من تحت الصاروخ إلى قمة الوعي
لم أكتب في السياسة يومًا، لا حبًا في الجهل، ولا تهرّبًا من الواقع، لكن ببساطة... "ابعد عن الشر وغنّيله". فأنا لا أدّعي الفهم في الاستراتيجيات، ولا أتابع التحليلات، ولا أملك الحماس الكافي للخوض في أحاديث المقاهي عن إسرائيل وإيران، ولا أريد أن أعرف أصلًا... أو هكذا كنت أظن. لكن صاروخًا، أو لنقل ضيفًا غير مرغوب فيه، قرر أن يمر بالقرب من منزلي، وتحديدًا في إحدى الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل قبل أشهر. وهنا، وبمنتهى الصراحة، همست لنفسي: "لحد هون وبس... بدها صفنة!" كان المشهد غريبًا... على سطح البيت، أرى الجيران موزعين كأنهم في مهرجان صيفي، أرجيلة شغالة، كاسات شاي، هواتف مرفوعة، وبعضهم يشرح للصغار نوع الصاروخ ومساره! حتى ابني زيد، الصغير اللي كنت مفكره خايف، طلع يصوّر الفيديوهات، يركب عليها موسيقى ملحمية، وينشرها على التيك توك وكأننا في لعبة Call of Duty. والله لو أعطيه فرصة، بصير يطلع على الأخبار يحلل الموقف، ويقترح هدنة بين الأطراف! ضحكت، بس من جوّا قلبي تقبّض. هذا مش وقت سخرية، هذا وقت وعي. مديرية الأمن العام كانت واضحة وصريحة: "عند سماع صفارات الإنذار، الزم بيتك، ابتعد عن النوافذ، التزم بالتعليمات". بس إحنا؟ نتصرف أحيانًا كأننا محصنين، أو مش معنيين، أو أسوأ… كأن الخطر ترفيه. في الأردن، وسط هذا المحيط الملتهب، نحظى بأمان نادر. أمانٌ ليس من فراغ، بل نتيجة قيادة عاقلة، حكيمة، ورجل دولة حقيقي اسمه جلالة الملك عبد الله الثاني. الرجل الذي يجوب العالم لا ليبحث عن مجد شخصي، بل ليحصّن الأردن، ليبعد عنا شرور الحروب والنيران. المنطقة كلها على صفيح ساخن، لكننا بفضل الله ثم بفضل حكمة قائدنا لا زلنا ننعم بالأمن، نسبح في جزيرة من الاستقرار وسط بحر من اللهيب. الأردن، البلد الصغير بالحجم، الكبير بالفعل، بحاجة اليوم لأكثر من الدعاء... بحاجة لوعي. مش كفاية نحب بلدنا، لازم نتصرف بحبنا. نلتزم، ننتبه، نفهم إنو في لحظات لازم نختار فيها السلامة قبل اللايكات. الصاروخ مش شهاب، والمشهد مش ترند، والوعي أغلى من ألف لايك. احمِ نفسك، احمِ أحبابك، التزم بالتعليمات وقت الطوارئ. الله يحمي الأردن، وأهله، وجيشه، وقيادته. وإذا سألوك ليش كتبت؟ جاوبهم مثلي: لأني مواطن عادي… بس بحب بلدي كثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشاهين
منذ ساعة واحدة
- الشاهين
وُجد الأردن ليبقى
الدكتور طه الحراحشه إن ما تشهده سماء الأردن هذه الايام من تهديدات متكررة، ليس إلا نتيجة مباشرة لسياسات إيران العدائية، والتي تعبث بأمن الأجواء العربية دون إذن أو تنسيق، عبر إطلاق مقذوفات بدائية تفتقر لأدنى معايير الدقة والسلامة…صواريخ عمياء، تسير على غير هدى، لا تميز بين هدف عسكري أو مدني، وهي تهديد مباشر لحياة المواطن العربي، والأردني بشكل خاص… منذ اللحظة الأولى، كان موقف الدولة الأردنية واضحا وصارما لا لاستخدام أجوائنا في صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل وقد التزمت إسرائيل بهذا القرار، إلا أن إيران، التي تفتقر لسلاح جو حديث، تواصل إطلاق هذه الصواريخ العشوائية، ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف والاتفاقات، وهو ما يضع حياة الأردنيين الأبرياء في مهب الخطر .. في هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نحيي قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية المتيقظة، وعلى رأسها الدفاع المدني، الذين يحملون أرواحهم على أكفهم منذ أول يوم في الخدمة، أقسموا على حماية الوطن والمواطن، وهم مشروع شهادة دائم في سبيل الله والوطن.. ونحن نقولها بوضوح: لن نسمح بأن تراق قطرة دم أردنية واحدة على مذبح الأطماع الإيرانية لنشر مذهب غريب دخيل على عقيدتنا وأرضنا الطاهرة… على إيران أن تعي أن مشروعها التوسعي الطائفي مرفوض، وأن سعيها المحموم لامتلاك أسلحة دمار شامل في منطقة مستقرة نسبيا، ما هو إلا تهديد جماعي، لا يستثني أحدا، فهذه الأسلحة في حقيقتها ليست موجهة لإسرائيل كما تدعي، بل لابتلاع المنطقة بأكملها.. من يقف مع هذا المشروع المجوسي أو يصفق له، فإنه يخرج عن ملة الإسلام، ويضع نفسه في مواجهة الشعوب، قبل الأنظمة. فنحن بين عدو صهيوني توسعي ماكر، يقتل ويهجر ويهدم، وعدو فارسي يحمل نفس السمات في قوارير مختلفة، ويدعي البطولة في زمن الخداع… إسرائيل، من جهتها، لم تقف مكتوفة الأيدي، فكما نقلت بعض الصحف العبرية، فقد تم التخطيط لرد استراتيجي بمشاركة الولايات المتحدة، مع مكر سياسي ظاهر، تمثل في غياب نتنياهو عن المشهد تحت ذريعة زفاف نجله وإجازته، وذهاب وزرائه الى امريكا ، بينما ترسم في الخفاء خريطة التصعيد القادمة، لتعقيد الاجتماعات المرتقبة في عمان، ظاهريا للتهدئة، وباطنا لمزيد من التصعيد.. وها هي إسرائيل، تستنسخ دروس التاريخ، كما فعلت مصر في أكتوبر 1973 حين باغتت العدو في رمضان، فاليوم تباغت إيران بهجمات سيبرانية وطائرات مسيّرة من الداخل الايراني كما فعلت اوكرانيا، لتصيب الدفاعات الجوية بدقة ، واصبحت الطائرات الاسرائيلية كأنها نزهه في سماء طهران .. *نقولها بثقة: الأردن باق، والمشروع الإيراني الاسرائيلي إلى الزوال

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
الأردن ليس بخير .. إذا غفَت العيون .. ولبس الخائن ثوب المواطن
في لحظة لا ينتبه لها الكثيرون.. لا يكون سقوط الدول من الخارج.. بقدر ما يكون من داخلها.. لا من الجيوش الغازية.. بقدر ما يكون من العيون التي لا تنام.. وهي ترصد مكامن الضعف.. ولا من الطائرات والصواريخ.. بقدر ما يكون من الشائعات.. والتشكيك.. والفُرقة بين أفراد الوطن الواحد. ما كشفته المعارك الأخيرة.. سواء مع حزب الله.. أو مع إيران.. أن العدو لا يطلق رصاصةً.. قبل أن يزرع عميلاً.. ولا يُعلن حرباً.. قبل أن يعلن خيانته أحد أبناء الأرض ذاتها.. والأخطر.. أن قائد وحدة مكافحة الموساد في إيران.. كان نفسه خنجراً مسموماً بيد الموساد ذاته.. فكيف نتصور المعركة.. حين يصبح حاميها.. هو حراميها؟!. نحن في الأردن.. لسنا في منأى عن هذه المعركة الرمادية.. التي لا تُخاض بالسلاح وحده.. بل بالعقول.. والألسن.. والمواقف.. والصفوف التي يجب أن تبقى مرصوصة.. فما يخطط له العدو.. ليس نزهة عسكرية.. بل عملية ممنهجة.. تستهدف عقل المجتمع.. وتفتيت ثقته بنفسه.. وبوطنه.. وبمن يقوده. ولذلك.. لا بد أن ننتبه.. أن نكف قليلاً عن النقد العبثي.. ونشر الشائعات.. والضرب في الخاصرة.. والمبالغة في تضخيم الأخطاء.. فالأردن ليس دولة ملائكية.. ولا مَن يحكمونه معصومين.. لكنه وطننا جميعاً.. بيتنا الذي إن تصدّع -لا قدر الله- لن يُبقي لأحدٍ سقفاً يحميه.. فلا فرق عند العدو.. بين معارضٍ وموالٍ.. ولا بين ليبرالي وإسلامي.. ولا بين ساخط وهادئ.. فكلهم مستهدفون.. وكلهم وقود لمخطط لا يرحم أحداً. علينا أن نُحصّن جبهتنا الداخلية.. لا بتكميم الأفواه.. بل بترشيدها.. ولا بإلغاء النقد.. بل بتوجيهه لما ينفع.. لا لما يهدم.. فثمة فرق شاسع.. بين الصراخ الذي يبدد الطاقات.. والكلمة الصادقة التي تحمي الجدران من التصدع.. وبين المعارض الذي يخالفك ليحميك.. وآخر يخالفك ليبيعك. مَن يُشعل فتنةً في وقت الخطر.. ولو بنية غير مقصودة.. كمن يُشعل ناراً في بيت نائم.. ثم يبرر فعلته.. بأنه لا يحب ستائر المنزل. العدو لا ينتظر أن ننقسم.. بل يراهن على ذلك.. لأن أكثر ما يُغريه للهجوم.. ليس ضعف جيشك.. بل ضعف تماسكك.. وحين يتشظى صوت الناس.. وتتعدد راياتهم.. ويعلو فيها المتفيقهون.. والخونة.. والمندسون.. والمشككون.. ومثيروا الاشاعات.. يصبح الوطن صيداً سهلاً. يا أبناء الأردن.. لنؤجل خلافاتنا.. لا لننساها.. بل لنُرجئها حتى تمر العاصفة.. فلنوقف الشكوى قليلاً.. ولنترك النقد جانباً.. ولنتوحد خلف بوابة الوطن.. لأنه إن سقط الباب -لا سمح الله- لن يسأل أحد عن مفاتيح الإصلاح.. أو التغيير. أبناء وطننا الغالي.. كونوا صفاً واحداً.. لا لأنه لا خلاف بينكم.. بل لأنكم تدركون.. أن ما يجمعكم.. أعظم بكثير مما يفرّقكم.. وليكن كلٌّ منكم عيناً لا تغفو.. وسنداً لا يتخاذل.. فالعين التي لا ترى إلا عيوب بيتها.. ستبكي إن سقط.. ولم ولن تجد مأوى غيره. هذا نداء حبٍ لوطنٍ لا نملك غيره.. فإن لم نحمه نحن.. فلن يحميه أحد سوانا.


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
شحادة ابو بقر يكتب : كلنا جيش وقوى أمنية
أخبارنا : هذا هو قدرنا في الأردن أن نكون في عين العاصفة منذ نشأت دولتنا الحديثة وحتى يومنا هذا ونحن بقدر الله راضون نضحي ونتعذب ونحارب ونستشهد ونألم واجرنا على الله وحده لا على أحد سواه . اليوم تشن دولة الإحتلال عدوانا على إيران لا أحد يعرف مآلاته وإلى أين سيفضي وهل سيتطور إلى حرب إقليمية في عالم تلاشى فيه الرجال الراشدون الذين بمقدورهم إحقاق الحق وبالذات على صعيد قضية فلسطين الحبيبة التي يتعامى المجتمع الدولي عن حلها حلا عادلا يقهر الإحتلال ويضع حدا فاصلا لخروجه المستفحل عن جادة الصواب وتحديه لكل مباديء الشرعية الدولية وقراراتها . هذا كلام مكرور لا يقدم ولا يؤخر في ظل غطرسة دولة الإحتلال التي تحفر قبرها بأيدي حكامها اليوم . ما يعنيني في هذا المقام هو بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية التي من حقها كسائر دول العالم أن تعيش حياة آمنة مستقرة . هذا يعني أن علينا أن نكون اليوم وجميعا جبشا وامنا مع جيشنا وقوى أمننا البواسل الساهرين على أمن المملكة بكل من فيها وما فيها صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد نساهم في تقوية عود الأردن وحماية أرضه ومائه وسمائه ومقدراته . سترد إيران ولا ندري مدى هذا الرد لكننا نحذر من فرص رخيصة لحاقدين كارهين لبلدنا لآثارة فتن واشاعات وأكاذيب بحق الأردن الصابر المصابر كالمعتاد عند الأزمات . لا عذر لأي منا كلنا في التردد عن نصرة الأردن الوطن الحبيب في هذا الزمن الصعب. ولا عذر لكل مرتهن لإشاعات واكاذيب كذلك وإلا فهو حاقد كاره لا يريد بالأردن خيرا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. نعم ، الموقف الحق هو أن نكون كلنا جيشا مع الجيش ورجال أمن مع قوى الأمن مؤمنين بأن الأردن أمانة في اعناقنا كافة وأن علينا وكشاننا دوما حفظ الأمانة جريا على خطى الآباء والأجداد الذين صانوا العهد والوعد وأخرجوا الأردن من كل الازمات والمصائب سالما بقيادة الهاشميين الأخيار بحمد الله . حيا الله جيشنا وقوى أمننا الأبرار البواسل واعانهم على مواصلة الدفاع عن الوطن وأمنه وإستقراره وهو سبحانه من أمام قصدي.