التهجير الواجب عمله !
من أغرب، ما فاجأت به أمريكا، العالم، هو فكرتها بـ«تهجير» أهالي غزة، إلى المجهول، وإلى مصر والأردن. وهذا يعني تصفية ثلث القضية الفلسطينية، وبدون ثمن. وهذا الرئيس الهمام، صاحب المبادرة، بدل أن يطالب بتهجير أهل غزة، وامتلاكها لغرض الاستثمار، كان الأولى به أن يداوي جراحهم الفادحة، بدل الطمع (الرأسمالي) الجشع في أرضهم، التي لا تتجاوز مساحتها 56كم2؛ أي ما يعادل ربع مساحة أصغر الولايات الأمريكية مساحة. كان الأولى به أن يطالب بتهجير الغزاة (الإسرائيليين القتلة)، وإعادتهم إلى بلادهم المختلفة، وإنقاذ المنطقة من وباء قاتل.
وفي الواقع، فإن أمريكا، بطرحها لهذه الفكرة الظالمة، إنما تستخف بعقول العرب وبمشاعرهم، وتداهن الصهاينة وتسترضيهم، لدرجة الذل. إن من يستحق، وينبغي أن «يهجّر» هم الصهاينة المجرمون، الذين احتلوا فلسطين، قادمين من شتى بقاع العالم. وتعدادهم الآن حوالى 6 ملايين نسمة، يمكن استيعابهم في إحدى الولايات الأمريكية، ذات المساحات الكبيرة.
****
إن من كتب عليهم «التهجير» والتيه والضياع 40 عاماً، عقاباً لهم على عصيانهم أمراً لله (سبحانه وتعالى) الوارد على لسان كليمه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، أولى بالتهجير. وهنا يجب أن نذكر بما يدحض ادعاء الصهاينة بأن الله أعطاهم أرض فلسطين. هذا الأمر الإلهي أصبح لاغياً، بعد أن رفض اليهود الهجرة إلى فلسطين. ثم إن هذا الأمر صدر ليهود ذلك الزمان، وليس ليهود العصر الحديث.
ونزلت في رفضهم لتوجيه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، الهجرة إلى فلسطين، عدة آيات، تؤكد إلغاء الأمر، ومعاقبتهم على رفضه. من ذلك قوله سبحانه وتعالى: «وقطعناهم في الأرض أمماً، منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك. وبلوناهم بالحسنات والسيئات، لعلهم يرجعون». سورة الأعراف، الآية رقم 168.
كما يجب أن نضيف هنا إلى أن مغادرة أي شعب أرضه، أو وطنه، ثم الإصرار على العودة إليه، بعد ألفي سنة من رحيله، هو ضرب من الظلم والعدوان والإساءة الكبرى للشعب الذي سكن تلك الأرض، منذ حوالى ألفي عام. ويتضاعف هذا الظلم، يا سيدة أمريكا، عندما لا يكتفي الغزاة باحتلال الأرض، بل يرفقون ذلك بارتكاب شتى صنوف التنكيل، والمضايقة، وإبادة السكان، لإرغامهم على «الهجرة» من بلادهم.
كان الأمر الإلهي يتمثل في قوله تعالى، على لسان سيدنا موسى عليه السلام: «يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم، فتنقلبوا خاسرين». الآية 21 من سورة المائدة. وجاء رفضهم في الآية 22 من سورة المائدة: «قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها». وكذلك الآية 24 من سورة المائدة: «قالوا يا موسى لن ندخلها أبدا ما داموا فيها. فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون». ولتأكيد إلغاء ذلك الأمر الإلهي، نزلت الآية «26» من سورة المائدة أيضاً. ونصها: «قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة، يتيهون في الأرض، فلا تأس على القوم الفاسقين». والصهاينة ليس لهم، كما هو معروف، من مرجعية، إلا توراتهم المحرّفة.
****
نعم، إن الأحق أن «يهجر» هم الصهاينة الدخلاء، وخاصة المحرمين منهم، ليعودوا إلى بلادهم، بما في ذلك الدول التي لفظتهم، وطردتهم. ومعروف أن تعداد اليهود في العالم اليوم 16 مليوناً، أغلبهم صهاينة. ومعروف أن اليهودية دين، أما «الصهيونية»، فهي حركة سياسية استعمارية مجرمة. ويقسم يهود اليوم إلى قسمين رئيسين: أشكناز، وسفرديم. ولا تبرر صلة يهود «السفرديم»، وهم يهود الشرق، بفلسطين، إطلاقاً اغتصابهم لفلسطين. أما صلة اليهود «الأشكناز»، وهم يهود الغرب، بالمنطقة، فتكاد أن تكون معدومة، ناهيك أن تكون لهم صلة تذكر بأرض فلسطين. وما جاء في بعض الكتب السماوية عن هذه الصلة إنما خص به يهود ذلك الزمان فقط؛ أي اليهود الذين تواجدوا في عهد سيدنا موسى عليه السلام. لنعي هذه الحقائق جيداً، ولا نركن للروايات الصهيونية الكاذبة في هذا الشأن.
ولأسلوب حياتهم الاستفزازي، نفرت منهم كل الشعوب، التي سكنوا في أرضها. وجشعهم جعلهم عرضة لسلسلة من الاضطهاد، والطرد. حيث طردوا، كما ذكرنا، من كل البلاد التي استوطنوا فيها، عدا البلاد العربية، التي يوجهون لها اليوم أبشع الإساءات. وبالنسبة لهجراتهم إلى فلسطين، فقد بدأت هجراتهم المكثفة إلى فلسطين، في الفترتين: الفترة 1882-1918م حيث هاجر (غزا) نحو 25 ألف يهودي فلسطين، والفترة 1904- 1948م، حيث غزا نحو 40 ألفاً فلسطين. وبدأت أعداد الصهاينة تتزايد منذ عام 1948م، تاريخ قيام الكيان الصهيوني، في قلب الأمة العربية.
وختاماً، لا بد من التذكير بأن قيام ونمو وتوسع إسرائيل، إنما تم بدعم غربي مغرض، يهدف للتخلص من اليهود، ونكاية بالأمة العربية، بإقامة قاعدة متقدمة، ضد هذه الأمة، من ألد أعدائها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سويفت نيوز
منذ 4 ساعات
- سويفت نيوز
وزارة الشؤون الإسلامية تقيم حفل توديع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من جمهورية بولندا للحج للعام 1446هـ
وارسو – واس : أقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حفل توديع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للحج والعمرة والزيارة للعام 1446هـ، بمقر سفارة المملكة في جمهورية بولندا بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين سعد بن صالح الصالح، ومفتي جمهورية بولندا رئيس الاتحاد الإسلامي توماش ميشكيفيتش، وعدد من المسؤولين بالسفارة وضيوف البرنامج لهذا العام.واستهل الحفل بعرض مرئي عن البرنامج وتاريخه وخدماته الذي يبرز دوره وإسهاماته في تمكين قرابة (65) ألف حاج وحاجة من (140) دولة حول العالم من تأدية مناسك الحج والعمرة والزيارة في أجواء إيمانية وخدمات متكاملة ونوعية على نفقة خادم الحرمين الشريفين.ورفع السفير سعد بن صالح الصالح, الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على تنفيذ برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن هذا البرنامج من المبادرات الرائدة التي تجسد عناية واهتمام قيادة المملكة بضيوف الرحمن، ومكن البرنامج -بفضل الله- ثم دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- السخي العديد من المسلمين، خاصة من الأقليات في أوروبا، من أداء مناسك الحج، وكان له أثر بالغ وصدى واسع في العالم الإسلامي.وأوضح أنه لمسنا من حجاج جمهورية بولندا مشاعر الامتنان والوفاء تجاه المملكة وقيادتها الرشيدة -رعاها الله- على هذه المبادرة الكريمة، التي تتكرر كل عام لتبعث برسائل المحبة والخير إلى أنحاء العالم الإسلامي، وتؤكد مكانة المملكة وريادتها في خدمة الإسلام والمسلمين.من جانبه، أكد مفتي جمهورية بولندا أن المملكة منذ تأسيسها منارة للخير، وركيزة في دعم الإسلام والمسلمين حول العالم، من خلال ما تقدمه من مبادرات ومساعدات تسهم في تيسير أداء الشعائر وتعزيز الروابط الإسلامية, مقدمًا الشكر والتقدير للمملكة على هذه المكرمة التي تمكّن المسلمين من أداء مناسك الحج، وتُجسّد رسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين. وفي ختام الحفل سلّم سفير خادم الحرمين الشريفين ومفتي بولندا الحجاج البولنديين المشمولين بالبرنامج لهذا العام حقيبة الحاج التي وفرتها وزارة الشؤون الإسلامية, ضمن خدمات البرنامج التي تحتوى على كل ما يحتاجه الحاج قبل سفره إلى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج والعمرة. مقالات ذات صلة

منذ 4 ساعات
اتحاد المصارف السوداني يهنىء د.كامل ادريس بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء
واعرب عن ثقته التامة بأن ما يملكه من كفاءة وخبرة دولية رفيعة، وسجلٍ حافل بالعطاء، سيكون خير معين في قيادة البلاد خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها أمتنا، نحو بر الأمان والاستقرار. وقال "نسأل الله العلي القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم في أداء المهام الجسام الملقاة على عاتقكم، وأن يعينكم على تحقيق تطلعات الشعب السوداني . كما نأمل أن يكون هذا التعيين المبارك فأل خير وبداية عهد جديد، تنعم فيه بلادنا بالأمن والاستقرار والنهضة الاقتصادية، بما يعيد للسودان مكانته المستحقة بين الأمم ، ويحقق لمواطنيه آمالهم في العيش الكريم والرفاه الاجتماعي.

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
رئيس البرلمان العربي يستقبل ولي عهد الفجيرة ويهنئه بمناسبة تكريمه في اليوم العربي للاستدامة
وتقدم رئيس البرلمان العربي بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة تكريم سموه من قبل جامعة الدول العربية بجائزة يوم الاستدامة العربي، مؤكدًا أنه تكريم مستحق يعكس ما يقدمه سموه من جهود نوعية ورؤية طموحة في دعم مسيرة التنمية المستدامة، والارتقاء بمكانة إمارة الفجيرة على كافة المستويات. وأضاف "اليماحي" أن هذا التكريم هو شهادة عربية على دور سموه القيادي والمُلهم في تمكين الشباب، وتعزيز الابتكار، والعمل على تحقيق تطلعات الأجيال القادمة، في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حفظه الله، وترسيخًا للمبادئ التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة ، في الريادة، والعمل، والبناء، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة– حفظه الله ورعاه. وأضاف رئيس البرلمان العربي في كلمته الترحيبية أن ما تشهده إمارة الفجيرة من إنجازات ملموسة ورائدة في مجال التنمية المستدامة، هي إنجازات تبعث على الفخر والاعتزاز لكل مواطن إماراتي وعربي، وتُجسِد كيف استطاعت إمارة الفجيرة، برؤيتها المستقبلية واستراتيجياتها المتكاملة، أن ترسخ مكانتها كمركز حيوي للتنمية المستدامة، كما تقدم دليلًا ملموسًا على ما يمكن تحقيقه حين تتكامل الرؤية الحكيمة مع العمل الجاد والمستدام. ومن جانبه، أعرب سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد إمارة الفجيرة عن تقديره للدور الذي يقوم به البرلمان العربي في دعم العمل العربي المشترك، والدفاع عن القضايا العربية، مؤكدًا على أهمية الدور الذي يقوم به البرلمانيون في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدول العربية. حضر اللقاء من جانب البرلمان العربي معالي اللواء طارق نصير نائب رئيس البرلمان العربي، ومعالي النائب علاء عابد، ومعالي اللواء يسري مغازي عضو البرلمان العربي، ومعالي النائبة شادية الجمل، وعدد من قيادات الأمانة العامة بالبرلمان العربي. وحضر مع سمو ولي عهد إمارة الفجيرة سعادة الدكتور أحمد أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وسعادة حمدان كرم مدير المكتب الخاص لسمو ولي عهد الفجيرة.