logo
التتويج العاطفي بدوري الأبطال يؤكد مكانة إنريكي كأفضل مدرب في العالم

التتويج العاطفي بدوري الأبطال يؤكد مكانة إنريكي كأفضل مدرب في العالم

Independent عربيةمنذ 5 أيام

في لحظة النصر، وعلى رغم من الحجم الجيوسياسي العالمي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لم يكن أبطال أوروبا الجدد ينظرون سوى لرجل واحد، لم يكن ناصر الخليفي، ولا أمير قطر، بل كان، بطبيعة الحال، لويس إنريكي، الذي حمله اللاعبون على أكتافهم رمزياً.
في تلك اللحظة، لم يكن يفكر إلا في فتاة صغيرة واحدة، لقد أراد لويس إنريكي أن يزرع علم باريس سان جيرمان في أرض الملعب ليعيد إحياء اللحظة التي جمعته بابنته الراحلة شانا عام 2015، لكن المشهد تجاوز ذلك بكثير، والعواطف أيضاً بلغت مستوى آخر.
وعندما أحضر لاعبو باريس سان جيرمان كأس أوروبا إلى جماهيرهم التي رافقتهم بعد الفوز الساحق بنتيجة (5 - 0) على إنتر ميلان الإيطالي، كشف المشجعون عن تيفو يحمل صورة من تلك اللحظة في 2015 مع برشلونة، حيث كان لويس إنريكي يزرع العلم مع شانا، ولكن هذه المرة بألوان باريس سان جيرمان، وقد بدا عليه التأثر الشديد.
وسرعان ما حرص على أن يتأثر الجميع بدرجة أكبر.
ففي المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة، لم يستطع المدرب، الذي كثيراً ما يعرف بالعصبية الشديدة، أن يتوقف عن الابتسام، إلى أن سئل عن "التيفو"، عندها أراد أن يوضح شيئاً، في ليلة امتلأت بالمشاعر المتضاربة.
وقال "كانت لحظة مؤثرة للغاية، إنه أمر جميل من الجماهير، ومن أجل عائلتي، لكنني لا أحتاج إلى الفوز بدوري الأبطال كي أتذكر ابنتي، فهي دائماً حاضرة معنا، أشعر بذلك حتى عندما نخسر، فالأمر يجسد كل اللحظات الإيجابية التي عشناها".
لقد أضفت هذه القصة بعداً إنسانياً وعاطفياً قوياً على مباراة كرة قدم كانت تحوي كثيراً من العناصر الأخرى، بعضها معقد للغاية. ومع ذلك، في صميم كل ما حدث، كان من المستحيل ألا يشعر المرء بالفرح من أجل لويس إنريكي نفسه.
يمتلك طاقة هائلة يمكن أن تربك من حوله، وغالباً ما يكون حاد الطباع، لكنه حقيقي حتى النخاع، إنه دائماً على طبيعته، بغض النظر عمن يتحدث إليه حتى كيليان مبابي.
وفي ميونيخ، كان بالفعل رجل الساعة، قد نكون الآن بصدد الحديث عن أفضل مدرب في العالم، ولهذا السبب كان مشهد بحث اللاعبين عنه ورفعه على الأكتاف ذا رمزية بالغة، فلويس إنريكي في هذه اللحظة يتفوق على الجميع.
لم يكن الأمر متعلقاً بالنتيجة فقط ولا حتى بتحقيق الثلاثية، بل كان بطريقة تحقيقها.
فباريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي يقدم شيئاً مميزاً، وربما حتى يقدم شيئاً فريداً من نوعه.
ويزداد هذا التميز وضوحاً بعد موسم كان أحد أبرز مواضيعه أن الكثير من الفرق باتت تلعب بالطريقة نفسها.
حتى المدير الفني للمنتخب الإنجليزي توماس توخيل اشتكى في أحاديث خاصة من أن الكثير من الفرق تبني لعبها فقط عبر الظهيرين، مع حرية إبداعية شبه منعدمة.
هذا النهج يعد تطوراً للعبة التمركز التي ابتكرها بيب غوارديولا، لكنه يكاد يذهب بها إلى أقصى الحدود في اتجاه واحد، فهناك الكثير من التمركز والاستحواذ، لكن هناك القليل جداً من الإلهام الفردي.
وهذا ما يجعل نهج لويس إنريكي مثيراً للاهتمام للغاية أيضاً، فهو يتبع الأيديولوجيا نفسها، لكنه سلك الاتجاه المعاكس.
لقد قلب باريس سان جيرمان بقيادته كل ذلك رأساً على عقب، فبدلاً من الحفاظ على الاستحواذ بطريقة منضبطة، ينقضون عليك بكل طاقتهم، إنهم يفرضون عليك الفوضى.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن أبرز التحديات الكبرى التي فشل فيها إنتر فشلاً ذريعاً، محاولة الصمود خلال أول 20 دقيقة طاغية يفرضها باريس عليك.
ثم تأتي تلك اللمسة الإضافية البديعة، فهو يترك لمهاجميه حرية الانطلاق والتعبير عن أنفسهم. وفي هذا السياق، يبدو خفيتشا كفاراتسخيليا مثالياً تماماً لهذا الفريق.
ومن خلال ذلك، كما قالت إحدى الشخصيات في نادٍ منافس، فإنهم يخلقون لك كماً هائلاً من المشكلات التي تفاجئك تماماً، ولا يوجد مثال أبلغ على ذلك من مهارة كفاراتسخيليا في استخدام قدميه.
فهو إلى جانب عثمان ديمبيلي وديزيريه دوي وبرادلي باركولا يتمتع بحرية انطلاق نادراً ما تراها الآن مع الفرق الكبرى.
والإحساس العام يذكر فعلاً ببرشلونة بيب غوارديولا في موسم (2008 - 2009).
وذلك مناسب، لأن لويس إنريكي ذهب أبعد من ذلك، فقد قدم تطوراً راق لتلك الأيديولوجيا.
ولهذا السبب، من المحتمل أننا نتحدث الآن عن أفضل مدرب في العالم، الرجل الذي يدفع بكرة القدم نحو آفاق جديدة.
وبالطبع، هناك حجة منطقية مفادها أن قوة باريس سان جيرمان المدعومة من قطر تجعل كل ذلك أسهل بكثير، فقد وفروا له مساحة خالية ليبدأ منها، في دوري يتمتع فيه النادي بتفوق مالي هائل، حتى أن بعض مراهقي الفريق تبلغ كلفة كل منهم نحو 50 مليون جنيه إسترليني (67.68 مليون دولار).
وربما هذا هو ما أوصل فكر لويس إنريكي إلى هذا المستوى تحديداً، حيث يحقق ثلاثية جديدة بعد تسجيل رقم قياسي في نهائي دوري الأبطال.
ومع ذلك، فإن إنجازاته الآن كافية لتظهر أنه قادر على تطبيق هذا النهج في أي مكان وتحقيق النجاح.
من السهل أن ننسى مدى الركود والجمود الذي بدا عليه برشلونة في موسم (2013 - 2014) قبل أن يتولى لويس إنريكي القيادة، فقد فاز هناك بثلاثية رائعة، مما يجعله الآن سادس مدرب فقط يحقق دوري الأبطال مع ناديين مختلفين. ثم أعاد الحياة إلى منتخب إسبانيا الشاب في "يورو 2020".
وكل هذا يجعل من المدهش أكثر أن لويس إنريكي لم يمنح فرصة تطبيق هذا النهج في الدوري الإنجليزي الممتاز. فقد أبدت أندية عدة، من تشيلسي إلى مانشستر يونايتد، اهتماماً به، لكنها في النهاية تراجعت جميعاً. وكانت هناك أسباب متنوعة، لكن من أكثرها شيوعاً أنه قد يكون مفرطاً في الجدية، ومتطلباً أكثر من اللازم.
في ميونيخ، رأينا ما يمكن أن يقدمه ذلك بالفعل. كما أن تلك التصورات تجاهلت جانبه الإنساني العميق، الذي شهدناه أيضاً في تلك الليلة.
لقد كان لويس إنريكي رجل الساعة، وأفضل مدرب في العالم في الوقت الحالي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستام : الأهلي يقع في مجموعة صعبة بكأس العالم للأندية وقادر على التأهل لدور الـ16
ستام : الأهلي يقع في مجموعة صعبة بكأس العالم للأندية وقادر على التأهل لدور الـ16

حضرموت نت

timeمنذ 3 ساعات

  • حضرموت نت

ستام : الأهلي يقع في مجموعة صعبة بكأس العالم للأندية وقادر على التأهل لدور الـ16

أكد ياكوب ستام نجم مانشستر يونايتد ومنتخب هولندا السابق، أن مجموعة الأهلي بكأس العالم للأندية صعبة جدا. وقال ستام في تصريحات تلفزيونية على أون سبورت: 'مجموعة الأهلي صعبة جدا في كأس العالم للأندية، ولكنه قادر على التأهل لدور الـ16 من البطولة'. وأضاف: 'من الصعب أن اتوقع بطل كأس العالم للأندية، لتواجد أكثر من فريق يملك لاعبيين ذو جودة عالية جدا وايضا مصر تملك عناصر جيدة'. وأختتم: 'باريس سان جيرمان سيواجه صعوبة في بطولة كأس العالم للأندية، لأن جميع الفرق ستواجهم بقوة كبيرة جدا بعد فوزهم بدوري أبطال أوروبا'. ويقع الأهلي في المجموعة الأولى بكأس العالم للأندية، برفقة كلا من إنتر ميامي وبالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.

فلامنجو يعيد جورجينيو إلى البرازيل
فلامنجو يعيد جورجينيو إلى البرازيل

الرياضية

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياضية

فلامنجو يعيد جورجينيو إلى البرازيل

عاد الدولي الإيطالي جورجينيو، لاعب الوسط، إلى بلده الأم البرازيل للدفاع عن ألوان فريق فلامنجو الأول لكرة القدم، قبل أيام من مشاركة الأخير في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، وذلك بعد انتهاء رحلته مع أرسنال الإنجليزي. ووافق جورجينيو «33 عامًا» على عقد لمدة ثلاثة أعوام مع فريق مدينة ريو دي جانيرو، بعدما أمضى المواسم السبعة الماضية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بينها خمسة مع تشيلسي. وستكون المرة الأولى التي يدافع فيها اللاعب عن فريق برازيلي منذ أن غادر البلاد إلى إيطاليا مراهقًا. وسيحضر جورجينيو مع فلامنجو في مونديال الأندية بحلته الجديدة المكوّنة من 32 فريقًا حيث يتواجه في المجموعة الرابعة مع تشيلسي، ولوس أنجليس أف سي الأمريكي، والترجي التونسي. وتوّج جورجينيو مع تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا 2021 وبالنسخة السابقة من مونديال الأندية في العام التالي. دافع عن ألوان إيطاليا في 57 مباراة منذ 2016 وكان ضمن التشكيلة التي أحرزت كأس أوروبا 2021.

انقسام في فرنسا بسبب مبابي بعد السقوط أمام إسبانيا
انقسام في فرنسا بسبب مبابي بعد السقوط أمام إسبانيا

حضرموت نت

timeمنذ 7 ساعات

  • حضرموت نت

انقسام في فرنسا بسبب مبابي بعد السقوط أمام إسبانيا

أعادت الهزيمة القاسية التي تلقتها فرنسا بنتيجة 5-4 أمام إسبانيا تسليط الأضواء على النجم الفرنسي كيليان مبابي، خاصةً في ظل ما يشهده من تحولات كبيرة في مسيرته، بعد تتويجه مؤخرًا بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان، وقبل أيام من انضمامه رسميًا إلى ريال مدريد. ورغم إنجازه الفردي اللافت، إلا أن مبابي خرج مع منتخب بلاده من نصف النهائي، وهو ما غذى النقاشات مجددًا حول أدائه وتأثيره الحقيقي. بينما يثني كثيرون على قدراته الهجومية الخارقة، يبرز صوت آخر ينتقد 'ضعف التزامه الدفاعي'، وهو ما سبق وأن أشار إليه مدربه السابق لويس إنريكي أكثر من مرة. الأمر الذي أثار الجدل حول ما إذا كان وجوده على أرض الملعب يُضيف قوة هجومية أم يربك توازن الفريق. غريغوري بايزلي، الظهير الأيسر السابق لباريس سان جيرمان، صرّح لبرنامج 'أفتر فوت' على قناة RMC: 'من الصعب أن تضع مبابي على دكة البدلاء. أنت تعلم أنه قادر على قلب المباراة في أي لحظة، ولكن رغم امتلاكك لقوة هائلة، إلا أنها تُربك المنظومة الجماعية. إدارة هذا النوع من اللاعبين معقدة للغاية'. في المقابل، دافع الصحفي الرياضي جيلبرت بريسبوا عن مبابي بقوة قائلاً: 'إنه أفضل لاعب في فرنسا، فاز بالحذاء الذهبي، وقدم موسمًا مذهلًا. ومع ذلك، أصبح وكأن لا أحد يريده هنا. هل استقبلنا خمسة أهداف بسببه؟ إنه يسجل، يصنع الفارق، ويحصل على ركلات جزاء. كيف يمكن التفكير في إبعاده عن التشكيل الأساسي؟'. لكن المهاجم السابق كيفن دياز شدد على الجانب الجماعي قائلًا: 'العديد من الجماهير الفرنسية تتفق معي: الفردية لا تتغلب على العمل الجماعي. مبابي نجم عالمي، نعم، لكنه لا يملك التوازن بين الهجوم والدفاع. بالنسبة لي، الحذاء الذهبي الحقيقي هو جيوكيريس، لأنه سجل أكثر منه. انظر إلى باريس سان جيرمان، لديهم لاعبون مثل دويه، باركولا، وديمبيلي، يجيدون الأدوار الدفاعية والهجومية معًا'. وختم دياز بتعليق لافت مستشهدًا بلقطة من فيلم وثائقي: 'لو أردت أن تفهم مبابي، شاهد وثائقي لويس إنريكي، عندما يسأله: هل تُحب مايكل جوردان؟ كان جوردان أفضل مدافع في عامه. إذا كنت تريد الفوز، فعليك أن تدافع كما تهاجم'. وهكذا، يبقى مبابي محط جدل مستمر بين موهبة هجومية لا يشق لها غبار، وتحديات تتعلق بانضباطه الجماعي، في وقت يُنتظر فيه ظهوره بقميص ريال مدريد تحت أعين العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store