
هل يؤثر ترتيب ميلادك بين أشقائك على شخصيتك؟ #عاجل
بصفتي الابنة الكبرى بين اثنتين، غالباً ما أتماثل مع السمات التي تُنسب عادةً إلى الأخت الكبرى: المسؤولية، الوعي، والسعي للكمال. والدتي أيضاً ابنة كبرى، وتشترك معي في هذه السمات. أما أختي الصغرى، فهي أكثر هدوءاً بعض الشيء – فرغم أننا نشأنا في نفس المنزل مع نفس الوالدين، وكنا قريبات من بعضنا، إلا أن شخصياتنا مختلفة تماماً.
تساءلتُ عما إذا كان هذا الاختلاف ناتجاً عن ترتيب ميلادنا – هل هناك أي أساس علمي لفكرة أن كوننا الأكبر أو الأصغر أو الطفل الوحيد يُشكل هويتنا، وكيف نتعامل مع العالم؟
لغزٌ دام قرناً
على الرغم من أن مسألة ما إذا كان ترتيب ميلادنا بين الأشقاء يُشكل شخصياتنا قد أثارت اهتمام المجتمع العلمي والجمهور لأكثر من 100 عام، إلا أن هذه المسألة لا تزال محل جدل.
تاريخياً، توصلت الأبحاث إلى نتائج متضاربة. وهناك عدة أسباب لذلك، لكن ببساطة: يصعب قياس ذلك.
توضح روديكا داميان، الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة هيوستن، تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الدراسات السابقة غالباً ما شملت عينات صغيرة. إضافة إلى أن اختبارات الشخصية غالباً ما تُبلّغ بشكل ذاتي عن طريق الأشخاص أنفسهم، وهذا ما قد يجعل النتائج والإجابات متحيزة نوعاً ما.
تشير الدراسات الحديثة إلى وجود متغيرات مُحيرة تجعل من الصعب تحديد ما إذا كان ترتيب الولادة يؤثر بشكل منهجي – أي بمعنى أنه يترك الأثر نفسه على جميع الأفراد. فعدد الإخوة الإجمالي قد يشكل أحد العوامل المؤثرة.
على سبيل المثال: من المتوقع أن تختلف ديناميكيات العلاقات تماماً في عائلة مكونة من طفلين مقارنة بعائلة لديها سبعة أطفال. إن كونك الطفل الأكبر أو الأصغر في هذه العائلات متنوعة الحجم قد يشكل تجارب حياتية شديدة الاختلاف، لا يمكن مقارنتها بشكل مباشر.
وقد يتداخل حجم الأسرة وتجربة الطفولة في أي عائلة مع عوامل أخرى عديدة، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة (فالأسر الأكثر ثراءً ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأعلى تميل إلى إنجاب عدد أقل من الأطفال، على سبيل المثال). ثم هناك عمر الشخص وجنسه، ما قد يؤثر على تجربته داخل الأسرة وخارجها.
وفي هذا السياق، لم يتمكن الباحثون من استنتاج أن ترتيب الولادة له أي تأثيرات متسقة وعالمية على شخصياتنا. لكن هذا لا يعني أن ترتيب الولادة غير ذي صلة. فقد يؤدّي دوراً داخل بعض العائلات أو الثقافات.
تقول جوليا روهرر، الباحثة في علم الشخصية بجامعة لايبزيغ في ألمانيا، 'أعتقد أن لدى الناس الكثير من المعتقدات التي عفا عليها الزمن نوعاً ما، أو التي لم تكن مدعومة جيداً في المقام الأول'. على سبيل المثال، تُعدّ 'متلازمة الابنة الكبرى' مسألةً جوهريةً؛ فبالطبع، غالباً ما تختلف أدوار النساء ويُتوقع منهن تقديم المزيد من الرعاية. كما يُتوقع من الأبناء البكر رعاية إخوتهم الأصغر سناً.
وتضيف 'قد يتوافق هذا تماماً مع تجارب بعض النساء، لكنّه يختلف مع أخريات، نظراً لاختلاف العائلات'. بمعنى آخر، ليست كل ابنة كبرى مسؤولةً وعطوفةً – لكن قد تبدو فكرة 'متلازمة الابنة الكبرى' صحيحةً بالنسبة للبعض، لأنهنّ نشأن بالفعل وهنّ مُضطرّات لرعاية إخوتهنّ الأصغر سناً، ويشعرن بأنّ هذه التجربة شكّلت شخصياتهنّ.
ووجدت جوليا وزملاؤها أنّ ترتيب الولادة 'ليس له تأثيرٌ دائمٌ على سمات الشخصية العامة'، بعد دراسة ثلاث مجموعات بيانات كبيرة من مسوحات في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، ضمّت كلٌّ منها بياناتٍ من آلاف الأشخاص. ومع ذلك، أكّدت الدراسة نتائجَ سابقةً حول تأثير ترتيب الولادة على سمةٍ واحدةٍ مُحدّدة هي الذكاء.
فالذكاء ظاهرة معقدة، ويمكن للدراسات قياسه فقط من خلال الأداء في اختبارات الذكاء، ومستوى الذكاء المُبلّغ عنه ذاتياً. وقد كتبت جوليا وزملاؤها في الدراسة عن الذكاء: 'أكّدت الدراسة تأثير ارتفاع درجات المواليد الأوائل في اختبارات الذكاء المُقاسة موضوعياً، ووجدنا أيضاً تأثيراً مشابهاً على مستوى الذكاء المُبلّغ عنه ذاتياً'. وكانت أبحاث سابقة قد وثّقت أن الأداء في اختبارات الذكاء 'يتراجع بشكل طفيف بين المواليد الأوائل والمواليد اللاحقين'.
أما بالنسبة لترتيب الميلاد وسمات الشخصية الأخرى، فتقول جوليا إن التأمل في تجربة المرء قد يكون له معنى، حتى لو لم يكن هناك نمط عالمي. وتضيف عن مصطلحات مثل 'متلازمة الابنة الكبرى': 'إنها تُعطي تصنيفاً يُمكنك من خلاله العثور على أشخاص آخرين نشأوا في ظروف مماثلة، وتبادل الخبرات وما إلى ذلك'. ولا حرج في تأطير تجربتك بهذه الطريقة، 'طالما أنك لا تفترض أن هذه التجربة عالمية'.
وتؤيد روديكا داميان هذا الرأي قائلة 'مع أننا لا نجد اختلافات منهجية في الشخصية، فإن هذا لا يعني عدم وجود عمليات اجتماعية داخل كل عائلة أو داخل كل ثقافة يُمكن أن تؤدي إلى نتائج مختلفة بناءً على ترتيب الميلاد'.
على سبيل المثال، تُعرف المملكة المتحدة تاريخياً بثقافة البكورة (التي تُفضل الذكور)، ما يعني أن الابن الأكبر سيكون أول من يرث ثروة العائلة أو ممتلكاتها أو ألقابها.
ولم ينتهِ نظام البكورة في النظام الملكي إلا في عام 2013، مع إقرار قانون خلافة التاج، ما ألغى حق الوريث الذكر في خلع ابنته الكبرى من حقها في التاج. وتنتشر فكرة البكورة بشكل مثير للدهشة: ففي مسلسل 'الخلافة'، وهو مسلسل كوميدي درامي ساخر من إنتاج شركة إتش بي أو إتش بي أو العالمية، يتناول صراع عائلة للسيطرة على إمبراطورية إعلامية، ويصرخ أحد الشخصيات 'أنا الابن الأكبر!' في إحدى الحلقات. فهو يعتقد أن مكانته الاجتماعية يجب أن تمنحه الحق في تولي منصب الرئيس التنفيذي لوالده، على الرغم من أنه في الواقع ثاني أكبر أبناء العائلة (لكن ليس هذا موضوعنا).
تقول روديكا 'إذا كانت الممارسة الاجتماعية قائمة على ترتيب الميلاد، فبالتأكيد، سيؤثر ترتيب الميلاد على نتائجك'.
هل العمر مجرد رقم؟
يشرح الباحثون كيف يمكن الخلط بسهولة بين التجارب المرتبطة بالعمر وسمات الشخصية أو السلوكيات التي يُعتقد أن ترتيب الولادة يؤثر فيها. خذ على سبيل المثال الأخ الأكبر 'المسؤول': 'مع تقدم الناس في العمر، يصبحون أكثر تحملاً للمسؤولية وضبطاً للنفس. لذا فإن الطفل البكر سيكون دائماً أكبر سناً من الأخوة الأصغر، وعندما تراقب أطفالك وهم يكبرون، ستجد أن البكر دائماً أكثر مسؤولية'، كما يوضح داميان.
ثماني طرق تساعدك على التخلص من 'المماطلة'
وتضيف: 'الأمر الآخر أن الناس يصبحون أكثر وعياً بذواتهم مع تقدم العمر. لذا قد يبدو الطفل الثاني أكثر اجتماعية وأقل عصابية، لأن الطفل في العاشرة من عمره يكون أكثر سعادة وثقة بنفسه… مقارنةً بمراهق الأربعة عشر عاماً الذي يقلق من كل شيء. هذا ببساطة لأن كل مرحلة عمرية لها تحدياتها المختلفة'.
ومن العوامل المهمة أيضاً، دوائر صداقة الأطفال. تشير دراسات متعددة إلى وجود صلة بين الأقران الجانحين والسلوك الجانح، على سبيل المثال، لذا قد يكون الطفل الأكبر سناً أكثر ميلاً لكسر القواعد اعتماداً على الأشخاص المحيطين به.
الأشقاء الأذكياء
وكما ذكرنا سابقاً، من النتائج الثابتة التي تَظهَر في أبحاث ترتيب المواليد: العلاقة بين ترتيب المواليد والذكاء، حيث يُظهر المواليد الأوائل متوسطاً أعلى قليلاً في السمات المتعلقة بالذكاء مقارنةً بالمواليد الأصغر سناً. تقول روديكا: 'يظهر هذا الارتباط بالذكاء غالباً في نتائج اختبارات الذكاء اللفظي، وله تأثير ضئيل جداً'. تماماً مثل إجراء اختبار مرتين، فمن المرجح أن نتيجتك 'ستعتمد على اليوم أو الحالة المزاجية، أو ما تناولته في ذلك الصباح، أو مدة نومك'.
ويمكن تفسير ذلك أيضاً بالتحفيز المعرفي في السنوات الأولى من الحياة.
تُشير روديكا إلى أنه كلما زاد عدد البالغين لكل طفل في الأسرة، زاد تعاملهم مع اللغة والمفردات الناضجة. ولكن عندما يكون هناك عدد أكبر من الأشقاء المولودين في الأسرة، فقد تنخفض مستويات التحفيز المعرفي. وتقول 'لذا، فالأمر لا يتعلق بذكائهم الوراثي أو امتلاكهم إمكانيات أكبر، بل يتعلق الأمر بارتفاع معدل ذكائهم اللفظي في الاختبار، الذي قد يُعزى إلى معرفتهم بكلمات أكثر، لأن عدداً أكبر من البالغين تحدثوا إليهم مقارنةً بالأطفال الآخرين'. وتضيف 'مع وجود طفلين، ربما يُخصص جزء من وقت القراءة لإدارة تفاعلات الأشقاء حيث يكون المدخل اللفظي أقل تأثيراً'. وهناك أيضاً اقتراحات بأنه عندما يُعلّم الأشقاء الأكبر سناً أشقاءهم الأصغر سناً، أو يشرحون لهم الأمور، فإنهم يستخدمون 'موارد معرفية أكبر'.
ومن المثير للاهتمام أن أنماط الذكاء هذه لا تُطبّق عالمياً. فعلى سبيل المثال، تختلف بيانات الدول النامية عن بيانات الدول المتقدمة. ففي إندونيسيا، من المرجح أن يحظى الأشقاء المولودون لاحقاً بفرص تعليمية أفضل من أشقائهم الأكبر سناً، ربما بسبب القيود المالية، التي تخفّ فقط عندما يبدأ الأشقاء الأكبر سناً بالمساهمة في دخل الأسرة.
ووفقاً لروديكا وزملائها، فإن لترتيب الميلاد 'تأثيرات ضئيلة' على المسارات المهنية أيضاً. ففي الماضي، كان الاعتقاد السائد بين العلماء أن الأخ الأكبر غالباً سيدخل مساراً أكاديمياً أو علمياً، بينما سيدخل الأخ الأصغر مساراً أكثر إبداعاً. لكن روديكا وجدت عكس ذلك. ففي دراستها الطولية، التي شملت عينة من طلاب المدارس الثانوية الأمريكية عام 1960، ثم نفس المشاركين بعد 60 عاماً، وانتهى المطاف بالأبكار في مسارات مهنية أكثر إبداعاً.
هل الأطفال الوحيدون 'أنانيون'؟
غالباً ما يُنظر إلى الأطفال الوحيدين على أنهم أكثر أنانية من الأطفال المولودين مع أشقاء، بدعوى عدم اضطرارهم للتنافس على اهتمام الوالدين. ومع ذلك، أظهرت دراسات حديثة أن هذا ليس صحيحاً، وأن النشأة بدون أشقاء لا تؤدي إلى زيادة الأنانية أو النرجسية. وتشير أبحاث أخرى إلى أن السلوكيات الاجتماعية للأطفال الوحيدين مقارنةً بالأطفال الذين لديهم أشقاء ليست كبيرة أو منتشرة، و'قد تتقلص مع التقدم في السن'.
ولم تشمل أبحاث ترتيب الولادة عادةً الأطفال الوحيدين، بحجة أنه لا يمكن مقارنتهم بإنصاف بالأطفال الذين نشأوا مع أشقاء. ومع ذلك، من الممكن مقارنة سمات شخصية الأشقاء والأطفال الوحيدين، وفقاً لورقة بحثية نُشرت عام 2025 من قِبل مايكل أشتون، أستاذ علم النفس في جامعة بروك، كندا، وكيبيوم لي، أستاذ علم النفس في جامعة كالغاري، كندا.
وقد قدّمت دراستهما بعض النتائج الجديدة والمثيرة للاهتمام. إذ درست الدراسة العلاقة بين الشخصية وترتيب الميلاد وعدد الأشقاء، لدى 700 ألف بالغ عبر الإنترنت في عينة واحدة، وأكثر من 70 ألف في عينة أخرى منفصلة. وسجّل الأشقاء الأوسط والأخير متوسط درجات أعلى على مقايّس 'الصدق والتواضع واللطف' مقارنةً بالأشقاء البكر. ويقيس 'الصدق والتواضع' مدى صدق الشخص وتواضعه، ما يعني أن الشخص الذي يحصل على درجات عالية من غير المرجح أن يتلاعب بالآخرين، أو يخالف القواعد، أو يشعر بأنه صاحب حق. أما الشخص الذي يحصل على درجات منخفضة، فقد يكون أكثر ميلاً لخرق القواعد، وقد يشعر بأهمية كبيرة لنفسه. وعلى مقياس اللطف، يميل الشخص الذي يحصل على درجات عالية إلى التسامح، والتساهل في الحكم على الآخرين، وضبط النفس، والاستعداد للتنازل، بينما قد يكون الشخص الذي يحصل على درجات منخفضة حاقداً، وعنيداً، وسريع الغضب، وينتقد الآخرين.
يقول أشتون ولي: 'كانت هذه الاختلافات ضئيلة الحجم، خاصةً عندما تشمل المقارنات أفراداً من عائلات لديها نفس العدد من الأطفال. في المقابل، كانت الاختلافات في هذه الأبعاد بين أفراد أسرة ذات طفل واحد (أي الأطفال الوحيدين) وأفراد أسرة ذات ستة أطفال أو أكثر أكبر بكثير، في مكان ما بين الأحجام يسميها علماء الاجتماع 'صغيرة' و'متوسطة'.
فأتساءل، هل تأثير ترتيب الولادة مجرد نظرية زومبي – أي مفهوم خاطئ لكنه يرفض الزوال؟، ولا توافق جوليا روهرر على ذلك. وتقول: 'لست متأكدة مما إذا كنت سأسميها نظرية زومبي. من المنظور العلمي، أعتقد أن الدراسات العلمية تتقدم بشكل مثمر'.
لذا، قد نحصل يوماً ما على إجابة أوضح حول ما معنى أن تكونين الابنة الكبرى. إلى ذلك الحين، سأستمر في جعل أختي الصغرى تعتقد أنني أذكى منها بطبيعتي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 39 دقائق
- صدى البلد
بقعة وردية في سماء السعودية بعد أيام من ظهورها بمصر.. ما السر؟
في ظاهرة غريبة وفريدة، رصد سكان جدة بالمملكة العربية السعودية، مؤخرًا "البقعة الوردية" في سماء المدينة، حيث تم الكشف خلال الساعات القليلة الماضية عن سر ظهور هذه البقعة. تشير التقارير إلى أن هذه هي المرة الثانية خلال فترة قصيرة التي يتم فيها رصد هذه الظاهرة، حيث شوهدت بقعة مشابهة سابقًا في 13 مايو. جدير بالذكر أن هذه البقعة الوردية ظهرت أيضا بعد أيام من ظهور بقعة مماثلة في سماء مصر، أثارت جدلا واسعا وقتها. ظاهرة البقعة الوردية بحسب الجمعية الفلكية بجدة، ظهرت البقعة الوردية بشكل واضح في السماء، حيث أضائت بلون وردي جميل على خلفية الليل. وقد لوحظ أن هذه البقعة كانت ثابتة في مكانها دون أي صوت مرافق أو تغيرات واضحة في الشكل، قبل أن تبدأ في التلاشي التدريجي بعد دقائق قليلة. تباينت الألوان في السماء من الوردي إلى الأزرق والأخضر، وهو ما أضفى على المشهد سحرًا خاصًا. وبحسب العلماء، تعتبر مثل هذه الظواهر نتيجة للتفاعلات الجوية والمناخية المعقدة في أعلى طبقات الغلاف الجوي، مما يفتح آفاقًا جديدة لدراسة الأرض والمناخ. ليس فقط أن هذه الظواهر تثير دهشة السكان، ولكنها أيضًا تعزز من فهمنا لكيفية تفاعل الغلاف الجوي مع الظروف المحيطة. سر ظهور البقعة الوردية وفقًا للعلماء، قد تكون هذه البقعة نتيجة أبخرة من الباريوم والسترونتيوم والأكسجين المؤين الموجودة في طبقات الغلاف الجوي العليا، والمعروفة باسم الأيونوسفير. هذه الأبخرة يمكن أن تتشكل نتيجة لانعكاس ضوء الشمس المتبقي بعد غروب الشمس على ارتفاعات تتجاوز 100 كيلومتر. تتغير أشكال هذه البقع بفعل الرياح العليا، مما يجعلها تظهر بألوان وتحركات مختلفة في السماء. بعض التفسيرات الأخرى تشير إلى أن هذه البقعة قد تكون نتيجة لمخلفات مثل آثار احتراق صاروخ أو بقايا أقمار صناعية، بالإضافة إلى سحب غازات مثل الهيليوم أو الهيدروجين. ظهور البقعة الوردية في مصر في منتصف الشهر الماضي، رصد عدد من المصريين أجساما مضيئة في سماء القاهرة وعدد من المحافظات المختلفة، وذلك عقب إعلان الحرس الثوري الإيراني شن هجمات على عشرات الأهداف في إسرائيل ردا على الضربات التي شنتها الأخيرة على إيران. وبحسب الخبراء، فإن الأجسام المضيئة التي ظهرت في السماء المصرية ترجع إلى اعتراض الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل بالمضادات الأرضية، حيث تنتج عن هذه العمليات أشكال مضيئة يمكن رؤيتها على مسافات بعيدة، وهو ما ظهر في سماء مصر. كما أن هذه الأجسام قد تكون ناتجة عن صواريخ اعتراضية أو آثار احتراق وقود صواريخ، لكن لم يوجد ما يدعو للقلق وقتها.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
507 بحوث دولية وبراءات اختراع في تصنيف ستانفورد.. التعليم العالي: حصاد متميز لأنشطة مدينة الأبحاث العلمية 2024/2025
التعليم العالي: ٥٠٧ بحثًا دوليًا، وبراءتا اختراع ١٢ باحثًا في تصنيف ستانفورد أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية تواصل تحقيق إنجازات علمية وبحثية نوعية تعكس قوة وقدرة البحث العلمي المصري على تقديم حلول مبتكرة للتحديات التنموية التي تواجهها الدولة في مختلف المجالات، موضحا أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بدعم المدن البحثية والمعاهد العلمية لتكون نواة لتطوير العلم والابتكار، وتعزيز التعاون العلمي المحلي والدولي، وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030. ونوّه الوزير بأن من بين إنجازات المدينة خلال العام المالي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ نشر أكثر من ٥٠٠ بحث دولي خلال عام واحد، إلى جانب تحقيق تقدم في براءات الاختراع، ومكانة متميزة لأبحاثها على المستويين الإقليمي والدولي، مما يعزز دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. من جانبها، أشارت الدكتورة منى عبد اللطيف، مدير المدينة، إلى تنفيذ عدد من المشروعات البحثية والابتكارية التي تخدم قطاعات التعليم، الصحة، الطاقة، الزراعة، وحماية البيئة، إضافة إلى تطوير الكوادر العلمية الشابة وتوفير بيئة مناسبة لريادة الأعمال والابتكار. ولفتت إلى أن المدينة تعمل على تعزيز التعاون العلمي محليًا ودوليًا، وتقديم الدعم الفني والاستشارات للجهات الحكومية والصناعية، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق نقلة نوعية في البحث العلمي التطبيقي. وبيّنت الدكتورة منى أن المدينة نشرت ٥٠٧ بحثًا علميًا دوليًا خلال العام، موزعة وفقًا لتصنيف QS على فئات عالية التأثير، كما تم توزيع الأبحاث على محاور الإستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ٢٠٣٠، حيث كانت الصحة والزراعة من أبرز المحاور التي حظيت بنصيب كبير من الأبحاث. وأضافت أن الأبحاث حظيت باستشهادات علمية كبيرة بلغت أكثر من ٣٤ ألف استشهاد منذ عام ٢٠٢١، مما ساهم في رفع ترتيب المدينة في التصنيفات الدولية مثل سيماجو وستانفورد. وشهدت المدينة أيضًا نجاحات في مجال براءات الاختراع، حيث تم الحصول على براءتي اختراع جديدتين، إلى جانب التقدم بثلاث براءات تحت الفحص، ليصل مجموع البراءات الممنوحة إلى ٢٥ براءة، وعدد البراءات قيد الفحص إلى ٦١، فضلًا عن إنجازات بحثية بارزة في اكتشاف مركبات نانوية جديدة ونوع فطري جديد تم اعتماده دوليًا. وحصدت المدينة جوائز عدة في مجالات البحوث البيئية والابتكار وريادة الأعمال، كما تم إبرام تسعة بروتوكولات تعاون مع مؤسسات بحثية وجامعات وشركات صناعية، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية وتحليلية، وتنظيم برامج تدريبية لطلاب الجامعات والمدارس، وإطلاق مبادرات توعوية علمية تستهدف المجتمع. وتواصل المدينة تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال من خلال نادي ريادة الأعمال الذي ينظم معسكرات ومسابقات وفعاليات لتمكين الباحثين والطلاب، وتحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع قابلة للنمو، بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
عطارد يتألق في السماء الليلة.. وفرصة مميزة لرصده بالعين المجردة
تشهد السماء مساء اليوم الجمعة، ظاهرة فلكية مميزة ينتظرها هواة الفلك ومحبو التصوير؛ حيث يصبح كوكب عطارد في أفضل وضعية لمشاهدته وتصويره بالعين المجردة السليمة، وذلك عندما يصل إلى أقصى استطالة شرقية له من الشمس بمسافة زاوية تبلغ نحو 25.9 درجة تقريبًا. وأوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن هذه الظاهرة تمثل أفضل فرصة لرؤية كوكب عطارد بوضوح، إذ سيكون في أعلى نقطة له في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة ويظل مرئيا حتى يغرب قرصه عند الساعة الثامنة والنصف تقريبا مساء. وأضاف أن عطارد هو أقرب كوكب إلى الشمس، وغالبا ما يكون من الصعب رؤيته بالعين المجردة لأن وهج ضوء الشمس يطمسه معظم الوقت، ولهذا السبب لم يشاهد الكثير من الناس كوكب عطارد من قبل رغم أنه أحد كواكب المجموعة الشمسية الأساسية. وأشار إلى أنه في أوقات محددة يصبح عطارد مرئيا لنا بوضوح، ويعد هذا التوقيت الذي يشهد وصول الكوكب إلى أقصى زاوية تفصله عن الشمس كما يرى من الأرض هو أفضل وقت لرصده، وهو الحدث الذي يُعرف باسم "أكبر استطالة". وأوضح أن هذا الحدث الفلكي يتكرر مرة كل فترة تتراوح بين أربعين إلى سبعين يومًا، وهو وقت مثالي وممتع لأي شخص مهتم بعلم الفلك والرصد السماوي. ولفت أستاذ الفلك إلى أن هناك نوعين من الاستطالات، هما الاستطالة الشرقية والاستطالة الغربية. ففي حالة الاستطالة الشرقية، كما هو الحال اليوم، يكون عطارد شرق الشمس ويشاهد في المساء بعد غروب الشمس، بينما في حالة الاستطالة الغربية يكون عطارد غرب الشمس ويشاهد في ساعات الفجر والصباح الباكر. من جانبه، أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة في بيان أصدره اليوم أن مساء اليوم يعد من أبرز الفرص السنوية لرصد كوكب عطارد بالعين المجردة، حيث يصل إلى أقصى استطالة شرقية له مبتعدًا عن قرص الشمس، وهو حدث فلكي له أهمية خاصة بالنسبة للراصدين والمصورين، لا سيما أن عطارد غالبًا ما يكون صعب الرؤية نظرًا لقربه الشديد من الشمس. وأضاف أن عطارد في هذا اليوم سيظهر فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة، حيث يكون لمعانه قدره الظاهري +0.4 وهو ما يكفي لرصده بالعين المجردة من أماكن مظلمة ذات سماء صافية وخالية من الملوثات الضوئية. وأشار إلى أن عطارد سيظل مرئيا لمدة 73 دقيقة فقط بعد غروب الشمس، قبل أن يهبط تحت الأفق ويغيب عن الأنظار. ونصح أبو زاهرة المهتمين والراصدين بمراقبة الأفق الغربي بدقة بعد مرور حوالي 15 إلى 20 من غروب الشمس، حيث سيظهر عطارد كنقطة بيضاء مضيئة لا تومض، ويمكن مشاهدته بسهولة سواء بالعين المجردة أو بوضوح أكبر باستخدام منظار صغير لمن يرغب في رؤية أوضح وأدق لهذه الظاهرة الفلكية الفريدة.