logo
"مدينة فوة" تضع كفر الشيخ على أعتاب عضوية منظمة " اليونسكو"

"مدينة فوة" تضع كفر الشيخ على أعتاب عضوية منظمة " اليونسكو"

بلدنا اليوم٠٩-٠٣-٢٠٢٥

رغم تميّز محافظة كفر الشيخ من حيث الموقع والقيمة التاريخية والحضارية، وما تمثله من تراث وثروات طبيعية وإنتاجية، فإن مدينة فوة تبقى في الصدارة، فهي بلد المساجد والمتاحف، وموطن الصناعة والتجارة. لذا، ليس غريبًا أن تكون ضمن أهم المدن المرشحة للانضمام إلى منظمة "اليونسكو" للمدن الأكثر إبداعًا.
تطل مدينة فوة على نهر النيل، وتربط بين محافظة كفر الشيخ ومحافظة البحيرة من الناحية الغربية، كما تربط بين مركزي مطوبس ودسوق شمالًا وجنوبًا، مما أكسبها موقعًا جغرافيًا مميزًا داخل المحافظة. وقد اشتهرت عالميًا بصناعة السجاد والكليم، وتميزت تاريخيًا بأماكنها الأثرية ومزاراتها السياحية.
لُقِّبت مدينة فوة بـ"مدينة المساجد"، حيث بلغ عدد مساجدها ومزاراتها الإسلامية 365 مسجدًا ومزارًا، مما جعلها في طليعة المدن العالمية التي تضم آثارًا إسلامية، فاحتلت المركز الرابع عالميًا. كما كانت موطنًا لرواد الطرق الصوفية الذين أُطلقت أسماؤهم على أهم مساجدها، مثل مسجد القنائي، نسبة إلى الشيخ عبد الرحيم القنائي، ومسجد الكورانية، نسبة إلى الشيخ أحمد محيي الدين الكوراني، وغيرهما من المساجد التاريخية التي ارتبطت بأسماء مشايخ الصوفية. وكان هؤلاء المشايخ يستقبلون الطلاب من كل مكان ليتعلموا على أيديهم. ويرجع ذلك أيضًا إلى حدودها الشرقية مع مدينة سيدي سالم، التي كانت قبلةً لرواد الصوفية الذين قصدوا شيخهم سيدي سالم أبو النجا، وقيل إن اسمه سالم جبارة، حتى أصبحت فوة وجهةً للسياحة الدينية.
من الناحية الصناعية
تميزت مدينة فوة بالحرف اليدوية، واشتهرت عالميًا، خاصة في أوروبا وأمريكا، بصناعة الكليم والسجاد والطرابيش. ورغم ذلك، حافظت على هويتها في الصناعة، إذ كانت تعبر عن تاريخ مصر وهويتها الإسلامية من خلال الرسومات والأشكال التي تُزين منتجاتها، ما منحها طابعًا خاصًا وجاذبًا لدول العالم، وميز صناعتها عن غيرها في هذا المجال.
لم يكن هذا التاريخ العريق وليد اللحظة أو حتى أحد العهود القريبة، بل تعود جذوره إلى العصر الإسلامي القديم. وقد ازدهر الجانب الصناعي في عهد محمد علي، مرورًا بمراحل مختلفة، حتى بادرت الدولة بإعادته إلى الساحة من خلال اهتمامها بالمدن السياحية والصناعة المحلية. ونتيجة لهذه الجهود، أصبحت مدينة فوة من أهم المدن المرشحة للانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة للمدن الأكثر إبداعًا في العالم، الأمر الذي دفع كافة الجهات إلى العمل بكامل طاقاتها لتطوير المدينة، وتحسين مظهرها الجمالي، وإعادة تأهيل بنيتها التحتية، وترميم مداخلها وتزيينها، فضلًا عن تذليل العقبات التي تواجه صناعتها، تمهيدًا لإعلانها رسميًا مدينة ذات طابع خاص.
من جانبه، قال اللواء علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، إن قيمة مدينة فوه ودورها الفعّال في التنمية المستدامة وتميّزها الثقافي، هو ما وضعها في هذه المكانة، مؤكدًا قيمتها التاريخية في نشر الهوية البصرية المصرية عالميًا من خلال صناعتها.
وأضاف المحافظ، أنه تم التقدّم بملف ترشيح مدينة فوه لعضوية منظمة "اليونسكو" للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية، نظرًا لدورها في الحفاظ على التراث، الذي تمثل محافظة كفر الشيخ جزءًا كبيرًا منه.
وأوضح "عبد المعطي"، أنه تم تشكيل لجان مختصة بحصر المباني ذات الطابع التاريخي في المدينة، والعمل على تطوير الميادين والساحات، إلى جانب حصر الحرف اليدوية المختلفة، مشيرًا إلى وجود صناعات يدوية متميزة أخرى داخل مدينة فوة، وليس صناعة السجاد والكليم فقط، وقد برزت هذه الحرف بشكل فعّال في معرض "أيادي مصر"، الذي استضافته المحافظة.
كما أعلن الدكتور عمرو البشبيشي، نائب محافظ كفر الشيخ، موافقة الجهات المعنية على مقترح تحويل مدينة فوه إلى مدينة ذات طابع خاص، بعد ترشحها لمسابقة المدن الأكثر إبداعًا.
جدير بالذكر أن هذا المقترح كانت قد تقدمت به النائبة هالة أبو السعد منذ عام 2017، وتمت الموافقة عليه، لكنه لم يُنفَّذ آنذاك، حتى أعلن محافظ كفر الشيخ البدء في تنفيذه نهاية الأسبوع الماضي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مشروع خفض المياه الجوفية يُعيد لموقع "أبو مينا" مكانته التراثية
مشروع خفض المياه الجوفية يُعيد لموقع "أبو مينا" مكانته التراثية

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

مشروع خفض المياه الجوفية يُعيد لموقع "أبو مينا" مكانته التراثية

قال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في موقع "أبو مينا" يُعد من المحاور الرئيسية للدور المصري في الحفاظ على التراث، وذلك ضمن الالتزامات الدولية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، نظرًا لأن الموقع كان مدرجًا على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وأوضح "مصطفى"، خلال مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة من خلال مؤسساتها المختلفة لإعادة الموقع إلى وضعه الطبيعي، إلا أن وجود أراضٍ زراعية مجاورة تسبب في مشكلات متكررة تتعلق بارتفاع منسوب المياه. وتابع: "في عام 2006 تم تنفيذ مشروع أولي تضمن تركيب 170 طرمبة مياه، لكنه توقف عام 2010، مما أدى إلى تفاقم المشكلةـ وبناءً على ذلك، صدرت توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل الفوري والتنسيق مع الجهات الدولية لحل الأزمة". وأضاف أن المجلس الأعلى للآثار تولى مسؤولية التنسيق مع الوزارات المعنية، مثل البيئة والري والكنيسة، وتم التوصل إلى حلول فنية لمعالجة مشكلات الري والصرف، مؤكدا أنه تم إنشاء نظام حديث لتجميع المياه الجوفية، وإنشاء مصارف جديدة إلى جانب الآبار القديمة، باستخدام طرمبات مخصصة للتعامل مع المياه ذات الملوحة المرتفعة. وواصل: "تم تجميع المياه بنجاح بنهاية العام الماضي، ويجري حاليًا صيانة المشروع عبر شركة متخصصة تتابعه باستمرار"، مبينا أن موقع "أبو مينا"، الذي تبلغ مساحته نحو 1000 فدان، والمُدرج على قائمة التراث العالمي، قد استعاد حالته الطبيعية، على أن تبدأ قريبًا أعمال الحفائر والترميم الشامل للموقع خلال عام.

مدير عام آثار الأسكندريه: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبو مينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية
مدير عام آثار الأسكندريه: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبو مينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية

الاقباط اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • الاقباط اليوم

مدير عام آثار الأسكندريه: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبو مينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية

قال محمد المتولي، مدير عام آثار محافظة الإسكندرية، إن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا في محافظة الإسكندرية بدأ العمل فيه منذ عام 2010، ثم توقف لفترة، قبل أن يستأنف مجددًا عام 2018، وقد تم الانتهاء منه العام الماضي، مضيفًا أنه تم إنشاء إدارة كاملة لصيانة وتشغيل المشروع، مشيرًا إلى أنه تم الحفر حتى عمق 6 أمتار تحت الأرض لمنع تسرب المياه الجوفية مجددًا إلى المنطقة. ويأتي هذا المشروع في إطار جهود وزارة السياحة والآثار للحفاظ على هذه المنطقة الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة اليونسكو. وأضاف المتولي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك جهة مستقلة مسؤولة عن الصيانة والتشغيل، لافتًا إلى أن المياه الجوفية كانت تشكل تهديدًا للمنطقة الأثرية بنسبة 100%، لكن تم التعامل معها بنجاح، واستطعنا الحفاظ على المنطقة من أي مخاطر قد تهددها. وأوضح أن هذا المشروع هو الأكبر من نوعه، حيث أقيم على مساحة 1000 فدان. وأضاف أن جميع الجهات المعنية وأهالي المنطقة من العرب، بالإضافة إلى أبناء دير أبو مينا، قد تكاتفوا من أجل الحفاظ على المنطقة الأثرية كمقصد سياحي ومزار ديني له قدسية خاصة لدى الإخوة الأقباط. وأشار إلى أن المشروع شهد مشاركة وزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة مراحل تمضنت رفع المياة الجوفية من الموقع وانشاء تدعيم صلب الجدران حول قبر القديس مينا الذى كان بها أكبر كمية من المياة الجوفية والتى وصلت إلى نحو أكثر من 3 متر. وتابع: ننتظر تقرير منظمة اليونسكو برفع منطقة آثار ابو مينا من قائمة المناطق الأثرية المهددة بالخطر، وقد كشفت مصادر مطلعة لـ الدستور أن تكلفة مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا بمحافظة الإسكندرية قد بلغ نحو 60 مليون جنيه.

مدير عام آثار الإسكندرية: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبومينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية
مدير عام آثار الإسكندرية: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبومينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية

الدستور

timeمنذ 3 أيام

  • الدستور

مدير عام آثار الإسكندرية: المياه الجوفية كانت تهدد دير أبومينا.. والمشروع أنقذ المنطقة الأثرية

قال محمد المتولي، مدير عام آثار محافظة الإسكندرية، إن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبومينا، في محافظة الإسكندرية، بدأ العمل فيه منذ عام 2010، ثم توقف لفترة، قبل أن يستأنف مجددًا عام 2018، وقد تم الانتهاء منه العام الماضي، مضيفًا أنه تم إنشاء إدارة كاملة لصيانة وتشغيل المشروع، مشيرًا إلى أنه تم الحفر حتى عمق 6 أمتار تحت الأرض لمنع تسرب المياه الجوفية مجددًا إلى المنطقة. ويأتي هذا المشروع في إطار جهود وزارة السياحة والآثار للحفاظ على هذه المنطقة الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة اليونسكو. وأضاف المتولي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك جهة مستقلة مسئولة عن الصيانة والتشغيل، لافتًا إلى أن المياه الجوفية كانت تشكل تهديدًا للمنطقة الأثرية بنسبة 100%، لكن تم التعامل معها بنجاح، واستطعنا الحفاظ على المنطقة من أي مخاطر قد تهددها. وأوضح أن هذا المشروع هو الأكبر من نوعه، حيث أقيم على مساحة 1000 فدان. وأضاف أن جميع الجهات المعنية وأهالي المنطقة من العرب، بالإضافة إلى أبناء دير أبومينا، قد تكاتفوا من أجل الحفاظ على المنطقة الأثرية كمقصد سياحي ومزار ديني له قدسية خاصة لدى الإخوة الأقباط. وأشار إلى أن المشروع شهد مشاركة وزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة فى مراحل تضمنت رفع المياه الجوفية من الموقع، وإنشاء تدعيم صلب الجدران حول قبر القديس مينا التى كان بها أكبر كمية من المياه الجوفية، والتى وصلت إلى نحو أكثر من 3 أمتار. وتابع: ننتظر تقرير منظمة اليونسكو برفع منطقة آثار أبومينا من قائمة المناطق الأثرية المهددة بالخطر، وقد كشفت مصادر مطلعة، لـ"الدستور"، عن أن تكلفة مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبومينا بمحافظة الإسكندرية قد بلغ نحو 60 مليون جنيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store