: "لا يمكن الحديث عن مهرجانات الأرز الدولية من دون توجيه التحية إلى كل من يؤمن بلبنان، وكل من يصر على البقاء والاستثمار فيه، ولكل فنان وإعلامي ومثقف يساهم في إبقاء هذه الصورة حية في أذهان اللبنانيين والعالم. ولا يمكن الحديث عن مهرجانات الأرز الدولية من دون شكر المنظمين، وعلى رأسهم النائبة ستريدا جعجع".
وختم: "نراكم هذا الصيف في مهرجان يجمع بين الأصالة والتجدد، ويؤكد أن لبنان، رغم كل شيء، يبقى بلد الفرح والإبداع. عاشت مهرجانات الأرز الدولية، عاش لبنان!".
سلامه
وألقى وزير الثقافة كلمة قال فيها: "تلهمني هذه المناسبة العلاقة الوطيدة ما بين المقدس والمعولم، وأراها في ثلاث: أراها أولا في شجرة، أراها ثانيا في واد، وأراها ثالثا في رجل. الشجرة، هي التي تتوسط علمنا الوطني، وأذكر أنه منذ نحو عشرين عاما أرسلتني الحكومة إلى أحد رؤساء إفريقيا ماثيو كيريكو رئيس جمهورية بنين، لأدعوه إلى زيارة لبنان وحضور القمة الفرنكوفونية. دخلت إليه في مكتب صغير، فأجلسني ووجدت كتابا كبيرا على طاولته، وفيه علامة في مكان ما. قال لي: هذا نشيد الأناشيد يتحدث عن الأرز، لا تحدثني عن لبنان، لا تحدثني عن أي شيء، حدثني عن الأرزة، فهذه شجرة مقدسة. سآتي إلى قمتكم فقط إن أهديتموني شجرة أرز، فقلت له: من الصعب أن تعيش هذه الأرزة في بلادكم، فهي تحتاج إلى علو. قال: أنا سأجرب، وأحيانا تحصل عجائب. هذا هو الرابط بين المقدس والمعولم، شجرتنا ليست ملكنا، هي ملك القداسة على المستوى العالمي".
أضاف: "أما الوادي، فهو وادي القديسين، وهو مقدس في اسمه، كما في تاريخه، كما في احتضانه للحضارة المارونية على مر قرون وقرون، بأديرته وبنساكه. ولذلك، فهو تراث مبني في أديرته، وتراث غير مبني وغير ملموس في الذاكرة التاريخية التي حملها نساكه، وقامت اليونيسكو باعتباره معلما أساسيا يجب حمايته عام 1998".
وتابع: "هذا لا يعني أبدا أننا لا نريد لهذا الوادي أن ينتعش اقتصاديا، فوزارة الثقافة تعمل للمساعدة في إنشاء تعاونية زراعية في ذلك المكان. كما عملت سابقا وستبقى تعمل لكي تكون هناك دروب للمشاة في كل الوادي. وكان لي الحظ مرة على الأقل أن أرافق البطريرك العزيز مار نصر الله بطرس صفير في إحدى جولاته في هذا الوادي".
وأردف: "هذا الوادي مهدد بمن لا يشاركنا في هذه القاعة، هذا الاعتبار العميق للقاء القداسة مع العولمة. ولذلك، أستسمحكم العذر بشكر صاحبة الدعوة هذا المساء النائبة ستريدا جعجع على دعمها المطلق لوزارة الثقافة في الدفاع عن قدسية هذا الوادي".
وقال: "بالنسبة للرجل، فلن أفاجئكم إن كان جبران. جبران خليل جبران هو نموذج للقاء العالمية مع القداسة. فأي كتاب لقي انتشارا مثل "النبي"، وهو التعبير القدسي بامتياز، غير الكتاب المقدس نفسه؟ وأي رجل ظل ممزقا بين وطنه الأصل والمغتربات مثل جبران؟ وأي رجل كان على هذا المستوى، بيننا نحن اللبنانيين، من الانتشار العالمي؟ لذلك، فنبي جبران هو لقاء آخر للمقدس مع المعولم. ولذلك، الشجرة، والوادي، والرجل، تشير إلى كل ذلك".
وأشار إلى أن "أحد زعماء هذه المنطقة قال في مذكراته، إنه بدأ حياته بالترجمة عن العربية إلى لغته الوطنية، فكان أول كتاب ترجمه هو لجبران: دمعة وابتسامة".
رجي
من جهته، قال وزير الخارجية: "ليست مصادفة أن تكون الأرز في قلب العلم، وأن يكون العلم في قلب كل مؤمن بلبنان اللبناني، وأن يتوج الصيف دوريا بمهرجان الأرز. وليست مصادفة أن تكون الأرزة رمز لبنان، بثباتها عميقة في الأرض، وامتدادها منتشرة في الفضاء، فلبنان عميق الجذور على جبين الصفحات الأولى في كتاب التاريخ، ومنتشر في العالم تحت كل سماء، فلا واحة في الدنيا، إلا وفيها نور نابض من لبنان".
وشدد على أن "الأرزة ليست مجرد ختم على جوار السفر، وليست شعارا على بطاقة الهوية، إنها وديعة أجيال مؤمنة بهذه الأرض المباركة المقدسة"، وقال: "تاريخيا، أثبت وطننا أنه عانى وعاين مراحل صعبة في سنوات معقدة، وانتصر عليها وخرج منها ساطعا كشمس لبنان، بهيا كثلج لبنان، شامخا كجبل الأرز الذي يتوج هامة لبنان".
أضاف: "سياحيا، يستقطب لبنان زوارا وسياحا من أربعة أقطار العالم، يفدون إليه حجاج معرفة، ويعودون منه بدهشة ما شاهدوا في طبيعته من جمال، وما في مدنه وقراه من طبائع وعادات فريدة، وقرنوه دائما بوطن الأرز. ثقافيا، أثبت لبنان أنه منارة ثقافة وفكر وفنون، وأنه لا يقاس بجغرافيته الضئيلة ولا بديموغرافيته القليلة، بل بإبداعات أبنائه في مختلف الحقول المعرفية. كل هذا العطاء، له رموزه في الأرز، وجبل الأرز، وقدسية الأرز، وفي مهرجان الأرز الذي يضيء مسرحه بروائع الفنون، كما يضيء لبنان التاريخ بروائع أعلامه".
وتابع: "نحن في وزارة الخارجية، نسعى دائما إلى أن نكون مرآة الرئتين: بين لبنان المقيم والمغتربين، مما يعكس حضارة لبنان على أرضه وفي العالم. وإننا في الوزارة، وهي تعني المغتربين بشكل مباشر، نتطلع إلى المغتربين اللبنانيين في كل صقع من بلدان العالم، وندعوهم إلى لبنان هذا الصيف، وهو صيف واعد بإعادة البهجة إلى القلوب، وإعادة المناطق اللبنانية إلى هدوئها وجمالها وأهلها، حتى تعمر ديارنا اللبنانية في الصيف بأهلها العائدين بشوق وحنين، وتزدهر أينما كان من بلادنا الجميلة مهرجانات لبنانية تغذي السياحة، والدورة الاقتصادية، واللقاءات الاجتماعية، ودعوات التجمع الأهلي كي يلتقي، صيفا، لبنان المقيم مع لبنان المغترب، فيزهر لبنان السياحة بالفنون والفتون ويعود الفرح إلى ربوعنا حين ستنعم بعودة أهلها البعيدين وفرحة أبنائها المقيمين".
وختم: "من أبرز هذه المهرجانات: مهرجات الأرز... فالتحية إلى رئيسته النائبة ستريدا جعجع على نشاطها الدؤوب الذي يطل علينا دوما بالجديد الحضاري والفني والثقافي، والتحية إلى لجنة مهرجان الأرز على ما تسعى دوما إليه من فتوة فكر وتصميم. إذا كان الخلود مرسوما لما يبقى في الزمان، بعدما يغرق الباقي في النسيان، فطوبى لنا مهرجان الأرز يطل من أعلى قممنا ليوزع على العالم نورا جميلا بهيا من جبل الأطياب، كما ورد في الكتاب المقدس، ومن أرض الفكر اللبناني، كما تلقفه كل فكر خصيب في آثار المبدعين".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- المدن
"ميّاس" تبدع في جولة بيونسيه...وتستعد لمهرجان الأرز
يستمر نديم شرفان وفرقته الماسية "ميّاس" بتسطير نجاح تلو آخر؛ فقد اختارت الفنانة العالميّة بيونسيه شرفان لتصميم عروض جولتها الفنيّة الراقصة التي حملت عنوان "كاو بوي كارتر". وحقّقت هذه العروض نجاحاً ونالت اعجاب الجمهور والنقاد معاً. وعلّق شرفان على جولته مع بيونسيه قائلاً: "انا فخورٌ جداً بأنّ إبداعاتي في الرّقص تتجسّد على أرض الواقع مع أكبر نجمة في القرن الحالي. بيونسيه حلمٌ أصبح حقيقة على المسرح العالمي وقد سكبت روحي في هذه اللّوحات الراقصة". وشكر شرفان- المؤمن بالرّقص كوسيلة أساسية لمقاومة الظلامية - راقصات فرقته اللّواتي وقفن الى جانبه وسط الفوضى قائلاً: "هذا النجاح الكبير هو نتيجة تفانيكن وقوّتكن... هذا هو انتصارنا". وتابع: "تلقينا الدّعوة للفرقة في أحلك أيام الحرب في لبنان، حين كان كل شيء ينهار من حولنا، فكان الإبداع ملجأنا وبصيص املنا الذي تسلّحنا به". وليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها بيونسيه الى شرفان كصانع حرّيف للنجاحات المميزة، فقد سبقت لها الاستعانة به عند مشاركتها في افتتاح فندق فاخر في دبي العام 2023، وخطفت حينها الفنّانة العالمية الأضواء؛ وباتت حديث الناس بفضل العرض الراقص لفرقة "مياس" الذي جمع بين الثقافتين الشرقية والغربية في قالب مميز ساحر نال كثيراً من التصفيق. وتعود فرقة "مياس" ومؤسّسها نديم شرفان إلى لبنان مكلّلين بالنجاح، متسلّحين بالإرادة الصلبة والايمان بمستقبل واعد لبلادهم. وسينقل شرفان وفرقته، الأمل هذا الى اللبنانيين في 19 تموز المقبل، فهم على موعد معه لإحياء مهرجانات الأرز الدولية بأمسية فريدة من نوعها بعنوان "العودة"، مستوحاة من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران، ويَعِد المصمم الجمهور بعروض خيالية ساحرة. وسيجمع الاستعراض أكثر من 60 راقصة، بمشاركة نخبة من الممثلين اللبنانيين، بمن فيهم الممثلَين سينتيا كرم وعمار شلق، بالإضافة الى الفنّان ملحم زين الذي شارك بصوته في مقطوعات مُصممة خصيصاً للعرض.


الديار
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الديار
"ميّاس" تبدع في جولة بيونسيه العالميّة ونديم شرفان: "هذا نصرنا"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يستمر المتألق نديم شرفان وفرقته الماسية "ميّاس" بتسطير نجاح تلو آخر رافعين اسم لبنان عالياً في الأوساط الفنيّة العالميّة؛ فقد اختارت الفنانة العالميّة بيونسيه شرفان لتصميم عروض جولتها الفنيّة الراقصة التي حملت عنوان "كاو بوي كارتر". وحقّقت هذه العروض نجاحاً باهراً ونالت اعجاب الجمهور والنقاد معاً فبلغ التفاعل أقصاه وكسر شرفان وفرقته مرة اخرى الحواجز الجغرافية متربّعين على عرش الفن العالمي على أكبر المسارح؛ فبرهن المصمّم الشاب بما لا لبس فيه انّه قادر على صنع المستحيل والعبور ببلد الارز؛ رغم ظروفه الصعبة؛ الى العالمية. وعلّق شرفان على جولته مع بيونسيه قائلاً: "انا فخورٌ جداً بأنّ إبداعاتي في الرّقص تتجسّد على أرض الواقع مع أكبر نجمة في القرن الحالي. بيونسيه حلمٌ أصبح حقيقة على المسرح العالمي وقد سكبت روحي في هذه اللّوحات الراقصة". وشكر شرفان- المؤمن بالرّقص كوسيلة اساسية لمقاومة الظلامية - راقصات فرقته اللّواتي وقفن الى جانبه وسط الفوضى قائلاً: "هذا النجاح الكبير هو نتيجة تفانيكن وقوّتكن... هذا هو انتصارنا". وتابع: "تلقينا الدّعوة للفرقة في أحلك أيام الحرب في لبنان، حين كان كل شيء ينهار من حولنا، فكان الإبداع ملجأنا وبصيص املنا الذي تسلّحنا به". وليست هذه اوّل مرة تلجأ فيها بيونسيه الى شرفان كصانع حرّيف للنجاحات المميزة فقد سبق لها الاستعانة بخبراته عند مشاركتها في افتتاح فندق فاخر بدبي في العام ٢٠٢٣؛ وخطفت حينها الفنّانة العالمية الاضواء؛ وباتت حديث الناس بفضل العرض الراقص لفرقة "مياس" الذي جمع بين الثقافتين الشرقية والغربية في قالب مميز ساحر نال كثيرا من التصفيق. وتعود فرقة "مياس" ومؤسّسها نديم شرفان إلى ارض الوطن مكلّلين بالنجاح، متسلّحين بالإرادة الصلبة والايمان بمستقبل واعد لبلدهم لبنان. وسينقل شرفان وفرقته الأمل هذا الى اللبنانيين في التاسع عشر من تموز؛ فهم على موعد معه لإحياء مهرجانات الأرز الدولية بأمسية فريدة من نوعها بعنوان "العودة" مستوحاة من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران ويعد المصمم الجمهور بعروض خيالية ساحرة. وسيجمع الاستعراض أكثر من ٦٠ راقصة، بمشاركة نخبة من الممثلين اللبنانيين، بمن فيهم الممثلة القديرة سينتيا كرم، والممثل المبدع عمار شلق. بالإضافة الى الفنّان ملحم زين الذي شارك بصوته بمقطوعات مُصممة خصيصاً للعرض.


النهار
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
لوحة نادرة لجبران خليل جبران تُطرح للبيع في لندن
طرحت دار "سوذبيز" للمزادات لوحة تعود إلى جبران خليل جبران للبيع ضمن مزاد في لندن، بسعر تقديري يراوح ما بين 25 ألفاً و30 ألف جنيه استرليني (نحو 33 ألفاً و600 دولار - 37 ألفاً و500 دولار)، وينتهي في الأول من أيار/مايو. اللوحة التي لا تحمل عنواناً، تُصوّر النبي الأسطوري في الميثولوجيا الإغريقية أورفيوس، الذي اشتهر بشعره وموسيقاه، وموقّعة بالحرفَين الأولين من اسم خليل جبران (.K.G) في أسفل الزاوية اليمنى. وقد نفّذها الفيلسوف والرسام اللبناني الأميركي -على الأرجح- خلال العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، بتقنية الألوان المائية وقلم الرصاص على ورق، بأبعاد 28 × 21 سم، وضمن إطار بقياس 40 × 31.1 سم. خلال مسيرته الفنية، أنجز جبران خليل جبران أكثر من 700 عمل بين لوحات مائية ورسومات، ولا يزال واحداً من أعظم الروائيين في الأدب العربي والأميركي الحديث؛ وكتابه "النبي" لم تنقطع طباعته منذ صدوره الأول عام 1923، وقد تُرجم إلى أكثر من خمسين لغة. تأثر جبران تأثراً كبيراً بالشاعر الإنكليزي وليم بليك والنحات الفرنسي أوغست رودان، وأصبح من الشخصيات الرائدة في المرحلة المتأخرة من الحركة الرومانسية. وبحسب "سوذبيز"، "اشتهر بصفائه الروحي وقدرته الاستثنائية على التأمّل. وقد تميّزت أعماله، سواء في الرسم أم السرد القصصي أم الشعر، بجذورها الصوفية العميقة. وتمثّل دراساته ورسوماته مزيجاً فريداً من التناقضات، إذ تجمع بين جمال إلهيّ نقيّ وبين ظلال خفيّة من الطابع المظلم". تُعدّ قصة "أورفيوس ويوريديس" من أشهر المآسي الرومانسية الإغريقية، وقد ألهمت العديد من الرسامين على مرّ العصور، ومنهم جبران، الذي رواها بأسلوب أدبيّ رائع في دراسته الفنّية "نبذة في فن الموسيقى"، التي نشرتها جريدة "المهاجر" في نيويورك عام 1905، ولاحقاً أنجز لوحة زيتية لرأس أورفيوس القتيل تجرفه مياه النهر إلى البحر (1908 - 1914) أهداها لماري هاسكل وموجودة في متحف تلفير الأميركي، وأخرى مائية (1928) من محفوظات متحفه في بشرّي (شمال لبنان) تصوّر أورفيوس حاملاً كنارة وسط الغابة، وتُشبه إلى حدّ بعيد اللوحة التي تعرضها "سوذبيز" مع بعض التعديلات. وتكشف لوحات جبران ودراساته عن قدرته الفريدة على التعبير من خلال الخطوط والأشكال، مقدّمةً مدخلاً نادراً إلى عالمه الداخلي كفنان متعدّد الأبعاد. وأشارت "سوذبيز" إلى أنّ "أعماله نادرة الظهور في المزادات، إذ انتقلت أغلبها عبر أيدي أصدقائه المقرّبين وورثتهم". واللوحة الحالية تحديداً وصلت عن طريق الإرث من وليام شحادة، مؤلف كتاب "جبران خليل جبران: نبي في طور التكوين" الصادر عام 1991، وهي من مجموعة الراحل فضلو ألبرت شحادة، أستاذ الفلسفة السابق في جامعة روتجرز.