logo
الدّماغ المؤجّر للذّكاء الاصطناعيّ... حين نتنازل عن عقولنا

الدّماغ المؤجّر للذّكاء الاصطناعيّ... حين نتنازل عن عقولنا

الديار٢٢-٠٤-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في زمنٍ كنا نفتخر فيه بقدرة العقل على التحليل وربط المعاني، دخلنا مرحلة جديدة وخطيرة: الدماغ المؤجَّر. عقل لا يفكّر بل يُدار، لا يتفاعل بل يمرّ على العالم كما يُمرَّر إصبع على شاشة. بدأ الإنسان يدخل طواعية في سبات اصطناعي، تفرضه الآلة بالإغواء لا بالقوة. لم نعد نقرأ لنفهم، بل لننقل. ولا نكتب لنعبّر، بل لإرضاء الخوارزميات. نستهلك بدل أن نحلّل، نُقلّد بدل أن نبدع.
أكتب هذه السطور من واقع أعيشه يوميًا. لم تعد الأخطاء ما يلفتني، بل غياب المحاولة. في أحد الواجبات المنزليّة، طلبت من طلابي شرح قانون نيوتن الأول. استلمت إجابة طالبٍ استخدم مفردات دقيقة، فدهشت. سألته: "هل فهمت ما كتبت؟" أجاب ببساطة: "مش كتير… استخدمت الذكاء الاصطناعي". سلّم الواجب المطلوب دون أن يعرف مضمونه أو يشعر أنه أخطأ. طالب آخر سلّمني مخطط رسالة ماجيستير مصمّما كليّا بالذكاء الاصطناعي، بدءًا من العنوان مرورُا بصياغة الإشكالية والفرضيات وتصميم هيكل الدراسة، وانتهاء بلائحة المراجع، ودون أن يعطي نفسه فرصة للتفكير، أو حتى الإحساس بمشكلة واقعية يريد معالجتها، أو التأكّد من صحة المراجع المستخدمة.
المشهد يتكرّر في المجتمع: زوجان يحتكمان إلى الآلة لحسم نقاش تجنّبًا لفهم بعضهما. امرأة تستشير مساعدها الذكي في كل قرار، لأنها اعتادت أن تسلّم حاستها وخياراتها لآلة تُقرّر عنها. مراهق يطلب كتابة رسالة حبّ لا يشعر بها. معلّم يُحضّر درسه كاملًا دون بصمة خاصة. العقول بدأت تتقاعد، لا تُستثمر بل تُستبدل.
لا أرى في الذكاء الاصطناعي تهديدًا في حد ذاته، بل فرصة عظيمة... إن بقي في مكانه: أداة تعين، لا عقلًا بديلًا. أستخدمه حين أحتاج، لا حين أهرب. أستعين به لتوسيع أفقي، لا لإلغاء ذاتي. أوظّفه في التعليم والبحث لإحياء الفكرة، لا دفن التفكير. لأني أدرك تمًاما أنّه لا يُقصينا… إلا حين نُقصي أنفسنا ونتخلّى طوعًا عن حقنا في التفكير.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم ليس: "هل الذكاء الاصطناعي يهدّد وظائفنا؟" بل: "هل بدأ يؤجّر عقولنا ويعطّل ملكاتنا الفكرية؟"
لا يمكن فهم الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي دون التوقف عند النظريات التّي تناولت الإغراق في الاعتماد على التكنولوجيا. في كتابه The Shallows، حذّر Nicholas Carr) ) من أنّ الاستخدام المكثّف للإنترنت والاعتماد على المصادر الرقمية كمخزن خارجي للمعلومات يُعيد تشكيل أدمغتنا ، ويُضعف الذاكرة، ويؤدي إلى سطحية معرفية. أما (John Sweller)، مطّور"نظرية التحميل المعرفي"، فرأى أن الذكاء الاصطناعي يُغرق الدماغ بمعلومات جاهزة تتجاوز قدرته، فتُعيق الفهم والتحليل وتُراكم التشبّع الذهني. وسلّط (Daniel Kahneman) في كتابه Thinking, Fast and Slow الضوء على تراجع "نظام التفكير البطيء" القائم على التأمل والتحليل لصالح "التفكير السريع التلقائي" المدفوع بالذكاء الاصطناعي، مما يُضعف القرارات الواعية. ولم يكن مارتون وسالجو (Marton & Säljö) أقل تحذيرًا، إذ أكّدا أن بيئات التعلّم الرقمية تُكرّس التعلّم السطحي، وتُنتج طلابًا يحفظون دون فهم، ويستهلكون دون تحليل. وقدّما تمييزًا مبكرًا بين التعلّم العميق، القائم على الربط والاستنتاج، والتعلّم السطحي الذي يركّز على الحفظ الآلي والاستذكار.
يتقاطع هذا مع ما أشار إليه (Herbert Simon) حين لفت إلى أن وفرة المعلومات لا تعني وفرة المعرفة، بل قد تؤدي إلى "انهيار الانتباه" ما لم يُفلتر المحتوى ويُوجّه نحو مهام عقلية واضحة. وتدعم (Maryanne Wolf) هذه الرؤية من منظور علم الأعصاب، مؤكدة أن القراءة الرقمية تُعيد تشكيل الدوائر العصبية في الدماغ، وتُفضي إلى اختفاء مسارات التفكير التأملي، وتُبرمج الدماغ على تفضيل السرعة على التحليل. أما (Neil Postman)، فكان سبّاقًا في التحذير من استسلام الثقافة للتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن الإنسان حين يُفرّط بعقله لصالح الآلة، يفقد تدريجيًا المعنى، والهوية.
وتتلاقى هذه التحليلات مع مفهوم "الكسل المعرفي" كما وصفه (Tad Brunyé)، حين بيّنت الدراسات أن الإنسان المعاصر يفضّل الحلول السريعة الجاهزة، ويتجنّب بذل الجهد في التحقّق أو التفكير النقدي. وقد أثبتت التجارب أن من يعتمدون على الأدوات الذكية يتّخذون قرارات أكثر سطحية وأقل عمقًا، لأنهم درّبوا أنفسهم – دون وعي – على تقليص تشغيل عقولهم إلى الحد الأدنى.
لم تَعُد التحذيرات من الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي حكرًا على المنظّرين، بل وجدت صداها في دراسات وتجارب واقعية وثّقتها منصات علميّة وصحفيّة. ففي كانون الثاني 2025، نشرت (Phys.org) دراسة تربط الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي بتآكل مهارات التفكير النقدي، بينما روى كاتب في (Wall Street Journal) كيف جعله الاعتماد عليه في المهام اليومية "أقل ذكاءً"، بعد تراجع قدراته على الفهم واتخاذ القرار. وفي دراسة لجامعة (Cornell)، ظهر أن الكتابة بمساعدة الذكاء الاصطناعي تُحدث تحيّزات فكرية غير واعية، وتُعيد تشكيل الرأي دون مقاومة معرفية.
وفي السياق ذاته، وضمن مقالة على موقع Forbes، بعنوان (Human Borgs: How Artificial Intelligence
Can Kill Creativity And Make Us Dumber) "البشر البورغ: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقتل الإبداع ويجعلنا أقل ذكاءً"، يسلّط نيلسون غرانادوس (Nelson Granados) الضوء على المخاطر الكامنة وراء الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في البيئات الإبداعية. يستند إلى دراسة سلوكية، أظهرت أن البشر غالبًا ما يُخطئون في تقييم متى يجب تفويض القرار إلى الذكاء الاصطناعي. قد يتراجع أداء فريق مدعوم بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالبشري إذا غاب الوعي النقدي في استخدامه. أما النتيجة الأبعد، فهي ما يُعرف بـ الإنسان كـ"بورغ" (Human Borgs) استعارة من الخيال العلمي، تصف فقدان الإنسان لتنوعه المعرفي والاجتماعي بسبب تقليده المستمر لأدوات الذكاء الاصطناعي، ويقوّض ما يُعرف بـ "حكمة الجماهير"، أي ذكاء الجماعة الناتج من التفاعل بين عقول مختلفة. ويضيف (Granados) تحذيرًا من تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل" غرف الصدى" على منصات مثل فيسبوك وتوتير، حيث تُعرض على المستخدم محتويات تُكرّس قناعاته دون تحدٍّ، مما يؤدي إلى انغلاق فكري. ويختم المقال بدعوة إلى بناء "ثقافة رقميّة لأنّ " الذكاء الاصطناعي لا يجعلنا أكثر غباءً لأنه أذكى منا، بل لأننا نسمح له بأن يُفكّر بدلاً منّا."
وفي ضوء ما تقدّمه ((Celia Ford في مقالها في موقع (Vox) بعنوان " (The case for using your brain — even if AI can think for you) " الحجة لاستخدام دماغك – حتى لو كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التفكير نيابةً عنك"، تتضح أبعاد جديدة لمخاطر الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، خصوصًا من منظور علم الأعصاب المعرفي. تستند (Ford) إلى نظرية "العقل المتمدد"، والتي ترى أن العقل لا يقتصر على الدماغ، بل يمتد إلى الأدوات والتقنيات المحيطة بنا. ووفق هذا التصوّر، فإن الهواتف الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تُستخدم فقط، بل تصبح امتدادًا وظيفيًا للعقل، تتحكّم في قراراته وتُضعف الحاجة إلى التذكّر والتحليل والإدراك الذاتي . فقد كشفت دراسة في جامعة (Carnegie Mellon) أن الاعتماد الزائد على أدوات الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى ما سُمي "عقولًا ضامرة وغير مستعدة"، تفقد تدريجيًا القدرة على التفكير النقدي وحلّ المشكلات. يُعرف هذا بـ" تفريغ النيات الذهنية" إلى أدوات خارجية، مما يُضعف النشاط في مناطق التخطيط واتخاذ القرار داخل الدماغ.
إنّ ما نعيشه اليوم ليس تحوّلًا تقنيًا فحسب، بل تحوّل في ماهية التفكير. فالعقل لم يَعُد يُدرَّب، بل يُستبدَل تدريجيًا بأدوات تُفكّر مكانه، وتُقرّر عنه، وتمنحه وهْم الاكتفاء المعرفي. لسنا ضدّ الذكاء الاصطناعي، بل ضدّ التفريط بالعقل في حضرته. ما ينبغي أن نخافه ليس أن تتفوق الآلة، بل أن نتوقّف نحن عن المحاولة.
في هذا السياق، يبرز الدور التربوي لا كخطة تعليمية، بل كمعركة وجودية لحماية ما تبقّى من جوهر الإنسان. المطلوب اليوم ليس إدخال الذكاء الاصطناعي إلى المدارس فحسب، بل تعليم التلامذة كيف يتعاملون معه دون أن يفقدوا ذواتهم. أن نعلّمهم أن يسألوا لا أن يُملى عليهم، أن يتحققوا لا أن ينسخوا، أن يُعيدوا الاعتبار إلى الكتابة اليدوية، التأمل، الخطأ، والمحاولة.
لعلّ المهمة التربوية الأعمق لا تكمن في تحديث المناهج، بل في ترسيخ مناعة فكرية ضدّ الكسل المعرفي، وإعادة تعريف النجاح لا كسرعة في الوصول، بل كقدرة على الفهم، والتمييز، والتأنّي. آن الأوان لأن تتحرّك التربية من الدفاع إلى البناء، فالذكاء الاصطناعي لا يهدّد التعليم... بل يكشف هشاشته إن لم يُبنَ على أسس إنسانية صلبة. والقرار بيدنا: أن نُنتِج أجيالًا تفكّر، لا تنسخ. تُحلّل، لا تتّبع. تُبدع، لا تُقلّد.
لكن هذا الدور لا يُناط بالمدرسة وحدها، لأن التحدّي لم يعُد تربويًا فقط، بل حضاريًا ومجتمعيًا. فالتوعية بمخاطر الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يجب أن تمتد إلى مختلف دوائر المجتمع: في البيت، وفي الإعلام والثقافة؛ وفي بيئات العمل؛ وفي الجامعات ومراكز البحث؛ وحتى في المنابر الدينية، حيث يمكن مساءلة المفاهيم الأخلاقية في ضوء عالم تُحدّده خوارزميات لا تدرك المعنى.
إن معركة الذكاء الاصطناعي لا تُخاض في مختبرات البرمجة فقط، بل في سؤال: من نكون حين لا نعود نفكّر؟ الجواب لن يكتبه الذكاء الاصطناعي... بل نحن، إن امتلكنا الشجاعة لنفكّر. الذكاء الاصطناعي ليس عدونا، بل مرآتنا. السؤال الحقيقي: هل ما زلنا نملك الشجاعة لننظر إلى مرآتنا... قبل أن نُطمس فيها؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال
دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لطالما شكل الفرق في الطول بين الرجال والنساء أحد أكثر الفوارق الجسدية وضوحا بين الجنسين، حيث يبلغ متوسط الفرق نحو 13 سم لصالح الرجال. وبينما كان يعزى هذا الفرق تقليديا لتأثير الهرمونات الجنسية، إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون أميركيون ونشرت في مجلة PNAS، كشفت عن آليات جينية معقدة تلعب دورا أساسيا في هذه الظاهرة، بمعزل عن العوامل الهرمونية. واعتمدت الدراسة على تحليل ضخم شمل بيانات 928605 مشاركا بالغا من ثلاث قواعد بيانات جينية رئيسية، بما في ذلك 1225 شخصا يعانون من اضطرابات في عدد الكروموسومات الجنسية. ومن خلال استخدام نماذج إحصائية متقدمة، تمكن الباحثون من عزل تأثير الكروموسومات الجنسية عن تأثير الهرمونات الذكرية، ليخلصوا إلى اكتشاف مفاده أن الكروموسوم Y يساهم في زيادة الطول بشكل أكبر مقارنة بالكروموسوم X الإضافي، حيث قد يفسر وجوده ما يصل إلى 22.6% من الفرق في الطول بين الجنسين. ويكمن السر الجيني في منطقة PAR1 الصغيرة من الكروموسومات الجنسية، وهي المنطقة الوحيدة التي تتشابه فيها تسلسلات الكروموسومين X وY. وتحتوي هذه المنطقة على جين SHOX الحاسم في تنظيم النمو، والذي يظهر تعبيرا مختلفا بين الجنسين بسبب آلية تعطيل الكروموسوم X في الإناث. فبينما يتمتع الذكور بنسختين نشطتين من الجين (واحدة على X والأخرى على Y)، فإن الإناث لديهن نسخة واحدة نشطة بالكامل والأخرى معطلة جزئيا، ما يؤدي إلى مستويات أقل من بروتين SHOX في أنسجتهن العضلية الهيكلية. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة عند دراستها في سياق الاضطرابات الكروموسومية. فالذكور الذين يحملون كروموسوم Y إضافيا (النمط النووي 47,XYY) - في ما يعرف بمتلازمة XYY - يظهرون زيادة ملحوظة في الطول، بينما الإناث اللاتي يعانين من متلازمة تيرنر (45,X) - عندما يمتلكن نسخة واحدة فقط من الصبغة X في خلاياهم - يقصرن بشكل واضح. كما أن الطفرات في جين SHOX تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، ما يؤكد الدور المركزي لهذا الجين في الفروق الجنسية للطول. ولا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على فهم الفروق في الطول فحسب، بل تمتد لتشمل مضامين أوسع في مجال الطب الدقيق. فالفهم الأعمق للآليات الجينية الكامنة وراء التباينات بين الجنسين يمكن أن يلقي الضوء على أسباب الاختلافات في معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية النفسية، والاستجابات المختلفة للعلاجات الدوائية بين الرجال والنساء. كما تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في دراسة تأثير الجينات الموجودة في المنطقة الزائفة الذاتية PAR1 على السمات والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالجنس.

زلزال بقوة 6 درجات قبالة كريت اليونانية وتحذيرات من تسونامي
زلزال بقوة 6 درجات قبالة كريت اليونانية وتحذيرات من تسونامي

الديار

timeمنذ 3 أيام

  • الديار

زلزال بقوة 6 درجات قبالة كريت اليونانية وتحذيرات من تسونامي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ضرب زلزال بقوة ست درجات على مقياس ريختر، قبالة ساحل جزيرة كريت اليونانية اليوم الخميس، وفقاً لما ذكره المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض. وأعلن المركز أن الزلزال وقع على عمق 77 كيلومتراً. وقد شعر سكان المناطق الشمالية في لبنان، لا سيما الساحلية مثل طرابلس والمنية والكورة، بهزة أرضية خفيفة قرابة الساعة السادسة والنصف صباحاً. وأفيد بأن سكان مصر وسوريا وفلسطين شعروا بترددات الزلزال. وأصدرت السلطات اليونانية تحذيرا عاجلا من خطر تسونامي في مناطق ساحلية بينها جزيرة كريت السياحية الشهيرة، بحسب "روسيا اليوم". ودعت وزارة التغير المناخي والحماية المدنية السكان والسياح إلى "الابتعاد فورا عن المناطق الساحلية" والتوجه إلى أماكن مرتفعة تحسبا لأمواج مدّية خطيرة، بخاصة في منطقة كاسوس. ونشرت الوزارة عبر حسابها على منصة "إكس": "زلزال بقوة 5.9 درجة (تم تعديله لاحقا إلى 6.0) وقع على بعد 48 كم جنوب شرق كاسوس. هناك خطر محتمل لتسونامي في منطقتكم. ابتعدوا عن السواحل فورا واتبعوا تعليمات السلطات المحلية". وكان مركز الزلزال قبالة ساحل كريت، لكن الهزات شعر بها سكان جزر مجاورة. ولا تزال فرق الطوارئ في حالة تأهب قصوى خشية حدوث هزات ارتدادية. ويذكر أن اليونان تقع في منطقة نشطة زلزاليا، لكن التحذير من تسونامي يعد إجراءً وقائيا نادرا يطبق عند توقع أمواج عاتية قد تشكل خطرا على المناطق الساحلية.

مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً
مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً

الديار

timeمنذ 3 أيام

  • الديار

مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تحت عنوان "رَهْنٌ بخيار الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي" صدر تقرير التنمية البشرية في نسخته الـ 33 عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد صنّف لبنان من ضمن دول ذات مستوى تنمية بشرية مرتفع، إذ سجّل نتيجة 0.752 في مؤشر التنمية البشرية للعام 2023، وجاء في المرتبة 102 عالمياً، والعاشرة بين نظرائه العرب. يحاول تقرير التنمية البشرية التمييز بين العصر الجديد للذكاء الاصطناعي والتحوّلات الرقمية السابقة، وما يعنيه هذا الفرق بالنسبة إلى تنمية الإنسان. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أُجري استطلاع من أجل إعداد التقرير، والذي كشف عن استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي. حيث أشار 20 % من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقّع أن ترتفع هذه النسبة بشكل سريع. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع أن حوالى الثلثين من المشاركين في دول ذات تنمية بشرية منخفضة ومتوسطة ومرتفعة، يتوقعون أنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي في مختلف أبعاد مؤشر التنمية البشرية (التعليم، العمل، والصحة) خلال سنة واحدة من تاريخ الاستطلاع. وعلّق التقرير بأنّه على الرغم من التطوّر السريع في الذكاء الاصطناعي، فإن التنمية البشرية لا تزال تعاني من الركود، كما يتضح في تباطؤ التقدّم في مؤشر التنمية البشرية، والذي لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمات التي تلتها. وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه رغم توقّع تسجيل مستويات قياسية في مؤشر التنمية البشرية العالمي لعام 2024، فإن نحو 40 % من المشاركين توقّعوا أن تكون هذه الزيادة هي الأبطأ منذ إطلاق المؤشر في عام 1990. وذكر التقرير أيضاً أن الغالبية تتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتنفيذ الوظائف بشكل آلي (Automation) وتعزيزها (Augmentation)، مع تأييد فكرة تعزيز الذكاء الاصطناعي للوظائف بدلاً من استبدالها. وأشار التقرير إلى أنه مع تزايد عدد الأفراد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ستزداد ثقتهم في قدرته على زيادة الإنتاجية، خاصة في الدول النامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store