logo
ثقافة : صنع الله إبراهيم يغلق آخر صفحة.. و"نسب" كانت رحلته الأخيرة في القراءة

ثقافة : صنع الله إبراهيم يغلق آخر صفحة.. و"نسب" كانت رحلته الأخيرة في القراءة

الأربعاء 13 أغسطس 2025 11:50 صباحاً
نافذة على العالم - رحل عن عالمنا اليوم، واحد من أعمدة الرواية المصرية والعربية، الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ثريًا امتد لعقود، وقلوب عشاق الأدب حائرة بين الألم على فراقه والامتنان لما قدّمه من نصوص صارت جزءًا من التاريخ الثقافي.
وقبل أن يرحل، كان صنع الله إبراهيم يقرأ كتابًا لم يكن مجرد صفحات تتحرك بين يديه، بل رحلة تاريخية تغوص في عمق المعاناة الإنسانية، وتستحضر ذاكرة العبودية في أمريكا وهى رواية "نسب" للكاتبة أوكتافيا بتلر.
في حواره الأخير مع "اليوم السابع"، قبل أن يدخل في دوامة المرض، أخبرنا أنه يقرأ الآن رواية "نسب" للكاتبة الأمريكية أوكتافيا بتلر، بترجمة الفلسطينية منى كريم، ولم يكن الأمر مجرد تسلية أو قراءة عابرة، بل غوص في عمل أدبي قضت مؤلفته عشر سنوات في بنائه، بين مذكرات العبيد والوثائق الرسمية وأرشيف الجمعيات التاريخية، وحتى زيارات ميدانية لولاية ماريلاند، حيث دارت أحداث الرواية.
كان الروائى الكبير صنع الله إبراهيم يتحدث عنها بحماس وكأنها نافذة مفتوحة على التاريخ الإنساني بكل ما فيه من جروح وأوجاع، وربما كان في تلك اللحظة يرى تشابهًا بين رحلة شخصيات الرواية في مواجهة القهر، ورحلته هو نفسه في مواجهة المرض.
ورغم تراجع صحته، ظل وفياً لعادته القديمة قراءة أعمال الشباب الذين يرسلون له كتبهم، وإبداء رأيه بصراحة، مؤمنًا أن الأدب لا يعيش إلا إذا تواصلت الأجيال.
صنع الله إبراهيم من مواليد القاهرة 1937، وهو روائى مصرى ومن أكثر الكتاب شهرة فى العالم العربى بفضل أعماله ذات النزعات التجريبية، ومنها: نجمة أغسطس، وتلك الرائحة، وبيروت بيروت، وإنسان السد العالى، ووردة، والعمامة والقبعة، والقانون الفرنسى، والتلصص، وذات.
وتتميز أعمال إبراهيم بصلتها وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ومع تاريخ مصر السياسى من جهة أخرى، وتعتمد بشكل رئيسى على بناء يمزج السرد التخييلى بالتوثيق، ونال الروائى المصرى عبر مسيرته جوائز عدة؛ أهمها جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة تكريمية نالها عند بلوغه عامه الثمانين قدمت له باسم المثقفين المصريين.
يذكر أن الروائى الكبير صنع الله إبراهيم رفض تسلم جائزة ملتقى الرواية عام 2003، وتذكر عدد من التقارير الصحفية فى ذلك التوقيت، أنه فور انسحاب صنع الله إبراهيم، توجه الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، إلى المنصة ليلقى كلمة قصيرة، واعتذر لأعضاء لجنة التحكيم، مشيدًا بجهدهم كى ينتهوا إلى هذا "الاختيار الجيد"، ونقلت الصحف عن الوزير السابق: "هذه الجائزة لم تمنحها له الوزارة ولا الحكومة، وإنما منحتها لجنة من الأدباء العرب ترأسها الأديب السودانى الكبير الطيب صالح، وهى جائزة استحدثناها فى المجلس الأعلى للثقافة للرواية والشعر العربى".
اليوم، طوى صنع الله إبراهيم صفحته الأخيرة، تاركًا وراءه مكتبة من النصوص التي ستظل حية، تمامًا كما ستظل رواية "نسب" آخر أثر في ذاكرة قراءته، شاهدة على شغفه بالمعرفة حتى اللحظة الأخيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة / شعبان يوسف: رفض صنع الله إبراهيم جائزة الرواية العربية طغى على إسهاماته الإبداعية لتطوير الرواية العربية
ثقافة / شعبان يوسف: رفض صنع الله إبراهيم جائزة الرواية العربية طغى على إسهاماته الإبداعية لتطوير الرواية العربية

خبر مصر

timeمنذ 19 دقائق

  • خبر مصر

ثقافة / شعبان يوسف: رفض صنع الله إبراهيم جائزة الرواية العربية طغى على إسهاماته الإبداعية لتطوير الرواية العربية

قال الأديب والمؤرخ شعبان يوسف، إن موقف الكاتب الكبير الراحل صنع الله إبراهيم من بعض الجوائز الأدبية أثار جدلاً واسعًا في الوسط الثقافي. وأضاف خلال حواره في برنامج "العاشرة" ، من تقديم الإعلامي محمد سعيد محفوظ، على شاشة "إكسترا نيوز"، أن رفضه لجائزة الرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003، والتي كانت قيمتها نحو 100 ألف جنيه، جاء لأسباب أعلنها بنفسه، في حين قبل لاحقًا جوائز أخرى من داخل مصر وخارجها، بشرط ألا تكون مرتبطة بأنظمة سياسية أو جهات حكومية. وأوضح أن شخصية صنع الله إبراهيم متسقة تمامًا مع مواقفه، لكن الجدل الذي أثاره رفضه للجائزة طغى على مناقشة إسهاماته الإبداعية ومساره في تطوير الرواية العربية. وأضاف يوسف أن على الأديب والروائي ألا يُصنَّف سياسيًا، لأن الأدب بطبيعته يجمع، بينما السياسة تفرق، معتبرًا أن تصنيف الكاتب بأنه يميني أو يساري يمثل كارثة، إذ يؤدي إلى انقسامات وتكتلات داخل الوسط الثقافي، قد ينتهي فيها التيار الأقوى بإقصاء التيار الآخر. ولفت إلى أن صنع الله إبراهيم ظل طوال مسيرته محسوبًا على اليسار، وهو ما أكسبه اهتمامًا خاصًا من التيار اليساري في مصر والعالم العربي، ومنحه مكانة بارزة بين رموزه. وأكد يوسف أن اليسار لم يكن دعمًا محليًا فقط، بل امتد إلى أفق عربي وعالمي، ما أتاح لصنع الله إبراهيم مساحة واسعة من الاحتضان الثقافي. وأشار إلى أن الكاتب كان أول من أصدر رواية من جيل الستينيات، وأنه حظي باهتمام نقدي كبير، حيث خصص الناقد الراحل محمود أمين العالم كتابًا مستقلًا عنه عام 1985، وهو أمر نادر في النقد العربي، وجاء بعد صراع نقدي بين مدارس مصرية ومغربية. وشدد على أن هذا الاهتمام النقدي يعكس مكانة صنع الله إبراهيم كأحد أهم رموز الإبداع العربي في العقود الأخيرة. بتاريخ: 2025-08-16

عمر طاهر يروي كواليس لقائه التليفزيوني مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم
عمر طاهر يروي كواليس لقائه التليفزيوني مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم

مستقبل وطن

timeمنذ 21 دقائق

  • مستقبل وطن

عمر طاهر يروي كواليس لقائه التليفزيوني مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم

قال الكاتب عمر طاهر، إن لقاءه مع الأديب الكبير الراحل صنع الله إبراهيم كان بالنسبة له بمثابة "درس خصوصي" في الكتابة، مشيرًا إلى أنه جاء إلى اللقاء بنيّة التعلم والإنصات لواحد من أهم رموز الأدب العربي. وأضاف خلال مداخله هاتفيه مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ، في برنامج "العاشرة"، على شاشة " إكسترا نيوز"، أنه حرص خلال 45 دقيقة على استيعاب كل كلمة قالها صنع الله، حيث تحدث عن الالتزام والتركيز والإخلاص في العمل الأدبي، وحذّر من الانشغال بالغرور، مؤكدًا أن الكاتب الحقيقي يدرك أنه واحد من ملايين يكتبون جيدًا في العالم. وأوضح طاهر أن كل جملة نطق بها صنع الله كانت تحمل درسًا جديدًا، تصلح لأن تُبروز وتظل حاضرة في ذهن أي كاتب، مشيرًا إلى أنه شعر بتوتر شديد حين أشاد الأديب الكبير بأسلوبه في جملة عابرة، واعتبرها شهادة غالية ستظل محفورة في ذاكرته. وأكد طاهر أن صنع الله إبراهيم كان متابعًا حقيقيًا وداعمًا لجيل الشباب من الكتّاب، لافتًا إلى أنه فوجئ خلال اللقاء بمعرفته بمقالاته وكتبه واهتمامه بتفاصيل عمله. وكشف أنه بعد صدور روايته "كحل وحبهان" تلقى اتصالًا هاتفيًا من صنع الله استمر نحو 12 دقيقة، تحدث فيه برقة وبساطة عن الأجزاء التي أعجبته في الرواية، وهو ما اعتبره طاهر دعمًا شخصيًا لا يقل قيمة عن الجلوس أمامه كأستاذ وكاتب كبير.

الكاتب عمر طاهر يروي كواليس لقائه مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم
الكاتب عمر طاهر يروي كواليس لقائه مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

الكاتب عمر طاهر يروي كواليس لقائه مع الروائي الراحل صنع الله إبراهيم

قال الكاتب عمر طاهر، إن لقاءه مع الأديب الكبير الراحل صنع الله إبراهيم، كان بالنسبة له بمثابة "درس خصوصي" في الكتابة، مشيرًا إلى أنه جاء إلى اللقاء بنيّة التعلم والإنصات لواحد من أهم رموز الأدب العربي. وأضاف خلال مداخله هاتفيه مع الاعلامي محمد سعيد محفوظ ، في برنامج "العاشرة"، على شاشة " إكسترا نيوز"، أنه حرص خلال 45 دقيقة على استيعاب كل كلمة قالها صنع الله، حيث تحدث عن الالتزام والتركيز والإخلاص في العمل الأدبي، وحذّر من الانشغال بالغرور، مؤكدًا أن الكاتب الحقيقي يدرك أنه واحد من ملايين يكتبون جيدًا في العالم.وأوضح طاهر، أن كل جملة نطق بها صنع الله كانت تحمل درسًا جديدًا، تصلح لأن تُبروز وتظل حاضرة في ذهن أي كاتب، مشيرًا إلى أنه شعر بتوتر شديد حين أشاد الأديب الكبير بأسلوبه في جملة عابرة، واعتبرها شهادة غالية ستظل محفورة في ذاكرته.وأكد طاهر، أن صنع الله إبراهيم كان متابعًا حقيقيًا وداعمًا لجيل الشباب من الكتّاب، لافتًا إلى أنه فوجئ خلال اللقاء بمعرفته بمقالاته وكتبه واهتمامه بتفاصيل عمله.وكشف أنه بعد صدور روايته "كحل وحبهان" تلقى اتصالًا هاتفيًا من صنع الله استمر نحو 12 دقيقة، تحدث فيه برقة وبساطة عن الأجزاء التي أعجبته في الرواية، وهو ما اعتبره طاهر دعمًا شخصيًا لا يقل قيمة عن الجلوس أمامه كأستاذ وكاتب كبير.اقرا ايضا | وداعاً الأب الحبيب: موعد عزاء والد عمر طاهر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store