
جيروزاليم بوست: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ يوم الجمعة إلى 16 شخصا
جيروزاليم بوست: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ يوم الجمعة إلى 16 شخصا
قبل 2 ساعة و 8 دقيقة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التلفزيون الجزائري
منذ 28 دقائق
- التلفزيون الجزائري
خلال محاولة الحصول على الغذاء: 300 شهيد وأكثر من 2640 مصاب برصاص الاحتلال – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
أفاد المكتب الإعلامي بغزة, أمس الأحد, بأنه تم إحصاء 300 شهيد و 2649 مصابا و 9 مفقودين برصاص الاحتلال الصهيوني خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز المساعدات التي باتت مصائد للموت, في رفح و وادي غزة, وذلك خلال الفترة الممتدة بين 27 مايو و 15 يونيو الجاري. وجاء في بيان للمكتب حول آخر إحصائية لأعداد الشهداء والمصابين والمفقودين من المدنيين المجوعين, أن 57 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 363 آخرون, الأربعاء الماضي, فيما استشهد 21 فلسطينيا و أصيب 294 آخرون الخميس الماضي. و خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين, سجل ذات المصدر 29 شهيدا و380 مصابا, كما أحصى 26 شهيدا و 117 مصابا يوم أمس الأحد, ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 300 شهيد و2649 مصابا و9 مفقودين. وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس), قد طالبت, المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص, بالتحرك العاجل لوقف الآلية الدموية التي استحدثها الاحتلال الصهيوني كأداة لإدامة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية, في إشارة إلى مراكز 'توزيع المساعدات' الصهيونية-الأمريكية. و أكدت أن 'استهداف الجوعى في لحظة بحث عن القوت, يكشف طبيعة هذا العدو الفاشي الذي يستخدم الجوع والقصف سلاحين للقتل والتهجير, ضمن مخطط ممنهج لتفريغ غزة من سكانها', مبرزة أن ما يعرف بالآلية الصهيونية-الأمريكية لتوزيع المساعدات 'تحولت إلى مصائد موت وإذلال, هدفها ليس الإغاثة, بل كسر كرامة الشعب الفلسطيني وتحويل حياة المحاصرين إلى جحيم, بما يخدم مشاريع التهجير القسري'. و قالت : 'هذه الآلية المهينة للكرامة الإنسانية تفرض على أهلنا المخاطرة بحياتهم مقابل طرد غذائي, ما يجعلها جريمة مركبة من التجويع الممنهج والقتل المتعمد'.


إيطاليا تلغراف
منذ 43 دقائق
- إيطاليا تلغراف
ما وراء "طوارئ ترامب" الزائفة
إيطاليا تلغراف روبين أندرسون كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام لم يكن هدف الرئيس تهدئة الشوارع في لوس أنجلوس، بل الاستفزاز المتعمّد لتحويل المدينة إلى ساحة معركة. في يوم الجمعة، السادس من يونيو/ حزيران، نفذت وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، ووزارة الأمن الداخلي (DHS)، ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) سلسلةً من المداهمات عبر مدينة لوس أنجلوس. كان الضباط الفدراليون مسلحين ببنادق على الطراز العسكري، يرتدون ملابس تكتيكية ويتنقلون في قوافل من العربات المصفحة والمركبات القتالية (Bearcats)، مما حول شوارع المدينة إلى ساحة عسكرية أثناء اعتقالهم عشرات المهاجرين العاملين بجد. تم اعتقال أفراد من أمام متجر 'هوم ديبوت'، حيث يصطف العمال يوميًا بحثًا عن عمل. وفي حي صناعة الألبسة وسط المدينة، تم اعتقال أكثر من 40 شخصًا في مستودع 'أمبيانس أباريل' للموضة السريعة، من بينهم خوسيه أورتيز، الذي عمل فيه 18 عامًا حتى أصبح مديرًا للوردية. عندما خرج أفراد المجتمع إلى الشوارع تضامنًا مع أصدقائهم وعائلاتهم وجيرانهم الذين تم اعتقالهم، استخدم العملاء الفدراليون القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وسرعان ما تحوّلت الشوارع إلى بؤر اشتباك يتصاعد فيها التوتر. ما بدأ كقصة محلية في لوس أنجلوس سرعان ما تصدر عناوين الأخبار في الولايات المتحدة والعالم. بعد اعتقال ديفيد هويرتا، رئيس اتحاد موظفي الخدمات الدولية (SEIU)، وتعرضه للعنف ووضعه في الأصفاد؛ بسبب تصويره المداهمات، بدأ أعضاء الاتحاد من أنحاء الولاية في التوافد إلى لوس أنجلوس للمشاركة في مظاهرة سلمية كبيرة في 'غراند بارك' وسط المدينة يوم الأحد. انضم اتحاد عمال المزارع إلى الاحتجاجات، داعيًا الناس إلى الانضمام إليها، مع التأكيد على الطابع السلمي للتظاهرة. تُعد لوس أنجلوس ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، حيث يشكل ذوو الأصول اللاتينية والهيسبانية حوالي نصف السكان، ويولد 35% من السكان خارج البلاد، ويُقدر عدد المهاجرين غير المسجلين فيها بمليون شخص، أي نحو 10% من السكان. وباعتبارها 'مدينة ملاذ' معلنة، لم تشارك شرطة المدينة في عمليات (ICE)، ورفضت الانخراط في أجندة ترامب السياسية لاستهداف غير المواطنين، وهي ممارسات اعتبرتها منظمة العفو الدولية انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتنفيذًا لحملات ترحيل جماعي بلا محاكمة عادلة. في مقطع فيديو نُشر على إنستغرام، يظهر شبان ملثمون يلقون الطوب على سيارات الشرطة. لم يكونوا يشبهون المتظاهرين الآخرين الذين ظهروا بلا أغطية رأس، وسمع أحدهم في المقطع يقول بخوف: 'يا إلهي، إنهم يرمون الشرطة بالطوب!'. من غير الممكن معرفة إن كانوا متظاهرين حقيقيين أم من أنصار ترامب جاؤوا كعملاء محرضين- وهي حيلة قديمة تستخدم غالبًا لتشويه سمعة الاحتجاجات السلمية وتبرير العنف الرسمي ضد المواطنين الذين يمارسون حقهم في التظاهر. ينطبق الأمر ذاته على عمليات النهب التي طالت متجر 'آبل' وغيرها من المحلات. يُشار إلى أن تدمير الممتلكات يُعتبر دائمًا شكلًا من 'العنف' غير المقبول، وغالبًا ما يُستخدم كمبرر لمهاجمة المتظاهرين العزّل. وقد أثير هذا الجدل على وسائل التواصل حين ظهر صف من الضباط يحمون محل دونات، مما أثار السخرية والتهكم على أولويات انتشار القوات. أشارت عمدة المدينة، كارين باس، إلى 'درجة الخوف والرعب' التي يشعر بها سكان لوس أنجلوس، متهمةً مداهمات ترامب بـ'تأجيج التوترات في المدينة' وزرع الفوضى. الكشف عن القصة الحقيقية تدريجيًا، بدأت تظهر القصة الحقيقية لبدء المداهمات. أفاد موقع 'ذا لاتن تايمز' بأن ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، أعرب في اجتماع يوم 20 مايو/ أيار عن غضبه من وكالة (ICE) لعدم تحقيقها 'حصص الترحيل'، وانتقد تركيزها على المهاجرين ذوي السوابق. وقال غاضبًا: 'ما معنى أنكم تلاحقون المجرمين؟ لماذا لا تذهبون إلى هوم ديبوت؟ إلى سفن-إليفن؟'. كما صرّح لقناة فوكس نيوز بأنه يسعى إلى رفع عدد الاعتقالات إلى '3 آلاف يوميًا على الأقل'، مؤكدًا أن الرئيس ترامب 'سيواصل الضغط لرفع هذا الرقم'. ليست المداهمات في لوس أنجلوس إذن من أجل 'الأمن العام'، كما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024. فقد قال الكوميدي جون ستيوارت إن وعود ترامب باعتقال 'المجرمين والقتلة وتجار المخدرات' تناقضت مع الواقع حين نفذت المداهمات في موقف سيارات تابع لمتجر 'هوم ديبوت'. وسخر قائلًا: 'من أسوأ الأسوأ إلى هوم ديبوت؟ يا إلهي، هؤلاء الأشخاص كانوا يبحثون عن عمل!'. إنها حملة ذات طابع سلطوي. وقد وصفها حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، بـ'الخطاب التحريضي'، وقالت عمدة المدينة إن المدينة 'تُستخدم كمختبر تجارب' للسلطة الفدرالية. قانونيًا، لا يجوز للرئيس نشر الحرس الوطني، الذي يقع ضمن اختصاص الولايات. ولهذا السبب، رفعت كاليفورنيا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب تطالب بإعلان أن هذا الإجراء غير دستوري. ووفق تقارير، كان ترامب يتابع المشاهد على التلفاز، قبل أن يُعلن بحماسة: 'حان وقت استدعاء الجنود'. لقد كانت فعلًا مسرحية إعلامية تهدف إلى إثارة الذعر والفوضى، ومهدت لتحركاته السلطوية. قمع الصحافة خلال المداهمات، تعرضت حرية الصحافة أيضًا للانتهاك. فقد أُطلقت رصاصة مطاطية على المراسلة 'لورين توماسي' من قناة 9، ولم تكن الوحيدة. إذ أُصيب مراسل صحيفة 'LA Daily News' وصحفي مستقل برصاص الفلفل والغاز المسيل للدموع. كما خضع المصور الصحفي البريطاني 'نيك ستيرن' لعملية جراحية طارئة لاستخراج رصاصة بلاستيكية من ساقه. وقد وثق نادي الصحافة في لوس أنجلوس أكثر من 30 حالة اعتداء على الصحفيين منذ بدء الاحتجاجات. وبعد إرسال 700 جندي من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس، وتعزيز عدد أفراد الحرس الوطني، نجح ترامب في عسكرة شوارع المدينة. احتجاج الفن والموسيقى في مساء الاثنين، 9 يونيو/ حزيران، أُقيمت جوائز BET الخاصة بشبكة الترفيه السوداء، وبُثت مباشرة من لوس أنجلوس. وفي كلمتها، نددت المغنية 'دوتشي' الفائزة بجائزة أفضل فنانة هيب هوب، بـ'الهجمات الوحشية' لترامب، قائلة: 'ترامب يستخدم القوات العسكرية لقمع التظاهر، وأود منكم أن تفكروا: ما نوع الحكومة التي تستخدم الجيش كل مرة نمارس فيها حقنا الديمقراطي؟'. ثم ربطت ما يحدث في لوس أنجلوس بما يجري في غزة، قائلة: 'الناس يُنتزعون من عائلاتهم… وبصفتي فنانة، أود أن أغتنم هذه اللحظة للحديث باسم كل المظلومين: السود، واللاتينيين، والمتحولين، وأهالي غزة'. وبحلول مساء الثلاثاء، تصدر عنوان صادم صحيفة 'نيويورك تايمز': 'علماء القانون: ترامب يعلن حالات طوارئ زائفة لجمع السلطة في يده'. وبعد أن اعتبر الاحتجاجات 'تمردًا'، وهو ما بدا مثيرًا للسخرية بالنظر إلى دعمه شخصيًا تمرد 6 يناير/ كانون الثاني، وعفوه عن 1500 من المشاركين فيه، لم تكن أفعاله سوى محاولة للاستيلاء على السلطة. وكما أكد بعض فقهاء القانون: 'إجراءات الرئيس غير مصرح بها بموجب القوانين التي يستند إليها'. 'حالات الطوارئ الزائفة' التي افتعلها ترامب تقوّض الدستور وتدمر الحريات المدنية.


إيطاليا تلغراف
منذ 43 دقائق
- إيطاليا تلغراف
إسرائيل اندفعت بجنون نحو هلاكها
إيطاليا تلغراف د. عبد الحفيظ السريتي كاتب مغربي اندلعتْ بشكل مفاجئ، مواجهات عنيفة بين إسرائيل وإيران كانت المبادرة فيها لإسرائيل التي شنّت هجمات استباقية واسعة ونفذت جملة اغتيالات في صفوف قيادات عسكرية من الصف الأول وعدد من العلماء والخبراء المرتبطين بالمشروع النووي الإيراني. والحال أن إيران كانت ضحية لخديعة كبرى، أميركية وإسرائيلية، فمن مسار جولات التفاوض مع الإدارة الأميركية من أجل اتفاق نووي جديد إلى شن مواجهات مباشرة مع إسرائيل التي تريد جرّ المنطقة إلى حرب واسعة، تكون من نتائجها -من منظور نتنياهو وعصابته- إزالة الخطر الوجودي الذي بات يقترب من إنتاج القنبلة النووية. ويبدو أن أهداف نتنياهو كبيرة جدًا وطموحة. فالحديث عن تفكيك المشروع النووي الإيراني، وتغيير النظام السياسي في إيران، يشبه حديثه عن الأهداف التي سبق أن تم الإعلان عنها أثناء عدوانه على غزة بإنهاء المقاومة الفلسطينية، وإعادة الأسرى. فإسرائيل وعلى لسان نتنياهو ماضية في أهدافها، وعلى رأسها إعادة تشكيل شرق أوسط جديد، وهذه العملية لا يمكن إنجازها مع بقاء إيران ونظامها السياسي المعادي لإسرائيل. لكن السؤال المحوري الذي يطرح في هذا السياق، هو: هل تقوى إسرائيل على حرب طويلة ضد إيران؟ خاصة أن إسرائيل ما زالت عالقة في غزة، ولم تتمكن من إحراز نصر عسكري واضح. الحروب الخاطفة انتهت لعلّ أخطر ما في هذه المواجهة نهاية وصية بن غوريون القاضية بخوض الحروب في ساحة الأعداء. ففي هذا النزال بين إيران وإسرائيل لم تعد المعارك في عقر دار أعداء إسرائيل، كما لم يبقَ العمق الإسرائيلي في مأمن من الصواريخ الهجومية الإيرانية، ولم تعد هذه الأخيرة في مرمى القبة الحديدية، ولا مقلاع داود، ولا منظومة حيتس. والأهم أن الصواريخ الإيرانية لم تعد تخطئ طريقها إلى إصابة أهدافها بدقة. والأخطر من ذلك أنها وصلت إلى مواقع محصنة ودكت أبنية شاهقة وقتلت وجرحت كثيرين. ولعلّ ما يرعب إسرائيل في مواجهتها لإيران هو هذا التوازن الذي حققته إيران للتعويض عن التفوق الجوي الإسرائيلي الذي كان يعتمد على امتلاكها أسرابًا من الطائرات المتطورة، وخاصة 'إف-35″، و'إف-16″، و'إف-15'. وواضح أن إسرائيل التي تمّ غرسها في قلب الوطن العربي، تريد الحفاظ على تفوّقها في المنطقة. فإضافة لامتلاكها تجهيزات عسكرية أميركية وغربية، فهي الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية بأكثر من 200 رأس نووي. وعلى الرغم من أن إسرائيل نجحت في الضربة الأولى التي وجهتها لإيران وكبدتها خسائر على مستوى قيادتها العسكرية والعلمية، فإن مسار الحرب وتدحرجها وضعا إسرائيل في الزاوية الضيقة، وكشفا أن المعركة مع إيران لن تكون سهلة كما تصورها نتنياهو وعصابته. فالمعركة وإن كان التفوّق الجوي فيها لصالح إسرائيل، فإن حسمها سريعًا لن يكون لصالحها. فالمواجهة اليوم مع إيران لن تكون سهلة، وربما إسرائيل راهنت كثيرًا على ما حققته في الجبهتين: اللبنانية والفلسطينية، واعتبرت الفرصة سانحة للانقضاض على إيران الجريحة. في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى نجاح المضادات الإيرانية التي تمكنت من إسقاط طائرة 'إف-35″، والحديث عن اعتقال الطيار الذي تمكن من القفز منها، وهناك من يتحدث عن كون الطيار ضابطة في سلاح الجو الإسرائيلي. لهذا الأمر لن يكون سهلًا في ظل المواجهة المفتوحة مع إيران. الهجوم بدأته إسرائيل ولن تكون قادرة على إنهائه لا يخفى الدور الذي تقوم به إسرائيل في المنطقة ولا يخفى التنسيق مع الولايات المتحدة في إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. ورغم نفي إدارة الرئيس ترامب تورطها في الهجوم على إيران فإنها أقرت بتزويد إسرائيل بصواريخ 'هيلفاير' وبكمية كبيرة، قدرت بحوالي 300 صاروخ. كما أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركي ساعدت إسرائيل في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية. وهذا يؤكد أن إسرائيل من دون الدعم والحماية الأميركية لا يمكن أن تتجرأ على خوض حروب مع دول ومنظمات تتوفر على عقيدة قوية تدفعها وتحفزها على مقاومة كيان غاصب، تعتبره طارئًا في المنطقة وتستعد لمجابهته ومواجهته. فالمعركة اليوم تخوضها إسرائيل مع إيران التي عاشت لأكثر من أربعة عقود تحت الحصار، وهي على الأقل تمكنت من بناء قوتها وتعايشت مع العقوبات القاسية، ما دفعها إلى البحث عن بدائل لإكمال مسيرتها في فرض نفسها كقوة إقليمية لا يمكن الاستهانة بها. فإسرائيل التي اعتادت على استعراض قوتها وتدمير أعدائها، هي اليوم في الملاجئ وتبدو غير قادرة على شل التهديدات الصاروخية الإيرانية التي ضربت أهدافها وحولت أجزاء من إسرائيل إلى أثر بعد عين. فالمسؤولون الإيرانيون الذين لملموا جراحهم، أكدوا أن الحرب التي بدأتها إسرائيل لن يكون بمقدورها تحديد وقت نهايتها، وأنها ستستمر إلى أن تستعيد إيران كرامتها وتنتقم لرموزها الذين قضوا في الغارات الغادرة الإسرائيلية. فترامب الذي دفع عن إدارته تهمة التورط في الهجوم على إيران صرح أن الضربات التي تلقتها إيران ستكون مساعدة في إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران. فالولايات المتحدة تريد إيران جريحة وضعيفة حتى تقبل بكل الشروط الأميركية. لكن الرياح سارت بعكس ما تشتهيه السفن الأميركية والإسرائيلية وشرعت الولايات المتحدة تدعو لوقف الحرب في وقت كانت فيه إيران واضحة في رفضها لاستئناف جولات المفاوضات في ظل الهجوم الذي تعرضت له من إسرائيل بدعم أميركي. هل استوعبت إيران الضربات القوية التي تلقتها؟ شكلت الضربات الموجعة التي تلقتها إيران في قلب المؤسسة العسكرية والعلمية اختراقًا وإنجازًا استخباراتيًا للموساد الإسرائيلي الذي هيأ المجال في الداخل الإيراني للقيام بعمليات نوعية لهز ثقة الشعب الإيراني في قيادته، وهو الشيء الذي يتماشى مع دفع الأوضاع في إيران نحو الانفجار وإطلاق ثورات داخلية لإضعاف النظام الإيراني المناهض للغرب وإسرائيل. لكن الرد الإيراني عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي اخترقت الدفاعات الإسرائيلية وضربت أهدافًا حساسة، أنهى مقولة 'الصبر الإستراتيجي'، وغيّر صورة إيران التي كانت تقول كثيرًا وتفعل قليلًا. فالردّ الإيراني كان قويًا ودقيقًا ولأوّل مرّة في تاريخ الحروب والمواجهات مع إسرائيل، تحدث الصواريخ الإيرانية دمارًا كبيرًا وسط إسرائيل، وتنجح الهجمات الإيرانية في تدمير بنايات شاهقة. هذا إلى جانب أن جيش الاحتلال يمنع تصوير المواقع التي استهدفتها إيران، وهو ما يفيد بأن الأضرار الإسرائيلية أكثر مما شاهدناه، وهو في الغالب من هواتف محمولة. لكن تبقى الاغتيالات وبهذه الأعداد والأهمية، نقطة ضعف كبيرة، خاصة أن إسرائيل نجحت قبل ذلك في تحييد عدد من القيادات في صفوف المقاومة اللبنانية والفلسطينية. على سبيل الختم واضح جدًا أن إسرائيل لن تصمد كثيرًا في معركة تدور رحاها في عقر بيتها، لقد اندفعت بجنون نحو هلاكها. فقطار الوساطة انطلق وتصريحات ترامب واضحة ودعوته إلى إنهاء هذه الحرب ودخول عواصم كثيرة على الخط يعكس كل ذلك الرغبة في تطويق هذه الحرب. فالتصريحات لا تقول كل الحقيقة والأهداف التي تم ضربها في إسرائيل ما زال التكتم عليها شاملًا، والأيام القليلة المقبلة كفيلة برفع الغطاء عن بعضها. فالولايات المتحدة نفسها فوجئت بدقة الصواريخ الإيرانية. ولو كانت الهجمات تمكنت من القضاء على القدرات الإيرانية لما رأينا كل هذه الحركة الدبلوماسية لإنزال إسرائيل من فوق الشّجرة.