
القدرة على بناء العلاقات: أساس النجاح القيادي وتعزيز التعاون داخل الفريق
تُعد القدرة على بناء العلاقات إحدى أهم صفات القائد الناجح، فهي المفتاح لخلق بيئة عمل قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة، فالقائد الذي يجيد بناء العلاقات يستطيع أن يستثمر في فريقه بشكل فعال، مما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز الإنتاجية. إن هذه الصفة لا تقتصر على التواصل الجيد، بل تشمل أيضاً الإنصات الفعّال، والتعامل بروح الفريق، وإظهار التقدير للجهود المبذولة من قبل الأفراد.
إن القائد الذي يمتلك هذه القدرة يدرك أن النجاح لا يتحقق بالعمل الفردي فقط، بل من خلال تعاون جماعي متين، وبناء العلاقات القوية داخل الفريق يخلق مناخًا إيجابيًا يشجع على تبادل الأفكار، ويعزز الولاء للمؤسسة، ويدفع الموظفين إلى تقديم أفضل ما لديهم، فعندما يشعر أعضاء الفريق بأن قائدهم يثق بهم ويهتم بمصلحتهم، فإنهم يصبحون أكثر التزامًا واندماجًا في العمل، مما ينعكس إيجابًا على الأداء العام.
والقائد الذي يجيد بناء العلاقات قادر على تحقيق التوازن بين الحزم والمرونة، مما يجعله قادرًا على التعامل مع مختلف الشخصيات والظروف. فهو يتواصل بشفافية، ويشجع بيئة عمل مفتوحة تتيح للموظفين التعبير عن آرائهم دون خوف. كما أنه يسعى لفهم احتياجات فريقه وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، مما يعزز الثقة بينه وبينهم.
علاوة على ذلك، فإن بناء العلاقات لا يقتصر على الفريق الداخلي فقط، بل يشمل أيضاً الشراكات الخارجية مع الجهات المعنية، مما يساعد في تحقيق النجاح المؤسسي على نطاق أوسع، والقائد الذي يستطيع تكوين شبكة علاقات قوية يكون أكثر قدرة على الاستفادة من الفرص، وحل المشكلات بكفاءة، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لمؤسسته.
من وجهة نظري، أرى أن القدرة على بناء العلاقات ليست مجرد مهارة إضافية، بل هي جوهر القيادة الفعالة، فالقائد الذي يتقن هذه الصفة يكون قادرًا على خلق بيئة عمل محفزة تعزز من إبداع الفريق وتعاونه، كما أنني أعتقد أن بناء العلاقات لا يعني التهاون أو المجاملة الزائدة، بل يتطلب مزيجًا من الذكاء العاطفي، والقدرة على تفهم الآخرين، والحرص على تحقيق مصلحة الجميع.
إن القائد الذي ينجح في كسب ثقة فريقه وشركائه يتمكن من تحقيق نتائج تفوق التوقعات، لأن العلاقة الجيدة تعزز الالتزام والتحفيز الداخلي لدى الأفراد، مما يدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم، لذا، فإن الاستثمار في العلاقات ليس خيارًا، بل ضرورة لكل قائد يسعى إلى النجاح والتأثير الإيجابي في من حوله.
ويُعد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، مثالًا حيًا على القائد الذي يجيد بناء العلاقات ويستخدمها لتحقيق التنمية المستدامة في منطقته، فمن خلال أسلوبه القيادي القائم على القرب من المواطنين، والاستماع لمطالبهم، وبناء جسور الثقة مع مختلف الجهات، استطاع أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في منطقة عسير.
يتجلى نجاحه في بناء العلاقات من خلال مبادراته المستمرة لتعزيز التنمية في المنطقة، حيث عمل على إشراك المجتمع المحلي في عملية صنع القرار، وحرص على خلق بيئة تعاونية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق التنمية المستدامة. كما يتميز سموه بأسلوبه التفاعلي، إذ يحرص على زيارة المحافظات واللقاء بالمواطنين بشكل مباشر، مما يعكس اهتمامه الحقيقي بمشاكلهم وسعيه لإيجاد الحلول المناسبة.
ومن أبرز إنجازاته، مشروع "حسن الوفادة"، الذي يهدف إلى تعزيز الترحيب بالزوار والسياح في منطقة عسير، وهو مثال واضح على كيف يمكن لبناء العلاقات أن يسهم في تطوير السياحة وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة. كما ساهم سموه في تطوير مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، من خلال بناء شراكات قوية مع مختلف القطاعات لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
إن نجاح الأمير تركي بن طلال في بناء العلاقات لم يقتصر على الداخل فقط، بل امتد إلى تعزيز التعاون بين منطقة عسير ومختلف الجهات الحكومية والخاصة، مما أدى إلى تحقيق قفزات نوعية في المشاريع التنموية.
هذا النهج القيادي القائم على الثقة والاحترام المتبادل يعكس كيف يمكن لبناء العلاقات أن يكون أداة فعالة في تحقيق التقدم والاستقرار.
وختاماً: فإن القدرة على بناء العلاقات ليست مجرد مهارة، بل هي عنصر أساسي في نجاح القائد وتمكين فريقه من تحقيق الأهداف بكفاءة، وعندما يمتلك القائد هذه الصفة، فإنه لا يلهم فريقه فحسب، بل يخلق بيئة متكاملة من التعاون والثقة والإنجاز، ويعد الأمير تركي بن طلال نموذجًا بارزًا للقائد الذي يوظف هذه القدرة لخدمة مجتمعه، مما يؤكد أن القيادة الحقيقية تُبنى على العلاقات القوية والرؤية الواضحة لتحقيق التنمية المستدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الوطن
بلدة رُجال.. تزهو بمستقبلها
بلدة رافقها التاريخ منذ قرون، تبوأت مشارف المجد عَبّر محطات «العلم، التجارة، الزراعة، التراث» فازدهرت على نواحيها حياة مبهجة، تجسدت في طرازها المعمارية المتناسقة، هندسة دروبها، حلقات الدروس الدينية، دكاكينها، ساحتها المخصصة للقوافل القادمة والمغادرة. ورافق هذا الزخم الحضاري تطويع كل منابت الطبيعة واستغلال وتوظيف الإمكانات المتاحة لتوفير سُبل العيش الكريم قدر المستطاع، بما يُعرف اليوم بـ (جودة الحياة)، بأساليب مبتكرة في حينها، تعكس الذكاء والإبداع من أبنائها، حتى غدت شواهد حضارية تبعث على الدهشة والإعجاب، لكل من زارها، أو قرأ عنها، وهذا ما جعلها بيئة جاذبة محفزة ذاع صيتها. إنها بلدة «رُجال التاريخية» وهي تستعد في هذا العهد الزاهر، لتكون وجهة سياحية عالمية بامتياز، بعد أن حظيت باهتمام بالغ من حكومتنا الرشيدة ومتابعة أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز و نائبه حفظهما الله. ويسعى نائب البلدة «محمد بن يحيى شبلان» إلى مواكبة المستجدات، بقراءة متأنية، وعمل دؤوب، وبناء قنوات تواصل، وهو ما جعله يوجه دعوة الشهر الماضي إلى أهالي البلدة للاجتماع في منزله من أجل التشاور، ودعم ومساندة أعمال التطوير، والاستماع إلى مقترحات الأهالي. وجاء المدعوون يحملون في قلوبهم محبة أرض معطاء من وطننا العظيم المملكة العربية السعودية، وخواطر تجول فيها ذكريات الراحلين، وحنين ديار اقتسموا معها أحلام الصبا وحكايات الصبر والعناء، وصباحات يُقَبلُ جبينَها الندى، وفرحة " استهلال الغيث إذا الغيث همى". فتضوع عبيرها، وأضاء ألقها على مشارف الحنين، لتكتسي أجواء اللقاء مشاعر الغبطة السرور، وبشائر تلوح في الأفق بمستقبل واعد بحول الله. وتفاعل الجميع مع الكلمة الضافية للقامة الاجتماعية والإدارية، وأحد المؤسسين الرئيسيين لبلدة رُجال في العصر الحديث «أحمد بن إبراهيم صيام» الذي أكد دور شباب البلدة في أخذ زمام المبادرة من خلال الأعمال التطوعية، بالتنسيق مع أصحاب العلاقة. وأثنى على نائب البلدة وحُسن إدارته دفة الحوار، وبارك خُطة العمل التي تم إعدادها تمهيدًا لعرضها وأخذ الموافقة عليها من المسؤولين. وكادت مداخلات الحضور أن تتطابق في المحتوى والمضمون، بما يُعزز روح التعاون، والعمل المثمر، وكأنهم يستوحون تطلعاتهم من إستراتيجية عسير التي ارتكزت على عنصر الأصالة في الإنسان، وتاريخه العميق، وفنونه المعمارية، ونكهاته المحلية، والفنون الشعبية التي تعكس تنوع الثقافات وترانيم الألحان الثرية عبر تضاريس المنطقة وجغرافيتها المتنوعة. وكنت ألمح في وجوه الحضور عند مغادرتهم المكان علامات الحبور، والرضا بعد اجتماع أخوي تنوع بطرح الأفكار الملهمة والخبرات المكتسبة، وتطابق الآراء، من أبناء البلدة واستعدادهم التام لأعمال تطوعية متى ما طُلب منهم وهو ما أعطى مؤشرات على نجاح اللقاء. وقفة: للشاعر الألمعي علي مهدي «رُجال شاخت ديار وهي ما فتئت صبية يشتهيها القلب والنظر يمر عام وعام وهي رائعة ما طالها زمن ما مسها غِيَرُ».


الوطن
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
مبادرة أجاويد مساء وطني جميل
كان مساء يوم الثلاثاء 1 ذو القعدة الموافق 29 أبريل 2025م مساء مميزا بكل معنى الكلمة؛ حيث تم تكريم العاملين والشركات في مبادرة أجاويد 3 بمحافظة خميس مشيط. ومبادرة أجاويد مبادرة وطنية يشرف عليها أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ورئيس هيئة تطوير منطقة عسير، وتم الإعلان عن بدء انطلاقها 25 فبراير 2025م، وهي عبارة عن مبادرة رمضانية تنطلق من رباعية القيم: الصدق، التسامح، الانتماء، والانضباط، ولها أهداف سامية راقية تهدف إلى بذل الخير في شهر الخير، ضمن مجموعة القيم الأربع التي أعلنها أمير المنطقة، ولها أهداف تتثمل فيما يلي: بناء منهجية للاستدامة لتعزيز القيم والتأكيد على أهمية القيم في بناء مجتمع مترابط متجه نحو العالمية، ضمن رؤية منطقة عسير أن تكون منطقة عسير وجهة عالمية طوال العام، مرتكزة على ثقافتها الأصلية وطبيعتها المنوعة، شاملة لجميع الركائز: الإنسان والمكان والاقتصاد، ضمن إطار عام لبلادنا المباركة، وهو رؤية 2030، والتي تنبثق منها إستراتيجية منطقة عسير، وتهدف أجاويد 3 إلى استنهاض همم إنسان مجتمع عسير ليكون فاعلا في شتى مجالات التنمية، التي تشمل المواطن والمقيم في بلادنا الحبيبة، التي هي قلب العالم الإسلامي وركيزته الأساسية. وتركز أجاويد 3 على أن يكون مجتمع عسير أنموذجا في المشاركة المجتمعية البناءة، مستندة على القيم التي تزخر بها المنطقة كغيرها من سائر بلادنا الطاهرة، وتمت الاستفادة من خبرات الجهات والهيئات الحكومية والتعليمية ممثلة في جامعة الملك خالد وكافة الجهات الحكومية ذات الاختصاص. وينطوى تحت هذه المبادرة الرائدة عدد من اللجان المتخصصة والاحترافية في إدارة العمل الخيري، وقد حازت المبادرة جوائز عالمية، حيث حصلت على المركز الأول عالميا في المبادرات التطوعية، وحصدت ثناءات عطرة في الداخل والخارج، وما كان حفل التكريم إلا ثمرة من ثمار جهود مخلصة وبناءة، وقد بدأ الاحتفال بالسلام الملكي ثم تلاوة عطرة من كتاب الله، ثم كلمة المشرف على أجاويد 3 في المحافظة محافظ خميس مشيط خالد بن عبدالعزيز بن مشيط، ثم عرض مرئي عن أجاويد 3، ثم كلمة حسين بن سعيد الحسن المشرف على غرفة عمليات أجاويد بالمحافظة، ثم مشاركة مشرفة لطفلة سعودية تحدثت عن مبادرة أجاويد 3، ثم اختتم اللقاء بتسليم الهدايا والدروع التذكارية للجهات الحكومية والعاملين والجهات الداعمة. نعم إنه مساء وطني جميل، تجسدت فية روح البذل والعطاء لأعمال التطوع الخيرية التي اشتهرت بها المملكة العربية السعودية، بلد الإنسانية وبلد الأعمال التطوعية الرائدة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشرفيين وولي عهده الأمين. حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه. و" يا بلادي قد علا شأنك وربي لك معين"، ويا أمان الخائفين أمّن خوفنا يوم العرض عليك ودمتم سالمين.

سعورس
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- سعورس
أمير عسير: نجاحات متتالية لمستهدفات طموحة
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة تطوير المنطقة، عن اعتزازه بما تحقق للوطن من إنجازات نوعية خلال مدة زمنية أقل من عقد، جعلت المملكة نموذجًا عالميًا على المستويات كافة، رافعاً التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظهما الله- بمناسبة صدور التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 لعام 2024، وما حققته من نجاحات متتالية لمستهدفاتها الطموحة خلال الأعوام التسعة الماضية. وأكد سموه أن رؤية المملكة 2030، رسمت ملامح رحلة "صعود عسير" من خلال إستراتيجية المنطقة التي كانت أولى الإستراتيجيات المناطقية في المملكة، التي أسهمت في دفع عجلة التنمية من خلال مشروعات نوعية شملت تطوير البنية التحتية، والمرافق الحيوية، والمشروعات الاستثمارية الكبرى. ونوّه الأمير تركي بن طلال بما تضمنه التقرير من أرقام وإحصاءات، واكبت نمو وازدهار المنجزات الوطنية، وما أحدثته من تحولات ونقلات نوعية في شتى المجالات، مؤكدًا مواصلة العمل بعزم وإصرار لدعم مسيرة البناء والتنمية؛ تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 ومستقبل أجياله القادمة.