logo
ظروف غير متوقعة تدفع "غوغل" لإلغاء معاينة مبكرة لسلسلة هواتف بيكسل 10

ظروف غير متوقعة تدفع "غوغل" لإلغاء معاينة مبكرة لسلسلة هواتف بيكسل 10

العربيةمنذ يوم واحد

ألغت شركة غوغل فعالية معاينة مبكرة لسلسلة هواتف بيكسل 10 المقبل كانت ستنظمها في وقت لاحق من هذا الشهر للمعجبين المميزين لهواتف بيكسل.
وكان من المفاجئ أن تستضيف "غوغل" حدثًا في أواخر يونيو لعرض الأجهزة المقبلة، إذ كان هذا الموعد يسبق إطلاق سلسلة بيكسل 10 رسميًا بأكثر من شهر.
هواتف ذكية هواتف صور مُسربة تكشف الألوان المحتملة لهواتف سلسلة بيكسل 10
وأثار ذلك بعض التكهنات حول تاريخ الإصدار، إلا أن تلك التوقعات سرعان ما اتضح عدم صحتها، حيث أشارت عدة تقارير الآن إلى أن الكشف عن السلسلة سيكون بين منتصف أغسطس وأواخره، بحسب تقرير لموقع "Android Authority" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
لكن "غوغل" ألغت الآن حدث المعجبين، وأشارت في رسالة إلى أولئك الذين كانت دعتهم لحضور الفعالية إلى "ظروف غير متوقعة" أجبرت الشركة على سحب دعوات حضور حدث "Pixel Penthouse" لمعاينة سلسلة هواتف بيكسل 10.
ودعت الشركة، في الرسالة، المعجبين المميزين لحضور فعالية أخرى هي "Pixel Superfans Insider Event" في 4 سبتمبر المقبل -والتي ستُقام بعض إطلاق سلسلة بيكسل 10- كتعويض عن إلغاء حدث "Pixel Penthouse".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاميرات GoPro: من شغف راكب أمواج إلى علامة غيّرت عالم التصوير
كاميرات GoPro: من شغف راكب أمواج إلى علامة غيّرت عالم التصوير

الرجل

timeمنذ 32 دقائق

  • الرجل

كاميرات GoPro: من شغف راكب أمواج إلى علامة غيّرت عالم التصوير

تُعرف كاميرات الـGoPro بتميزها واختلافها الكبير عن بقية الكاميرات الموجودة في السوق، إذ تستهدف هذه الكاميرات الرياضيين وصناع المحتوى والمخرجين وكل شخص يود أن يوثّق لحظات معينة يكاد يستحيل على الكاميرات العادية أن توثقها. وقد بدأت جو برو GoPro بفكرة، أو بالأحرى بشغف، واستطاعت أن تُثبت نفسها في سوق التصوير خلال مدة قصيرة، وعلى الرغم من أنها تواجه العديد من التحديات اليوم، إلا أن رحلتها تستحق أن تُسرَد. من أين جاءت فكرة كاميرات جو برو GoPro؟ إحدى استخدامات كاميرا GoPro HERO12 Black - المصدر: GoPro تعود بدايات شركة GoPro إلى شغف راكب الأمواج "نِك وودمان" برياضته، وتقديره لها، ورغبته في توثيق كل لحظة يقضيها مع أصدقائه أثناء ممارسة هذه الرياضة. والمشكلة أن توثيق مثل تلك اللحظات دون الحاجة إلى مُصورٍ كان شيئًا مستحيلًا؛ إذ كيف يمكن لشخص أن يعتلي الموج وفي نفس الوقت يصوّر نفسه وأصدقائه، دون أن ينكب على وجهه، أو على الأقل تسقط الكاميرا التي يستخدمها في الماء؟! في عام 2002 كان اليأس قد تملّك "وودمان" فقرر أن يحل المشكلة بنفسه، عن طريق ابتكار كاميرا فيلم بحجم 35 ملم، تُربط حول المعصم بحيث يُمكن لراكبي الأمواج أن يُصوروا أنفسهم ويوثقوا لحظاتهم دون الحاجة إلى مصور. وبالفعل، أطلق نِك شركته رسميًا في نفس العام، تحت اسم "Woodman Labs"، ومع الوقت، طوّر المنتجات بسرعة، من مجرد إسورةٍ تُلف حول المعصم، إلى أجهزة أكثر تقدمًا من الناحية التقنية. نجاح وودمان السريع كان نِتاجًا لشيئين: شغفه الذي كان يؤمن بأنه أكثر ما يمكن الاعتماد عليه في الحياة، وخبرته الريادية التي كونها من تأسيس شركتين ناشئتين لم يُكتب لهما النجاح، هما " لبيع الإلكترونيات بهامش ربح ضئيل، ومنصة الألعاب والتسويق "Funbug"، التي حققت بعض الانتشار، لكنها سرعان ما فشلت أيضًا، نِك كان يقول: "إن أكثر رواد الأعمال نجاحًا هم أولئك الذين يقولون لأنفسهم سأموت قبل أن أتخلى عن هذا الجهد". أول جو برو GoPro في السوق! بالعودة لموضوعنا، تجلّى تطور إسورة اليد في كاميرا الـGoPro الأولى (GoPro HERO)، التي كانت تلتقط الصور الثابتة ومقاطع الفيديو القصيرة لمدة تصل إلى 10 ثوانٍ، وقد لاقت الكاميرا رواجًا كبيرًا بين راكبي الأمواج، وسرعان ما انتشرت بينهم. وفي عام 2006، غيّر نِك وودمان اسم شركته رسميًا من "Woodman Labs" إلى "GoPro"، التي وصلت إيراداتها السنوية في ذلك العام إلى 355 مليون دولار؛ الرقم الذي سيصبح بعد 10 سنوات 1.62 مليار دولار. كانت سلسلة كاميرات "Digital HERO"، التي انطلقت مع أول إصدار رقمي من جو برو GoPro، بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسيرة الشركة، إذ أتاحت إمكانية توثيق الصور والفيديوهات بسهولة بفضل حجمها الصغير، والأهم من ذلك، القابل للارتداء. ومع كل جيلٍ جديد من هذه السلسلة كانت تُضاف مزايا وتحسينات على مستوى جودة الصورة، والصوت، ومساحة التخزين، وغيرها من الإضافات، مما جعل كاميرات الـGoPro عملية أكثر من أي وقتٍ مضى. أشهر إصدارات جو برو GoPro كاميرا GoPro HERO13 Black - المصدر: GoPro وردًا على تساؤل حول ما هي أفضل كاميرا جو برو؟ فنال الجيل الأول من كاميرات الـGoPro الرقمية إشادة واسعة، بسبب سهولة استخدامها وجودة خاماتها وأداءها القوي، ولم تعد مجرد كاميرات توثّق اللحظات الشيقة، بل أداة جديدة لرواية القصص من منظور شخصي وفريد. بعد نسخة الفيلم التي أُطلقت في عام 2004، والـ GoPro HERO التي أُطلقت في 2006، طرحت GoPro HERO 3 عام 2012، والتي مثلت نقطة تحول جديدة في مسيرة الشركة، كونها كانت أول كاميرا من GoPro تدعم تصوير الفيديوهات بدقة FHD. بالإضافة إلى ذلك، تميز هذا الإصدار بعدسته ومستشعراته المتطورة، ما مكّن المستخدمين من التقاط تفاصيل أدق في ظروف الإضاءة المختلفة، ومن هُنا بدأت GoPro تؤخذ بجديةٍ أكبر، وتنتقل إلى مصاف الشركات الجادة في مجال التصوير. وفي عام 2014، أطلقت GoPro الإصدار الثالث من السلسلة (لاحظ أنها فوتت HERO 2) GoPro HERO 4 والتي استكملت مسيرة التطور التقني برفع مستوى دقة التصوير ليس إلى 1440p، وإنما إلى الـ 4K! كما تميزت بمعدل إطاراتها العالي، وشاشتها المُدمجة القابلة للّمس (للمرة الأولى)، والتي تُغنيك عن الهاتف، والميزات الاستثنائية الأخرى، مثل ميزة HiLight Tag التي تسمح بوضع علامات مرجعية على اللحظات المهمة أثناء التصوير. بعد إصدار الـHERO 4 بسنتين، قدمت جو برو GoPro إصدار الـHERO 5، الذي تميّز بإمكانية التحكم الصوتي، والمقاومة المتقدمة للماء، وجودة الصورة المُحسنة، ثم جاءت الـ HERO 6 بمعالج جديد GP1، الذي أتاح إمكانية التصوير بدقة 4K مع 60 إطارًا في الثانية! وواصلت GoPro تألّقها في عام 2017 مع HERO 7، التي قدمت تقنية HyperSmooth لتثبيت الفيديو بشكل مذهل، وأدخلت وضع TimeWarp لتصوير التايم لابس الديناميكي (أي التقاط مجموعة كبيرة من الصور في وقتٍ متقارب). وفي عام 2019 جاءت HERO 8، حيث قدّمت GoPro تصميمًا مُبتكرًا لأول مرة، أزالت منه الإطار، ووضعت حاملًا مُدمجًا يُسهّل من عملية التثبيت، وإلى جانب ذلك، قدمت ميزات إضافية مثل HyperSmooth 2.0 ودعم الإكسسوارات الخارجية مثل الميكروفون والإضاءة. أما إصدار HERO9 عام 2020، فقد جاء بمستشعر دقته 23.6 ميجا بيكسل ودعم لجودة 5K، مع شاشة أمامية جديدة للمعاينة الذاتية وبطارية بعمرٍ أطول. تلتها كاميرا HERO10 ذات المعالج الأحدث GP2، والدقة الأعلى 5.3K، بسرعة 60 إطارًا في الثانية (أو 4K مع 120 إطارًا في الثانية!)، مع دعم لتقنية HyperSmooth 4.0 ونقل أسرع للبيانات. وفي 2022، طرحت GoPro إصدار HERO11 الذي تميز بالمستشعر الكبير، والألوان المُحسنة، والقدرة على استخراج صور عالية الدقة من الفيديوهات. ولم يختلف الأمر كثيرًا في الإصدار اللاحق HERO12 عام 2023، إذا ما استثنينا التحسينات في عمر البطارية وأوضاع التصوير، لكن مع الـ HERO13 التي صدرت العام الماضي 2024، رأينا ميّزات أكثر احترافية سواء على مستوى الصوت والصورة، أو حتى الحجم، حيث يُعد هذا الإصدار الأقل حجمًا في تاريخ السلسلة. تأثيرات كاميرات GoPro على التصوير الاحترافي لا يمكننا الحديث عن كاميرات GoPro دون ذكر تأثيرها في مجال التصوير الاحترافي؛ لا سيما في مجاليّ الرياضة والأفلام الوثائقية. في الرياضة مثلًا، وتحديدًا الرياضات الحركية، غيرت الـGoPro طريقة توثيق الأحداث ومشاركتها مع الجمهور، فحجمها الصغير، وزاوية التصوير الواسعة، ودقتها العالية، أتاحت تصوير لقطات من منظور الشخص الأول، كان من المستحيل أن تُلتقط بدونها، ليشعر المشاهد وكأنه في قلب الحدث. واستفاد مصورو ومخرجو الرياضات من هذه الخصائص لصناعة محتوى مثير يأسر الجمهور، في رحلة مليئة بالإثارة والأدرينالين، كما نرى في أحداث مثل X Games حيث يرتدي الرياضيون كاميرات GoPro لتوثيق حركاتهم الجوية المذهلة من زوايا استثنائية. أما صناع الأفلام الوثائقية، فقد وجدوا في الـGoPro حلًا كانوا يبحثون عنه منذ زمنٍ طويل، لتصوير مشاهد في بيئات صعبة يستحيل أن تُلتقط بالكاميرات التقليدية، وعلى سبيل المثال، استعان الفيلم الوثائقي الشهير "Free Solo" الذي وثّق صعود "أليكس هونولد" لجبل "إل كابيتان" (جبل في تكساس ارتفاعه 2458 متر) بكاميرات GoPro لالتقاط لحظات مذهلة على ارتفاعات شاهقة. كما ساعدت كاميرات الـGoPro في انتشار المُسيّرات أو الدرونز، وذلك لخفة وزنها وجودة تصويرها؛ الأمر الذي أتاح لمصوري الدرون أن يلتقطوا صورًا مذهلة بطرق لم تكن متاحة من قبل أيضًا. أين GoPro الآن؟ كاميرا GoPro HERO12 Black - المصدر: GoPro تواجه GoPro تحديات كبيرة في 2025، لكنها رُغم ذلك، لا تزال تحتفظ بحضورٍ قوي في قطاع الكاميرات الرياضية، وفي مجال صناعة المحتوى بشكلٍ عام. ومن ناحية الإيرادات، سجلت الشركة في الربع الأول من العام الجاري إيرادات بلغت 134 مليون دولار، بانخفاض نسبته 13.6% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. ومع ذلك، نجحت GoPro في تحسين أدائها التشغيلي بشكل ملحوظ، إذ تمكّنت من تقليص خسائرها الصافية لكل سهم من 2.24 دولار في الربع الأول من 2024 إلى 0.30 دولار فقط في الربع الأول من 2025، ويعود الفضل في ذلك إلى إجراءات خفض النفقات التشغيلية بنسبة 26% وزيادة كفاءة العمليات الداخلية. كما شهدت خدمات الاشتراك نموًا بنسبة 4%، لتصل إلى 27 مليون دولار في الربع الأول من 2025، مع استمرار الشركة في الحفاظ على قاعدة مشتركين قوية تجاوزت 2.4 مليون مستخدم. أما من الناحية السوقية فيمكننا أن نقول، وبكل ثقة، إن GoPro لا تقوى على تجاوز الشركات العملاقة في مجال التصوير عمومًا مثل Sony، لكن مع الإشارة إلى اختلاف الجمهور المستهدف لكل شركة. ويُذكر أن القيمة السوقية للشركة تُقدر اليوم بحوالي 125 مليون دولار (كانت قد تجاوزت الـ 1.6 مليار دولار)، وتعول GoPro إلى زيادة هذا الرقم من خلال خفض التكاليف وتنوع سلسلة التوريد بعيدًا عن الصين، فهل ستنجح؟

ما الذي يبرر الاتكال على تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
ما الذي يبرر الاتكال على تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

Independent عربية

timeمنذ 34 دقائق

  • Independent عربية

ما الذي يبرر الاتكال على تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

في ظهيرة عادية من أحد أيام السبت وسط لندن، كنت وصديقتي نحاول أن نقرر أين نتناول طعام الغداء. كنت أُمعن النظر في المقاهي القريبة، مستدعية من ذاكرتي سلسلة أماكن زرتها سابقاً. أما صديقتي، فمنشغلة بالطباعة على هاتفها المحمول. "سألت 'تشات جي بي تي' تواً"، تخبرني، قبل أن تبدأ في سرد قائمة سريعة ومنظمة تستعرض مزايا وعيوب كل مطعم يقدم "سندويشات على الطريقة الإيطالية" ضمن نطاق لا يتعدى الـ100 متر فحسب. تبدو راضية تماماً عن النتائج التي بين يديها. أما أنا فشعرت بخيبة أمل، بل ربما بقليل من الخزي، ذلك أن رد فعلها التلقائي في موقف بسيط لا يتطلب كثيراً من التفكير كان سؤال روبوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي. وكان في مقدورها ببساطة البحث عبر "غوغل"، أو إلقاء نظرة على الدليل الشامل "تايم أوت" Time Out، أو أن تعتمد مثلاً على معرفتها بهذه المدينة (علماً أنها عاشت فيها طوال الأعوام السبعة الماضية). لا يروق لي هذا السلوك. لكم أن تنعتوني بالمتخلفة تكنولوجياً، ولكني لا أنفك أزداد قلقاً في شأن الاعتماد الكبير من المحيطين بي على الذكاء الاصطناعي، خصوصاً نموذج اللغة التوليدية الشهير "تشات جي بي تي" من تطوير "أوبن أي آي"., يتكل أصدقائي المقربون وشريكي على روبوت الدردشة يومياً كمصدر معلومات سريع، متخلين عن البحث التقليدي البسيط عبر "غوغل" ومستسلمين لإغراء الردود الفورية المخصصة التي يقدمها "تشات جي بي تي". ويلجأ إليه بعض الأصدقاء للاستفسارات العادية، أما شريكي فيعامله كما لو أنه مساعده الرقمي الخاص الذي لا يستغني عنه أبداً (حتى إنه يناديه بالاسم "تشات" بكل مودة وحنان). ويذهب آخرون أبعد من ذلك، قرأت قصصاً مقلقة عن أشخاص يستخدمون "تشات جي بي تي" كبديل للمعالج النفسي، أو كأداة لصياغة الردود في خضم الخلافات الزوجية، فضلاً عن اعتماد التلاميذ والطلاب عليه في إنجاز واجباتهم المدرسية أو الجامعية، في حين تسعى المؤسسات التعليمية جاهدة للتكيف مع هذه التكنولوجيا المتطورة والتحديات التي تفرضها. لا تسيئوا فهمي، أدرك تماماً الفوائد التي ينطوي عليها استخدام الذكاء الاصطناعي. سمعت قصص نجاح لمستخدمين استعانوا به في إعداد برامج تمارين رياضية، أو إنشاء صور توضيحية لمنتجات يعملون على تطويرها، أو كمساعد شخصي يسهل انطلاقتهم في مشاريع تجارية. الإجابات كافة التي يحتاج إليها المرء في متناول يديه الآن (مع أن الدقة غير مضمونة، وتكون النتائج غالباً خاطئة بصورة فادحة). ولكن إزاء تنامي المخاوف في شأن الأضرار التي يحملها تطور الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف والعمل عموماً، والمناخ، ومهاراتنا المعرفية، أشعر بالخزي من البلادة الفكرية المحبطة التي دفعتنا إليها روبوتات الدردشة. وكأن أحداً لم يعد مستعداً لبذل أدنى جهد ذهني في حل مشكلة ما. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "تشات جي بي تي"، البرنامج الأكثر شعبية في هذا المجال مع نحو 500 مليون مستخدم أسبوعياً، هو نموذج من الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يعني أنه يبتكر محتوى جديداً مستعيناً بكم هائل من البيانات المستقاة من مصادر متاحة علانية عبر الإنترنت. إذا سألته مثلاً عن "أفضل مكان لتناول القهوة قربي"، ستحصل على نتائج مفصلة تتضمن صوراً جذابة وخيارات من قوائم الطعام، ومواعيد العمل. أما البحث على "غوغل" فيتطلب منك تصفح عدد من المواقع الإلكترونية واستخلاص النتائج بنفسك. وربما يبدو أداة مريحة جداً وآمنة تماماً، بيد أن التبعات الأخلاقية المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل حقيقة أن مراكز البيانات الأميركية التي تغذي هذه النماذج تنتج انبعاثات كربونية مضرة بالمناخ تضاهي ما تطلقه صناعة الطيران المحلية، تجعل من هذه التكنولوجيا معضلة اجتماعية جديدة، تقتضي منا التعامل معها بحذر في تواصلنا مع الآخرين وعلاقتنا بهم. لورا*، صحافية تبلغ من العمر 27 سنة، تعارض بشدة استخدام الذكاء الاصطناعي وترى أن النقاش في شأنه قد يعكر صفو أية علاقة غرامية. مشكلتها الرئيسة مع برامج مثل "تشات جي بي تي" تتمثل في تأثيره البيئي (طلب أو سؤال واحد عبر "تشات جي بي تي" يستهلك طاقة تفوق بنحو 10 أضعاف البحث عبر "غوغل"، وسنعود إلى هذه النقطة لاحقاً)، إضافة إلى أن الاعتماد المفرط عليه "يدفع الناس إلى الكسل"، وفق رأيها. تقول "عندما أسمع أشخاصاً يقولون إنهم يستخدمونه في إعداد قوائم التسوق أو وضع برامج العطلات أقول في نفسي، يا إلهي، استخدم عقلك". وتوضح لورا أنها حين ترتبط بشخص يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بانتظام، تفرض لورا حدوداً واضحة منذ البداية. "إذا أخبرني أحدهم أنه يستخدم 'تشات جي بي تي' فليس ذلك بمثابة إشارة خطر، لكنه يثير في نفسي شعوراً بالنفور. ومن الناحية المثالية، لا أريد مواعدة شخص يستخدمه كثيراً. ولكن مع ذلك، عندما خرجت مع أشخاص يستخدمونه، كنت شديدة الوضوح معهم... لا تستخدموه أمامي، وأرجو ألا ترسلوا لي أي محتوى طلبتم منه إعداده. غالباً ما احترموا رغبتي هذه، حتى أولئك الذين يعتمدون عليه بصورة كبيرة". كذلك لا تدعي لورا أنها أفضل من غيرها أخلاقياً. وتوضح "مع أن [استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي] يثير في نفسي نفوراً، بيد أنني أدرك خلال الوقت نفسه أن بعضاً ربما يرى امتناعي عنه أمراً مستغرباً. يتبادل الجانبان كلاهما كثيراً من الأحكام، وأنا من جهتي أتقبل أن أتعرض للانتقاد بسبب رفضي اللجوء إليه". من منطلق قناعاتها الشخصية، تتوقف لورا عن استخدام أية خدمة عبر الإنترنت تكتشف أن الذكاء الاصطناعي مدمج في ميزاتها، وتسعى جاهدة إلى تجنبها قدر الإمكان. وتقول في هذا الصدد "شخصياً، ليس هذا شيئاً أرغب في استخدامه أو التفاعل معه في أية حال من الأحوال". وتضيف "أدهشتني سرعة استسلامنا له إلى حد الخيبة، وكأن الأمر لا يستحق الوقوف عنده، كأننا استسلمنا قائلين ببساطة، حسناً إنه الواقع الآن". خلال أبريل (نيسان) الماضي شارك الجميع من المشاهير إلى فرق الرياضة المحترفة في أحدث صيحات وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مستخدمين "تشات جي بي تي" لتوليد صور لأنفسهم على هيئة دمى حركة داخل علب بلاستيكية شبيهة بتغليف دمى "باربي". وأنشأت إحدى صديقاتي نسخة مصغرة تمثلها شبيهة بدمى "براتز"، تحمل في يدها اليمنى كوبها "ستانلي" المفضل المرجاني اللون، وفي يدها اليسرى هاتفها المحمول. ولكن هذه الصيحة لم تمر من دون انتقادات حادة، إذ عبر فنانون ومبدعون عن استيائهم معتبرين أن إنتاجات الذكاء الاصطناعي لا ترقى إلى مستوى الفن الحقيقي، وأن الانخراط في هذه الموجة يهدد مصدر رزقهم. لورا بدورها شعرت بالانزعاج عينه، لا سيما عندما رأت عدداً كبيراً من معارفها يشاركون في هذه الصيحة. فقالت "رأيت مؤثرين، يزعمون التزامهم بأخلاقيات معينة، يشاركون في هذه الصيحة. ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت صيحة أخرى يستخدم فيها الناس صوتاً مولداً بالذكاء الاصطناعي يروي قصة حياتك، كما لو أنها إعلان ترويجي لفيلم. عندما أشاهد ذلك، لا يسعني إلا أن أفكر، يا له من كسل مفرط". ربما يقول بعض إن الذكاء الاصطناعي يفضي في نهاية المطاف إلى تبلد الذهن، بيد أن آثاره البيئية أشد وقعاً وخطورة بأشواط. وفق تقرير صدر عام 2024 عن منظمة "العمل المناخي ضد التضليل الإعلامي"، فإن الطلب المتزايد على الكهرباء نتيجة التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي سيستدعي مضاعفة عدد مراكز البيانات، علماً أنها المنشآت التي تؤمن البنية التحتية الحيوية للذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية والخدمات الرقمية العامة. ويحذر التقرير من أن هذا التوسع، حتى في ظل تحسين كفاءة استخدام الطاقة في هذه المراكز، سيقود إلى زيادة في مستويات انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بنسبة تصل إلى 80 في المئة. لوسي أتكينسون أستاذة مساعدة في جامعة تكساس بأوستن ومتخصصة في دراسة انطباعات الجمهور حول الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي، تقول إنها لاحظت وجود نقص في الوعي في شأن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي من جهة وانبعاثات الكربون من جهة أخرى. وأوضحت أن مراكز البيانات تستهلك كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية لتشغيل الخوادم، فترتفع درجة حرارتها، بالتالي يستدعي تبريدها استخدام كميات كبيرة من الماء. وأضافت أتكينسون "لا شك في أن لبرنامج 'تشات جي بي تي' بصمة كربونية أكبر مقارنة بكثير من الوسائل التكنولوجية الأخرى التي نستخدمها"، مشيرة إلى أن أبرز البيانات التي استندت إليها في بحثها توضح أن "تشات جي بي تي" يستهلك طاقة تعادل 10 أضعاف ما يتطلبه إجراء بحث عبر "غوغل"، وأن 15 استفساراً على روبوت الدردشة الشهير تعادل من حيث استهلاك الطاقة مشاهدة ساعة كاملة من الفيديو. وتابعت "ربما تبدو هذه الأرقام متواضعة في ظاهرها، ولكن مع تجاوز عدد الاستفسارات عبر 'تشات جي بي تي' حاجز المليار يومياً، يتراكم التأثير البيئي بصورة كبيرة". تتركز أبحاث أتكينسون في تكساس، الولاية التي تحتل المرتبة الثالثة في عدد مراكز البيانات داخل الولايات المتحدة، إذ تضم نحو 350 مركزاً على مستوى الولاية. ومن خلال الاستبيانات التي أجرتها بين سكان تكساس وجدت أن معظمهم لا يدركون أنهم يعيشون على مقربة من مركز بيانات، وأن التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي أقرب إلى حياتهم مما يتصورون. وتقول "ستحتاج مراكز البيانات عام 2027 إلى ضعف كمية الطاقة الكهربائية التي استهلكتها عام 2022، وجل ما نفعله أننا ببساطة نغذي هذا الوحش بمزيد من الاستفسارات". وتشير إلى أن "في التصور العام، هناك غموض في العلاقة بين مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبيئة، على رغم أن هذا التأثير عميق جداً". كجزء من بحثها الحالي، سألت أتكينسون المشاركين في تكساس عما إذا كانوا يعلمون أنهم يعيشون على مقربة من مركز بيانات، فأجاب ثلثاهم بالنفي أو بأنهم غير متأكدين. وأوضحت قائلة "من المرجح جداً أنهم يقطنون قرب مركز بيانات، لكنهم ببساطة لا يعرفون هذه الحقيقة". وأضافت أن أكبر تأثير بيئي تسببه هذه المراكز هو الاستهلاك الكبير للمياه، إلى جانب الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها. أضف إلى ذلك مشكلات أخرى تطاول السكان المجاورين لها، مثل التلوث الضوضائي وزيادة حركة المرور، وغيرها من تغيرات في استخدام الأراضي". ووفق خريطة مراكز البيانات، تضم المملكة المتحدة 428 مركز بيانات في المجموع، ومن التوقع أن يزداد العدد مع تزايد الطلب على الذكاء الاصطناعي. جاكوب رانكين مصمم غرافيك يبلغ من العمر 29 سنة ويعمل في شركة تكنولوجيا معلومات مقرها لندن، يعتمد على "تشات جي بي تي" يومياً في إنجاز مهام تتعلق بالإنتاجية مثل إعداد ملخصات الاجتماعات وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وتنظيم الأعمال الموكلة إليه. يقول إن الذكاء الاصطناعي يثير نقاشاً واسعاً بين أصدقائه وغالباً ما يجد نفسه مضطراً إلى لعب دور "محامي الشيطان"، ويضيف "كثير منهم يتبنون توجهات يسارية ومهتمون بالقضايا البيئية، وغالباً ما يتطرقون إلى تلك الإحصاءات المتعلقة بكمية المياه التي يستهلكها "تشات جي بي تي". ولكن من وجهة نظري، من الصعب دفع الناس إلى الاهتمام بالمناخ في مواقف معينة، كأن تكون الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة، ويسألك مديرك "هل يمكننا إنجاز هذا الملف بحلول الغد؟" في تلك اللحظة، هل ستنقر على زر الذكاء الاصطناعي وتنجز المهمة في ثانيتين، أم ستتولاها بنفسك؟ في رأيي، الفائدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي خلال لحظات على هذه الشاكلة تفوق كثيراً الاعتبارات البيئية." ومن وجهة نظر رانكين، الجزء الأكبر من الشكوك والتحفظات في شأن الذكاء الاصطناعي تصدر عن أشخاص غير ملمين به. أما في بيئة عمله فيلقى التشجيع على استخدامه في مهامه اليومية، ولا يعتريه أي قلق من احتمال أن يحل محله في المستقبل. و"في النهاية، يعرف المرء متى يكون الذكاء الاصطناعي أداة فاعلة، ومتى لا يفي بالغرض. عندما بدأت النقاشات الجادة في شأنه قبل بضعة أعوام، أدركت أنه من الأجدر بي أن أتعلم استخدامه بسرعة كي أتمكن يوماً ما من إقناع الآخر لماذا ما زلت أفضل من هذا الذكاء. إذا تعاملت معه يومياً، ستعرف أنه لا داعي للشعور بأي قلق." كثر ممن تحدثت إليهم خلال إعداد هذه المقالة يعترفون بوجود نوع من التردد أو الحيرة الأخلاقية في لجوئهم إلى الذكاء الاصطناعي، ولكنهم يرون أنه لا مفر منه مع استمرار شركات مثل "آبل" و"مايكروسوفت" و"ميتا" في دمج ميزات الذكاء الاصطناعي الإلزامية ضمن منصاتها. وتقر أتكينسون نفسها بأنها تشعر بـ"الذنب" لاستخدامها "تشات جي بي تي" في إنجاز أمور ربما كان في مستطاعها الانتهاء منها بمفردها. استعانت أخيراً بروبوت الدردشة في الإعداد لرحلة خارج البلاد، بما في ذلك حجز تذاكر الطيران وتنظيم برنامج الرحلة. ولكن النتيجة التي حصلت عليها لم تخل من أخطاء ومعلومات عير دقيقة. "اقترح 'تشات جي بي تي' رحلة طيران كنت أعرف أنها لم تعد متوافرة. فسألته، هل أنت متأكد من هذه الرحلة؟ كنت أتحدث إليه بتهذيب بالغ، كما يفترض بنا أن نتعامل مع الروبوتات. فأجابني بأدب شديد، أعتذر إليك معلوماتي مبنية على بيانات قديمة". سواء كانت تقض مضجعك كوابيس حول الذكاء الاصطناعي أو كنت ممن يفتخرون باستخدامه، لا بد من وجود وعي أوسع بحقيقة أن البيانات التي يستند إليها ربما تكون مغلوطة، مما يستدعي منا إخضاع نتائجه دائماً للتمحيص والمراجعة والتدقيق. وتقول أتكينسون "أطلب أحياناً من 'تشات جي بي تي' إنتاج صور لي، ولكنها كثيراً ما تأتي دون المستوى المطلوب"، وتستدرك "ولكن مع ذلك، يتحسن أداؤه يوماً بعد يوم". ربما استأثر "تشات جي بي تي" باهتمام أصدقائي وأفراد عائلتي، ولكنه أبعد ما يكون عن مضاهاة عقل الإنسان المفكر بحق، وفي هذه الحقيقة عزاء لنا... ولو إلى حين. *جرى تغيير الأسماء

جهاز بلا شاشة .. أوبن إيه آي تطلق ثورة جديدة في التكنولوجيا
جهاز بلا شاشة .. أوبن إيه آي تطلق ثورة جديدة في التكنولوجيا

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

جهاز بلا شاشة .. أوبن إيه آي تطلق ثورة جديدة في التكنولوجيا

أعلنت شركة أوبن إيه آي، المطورة لـ«شات جي بي تي»، تعاونها مع المصمم الأسطوري جوني إيف، الذي كان خلف تصميم أجهزة أبل الشهيرة، من أجل ابتكار جهاز جديد يفتح الباب أمام تفاعل أكثر سلاسة وإنسانية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال إيف، الرئيس السابق لقسم التصميم في أبل، إن الأجهزة الحالية مثل الهواتف والحواسيب لا تواكب التقدم الهائل في الذكاء الاصطناعي، وصرّح قائلاً «من المنطقي أن نفكر فيما هو أبعد من هذه المنتجات القديمة». من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي» سام ألتمان، النموذج الأولي الذي عرضه عليه إيف بأنه «أروع قطعة تكنولوجية ستراها البشرية على الإطلاق».ورغم عدم الكشف عن تفاصيل كثيرة، أشارت تقارير أميركية إلى أن الجهاز الجديد لن يحتوي على شاشة، ولن يكون قابلاً للارتداء كساعة أو دبوس، ما يزيد الغموض حول طبيعته، ويُثير الترقب بشأن ما يمكن أن يقدمه. منافسة محتدمة وتحديات معقدة تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تخوض فيه شركات التكنولوجيا الكبرى سباقاً محموماً لتصميم أجهزة مخصصة للذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت «غوغل» نظارات ذكية بقدرات ذكاء اصطناعي، وتواصل «أمازون» تطوير مساعدها «أليكسا»، بينما تسير «آبل» بوتيرة أبطأ نسبياً في دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن هواتفها. ويأتي ذلك بعد فشل تجربة «إيه آي بين» AI Pin، الجهاز الذي أطلقته شركة «هيومين» Humane بسعر 699 دولاراً، ولم يصمد في السوق سوى أقل من عام بسبب ضعف الإقبال، ويبدو أن شركات مثل ميتا و«أوبن إيه آي» مستعدة لرهانات أكبر رغم العثرات السابقة. ويرى خبراء أن الصوت سيكون الأداة الرئيسية للتواصل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، متوقعين أن يعتمد الجهاز المنتظر من «أوبن إيه آي» على تفاعل صوتي بالكامل دون الحاجة إلى الاتصال المستمر بالإنترنت، وذلك لأسباب تتعلق بالكفاءة والأمان وتوفير الطاقة. ويؤكد خبراء من بينهم أوليفييه بلانشارد أن الحاجة أصبحت مُلحّة لحلول «محلية» بعيدة عن الاعتماد الكامل على السحابة، إذ «لا يوجد طاقة كافية في العالم لدعم التوسع اللامحدود للذكاء الاصطناعي». ويبدو أن السؤال الأكبر الذي يشغل الشركات اليوم هو، ما الجهاز الذي سيصبح الواجهة المفضلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ فبينما لا يزال الهاتف الذكي جزءاً لا يتجزأ من حياة المستخدمين، فإن السباق نحو إيجاد البديل الذكي قد بدأ بالفعل، و«أوبن إيه آي» تملك التمويل والعقول اللازمة لتغيير قواعد اللعبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store