
رأي: القوة الأممية في لبنان بين اعتداءات "الأهالي" والرفض الإسرائيلي
هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يبدو أن ملف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" يقترب من الإنهاء بعد 47 عاماً من انطلاق عملها، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر أميركية، مشيرة إلى أن واشنطن تدرس إنهاء دعمها للقوة الأممية، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى قرار أميركي بالتصويت ضد تمديد تفويض قوات "اليونيفيل"، مضيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة وقف عملياتها.
قصة "اليونيفيل" بدأت إثر الاجتياح الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان عام 1978 حين قرر مجلس الأمن الدولي نشر قوة سلام تفصل بين الجيش الإسرائيلي وبين فصائل فلسطينية ولبنانية، على أن يؤدي هذا الانتشار إلى انسحاب إسرائيلي وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاجتياح بظل اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1948.
ولكن الحرب الأهلية والصراعات الإقليمية والدولية على الأراضي اللبنانية مددت عمل هذه القوة وجعلت منها طوال سنوات مطلباً لبنانياً شعبياً ورسمياً، بحجة منع ضم مناطق من جنوب البلاد إلى إسرائيل، فيما عانت هذه القوة طوال العقود الأربعة من هجمات لقوى لبنانية أدت إلى مقتل العديد من جنودها، ولم يكن وجود "اليونيفيل" مقبولاً لدى "حزب الله" فهو يتهم عناصرها دوماً بأنهم جواسيس، بينما تتهم إسرائيل الجنود الأمميين بالتقاعس عن تأدية مهامهم والتغافل عن قيام الميليشيات بحفر أنفاق ونقل أسلحة وبناء قواعد في مناطق تنفيذ القرار الأممي.
في السنوات الأخيرة، وتحت مُسمى "الأهالي" أدى أعضاء من حزب الله أو مناصريه دور قطع الطرق على القوة الدولية لمنعها من استكمال مهامها، وصولاً إلى قتل عناصرها بالرصاص مثلما حصل في منطقة العاقبية جنوب مدينة صيدا، أو بالعبوات الناسفة مثلما وقع قرب بلدة الخيام الحدودية، ليتعرض الجنود الأمميون إلى ضغط متواصل بين "مطرقة حزب الله وسندان الاتهامات الإسرائيلية".
الحديث عن إنهاء دور القوة الأممية يجري بظل تكثف الغارات والضربات الإسرائيلية مستهدفة عناصر من "حزب الله" بالإضافة إلى قصف قواعد عسكرية في الجنوب وتدمير أبنية في الضاحية الجنوبية لبيروت بتهمة وجود معامل لإنتاج الطائرات المسيرة التي أصبح استخدامها بديلاً عن الصواريخ في الحروب الحديثة.
الدولة اللبنانية ومنذ انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد أعلنت مراراً نيتها بسط سلطتها على كامل البلاد ومنع وجود السلاح غير الشرعي. إلا أن هذا الموقف لم يدم طويلاً، حيث تراجعت الرئاسة عن الحديث الصريح بشأن السلاح، مع بدء تحرك المفاوضات الأمريكية–الإيرانية، ليتحول هذا الموقف إلى "حوار" مع مسؤولين من "الحزب" وتعيين أحد أبرز المقربين من "حزب الله" مستشاراً للرئاسة اللبنانية.
ويُفسّر مراقبون هذا التراجع على أنه مناورة سياسية تهدف إلى تجنب استفزاز "الحزب" في هذه المرحلة، حيث يظن بعض السياسيين أن إيران ستستعيد نفوذها في لبنان كجزء من صفقة أوسع قد تشمل تنازلات في الملف النووي مقابل نفوذ سياسي إقليمي أكبر.
في المقابل، تعرّض رئيس الحكومة نواف سلام لهجوم شديد من قبل إعلام "حزب الله" ومسؤوليه، بعد مطالبته بحصر السلاح بيد الدولة. وبلغ الهجوم حد اتهامه بالتعامل مع إسرائيل، وهو أسلوب اعتاد الحزب استخدامه لتخوين خصومه، خاصة عندما تُطرح مسألة سلاحه كعقبة أمام قيام الدولة.
بالتوازي مع التصعيد العسكري، تشير تقارير إعلامية إلى أن "حزب الله" يحاول إعادة تنظيم قدراته التسليحية عبر مشاريع لإنتاج أسلحة متقدمة، مستفيداً من الهدوء النسبي في الداخل وانشغال القوى الإقليمية والدولية بملفات أخرى. ويُعد هذا التوجه محاولة لإظهار القوة من جديد بعد الضربات الإسرائيلية، ولتخويف خصومه الداخليين الذين يرفعون الصوت ضد هيمنته.
يُظهر الوضع اللبناني الراهن تعقيداً شديداً وتداخلاً للأزمات، حيث تتضافر العوامل الداخلية والخارجية لتجعل من حل أزمة سلاح "حزب الله" وبسط سلطة الدولة أمراً بالغ الصعوبة. بينما يُحاصر الداخل اللبناني بين عجز الدولة عن فرض سلطتها، وتحوّل "السلاح" إلى أداة محتملة في لعبة التوازنات الرئاسية. وفي ظل هذا الوضع، يبقى السلام هشاً، ومعرضاً للانفجار في أي لحظة ما لم يتم التوصل إلى تفاهم شامل يعيد للدولة سيطرتها ولمؤسساتها استقلالها عن التغيرات الدولية والإقليمية.
*عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 13 دقائق
- CNN عربية
"من الدعوة للعزل إلى التأييد".. كيف خففت احتجاجات لوس أنجلوس حدة الخلافات بين إيلون ماسك وترامب؟
(CNN) -- في الأسبوع الماضي، دعا إيلون ماسك إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن هذا الأسبوع، عاد ماسك إلى الإشادة بإدارة ترامب، مُخففا من حدة لهجته بعد الانفصال العلني بينهما. وجاءت هذه التداعيات مع اندلاع احتجاجات في لوس أنجلوس احتجاجًا على إجراءات ضباط إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ضد المهاجرين غير الشرعيين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حذف ماسك بعضا من أكثر منشوراته إثارة للجدل على منصة 'إكس' (تويتر سابقا)، بما في ذلك دعوته إلى عزله، وكذلك الادعاء، دون تقديم أدلة، بظهور اسم ترامب في وثائق تتعلق بجرائم جيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي على القاصرات. وبدا ماسك مؤيدا تماما لموقف إدارة ترامب بشأن الوضع في لوس أنجلوس، مضيفا "الأعلام الأمريكية" إلى منشور لنائب الرئيس جيه دي فانس، الذي صرّح فيه بأن "الرئيس لن يتسامح مع أعمال الشغب والعنف". ولطالما دعم ماسك إغلاق الحدود، ووقف الهجرة غير الشرعية والترحيل، بالتوافق مع إدارة ترامب. "تصعيد جديد" بين إيلون ماسك وترامب: أغنى رجل في العالم يدعو إلى "عزل" رئيس أمريكا ونشر الملياردير منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال" قال فيه إن على حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، وعمدة لوس أنجلوس، كارين باس "الاعتذار لأهالي لوس أنجلوس"، في ظل اندلاع الاشتباكات، وإحراق السيارات، وتصاعد حدة المظاهرات. وكذلك كتب ماسك كلمة "رائع" على مقطع فيديو لفانس وهو يتحدث في مقابلة، قائلاً إنه يعتقد أنه "إذا هدأ إيلون قليلاً، فسيكون كل شيء على ما يرام". وعاد إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لمتابعة نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، الذي يُعتبر أحد أبرز مسؤولي إدارة ترامب في سياسة الهجرة، والذي كان قد ألغى متابعته، الخميس، في خضم خلافه مع ترامب. وكانت هذه الخطوة ملحوظة بشكل خاص بالنظر إلى أن زوجة ميلر، كاتي ميلر، تركت عملها في البيت الأبيض مؤخرا للعمل مع ماسك، وكان الزوجان يتواصلان بانتظام مع ماسك خارج العمل. وأدى ذلك إلى التكهنات بين مساعدي البيت الأبيض حول كيفية تأثير تداعيات هذه القضية على الحظوظ السياسية لأحد أقوى الأزواج في واشنطن في عهد ترامب. ولم تستجب كاتي ميلر لطلب شبكة CNNللتعليق. وهذا لا يعني أن كل شيء قد عاد إلى ما سبق الخلافات بين ترامب وماسك، فقد واصل رجل الأعمال توجيه الانتقادات - وإن كان بأسلوب أكثر رقة- لمشروع قانون السياسة الداخلية لترامب الذي أقره مجلس النواب ويجري النظر فيه الآن في مجلس الشيوخ. والأحد، رد ماسك بـ "صحيح" على مستخدم كتب: "شجار ماسك مع ترامب ليس حيلة ولا تشتيتًا للانتباه". وفي اليوم نفسه، أعاد نشر مقال من موقع "بابيلون بي" الساخر بعنوان "الجمهوريون يعلنون عن خطة لمواصلة العمل بعكس ما صوت له الجميع".انتقد ماسك بشدة مشروع القانون الذي وصفه ترامب بـ"مشروع القانون الواحد، والكبير والجميل" الأسبوع الماضي، مجادلاً بأنه سيقوض الكثير مما قام به فريق وزارة كفاءة الحكومة لخفض الإنفاق الفيدرالي والعجز. ونفت إدارة ترامب أن مشروع القانون سيزيد العجز، على الرغم من أن العديد من المنظمات غير الحزبية قالت إنه سيضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الأمريكي. ولكن محللي وول ستريت يتنفسون الصعداء حتى الآن - إذ يأملون أن يصمد أي انفراج هش في العلاقات. وذكر دان آيفز، المحلل في "ويدبوش": "بينما لا نتوقع عودة ترامب وماسك إلى أيامهما الأولى في منتجع مارالاغو، لن يكون مفاجئاً أن نرى ترامب وماسك يُصلحان الأمور تدريجياً بمساعدة وسطاء خلف الأبواب المغلقة خلال الأشهر المقبلة". وفي نهاية المطاف، يحتاج ترامب إلى ماسك للبقاء قريبًا من الحزب الجمهوري، وماسك يحتاج ترامب لأسباب عديدة، منها الموافقة على إطار عمل اتحادي للسيارات ذاتية القيادة.وارتفع سهم تسلا بنسبة 4.6% الاثنين، لكنه لا يزال أقل بكثير من مستواه الذي بدأه الخميس قبل الانفصال العلني. وبعد ظهر الاثنين، بدا ترامب أكثر هدوءًا تجاه ماسك، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: "كانت بيننا علاقة جيدة، وأتمنى له كل التوفيق، كل التوفيق". لكنه لم يصرح ما إذا كان سيرد على ماسك إذا اتصل به، وقال ترامب: "لم أفكر في الأمر حقًا، أتخيل أنه يريد التحدث معي، أعتقد ذلك".


CNN عربية
منذ 33 دقائق
- CNN عربية
أمريكا.. وزيرة الأمن الداخلي طلبت من الجيش اعتقال المتظاهرين في لوس أنجلوس
(CNN) -- طلبت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم، خلال الأيام الماضية، من وزير الدفاع بيت هيغسيث توجيه القوات العسكرية في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا التي تشهد منذ أيام احتجاجات ضد سياسات الهجرة، اعتقال المتظاهرين، وهي خطوة من المرجح أن تنتهك القانون الفيدرالي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أرسلت نويم مذكرة تطلب من هيغسيث توجيه القوات لاعتقال "مخالفي القانون تمامًا كما هو الحال في أي منشأة فيدرالية يحرسها الجيش"، وفقًا لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، التي حصلت على المذكرة. وأكدت وزارة الأمن الداخلي لشبكة CNN تقديم طلب. وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية: المتظاهرون في لوس أنجلوس "يتقاضون أموالا".. والاحتجاجات "مدبرة" وفي المذكرة، طلبت نويم من هيغسيث توجيه القوات المسلحة لاعتقال "مخالفي القانون بموجب المادة 18 حتى تتمكن سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية من اعتقالهم"، وفقا لصحيفة كرونيكل. وليس من الواضح ما هي السلطة التي سيُسمح بموجبها لأفراد الجيش باعتقال الأفراد داخل الولايات المتحدة، وهو إجراء محظور إلى حد كبير بموجب القانون الفيدرالي الذي يحكم ويحظر على تلك القوات ممارسة أنشطة إنفاذ القانون ضد المدنيين.وعند سؤالها عن التقرير، تلقت CNN اليوم بيانًا من مساعدة وزير الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين، أكدت فيه الطلب، وجاء فيه أن "الوزيرة نويم طلبت من الوزير هيجسيث توجيه قوات الجيش في لوس أنجلوس لاعتقال مثيري الشغب للمساعدة في استعادة القانون والنظام". وبعد ذلك بوقت قصير، أرسل مسؤولو وزارة الأمن الداخلي بيانًا منقحا إلى CNN، مشيرين إلى أن المذكرة أُرسلت قبل لقاء هيجسيث ونويم بالرئيس دونالد ترامب.


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
لوس أنجلوس ستفرض حظر تجول في أجزاء من وسط المدينة جراء "احتجاجات الهجرة"
(CNN)-- أعلنت عمدة مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية كارين باس، الثلاثاء، أن حظر تجول طارئ سيدخل حيز التنفيذ في وسط المدينة الليلة. وجاء الإجراء بعد أيام من الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة التي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف. وذكرت باس أنها تسعى للحصول على توجيهات بشأن مدة حظر التجول، لكنها أشارت إلى أنه من المرجح أن يستمر لبضعة أيام، وأضافت: "سأتشاور غدًا مع القادة المنتخبين ومسؤولي إنفاذ القانون بشأن استمرار حظر التجول، لكننا نتوقع بالتأكيد أن يستمر لعدة أيام". وكانت عمدة لوس أنجلوس قالت لمراسلة CNN، إيرين بورنيت، في وقت سابق، إن السلطات تدرس فرض حظر تجول. وحذرت باس من أنه على الرغم من أن الاضطرابات تنتشر في جميع أنحاء لوس أنجلوس، إلا أنها تقتصر على "بضعة شوارع في وسط مدينة لوس أنجلوس، وهذا لا يشمل حتى كامل منطقة وسط المدينة". وكان الرئيس دونالد ترامب قال إن قوات الجيش ستبقى في لوس أنجلوس "حتى يسود السلام"، وسط انتقادات لحشده الحرس الوطني في كاليفورنيا و700 من مشاة البحرية في المدينة. من لوس أنجلوس إلى نيويورك.. تصاعد الاحتجاجات المناهضة لسياسة الهجرة.. إليكم الأماكنوقال الرئيس للصحفيين في قاعدة أندروز: "أريد فقط أن أرى السلام. إذا حلّ السلام، فسنخرج. وإذا كان هناك أدنى احتمال لانعدام السلام، فسنبقى هناك حتى يحلّ السلام، ويُعتقل الكثير من الناس. مثيرو الشغب، أو أيًا كان اسمهم. من الأفضل أن يعلموا أن الكثير من الناس يُعتقلون. سيبقون في السجن لفترة طويلة". وأشارت فرق CNN إلى وقوع مناوشات اليوم في وسط مدينة لوس أنجلوس، حيث أطلقت قوات إنفاذ القانون من الحرس الوطني في كاليفورنيا، ووزارة الأمن الداخلي، وهيئة الهجرة والجمارك، الغاز المسيل للدموع غير المميت خارج مركز احتجاز فيدرالي لتفريق المتظاهرين. وتأتي تصريحات ترامب بعد ساعات من سؤاله في المكتب البيضاوي عما إذا كان سيفعّل قانون التمرد، فقال: "إذا حدث تمرد، فسأفعّله بالتأكيد، سنرى". وعندما سُئل عن قواعد الاشتباك التي يريدها ترامب للجيش، قال: "إذا كانوا يطبقون كل ما ترونه خلال الليالي الثلاث الماضية، فهذا يعد اشتباكا"، وأضاف أن الحرس الوطني سيبقى في المدينة "حتى يزول الخطر". وتابع: "إذا كانوا يشكلون خطرًا، أو يرمون الطوب، أو يبصقون في وجه الشرطة أو من يقف أمامهم، أو يلكمون الناس، أو يفعلون كل ما ترونه خلال الليالي الثلاث الماضية، فهذا يعد اشتباكا".