logo
مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تطلق مبادرات لتعزيز التكامل الإقليمي وتنويع الاقتصاد

مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تطلق مبادرات لتعزيز التكامل الإقليمي وتنويع الاقتصاد

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

كشف الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عن خريطة طريق لدعم جهود التنمية المستدامة، وإطلاق مبادرات ومشاريع تهدف إلى تعزيز النمو الشامل، وتحسين مستوى المعيشة في الدول الأعضاء، مع تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر شراكات فعالة واستثمارات استراتيجية تضع الإنسان في صميم أولوياتها.
وأوضح الجاسر أن الإطار الاستراتيجي للعقد المقبل (2026 - 2035) يمثل خريطة طريق طموحة لتحقيق تنمية أكثر تأثيراً وشمولاً، من خلال التركيز على حلول مُصمَّمة وفق خصوصيات السياق المحلي، وتعزيز الشراكات المتعددة الأطراف، وتكثيف الجهود نحو تنمية مستدامة ومرنة تستجيب لأولويات المرحلة المقبلة.
وقال في حوار مع «الشرق الأوسط»، على هامش اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة في الجزائر، إن المجموعة ستمضي قدماً خلال الفترة المقبلة في تنفيذ مخرجات الدورة الخمسين، وترجمتها إلى خطوات عملية وملموسة.
الدكتور محمد الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية (الشرق الأوسط)
تعزيز كفاءة الاقتصادات
وأضاف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية: «في مقدمة هذه الخطوات، سنواصل الدفع نحو الرقمنة وتطوير التكنولوجيا المالية (الفنتك)، والاستثمار في البنية التحتية الذكية، بهدف تعزيز كفاءة الاقتصادات وزيادة استدامتها وضمان شمولها لجميع الفئات».
وتابع: «سنعمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن الاجتماعات، ومتابعة الالتزامات التي تم الإعلان عنها، لضمان تحقيق الأثر المطلوب على أرض الواقع، كما ستتضمن المرحلة المقبلة تقييماً شاملاً لأثر المبادرات التي أُطلقَت، إلى جانب إعداد خريطة طريق تنفيذية واضحة بالتنسيق الكامل مع الدول الأعضاء، بما يضمن توافقها مع أولوياتها التنموية واستدامة النتائج المتوقعة».
وأشار الجاسر إلى أن المجموعة وقعت أكثر من 70 اتفاقية، بقيمة إجمالية تناهز 5 مليارات دولار، مع 26 بلداً عضواً وعدة مؤسسات إقليمية، لتقديم حلول إنمائية ملموسة؛ حيث شارك في فعاليات هذه الدورة عدد كبير من قادة الفكر، والأكاديميين، والمختصين بالتنمية، كما استقبلت الاجتماعات أكثر من 4 آلاف مشارك يمثلون 89 بلداً و70 مؤسسة.
العمل التنموي المشترك
وعن أهمية الدورة الخمسين لاجتماع مجلس المحافظين، قال الجاسر: «تمثل هذه الدورة محطة تاريخية بارزة في مسيرة (البنك الإسلامي للتنمية)؛ إذ تعكس نصف قرن من العمل التنموي المشترك والتضامن بين الدول الأعضاء».
ولفت إلى أن الدورة انعقدت في وقت يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية وبيئية وتقنية متسارعة، ما يجعل من هذه الذكرى الذهبية لحظة مفصلية لإعادة تأكيد التزام البنك برؤيته التنموية، وتعزيز قدرته على الاستجابة لأولويات الدول الأعضاء المتغيرة، لا سيما في مجالات التغير المناخي، والأمن الغذائي، والتحول الرقمي، وتنمية رأس المال البشري.
وأشار إلى أن الدورة تجسِّد روح التجديد والتطلع نحو المستقبل، من خلال إطلاق الاستراتيجية العشرية الجديدة (2026 - 2035)، تحت شعار «الأصالة والتضامن من أجل الازدهار عبر الأجيال»، التي تهدف إلى تعزيز دور البنك كمحرك رئيسي للتنمية الشاملة والمستدامة في العالم الإسلامي.
الإطار الاستراتيجي الجديد
وأكد الجاسر أن الاجتماعات السنوية لهذا العام شكلت منصة ديناميكية اتخذت من خلالها إجراءات ملموسة تهدف إلى تعزيز التنمية في الدول الأعضاء.
وأضاف: «في هذا السياق، تم اعتماد الإطار الاستراتيجي الجديد للبنك، وتوقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات المهمة، إلى جانب إطلاق مبادرات تمويل وتنمية تستهدف قطاعات واعدة ذات أولوية».
ولفت إلى أن هذه الاجتماعات شكلت فرصة نادرة جمعت القادة وصناع القرار والجهات المعنية في الجزائر؛ حيث ناقشوا سبل مواجهة تحديات التنويع الاقتصادي في العالم الإسلامي، من خلال حلول مبتكرة وعملية، فضلاً عن أنها وفّرت منصة فعالة لتعزيز الشراكات، وتبادل الخبرات، واتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق تنمية أكثر استدامة وشمولاً.
إحدى فعاليات أعمال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في 2025 (الشرق الأوسط)
وقال: «كانت هذه الدورة بمثابة محطة انطلاق جديدة للبنك والدول الأعضاء نحو مستقبل يقوم على التكامل الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، كما ستسهم في ترسيخ روح التضامن والعمل المشترك، وتعزيز مكانة الجزائر كمركز استراتيجي للحوار والتعاون التنموي الإقليمي والدولي».
وحول شعار الدورة «تنويع الاقتصاد إثراءٌ للحياة»، الذي كان عنوان هذه الدورة، قال الجاسر: «يؤكد الشعار أهمية تبني نماذج تنموية أكثر شمولاً واستدامة تقلل من الاعتماد المفرط على الموارد التقليدية، وتفتح المجال أمام قطاعات اقتصادية جديدة وواعدة، مثل الاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والسياحة، والزراعة الذكية».
وأكد أن الشعار يسلط الضوء على البعد الإنساني للتنمية؛ إذ لا يقتصر التنويع الاقتصادي على تعزيز مؤشرات النمو فحسب، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسين نوعية حياة الأفراد، من خلال خلق فرص العمل، وتوسيع فرص التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز الإدماج الاجتماعي للفئات الضعيفة، لا سيما النساء والشباب وسكان المناطق الريفية.
أولويات الجزائر التنموية
وعن الشراكة مع الجزائر، قال الجاسر: «ندعم بقوة رؤية الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، في تطوير البنية التحتية، لا سيما في مجالات النقل، والطاقة، والتعليم، إلى جانب تعزيز التنوع الاقتصادي وخلق فرص جديدة للأجيال المقبلة».
وأكد أن البنك يساهم في هذا المسار من خلال دعم بيئة استثمارية مشجعة، وتمويل مشاريع تحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، مضيفاً أن الشراكة مع الجزائر استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل البنية التحتية، والتحول الرقمي، والتكامل الإقليمي، وتُترجم إلى برامج ومبادرات ملموسة.
وتابع: «نؤكد اليوم مجدداً التزامنا بمواصلة هذا التعاون الوثيق، والعمل معاً لخلق فرص جديدة تدعم التنويع الاقتصادي، وتعزز النمو المستدام، فالتزامنا تجاه الجزائر يتجاوز الجوانب المالية».
وأشار إلى أن البنك يولي اهتماماً خاصاً بدعم المبادرات الإقليمية المشتركة في قطاعات حيوية، مثل: النقل، والطاقة، والمياه، ويساهم في بناء سلاسل قيمة إقليمية تعزز فرص التصدير وتوفر وظائف مستدامة.
وواصل: «يندرج تعاوننا المستقبلي ضمن إطار الشراكة القطرية للفترة 2025 - 2027، الذي صُمّم خصيصاً ليتماشى مع أولويات الجزائر التنموية، ويعزز من دور القطاع الخاص بوصفه محركاً أساسياً للنمو».
وفي سياق تعزيز التكامل الإقليمي وتسريع الأثر التنموي، أشار الجاسر إلى أن البنك يولي أهمية بالغة لمشاريع مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط شمال أفريقيا بغربها ووسطها، ما يعزز التجارة والتكامل.
وأضاف أن البنك نسَّق مع الحكومة الجزائرية لإعداد مسح لمراكز الخبرة والتميز في قطاعات الطاقة والمياه والصحة والتدريب المهني، لتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء ضمن آلية تبادل الخبرات.
وختم الجاسر بالقول: «نسعى من خلال إطار التعاون القطري، الذي أُطلق رسمياً يوم 20 مايو (أيار) 2025، إلى تسريع الأثر التنموي في الجزائر، من خلال التركيز على مشاريع تدعم التنويع الاقتصادي، وتطوير البنى التحتية، وتعزيز دور القطاع الخاص باقتراح حلول تمويلية تتماشى مع أولويات البلد واحتياجاته التنموية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنفاق المستهلكين بالسعودية عبر نقاط البيع يتراجع إلى 11.7 مليار ريال في أسبوع
إنفاق المستهلكين بالسعودية عبر نقاط البيع يتراجع إلى 11.7 مليار ريال في أسبوع

مباشر

timeمنذ 32 دقائق

  • مباشر

إنفاق المستهلكين بالسعودية عبر نقاط البيع يتراجع إلى 11.7 مليار ريال في أسبوع

الرياض – مباشر: سجل إنفاق المستهلكين بالمملكة العربية السعودية عبر عمليات نقاط البيع انخفاضاً بنحو 5.5% خلال الفترة من 18 إلى 24 مايو/ أيَّار 2025م، مقارنةً مع الأسبوع السابق ، ليواصل تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي. وبلغت قيمة المبيعات الأسبوعية؛ وفقاً للتقرير الأسبوعي الصادر عن البنك المركزي السعودي "ساما"، اليوم الثلاثاء؛ 11.71 مليار ريال؛ ليتراجع للأسبوع الثالث مقارنةً بـ 12.39 مليار ريال في الأسبوع السابق المنتهي يوم 17 مايو/ أيار الجاري، ومقابل 13.1 مليار ريال خلال الأسبوع المنتهي في يوم 10 مايو/ أيار، ومقارنة مع 15.48 مليار ريال خلال الأسبوع المنتهي في يوم 3 مايو/ أيار 2025م. وتراجع عدد عمليات نقاط البيع المنفذة خلال الأسبوع الماضي بنحو 5.3% إلى 205.98 مليون عملية، مقابل 217.62 مليون عملية في الأسبوع السابق. وتركز إنفاق المستهلكين عبر عمليات نقاط البيع بالمملكة خلال الأسبوع الماضي في قطاع الأطعمة والمشروبات؛ بقيمة 1.65 مليار ريال عبر تنفيذ 48.29 مليون عملية، يليه قطاع المطاعم والمقاهي بإنفاق بلغ 1.646 مليار ريال عبر تنفيذ 56.29 مليون عملية. وجاء قطاع السلع والخدمات المتنوعة ثالثاً بـ 1.46 مليار ريال بعد تنفيذ 21.17 مليون عملية، ثم قطاع محطات الوقود رابعاً بحجم إنفاق بلغ 872.04 مليون ريال بعد تنفيذ 16.16 مليون عملية. وبلغ الإنفاق في قطاع الصحة 742.22 مليون ريال عبر تنفيذ 7.2 مليون عملية، فيما بلغ 702.6 مليون ريال في قطاع الملابس والأحذية عبر تنفيذ 5.38 مليون عملية، ثم قطاع النقل بإنفاق 693.23 مليون ريال بعد تنفيذ 2.6 مليون عملية. وتصدرت مدينة الرياض حجم الإنفاق خلال الأسبوع، بقيمة 4.31 مليار ريال (مسجلةً تراجعاً نسبته 4.1% عن الأسبوع السابق) عبر تنفيذ 67.73 مليون عملية. وحلت مدينة جدة في المرتبة الثانية بإنفاق المستهلكين بواقع 1.7 مليار ريال (بانخفاض نسبته 2.9%) من خلال تنفيذ 24.77 مليون عملية، ثم الدمام بإنفاق بلغ 620.65 مليون ريال من خلال 8.75 مليون عملية تم تنفيذها. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام ترشيحات: "أرامكو السعودية" تعلن بدء إصدار سندات دولية مقوّمة بالدولار الأمريكي

إعلان شركة المناولة للشحن عن توصية مجلس الإدارة بشأن تحويل رصيد الاحتياطي النظامي إلى رصيد الأرباح المبقاة
إعلان شركة المناولة للشحن عن توصية مجلس الإدارة بشأن تحويل رصيد الاحتياطي النظامي إلى رصيد الأرباح المبقاة

مباشر

timeمنذ 32 دقائق

  • مباشر

إعلان شركة المناولة للشحن عن توصية مجلس الإدارة بشأن تحويل رصيد الاحتياطي النظامي إلى رصيد الأرباح المبقاة

بند توضيح تفاصيل الإعلان تعلن شركة شركة المناولة للشحن عن توصية مجلس إدارتها بتاريخ 29/11/1446هـ الموافق 27/05/2025 إلى الجمعية العامة الغير عادية بالموافقة على تحويل رصيد الاحتياطي النظامي للشركة والذي بلغ مقداره (2739375) ريال سعودي كما في القوائم المالية السنوية المنتهية في 31/12/2024م إلى رصيد الأرباح المبقاة.

القويز: السعودية أصبحت أكبر سوق لرأس المال الجريء بالشرق الأوسط
القويز: السعودية أصبحت أكبر سوق لرأس المال الجريء بالشرق الأوسط

مباشر

timeمنذ 32 دقائق

  • مباشر

القويز: السعودية أصبحت أكبر سوق لرأس المال الجريء بالشرق الأوسط

الرياض - مباشر: قال رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد القويز، إن السوق المالية السعودية أصبحت سابع أكبر أسواق العالم من حيث أحجام الطروحات والإدراجات. وأضاف القويز خلال جلسة حوارية ضمن منتدى عسير للاستثمار، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء بمدينة أبها، أن المملكة العربية السعودية أصبحت أكبر سوق لرأس المال الجريء بالشرق الأوسط، كما أصبحت أداة للتنمية الإقليمية. وأشار إلى أن السوق المالية تشهد نقلة نوعية مع رؤية 2030، حيث تحولت من التركيز على المستثمر فقط إلى تمكين الرياديين وحلول التمويل. كما لفت إلى أن السوق المالية السعودية تحولت من الاعتماد على الأفراد المحليين إلى استقطاب مستثمرين دوليين مما أدة إلى زيادة استقرار السوق. ترشيحات:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store