logo
سميرة سعيد: كانت صوتاً استثنائيا... وفاة نعيمة سميح سيدة الطرب المغربي عن عمر يناهز 71 سنة (فيديو)

سميرة سعيد: كانت صوتاً استثنائيا... وفاة نعيمة سميح سيدة الطرب المغربي عن عمر يناهز 71 سنة (فيديو)

النهار٠٨-٠٣-٢٠٢٥

لا يختلف المغاربة كثيرا حول قيمة عدد من الفنانين والرياضيين الذين طبعوا العقود الأخيرة من تاريخهم المعاصر. المطربة نعيمة سميح، التي توفيت، ليلة الجمعة -السبت، عن عمر يناهز 71سنة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، تبقى في مقدمة الأسماء التي تزين هذه اللائحة. لذلك كان عاديا أن يثير خبر رحيلها، موجة من الحزن ويخلف العشرات من عبارات الأسى في فقدان "الأيقونة" ورحيل "الأسطورة" و"سيدة الطرب المغربي العزيزة التي لن تنسى"، كما جاءت في تدوينة للفنانة لطيفة رأفت.
اليوم فقدت صديقة الطفولة، جزء كبير من ذكرياتي، ووجهاً كان دائماً مشرقاً بالحياة والتلقائية.
نعيمة لم تكن فقط صوتاً استثنائياً، بل كانت إنسانة دافئة، كريمة في مشاعرها، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة.
منذ طفولتنا، كنت أنا الطفلة المشاغبة وهي الفطرية التي تتصرف بعفوية نادرة.… pic.twitter.com/oQE7jd11zz
— Samira Said (@SamiraSaid) March 8, 2025
عبارات الحزن التي قابل بها المغاربة خبر رحيل أسطورتهم الغنائية، لخصها الشاعر عبد الرحيم الخصار، بحديثه عن رحيل "صوت الأصوات"، و"البحة المغربية الفريدة والنخوة المغربية الرفيعة". بالنسبة للخصار: "الأصواتُ العظيمة فريدة جداً، والكاريزما هي العملة النادرة. أما حين يرفع الصوتُ الشجنَ إلى مقام اللذة، جارفاً معه الحنينَ والحب والفرحَ والألم، فتلك حالة لا يصل إليها إلا الذين وهبتهم السماء أسرارها. نعيمة سميح صوتُ الأصوات في أرض المغرب وسمائه، صوتٌ عميق في التاريخ، وشاسع في الجغرافيا. كأنه يجري مع أنهار البلاد، ويسري مع نسيمها، يهطل مع الثلج والمطر، ويتناغم مع تغاريد الطيور في أعشاشها. صوت عميق وواضح وصادق. إنه الصوت الذي يشبهنا ويقولُنا ويترجم ما يعتمل بدواخلنا، الصوت الذي يحافظ على سطوته سواء وهو ينبعث من قصر أو ينساب من مذياع صغير في بيتٍ بالحي القديم. الصوتُ الذي نتبعه بحثاً عن فرحٍ مستعاد، وعن بهجة تصير مع السيدة نعيمة سميح غيرَ مستحيلة".
من جهته، استعان الكاتب والشاعر والصحفي عبد الحميد جماهري بمعجمه الشعري ليبرز خسارة الفقد، بحديثه عن صوت "تكدست فيه ندف الثلج"، و"الصوت والبصمة"، وأضاف: "كأنما أمة في بحتك انصهرت. كأنما هي خبرة جينية لا بد منها للكشف عن صدق الأحاسيس المغربية. رحمك الله يا ابنة أعماقنا.. يا فنانة في صوتها يفتش كل واحد منا عن قلبه وكل واحدة عن قلبها!.. وحدتْ حول نبرتها القمة والقاعدة، الملوك وبائعات الورد والخبز في الطرقات".
وكتبت المطربة سمير سعيد: "اليوم فقدت صديقة الطفولة، جزء كبير من ذكرياتي، ووجهاً كان دائماً مشرقاً بالحياة والتلقائية. نعيمة لم تكن فقط صوتاً استثنائياً، بل كانت إنسانة دافئة، كريمة في مشاعرها، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة. منذ طفولتنا، كنت أنا الطفلة المشاغبة وهي الفطرية التي تتصرف بعفوية نادرة. قربها من العائلة جعلها جزءاً من حياتي، وحبها سيظل محفوراً في قلبي. رحلتِ، لكن حضورك لن يغيب أبداً. رحمك الله يا نعيمة".
من جهته، كتب الأديب أحمد المديني: "وداعًا نعيمة سميح سيدة الغناء المغربي. الصوت الجريح الطروب، أنشد أفراحنا وأحزاننا منذ السبعينات إلى اليوم. سكنت قلوب المغاربة نساءً ورجالًا على امتداد السنين، أحبوك واحترموك وفنك؛ كنت صوتهم الشجيَّ الأمين، بالشدو والحب والأنين، بحنجرتك ذات البحّة الأطلسية ترسل أعذب أغنية، يردد معك المغاربة المجروحين قاطبة أنت في مهجتهم مغناة دائمة: "ياك أجرحي جريت وجاريت/ حتى شي ما عزيتو فيك" .. نامي بسلام يا المحبوبة جرحنا النازف وأطلقي صوتك في الأبدية".
وكتب محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل:"بقلوب يملؤها الأسف والتأثر، تلقينا نبأ رحيل الفنانة الكبيرة نعيمة سميح، إحدى القامات الفنية التي تركت بصمة خالدة في الوجدان المغربي، بأعمالها التي عبرت الأجيال وستظل شاهدة على موهبتها وإبداعها. وبهذه المناسبة الحزينة، أتقدم باسمي الخاص ونيابة عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بأصدق التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيدة ومحبيها، وإلى كل أفراد الأسرة الفنية المغربية".
رأت نعيمة سميح النور في الدار البيضاء سنة 1954، وبدأت مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي ، بعد أن برزت موهبتها ومؤهلاتها خلال مشاركتها في برنامج المسابقات "مواهب"، الذي كان يقدمه عبد النبي الجيراري، وهو البرنامج الذي كان مشتلا للعديد من الأصوات المغربية المتميزة منذ نهاية الستينات، كسميرة بنسعيد وعزيزة جلال- قبل أن تفرض سريعاً قيمتها ويتعدى الإعجاب بها حدود المغرب، ليصل إلى باقي الدول العربية، وبين الجاليات المغاربية والعربية في المهجر؛ وذلك بفعل بحة صوتها وتميز أدائها واختيارها الموفق للكلمات والألحان.
وتلخص للمسيرة الفنية الناجحة التي بصمت عليها نعيمة سميح، عشرات الأغاني الشهيرة، من قبيل "جْريت وجاريت"، و"غاب عْليا الهلال"، و"البحارة"، و"جاري يا جاري"، و"جيت لبابك"،و"أمري لله"، و"وعدي"، و"عْلى غفلة، و"شفت الخاتم"، و"شْكونيْعمر هاذ الدار"، فضلاً عن تميزها في أداء أغاني بلهجات عربية، على غرار اللهجة الخليجية في أغنية "واقف على بابكم"، التي تعاملت فيها الملحن الكويتي يوسف مهنا.
بأغانيها الخالدة، من قبيل "ياك آجرحي" و"جاري يا جاري" و"واقف على بابكم"، تعدت شهرة نعيمة سميح حدود المغرب، فصارت من عناوين الطرب المغربي، الشيء الذي دفع عددا من الفنانين العرب إلى إعادة أداء أغاني الفنانة المغربية في حفلاتهم.
في معرض تفاعله مع رحيل نعيمة سميح، تحدث جماهري عن فنانة "وحدتْ حول نبرتها القمة والقاعدة، الملوك وبائعات الورد والخبز في الطرقات".
ما تحدث عنه جواهري، هنا، يلخص للتوافق المغربي حول عدد من رموز فنهم ورياضتهم، على مدى العقود الأخيرة.
بالنسبة لنعيمة سميح، خلال حفلاتها اعتاد الجمهور المغربي أن يقابل أداءها وأغانيها وطلتها التي يزيدها القفطان المغربي نخوة، بهتاف خاص: "وا نعيمة.. وا المرضية"، تأكيدا للتقدير الكبير الذي يكنه لها عموم المغاربة، على اختلاف طبقاتهم وأطيافهم.
بالنسبة لعلاقتها بالملوك، في تعبير جماهري، هناك صورتان تلخصان للمكانة الرفيعة التي وصلتها هذه الفنانة الراحلة، إحداهما تظهرها رفقة الملك الراحل الحسن الثاني وهو يأخذ بيدها لمساعدتها على الالتحاق بالفرقة الموسيقية في إحدى المناسبات الوطنية بالقصر الملكي، أما الثانية فخلال توشيحها بوسام الكفاءة الوطنية سنة 2007، من يد الملك محمد السادس،تقديرا لمسيرتها الفنية الحافلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في لبنان تستحق الاهتمام بشكل أكبر
في لبنان تستحق الاهتمام بشكل أكبر

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

في لبنان تستحق الاهتمام بشكل أكبر

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تلاقي كرة القدم انتشارا واسعا لدى الجنس الناعم في لبنان اسوة بالرجال، وهناك اقبال من الجيل الجديد من الفتيات على اللعبة الشعبية، وفي هذا الاطار كان للديار لقاء مع لاعبة واعدة ينتظرها مستقبل مشرق وهي نور فقيه. تقول فقيه في البداية: "أنا طالبة جامعية، وناشطة اجتماعية أشارك محتوى ملهم على مواقع التواصل، وكرة القدم ليست مجرد رياضة بالنسبة لي، إنها شغفي وقد أحببتها منذ أن بدأت ممارستها في صغري، وأجد فيها المساحة لأتحدى نفسي. بدأت باللعب مع فريق المدرسة حيث لاحظت مدربتي انني كنت أجاري الجميع في اللعبة. انضممت بسن متأخر قليلا إلى فريق نجوم الجنوب، لكن اثبتت نفسي بتسجيل الأهداف وصنع الفارق في المباريات وأنا العب كمهاجمة صريحة أو رأس الحربة". من وجهة نظر فقيه فإن كرة القدم للسيدات تتطور بسرعة وتزداد متعة وإثارة، خاصة مع قوة المنافسة في الدوريات، فدوري السيدات السابق كان الامتع على الاطلاق. تتابع: "أمي كانت أول من اكتشف موهبتي، وكانت الدعم الأول لي، حيث حرصت منذ البداية على إشراكي في كل الأنشطة الرياضية المتاحة لتطوير مهاراتي. وطبعا لا أنسى أختي وشريكتي في هذه الرحلة سارة فقيه.. أما أجمل مباراة لعبتها حتى الآن كانت على ملعب الأنصار ضد نادي الصفاء، حيث تغمرني البهجة كلما أتذكرها. سجلت هدفين رائعين عندما فقد الجميع الأمل في الفوز، وأعطيت الروح للفريق وسط دعم الجميع و لدي بعد الصور الجميلة التي تخلد تلك المباراة". تواصل: "أما عن المنتخب اللبناني لم أُحقق فرصة تمثيل المنتخب الوطني بعد، لكنني جاهزة وأعمل لتحقيق هذا الهدف. ذكرياتي الوحيدة هي في التمارين، حيث ارى الفرصة للتطوير، ان الاحتراف والتطور هما طموح أي لاعب يسعى للوصول إلى أعلى المستويات، وبالنسبة لي، الاحتراف في الخارج هو خطوة أساسية في مسيرتي للتألق على أوسع نطاق. أرى أن كرة القدم للسيدات تستحق اهتمامًا أكبر وتسليط الضوء عليها بالشكل الذي يعكس جهود اللاعبات وتطورهن الملحوظ. دوريات السيدات لا تقل أهمية عن دوريات الرجال. سيكون من الرائع أن تحظى كرة القدم النسائية بمزيد من الدعم والاهتمام، مما يساعد على خلق فرص أكبر للتطوير والاحتراف". لو لم تكن نور لاعبة كرة قدم لاختارت كرة سلة لأنها تحبها وتهواها أيضا. وهي تشجع أي فريق يلعب له البرازيلي نيمار، وتؤيد منتخب البرازيل بالطبع أما في كرة القدم النسائية للفرق تشجع برشلونة الاسباني. تختم: "حكمتي في الحياة هي "من يريد يستطيع" او "من يملك الارادة يملك القدرة" لكن انت بحاجة الى رغبة تفوق الجميع وعمل مستمر لتحقيقه فالجميع يريد النجاح لكن الاقلية من يعمل و يسعى نحوه. في الختام أود أن اشكر أفراد فريقي "نجوم الجنوب" والمدرب "معين حاطوم" الذين منحوني الثقة والدعم وان شاء الله فإن القادم سيكون أفضل، ترقبوني..".

سعد المجرد وصفها بـ"الأيقونة"... وفاة فنانة شهيرة
سعد المجرد وصفها بـ"الأيقونة"... وفاة فنانة شهيرة

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

سعد المجرد وصفها بـ"الأيقونة"... وفاة فنانة شهيرة

توفيت الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع أزمة صحية في القلب. وأعلن الفنان المغربي سعد لمجرد الخبر عبر صفحته على "إنستجرام"، قائلاً:"رحمة الله على الفنانة نعيمة بوحمالة، أيقونة مغربية ستظل خالدة في ذاكرتنا، إنا لله وإنا إليه راجعون". وتعد الفنانة المغربية الراحلة نعيمة بوحمالة، من رموز المسرح المغربي، إذ بدأت مسيرتها الفنية في المسرح، وشاركت في تأسيس فرقة "التكادة"، وقامت ببطولة أكثر من مسرحية" ومنها "رحبة الفراجة ". شاركت الراحلة في بطولة مسلسلات عديدة ، ومنها "ولاد ناس" ،و "هايبنة"، "حديدان"، وقامت ببطولة فيلم " الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء". ظهرت الراحلة في أكثر من فيلم عالمي، ومنها "stone"، مع النجم جان كلود فاندام.

وجه فني أحبه المغاربة... رحيل نعيمة بو حمالة
وجه فني أحبه المغاربة... رحيل نعيمة بو حمالة

النهار

timeمنذ 9 ساعات

  • النهار

وجه فني أحبه المغاربة... رحيل نعيمة بو حمالة

توفيت اليوم الأربعاء الممثلة نعيمة بوحمالة، أحد أبرز الوجوه في المشهد الفني المغربي، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا في المسرح والتلفزيون. ونعت مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الفنانة لطيفة أحرار ، الفنانة المغربية الراحلة في تدوينة على فيسبوك، جاء فيها: "رحم الله الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة .. رحمك الله يا العزيزة … تعازي الحارة لعائلتك ومحبيك". ولدت نعيمة بوحمالة عام 1948، وتميزت بموهبتها وصوتها الفريد من نوعه، كما كانت من الوجوه المداومة على الحضور في الساحة المسرحية، وشاركت أيضا في عدد من الأعمال التلفزيونية، وكان آخر أعمالها فيلم 'البوز'، الذي يُعرض حاليا في القاعات السينمائية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store