
«صفية».. امرأة من «زمن النبوة»
أنجب عبدالمطلب ١٠ ذكور اشتهروا جميعًا، وكانت لهم أدوار متباينة فى مواجهة النبى، بعد أن بعثه الله بالحق نبيًا، فمنهم مَن عاداه وحاربه واصطف مع مشركى مكة ضد دعوته، مثل أبولهب «واسمه عبدالعزى»، ومنهم من سانده وأبى أن يؤمن به وبرسالته، مثل عمه «أبوطالب» الذى ظل يحمى النبى صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين حتى مات، ولم يستجب لمحاولاته المستمرة، صلى الله عليه وسلم، لإقناعه بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ومنهم من آمن به وكتم إيمانه لأهداف سياسية معينة حددها النبى، مثل «العباس بن عبدالمطلب»، ومنهم من آمن به وقاتل معه واستشهد فى سبيل رسالته مثل «حمزة بن عبدالمطلب».
بنات عبدالمطلب أيضًا امتزن بأدوار مختلفة ومتباينة فى حياة النبى، وعددهن ست: «صفية، وبرة، وعاتكة، وأم حكيم البيضاء، وأميمة، وأروى». اشتهر بعض عمات النبى، صلى الله عليه وسلم، بدورهن فى حياته، بعد بعثته، مثل صفية وعاتكة، واشتهر بعضهن من خلال أولاده، مثل أميمة بنت عبدالمطلب والدة أم المؤمنين زينب بنت جحش، ولم يكن لأخريات منهن مواقف تذكر تطرقت إليها كتب التراث، مثل أروى بنت عبدالمطلب. ولو أنك حاولت التفتيش عن أبرز عمات النبى حضورًا داخل العائلة الهاشمية، وفى حياة النبى، صلى الله عليه وسلم، فسيبرز لك مباشرة اسم «صفية بنت عبدالمطلب».
ففى اللحظة التى خرج فيها النبى على عشيرته الأقربين ليدعوهم إلى الإيمان وينذرهم مغبة الشرك ومآلاته السيئة، خصّ عمته «صفية» بالحديث دون عماته جميعًا، فقال: «يا صفية عمة محمد أنقذى نفسك من النار فإنى لا أملك لكم من الله شيئًا.. وفى لفظ لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبًا، إلا أن تقولوا لا إله إلا الله، أى لا تبقوا على كفركم اتكالًا على قرابتكم منى». ويقول صاحب السيرة الحلبية الذى ذكر هذه الرواية: «وتخصيصه صلى الله عليه وسلم صفية من بين عماته حكمة لا تخفى». الحكمة بالفعل واضحة، وتشير إلى الموقع العائلى الذى تمتعت به «صفية» بين أبناء عبدالمطلب، رجالًا وسيدات، والدور الذى توقع النبى أن تقوم به فى خدمة الرسالة.
الموقع العائلى لـ«صفية» ظهر حينما بادر «أبولهب» إلى التعليق على دعوة النبى للإيمان بقوله: «يا بنى عبدالمطلب هذه والله السوءة.. خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يديه غيركم فإن.. أسلمتموه حينئذ ذُللتم وإن منعتموه قُتلتم». فالوحيدة التى امتلكت الجرأة فى الرد عليه من بين بنى عبدالمطلب هى «صفية»، إذ قالت له: «أى أخى! أيحسن بك خذلان ابن أخيك؟ فوالله ما زال العلماء يخبرون أنه يخرج من ضئضئ، أى أصل عبدالمطلب، نبى فهو هو». وقد علق «أبولهب» على كلامها قائلًا: «هذا والله الباطل والأمانى وكلام النساء فى الحجال».
ويحكى لك هذا المشهد أن «صفية» كانت أول من آمن بمحمد من بنى عبدالمطلب، وأنها دخلت تحت راية الإسلام قبل شقيقها الأعز حمزة- شقيقها من الأم والأب- وشقيقها العباس بن عبدالمطلب، كما تستدل منه أيضًا على قوة شخصيتها وأنها الوحيدة من بين بنات عبدالمطلب التى كانت تملك صوتًا تستطيع أن تواجه به أكثر أشقائها شراسة، ولها من التكوين الشخصى ما يساعدها على الإدلاء بالرأى فى المواجهات العصيبة.
آمنت «صفية» مبكرًا، وشدها الرباط الإيمانى بالرسول عليه الصلاة والسلام، وثمة رباط آخر كان يشد السيدة الجليلة إلى محمد، فقد كانت زوجة للعوام بن خويلد شقيق السيدة خديجة زوج النبى، وأنجبت منه الزبير بن العوام، وقد أسلم «الزبير» فى طفولته، وعمره ١٢ سنة فى بعض التقديرات، و١٥ سنة فى تقديرات أخرى. وكانت «صفية» قد تزوجت قبل «العوام» من «الحارث بن حرب» شقيق أبى سفيان. ويسجل التاريخ أن السيدة «صفية» الوحيدة التى ثبت أنها أسلمت من بنات عبدالمطلب، وهناك كلام عن أن عاتكة وأروى قد أسلمتا أيضًا، لكن التحليل المتأنى لما ورد فى كتب التراث حول هاتين الشخصيتين لا يؤشر إلى ذلك، فعاتكة ارتبط بها العديد من المواقف التى ظهرت فيها غير مطمئنة لمحمد ورسالته، وخائفة على عائلتها من قريش، أما أروى، فمثلها مثل برة وأم حكيم البيضاء لا تستطيع أن تظفر بسطر يتحدث عن إسلامهما ودخولهما تحت راية التوحيد.
تفردت السيدة «صفية» بإيمانها بين «بنات عبدالمطلب»، مثلما تفردت بشخصيتها الحديدية، وما امتازت به من صلابة فى الدفاع عما تؤمن به، ووقوفها بثبات إلى جوار ابن أخيها النبى المرسل من السماء، الذى صدقته ونصرته وهاجرت وراءه من مكة إلى المدينة، وكان ولدها الزبير بن العوام حواريه، وأقرب الصحابة إلى حضرته الكريمة، وأشدهم التصاقًا به ودفاعًا عنه، منذ أن كان غلامًا يافعًا يسير مع أمه صفية بنت عبدالمطلب فى ركب التوحيد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 17 دقائق
- يمرس
نفحات روحانية بمناسبة المولد النبوي الشريف
وتناسى إشاعة قيم الرحمة والمحبة والسلام والتسامح والتعايش والحوار الجاد، وتهافت الإنسان وراء مغريات الدنيا الفانية، وحبه الجم للجاه والمال والثروة، ونزعة التسلط والقهر والاستعباد فهم فرحين بما آتوا، متباهين بما ملكوا من قوة ولسان حالهم يقول: (من أشد منا قوة) وتناسوا قول المولى القدير: (أو لم يروا أنَّ الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوةً وكانوا بآيتنا يجحدون) فصلت (1). فالله عز وجل توعد المتجبرين الفاسدين في الأرض بعذاب أليم، كما جاء في قوله تعالى: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) سورة هود (102).. فالمؤمن يعلم علم اليقين أن الله أقام هذا الكون على نواميس ثابتة راسخة، وقوانين ماضية بها ينتصر للضعيف من القوي، وللمظلوم من الظالم، وصدق المولى القدير: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون)، ومن حكمة الله عز وجل أن جعل هؤلاء المتجبرين العصاة في الأرض بغير الحق إنما هو شأن إلهي يمضيه على أهل الأرض بإرادته وقدرته وما كانت أمريكا وحلفاؤها وأهل الأرض جميعاً ليعجزوا الله في أرضه، وصدق المولى عز وجل: (وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير)، فليفعل المتكبرون والفاسدون في الأرض ما شاءوا من ظلم وفساد وتنكيل بعباد الله من المستضعفين في الأرض، فإنهم لن يستطيعوا أن يغيروا قدراً من أقداره، أو أمراً من أوامره، مصداقاً لقوله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)، وإننا على يقين من عدل الله ورحمته، ونعلم علم اليقين أن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب أو حسب، وأن أحداً لم يكبر في ميزانه مهما كان إلا بالتقوى والعمل الصالح، ولنا في قصص الأمم السابقة دروس وعبر عندما غدروا وخانوا وحرفوا أنزل الله عليهم غضبه وعذابه، وصب عليهم نقمته وسلط عليهم من أعدائهم من يسومهم سوء العذاب ومن هنا حقت عليهم كلمة الله فأزال دولتهم وكسر شوكتهم واستبدل بهم قوما آخرين، وهكذا سنة الله في خلقه.. وفي ظل هذا النموذج الإيماني فتحت المدائن، ودانت لهم الرقاب، وألقت الأرض بين أيديهم بكنوزها وخيراتها وثرواتها، فانشغلوا بزخارفها وزينتها، وتحولت من أيديهم إلى قلوبهم، فتنازعوها حتى دب فيهم داء الأمم السابقة، وصارت ولأية المسلمين مغنماً وصارت الزكاة مغرماً، إن الأمة اليوم تدفع ثمن تفريطها في دينها وتعطيل منهج ربها، وما يقع لها اليوم من مآسِ وخطوب وفتن على أيدي أعدائها من ابتلاء ومحن، إنما هو تمحيص وتنقية لشوائبها وتصفية من أدعيائها الخائنين العملاء مصداقاً لقوله تعالى: (ولنبلونكم حتى يعلم المجاهدون منكم والصابرون). والمتأمل اليوم لواقع الأمة واقع كارثي، وما تدفعه الأمة اليوم من دماء زكية وأرواح طاهرة وجوع وحصار وتعذيب كل ذلك بمثابة وصل لتيار الإيمان ليسري في الأبدان ليبعثها من جديد بروح أقوى وإيمان راسخ في القلوب. صفوة القول: قال أحد الصالحين: أصلحوا أموالكم التي رزقكم الله، فإن إقلالاً في رفق خير من إكثار في خرق وقال حكيم: إن في إصلاح الأموال سلامة الدين وجمال الوجه وبقاء العز، وصون العرض، وقال: عبدالله بن عباس: "أطلبوا الغنى بإصلاح ما في أيديكم فإن الفقر مجمع العيوب".. من هنا نحن مطالبون بالعمل القرآني الرشيد بعيداً عن ثقافة الإقصاء والتطرف والغلو وإلغاء الآخر استجابة لقول المولى القدير: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون) الأنعام (4).. إذن على مسؤولينا تنمية الناشئة وفق القيم الدافعة إلى الحق والخير، وليس غرس الكراهية والشحناء بين أبناء الأمة.. كلمات مضيئة: القرآن الكريم وضع بين أيدينا منهجاً قويماً متكاملاً للحضارة الراقية والعيش الكريم، فالحضارة تعني الإنسان والكون والحياة، فالإنسان ذلك المخلوق المكرم على سائر المخلوقات والكائنات قد شرفه الله بالخلاف ة على هذه الأرض، فالإنسان محور عمارة الكون في هذا الحياة، وذلك بما أوتي من نعمة العقل والفكر والبصيرة، وإن ديننا الحنيف يدعو إلى وحدة الصف والأمة، ونبذ الخلاقات أياً كانت، ورفض ثقافة الإقصاء مصداقاً لقوله عز وجل: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء" 92"..


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 18-8-2025 في محافظة قنا
تقدم بوابة الفجر الإلكترونية، مواقيت الصلاة اليوم محافظة قنا، في إطار الخدمات التي تقدمها لقرائها ومتابعيها، مواقيت الصلاة اليوم الاثنين، في مدن ومراكز محافظة قنا، وتشمل مواقيت الصلاة اليوم، صلاة «الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء». "أذكار الصباح".. بداية يوم متجددة بالذكر والتفاؤل.. تحمل أذكار الصباح في الإسلام قيمة عظيمة، حيث تمثل بداية يوم المسلم وفتح له بابًا للربط الروحي والتواصل مع الله، تعتبر هذه الأذكار لحظة هامة للتأمل والشكر، وتعزيز للروح والقلب. تركيزها على الذكر والتفكير في الله يمنح الفرد طاقة إيجابية لبداية يومه. وفي سياق الإيمان الإسلامي، تحمل أذكار الصباح قيمة دينية تعكس الاعتماد على الله والتوكل عليه، تذكير المسلم بأسماء الله الحسنى وصفاته الكريمة يعزز الوعي بالقدرة الإلهية والحنان الذي يحيط به. ومن الأهمية البالغة أيضًا أن يُدرك المسلم أن هذه الأذكار لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تمتد إلى التأثير الإيجابي على الحالة النفسية والسلوكية، إن تركيز الفرد على الخير والشكر في بداية اليوم يؤثر بشكل كبير في توجيه تفكيره وتصرفاته لبقية اليوم. ومن خلال ترديد هذه الأذكار، يخلق المسلم روتينًا يوميًا يرتبط بالتفكير الإيجابي والتأمل، يعزز هذا الروتين الروح الهادئة والتواصل الدائم مع الله، مما يجعل الفرد أكثر قوة وثباتًا في وجه التحديات. وبشكل عام، تكمن أهمية أذكار الصباح في تحقيق التوازن بين البعد الروحي والحياة اليومية، مما يسهم في بناء شخصية مسلمة قائمة على الإيمان والتفاؤل. فضل أذكار الصباح نقدم لكم في السطور التالية فضل أذكار الصباح:- - توجيه الشكر: أذكار الصباح تعزز الشكر والامتنان لله على منح الحياة والفرصة لبداية يوم جديد، مما يعزز الوعي بنعم الله. 2- تحقيق الاستقبال الإيجابي: تساعد أذكار الصباح في بناء نفسية إيجابية، فتجعل المسلم يستعد ليومه بروح هادئة وتفاؤل. 3- تعزيز التواصل مع الله: ترديد الأذكار يعزز التواصل الدائم مع الله، مما يعطي الإنسان القوة والثبات في مواجهة التحديات. 4- تنظيم الروتين اليومي: تقوم أذكار الصباح بتنظيم روتين اليوم، حيث يصبح التركيز على الذكر والعبادة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. 5- الحماية من الشرور: تحتوي بعض الأذكار على دعاء للحماية من الشرور والمصائب، مما يعزز الشعور بالأمان والاعتماد على الله. 6- ربط الروح بالعبادة: تعمل أذكار الصباح على ربط الروح بالعبادة وتذكير المسلم بأهمية القرب من الله في كل جوانب حياته. فضل أذكار الصباح يظهر في تأثيرها الإيجابي على النفس والعلاقة بالله، مما يسهم في بناء حياة مسلمة متوازنة ومستقرة. أذكار الصباح تمثل أذكار الصباح تمثل مجموعة من الأذكار التي يقولها المسلم في بداية كل يوم، وتتنوع هذه الأذكار بين الدعاء والتسبيح والتحميد. من بين أذكار الصباح الشهيرة:- "أذكار الصباح".. بداية يوم متجددة بالذكر والتفاؤل 1- أذكار الاستيقاظ: يقول المسلم عندما يستيقظ: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور". 2- أذكار الوضوء: تشمل التسبيحات والدعاء أثناء أداء الوضوء، مما يعزز الطهارة والاستعداد للصلاة. 3- أذكار بعد الصلاة الفجر: تتضمن تسبيحات وأدعية تعبيرًا عن الشكر والاستعانة بالله في بداية اليوم. 4- أذكار الصباح اليومية: تتنوع بين تلاوة آيات من القرآن والتسبيح والاستغفار، مما يساعد في تركيز الفرد وتحفيزه لبداية يوم إيجابية. 5- أذكار الحماية: يُفضل قول بعض الأذكار التي تطلب الحماية من الشرور المحتملة، مثل قول: "أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق". ويمكن ترتيب هذه الأذكار حسب الرغبة الشخصية، ويعكس ترديدها التأمل والتواصل الدائم مع الله في حياة المسلم.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر
البراءة والقلب الأبيض والنية الصادقة والتعاون من سمات مرحلة الطفولة، لذا أصدق فترات الصداقة والحب بين بني البشر في حالتين، حالة حب الوالدين لأبنائهم، وحالة حب الأطفال لمن يحبونهم ومن الأمثال الشعبية التي تعبر عن ما أقول لأهل الفراسة والحكمة "الأطفال مرآة تعكس صدق المشاعر أحبوهم تكسبوهم"، وللتوضيح مشاعر الأطفال تظهر في أعينهم عند تعاملهم مع الأخريين، وكلما زاد العطاء والصفاء النفسي بمفهومة الشامل زادت المحبة. وبتتابع دورة الحياة ونمو الغرائز بداخل الإنسان يتم تصنيف بني البشر على حسب البيئة والمخزون القيمي الذي تربوا عليه، وكلما زاد الإنسان علما كلما زاد تواضعا، وكلما مد يداه بالنصح والإرشاد لتلاميدة وللمواهب الجديدة في كافة المجالات، وهناك نماذج مصرية للعطاء والتواضع، والعلم نموذج البروفسير مجدي يعقوب و ا. د ماجد بطرس والعلامه أسامة الأزهرى والبروفسير مازن نجا والمفكر الاستراتيجي لواء دكتور سمير فرج وغيرهم الكثير، "فمصر ولادة أرضها لاتنضب" كل ما ذكرت من أسماء العلماء هم رمز للعطاء والصفاء النفسي يمدون أيديهم بالعلم والرشد والنصيحة لتلاميذهم.فالعالم الحقيقي في كافة المجالات واثق من نفسه قريب من الله سبحانه وتعالى مجتهد دائم البحث والتطوير يساعد الشباب بالتوجيه والإرشاد، فوالله الذي لا إله إلا هو مابلغوا درجاتهم العلمية ومحبتهم في قلوب تلاميذهم إلا بالعلم وحسن الخلق.وهناك قاعدة بين الباحثين والمجتهدين وأصحاب الأفكار يتمنوها في أصحاب القرار "دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر"، فشباب المبدعين في كافة المجالات يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح.وفي وقت متزامن عليهم واجبات الأخذ بالماديات من علم واجتهاد وصبر وطموح مع عدم إهمال العبادات من صلة الارحام وجبر الخواطر وبر الوالدين، وكلما زاد علم الإنسان نضجت فرائسة وحسن خلقه.وكباحث يشق طريقة في مجال العلم والإعلام سعدت بتوجيه السيد الرئيس بضرورة تمكين الموهوبين في جميع ربوع مصر دون النظر للعلاقات الخاصة، فمعيار الاختيار هو العلم وحُسن الخلق وعدم الاختلاف على الثوابت الوطنية.ولكل من أكرمهم الله سبحانه وتعالى بالمناصب، لابد أن يكون راسخ في أذهانكم تعاقب الأجيال تلك سنة كونية أعطوا الفرصة للشباب تنصلح أحوالكم ويزداد الولاء والانتماء وحب الوطن مما ينعكس على الأمن القومي المصري بالإيجاب.عاشت مصر عصية على الانكسار راياتها خفاقة عبر الأجيال.