logo
هرباً من الأزمة الاقتصادية... باعة إيرانيون جوّالون يقصدون جنوب العراق

هرباً من الأزمة الاقتصادية... باعة إيرانيون جوّالون يقصدون جنوب العراق

النهار١٢-٠٤-٢٠٢٥

كل يوم جمعة، يجتاز علّاوي، على غرار عشرات الباعة الإيرانيين، حدود بلاده عبر معبر الشلامجة متّجها إلى مدينة البصرة العراقية حيث يبيع الخضار في سوق شعبية، هرباً من أزمة اقتصادية حادّة وتبعات العقوبات الأميركية على إيران.
ومنذ بزوغ الفجر، يفرش باعة إيرانيون بضاعة رخيصة الثمن منها الدجاج المجمّد والبيض والخضار وزيوت الطعام وقشطة "القيمر" كما تُسمّى في العراق، على رصيف شارع رئيسي في وسط مدينة البصرة الجنوبية.
ويقول علّاوي البالغ 36 عاما الذي لم يكشف عن كنيته، لوكالة فرانس برس في "سوق الجمعة" إن "الوضع صعب في الجانب الإيراني"، موضحا "علينا حصار".
منذ سبعة أعوام، يبيع علاّوي وهو أب لطفلَين، بضاعته في البصرة، مشيدا بجودة المنتجات الإيرانية، من التمور واللبن التي يبيعها في الشتاء، إلى البامية في فصل الصيف.
ويكسب علّاوي 50 إلى 75 ألف دينار عراقي (38 إلى 50 دولارا) في اليوم، ما يساوي "مبلغا كبيرا في إيران" يكفيه "مدة خمسة إلى سبعة أيام".
ويشير إلى أنه حاول كثيرا بيع الفاكهة في سوق في منطقته بمحافظة خوزستان الإيرانية، لكن "السوق ضعيفة والسلع تتلف فنرميها ونخسر".
"شريان حيان"
فمنذ العام 2018، ترزح إيران تحت وطأة عقوبات أعادت واشنطن فرضها بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي الجانب من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي.
ومذاك الحين لم يتمكن الاقتصاد الإيراني من التعافي مع تسجيل تضخم جامح وتراجع حادّ في سعر صرف الريال الإيراني في مقابل الدولار.
في آذار/مارس، ارتفعت أسعار السلع في إيران بأكثر من 32,5% على أساس سنوي، بحسب مركز إيران الإحصائي وهو هيئة رسمية. وبلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء مليون ريال إيراني تقريبا في الشهر نفسه.
ودفعت هذه الأزمة عشرات الباعة الجوالين الإيرانيين إلى السفر بعد منتصف ليل كلّ خميس إلى البصرة، في رحلة تستمر ساعات عدة.
على رصيف غزاه الغبار، تنتشر بضائع في صناديق بلاستيكية أو أكياس رز، ويجلس باعة فيما ينام آخرون وقد تلحفوا ببطانيات أو قطع كرتون، قرب صناديق وحقائب سفر وأكياس بلاستيكية كبيرة لحمل البضائع.
يؤكد الباحث في مركز "تشاتام هاوس" حيدر الشاكري أن هذه الظاهرة القديمة "تزايدت إلى حدّ كبير خلال العقد الماضي مع تزايد تأثير العقوبات على الحياة اليومية في إيران".
ويرى أن "هذه التجارة العابرة للحدود قد تكون ربما بالنسبة للكثير من الإيرانيين، شريان حياة حيويا"، موضحا "يوفّر كسب الدخل بعملات أكثر استقرارا مثل الدينار العراقي أو حتى الدولار الأميركي، حماية مالية ضد التضخم الحاد وتراجع قيمة العملة".
وغالبية الباعة المتجولين أطفال من أبناء الطبقة العاملة من مناطق الأهواز وخرمشهر وعبادان، وهي مناطق إيرانية حدودية مع العراق يتحدث الكثير من سكانها اللغة العربية و"يتشاركون بروابط ثقافية مع جنوب العراق"، بحسب الشاكري.
وتأثر عدد كبير من النساء وكبار السنّ إضافة إلى العاطلين عن العمل، "بشدّة بالتضخم والترهل الاقتصادي في إيران"، وفق المحلل.
وتشكّل إيران، إضافة إلى دورها المهم في المشهد السياسي في بغداد، شريكا اقتصاديا كبيرا للعراق الذي يُعدّ ثاني أكبر مستورد للمنتجات الإيرانية غير النفطية. وقد تخطى حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين 10 مليارات دولار.
يعبر ميلاد البالغ 17 عاما ووالدته أسبوعيا منذ عامَين، الحدود نحو العراق حتى انتهى بهما الأمر الشهر الماضي إلى استئجار محل تجاري متواضع في وسط البصرة.
ويرى الشاب الذي يشجّع نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم، أن "العمل صعب والعملة ضعيفة" في إيران.
ويقول الشاب الذي ترك الدراسة إن ابن عمه "الذي أنهى دراسته لم يجد عملا بعد". من جانبه، يقصد أبو أحمد (55 عاما) المتحدّر من البصرة كل جمعة هذه السوق بحثا عن منتجات بـ"أسعار رخيصة".
ويقول الأستاذ في الرياضيات "إن الإيرانيين يجلبون مواد رخيصة نستفيد منها". فكيلوغرام "البامية هنا ثمنه ستة آلاف دينار" أي حوالى أربعة دولارات. أمّا في الزبير الواقعة على أطراف مدينة البصرة، "سعرها نحو 20 ألفا" (15 دولارا تقريبا).
ويمازح قائلا "حتى (قشطة) +القيمر+ التي يبيعونها أفضل من الموجودة في السوق العراقية".
غير أن الشاكري يرى أن الحالة أشبه بمنافسة غير عادلة إذ "يشعر الباعة المحليون أحيانا بعدم الرضا للمنافسة، حتى أن قوات الأمن العراقية تحاول إخراج (الباعة الإيرانيين)، لكنهم يعودون".
ويشتكي كثير من الباعة من معاملة سيئة عند عبور الحدود، بينهم أمّ منصور (47 عاما).
غير أنها تحقق في البصرة "أربعة أضعاف ما تكسبه في إيران" حيث "لا سبل للعيش".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!
لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!

ليبانون 24

timeمنذ 21 دقائق

  • ليبانون 24

لهذه الأسباب... الدولار يتجه نحو الانخفاض!

يتجه الدولار، اليوم الجمعة، لتسجيل أول انخفاض أسبوعي له منذ خمسة أسابيع، مدفوعًا بمخاوف متزايدة بشأن أوضاع الدين العام في الولايات المتحدة. فقد تحوّل تركيز المستثمرين من المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية إلى القلق من الوضع المالي الأميركي، خصوصًا بعد قيام وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وإقرار مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يوم أمس الخميس، مشروع قانون ضخم يشمل تغييرات في الضرائب والإنفاق. ويأتي هذا التراجع في ظل بلوغ الدين الأميركي مستوى قياسيًا يقدّر بـ36 تريليون دولار، بالتوازي مع خطط للرئيس السابق دونالد ترامب تتضمن خفض الضرائب والميزانيات الفيدرالية، مقابل زيادة الإنفاق العسكري والتمويل المخصص للحدود، وهو ما ساهم في تقلبات حادة في عائدات السندات طويلة الأجل، التي تؤثر مباشرة على كلفة الاقتراض. وسجّل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عامًا انخفاضًا بنحو 4 نقاط أساس، لكنه بقي أعلى بقليل من 5%، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى له خلال 19 شهرًا. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، فقد تراجع بنسبة 0.58% إلى 99.38 نقطة بحلول الساعة 14:01 بتوقيت موسكو ، ويتجه نحو خسائر أسبوعية تُقدّر بـ1.75%.

"طالبان" تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية بالعملات المحلية
"طالبان" تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية بالعملات المحلية

النهار

timeمنذ 41 دقائق

  • النهار

"طالبان" تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية بالعملات المحلية

أفاد القائم بأعمال وزير التجارة الأفغاني بأن إدارة "طالبان" في مرحلة متقدمة من المحادثات مع روسيا بشأن تسوية بنوك من كلا الاقتصادين الخاضعين للعقوبات معاملات تجارية بمئات الملايين من الدولارات بالعملتين المحليتين للبلدين. وقال نور الدين عزيزي لرويترز أمس الخميس إن الحكومة الأفغانية قدمت مقترحات مماثلة للصين. وأضاف أن بعض المناقشات أجريت مع السفارة الصينية في كابول. وأضاف أن فرقا فنية من البلدين تعمل على المقترح مع روسيا. وتأتي هذه الخطوة في وقت تركز فيه موسكو على استخدام العملات الوطنية للابتعاد عن الاعتماد على الدولار في وقت تواجه فيه أفغانستان انخفاضا حادا في موارد البلاد الدولارية بسبب خفض المساعدات. وقال: "ننخرط حاليا في مناقشات متخصصة في هذا الشأن، مع الأخذ في الاعتبار وجهات النظر الاقتصادية الإقليمية والعالمية والعقوبات والتحديات التي تواجهها أفغانستان حاليا، وكذلك التحديات التي تواجهها روسيا. المناقشات الفنية جارية". ولم ترد وزارة الخارجية الصينية ولا البنك المركزي الروسي بعد على طلبات للتعليق. وقال عزيزي إن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفغانستان حاليا عند نحو 300 مليون دولار سنويا، مرجحت أن يشهد نموا كبيرا مع تعزيز الجانبين للاستثمار. وقال إن الإدارة في أفغانستان تتوقع زيادة مشتريات البلاد من المنتجات النفطية والبلاستيك من روسيا. وأضاف: "أنا واثق من أن هذا خيار جيد للغاية... يمكننا استخدام هذا الخيار لمصلحة شعبنا وبلدنا". وتابع: "نريد أن نتخذ خطوات في هذا الاتجاه مع الصين أيضا"، مضيفا أن أفغانستان تجري معاملات تجارية بنحو مليار دولار مع الصين كل عام. وقال: "تم تشكيل فريق عمل يتألف من أعضاء من وزارة التجارة (الأفغانية) والسفارة الصينية... والمحادثات جارية". قطاع الخدمات المالية في أفغانستان معزول إلى حد كبير عن النظام المصرفي العالمي بسبب العقوبات المفروضة على بعض قادة حركة "طالبان" التي استولت على حكم البلاد في 2021 مع انسحاب القوات الأجنبية. وتأثر وضع هيمنة الدولار بين العملات العالمية في السنوات القليلة الماضية بسبب منافسة مع الصين وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

زيادة إنتاج "أوبك بلاس" تدفع بأسعار النفط الى التراجع
زيادة إنتاج "أوبك بلاس" تدفع بأسعار النفط الى التراجع

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

زيادة إنتاج "أوبك بلاس" تدفع بأسعار النفط الى التراجع

انخفضت أسعار النفط اليوم للجلسة الرابعة على التوالي وتتجه لتسجيل أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع، متأثرة بضغوط جديدة بشأن الإمدادات ناجمة عن زيادة محتملة أخرى في إنتاج تحالف أوبك+ في تموز. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتاً إلى 64.13 دولار للبرميل. كما نزلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتا إلى 60.87 دولار.وكان خام برنت قد انخفض 1.9 في المئة منذ بداية الأسبوع، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط 2.5 في المئة.ولامس العقدان، أمس، أدنى مستوى لهما في أكثر من أسبوع بعدما أفادت بلومبرغ نيوز في تقرير بأن أوبك+ تدرس زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج خلال اجتماع في الأول من حزيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store