logo
المعركة لم تُحسم بعد…هدنة مؤجّلة على حافة الانفجار؟

المعركة لم تُحسم بعد…هدنة مؤجّلة على حافة الانفجار؟

صيدا أون لاينمنذ 6 ساعات

لم تمضِ أيام على وقف إطلاق النار حتى بدأت المؤشّرات تتسارع في اتجاه مختلف تماماً عمّا روّج له الإعلام الأميركي والإسرائيلي. فالمعركة التي اعتُبرت انتصاراً استراتيجياً للمعسكر الغربي تبدو الآن، بحسب مصادر مطّلعة، أقرب إلى وهم خطابي استُهلك داخلياً، بدل أن يُغيّر فعلياً في ميزان القوى.
تسريبات موثوقة من داخل وزارة الدفاع الأميركية كشفت أن الضربة الجوية الأميركية، التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، لم تُصب سوى الأبنية المساعدة فوق سطح الأرض، في حين ظلّت المنشآت الأساسية المحصنة على عمق أكثر من مئة متر سليمة تقريباً. المعلومات نفسها أكّدت أن إيران كانت تتوقع الهجوم، وقد سارعت إلى تفريغ منشآتها من اليورانيوم المُخصّب ونقل الكمية كلها إلى موقع سري أعمق من "فوردو"، لا أحد يعرف حتى الآن موقعه أو طبيعته.
في هذه الأثناء، صادق البرلمان الإيراني بالإجماع على قانون يقضي بتعليق التعاون مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، واعتبر أن الوكالة لم تعُد محايدة، بل جزءًا من منظومة ضغط تقودها واشنطن وتل أبيب. الأمر الذي بات يعكس بوضوح تحوّلاً استراتيجياً في توجّهات النظام الإيراني نحو مسار أكثر تحرّراً من الالتزامات الدولية.
من جهة أخرى، تفيد تقديرات دبلوماسية بأن إيران تحتفظ بما يكفي من أجهزة الطرد المركزي لتتمكن من رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تُستخدم في إنتاج السلاح النووي خلال فترة قصيرة، خصوصاً في حال تلقّيها دعماً تقنياً من حلفاء مثل روسيا
أو كوريا الشمالية. وتشير تقارير متابعة إلى أن طهران تمتلك حالياً كميات كافية من المواد المخصّبة، بالإضافة إلى ما يبدو أنه قرار سياسي داخلي واضح بالمضي قدماً في تطوير قدراتها، ما يجعل احتمال تصنيع رؤوس نووية قابلاً للتحقق في وقت قياسي.
في السياق ذاته، لا تنفصل الاعتبارات العقائدية عن منطق التصعيد. فداخل الدوائر الدينية اليمينية في إسرائيل، تسود قناعة بأن المواجهة مع إيران لم تعد مسألة أمن قومي فقط، بل ضرورة وجودية ترتبط بنبوءات توراتية تتحدث عن صراع نهائي مع "الفرس" وحلفائهم. وهذا البُعد الديني يتفاعل مع تيارات نافذة في واشنطن تعتبر أن استكمال الحرب بات خياراً مقدّساً لا رجعة عنه
وفي طهران، كشفت مصادر متابعة أن حملة غير معلنة بدأت بالفعل ضد خلايا استخباراتية يُعتقد أنها تابعة للموساد، وذلك ضمن عمليات تُنفّذ بصمت، ما يصعّب على أجهزة الاستخبارات الأجنبية تتبّع ما يجري في الداخل الإيراني. في المقابل، ترى الأوساط أن ما بعد التسريبات الاستخباراتية الأميركية ليس كما قبلها، إذ باتت طهران أكثر اقتناعاً بأن خيار امتلاك سلاح رادع لم يعُد ترفاً نظرياً، بل ضرورة وجودية في ظل انكشاف مواقعها وتعدد الاختراقات.
ووسط كل هذه التطورات لا شيء يوحي بأننا أمام نهاية مرحلة، بل أقرب ما يكون إلى بداية أكثر خطورة من كل ما سبق وينذر بجولة أكثر حدّة تتجاوز الرّدع التقليدي، وتضع المنطقة أمام سباق ميداني وسياسي وأيديولوجي في آن معاً. إذ إنّ الهدنة القائمة اليوم، والتي جاءت تحت ضغوط متبادلة، لا تحظى بأي ضمانات فعلية سواء من الجانب الإيراني أو
الإسرائيلي. ووفق مصادر مطّلعة على التقييمات الأمنية في تل أبيب وواشنطن، لا أحد يُراهن على صمود طويل الأمد، بل يُنظر إليها كاستراحة مؤقتة لإعادة التموضع.
وبينما تنشغل أجهزة الاستخبارات باحتواء تداعيات ما تمّ تسريبه وتعزيز الحماية الداخلية، تعمل أطراف إقليمية ودولية على رفع مستوى الجاهزية لكل السيناريوهات الممكنة. فهل تكون الخطوة المقبلة إعادة فتح الجبهة، أم أن المشهد يتّجه نحو مفاجأة من نوع آخر، لا تقوم على المواجهة المباشرة بل على تحرّك غير نمطي؛ أمني، سياسي أو تقني، من شأنه أن يبدّل معادلات الردع ويعيد ترتيب قواعد الاشتباك بهدوء لا يقلّ خطورة عن القصف العلني

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منشأة سريّة أكثر تحصيناً من "فوردو"... إلى أين نقلت إيران اليورانيوم؟
منشأة سريّة أكثر تحصيناً من "فوردو"... إلى أين نقلت إيران اليورانيوم؟

ليبانون 24

timeمنذ 36 دقائق

  • ليبانون 24

منشأة سريّة أكثر تحصيناً من "فوردو"... إلى أين نقلت إيران اليورانيوم؟

ذكرت "العربية" أنّ تقارير إستخباراتيّة أشارت إلى أنّ اليورانيوم الإيراني المخصب المختفي لا يزال يُقلق أميركا وإسرائيل على حدّ سواء. وأسقطت الولايات المتحدة باستخدام قاذفات شبح من طراز "بي-2"، أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها، على منشآت نووية إيرانية، سعياً للقضاء على مواقع تشمل منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم المقامة أسفل جبل، وكذلك منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم ومفاعل "أصفهان" للأبحاث، في ضربة قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها "دمرت" البرنامج النووي الإيراني. ولكن، قبل الضربة، شوهدت 16 شاحنة تصطف خارج منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، وصرح خبير في البرنامج النووي الإيراني لصحيفة "التليغراف" البريطانية أن النظام نقل جزءاً كبيراً من اليورانيوم العالي التخصيب إلى موقع سري قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف منشآته. والمكان الأمثل لإخفاء اليورانيوم المخصب هو جبل الفأس، بحسب ما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية. ويقع على بعد حوالي 145 كيلومترا جنوب منشأة فوردو، وهو قريب جدا من موقع نطنز النووي في محافظة أصفهان. ويعتقد أن هذا الموقع السري الجديد هو منشأة نووية عميقة تحت الأرض حيث يُقدر عمقها بحوالي 100 متر تحت سطح الأرض، مقارنةً بعمق فوردو الذي يتراوح بين 60 و90 متراً مما يجعلها أكثر تحصينا مقارنة بموقعيّ فوردو ونطنز. ولفوردو مدخلا أنفاق، لكن جبل "الفأس" له 4 مداخل على الأقل، اثنان على الجانب الشرقي من الجبل، واثنان على الجانب الغربيّ. وبحسب "التليغراف"، فإن إيران تقوم ببناء منشأة هناك في الوقت الحالي، وقد بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز المنطقة وتوسيعها بهدوء خلال السنوات الأربع الماضية. وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية أن هذه المنطقة توسعت سراً بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم. ووفقا لصور الأقمار الصناعية فقد تمّ بالفعل بناء شبكة أنفاق معقدة تحت الجبل في موقع المنشأة المجهزة أيضا بأحدث أنظمة الحماية الأمنية.

رسميًا... إيران تعتمد قانونًا يُعلّق التعاون مع "الطاقة الذرية"
رسميًا... إيران تعتمد قانونًا يُعلّق التعاون مع "الطاقة الذرية"

ليبانون 24

timeمنذ 36 دقائق

  • ليبانون 24

رسميًا... إيران تعتمد قانونًا يُعلّق التعاون مع "الطاقة الذرية"

وافق مجلس صيانة الدستور الإيراني ، يوم الخميس، على مشروع قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، قوله إن المجلس صادق على مشروع قانون "إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكداً أن الحكومة باتت ملزمة بتعليق أي تعاون مع الوكالة الدولية حتى يتم التأكد من صون السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد، وخاصة تأمين العلماء والمنشآت النووية الإيرانية. ووافق جميع النواب الحاضرين وعددهم 221 نائباً، لصالح مشروع القانون بالإجماع. وأشار المجلس إلى أن الحكومة ملزمة بتعليق كافة أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ونظام الضمانات التابع لها، إلى حين تحقق شروط ضمان الاحترام الكامل لسيادة إيران وسلامة أراضيها، وتوفير الأمن للمنشآت والعلماء النوويين، وضمان احترام الحقوق الأساسية لإيران في التمتع بكافة الحقوق المنصوص عليها في المادة الرابعة من معاهدة عدم الانتشار، لا سيّما حق تخصيب اليورانيوم داخل البلاد. وجاء فى قرار مجلس صيانة الدستور أن التحقق من استيفاء هذه الشروط يجب أن يتم بناء على تقرير من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. كما يجب على الحكومة تقديم تقرير دوري كل ثلاثة أشهر إلى كل من مجلس الشورى الإسلامي والمجلس الأعلى للأمن القومي بشأن مدى تنفيذ الشروط المذكورة. كان البرلمان الإيراني قد صوت، يوم الأربعاء، لصالح مشروع قانون تعليق التعاون بشكل مؤقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكي يصبح مشروع القانون الخاص بالتعليق ساريا يجب أن يحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور، وهو ما تم يوم الخميس ، وتتبقى موافقة مجلس الأمن الإيراني.

ترامب: سنتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وقد نوقع الاتفاق
ترامب: سنتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وقد نوقع الاتفاق

صوت لبنان

timeمنذ 39 دقائق

  • صوت لبنان

ترامب: سنتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وقد نوقع الاتفاق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن ستسعى على الأرجح للحصول على التزام من طهران بإنهاء طموحاتها النووية في محادثات مع مسؤولين إيرانيين الأسبوع المقبل. وأشاد ترامب بالقصف الأمريكي باعتباره "سبب النهاية السريعة للحرب بين إيران وإسرائيل"، قائلا إن قراره استهداف مواقع نووية إيرانية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات يوم الأحد أنهى الحرب واصفا الأمر بأنه "انتصار للجميع". وتجاهل تقييما مبدئيا لوكالة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية يفيد بأن "مسار إيران نحو صنع سلاح نووي ربما يكون قد تأخر لأشهر فحسب". وقال "كانت الأضرار جسيمة جدا. كان تدميرا تاما". في غضون ذلك، وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز النفيذ يوم الثلاثاء، سعى الإيرانيون والإسرائيليون إلى استئناف حياتهم الطبيعية بعد المواجهة التي استمرت 12 يوما. وقال ترامب، متحدثا من لاهاي، حيث حضر قمة حلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء، إنه لا يتوقع أن تنخرط إيران مجددا في تطوير أسلحة نووية. ودأبت طهران لعقود على نفي اتهامات القادة الغربيين لها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وأوضح "سنتحدث معهم الأسبوع المقبل، مع إيران. قد نوقع اتفاقا. لا أعلم. بالنسبة لي، لا أعتقد أن ذلك ضروري". وأردف "آخر ما يريدون فعله هو تخصيب أي شيء في الوقت الحالي. إنهم يريدون التعافي"، في إشارة إلى الاتهامات الغربية لإيران "بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية". وأمس الأربعاء، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون راتكليف في بيان إن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة جراء الضربات الجوية الأمريكية، لكنه لم يصل إلى حد إعلان تدمير البرنامج. وأضاف أن الوكالة أكدت "مجموعة من الأدلة الموثوقة" على أن عددا من المنشآت الإيرانية الرئيسية دمر ويحتاج سنوات لإعادة بنائه. وقدرت الوكالة النووية الإسرائيلية أن الضربات "أعادت قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية سنوات للوراء". ونشر البيت الأبيض التقييم الإسرائيلي، غير أن ترامب قال إنه لا يعتمد على معلومات المخابرات الإسرائيلية. وعبر ترامب عن ثقته في أن طهران ستنتهج مسارا دبلوماسيا نحو تسوية الأمر. وأضاف أنه إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي، "فلن نسمح بحدوث ذلك. أولا، من الناحية العسكرية، لن نفعل ذلك"، مضيفا أنه يعتقد "أننا سنتمكن في النهاية من إقامة علاقة ما مع إيران لحل هذه القضية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store