logo
زيارة ترامب للسّعوديّة: نتنياهو أكل 'لسانه'..

زيارة ترامب للسّعوديّة: نتنياهو أكل 'لسانه'..

أحمد الصادق – رام الله
لا يمكن القول إنّ في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية شرخاً، أو إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تخلّى عن إسرائيل، لكنّ ذلك لا يُخفي ذهول الإسرائيليين منه. إذ أثارت خطوات الرئيس الأميركي قلق المعارضة الإسرائيلية، وتحذّر شخصيات عسكرية وأكاديمية وسياسية من مغبّة خسارة الدعم الأميركي لإسرائيل في ظلّ حرص بنيامين نتنياهو على التضحية بمستقبل إسرائيل وأمنها وعلاقاتها من أجل البقاء سياسياً.
لا يرى أقطاب اليمين الإسرائيلي في ترامب سوى صديقهم المفضّل، وقد احتفوا بفوزه لاعتقادهم أنّه سيمنحهم شيكاً مفتوحاً من الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي. لكنّ تلك القناعة باتت تقف على أرض رخوة وتهتزّ على وقع توجّهات ترامب التي اتّخذها بعيداً عن إسرائيل ومن دون التنسيق معها، سواء فتح قناة مفاوضات مع حركة حماس أو بدء مفاوضات تبدو ناجحة حتّى الآن مع إيران للوصول إلى اتّفاق نووي جديد، وعقد اتّفاق على وقف إطلاق النار مع الحوثيين.
ترفع زيارة ترامب المرتقبة لدول الخليج، وتحديداً السعودية، مستوى القلق الإسرائيلي يوماً بعد آخر، ومردّ ذلك يعود لجهل حكومة نتنياهو بما يفكّر فيه ترامب وما يحمله من صفقات. وهو ما يدلّل على وجود أزمة ثقة بين الطرفين، نتيجة شعور ترامب بتلاعب نتنياهو به، ومحاولته كسب الوقت وعرقلة مساعيه في تحقيق إنجازات سريعة في العديد من الملفّات في المنطقة.
قلق متفاقم
اللافت في الشارع الإسرائيلي أنّ نتنياهو التزم الصمت وكأنّ الفأر أكل لسانه إزاء ما قام به ترامب حديثاً، ولم يعقّب علناً على قراراته خشية من ردّ فعله، وهو ما دفع صحافيين إسرائيليين للاعتراف أنّ نتنياهو لا يمكنه معارضة ترامب كما فعل مع سلفه جو بايدن.
قلق حكومة نتنياهو من زيارة ترامب للسعودية واضح، وقد عبّرت عنه وسائل إعلام عبريّة صباح الأحد 11 أيّار، إذ قالت 'يديعوت' إنّ 'واشنطن تواصل تعزيز علاقاتها مع دول الخليج على حساب إسرائيل التي قد تجد نفسها خارج اللعبة وتدفع أثماناً في ملفّات تقليدية كانت تعتبرها خطّاً أحمر'.
أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنّ هناك قلقاً لدى المؤسّستين الأمنيّة والعسكرية (الجيش) و'الشاباك' و'الموساد' من أنّ صفقة أمنيّة في الخليج، عدا عن المباحثات من أجل اتّفاق مع إيران، يمكن أن تلحق الضرر بإسرائيل أيضاً، وهناك خشية من أن ينقلب ترامب في موضوع غزّة ويطلب إنهاء الحرب. بل وإعلان مسار للدولة الفلسطينية كما نقلت ' CNBC ' عن مصادر أميركية أنّ ترامب في صدد إعلان هذا المسار الفلسطيني من الرياض.
الاعتقاد في إسرائيل أنّ العلاقات الأميركية – السعودية تزداد قوّة وصلابة وعمقاً، وزيارة ترامب ستزيد أوجها، خاصّة ما قد تسفر عنه من توقيع اتّفاق بيع أسلحة استراتيجية للمملكة بنحو مليار دولار، وإمكان منح ترامب الموافقة على برنامج نووي مدني للسعوديّة، من دون مناقشة أو إلزام الرياض بالتطبيع مع إسرائيل.
ينظر الشارع الإسرائيلي لنتنياهو على أنّه السبب في توجّهات ترامب الأخيرة في المنطقة، وفي تعميق عزلة إسرائيل دوليّاً، وفي هذا الإطار قال زعيم حزب الديمقراطيين بإسرائيل يائير جولان إنّ 'نتنياهو دمّر العلاقة الخاصّة مع واشنطن'، وإنّ 'قوى العالم تجتمع هذه الأيّام لتشكيل نظام إقليمي جديد، وإسرائيل خارج المعادلة'، وأضاف: 'إسرائيل دولة منقسمة ومنبوذة وفقيرة بسبب غلاء معيشة جنوني وتنهار من الداخل'.
بينما أسقط ترامب إسرائيل من جدول زيارته للمنطقة، باتت السعودية وجهته الأولى في المنطقة، ولهذا الأمر اعتبارات سياسية، وهذه الأولويّة في جدول ترامب أصابت نتنياهو وحكومته بالحرج، خاصّة مع إرجاء وزير الدفاع الأميركي بيت أهيغسيث زيارته تل بيب بسبب الجولة. ولطالما تغنّت حكومة نتنياهو ووعدت بقرب التوصّل إلى تطبيع مع الرياض، واعتبار ذلك انتصاراً استراتيجيّاً، إلّا أنّ موقف الرياض يزيد قلق حكومة نتنياهو.
جولة مكتوب لها النّجاح
قالت صحيفة 'معاريف' في 4 أيار إنّ السعودية ليست معنيّة بأن يشمل جدول أعمال زيارة ترامب 'مسألة التطبيع مع إسرائيل، ولا أيّ مفاجآت قد ترد في تصريحات ترامب في هذا الصدد'. ورأى موقع 'واينت' العبري أنّ جولة ترامب الخليجية مكتوب لها النجاح، وتدلّل على نزعة أميركية لتجاوز الموقف الحكومي الإسرائيلي وعدد من السياسات الثابتة، بما في ذلك صفقة الأسلحة والتعاون الأمنيّ بين واشنطن والرياض، وتشكّل الزيارة تحدّياً حقيقياً لمبدأ الإبقاء على التفوّق النوعي الإسرائيلي الذي تتبنّاه الإدارات الأميركية.
كان التوافق السعودي الأميركي على تطوير قدرات سعودية في مجال الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم ذاتيّاً ولأغراض سلمية دوماً محطّ قلق لإسرائيل التي لا تريد لأيّ دولة إقليمية أن تملك هذه القدرات، لكنّ ذلك بات قريباً حسب المؤشّرات والتقديرات.
إلى جانب هذه المتغيّرات، لم يعد سرّاً وجود ضغوطات على نتنياهو في شأن العدوان على غزّة، كما نقلت صحيفة 'هآرتس' العبرية عن مصدر مطّلع، فإدارة ترامب تمارس ضغوطاً كبيرة على حكومة نتنياهو للتوصّل إلى اتّفاق مع حركة حماس قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، وهو ما تعتبره الإدارة الأميركية أمراً بالغ الأهميّة ودفعها إلى إرسال رسائل قويّة إلى تل أبيب تفيد بأنّ عدم التحرّك نحو اتّفاق قد يترك إسرائيل معزولة.
لا يراهن الفلسطينيون على التوتّرات بين واشنطن وتل أبيب، إلّا إذا صاحَبها ضغط عربي حقيقي على ترامب يشعر من خلاله أنّ مصالح واشنطن قد تُمسّ وتتضرّر، فيضغط بدوره على نتنياهو. وعليه قد تحوِّل زيارة ترامب للمنطقة قلقَ نتنياهو وحكومته إلى رعب، لكنّ ذلك مرتبط بالموقف العربي والخليجي أمام ترامب، والقدرة على دفعه لإنجاز صفقة شاملة في المنطقة تتضمّن إنهاء الحرب على غزّة، ومن دون ذلك سيفتح نتنياهو أبواب الجحيم على المنطقة برمّتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القوى الشيعية تطالب بـ"المثالثة" في توزيع السلطة
القوى الشيعية تطالب بـ"المثالثة" في توزيع السلطة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

القوى الشيعية تطالب بـ"المثالثة" في توزيع السلطة

كشف مصدر لبناني مقرب من الحكومة اللبنانية، طلب عدم الكشف عن هويته، عن تحركات مكثفة تقوم بها القوى الشيعية في لبنان للمطالبة بحصة "مثالثة" في توزيع السلطة. وتطالب هذه القوى بتخصيص ثلث مقاعد البرلمان (42 مقعداً من أصل 128) للشيعة، وثلث المناصب الوزارية والوظائف الإدارية العليا، وثلث المراكز الأمنية والعسكرية الحساسة. وقال المصدر لـ "إرم نيوز"، إن هذه المطالب تتناقض مع المادة 95 من الدستور اللبناني التي تقر المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البرلمان (64 مقعداً لكل طرف)، كما تتعارض مع روح اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية عام 1990 بعد 15 عاماً من الدمار وآثاره حتى اليوم على التركيبة الديمغرافية والاقتصادية والأمنية للبلاد. الخريطة الديمغرافية وأوضح المصدر أن هذه المطالب تستند إلى مزاعم بتغير الخريطة الديمغرافية في لبنان، حيث تدّعي القوى الشيعية أن نسبة الشيعة تتراوح من 35% إلى 40% من السكان، وهو ما لم يتم إثباته بإحصاء رسمي منذ عام 1932. المصدر أشار إلى أن هذه المطالب تثير قلقاً بالغاً لدى المكونات الأخرى، خاصة المسيحيين الذين يشعرون أنهم المستهدف الرئيسي، حيث إن تطبيق المثالثة سيقابله بالضرورة تقليص للحصص المسيحية والسنية. جدير بالذكر أن بطريرك الموارنة الكاثوليك الكاردينال بشارة الراعي كان أول من رفع الصوت محذراً من عواقب هذه المطالب، معتبراً أنها تهدد العيش المشترك وتعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية. وأضاف المصدر أن قوى سياسية سنية ومسيحية عديدة عبرت عن رفضها القاطع لهذه المطالب، واصفة إياها بأنها خرق صارخ للدستور واتفاق الطائف الذي كرس مبدأ "لا خاسر". وكشفت وثائق دبلوماسية حصلت عليها بعض الجهات الدولية عن تنسيق مكثف بين حزب الله والجهات الإيرانية لدعم هذه المطالب، حيث تبين بأن إيران تضخ ما يقارب 700 مليون دولار سنوياً لدعم حزب الله والقوى الشيعية في لبنان. وذكر المصدر أن هذه المطالب تمثل تحولاً استراتيجياً في أداء القوى الشيعية، من التركيز على القوة العسكرية إلى السعي للهيمنة السياسية، وذلك بعد تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة وتقلص قدرات حزب الله العسكرية. وحذر المصدر من أن الخطر الأكبر يكمن في أن هذه المطالب قد تعيد إنتاج نظام المحاصصة الطائفية بأشكال أكثر تعقيداً، وتفتح الباب أمام صراعات جديدة تهدد الاستقرار الهش أصلاً في لبنان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

"أطول ناطحة سحاب بالعالم في دمشق".. خبر يشغل سوريا هذه صحته
"أطول ناطحة سحاب بالعالم في دمشق".. خبر يشغل سوريا هذه صحته

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

"أطول ناطحة سحاب بالعالم في دمشق".. خبر يشغل سوريا هذه صحته

انتشرت أنباء بين السوريين خلال الأيام الماضية، تفيد بنية إنشاء ناطحة سحاب باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السورية دمشق. "ترامب" نعم "شام" لا! وتداولت أيضاً حسابات على موقع فيسبوك، يوم الأربعاء 21 أيار/ مايو الجاري، ادعاءً يزعم أن شركة "نيكسوس العالمية" وقّعت عقدا لإنشاء برج "الشام 1" في دمشق، والذي سيكون أطول ناطحة سحاب في العالم بارتفاع 1050 متراً، متجاوزاً "برج خليفة"، وبتكلفة تبلغ 8.5 مليار دولار، بتمويل من مستثمرين سوريين وعرب وأجانب. إلا أن الادعاء الأول صحيح فعلاً، حيث أكدت مجموعة "تايغر" العقارية ـأنها تعتزم بالفعل إطلاق مشروع برج ترامب في دمشق، وفقاً لصحيفة "الغارديان". لكن الادعاء الثاني خاطئ، إذ لم تُعلن أي شركة باسم "نيكسوس" عن توقيع عقد لبناء ناطحة سحاب في دمشق، ولم يصدر أي بيان رسمي عن الجهات الحكومية يؤكد توقيع عقد مع شركة تُدعى "نيكسوس" لإنشاء مشروع يسمى برج "الشام 1" في العاصمة السورية، وفق ما أفادت "منصة تأكد" لتقصي الحقائق. أما برج ترامب، فقال عنه رئيس المجموعة وليد الزعبي، إنه سيكون مؤلفا من 45 طابقا بتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار. وأوضح أن شركته ستطلق مشروع البرج كرمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلا أفضل، وفق كلامه. من الواقع إلى أرض الواقع يذكر أن سوريا كانت خاضعة لعقوبات أميركية منذ عام 1979، وتفاقمت بعد حملة القمع التي شنها الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد، على المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم إطاحة الفصائل العسكرية بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على البلاد. لكن الرئيس الأميركي أعلن من العاصمة الرياض، الأسبوع الماضي، رفع العقوبات بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأمس أكد وزارة الخزانة الأميركية أيضا رفع العقوبات بشكل فوري. وبالتالي بات من الممكن أن يتحول برج ترامب واقعاً، حيث من المقرر أن يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الانتخابات البلدية في الجنوب: اختبار حاسم لنفوذ حزب الله وسط ركام الحرب وضغوط دولية لنزع السلاح
الانتخابات البلدية في الجنوب: اختبار حاسم لنفوذ حزب الله وسط ركام الحرب وضغوط دولية لنزع السلاح

لبنان اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • لبنان اليوم

الانتخابات البلدية في الجنوب: اختبار حاسم لنفوذ حزب الله وسط ركام الحرب وضغوط دولية لنزع السلاح

وسط أنقاض بلدات جنوب لبنان التي سُويت أجزاء منها بالأرض خلال الحرب الأخيرة، انطلقت اليوم السبت الانتخابات البلدية، في لحظة سياسية مصيرية لحزب الله، الذي يحاول إثبات حضوره الشعبي رغم الخسائر الكبيرة التي تكبّدها. الحزب الذي خاض معركة دامية مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023 'نُصرة لغزة وتضامنًا مع حماس' – حسب روايته – يواجه اليوم تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على نفوذه الداخلي في وقت تتزايد فيه الدعوات لنزع سلاحه، وتقديم نفسه كقوة صامدة رغم التراجع الكبير في قدراته وهيبته. في مشهد انتخابي غير اعتيادي، انتشرت في الجنوب ملصقات دعائية تدعو الناخبين لدعم لوائح الحزب، في محاولة منه لتأكيد أن قاعدته ما زالت وفية رغم الأزمة. هذه الانتخابات لا تبدو تقليدية، بل أشبه باقتراع على النفوذ السياسي، يأتي في وقت حرج يترافق مع ضربات إسرائيلية متواصلة وارتفاع أصوات داخلية وخارجية تطالب بحصر السلاح بيد الدولة. وقد أشارت وكالة 'رويترز' إلى أن الحزب يسعى من خلال هذه الانتخابات لإظهار أنه ما زال ممسكًا بخيوط اللعبة السياسية، رغم أنه فقد عددًا من أبرز قياداته وآلاف من مقاتليه، كما تقلص نفوذه بشكل ملحوظ أمام خصومه السياسيين، ومعه تأثرت قدرته على التأثير في القرار الرسمي اللبناني. ومع إعلان الحكومة الجديدة عزمها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية، والذي ينص صراحة على نزع سلاح الجماعات المسلحة، بدا واضحًا أن حزب الله أمام مرحلة غير مسبوقة من التحديات الوجودية. فمطالبة الدولة بحصر السلاح في يد الجيش أصبحت شرطًا أساسياً للحصول على أي دعم دولي لإعادة إعمار الجنوب والمناطق المتضررة. وزير الخارجية اللبناني، يوسف راجي، أكد بدوره أن المجتمع الدولي ربط المساعدات بإخضاع السلاح لسلطة الدولة، وهو ما وضع ملف حزب الله مجددًا في قلب الانقسام اللبناني، مشيرًا إلى أن الدول المانحة لن تدعم الإعمار طالما ظل السلاح خارج إطار الشرعية. في السياق ذاته، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن أي عملية إعادة إعمار لن تكون ممكنة دون وقف القصف الإسرائيلي وتسريع الحكومة اللبنانية في التعامل مع مسألة السلاح. وأضاف أن المجتمع الدولي يريد أيضًا التزامات واضحة بإجراء إصلاحات اقتصادية. من جهته، حمّل حزب الله الحكومة مسؤولية التأخير في التحرك لإعادة الإعمار. وقال النائب حسن فضل الله إن على الدولة تأمين التمويل اللازم، متهمًا إياها بالتقصير، محذرًا من أن غياب العدالة في التعاطي مع المناطق المتضررة سيعمّق الانقسام الطائفي والسياسي. وقال: 'لا يمكن أن ينعم جزء من الوطن بالاستقرار بينما يعاني الآخر من الألم'، في إشارة إلى مناطق نفوذ الحزب في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف. من جانبه، رأى مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن ربط المساعدات بمسألة نزع السلاح يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، لكنه أشار إلى أن الحزب قد يرفض هذا الطرح بشدة لما يمثله من تهديد مباشر لمستقبله. أما رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، فأكد أن الدولة تفتقر للموارد الكافية لإطلاق عملية الإعمار، إلا أنه أشار إلى أن العمل جارٍ لرفع الأنقاض كبداية. وبحسب البنك الدولي، فإن كلفة إعادة الإعمار والتعافي في لبنان تقدر بنحو 11 مليار دولار، وهو مبلغ يعكس حجم الدمار الذي خلفته الحرب وتحديات المرحلة المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store