«حسبة عمري»...الأسئلة الأعمق في أسباب «الصراعات الزوجية»
خالد سامحأعمق من قضية الخلافات الزوجية والطلاق التي يظن الكثير أن على الدراما تناولها مثلما يكتب أحدهم تحقيقاً صحفياً بأسلوب تقريري مباشر، يثير مسلسل «حسبة عمري» الذي يعرض على قنوات مصرية منذ منتصف رمضان الكثير من الأسئلة حول العلاقات الإنسانية وتحولاتها، فهل الأزمات والاحتقانات الخانقة التي تمر بها تلك العلاقات لاسيما بين الزوجين هي نتيجة حتمية لتسارع التغيرات المجتمعية والحياتية على صعد شتى؟، ونشوء علاقات بديلة أقل حرارة وحميمية فرضتها التطورات التكنولوجية، أو لربما ضغط العمل والتفكير الدائم في المستقبل وتوفير متطلباته المادية؟، أم أن سر القضية كله في أجسادنا؟ ، أي التقدم في العمر والحتميات البيولوجية التي لا يمكننا التنبؤ بانعكاساتها وآثارها على علاقتنا مع ذواتنا أولاً، ثم العلاقة مع الآخرين؟«حسبة عمري» يقوم على حكاية بسيطة، عمادها الزوجين هند ( الفنانة روجينا) وزوجها فاروق ( الفنان عمر عبد الجليل)، الذان تتقاقم خلافاتهما يوماً بعد يوم، إلى أن تصل حد الطلاق، على الرغم من أن الحب ساد علاقتهما في البداية، قبل أن يدخل كل منهما في حالة مزاجية حادة تؤدي إلى انعدام اي شكل من أشكال التفاهم بينهما، حيث تنقلب حياتهما رأساً على عقب ومشاجرات على أتفه الأسباب، كتغيير مكان قطعة ديكور أو كسر فنجان قهوة أو غيرها من القضايا الصغيرة جداً.لكن تأمل حياة كل واحد منهما ربما يكشف عن سبب تلك العلاقة المأزومة التي حكمها الصراع الدائم، فهند شخصية مثالية للغاية، لا تعجبها طبيعة شخصية زوجها التي ترى أنها فوضوية ومستهترة، تؤمن أنها الأحق في إدارة شؤون البيت وترتيبه والسيطرة على كل من فيه، وقد ضحت فعلاً بالكثير من مالها ومجهودها للحفاظ على الصورة المثالية التي في ذهنها عن البيت كنموذج للانضباط الصارم في كل تفاصيل الحياة، بالمقابل فإن زوجها فاروق مهندس معماري لا يهتم كثيراً بتطوير حياته العملية، لديه هواية النحت، لكنه لا يجد اي اهتمام تجاه موهبته سواء من زوجته أو ابنائه وأصدقائه، وهذا منشأ الأزمة التي يعيشها، ومع تقدم الزوجين في السن يجدان أن سبل التفاهم بينهما مستحيلة، وأن الحياة لا تطاق، فيطرد فاروق هند من البيت، ليبدأ التحدي الكبير بينهما والذي ينتهي بالطلاق.حق «الكد والسعاية»تحاول هند إخفاء المشكلة عن أبنيها وصديقاتها، فتلجأ إلى صديقة عمرها «وفاء»( وهي عمة زوجها )، والتي تقيم في بيت لكبار السن، لتكتشف الكثير من الحكايا داخل البيت، والتي تتشارك جميعها في عنصر رئيسي، وهو عدم القدرة على التفاهم مع الطرف الآخر، لا سيما مع التقدم بالعمر، نزيلات البيت معظمهن لجأن الى المكان لعدم قدرتهن على التواصل الحقيقي مع عائلاتهن، وعدم قدرة الآخرين على استيعابهم وتفهم مطالبهن وخصوصة حياتهن مع تقدمهن في العمر.وتكون نقطة التحول باقتراح مديرة البيت على هند فكرة المطالبة بحق «الكد والسعاية» أي الحصول على نصف ثروة زوجها وتقاسمهما كل الأملاك من بيت وسيارة وحساب بنكي، وهذا شبيه بما يحصل في الكثير من الدول الغربية، وتلك القضية بالذات أثارت جدلاً واسعاً في مصر، فالبعض أيدها كونها خطوة تحفظ حق الزوجة بعد الطلاق، وآخرين رؤا أنها مخالفة صريحى للشرع والعادات ومحاولة لاستنساخ القوانين الغربية وفرضها على المجتمع المصري.ويقتضي هذا الحق أن يتم توثيق ما تقدمه الزوجة للأسرة في عقد قانوني، لضمان حصولها على نصيبها عند الطلاق أو وفاة الزوج، بل ويتيح لها أيضًا المشاركة في الميراث مع الورثة.لكن المشكلة تكمن في أنه لم يتم حتى الآن إقرار هذا الحق قانونيًا في مصر، رغم اعتراف بعض الفقهاء به، ودعوة الأزهر الشريف إلى دراسته بجدية.بعيداً عن التسلية والإثارةبعيداً عن كل الجدل المثار، فإن مسلسل «حسبة عمري» عمل درامي متقن، لا يقوم على الإثارة والتسلية والآكشن وغيرها من العناصر التي تتكأ عليها دراما رمضان بالمجمل، وقد أبدعت في إخراجه مي ممدوح، وفي تأليفه محمود عزت، وكذلك في أداء حكايته النجمين روجينا وعمر عبد الجليل إلى جانب عدد من الممثلين المهمين، منهم: محمود البزاوي، حنان يوسف، لبنى ونس، والممثلين الشباب: علي الطيب، نانسي صلاح، نور ايهاب، ملك حسن، وآخرين.تجدر الإشارة إلى أن النجمتين إلهام شاهين ورانيا فريد شوقي تظهران في مشاهد قليلة ومختصرة كضيفتي شرف في العمل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 6 أيام
- جفرا نيوز
هند صبري في حديث صريح: لا ألهث وراء الترند.. وراحة البال حلم مؤجل
جفرا نيوز - حلّت النجمة التونسية هند صبري ضيفة على بودكاست "عندي سؤال' عبر قناة المشهد، حيث تحدّثت بصراحة عن تحوّلات شخصيتها، علاقتها بأسرتها، تعاملها مع الشهرة والضغوط النفسية، ورؤيتها لمستقبل الفن وسط هيمنة "الترندات'. في بداية اللقاء، وصفت هند التطوّر الذي طرأ على أسلوبها في الحياة، موضحة أنها كانت سريعة الغضب سابقًا، لكن التجارب منحتها قدرة أكبر على التريّث وضبط النفس. وقالت: "لم أعد أنفعل بسهولة كما كنت. أصبحت أحتفظ بعصبيتي لنفسي، ولا أفرغها إلا حين تتراكم الأمور فعلاً'، معربة عن امتنانها لصحتها، وأسرتها، واستقلالها المادي والفكري. ورغم هذا النضج، اعترفت هند بأن "راحة البال لا تزال حلمًا مؤجلاً'، مشيرة إلى أن كل إنجاز تحققه يُقابله ما يعكّر صفوها. كما تحدّثت عن تجربتها مع مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: "في بداياتي، كنت أقرأ كل شيء وأبكي. كلام الناس كان يؤذيني، لكن زوجي ساعدني على تخطي الأمر، واليوم لم أعد أقرأ شيئًا تقريبًا'. وحول الانتقادات، شدّدت صبري على أنها لا تردّ ولا تفتعل المشكلات، قائلة: "أسلوبي بسيط وأعيش بسلام، وهذا يربك من يهاجمونني لأنهم لا يجدون ردود أفعال'. كما تحدّثت عن حساسيتها الزائدة تجاه علاقاتها الشخصية، وقالت: "لا أستطيع النوم إن شعرت أنني أخطأت في حق أحد، حتى مع ابنتيّ أعتذر فورًا إذا قسوت عليهما'. وبشأن مستقبل مسلسل "البحث عن علا'، أكدت أنه لا توجد حالياً نية لإنتاج جزء ثالث، موضحة: "الجزء الثاني تم بعد تفكير طويل، ولا أرى أن هناك قصة تستحق المتابعة الآن'. كما أكدت أنها لا تقدّم أي عمل إلا إذا كان يحمل قيمة حقيقية. وعن علاقتها بالمال، قالت: "أنا ممتنة لدخلي، لكنه ليس دافعي الأول. أحيانًا أنسى إذا كنت تقاضيت أجرًا أم لا'، مشيرة إلى أنها رفضت عدّة عروض مؤخرًا بسبب الإرهاق من التمثيل والإنتاج معًا، واختارت أن تبتعد قليلًا للتركيز على صحتها النفسية والجسدية. واختتمت هند حديثها بانتقاد صريح لهوس "الترند' في الوسط الفني، قائلة: "كنت أنشغل سابقًا برأي الجمهور، أما اليوم فلا أسعى لأن أكون ترند… ما يبقى هو العمل الجيد، لا الضجة المؤقتة'.


سواليف احمد الزعبي
منذ 6 أيام
- سواليف احمد الزعبي
هند صبري: لا أعمل من أجل المال.. وأنسى مستحقاتي
#سواليف كشفت #النجمة_التونسية #هند_صبري عن أنّها رفضت المشاركة في عدة أعمال العام الماضي بسبب عدم شعورها بالرغبة في العمل. وقالت هند، خلال حوارها مع الإعلامي محمد قيس في برنامج 'عندي سؤال' الذي يُعرض على قناة 'المشهد': 'عمري ما أشتغل علشان الفلوس، الحمد لله مش محتاجة، ومبسوطة إني بكسب فلوس كويسة من عملي'. وأضافت هند: 'والله أنا عارفة في ناس ممكن متصدقش، لكن ساعات ببقى ناسية أنا أخدت الدفعة المستحقة أو لأ، اللي بيشتغلوا معايا بيفكروني'. وأوضحت أن القدرة على الاستغناء تمنحها حرية أكبر في اختيار أعمالها: 'الحرية دي بتخليني أرفض حاجات مش عايزة أعملها، أو حتى لو عايزة أعملها بس حاسة إن الوقت مش مناسب وعايزة أرتاح شوية. السنة اللي فاتت اعتذرت عن كذا حاجة لأني ما كانش عندي نفس أشتغل'. وأشارت هند إلى أنها شعرت بالإرهاق الداخلي نتيجة طبيعة العمل المطوّلة والمشاريع المعقدة، خصوصًا عندما تكون ممثلة ومنتجة في الوقت ذاته، قائلة: 'كان مجهود كبير وكنت محروقة داخلياً'. وتعاقدت هند صبري مؤخرًا على بطولة مسلسل جديد بعنوان 'دم على نهد'، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب إبراهيم عيسى.


خبرني
منذ 7 أيام
- خبرني
هند صبري: لا أعمل من أجل المال.. وأنسى مستحقاتي
خبرني - كشفت النجمة التونسية هند صبري عن أنّها رفضت المشاركة في عدة أعمال العام الماضي بسبب عدم شعورها بالرغبة في العمل. وقالت هند، خلال حوارها مع الإعلامي محمد قيس في برنامج "عندي سؤال" الذي يُعرض على قناة "المشهد": "عمري ما أشتغل علشان الفلوس، الحمد لله مش محتاجة، ومبسوطة إني بكسب فلوس كويسة من عملي". وأضافت هند: "والله أنا عارفة في ناس ممكن متصدقش، لكن ساعات ببقى ناسية أنا أخدت الدفعة المستحقة أو لأ، اللي بيشتغلوا معايا بيفكروني". وأوضحت أن القدرة على الاستغناء تمنحها حرية أكبر في اختيار أعمالها: "الحرية دي بتخليني أرفض حاجات مش عايزة أعملها، أو حتى لو عايزة أعملها بس حاسة إن الوقت مش مناسب وعايزة أرتاح شوية. السنة اللي فاتت اعتذرت عن كذا حاجة لأني ما كانش عندي نفس أشتغل". وأشارت هند إلى أنها شعرت بالإرهاق الداخلي نتيجة طبيعة العمل المطوّلة والمشاريع المعقدة، خصوصًا عندما تكون ممثلة ومنتجة في الوقت ذاته، قائلة: "كان مجهود كبير وكنت محروقة داخلياً". وتعاقدت هند صبري مؤخرًا على بطولة مسلسل جديد بعنوان "دم على نهد"، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب إبراهيم عيسى.