
ثقافة : هشام أصلان: إبراهيم داود.. الجسر بين الشعر والناس
نافذة على العالم - قال الكاتب الصحفي هشام أصلان، لقد عرفت الأستاذ إبراهيم داود في وقت مبكر جدًا، وكنت أراه دائمًا حالة مدهشة، كنت أتابع من بعيد تلك الرحلة السنوية التي اعتاد بعض كتّاب جيل الستينيات القيام بها إلى الكويت، حيث كانوا يقضون بضعة أيام في ضيافة صديقهم المثقف الكويتي الكبير محمد الشارخ – رحمه الله – مؤسس صخر ورائد البرمجيات في العالم العربي.
وأضاف "أصلان"، خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون، كنت أستمتع برحلة الذهاب إلى المطار، خاصة عندما أذهب لاستقبال والدي، وذات مرة، لفت انتباهي أن في وسط هؤلاء الكتّاب الكبار كان هناك شاب صغير بينهم، أصغر منهم بكثير، لم أفهم في البداية من هو، ولا كيف أصبح جزءًا من هذه الدائرة الحميمة، ثم علمت لاحقًا أنه إبراهيم داود، ومع الوقت، أدركت أنه من القلائل الذين تحوّلوا فعلًا من أصدقاء والدي إلى أصدقاء مشتركين بيننا، لا بمعنى "ابن الأصدقاء" أو "معارف العائلة"، بل صديق حقيقي، وصار بيننا تقارب حقيقي بلا وسائط، وأعتقد أن الفضل في ذلك يعود له هو، لأنه الأكبر، وكان هو من سهّل هذا التقارب الإنساني.
وتابع، هناك أشياء كثيرة تجعلني ممتنًا لوجود إبراهيم داود في حياتي، أولها – وهو الأهم بالنسبة لي – أنه شاعر كبير فعلًا، لكنه لا يتعامل مع نفسه على هذا الأساس، بل ببساطة وصدق الموهوبين الحقيقيين الذين يتمتعون بأصالة حقيقية. كنت دائمًا أحاول أن أكتشف سر هذه الحالة الشعرية النادرة، ومع مرور الوقت والاقتراب منه فهمت أن شعره ليس منفصلًا عن تركيبته الإنسانية، عرفت كثيرين من خارج القاهرة، لكن قليلين استطاعوا أن يصوغوا علاقتهم بهذه المدينة القاسية كما فعل إبراهيم داود، في الحقيقة، أشعر أحيانًا أنه "قاهري" أكثر مني، رغم أنه لا يزال يصف نفسه بأنه "فلاح" ويتحدث بحب شديد عن الزراعة والمواسم والمحاصيل، لكن كل من يعرف القاهرة عن قرب، يعرف أنه استطاع أن يصيغ علاقة نادرة بها، وأن يمشي فيها وكأنها خُلقت له.
وأضاف، أعتقد أن هناك ذكاء فطريًا عند إبراهيم داود جعله يحتفظ بهذه الازدواجية الخلّاقة، أن يعيش في المدينة ويعرفها ويتعامل معها، دون أن يتخلّى عن جذوره، بل يحتفي بها، وهذه الحساسية تجاه الأصل والجذر، هي ما تحافظ له على منطقته الإبداعية النادرة.
وأكد، أن من الجوانب المذهلة أيضًا في شخصيته، أنه لا يشعر بالغضاضة إلا عندما يكون الأمر يستحق، لا يغضب بلا سبب، ولا يتأفف مثلما نفعل نحن، لا من الحر، ولا من الزحام، ولا من المرور. لكن إذا كان هناك زيف في الإبداع أو خيانة للضمير الإنساني، عندها فقط ترى إبراهيم داود مستاءً أو غاضبًا، هو لا يدخل في معارك عبثية، لكنه يتحفز فقط حين تكون القيم الكبرى في خطر، ولعله تأثر كثيرًا بقربه من رموز إبداعية حقيقية وكبيرة، من أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، إلى خيري شلبي وإبراهيم أصلان والأبنودي ونجيب محفوظ. لكن الأهم أنه لم ينطفئ بوهج هذه الأسماء، بل استلهم منهم ما يعمق تجربته دون أن يفقد تواضعه أو نبرة صدقه.
وأشار "أصلان"، إلى أن إبراهيم داود يؤمن بفضيلة العمل، ورغم أنه شاعر، إلا أن لديه التزامًا إنسانيًا بالحياة اليومية، له التزامات ومهام ومسؤوليات، ويؤمن أن العمل في حد ذاته له قيمة أخلاقية وإنسانية، وقد استطاع أن يفصل شعره عن دوامة الحياة اليومية والصحافة، وهي معادلة صعبة لا ينجح فيها كثيرون.
في تجربتنا معًا في مجلة إبداع، كنت محظوظًا أن أعمل معه، أذكر أن والدتي سألتني عن طبيعة عملي الجديد، فأجبتها: "هو في إيه يعني؟ دا إبراهيم داود هو رئيسي!"، وشعرت بالطمأنينة.
من أول يوم تحدثنا فيه، قال لي جملة لم أنسها: "نحن نريد مجلة مهمة، لها قيمة، لكن لا نريدها نخبوية فقط. نريد أن يستفيد منها القارئ العادي أيضًا"، وفعلاً، عملنا على ذلك، ونجح إبراهيم داود في فتح أبواب المجلة لكل الموهوبين في العالم العربي، كان حريصًا أن ترى في "إبداع" أسماء مثل سعدي يوسف ووديع سعادة والمنسي قنديل والمخزنجي، جنبًا إلى جنب مع شباب في بداياتهم، كثير منهم صار اليوم من أبرز الكتّاب في العالم العربي ويحصد الجوائز من كل مكان، لقد قدّم للمجلة خدمة جليلة، وجعلها منبرًا حقيقيًا.
ولم يحدث يومًا أن شعرنا – نحن فريق العمل – بسلطة أو إدارة فاصلة بيننا وبينه، كنا أصدقاء حقيقيين، ولم نتشاجر يومًا، وهذا في حد ذاته نادر.
الشاعر الكبير إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع
الكاتبة علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع
أحمد إبراهيم الشريف وخالد إبراهيم خلال ملتقى اليوم السابع
الاحتفاء بالشاعر إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
الكاتب أكرم القصاص والشاعر إبراهيم داود
الكاتب هشام أصلان
الناقد الدكتور هيثم الحاج على
الناقد محمد الروبى
تكريم الشاعر إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون
خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 34 دقائق
- مصراوي
ناقدة تهاجم بدرية طلبة ونجم ينفي شائعة انفصاله عن زوجته وفنانة تثير الجدل
نشر موقع مصراوي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، مجموعة من الأخبار الفنية المتعلقة بـياسين السقا يكشف تفاصيل مكالمة محمد صلاح، كريم محمود عبدالعزيز ينفي شائعات انفصاله عن زوجته، فنانة تثير الجدل برسالة غامضة ، أول رد من ياسمين صبري على تشبيهها بـ "جورجينا"، ماجدة خير الله تهاجم بدرية طلبة، وغيرها من الأخبار.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
علاء زينهم: تحديت التنمر والعمل الشاق بقلب جامد وروح إيجابية
قال الفنان علاء زينهم إنّه راضٍ بما كتبه الله عز وجل له، موضحًا:"أتوكل على الله منذ صغري، ومعنديش أمل ولا حلم في أي حاجة، وربنا مديني بأكثر مما كنت أتمنى". أضاف زينهم، في حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمي برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر إكسترا نيوز": "أعيش في سلام نفسي منذ صغري، فلا مشكلات لي مع أحد، ومن يكسر بخاطري أتقبل الأمر بصدر رحب، وأضحك، ولا أتذكر أبدا أنني غضبت من أحد، وهذا ما زرعته في أبنائي". وتابع "قلت لأولادي، ارمي أي قسوة وراء ظهرك، لأن ما كتبه الله عليكم سيحدث ولن يمنعه شيء أو أحد". وأكد: "تعرضت للتنمر لكنني تقبلت الأمر بصدر رحب، ولدىّ روح تحدي للتعامل مع أي نظرة سلبية، فقد كنت سمينا، وكان البعض يقول إن الشخص الثمين لا يمكنه الحركة كثيرا، وفي بعض الأشغال، كنت أمشي 8 كم ذهابا، ومثلها إيابا، وكان ذلك في شركة مقاولات، وكنت أركب الجرار الكبير وعربات النقل، وأي حاجة فيها مجهود كنت أعملها بقلب جامد وأشتغلها".

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
لطيفة ناعية زياد الرحباني: حالة فنية نادرة لا تكرر
نعت الفنانة التونسية لطيفة الموسيقار الكبير زياد الرحباني، الذي وافته المنية اليوم السبت بعد صراع طويل مع المرض، معبرة عن حزنها العميق لفقدان أحد أبرز رموز الموسيقى العربية المعاصرة. لطيفة: زياد الرحباني عشق الفن والإبداعوقالت لطيفة في مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين نانسي نور ولما جبريل خلال برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة إكسترا نيوز: "زياد الرحباني عشق الفن والإبداع من خلال أعماله، خسارتنا كبيرة جدًا. كم كنتُ أتمنى أن كل شيء يكون على ما يرام، لكن قدر الله ما شاء فعل".وأضافت: "كان حزنًا كبيرًا يا أغلى من عرفت في حياتي، كان يتفانى في عمله، ويقدم لنا كل ما هو مبدع وفريد. زياد الرحباني كان حالة خاصة جدًا، وكان يترك بصمته في كل قطعة موسيقية يخلقها". أعمال زياد الرحباني ورغم رحيله، أكدت لطيفة أن أعماله ستظل حية، مشيرة إلى أن ألبومه الجديد من المقرر أن يرى النور مطلع العام المقبل، قائلة: "زياد الرحباني رحل، لكنني سأفتقد الإبداع الحقيقي الرباني، والجمل الموسيقية التي لم يقم أحد غيره بصياغتها". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا