logo
خمسة أشياء قد لا تعرفها عن البابا فرنسيس

خمسة أشياء قد لا تعرفها عن البابا فرنسيس

الأيام٢٢-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
توفي البابا فرنسيس، أول رئيس من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عاماً.إليكم بعض الحقائق الأقل شهرة عن خورخي ماريو بيرغوليو، المولود في الأرجنتين، والذي قاد كنيسة تضم أكثر من مليار شخص لمدة 12 عامًا.
عمل كحارس شخصي في السابق
نشأ بيرغوليو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وتخرج من المدرسة الثانوية حاملاً شهادة الدبلوم في الكيمياء التطبيقية، قبل أن يحصل على شهادة في علم اللاهوت، ويواصل تدريس الأدب وعلم النفس.شجعه والده على العمل في سن الثالثة عشرة، وساعده لأيجاد وظيفة كعامل نظافة في مصنع للجوارب، وفقاً لمقابلة أجراها عام 2010.بعد بضع سنوات، أثناء إلقائه كلمة في كنيسة بروما، أثار دهشة الحاضرين عندما كشف أنه بالإضافة إلى كنس الأرضيات، كان يعمل أيضاً حارساً شخصياً في ملهى ليلي.
مشجعٌ قوي لكرة القدم
كان البابا فرنسيس مشجعاً مخلصاً لفريق سان لورينزو دي ألماغرو، الفريق المحلي في بوينس آيرس الذي دأب على تشجيعه عندما كان شاباً.أعلى درجات الحماسة والشغف بدت عندما فاز سان لورينزو في عام 2014 بكأس ليبرتادوريس، أحد أعرق البطولات لأندية كرة القدم في أمريكا الجنوبية. كان ذلك الفور هو الأول في تاريخ النادي الذي كان عمده آنذاك 106 أعوام.وعندما سُئل البابا عما إذا كان دعمه عاملاً في فوز فريقه المحبب، أجاب: "أنا سعيد جداً بهذا، ولكن، لا، إنها ليست معجزة".كما فاز الفريق بالدوري الأرجنتيني الممتاز في ذلك العام، وقدم أعضاء الفريق للبابا قميصاً رياضياً مطبوعاً عليه عبارة "فرانسيسكو كامبيون"، أو "فرانسيسكو تشامبيون"، على ظهره.
Getty Images
التقى البابا فرانسيس، مع جيانلويجي بوفون (يسار) وليونيل ميسي (يمين)
التقى البابا فرنسيس أيضاً بالعديد من عظماء كرة القدم، بمن فيهم ليونيل ميسي والراحل دييغو مارادونا، بالإضافة إلى النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وحارس المرمى الإيطالي جيانلويجي بوفون.وتم تأجيل جميع مباريات الدوري الإيطالي الممتاز الأربع، المقرر إقامتها يوم الاثنين المقبل، بعد الإعلان عن وفاة البابا.
كان يحب ركوب الحافلة
لطالما عُرف البابا فرنسيس بأخلاقه التي تميل إلى البساطة وإسداء الخدمة، التي بدت جلية في اختياراه لركوب وسائل النقل العام.مباشرةً بعد انتخابه بابا، استقلّ حافلةً مشتركةً إلى منزله مع مجموعة من الكرادلة بدلاً من استخدام سيارة الليموزين البابوية.
Getty Images
أوضح البابا فرنسيس أنه يفضل السيارات المتواضعة على السيارات الفاخرة
قبل توليه منصب البابا، عُرف بأسلوب حياته المتقشف في بوينس آيرس، حيث أصبح كاردينالاً ورئيس أساقفة، وكان يسافر كثيراً بالحافلات وقطارات الأنفاق في المدينة، وكان يسافر غالباً في الدرجة السياحية عند سفره بالطائرة.كما عُرف البابا برفضه للسيارات الفاخرة واختياره أنواع سيارات بسيط، مثل فورد فوكس في إيطاليا، أو فيات 500L التي استخدمها في زيارة للولايات المتحدة عام 2015.كان يستخدم "السيارة البابوية" كثيراً لتحية الناس أثناء زياراته، لكنه لم يكن يفضل السيارة المزودة بزجاج مضاد للرصاص بينه وبين المصلين، ووصفها ذات مرة بأنها أشبه بـ"علبة سردين".
Getty Images
قام البابا فرنسيس برحلته الأخيرة إلى ساحة القديس بطرس في اليوم السابق لوفاته، حيث كان يلوح من سيارته البابوية المفتوحة
كان يصلي يوميا من أجل حس الفكاهة
كان البابا فرنسيس معروفاً بمزاحه وضحكاته خلال لقاءاته مع الجمهور.في عام 2024، استضاف أكثر من 100 كوميدي من 15 دولة في الفاتيكان، من بينهم جيمي فالون، وكريس روك، وووبي غولدبرغ.
EPA
قال البابا الراحل للممثلين الكوميديين إن إلقاء النكات حول الدين لا يعدّ كفراً، على ألا يحتوي على الإساءة.
وأخبر البابا الممثلين الكوميديين حينها، أنه ظلّ يصلّي يومياً لأكثر من 40 عاماً قائلاً: "يا ربّ، امنحني حسّاً فكاهياً".هذا جزء من صلاة توماس مور، الذي أُعدم بتهمة الخيانة في عهد الملك الإنجليزي هنري الثامن في القرن السادس عشر، وأعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً لاحقاً.وتقول الصلاة، التي تُليت على المشاركين: "امنحني نعمة أن أتقبل النكتة، وأن أكتشف في الحياة شيئاً من الفرح، وأن أشاركها مع الآخرين".كما قال لهم: "إن إلقاء النكات حول الدين لا يعد كفراً" ، مضيفاً أنه "يمكن القيام بذلك دون المساس بالمشاعر الدينية للمؤمنين".
لقد بنى قاعدة جماهيرية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي
في عام 2018، وصف البابا فرنسيس الإنترنت بأنه "هبة من الله"، مضيفاً أنه يتطلب "مسؤولية كبيرة".أطلق سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2012 حساباً بابوياً على تويتر، الذي أصبح يُعرف الآن باسم إكس-X، لكن ازداد عدد المتابعين له بشكل كبير خلال فترة البابا فرنسيس.
Getty Images
لقد جمع الحساب البابوي على تويتر سابقاً، إكس حاليا ملايين المتابعين، فيما تعود هذه الصورة لعام 2023
ينشر الحساب تغريدات بتسع لغات، وهي الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية، البرتغالية، البولندية، الفرنسية، الألمانية، العربية، واللاتينية، ويتابعه أكثر من 50 مليون شخص.مع ذلك، أثارت منشوراته بعض المفاجآت، على سبيل المثال عندما ذكر وسم #saints. ما أدى إلى عرض شعار فريق نيو أورلينز سينتس لكرة القدم الأمريكية (NFL) تلقائياً على المنصة، أثار ذلك موجة من السخرية بين المتابعين.كما نشر حسابه على إنستغرام، الذي يضم 9.9 مليون متابع، مؤخراً دعاء حول استخدام "التقنيات الجديدة"، بأن لا تحل محل العلاقات الإنسانية، أن تحترم كرامة الإنسان، وتساعده على مواجهة أزمات العصر".آخر منشور له على منصة إكس، كان يوم الأحد، بمناسبة عيد الفصح، أي قبل وفاته بيوم، يقول: "المسيح قام! هذه الكلمات تُجسّد المعنى الكامل لوجودنا، لأننا لم نُخلق للموت بل للحياة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توقيف المغني الأمريكي كريس براون في بريطانيا
توقيف المغني الأمريكي كريس براون في بريطانيا

مراكش الآن

timeمنذ 6 أيام

  • مراكش الآن

توقيف المغني الأمريكي كريس براون في بريطانيا

أوقفت الشرطة البريطانية مغني موسيقى 'آر أند بي' الأمريكي كريس براون، الحبيب السابق للنجمة ريهانا، الخميس في المملكة المتحدة للاشتباه في ضلوعه باعتداء جسدي عنيف سنة 2023 داخل ملهى ليلي في لندن، على ما ذكرت تقارير صحافية. وأفادت صحيفتا 'دايلي تلغراف' و'ذا صن' أن الشرطة اعتقلت براون البالغ 36 عاما، في الساعات الأولى من صباح الخميس في فندق بمدينة مانشستر شمال غرب البلاد. وأعلنت شرطة العاصمة لندن احتجاز رجل يبلغ 36 عاما للاشتباه في إلحاقه أذى جسديا خطيرا، من دون الكشف عن اسمه. وأفادت صحيفة 'ذا صن' أن عناصر الشرطة قبضوا على براون، الحائز على جائزة غرامي، في فندق لوري ذي تصنيف الخمس نجوم في مانشستر، على خلفية الاشتباه باعتدائه على المنتج الموسيقي آبي دياو بزجاجة مشروب في ملهى 'تايب' الليلي في حي مايفير الراقي بلندن في فبراير 2023. وفقا للتقارير، وصل النجم إلى مطار مانشستر على متن طائرة خاصة بعد ظهر الأربعاء. ومن المقرر أن يُحيي براون عددا من الحفلات في بريطانيا الشهر المقبل. وقال ناطق باسم شرطة العاصمة لوكالة فرانس برس 'أُلقي القبض على رجل يبلغ 36 عاما في فندق بمانشستر بعيد الساعة الثانية صباحا (01,00 بتوقيت غرينيتش) الخميس 15 ماي للاشتباه في إلحاقه أذى جسديا خطيرا، 'وهو لا يزال قيد الاحتجاز'. اشتهر براون في سن مبكرة بأدائه القوي لأغاني 'آر أند بي'، ثم تحول إلى موسيقى الراب، لكن سمعته تضررت لاحقا بسبب اتهامات بممارسة العنف الأسري وإساءة المعاملة. وقد دين بضرب ريهانا، شريكة حياته آنذاك، قبل حفل توزيع جوائز غرامي لعام 2009، ما أجبر نجمة البوب على تفويت الحفلة السنوية.

الدخان الأبيض يتصاعد من الفاتيكان: اختيار بابا جديد خلفًا للبابا فرنسيس
الدخان الأبيض يتصاعد من الفاتيكان: اختيار بابا جديد خلفًا للبابا فرنسيس

أكادير 24

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • أكادير 24

الدخان الأبيض يتصاعد من الفاتيكان: اختيار بابا جديد خلفًا للبابا فرنسيس

agadir24 – أكادير24 أعلن الفاتيكان، زوال اليوم الخميس 8 ماي 2025، عن انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، إيذانًا بنجاح المجمع المغلق في اختيار خليفة للبابا الراحل فرنسيس. وحصل البابا المنتخَب على ما لا يقل عن 89 صوتًا من أصل 133 كاردينالًا شاركوا في عملية الاقتراع، ليتأكد اختياره رسميًا وسط ترقب عالمي كبير. وتفاعل الحضور في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بالفرح والتصفيق، في انتظار الإعلان الرسمي المنتظر بعبارة 'لدينا بابا!' التي سيطلقها أحد الكرادلة البارزين. وعلى وقع الدخان الأبيض، دقّت أجراس كاتدرائية ساغرادا فاميليا في برشلونة، وكاتدرائية ألمودينا في مدريد، تزامنًا مع الأجواء الاحتفالية التي عمّت محيط الفاتيكان. ويُذكر أن البابا فرنسيس توفي يوم 21 أبريل الجاري عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد تعرضه لسكتة دماغية. وقد تولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية منذ سنة 2013.

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة
من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة

الأيام

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الأيام

من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة 'الإلغاء' وحقّ الجمهور بالمحاسبة

AFP النقيب أعلن قرار فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، مستنداً إلى "النظام 40، فقرة 58" من النظام الداخلي للنقابة، والذي يُجيز شطب قيد أي عضو "يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة". تشهد نقابة الفنانين السوريين في الآونة الأخيرة صراعاً محتدماً يعكس عمق الانقسامات السياسية في البلاد. فقد أصدرت النقابة، قبل يومين، بياناً موقّعاً باسم النقيب مازن الناطور، أعلن فيه إلغاء قرار عزله من منصبه، وذلك بعد ساعات قليلة من تسريب قرار العزل إلى وسائل إعلام سورية، وكان موقّعاً من نائب النقيب، الفنان نور مهنا. وقد برّر مهنا قرار العزل باتهام الناطور بـ"الاستئثار والتفرّد في اتخاذ القرار، وتهميش المجلس المركزي، ومخالفة القانون الناظم لعمل النقابة". وتأتي هذه التطوّرات بعد أسابيع قليلة من تصدّر نقابة الفنانين السوريين عناوين الأخبار، عقب منح النقيب عضوية النقابة "بمرتبة الشرف" لكلٍ من: المغنية السورية أصالة نصري، والمؤلف الموسيقي مالك جندلي، والمغني التراثي أحمد القسيم، والمغني اللبناني فضل شاكر. لكن القرار الأكثر إثارة للجدل جاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، حين أعلن الناطور فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة، استناداً إلى "النظام 40، الفقرة 58" من النظام الداخلي للنقابة، والذي يُجيز شطب قيد أي عضو "يسيء إلى سمعة الجمهورية العربية السورية أو ينافي الآداب العامة". وقد أثار القرار موجة واسعة من الجدل، أعادت إلى الواجهة نقاشات قديمة حول العلاقة بين الفن والسياسة، وحدود حرّية التعبير، و"ثقافة الإلغاء" التي تشهد اهتماماً متزايداً حول العالم في السنوات الأخيرة. وفي مقابلة صحفية، قال الناطور إن قرار فصل فواخرجي "جاء في ضوء تصريحاتها التي تمجّد فاعلي الجرائم الأسدية في وقتٍ لا تزال فيه جراح السوريين مفتوحة"، مضيفاً: "الآن، بعد الإعلان الدستوري الجديد الذي يُجرّم من يمجّد الجرائم الأسدية أو ينكرها أو يمجّد فاعليها، خصوصاً أننا لا نزال نعيش مآسي الجرائم الأسدية، ولم يمضِ قرنان على ما فعله الأسد في سوريا، أن يأتي عضو في نقابة الفنانين له تأثير على جمهوره ويطعن بآلام السوريين، ويمجّد ويمنح صفة الشرف للقاتل، فهذا يتنافى حتى مع أبسط القيم الإنسانية والنقابية والوطنية". وكانت فواخرجي قد وصفت، في مقابلةٍ أجرتها في فبراير/ شباط الماضي، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بـ"الشريف"، مشيرةً إلى أنها لا تزال ترى فيه هذه الصفة "إلى أن يتبيّن العكس". وفي تصريحات أخرى لها خلال شهر رمضان الماضي، كرّرت فواخرجي وصف الأسد بـ"الإنسان المحترم"، وقالت إن النظام السوري كان بمثابة "صمام الأمان" للبلاد طوال فترة حكمه. فنّانون في "قفص الاتهام" Getty Images واجه الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اتهامات بسلوكيات مسيئة تجاه النساء، ودعت بعض التيارات النسوية إلى كسر الهالة المحيطة به وبأعماله. لا يقتصر الجدل الذي أثاره قرار فصل فواخرجي من النقابة على السياق السوري وحده. إذ يعيد إلى الواجهة نقاشاً عالمياً أوسع حول العلاقة المعقّدة بين الفنّ ومواقف صاحبه، ومدى إمكانية أو مشروعية فصل العمل الفنّي عن سلوكيات صاحبه ومواقفه الشخصيّة. وعبر التاريخ، اتخذ العديد من الفنانين البارزين مواقف إشكالية ومثيرة للانقسام، سواء كانت سياسية أو أخلاقية، وتعرّضوا على إثرها لدعوات للمقاطعة أو لإعادة النظر في إرثهم، لا سيما خلال العقود الأخيرة. ولعلّ أشهر مثال على الإطلاق في هذا السياق هو الموسيقي الألماني ريشارد فاغنر. وقد رُوِّج لفاغنر خلال الحقبة النازية على أنه من الملحّنين المفضّلين لدى أدولف هتلر. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت صورة فاغنر التاريخية بهذه الصفة، ولا يزال الجدل قائماً حول مدى تأثير أعماله الفنّية وكتاباته، لا سيما مقاله "اليهودية في الموسيقى"، في تشكيل أيديولوجيا ألمانيا النازية. كذلك الأمر بالنسبة للشاعر الأمريكي عزرا باوند الذي أيّد الفاشية وبثّ خطابات معادية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ما أدّى إلى اعتقاله بتهمة الخيانة وإيداعه في مصحّة عقلية، لكنه لا يزال يُدرَّس في أقسام الأدب، وإن ضمن سياقات نقدية صارمة. بدوره، واجه الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اتهامات بسلوكيات مسيئة تجاه النساء، ودعت بعض التيارات النسوية إلى كسر الهالة المحيطة به وبأعماله. وفي وقتٍ أقرب، أدّت اتهامات بالاعتداءات الجنسية إلى الإطاحة بالمخرج البولندي رومان بولانسكي وبالممثل كيفن سبايسي من مشاريع فنّية كبرى، فيما لا تزال أعمال الفنان الأمريكي مايكل جاكسون الغنائية موضع انقسام بين من يحتفل بها ومن يدعو إلى مقاطعتها لا سيما بعد عرض الفيلم الوثائقي "ليفينغ نيفرلاند" عام 2019 الذي أعاد إلى الواجهة اتهام جاكسون بالاعتداء الجنسي على أطفال. كذلك، تسببت آراء الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ والتي اعتُبرت معادية للعابرين والعابرات جنسياً، في انقسام جمهور سلسلة هاري بوتر، إحدى مؤلفاتها، بين من يرى فيها خطاب كراهية ومن يدافع عن حقها في التعبير. "إلغاء" الفنانين: بين المحاسبة والرقابة Getty Images تسببت آراء الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ والتي اعتُبرت معادية للعابرين والعابرات جنسياً، في انقسام جمهور سلسلة هاري بوتر يستند أنصار إلغاء الفنانين بشكلٍ أساسي إلى فكرة أن الشهرة تمنح أصحابها سلطة رمزية وتأثيراً واسعاً على الرأي العام، وبالتالي لا يمكن التعامل مع آرائهم أو سلوكياتهم على أنها "شخصية" أو "معزولة عن الفن". بالنسبة إليهم، استمرار دعم الفنانين الذين يروّجون لخطابات عنيفة - سواء كانت عنصرية أو تبريرية للجرائم أو معادية للنساء أو العابرين جنسياً - يعدّ تطبيعاً مع هذا الخطاب، بل ومشاركة غير مباشرة في الأذى. كما يرون أن استهلاك أعمال هؤلاء الفنانين يدعمهم مادياً وثقافياً، ويرسل رسالة صامتة مفادها أن الإبداع يمنح صاحبه أو صاحبته إعفاءً من المساءلة. من هنا، يُطرح الإلغاء كنوع من التضامن مع الضحايا، وكتحرك مجتمعي يفرض نوعاً من العدالة الرمزية. في المقابل، يحذّر المدافعون عن فصل الفن عن الفنان من أن ثقافة الإلغاء قد تتحوّل إلى أداة رقابة وقمع، تحكم على الناس بمعايير أخلاقية متغيّرة وتضيّق هامش التعبير. ويشير هؤلاء إلى أن العديد من الفنانين الذين يُعدّون رموزاً اليوم كانت لديهم مواقف إشكالية بمعايير الحاضر، فهل يعني ذلك محو إرثهم بالكامل؟ إضافة إلى ذلك، يرى هذا التيار أن الإبداع فعل إنساني معقّد، وأن مطالبة الفنانين بالكمال الأخلاقي هو أمرٌ في غاية الصعوبة. نظرية "موت المؤلّف" Getty Images يرفض بارت تضمين أي حكم نقدي لعمل فني بُعداً أخلاقياً يصل إلى مؤلف العمل نفسه خلال القرن الماضي مع تنامي إشكالية فصل الفنّ عن الفنّان، وإشكالية إن كان ذلك ممكناً، برزت نظريات عدّة سعت إلى تقديم حلول لما بدا في أحيان كثيرة أشبه بمعضلة. أهم هذه النظريات، نظرية "النقد الجديد" ونظرية المفكر الفرنسي وعالم السيميائيات رولان بارت عن "موت المؤلف". النظرية الأولى أطلقها بدايةً الشاعر الأميركي تي. أس. إليوت حين كتب أنه على القراء كي يقيّموا القصيدة التي بين أيديهم، ألا ينظروا إلى آثار حياة المؤلف، ولا إلى ما يمكن أن يكون قد قصده المؤلف، لكن عوضاً عن ذلك التعامل مع القصيدة كمرجع لذاتها منفصل عن العالم. لكن نظرية "موت المؤلف" تظلّ الأكثر شهرةً في هذا المجال، حين أعلن بارت عام 1967 أن الكاتب لا يخلق نصّاً، بل القارئ هو من يفعل ذلك. ويرفض بارت تضمين أي حكم نقدي لعمل فني بُعداً أخلاقياً يصل إلى مؤلف العمل نفسه، لأن برأيه لا يجب أن يكون النقد مهتماً بالمؤلف بل بالعمل فقط. ويرى أن صورة الأدب في الثقافة المعاصرة متمركزة بشكل "استبدادي" على المؤلف، شخصه، وتاريخه، ومذاقه، وشغفه، والنقد لا يزال يعتمد في أغلب الأحيان على القول مثلاً "إن عمل بودلير الأدبي هو نتيجة فشل بودلير الرجل، وعمل فان غوغ هو نتيجة جنونه، وعمل تشايكوفسكي هو نتيجة سيئاته؛ تفسير العمل دائماً يعتمد على الشخص الذي أنتجه". يقول بارت: "في كل مرة، نهتم فيها بنيّات المؤلف وحالته النفسية، نعود إلى المؤلف - الإله. نعطي المؤلف قوة تأويلية (على ما نفكر به نحن) وقوة مؤسساتية (على كيف يمكنه أن يتعامل مع الناس من دون عواقب)". ويضيف: "لنقل إن المخرج يخرج فيلماً. ما أن يسرد الموقف وصولاً لنهاياته اللازمة (...) يصبح (المخرج) خارجاً عن أي وظيفة إلا عن التمثيل القوي للرمز. يحدث هذا الفصل، يفقد الصوت مصدره، يدخل المؤلف موته، وتبدأ الكتابة". الفنّ ليس "بريئاً" على عكس هذه المقاربات التي تدعو إلى فصل العمل الفني عن حياة صانعه، نجد وجهات نظر أخرى تعتبر أن هذا الفصل يُستخدم في كثير من الأحيان لتبرئة الفنّ من مضامينه السلطوية أو حتى العنفيّة. ويعتبر هذا التوجه أن من غير الممكن تقييم العمل الفني بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي أُنتج فيه، ولا عن المنظومات التي يعكسها أو يعيد إنتاجها، سواء كانت استعمارية أو أبوية أو عنصرية. على سبيل المثال، ناقدات نسويات مثل البريطانية لورا مولفي التي ابتكرت مفهوم "النظرة الذكورية" في الفنّ، رأين علاقة عضوية بين الفنّ والفنّان. فقد رأت مولفي في مقالها الشهير "اللذة البصرية وسينما السرد" (1975)، أن السينما الكلاسيكية، وخصوصاً الهوليوودية مبنية على تمثيل المرأة كجسد يُنظر إليه ويُشتهى، لا كذات فاعلة. فهي "صورة"، فيما الرجل هو "صاحب النظرة" وفاعلها. ومعظم هذه الأعمال إن لم تكن كلّها، من صناعة رجال. ويُظهر تحليل مولفي لبنية النظرة في السينما أن المشكلة لا تقتصر على حياة الفنان الشخصية أو مواقفه، بل تمتد إلى داخل العمل نفسه. أي أن الأيديولوجيا الذكورية لا تأتي فقط من سلوك المخرج أو الكاتب خارج الفيلم، بل تتسرّب إلى اللغة البصرية، وإلى كيفية بناء السرد وتوزيع الأدوار والسلطة داخل الحكاية. بهذا المعنى، يصبح من الصعب فصل الفن عن الفنان، ليس فقط لأن الفنان قد يكون شخصاً مسيئاً، بل لأن رؤيته للعالم التي قد تكون قائمة على تمييز ما، تتجسّد في العمل الفني نفسه. ويوضح هذا المثال جوهر التوجه النقدي الذي نجده على نطاق واسع في النقد النسوي ونقد ما بعد الاستعمار. ويرى هذا التوجه أنه لا يمكننا التعامل مع الفن ككائن مستقل ومتعالٍ عن سياقه. لأنه، في كثير من الأحيان، ينتج ويعيد إنتاج البنى ذاتها التي تديم التمييز والعنف الرمزي. من هنا، لا تكون المطالبة بإلغاء فنان مسيء موقفاً رقابياً أو أخلاقوياً فحسب، بل أداة تحليلية في مشروع أوسع لتفكيك البُنى السلطوية التي ينطوي عليها هذا الفنّ، والتي بدورها تُنتجه وتُكرّسه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store