
بعثة قطرية للبحث عن رفات أميركيين في سورية
عثرت بعثة قطرية على رفات ثلاثة أميركيين في سورية، في إطار مهمة هدفها إحياء الجهود التي تهدف إلى العثور على جثث أميركيين قُتلوا على يد تنظيم داعش، الذي سيطر على مساحات واسعة من سورية قبل سنوات، وقتل عشرات الرهائن الغربيين الذين كانوا بحوزته. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بدأت الأربعاء الماضي، برفقة عدد من الأميركيين، عملية بحث عن رفات أميركيين قتلهم التنظيم خلال سنوات سيطرته على أغلب الجغرافية السورية ما بين عامي 2014 و2019. وأكدت المصادر أن البعثة عثرت حتى الآن على رفات ثلاثة أشخاص، لم تُحدد هوياتهم بعد. وركّزت البعثة البحث في بداية مهمتها عن رفات عامل الإغاثة
بيتر كاسيغ
الذي قطع "داعش" رأسه في منطقة دابق بشمال حلب في عام 2014. ومن المؤكد أن التنظيم قتل عدداً من الرهائن الأميركيين الذين كانوا بحوزتهم، ومن بينهم الصحافيان الأميركيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملة الإغاثة الأميركية كايلا مولر التي قتلت عام 2015. وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014 تحالفاً دولياً لمحاربة "داعش" كان له الدور الأبرز في القضاء على هذا التنظيم في ما بات يُعرف بـ"شرقي الفرات" مطلع عام 2019. واستعان التحالف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لمحاربة التنظيم على الأرض تحت غطاء ناري من مقاتلات أميركية وغربية وعربية.
رضوان زيادة: الولايات المتحدة تبحث عن رفات 14 أميركياً قُتلوا أو فُقدوا في سورية
مهمة البعثة القطرية في سورية
تكتسي مهمة البعثة القطرية الأميركية أبعاداً سياسية، فهي تعكس تجاوب الإدارة السورية الجديدة مع مطالب وشروط أميركية لرفع العقوبات المفروضة على سورية، من بينها تعيين ضابط اتصال للمساعدة في الجهود الأميركية للعثور على الصحافي الأميركي المفقود في سورية
أوستن تايس
، وسواه من المفقودين الأميركيين في سورية خلال سنوات الحرب. وتعهدت دمشق بإنشاء هذا المكتب في سياق تعهدات أخرى حول العديد من القضايا محل خلاف مع واشنطن، ضمنتها رسالة من أربع صفحات وُجّهت إلى واشنطن في منتصف إبريل/نيسان الماضي، رداً على مطالب متعددة قدمتها الإدارة الأميركية للإدارة السورية الجديدة لـ"بناء الثقة"، ورفع العقوبات التي ترهق الاقتصاد السوري. وأوضح الباحث السياسي رضوان زيادة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الولايات المتحدة تبحث عن رفات 14 أميركياً قُتلوا أو فُقدوا في سورية في مقدمتهم الصحافي أوستن تايس، مشيراً إلى أن الإدارة السورية الجديدة "تتعاطى بجدية مع هذا الملف وهو ما يفسّر تكليف البعثة القطرية للقيام بهذه المهمة"، مضيفاً: دمشق تقدم كل التسهيلات للبعثة للقيام بمهامها.
واختفى تايس في سورية بالقرب من منطقة داريا على الأطراف الجنوبية الغربية للعاصمة دمشق، أثناء تغطيته لأحداث الثورة السورية في أغسطس/آب 2012، واتهمت واشنطن حينها نظام بشار الأسد بالمسؤولية عن اعتقاله. ونفى نظام الأسد مراراً مسؤوليته عن اعتقاله. وفي سبتمبر/أيلول 2012، ظهر تايس في شريط فيديو مدته 43 ثانية بعنوان "أوستن تايس على قيد الحياة"، وظهر فيه الصحافي الأميركي معصوب العينين، محتجزاً على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان احتجازه. ولم يتجاوب نظام الأسد مع مطالب أميركية للكشف عن مصير أوستن تايس، رغم وعود قدمتها واشنطن لتخفيف العزلة عنه. واستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع مطلع العام الحالي في دمشق،
والدة أوستن تايس
، وأكد لها أن الحكومة الجديدة مصممة على معرفة مصير ابنها. وأعلنت الإدارة السورية الجديدة بعد تسلمها مقاليد الأمور في البلاد، أن العمل جار للعثور على تايس، مؤكدة استعدادها لـ"التعاون المباشر مع الإدارة الأميركية لاستكمال البحث عن المواطنين الأميركيين المغيبين من قبل نظام الأسد السابق". وتعتقد منظمة "هوستيج إيد وورلد وايد" الأميركية أن تايس لم يقتله عناصر نظام الأسد في المعتقل، مؤكدة أنّ "لدينا بيانات تفيد بأن أوستن على قيد الحياة حتى يناير(كانون الثاني) 2024".
زيدون الزعبي: ملف أوستن تايس أولوية لدى واشنطن
ملفات معتقلين أميركيين
بدوره، بيّن الباحث السياسي زيدون الزعبي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن ملف تايس من الملفات المهمة لدى الولايات المتحدة، مضيفاً: هو أولوية لدى واشنطن إضافة إلى ملفات أخرى. وربط الزعبي البحث عن رفات أميركيين في سورية مع موافقة الولايات المتحدة على استثناء منحة قطرية للحكومة السورية لسداد جزء من فاتورة الأجور والرواتب الحالية للموظفين الحكوميين في سورية، من العقوبات المفروضة، في خطوة تؤكد تجاوب الإدارة السورية الجديدة مع المطالب الأميركية، ومن بينها التعاون في إيجاد رفات أميركيين قتلوا في سورية. وبعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي على يد فصائل عسكرية سورية، عُثر على الصحافي الأميركي ترافيس تيمرمان، في منطقة الذيابية بريف دمشق بعد خروجه مع سوريين كانوا معتقلين في فرع فلسطين سيئ السمعة الذي كانت تمارس فيه أقسى العقوبات بحق المعتقلين والتي تصل إلى حد القتل تحت التعذيب. واعتقل قبل سبعة أشهر من سقوط نظام الأسد عند دخوله سورية من دون إذن. وقتل في سجون الأسد عدد من الأميركيين منهم الطبيب الأميركي من أصل سوري
مجد كم ألماز
، والذي كان معالجاً نفسياً للمتضررين في الحروب والكوارث الطبيعية. وقتل نظام الأسد في عام 2012 الصحافية الأميركية ماري كاثرين كولفين أثناء تغطيتها أحداث الثورة السورية داخل حي بابا عمرو في مدينة حمص.
أخبار
التحديثات الحية
"رويترز": بعثة قطرية تبحث عن رفات أميركيين قتلهم "داعش" في سورية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
مكتب اللاجئين يتولى إحدى مهام الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
سيقود مكتب وزارة الخارجية الأميركية للتعامل مع قضايا اللاجئين، والذي يعمل على الحدّ من الهجرة غير النظامية ، استجابة الولايات المتحدة للكوارث الخارجية وفقاً لمقتطفات من برقية داخلية للوزارة، وهو دور يقول الخبراء إنه يفتقر إلى المعرفة والموظفين اللازمين له. ويتولّى مكتب السكان واللاجئين والهجرة هذه المهمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ، وهي وكالة المساعدات الخارجية الأميركية الرئيسية التي تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب على تفكيكها، وفقا لمقتطفات اطّلعت عليها رويترز. وأدى تفكيك الوكالة - التي يشرف عليها إلى حد كبير الملياردير إيلون ماسك في إطار حملة ترامب لتقليص الحكومة الاتحادية - إلى ما وصفه العديد من الخبراء باستجابة الإدارة الأميركية المتأخرة وغير الملائمة للزلزال الخطير الذي ضرب ميانمار يوم 25 مارس/ آذار الماضي. وترد هذه المقتطفات في برقية تُعرف باسم "جميع المراكز الدبلوماسية والقنصلية"، والتي أُرسلت هذا الأسبوع إلى السفارات الأميركية وغيرها من المراكز الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم. ولم تتمكن رويترز من معرفة التاريخ الدقيق للبرقية. وأشارت البرقية إلى ضرورة تشاور جميع البعثات الأميركية في الخارج مع مكتب السكان واللاجئين والهجرة بشأن إعلانات الكوارث الخارجية، بموجب الترتيب الجديد. وورد فيها أنه "بموافقة مكتب السكان واللاجئين والهجرة وإدارة الكوارث بناء على المعايير المحددة للمساعدة الدولية في حالات الكوارث ، يمكن تخصيص ما يصل إلى 100 ألف دولار لدعم الاستجابة الأولية". وأضافت: "قد تتوفر موارد إضافية بناء على الحاجة الإنسانية المقررة" بالتشاور مع مكاتب وزارة الخارجية الأخرى. ولم ترد وزارة الخارجية على الفور على طلب للتعليق، بحسب "رويترز". قضايا وناس التحديثات الحية إدارة ترامب تلغي 90% من التمويل المخصص لبرامج وكالة التنمية الدولية وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، جمّدت وزارة الخارجية الأميركية جميع المساعدات الخارجية تقريباً في مختلف أنحاء العالم، بعدما أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بوقف مثل هذه المساعدات لمدة 90 يوماً. وتعد الدول العربية من بين الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى غيرها من الدول النامية، إذ يعتمد بعضها اعتماداً شديداً على مساعدات الوكالة. والوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي أكبر جهة مانحة منفردة في العالم. وصرفت الولايات المتحدة في السنة المالية 2023 نحو 72 مليار دولار من المساعدات على مجالات واسعة مثل صحة المرأة في مناطق الصراعات وتوفير المياه النظيفة وأمن الطاقة ومكافحة الفساد، وغير ذلك. وتأسست الوكالة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1961 بأمر تنفيذي من الرئيس جون كينيدي، وتعمل في أكثر من 100 دولة حول العالم. (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
الجزائر تودع رسالة انضمامها إلى بنك بريكس بمساهمة 1.5 مليار دولار
بدأت الجزائر الإجراءات العملية للانضمام رسمياً إلى بنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس اليوم الخميس، وذلك بعد أشهر من إعلان الرئيس عبد المجيد تبون عن قرار الانضمام إلى هذا البنك. وأعلنت السفارة الجزائرية في البرازيل، أن السفير عبد العزيز بن علي الشريف، أودع وثيقة الانضمام الرسمي للجزائر إلى بنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس، حيث سلمها الى أمين الشؤون الاقتصادية والمالية بوزارة الخارجية البرازيلية وممثل البرازيل لدى مجموعة بريكس السفير ماوريسيو كافالهو ليريو. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن الرئيس الجزائري أنه بلاده توجه اهتمامها في الوقت الحالي للانضمام إلى بنك بريكس الذي لا يقل أهمية عن البنك الدولي، بحسب تعبيره، وقدر مساهمة الجزائر المالية بمبلغ 1.5 مليار دولار. وتأتي خطوة الجزائر هذه فيما تُكثّف دول مجموعة بريكس جهودها للدفاع عن التعددية، في ظل الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دول العالم وخصوصا الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في مجموعة الدول الناشئة هذه، علماً أن من المقرر أن يعقد رؤساء الدول قمة في ريو يومي 6 و7 يوليو/تموز القادم. وهذا العام، تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة بريكس التي تضم، إضافة إلى الصين، كلا من روسيا والهند وجنوب أفريقيا والسعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران. ومن المزمع أن تنعقد القمة في وقت حرج للاقتصاد العالمي، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو العالمي إلى 2.8% هذا العام، وهي نسبة تم خفضها مع الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول أخرى. اقتصاد دولي التحديثات الحية مشاركة سعودية في اجتماع بريكس الأخير.. هل انضمت المملكة للمجموعة؟ وقال كبير المفاوضين البرازيليين ماوريسيو ليريو الشهر الماضي إن "الوزراء المعنيين كانوا يتفاوضون، قبل القمة، على إعلان يهدف إلى إعادة تأكيد مركزية النظام التجاري متعدد الأطراف وأهميته". وأضاف للصحافيين أن مجموعة بريكس التي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستسعى إلى ترسيخ مكانتها مدافعة عن التجارة القائمة على قواعد في مواجهة الإجراءات الأحادية "من أينما أتت"، على حد تعبيره.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
لماذا يضخّم ترامب أرقام الدعم الخليجي وتكاليف القبة الذهبية؟
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، بعد عودته من الخليج، في تضخيم الأرقام المتعلقة بما حصل عليه من أموال واستثمارات، كما ضخم أرقام تكاليف مشروع الدرع الصاروخي (القبة الذهبية) الذي اقترحه، ما أثار انتقادات اقتصاديين وصحف أميركية، ودفع نواب حزبه (الجمهوري) للتخوف من عقبات تواجه قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، ستُضاف إليه التكاليف الباهظة للقبة. وسأل مراسلو الشبكات الأميركية يوم 20 مايو/أيار الجاري: "لماذا مشروع القبة الذهبية بينما النقاد يقولون إن تكلفته ستكون باهظة؟" رد ترامب قائلًا: "بإمكاننا تحمّل ذلك، كما تعلمون، حصلنا على 5.1 تريليونات دولار في الأيام الأربعة الماضية من الشرق الأوسط (دول الخليج)". وقد وصف الصحافي الاستقصائي آرون روبار، ذلك عبر حسابه على منصة "إكس"، وموقع "ببليك نوتس"، بتاريخ 20 مايو/أيار، بأنه "أكاذيب"، مستغربًا تكرار الرئيس الأميركي الكذب في كل تصريحاته الاقتصادية، وذكر أرقام غير صحيحة لما حصل عليه من الخليج وتكاليف القبة الذهبية. وقالت صحيفة "بيزنس ستاندرد" يوم أمس، إن ترامب يواصل مزاعمه بشأن حجم استثمارات دول الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، وأنه منذ انتهاء زيارته للخليج، رفع الرقم من 2 تريليون دولار إلى 7 تريليونات دولار، وفقًا لتصريحاته وبيانات البيت الأبيض. كما زعم ترامب أن التكلفة الإجمالية للقبة الذهبية 175 مليار دولار، لكن مراجعة أجراها "مكتب الميزانية في الكونغرس" قدّرت أن تكلفة العناصر العسكرية الفضائية وحدها قد تصل إلى 542 مليار دولار لنشرها وتشغيلها على مدى العشرين عامًا القادمة. وقد خصص الكونغرس 25 مليار دولار للقبة الذهبية في ميزانية الدفاع للعام المقبل. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في التاريخ نفسه، أن المشروع لن يكون سهلًا أو رخيصًا، حيث سيتكلف مليارات الدولارات، ويشمل أنظمة جوية وبرية وبحرية وفضائية، وسيستغرق 20 عامًا. وأكدت أن القبة الذهبية ليست برنامجًا منفردًا، بل ستتكون من 100 برنامج أو أكثر تُدمج معًا لتشكّل درعًا شاملًا من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود ضد الهجمات الجوية، وتتضمن أنظمة لكشف صواريخ الأعداء وتتبعها وتدميرها قبل أن تضرب، وكل هذا مُكلف جدًّا. وتضع شركات المقاولات العسكرية وشركات الصواريخ الأميركية، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، استراتيجياتها للفوز بمنافسات عقود بناء النظام. وأنفقت الحكومة الأميركية ما يقرب من 300 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية، وفقاً لـ"نيويورك تايمز". اقتصاد دولي التحديثات الحية رئيس جهاز قطر: نريد مضاعفة الاستثمارات في الولايات المتحدة كيف زيّف أرقام الخليج؟ وأشارت صحيفة "بيزنس ستاندرد"، إلى أن ترامب ذكر للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم 15 مايو/أيار، وقبل أن تنتهي جولته في الخليج: "لقد حصلنا للتو على 4 تريليونات دولار". لكن بيانًا للبيت الأبيض في اليوم نفسه قال إن الزيارة الرسمية الأولى لترامب "أسفرت عن إبرام صفقات رائعة بقيمة تزيد عن تريليوني دولار". ولكن عاد ترامب ليقول في تصريحاته أمام قيادة مركز كينيدي بتاريخ 19 مايو/أيار: "لقد جلبنا حوالي 5.1 تريليونات دولار"، بل ورفع المبلغ إلى 7 تريليونات، قبل اجتماع في مبنى الكابيتول الأميركي مع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، حيث قال إنهم (دول الخليج) ينفقون (أعطونا) 5.1 تريليونات دولار، وربما يصل المبلغ إلى 7 تريليونات دولار بحلول الوقت الذي نتوقف فيه. وقدّم البيت الأبيض تفصيلًا لقيمة الـ 2 تريليون دولار في بيانه الصادر يوم 16 مايو/أيار ، وشمل ذلك استثمارات بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية ضمن التزام مدّته أربع سنوات، وتبادل اقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار مع قطر، إلى جانب صفقات تجارية ودفاعية بقيمة 243.5 مليار دولار. أما صفقات الإمارات، فقُدّرت بـ 200 مليار دولار مع الولايات المتحدة، ليصل إجمالي ما تعهّد به البيت الأبيض مبدئيًّا إلى 2.24 تريليون دولار، شريطة الوفاء بجميع هذه الالتزامات. وليس من المؤكد أن تتحقق كل الالتزامات الاستثمارية أو الوظائف الموعودة، وبالتالي فإن الحصيلة النهائية قد لا تكون بقدر ما جرى الوعد به، بحسب ما نقلته "بيزنس ستاندرد". صفقات الخليج والقبة الذهبية وفي مؤتمره الصحافي، قال ترامب: "حصلنا على 5.1 تريليونات دولار من الشرق الأوسط (دول الخليج)، وتكلفة بناء القبة الذهبية لا تمثّل إلا جزءًا صغيرًا من تلك العوائد"، ما أثار تساؤلات عن علاقة جولته الخليجية بالقبة الذهبية، وهل يقصد أنه سيبنيها بأموال الخليج. في السياق، قالت المحللة الاقتصادية في قناة "أي أس تي في" الإسبانية إيتي كنور إيفانز، يوم أمس، إن ترامب يبالغ في تكاليف القبة الذهبية، في حين يكافح الجمهوريون في الكونغرس لإقرار مشروع قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، واعتبرت أن تقديم البيت الأبيض مبادرة أخرى مكلفة يزيد الضغوط على الجمهوريين في الكونغرس لتمرير صفقات كهذه تتطلب مبالغ ضخمة. وذكرت صحيفة "ذا نيو ريبابليك"، أن قادة قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) وصفوا النظام الحالي بأنه مناسب، ما يعني أن الولايات المتحدة ليست في حاجة لتكاليف مشروع ترامب، لكن الرئيس ردّ عليهم بقوله إنّ الوضع الحالي لقدرات الدفاع الصاروخي الأميركية ليس نظامًا، قائلًا: "لدينا بعض المجالات للصواريخ والدفاع الصاروخي، ولكن لا يوجد نظام". وعندما سأل أحد المراسلين دونالد ترامب عما إذا كان القادة العسكريون يريدون بالفعل تحديث النظام الصاروخي بمشروع القبة الذهبية، لم يتمكّن من الردّ أو تفسير ذلك، وحين سأله مرة أخرى إذا كان الجيش قد طلب بالفعل نظام الدفاع الصاروخي الفضائي، أجاب ترامب بأنه هو من اقترح ذلك، وأن القادة العسكريين "أحبّوا الفكرة". وتوقّع المحللون تكاليف أعلى بكثير للمشروع، تتجاوز 500 مليار دولار، وحذّروا من تحديات تكنولوجية هائلة، بحسب تقارير أميركية. وفي السياق نفسه، تقول صحيفة "بيزنس ستاندرد" إن سبب تزييف ترامب للأرقام، يرجع لاستراتيجية يتبعها، فهو الذي صاغ مصطلح "المبالغة الصادقة" في كتابه "فن إبرام الصفقات"، لذا زاد بشكل مطرد خلال الأيام القليلة الماضية حجم الأموال التي يقول إن دولًا في الشرق الأوسط تعهّدت بها.