
ربع قرن بين زيارتين..المركز الإعلامي العربي ذاكرة تصنع التاريخ وتوثّق الحلم
أحمد محارم
هناك أماكن لا يبهت بريقها مهما طال الغياب، بل تزداد قيمة وحضورًا كلما ابتعدت المسافة بين الزيارة والأخرى، أماكن تحفظك في ذاكرتها كما تحفظها أنت في قلبك، وتستقبلك وكأنك لم تغب عنها يومًا.
في حي الدقي العريق، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض الحاضر، وجدتني أعود بعد خمسة وعشرين عامًا إلى نقطة البداية إلى المركز الإعلامي العربي، حيث الحكايات لا تُروى مرة واحدة، بل تعيش معك عمرًا كاملًا.
كانت المرة الأولى التي تطأ فيها قدماي هذا المكان بصحبة الجيولوجي العالمي سامي الراجحي، صاحب الحلم الذي تحوّل إلى ذهب في مشروع منجم السكري. هناك، جمعتني الصدفة بالصديق الراحل السفير أحمد البيومي الغمرواي، في لقاء ترك بصمة لا تمحى في ذاكرتي.
ومؤخرًا، دار بي الزمن دورة كاملة لأعود إلى المركز بدعوة كريمة من الصحفية القديرة وفاء الغزالي مدير عام المركز الاعلامى العربى، والتي منحتني فرصة ثمينة للقاء الكاتب والصحفي الكبير الأستاذ صبري غنيم.
ما إن جلست أمامه، حتى تدفقت الذكريات، وبدأت أستمع بشغف إلى حديثه عن كتبه التي أصدرها المركز، وكان أبرزها وأقربها إلى قلبي كتاب 'السكري… منجم من ذهب'، الذي وثّق بمهارة تجربة عشتها عن قرب، وزادته قيمة مقدمة رصينة كتبها الدكتور إبراهيم فوزي، وزير الصناعة الأسبق.
انتقل بنا الحوار إلى محطات من الزمن الجميل، وأسماء صنعت التاريخ وتركته أمانة في الذاكرة. أهداني الأستاذ صبري بعضًا من كتبه، وكل عنوان منها كان يحمل قصة ودافعًا إنسانيًا نبيلًا. في كتابه عن عيد الأم، استعاد علاقته الوطيدة بالعملاقين مصطفى وعلي أمين. أما كتابه حصاد الاستثمار مع الله، فقد وُلد من تجربة شخصية مؤثرة خلال وعكة صحية أعادت صياغة نظرته للحياة.
أتمنى أن تصل هذه الكتب إلى أيدي الشباب، وأن تُفتح لها قاعات الندوات لتكون محور حوارات تلهم العقول والقلوب بما تحمله من دروس إنسانية وفكرية.
ولا يفوتني أن أُشيد بالدور الريادي للمركز الإعلامي العربي، ليس فقط من خلال إصداراته الموثقة، بل أيضًا عبر مؤتمراته النوعية، وعلى رأسها المؤتمر الاقتصادي السنوي الذي يستعد لدورته التاسعة عشرة في أكتوبر المقبل بالقاهرة.
إنها رحلة امتدت بين ربع قرن من الذكريات الحية، وحاضر يفيض بالحكايات.. رحلة تؤكد أن بعض الأماكن ليست مجرد جدران، بل أوطان صغيرة تحفظ عبق الأمس ووعد الغد.
فالمكان الذي يمنحك الذكريات، والوجوه التي تمنحك الدفء، والكتب التي تمنحك الحكمة.. جميعها تصنع خيطًا واحدًا يربط ماضيك بحاضرك، ويذكّرك أن بعض اللحظات تستحق أن تُعاش مرتين، مرة حين تحدث، ومرة حين تعود إليها بعد عمر كامل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 10 دقائق
- بوابة الأهرام
رسالة محبة.. كيف دعم كريم محمود عبد العزيز زوجته مصممة الأزياء آن رفاعي؟
سارة نعمة الله وجه النجم كريم محمود عبد العزيز، رسالة دعم لزوجته مصممة الأزياء آن رفاعي، خلال استضافتها مع الإعلامية رضوى الشربيني في برنامجها «هي وبس» على قناة DMC. موضوعات مقترحة وخلال استعراض آن رفاعي لتصميماتها، فجاءها زوجها كريم عبد العزيز بمكالمة تليفونية على الهواء وجه من خلالها كلمات الدعم لزوجته. وقال عبد العزيز في مداخلته بعد سؤاله عن رأيه في عمل زوجته: "أكيد هشجعها وأصبحت بحب الست عندما تعمل، وزمان لم أكن مدركا هذه الحكاية، ومع الوقت أصبحت أحب الست التي تعمل وتبدع، والتي تمتلك عملها الخاص وتخلق أفكارها، فأنا أحترم الست التي تعمل. وأضاف: يعطي كل منا رأيه في شغل الآخر، "عايزين كل واحد فينا ينجح ويكسر الدنيا". يأتي ذلك بعد أيام من رسالة حب خاصة وجهها كريم محمود عبد العزيز لزوجته عبر صفحته الرسمية بموقع انستجرام، لينفي بها شائعات الانفصال التي طالتهم خلال الفترة الماضية.


24 القاهرة
منذ 42 دقائق
- 24 القاهرة
لقطات من حفل إيهاب توفيق في مهرجان القلعة الـ 33
استمتعت حشود ضخمة من جمهور مسرح المحكي بأمسية مزجت إبداعات الماضى القريب وسحر التاريخ جاءت ضمن ليالي الدورة 33 من مهرجان القلعة الدولي للموسيقي والغناء 33 والذي تقيمه وزارة الثقافة من خلال دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ممثلة في هيئة تنشيط السياحة. وخلالها استدعي النجم إيهاب توفيق مشاعر الشوق والحنين لزمن النقاء خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي وإستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب ودعمها بإضافات جسدت تطور أعماله الفنية كان منها سحراني، عامل عملة، أحلي منهم، مشتاق، علي كفيك ميل، هدي القمر، بحبك يا اسمراني، علمي علمي، الله عليك ياسيدي، حد شافنا، تترجا فيا، ملهمش في الطيب، مراسيل، علي كيفك ميل، قدك، السهرة جامدة. قبله وبالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وسفارة فلسطين بالقاهرة بعثت فرقة كنعان للثقافة والفنون رسائل تحمل عطور أشجار الزيتون وعبير الهوية، وبين الأغانى التراثية واللوحات الحركية والملابس التقليدية تفاعل الحضور مع البرنامج الفني الذي ضم حيو الفلسطينية، فلسطين انتي الروح، زرعنا الميرمية، ماج المرج، يا طلة خيلنا، عالقهوجي، شيل شيل، على هذه الارض، شيل عالمجوز، دمي فلسطيني. يذكر أن مهرجان القلعة الدولي للموسيقي والغناء 33 يعد تجربة فنية فريدة تأتي ضمن مسارات وزارة الثقافة ودار الأوبرا الهادفة إلي إعادة صياغة الوجدان الجمعي ونشر الفنون الجادة بين مختلف شرائح المجتمع. إيهاب توفيق يفتتح حفله في مهرجان القلعة: بشكر وزارتي الثقافة والسياحة على المجهودات.. وكل سنة نكون معاكم التفاصيل الكاملة لحفل إيهاب توفيق وفرقة كنعان الفلسطينية في مهرجان القلعة بدورته 33


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
على رؤوف: تريند "أنا بشحت بالجيتار" ارتجالي وده توفيق من ربنا
حل الفنان على رؤوف ضيفًا على برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" والمذاع على قناة "CBC"، وتقدمه الإعلاميات منى عبد الغني ومها بهنسي، وذلك بعد تصدره التريند بالفيديو العفوي الشهير: "أنا بشحت بالجيتار". وأثار فيديو بسيط لعلي وهو يعزف ويغني جملة "أنا بشحت بالجيتار" ضجة واسعة على منصات السوشيال ميديا، وتحول إلى تريند خلال فترة قصيرة، وهو ما أعاد إظهار رؤوف كفنان متعدد المواهب وبكاريزما عالية. وقال علي رؤوف، خلال حديثه أن ما حدث كان توفيقًا من الله سبحانه وتعالى، معلقًا: "أنا كنت مختفي شوية وبشتغل في الاستوديو، وفجأة صحابي طلبوا ننزل نتمشي الساعة ٣ الفجر، كالعادة أنا وصديقي علي الحسيني بنغني ونلعب يالجيتار في الشارع واحنا ماشين، ومثلت كأني بشحت يالجيتار، وبدات أغني وارتجل، وطلبت منه يصوره وكان ارتجال اللحظة ما بيني وبين صديقي وقعدت امثل دور الشحات مع الغناء والتلحين". وتابع: "أنا من محافظة السويس ومن صغرى عندي عشق الموسيقي وقد اكتشفت والدتي الراحلة حبي الموسيقي منذ أن كان عمري ٧ اعوام، ووالدي كان محب لموسيقي عمار الشريعي ودا خلاني اتعلق أكتر بالموسيقى واتأثر، وطبعًا لأن من أبناء محافظة السويس، فلم اتمكن من الالتحاق مبكرا بمعهد الموسيقي العربية، وبعد ما انتهيت من دراستي بالسويس، ألتحقت بالمعهد وكنت حينها اجيد التلحين بالجيتار" وأوضح: "عملت فترة طويلة باوركسترا وزارة الشباب والرياضة وحصلت علي المركز الأول في الوطن العربي بمهرجان الشباب العربي عام ٢٠١٧".