
الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة
الوصاية المجتمعية ظاهرة ملحوظة في مجتمعنا السعودي، بل يمكن القول إنها نزعة بشرية عامة، تتجلى حين ينصب بعض الأفراد أنفسهم أوصياء على الآخرين في ما يخص تفاصيل حياتهم الشخصية، دون أن تكون لهذه التدخلات علاقة مباشرة بمصلحة المجتمع دينياً أو بصون قيمه الأساسية والمحافظة على أمنه.
فلقد أصبح من المألوف أن نجد أفرادًا يتدخلون في خيارات الآخرين الحياتية، ويصدرون الأحكام والتقييمات بناءً على رؤاهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، نجد هذا الأمر يغلب في محيط النساء. فبعض النساء يفرضن وصايتهن على غيرهن.
فقد تنظر بعض ربات البيوت إلى الموظفات باعتبارهن فاشلات اجتماعيًا، ويرين في الموظفة أنها لا تستطيع تكوين أسرة، وأنها إن كونت، فلن تنجح في ذلك. ويبدأ التقليل من نجاحات هؤلاء الموظفات والمكافحات، ويشوهن مفهوم إنجازهن ونشر ما تعلمنه لتطبيقه في خدمة الوطن. لأن بعض ربات البيوت يعتبرن أن الإنجاز الحقيقي يكمن فقط في بناء الأسرة.
في المقابل؛ فإذا برزت نساء ناجحات مهنياً، سارع بعضهن بالنظر إلى ربات البيوت نظرة دونية، ويقللن من شأنهن، معتقدات أنهن بلا أهداف أو طموحات، متجاهلات أن اختيار المرأة للبقاء في بيتها وتربية أبنائها هو خيار شخصي في المقام الأول، وأيضاً يعد في حد ذاته رسالة عظيمة وسامية.
ولا يقتصر الأمر على النساء فقط، بل يشمل الرجال أيضاً. فقد نجد الرجل الذي وفقه الله للنجاح المهني يتعالى على من لم تتح له نفس الفرصة، ويصفه بالكسل أو الخوف من مغادرة منطقة الراحة، دون أن يأخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف الشخصية، والفرص المتاحة، والمعطيات التي تختلف من فرد لآخر. ففي كثير من الأحيان، يكون النجاح نتيجة لمجموعة من العوامل التي تتجاوز الجهد الشخصي فقط، مثل الدعم الأسري، البيئة المحفزة، أو حتى الحظ. من المهم أن نكون أكثر وعيًا بأن الطريق إلى النجاح ليس واحدًا للجميع، وأن الحكم على الآخرين بناءً على تجاربنا الشخصية قد يكون غير عادل ولا يعكس الواقع بشكل كامل.
لذلك احترام اختيارات الآخرين هو جزء أساسي من احترام الإنسانية التي فطرنا الله عليها. فالله تعالى خلق الناس مختلفين في طباعهم وقدراتهم واهتماماتهم، قال الله، عز وجل، «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين» (سورة هود، الآية 118). وهذا الاختلاف ليس نقصًا، بل هو تنوع تثري به المجتمعات وتتطور به الأمم. ولذلك لا يجوز لأحد أن يفرض رؤيته للحياة على الآخرين، أو أن يعد مساره الشخصي هو الطريق الوحيد إلى النجاح والسعادة.
وكما قال تعالى في موضع آخر: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» (سورة البقرة، الآية 256). فإذا كان الله سبحانه، لم يفرض الهداية بالإكراه في أعظم أمور الإنسان، وهو الدين، فكيف يُبرر البعض فرض وصايتهم على الناس في أمور دنياهم واختيارات حياتهم؟
وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم، «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي وابن ماجه). وهذا توجيه نبوي عظيم بأن ينشغل الإنسان بنفسه، ويكفّ عن التدخل في ما لا يخصه من شؤون الآخرين. ما دام اختيار الشخص لأسلوب حياته لا يمس الدين والقيم والأخلاق وأمن الوطن.
وفي الختام، نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة التقبل والاحترام المتبادل، وفهم أن النجاح له وجوه متعددة تختلف باختلاف الرؤى والأولويات. وأن السعادة ليست وصفة موحدة، بل هي خيار فردي ينبع من القناعة الداخلية والرضا الشخصي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 29 دقائق
- حضرموت نت
الماجستير قيادة وأركان للعميد عيسى العمودي
تهانينا للعميد الركن عيسى سعيد بن الفقيه العمودي بمناسبة حصوله درجة (القيادة والأركان) من كلية القيادة والأركان بجمهورية مصر نهنئ ونبارك لأخونا العزيز العميد ركن / عيسى سعيد بن الفقيه العمودي على مناقشته رسالة الماجستير العسكري وحصوله ونيله على شهادة الماجستير في العلوم الأمنية وحصوله على درجة (القياده والأركان) من كلية القياده والأركان بجمهورية مصر العربية يوم الأحد بتاريخ 18 / 5 مايو / 2025م .. هنيئاً لك سيادة العميد هذا الإنجاز المستحق ونتمنى لك كل التوفيق والتقدم والسداد في قادم الأيام وإلى مزيداَ من التفوق والنجاح الدائم وإلى المراتب العليا إن شاء الله رب العالمين وعقبال الدكتوراه إن شاء الله رب العالمين .. متمنين لك التوفيق والنجاح في مهامك الوطنية القادمة فالوطن بحاجه لك ولأمثالك من المخلصين الذين يعملون بإخلاص ليلاً ونهاراً رافعين شرف الواجب العسكري ومُلبين نداء الوطن بكل فخر وإعتزاز. المهنئون أخوانك الكرام : 1- الشيخ / أحمد بن سعيد بن أحمد بن عمر بن سعيد بن محمد آل الشيخ صالح باعبود بن آل الشيخ أبوبكر بن عثمان بن عمر مولى خضم العمودي – عدن 2- الشيخ / أحمد بن صالح بن عبدالله بن محمد بن حسن المنصب آل حمد بن محمد بن عبدالله بوست بن عبدالرحمن الوجيه العمودي – بضه دوعن حضرموت 3- الشيخ / عمر بن عبدالقادر بن سعيد بن عمر باقادر آل الشيخ عمر بن عبدالقادر العمودي أبو عبدالقادر – يبعث حجر حضرموت 4- الشيخ / أسامه بن عبدالقادر بن عبدالله بن عبدالقادر بن عبدالرحمن بن عمر باقادر آل الشيخ عمر بن عبدالقادر العمودي أبو عبدالقادر – قيدون دوعن حضرموت 5- الشيخ / سيف بن محمد بن ثابت آل محسن عباد بن الشيخ ناصر عاطف الحضرمي العمودي – يهر يافع أبين 6- الشيخ / علي بن حسين بن علي بن حسين بن صالح بن مثنى آل بن عيسى العمودي – رصد يافع أبين 7- الشيخ / خالد بن عبدالله بن عبدالله بن علي بن أحمد بن حسين آل عبدالرحمن العمودي – رصد يافع أبين 8- الشيخ / محمد بن علي بن أحمد بن علي آل مطهر بن عبدالرزاق العمودي – أحور أبين 9- الشيخ / سعيد الخضر بن علي بن سعيد بن سالم آل مطهر بن عبدالرزاق العمودي – أحور أبين 10- الشيخ / صبري بن محمد بن صالح بن السعدي بن فدعق آل عمر بن عبدالرزاق العمودي – القوز موديه أبين 11- الشيخ / أيوب بن محمد بن عوض بن سعيد بن محمد بن عمر بن هادي آل ثابت بن آل مطهر بن عبدالرزاق العمودي – بيت عياض لحج 12- الشيخ / حمدي بن سعيد بن علي بن سالم بن عبدالرحمن بن صالح بن عبدالله آل مطهر بن عبدالرزاق العمودي – أحور أبين 13- الشيخ / سعيد بن أحمد بن سعيد بن عثمان (المصري) آل محمد بن سعيد بن عبدالله بوست بن عبدالرحمن الوجيه العمودي – بضه دوعن حضرموت 14- الشيخ / محمد بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن محمد آل أحمد باسعيد العمودي – ذي ناعم البيضاء ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

سعورس
منذ 35 دقائق
- سعورس
أمير المدينة: مهتمون بمتابعة المشاريع ورصد التحديات لمعالجتها
وأكد سموه في مستهل الاجتماع أهميةَ متابعة الخطط الزمنية لتنفيذ المشاريع التنموية في محافظات المنطقة، بما يضمن تحقيق المستهدفات، التي اعتمدتها القيادة الرشيدة- أيدها الله- ضمن رؤية المملكة 2030، مشددًا على ضرورة رصد التحديات، التي قد تُعيق سير هذه المشاريع، والعمل على معالجتها أولًا بأول، لضمان الاستفادة المثلى من المشاريع الجاري تنفيذها، وتلبية الاحتياجات التنموية لكل محافظة. واستعرض الاجتماع مستوى التقدم في تنفيذ خطط المجالس المحلية، ووجّه سمو أمير المنطقة برفع تقارير دورية حول نسب الإنجاز والمقترحات التطويرية، مؤكدًا في هذا السياق أهميةَ قياس أثر تلك الخطط، ومدى فاعليتها في تحقيق الأهداف التنموية، وتعزيز التواصل والتنسيق بين القطاعات الحكومية، والتفاعل البنّاء مع مختلف شرائح المجتمع، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار. وتناول الاجتماع مبادرة "إحياء الحرف اليدوية التقليدية" في محافظات المنطقة، التي تهدف إلى حفظ التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، من خلال دعم الحرفيين المحليين، وتهيئة البيئة المناسبة لنقل المعارف والمهارات الحرفية إلى الأجيال القادمة. وفي ختام الاجتماع، استُعرض عدد من التقارير المرتبطة بالأداء التنموي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى جانب متابعة سير تنفيذ المشاريع في مختلف المحافظات والمراكز التابعة لها، وذلك في إطار تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة، ورفع مستوى جودة الحياة لسكانها.


المدينة
منذ 3 ساعات
- المدينة
أمير المدينة يؤكد متابعة الخطط الزمنية لتنفيذ مشاريع المحافظات
رأس صاحبُ السموِّ الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أميرُ منطقة المدينة المنورة، اجتماعَ محافظي المحافظات، بحضور وكيل إمارة المنطقة عبدالمحسن بن نايف بن حميد.وأكد سموه في مستهل الاجتماع أهميةَ متابعة الخطط الزمنية لتنفيذ المشاريع التنموية في محافظات المنطقة، بما يضمن تحقيق المستهدفات التي اعتمدتها القيادة الرشيدة -أيدها الله- ضمن رؤية المملكة 2030، مشددًا على ضرورة رصد التحديات التي قد تُعيق سير هذه المشاريع، والعمل على معالجتها أولًا بأول, لضمان الاستفادة المثلى من المشاريع الجاري تنفيذها، وتلبية الاحتياجات التنموية لكل محافظة.واستعرض الاجتماع مستوى التقدم في تنفيذ خطط المجالس المحلية، ووجّه سمو أمير المنطقة برفع تقارير دورية حول نسب الإنجاز والمقترحات التطويرية، مؤكدًا في هذا السياق أهميةَ قياس أثر تلك الخطط ومدى فاعليتها في تحقيق الأهداف التنموية، وتعزيز التواصل والتنسيق بين القطاعات الحكومية، والتفاعل البنّاء مع مختلف شرائح المجتمع، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار.وتناول الاجتماع مبادرة «إحياء الحرف اليدوية التقليدية» في محافظات المنطقة، التي تهدف إلى حفظ التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، من خلال دعم الحرفيين المحليين، وتهيئة البيئة المناسبة لنقل المعارف والمهارات الحرفية إلى الأجيال القادمة.وفي ختام الاجتماع استُعرض عدد من التقارير المرتبطة بالأداء التنموي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى جانب متابعة سير تنفيذ المشاريع في مختلف المحافظات والمراكز التابعة لها، وذلك في إطار تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة، ورفع مستوى جودة الحياة لسكانها.