
محمد سمير ندا بعد فوزه بجائزة البوكر: الكتابة لا تستطيع تغطية تكاليف حياة أي كاتب بالمنطقة العربية
علق الكاتب محمد سمير ندا، الفائز بجائزة البوكر العربية لعام 2025 عن روايته صلاة القلق، قائلًا: سعيد لأن رواية مصرية فازت بجائزة عربية كبيرة، وهو أمر يشعرني بالفخر، وعندما يمتزج اسمي باسم مصر، فهذا يصيبني بالقشعريرة، حيث أشعر بالفخر لأنني استطعت أن أضع اسم الرواية المصرية في جائزة عربية مهمة.
محمد سمير ندا بعد فوزه بجائزة البوكر: الكتابة لا تستطيع تغطية تكاليف حياة أي كاتب بالمنطقة العربية
وأضاف سمير ندا خلال تصريحات تليفزيونية: الاحتفال بالجائزة يتم في الإمارات، لكن مقر الجائزة الأصلي في لندن.
وتابع: هدف الكاتب أن يشعر بالتقدير، وأن يكتب عملًا يعيش أكثر مما يعيش هو نفسه، الأهم من الجوائز أن يكتب الكاتب كتابة جادة وخالدة، ونحن حتى اليوم نقرأ روايات وكتابات هامة من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، دون أن نعرف كم جائزة فازت بها، لكننا نقرؤها لأنها تنتمي إلى الأدب الجيد والجاد، والأدب الذي يعيش.
وأشار إلى أن: الهدف الأسمى للكاتب أن تعيش أعماله الأدبية طويلًا، ورغم أهمية الجوائز الكبرى تبقى الأعمال الخالدة التي تتجاوز عمر الكاتب نفسه هي الغاية الأسمى له.
وزير الثقافة يهنئ الأديب محمد سمير ندا لفوزه بجائزة البوكر: تقاليد السرد المصري ما زالت قادرة على الإبهار
بعد فوز روايته صلاة القلق بجائزة البوكر العربية.. 7 معلومات عن الكاتب محمد سمير ندا
أما عن العلاقة بين السياحة والكتابة، علق قائلًا: مافيش علاقة حقيقية، لكن مافيش كاتب مصري أو عربي يستطيع أن يعتمد على الكتابة كمصدر دخل يغطي له تكلفة المعيشة ومتطلبات الأولاد والمنزل، وستظل الكتابة بالنسبة لي هواية.
وأوضح قائلًا: أفضل أن تبقى الكتابة مجرد هواية، ولا أريد أن أشعر يومًا أنها وظيفة أو وسيلة للرزق والمال، أعمل كمدير مالي في منشأة سياحية هامة جدًا في مصر، وأحب عملي أيضا، لكن لا يمكن أن أقول سأترك العمل وأتفرغ للكتابة، لأنه وقتها سأموت جوعًا.
وردًا على سؤال لماذا نشرت الرواية في دار نشر تونسية؟، أجاب قائلًا: هناك كثير من اللغط حول إني حاولت أن أنشر الرواية في مصر، ولكن لم يحالفني التوفيق، والآن تُستخدم هذه القصة من بعض الأصدقاء والصديقات والقراء كنوع من جلد الذات أو تصفية الحسابات مع دور النشر، رغم أنني أعلم أن من حق أي دار نشر أن تقبل أو ترفض النص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 42 دقائق
- فيتو
الفائز بـ «البوكر العربية»: دور النشر تجاهلت «صلاة القلق» ولم «تعبرني» أصلا.. ولاأحد كتب عنها سوى الشريف.. و«الشللية» آفة النقد الأدبى بمصر ( حوار )
>> مقارنتى ببهاء طاهر غير معقولة >> عدم فوز رواية مصرية بالبوكر طوال 16 عامًا لا يعنى أننا لم نقدم روايات جيدة >> لا يشغلني من يقرأ أو ينشر لى العمل أو متى أنشره >> من الممكن أن يستغرق النص الذى أعمل عليه 3 أو 4 سنوات >> أحداث صلاة القلق تدور منذ 50 عاما فقط وهى ليست تاريخية >> الوضع العام للنقد الأدبى فى مصر ليس جيدا >> بعض دور النشر اعتذرت لى عن عدم قبول الرواية تمكن الكاتب محمد سمير ندا مؤخرا من حصد جائزة البوكر العربية لعام 2025، عن روايته "صلاة القلق" بعد غياب مصرى عن الجائزة استمر 16 عاما منذ فوز الكاتب يوسف زيدان بها عام 2009. منافسة قوية خاضها محمد سمير ندا مع عدد من الأعمال المميزة لنخبة من الكتاب من مختلف الدول العربية، قبل أن يتمكن من حصد الجائزة، وقالت لجنة التحكيم فى حيثيات فوز الرواية: إنها نجحت فى تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية، يتردد صداها فى نفس القارئ وتوقظه على أسئلة وجودية ملحّة. وأشارت إلى أن الروائى المصرى نجح فى المزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزى بلغة شعرية آسرة، تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت، والحقيقة مع الوهم. ولد محمد سمير ندا في بغداد عام 1978، في ظل بيئة ثقافية ثرية وأجواء مشحونة بتحديات سياسية وحربية. والداه كانا من رموز الثقافة والعمل الأدبي. فوالده هو الأديب المصري الراحل سمير ندا، الذي تألق في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بأعمال أدبية ومسرحية متميزة، ووالدته كانت مسؤولة ثقافية حكومية. وانتقلت العائلة بين بغداد وطرابلس والقاهرة، حيث تأثرت طفولته بالتحولات الاجتماعية والسياسية التي عايشها، ما زرع في وجدانه اهتمامًا خاصًا بالقضايا الإنسانية والهوية العربية. ورغم تخصصه في مجال التجارة وعمله في القطاع السياحي، لم تتوقف أحلام محمد سمير ندا الأدبية. بدأ "ندا" الكتابة مبكرًا، لكنه انتظر حتى عام 2016 لإصدار روايته الأولى "مملكة مليكة"، التي تناولت رحلة البحث عن الماضي واكتشاف الذات. وفي روايته الثانية "بوح الجدران"، التي صدرت عام 2021، أعاد ندا بناء جزء من ذاكرة طفولته في بغداد، ممزجًا بين الواقع والخيال. روايته الثالثة، "صلاة القلق"، التي حصدت جائزة البوكر، تُعد من أبرز أعماله، وتناولت تداعيات نكسة يونيو 1967 وتأثيرها على الأجيال اللاحقة. وبأسلوب سردي شفاف، استعرض ندا ما بين فقدان الهوية والأمل في استعادة الكرامة. و تدور أحداث الرواية حول قريةٌ مزروعةُ في النسيان، يهزّ أديمها انفجارٌ غامضٌ لجسمٍ مجهولٍ سنة 1977، فتتحوّل فجأةً إلى عُلبةٍ مُحكمةِ الغلق يعيش فيها كلّ قروي ملحمته الخاصة: المتمرّدون المضطهدون يطلبون الحريّة والطغاة، المستبدون يُحكمون قبضاتهم على الأرواح والأعناق، لكنّ خيط السّرد لا يتقدّم إلّا ليعود بنا إلى الوراء، فتُلقي الرواية الضوء على عشريّةٍ قاسية تمتد من نكسة يونيو سنة 1967 إلى لحظة وقوع الانفجار وانقلاب وجوه القروتين إلى سلاحف، حدثٌ واحدٌ في "النجع" ترويه ثماني شخصيّات مختلفة، تُشكّل مروياتها فسيفساء الحكاية تشكيلًا ساحرًا، أمّا قاع الرواية فمساءلة سرديّة للنّكسة وما تلاها من أوهام بالسيادة والنصر. الرواية ليست مجرد حكاية عن النكسة، بل هي محاولة لفهم الذات وسط عالم مضطرب، ما جعلها تحظى بإشادة واسعة من النقاد والقراء على حد سواء. والبيئة الأدبية التي ترعرع فيها محمد سمير ندا كان لها تأثير واضح في تشكيل رؤيته ككاتب. فقد عايش نجاحات والده، كما تأثر بمحنته في مواجهة القيود السياسية. ومن خلال رواياته، أثبت ندا قدرة فريدة على المزج بين القضايا الكبرى والقصص الإنسانية البسيطة، وهو ما جعله واحدًا من أبرز الكتاب في العالم العربي. ووصلت إلى القائمة القصيرة لدورة عام 2025، بالإضافة إلى رواية صلاة القلق للكاتب محمد سمير ندا، روايات لأحمد فال الدين (موريتانيا)، وأزهر جرجيس (العراق)، وتيسير خلف (سوريا)، وحنين الصايغ (لبنان)، ونادية النجار (الإمارات). وجرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من 5 أعضاء، برئاسة الأكاديمية والباحثة المصرية منى بيكر، وعضوية كل من بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني، وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي، وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي، ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية. وتهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميًا من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة والطويلة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها. "فيتو" حاورت صاحب البوكر العربية الكاتب محمد سمير ندا، حيث تطرق الحوار للعديد من الكواليس التى صاحبت خروج الرواية للنور وفوزها بالجائزة الرفيعة، والعديد من ردود الفعل التى أعقبت ذلك.. وإلى نص الحوار: *بداية.. غياب مصرى عن منصات تتويج البوكر العربية استمر 16 عاما.. ما سبب ذلك من وجهة نظرك؟ دعنى أصارحك أن عدم فوز رواية مصرية طوال هذه السنوات لا يعنى مطلقا أننا لم نقدم روايات جيدة وتستحق بالتأكيد، فهذا الغياب لا يعد انتقاصا من الرواية المصرية، لكن فى الحقيقة لا ينقصنا الا الاهتمام بشكل أكبر بالتحرير والكتابة ذاتها وليس شيئ آخر. *العديد من الصعوبات واجهت خروج روايتك "صلاة القلق" للنور.. اكشف لنا كواليس ذلك؟ فى الحقيقة، لا أريد وصف ما جرى بكونه "صعوبات" ولا أرغب فى الحديث بلهجة تحمل نوعا من المظلومية أو حتى أسلوب أمير الانتقام والتحدى بعدما فازت روايتى التى رفضتها عدد من دور النشر بجائزة البوكر العربية. لكن كل ما جرى يمكننى وصفه بأنه كان سوء توفيق فى نشر الرواية ليس أكثر من ذلك، وبالحديث بالمنطق وفى منتهى الهدوء أنا لست كاتبا كبيرا ولست اسما كبيرا فى عالم الرواية حتى تتهافت دور النشر على نشر روايتي، وعندما لا تكون كاتبا كبيرا له جمهور عريض من حق دار النشر أن تقوم بحساباتها وتفكر قبل أخذ المغامرة ونشر رواية لكاتب مغمور. وبنفس المنطق أيضا، دور النشر العربية لها حسابات أخرى بالتأكيد وهى كونك كاتبا مصريا فهو يفكر عندما يقوم بطرح الرواية أو الكتاب فى مصر فماذا سيكون سعرها فى السوق المصرية، وهل ستكون هناك دور نشر مصرية مهتمة بتقديم طبعة مصرية من الرواية، وكل ذلك حسابات أيضا مع مراعاة فكرة كونك كاتبا غير معروف. *إذن.. ما ردك على بعض الأقاويل التى تحدثت عن رفض الرواية لأسباب رقابية؟ قول واحد وبمنتهى الصراحة، الرواية لم تمنع لأسباب رقابية ولم يحدث ذلك مطلقا فهى تباع الآن فى العالم العربى كله بدون أى ملاحظات رقابية مطلقا. وما كنت اشتكى منه فقط فى تعامل دور النشر مع الرواية عند عرضها عليهم، هى فكرة أن تقوم بإرسال الرواية لدور نشر سواء مصرية أو عربية وهذا جرى بالفعل فقد أرسلتها لستة دور نشر ثلاث منها مصرية وثلاث عربية، والأزمة كانت تتمثل لدى فى فكرة عدم الرد على ما أرسلته للدار بالأساس سواء بالقبول أو الرفض وهذا ما حدث. البعض اعتذر لى عن عدم قبولها ولكن البعض الآخر لم "يعبرني" بالرد أصلا، ووصلت لمرحلة أنى قلت لنفسى عندما يكون الرد بالرفض أو عدم الاهتمام بالرد أصلا فأكيد "العيب مش فيهم العيب عندى أنا.. يوجد كتاب كتير مثلي وأكبر منى كمان وأقل احترام لهم أنك كناشر تهتم وترد على الكاتب حتى لو كان أول مرة يكتب.. لماذا نخسر كتابنا ونكسرهم بهذه الطريقة". *صنف الكثير من النقاد "صلاة القلق" بأنها رواية تاريخية.. ما رأيك فى مقولة أن أسهل طريقة للوصول للقراء هو الهروب لعالم التاريخ؟ عندما أكتب لا أحسب تماما ما ستصل إليه الرواية من قاعدة جماهيرية أو إلى أعداد القراء أو المتابعين، أنا أكتب لأن متعتى الكتابة فلا يشغل بالى مطلقا عندما أقوم بالكتابة من سيقرأ لى أو من سينشر لى العمل أو متى أنشره، فمن الممكن أن يستغرق النص الذى أعمل عليه 3 أو 4 سنوات وهذا حدث بالفعل، فى وجهة نظرى أن احترامى للقارئ يكمن فى تقديم وكتابة شيء له قيمة يؤثر فيمن يقرأه من جمهور. أما بخصوص روايتى "صلاة القلق" فهى ليست تاريخية فى اعتقادي، على الرغم من تصنيف الكثيرين لها على أنها تنتمى للتاريخ، لكن أحداثها من 50 عاما فقط وليس تاريخا بعيدا. *بعد فوزك بجائزة البوكر العربية بدأ الحديث فى الأوساط الثقافية عن مقارنتك بالكاتب الراحل بهاء طاهر والروائى يوسف زيدان.. كيف استقبلت هذه المقارنة؟ هذه المقارنة ليست من المعقول إطلاقا، وإذا تشاركت أو اقترن اسمى بالأساتذة بهاء طاهر ويوسف زيدان فهما قد فازا بنفس الجائزة ليس إلا، أما مسألة مقارنتى معهما فمن المستحيل أن تحدث قبل مرور 20 عاما مثلا على تجربتى حتى نتحدث عن مقارنتى بهما. الموضوع كله من وجهة نظرى أن الأستاذ بهاء طاهر والأستاذ يوسف زيدان دونا على مدار مسيرتهما الكبيرة نصوصا رائعة وأنا كتبت نصا جيدا فقط فحققت جائزة حصلا عليها من قبل لا يزيد الأمر على ذلك أو ينقص. *انتقدت فى العديد من التصريحات حال النقد الأدبى فى مصر حاليا.. برأيك ما سبب تراجع قوة النقد خلال السنوات الأخيرة؟ بكل صراحة، أزمة النقد الأدبى فى مصر هى الدوائر المغلقة والشللية، هناك بالفعل نقاد فى منتهى الحيادية، لكن هناك آخرين يكون لهم توجهات معينة، هناك نقاد يقومون بالكتابة عن أى نص جيد والبعض يكتب لأصدقائه والمقربين منه فقط. أقولها دائما: أنا ضد نظرية التعميم فى الأمور هناك نقد محترم للغاية وبناء، لكن الوضع العام للنقد الأدبى فى مصر ليس جيدا. *ألا تخشى أن يؤثر رأيك عن حال النقد الأدبى فى إحجام الكثير من النقاد عن الكتابة عن أعمالك وتناولها بموضوعية مستقبلا ؟ أنا أصرح برأيى فى أزمة واضحة كلنا شركاء فيها، أما بخصوص امتعاض بعض النقاد من رأيى فهم أحرار سواء رغبوا فى الكتابة عن أعمالى أو لا، وأخبرك على سبيل المثال أن روايتى "صلاة القلق" صدرت قبل قرابة العشرة أشهر من فوزها بجائزة البوكر ولم يكتب عنها طوال هذه الفترة من النقاد سوى الكاتب الصحفى والناقد أحمد إبراهيم الشريف فقط، طوال هذه الفترة لم يلتفت أحد من النقاد إليها. وقلتها قبل ذلك أن أى ناقد أو صحفى سيطلب منى الرواية للكتابة عنها سأهديها له على الفور، لكن عندما أقوم بإرسال العمل للناقد على سبيل المثال ثم يتجاهلنى فهذا يجبرنى على عدم إرسال عمل له مرة أخرى، لا أقول أنى سأقاطع النقاد لكن لن أتطوع لإرسال عمل لى لأحد. *حدثنا عن طقوسك فى الكتابة خاصة مع ما يتردد عن عزلتك أثناء تدوين أى عمل جديد لك؟ فى الحقيقة أنا شخص يحب الهدوء تماما عند بدئى فى تدوين أى رواية جديدة لي، من الممكن أن أستمع لكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد فؤاد فى فواصل بين الكتابة هذه طقوسي، ولا أقول إن هذه الطقوس سبب أى نجاح، لكن هذا الموضوع به مدارس عديدة، فهناك بعض الكتاب الكبار يحبون الكتابة على المقهى على سبيل المثال ويقدمون إنتاجات رائعة وأعمال خالدة، كل كاتب له طقوس وأسلوب وعالم خاص. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
ثقافة : حسين عبد البصير يكتب.. "صلاة القلق" تتويج القلق الجمعى فى الرواية العربية
الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - ذلك اللقاء في مكتبة الإسكندرية فى يوم من أيام الإسكندرية التى تختلط فيها زرقة البحر برائحة التاريخ، كنت فى قاعة المسرح الصغير فى مكتبة الإسكندرية، حيث تتشابك دروب المعرفة والحكايات، أنتظر بفارغ صبر قرب إعلان القصيرة لجائزة الرواية العالمية للرواية العربية، قابلت الكاتب المبدع الأستاذ محمد سمير ندا بعد أن تم إدراج روايته "صلاة القلق" في القادمة القصيرة. هنأته. وسعدت بذلك جدًا. وسعد الجميع في القاعة كذلك؛ لأنها كانت الرواية المصرية الوحيدة في القائمة القصيرة. وعرفته بنفسي وبصلتي القديمة بوالده الفاضل أستاذنا الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا، صاحب الفضل على الكثير من أجيال الروائيين من أول الأستاذين الكبيرين جمال الغيطانى ويوسف القعيد إلى الأجيال التالية، وأنا منهم، والذى نشر لى روايتى الأولى "البحث عن خنوم"، فى عام 1998، فى سلسلة إبداعات أدبية، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي كان يشرف عليها مع الكاتب الكبير الأستاذ فؤاد قنديل. وقد كتب الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا كلمة مبهر الغلاف الخلفي لروايتي. ابتسم ابتسامة مرحبة، وقال لي بنبرة خافتة: "أهلاً وسهلاً. دعواتك لي أن تفوز بالجائزة". نظرت إليه وقلت بثقة حاسمة: "سوف تفوز بالجائز إن شاء الله". ثم دار حوار قصير للغاية بيننا. وانصرف لكي يتلقى التهاني من الموجودين بالقاعة. ليس لأنني منجّم، بل لأنني كنت أرى وراء الكلمات طاقة إبداعية نادرة. كان الشاب يحمل في داخله ميراثًا إبداعيًا عظيمًا، كونه ابن الكاتب الكبير سمير ندا، الأستاذ والأديب والمربي، الذي علّم أجيالًا أن الكتابة ليست ترفًا، بل قدرًا. رواية "صلاة القلق" حين يتحوّل النص إلى مرآة وجودية جاءت الرواية، التي صدرت طبعتها المصرية هذا العام عن دار صفصافة للنشر، لتصدق النبوءة. لم يكن فوزها بجائزة الرواية العالمية للرواية العربية 2025 مجرد تتويج لموهبة، بل كان عودة مجيدة للرواية المصرية إلى مركزها التاريخي، بعد سنوات من الركود والارتباك. لكن "صلاة القلق" ليست مجرد رواية فائزة، إنها حالة أدبية وفلسفية معقدة، تقترب من كونها تأملًا وجوديًا في القلق الجمعي العربي، ومرآة كاشفة لهواجس عصر مشوّش، يضطرب بين الحنين إلى أوهام الماضي، وعجز الحاضر، وغموض المستقبل. نجع المناسي.. الجغرافيا الرمزية للعطب العربي تدور الرواية في فضاء مكاني متخيّل يُدعى "نجع المناسي"، اسمٌ مكثف بالدلالة: "النسيان" و"المناسي" في آن. وكأننا أمام مكان ينسى ذاته، ويتناسى تاريخه، ويُرغم على تصديق كذبة متقنة الصنع. في هذا النجع، تسقط قطعة نيزك غامضة، فتبدأ معها سلسلة من التحولات العجائبية: • تشوهات جسدية لسكان النجع. • اضطرابات نفسية جماعية. • عودة أشباح الماضي على هيئة أصوات ووجوه. • تداخل بين الزمان والمكان، والحلم والواقع. لكن النيزك ليس سوى رمز للنكسة الكبرى، نكسة 1967، التي تحوّلت في الرواية إلى استعارة للنكبات المتكررة التي أصابت الإنسان العربي: من الخذلان السياسي، إلى الانهيار الثقافي، إلى التشظي النفسي. الشخصيات.. فسيفساء القلق الوجودي يبني محمد سمير ندا عالمه الروائي عبر شخصيات لا يُمكن التعامل معها كشخصيات نمطية. بل هي أقرب إلى إسقاطات رمزية وهواجس باطنية: 1. الخوجة: رمز التضليل الإعلامي والسياسي، الذي يعيد بث خطاب عبد الناصر كل ليلة، رغم مرور عقود على النكسة. 2. النحال المجذوب: صوت الحكمة المفقودة، يتحدث بالألغاز، وكأنه شاهد على فناء القيم. 3. الغجرية: تمثل النبوءات الكاذبة والأوهام المريحة. 4. حكيم القرية الأبكم: رمز للصمت الجمعي، العجز عن النطق بالحقيقة. ومع تقدم الرواية، تنكشف مفاجأة مذهلة: كل هذه الشخصيات هي انعكاسات نفسية للمؤلف ذاته، الذي يخضع لجلسات علاج نفسي بعد فقدانه المأساوي لابنه في حادث عبثي. هكذا تتحول الرواية من حكاية قرية، إلى حكاية عقل مضطرب يبحث عن معنى في عالم فقد معناه. عبد الحليم.. الصوت المُضلِّل ابتكارٌ ذكي في الرواية كان استخدام أغنيات عبد الحليم حافظ كبداية لكل فصل. لكن هذه الأغاني لا تؤدي دورها التقليدي كرمز للحنين والرومانسية، بل تصبح صوتًا للذاكرة المضلّلة. عبد الحليم، الذي غنّى للانتصارات الوهمية، يصبح هنا ضميرًا زائفًا يعيد إنتاج الأكاذيب، ويحفرها في الوجدان الجمعي. وكأن الرواية تسألنا: "هل نحن ضحايا الأكاذيب؟ أم شركاء في صناعتها؟" لغة الرواية.. ارتباك جميل مقصود اللغة في "صلاة القلق" ليست سهلة الهضم. بل هي لغة مرتعشة، متأرجحة بين النثر والشعر، بين الهذيان والتأمل. إنها لغة تزعج القارئ عمدًا، تهزه من منطقة الراحة، وتدفعه لمواجهة الأسئلة الصعبة: • من نحن؟ • لماذا نصدق الأكاذيب؟ • هل القلق قدرنا؟ أم خيارنا؟ اللغة هنا ليست وسيلة للتواصل فقط، بل أداة لزعزعة الثبات، وإشعال القلق الخلّاق. "صلاة القلق".. نص متعدد القراءات هذه الرواية يمكن قراءتها على مستويات عدّة: • كنص نفسي – علاجي: رحلة شفاء ذاتي من فاجعة شخصية. • كرواية سياسية – اجتماعية: نقد حاد للوعي الزائف في المجتمعات العربية. • كنص وجودي – فلسفي: تأمل عميق في قلق الإنسان المعاصر. ومن هنا تأتي عظمتها: قدرتها على أن تكون مرآة لكل قارئ بحسب أزمته. من سمير ندا إلى محمد سمير ندا.. الامتداد والتجاوز لا يمكن الحديث عن محمد سمير ندا دون استحضار والده، الكاتب الكبير سمير ندا، أحد أعمدة السرد المصري، الذي خرّج أجيالًا من الكتّاب والمبدعين. لكن محمد لم يقع في فخ التقليد، بل امتلك شجاعة التجاوز. كتب من قلب الزلزال، من أعماق الهشاشة الإنسانية، ليقدم نصًا مختلفًا، صادمًا، حقيقيًا. حين أخبرته يوم لقائنا الأول: "أنت الكاتب الكبير بعد الكاتب الكبير." لم أكن أجامل. كنت أرى فيه بذرة مشروع أدبي سوف يصنع فرقًا. واليوم، تثبت رواية "صلاة القلق" أن النبوءة تحققت، وأن الأدب المصري لا يزال قادرًا على الولادة من الرماد. لماذا تستحق "صلاة القلق" أن تُدرّس؟ هذه الرواية يجب أن تُدرّس، لا لأنها فازت بجائزة، بل لأنها: • تجربة سردية متفردة في بنائها وتقنياتها. • وثيقة نفسية عن الإنسان العربي المعاصر. • عمل أدبي يلامس الفلسفة والأنثروبولوجيا والسياسة في آن. • دعوة إلى المصالحة مع القلق، لا الهروب منه. إنها ليست "رواية"، بل "صلاة".. لكنها صلاة بلا إجابة، سوى المزيد من الأسئلة. الأدب الحقيقي لا يطمئن.. بل يقلق وهذا هو جوهر "صلاة القلق": أن الكتابة الحقيقية هي فعل قلق، ومقاومة للنسيان، وشهادة على الوجود. تحية للمبدع الأستاذ محمد سمير ندا، الكاتب الكبير، ابن الكاتب الكبير، الأستاذ سمير ندا.


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
الجامعة الأمريكية بقائمة أهم الروايات العربية للقرن 21
احتفت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، باختيار مجلة ذا ناشونال عددًا من الروايات العربية المترجمة ضمن قائمتها لأهم 50 رواية عربية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي ترجمتها دار نشر الجامعة إلى الإنجليزية. روايات الجامعة في قائمة "ذا ناشونال" شوق الدرويش – حمور زيادة حازت جائزة نجيب محفوظ للأدب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2014، وبلغت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2015، ترجمها جوناثان رايت إلى الإنجليزية عام 2016 لصالح الجامعة. تدور الرواية حول ما بعد انهيار الدولة المهدية في السودان، عبر قصة حب تتشابك مع قضايا الحرية والدين والاستعمار، تميزت بأسلوب شعري ولغة راقية وتكنيك سردي متقدم، واستحقت أن توصف بأنها "رواية سودانية كاملة الدسم" ترسخ اسم حمور زيادة كروائي بارز في السرد العربي الحديث. صائد اليرقات – أمير تاج السر رواية ناقدة تتناول انحراف الفن الروائي عن رسالته، من خلال قصة عميل مخابرات سابق يحاول أن يصبح كاتبًا، في حبكة فريدة وسرد جذاب، ينتقد أمير تاج السر ظاهرة "التربح من الرواية"، مسلطًا الضوء على أشكال الزيف الأدبي في العالم العربي. واحة الغروب – بهاء طاهر يعود بنا الروائي الكبير إلى نهايات القرن التاسع عشر، حيث يرسل الضابط المصري محمود عبد الظاهر إلى واحة سيوة بسبب شكوك في تعاطفه مع الثورة. رواية تتشابك فيها السياسة بالتاريخ، والحب بالمنفى، وتعد من كلاسيكيات الرواية العربية الحديثة. موت صغير – محمد حسن علوان سيرة روحية متخيلة لابن عربي، تمتد من الأندلس إلى الشرق، وتغوص في التجربة الصوفية والتأملات الفلسفية العميقة، فازت بجائزة البوكر العربية 2017، وتعد من أكثر الروايات العربية تأثيرًا في العقد الأخير. لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة – خالد خليفة تحكي سيرة عائلة مدمرة في ظل نظام شمولي قاتم، بلغة جمالية وألم حاد، يرسم خليفة ملامح مجتمع مفكك تسكنه الأشباح أكثر من البشر. سيدات القمر – جوخة الحارثي فازت بجائزة مان بوكر الدولية عام 2019، تحكي تاريخ سلطنة عمان عبر نساء ثلاث، في سرد يلامس تحولات المجتمع من التقليدية إلى الحداثة، وسط تحديات الاستعمار وتقاليد المجتمع المحافظ. نداء ما كان بعيدًا – إبراهيم الكوني نص ميتافيزيقي غارق في التأمل الصحراوي، يسرد رحلة البطل في مواجهة المصير والندم والنجاة، الكوني هنا يجسد الفلسفة الصوفية في سرد شعري مفتوح على الرمزية والدهشة. حارس سطح العالم – بثينة العيسى رواية ديستوبية تدور في مكان وزمان غير محددين، ترمز إلى قمع الفكر والرقابة على الثقافة، بأسلوب ساخر وحزين، تحكي عن حارس مكلف بمراقبة الأدب وحذف "ما لا يليق" من الكتب، في إشارة إلى الأنظمة التي تحارب العقل والحرية. ساق البامبو – سعود السنعوسي فازت بجائزة البوكر 2013، وتحكي قصة "جوزيه" ابن الخادمة الفلبينية والأب الكويتي، الذي يعود إلى الكويت في رحلة بحث عن الهوية والانتماء، بأسلوب سردي جذاب، يناقش السنعوسي الهوية والطبقية والعنصرية، من خلال منظور حميمي وشخصي. طشاري – إنعام كجه جي بطلتها طبيبة عراقية تغادر بغداد بعد الاحتلال الأمريكي، وتجد نفسها في مواجهة الشتات والفقد، وفي مبادرة رمزية، ينشئ حفيدها مقبرة إلكترونية للعائلة المتناثرة في القارات، رواية عن الذاكرة والمنفى والحنين، بأسلوب إنساني رقيق.