الفايز: العرش الهاشمي والوطن والجيش والأجهزة الأمنية خط أحمر
عمّان أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، عمق العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت، هذه العلاقات التي وضع أساسها المتين جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وبنى عليها بقوة جلالة الملك عبدالله الثاني أمد الله بعمره.كما أكد الفايز أن العلاقات الأخوية هي علاقات استراتيجية وتقوم على الاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وقضايا الأمة العربية العادلة، وقد أصبحت العلاقات الثنائية أنموذجاً للعمل العربي المشترك، مستذكرًا أول زيارة قام بها جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال إلى الكويت عام 1964، والتي تصادفت مع افتتاح قصر السلام من قبل المرحوم سمو الأمير عبدالله الصباح.وقال الفايز في مقابلة لبرنامج «إضاءة»، الذي تقدمه القناة الإخبارية في تلفزيون الكويت وأجراها الإعلامي منصور العجمي، «إننا في الأردن حريصون باستمرار على تعزيز علاقاتنا الأخوية مع دولة الكويت الشقيقة في مختلف المجالات، مبينًا أن ما شهدته العلاقات الأردنية الكويتية من تطور كبير، إنما هو بفضل حرص وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، وأخيه سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.وحول مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة، قال الفايز إن العلاقات السياسية بين الأردن والكويت تستند إلى رؤية وإرادة مشتركة للقيادتين الرشيدتين في البلدين، وتعززها الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الوثيقة بين الشعبين الشقيقين، حيث تعد بمثابة شراكة استراتيجية تشهد تطوراً مستمراً بمختلف المجالات.وفيما يتعلق بزيارة سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للأردن، كأول دولة يزورها بعد دول الخليج عقب تسلمه الحكم، أوضح الفايز أنها جاءت في إطار التأكيد على عمق العلاقات الأخوية الأردنية الكويتية، وهي تشكل دلالة قوية على متانة هذه العلاقات، والحرص المشترك من قبل سمو الأمير وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، على تعزيزها، إضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا العربية والإقليمية.وفيما يتعلق بالتنسيق الأردني الكويتي في ظل الأزمات الإقليمية، وكيف يمكن للأردن والكويت العمل معًا للحفاظ على الاستقرار والاعتدال في المنطقة، وكيف يرى موقف الكويت من القضية الفلسطينية، قال الفايز إن مواقف الكويت بخصوص القضية الفلسطينية ومختلف القضايا العربية العادلة هي مواقف مشرفة.أما بخصوص التنسيق الأردني الكويتي، فأكد أن المواقف الأردنية الكويتية تنطلق من رؤية واحدة، حول القضايا العربية العادلة والقضايا الإقليمية والدولية، وأنه ومنذُ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يتوقف التنسيق والتشاور، في مسعى مشترك لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.وبخصوص اعتبار العلاقات الثنائية تشكل نموذجاً في العمل العربي المشترك وانعكاس ذلك على التعاون بين البلدين بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، بيّن الفايز أن العلاقات الأخوية تشكل نموذجاً فريدا في العمل العربي المشترك، وقد انعكست متانة العلاقات على الجانب الاقتصادي الذي شهد تطورا كبيرا، وباتت الكويت اليوم تُعد أكبر دولة عربية لها استثمارات في الأردن، مؤكدًا أن الكويت كانت على الدوام إلى جانب الأردن ولم تقصر تجاه دعمه خاصة في ظل الظروف الصعبة.وحول موقف الأردن من القضية الفلسطينية، وما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية قال الفايز إن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين، والملوك الهاشميين خدموا القضية الفلسطينية منذ الملك عبدالله الأول رحمه الله، كما أن الأردن بقيادته الهاشمية ساند كفاح الشعب الفلسطيني منذ عهد إمارة شرق الأردن، والجيش الأردني الذي يسمى بالجيش العربي المصطفوي، تمكن ومعه المتطوعون من أبناء العشائر والقبائل الأردنية، من منع سقوط الضفة الغربية في حرب 1948.وأضاف أن «القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي قام بحملة شرسة ضد الاعتداء على قطاع غزة وسكانه، وسعى جلالته على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم فإن مواقفنا مشرفة، والخطاب السياسي والإعلامي والدبلوماسي الأردني ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي على القطاع، كان خطابا قويا وواضحا وصريحا في رفض العدوان»، مؤكدا أن مواقفنا الداعمة لفلسطين هي مواقف داعمة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، فنحن لا نتحدث عن دعم فصيل واحد معين، كما أن دعم القضية الفلسطينية ثابت أردني هاشمي.وحول ما يجري في غزة، قال إنه يدمي القلب وإن الوحشية الإسرائيلية لا يمكن تصورها، لكن الحق يجب أن يقال بأنك إذا أردت الحرب وقبل أن تقوم بأية مغامرة، يجب أن تحسب النتائج والتبعات، فالحرب ليست مغامرة، ولننظر للنتائج بعد السابع من أكتوبر، فقد دمرت لبنان، ودمر قطاع غزة، واحتلت أراض سورية، ووصلت إسرائيل إلى منابع المياه، كما وصلت بها الغطرسة بأن وجهت كلاما إلى الرئيس السوري، بأنها لن تسمح لتواجد أي جندي سوري في الجنوب، لذلك هذه نتيجة السابع من أكتوبر.وأضاف أن «الأوضاع في غزة مأساوية، ولا يوجد أي طعام والشعب يعاني من الجوع»، مبينا أن الأردن لم يقصر بإيصال المساعدات الإنسانية، وجلالة الملك أوصل المساعدات بيدية لسكان القطاع، وكذلك الهيئة الخيرية الهاشمية تواصل إرسال المساعدات.وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة متطرفة لا تؤمن بالسلام، وقد بدأ الغرب يدرك هذه الحقيقة، لذلك نجد دولا بدأت تدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهناك دول أوروبية بدأت تدعو أيضا إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا، مضيفا أن هناك جهودا أردنية سعودية فرنسية لعقد مؤتمر دولي، يمهد للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ويسعى لوقف العدوان الإسرائيلي البشع.وقال إن الشعب الفلسطيني شعب مجاهد ومناضل، ولا يمكن لإسرائيل أن تكسر شوكته وسوف يستمر بالنضال حتى ينال استقلاله. وأضاف «نأمل أن تأتي حكومة إسرائيلية تدرك أن إسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن والاستقرار من دون إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني».وقال إن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تحترم قرارات الشرعية الدولية وقرارات المحكمة الجنائية الدولية، وقرارات محكمة العدل الدولية.وحول التنسيق العربي لوقف العدوان الإسرائيلي، دعا الفايز إلى موقف عربي وإسلامي موحد لوقف العدوان، وأشار إلى ضرورة استغلال واستثمار مصالح الغرب وأمريكا مع الدول العربية، لصالح القضايا العربية، ولجهة دفع هذه الدول وخاصة أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها البشع والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحول الوضع الداخلي في الأردن قال رئيس مجلس الأعيان، إن الأردن دولة قوية وثابتة وراسخة، فمنذ جلالة المرحوم الملك عبدالله الأول وقيام الدولة الأردنية الحديثة، واجه الأردن تحديات كبيرة، لكنه كان يتجاوزها ويحقق الإنجازات في كافة المجالات، واستمر الأردن على مدى أكثر من مئة عام، دولة راسخة منيعة قوية حتى يومنا. وبين أن العالم العربي شهد سقوط أنظمة عديدة، وجرت انقلابات عسكرية فيه، لكن الأردن استمر قويا بسبب حنكة وحكمة ملوكنا الهاشميين، الذين هم على الدوام قريبون من شعبهم وهمومه وقضاياه، وحريصون على أمن الوطن واستقراره. وقال إن الثوابت الأردنية هي العرش الهاشمي صمام أمان الأردن والأردنيين، والانتماء لثرى الأردن، والولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الشرعية الدينية والتاريخية والسياسية وشرعية الإنجاز، ومن الثوابت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية باعتبارها درع الوطن وحصنه المنيع، كما أن الاعتدال والوسطية والسياسة المتزنة من الثوابت، فجلالة الملك رأس الحربة في مكافحة الإرهاب والتعريف بالدين الإسلامي الوسطي دين المحبة والتسامح ولهذا جاءت رسالة عمان، وهذه هي الثوابت التي جعلت من الأردن دولة قوية راسخة مستقرة، مشيرا إلى أنه مثلما هي العائلة الهاشمية صمام الأمان للأردن وشعبها، فإن العائلة الحاكمة في الكويت هي صمام أمان الكويت وشعبها.وحول الرسالة التي يرغب الفايز بتوجيهها إلى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، قال الفايز إننا في عيد الاستقلال نستذكر بطولات وتضحيات قواتنا المسلحة، التي استطاعت في حرب 1948 إنقاذ الضفة الغربية، رغم أنها كان تحت قيادة بريطانية، ورغم قلة العدد والعتاد.وأضاف أن «قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية وعلى مدى تاريخ الأردن، هي درع الوطن وحصنه المنيع، ومحل احترام وتقدير الشعب الأردني»، مؤكدا أن العرش الهاشمي والوطن والجيش والأجهزة الأمنية بالنسبة للشعب الأردني خط أحمر، كما أن تضحيات جيشنا العربي مشهود لها في الدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، في الجولان واللطرون وباب الواد وعلى أسوار القدس وفي معركة الكرامة.وبين أن الهوية الوطنية الأردنية هوية واحدة موحدة، وهي هوية قوية وراسخة ومتجذرة وعميقة، وقال إن قوة الهوية الأردنية مكنتها من استيعاب كل موجات اللجوء الفلسطيني وغيره منذ عام 1948، وانصهر الجميع من مهاجرين وأنصار في بناء الدولة الأردنية والدفاع عن ثوابتها، وأصبح الأردنيون من مختلف مكوناتهم أسرة أردنية واحدة.وبخصوص عملية الإصلاح السياسي والتجربة البرلمانية الحزبية، وإلى أين وصل الأردن في مسار الإصلاح الذي أعلنه جلالة الملك عبدالله الثاني، أشار الفايز خلال المقابلة إلى أن الأردن ومع دخوله مئويته الثانية، دخل في مرحلة جديدة من مسيرة الإصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، بمختلف المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية، هدفها تعزيز الحياة السياسية والحزبية، والوصول إلى الحكومات البرلمانية البرامجية، وتعزيز الاستثمارات ومواجهة التحديات الاقتصادية والبيروقراطية.وفي ما إذا كان رئيس مجلس الأعيان يؤيد العودة إلى الحكومات البرلمانية كاملة الصلاحيات وهل ذلك ممكن، أشار الفايز إلى أن التجربة الحزبية البرلمانية ما زالت في بدايتها وتحتاج إلى فترة أطول للحكم عليها، فالانتخابات البرلمانية في الأردن كما باقي المجتمعات العربية، تسيطر عليها الجهوية والمناطقية وتحتاج إلى فترة زمنية أطول لتكريس هذه التجربة، وليصبح البرلمان الأردني بجميع الأعضاء منتخب على أساس حزبي.أما بخصوص دور العشائر الأردنية في العملية الإصلاحية والسياسية فقد أكد الفايز أن العشيرة الأردنية هي أهم مكون في المجتمع الأردني، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعي نحو تشكيل برلمان حزبي لا يلغي دور العشائر الأردنية، فهي أساس المجتمع الأردني، كما أن العشائر الأردنية مؤمنة بالعملية الإصلاحية والتنمية السياسية الشاملة، التي يسعى إليها جلالة الملك عبدالله الثاني بقوة. وأشار إلى أن المرحوم جلالة الملك عبدالله الأول، عندما سعى لبناء الدولة الأردنية الحديثة، وإلى بناء الهوية الأردنية بداية تأسيس الدولة، استعان بزعماء العشائر الأردنية، الذين عملوا مع جلالته من أجل بناء مؤسسات الدولة الأردنية الدستورية، والقوات المسلحة التي شكلت أساس تشكيل الهوية الوطنية الواحدة الموحدة، كما أن زعماء العشائر ساندوا جلالته في نضاله من أجل الاستقلال الذي انتزعه جلالته والأردنيون من حوله بالطرق السياسية والدبلوماسية. وحول دور الأردن كدولة محورية ولاعب أساسي في المنطقة، وما هو سر منعته وقوته وأمنه، رغم استقباله الآلاف من اللاجئين الذين جارت عليهم الظروف رغم التحديات الاقتصادية، قال إن السر في ذلك يكمن بأن الأردن بلد الأمن والاستقرار، فالأردن ورغم التحديات التي واجهته منذ عهد الإمارة، ورغم محاولات النيل من أمنه واستقراره ونظامه السياسي، إلا أنه تمكن من التغلب عليها وبناء مؤسساته الوطنية ومواصلة الإنجاز، ولأن الهاشميين أيضا لم تلطخ يدهم بدم أردني أو عربي، وتقوم سياستهم على التسامح والمحبة والعفو عند المقدرة من منطلق القوة، مبينا في هذا الجانب أن جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، سلم أرفع المناصب لبعض الذين حاولوا الانقلاب على حكم جلالته، ممن كانوا يسمون أنفسهم بالضباط الأحرار.وأشار أيضا إلى أن الأردن ومنذ التأسيس دعم الثورة الفلسطينية عام 1936، ودعم الثورة السورية عام 1926، التي قام بها الدروز، وهذا الدعم الكبير تم رغم معارضة الانجليز، لكن جلالة الملك عبدالله الأول كان يستعين بالعشائر الأردنية لمقاومة ضغوط الانتداب البريطاني، فالأردن بقيادته الهاشمية كان على الدوام منحازا إلى قضايا أمته وعروبته، وتعامل مع اللاجئين السوريين وغيرهم من اللبنانيين والعراقيين، كإخوة ووفر لهم الأمن والحياة الكريمة، ولم يتعامل معهم الأردن كلاجئين.أما بخصوص دور مجلس الأعيان فقال الفايز إن مجلس الأمة مكون من مجلسي الأعيان والنواب، والمجلسان لهما الصلاحيات نفسها الرقابية والتشريعية، باستثناء فرق واحد وهو طرح الثقة في الحكومة أو أحد الوزراء، فهذا الأمر وفق الدستور من صلاحيات مجلس النواب فقط، ومن ثم فإن الدور الرقابي والتشريعي لمجلسي النواب والأعيان هو متماثل وفق أحكام الدستور، كما أن مجلس الأعيان يكمل دور مجلس النواب من حيث النظر في القوانين المحالة إليه من مجلس النواب ومناقشتها واتخاذ القرار المناسب حولها، ليصار بعد ذلك إقرارها بالشكل النهائي بعد توقيعها من قبل جلالة الملك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جهينة نيوز
منذ ساعة واحدة
- جهينة نيوز
الهاشميون من بشارة السماء إلى شرف الإمامة والقيادة
تاريخ النشر : 2025-06-02 - 01:53 am محمد نمر العوايشة منذ اللحظة التي نُقل فيها عبد المطلب بن هاشم إلى قصر الملك سيف بن ذي يزن، حمل التاريخ بين سطوره بشارة عظيمة، لم تكن مجرد نبوءة عابرة، بل شهادة ملكية من رجلٍ أدرك في كتب الأوائل وأسرار الملوك ما لم يدركه غيره. في مشهد مشبعٍ بالهيبة والمهابة، وقف سيف بن ذي يزن، ملك اليمن المنتصر على الأحباش، مستقبلًا وفود العرب، ليخصّ عبد المطلب بكشفٍ رباني عن مولودٍ تهامي، سيكون له من الأمر شأن، اسمه محمد، ويُبعث جهارًا ليطهر الأرض من رجس الشرك، ويقيم العدل، ويُبطل المنكر، وينير دروب البشرية. لم تكن تلك البشارة سوى أول لبنةٍ في صرحٍ هاشمي نبوي، امتد أثره من غار حراء إلى ساحات الكفاح، ومن المدينة المنورة إلى ممالك العدل والمروءة، ومن بطحاء مكة إلى جبال الشام، يحمل في كل زمان قيم الرسالة، وثبات المبدأ، ونبل الغاية. لقد صدق سيف بن ذي يزن، حين قال لعبد المطلب: "إنه لك، غير ذي كذب'، فكان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن نسله الشريف وُلدت أعمدة المجد: الفرسان، والقادة، والسادة، والملوك. إن من يقرأ بشارة سيف بن ذي يزن لا يمكنه إلا أن يربطها بحلقة ذهبية متصلة من الرجال الهاشميين الذين حملوا لواء النبوة في السياسة والقيادة. لم يكن الهاشميون يوماً طلاب سلطةٍ أو ساعين إلى ملكٍ دنيوي، بل كانوا دومًا حراسًا على المبادئ، نُصرةً للحق، وانحيازًا للإنسان، وعدلاً في الحكم، ورحمة في القوة، وفروسية في الكلمة والسيف معًا. كيف يشكك أحدٌ في نسبٍ أقر به الملوك قبل العلماء؟ كيف يطعن في هاشمية القيادة من يحمل بين جنبيه عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحمل بين راحتيه رسالة محمدية في خدمة الأمة، لم تفتر يومًا، ولم تتأخر ساعةً عن أداء الواجب. لقد توارث بنو هاشم ذلك المجد جيلاً بعد جيل، من الحسين السبط، شهيد كربلاء، إلى عبدالله بن الحسين، شريف مكة، إلى ملوك الأردن الذين أعادوا للهاشمية الحديثة رونقها: من المؤسس عبد الله الأول، الذي ارتقى شهيداً على أعتاب المسجد الأقصى، إلى طلال بن عبدالله، رجل الدستور والعدالة، إلى الحسين بن طلال، باني الأردن الحديث، ثم إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قائدٌ حمل الرسالة بحكمة وفروسية، وتصدّر المحافل بشجاعة، فلم يُهادن في حق، ولم يساوم في قضية، بل جعل من القدس أمانةً لا تُنسى، ومن فلسطين شرفاً لا يُساوَم عليه. ومعه يسير ولي عهده، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، شابٌ هاشميٌ في ريعان العطاء، يحمل من نور النبي بصيرةً، ومن سيرة أجداده عزيمةً، ومن إرث الهاشميين حضورًا عربيًا ودوليًا يعيد للأردن دوره ومكانته بين الأمم. فحاشى وكلا أن تكون سلالة رسول الله إلا سلالة عز ومروءة، رجالها منابر للحق، وسيوفهم لا تُشهر إلا في وجه الظلم، لم يتاجروا بالدين، ولم يخونوا العهد، ولم يبدلوا تبديلاً، بل ظلوا على عهد عبد المطلب، وجدهم محمد عليه الصلاة والسلام، الذين قال عنهم سيف بن ذي يزن: "إنكم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم'. لقد شهد التاريخ أن الملوك حين يكرمون وفدًا، يكرمونه بمال ومتاع، لكن سيف بن ذي يزن أكرم عبد المطلب بالبشارة، بالوعد، بالكشف الرباني. واليوم، يستمر الوعد، ويُحفظ الذكر، وتبقى رسالة بني هاشم رايةً بيضاء، فوق هامات الأمم، لا تُدنسها أكاذيب المرجفين، ولا تُعكرها أباطيل الحاسدين. إن من يشكك في الهاشميين، إنما يشكك في من اختارهم الله لحمل الرسالة، ويغفل عن سيرةٍ كُتبت بمداد الشرف، وسُطّرت في الصحف والقلوب، وشهد لها الخصوم قبل الأصدقاء. وإن الله لا يرضى لعباده إلا أن يُنصفوا، ويعرفوا للناس أقدارهم، وما أكرم الله أحدًا كما أكرم آل بيت نبيه، وما حفظ نسلًا كما حفظ نسل محمد، وما أدام ملكًا كما دام ملك بني هاشم، كرامةً لجدهم، ورحمةً لأمته. وها نحن اليوم، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمين، نشهد استمرار الرسالة، من خطابٍ في الأمم المتحدة ينطق بالحق، إلى مبادراتٍ إنسانية تطال الشرق والغرب، إلى مواقف تاريخية ثابتة لا تهتز رغم الرياح. إنها الهاشمية كما كانت في قصر غمدان، لا تركن للمال، بل ترنو إلى الشرف الذي "يبقى لي ولعقبي ذكره وفخره' كما قال عبد المطلب. فلتحفظ يا الله بني هاشم، ولتحفظ ملكهم الذي هو من نور نبيك، ولتدِم عليهم نعمة القيادة التي تنير للأمة طريقها، وتصدح باسم الحق في زمن الصمت. تابعو جهينة نيوز على


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
النائب العام السعودي : سنتصدى للجرائم الماسّة بأمن الحج
أخبارنا : أكد النائب العام الشيخ سعود المعجب، العمل على إنجاز كافة القضايا في وقت قصير باستخدام التقنية الحديثة، مواكبة للتطور الحاصل اليوم في خدمة حجاج بيت الله الحرام، بواسطة كادر مؤهل من أعضاء نيابة وموظفين، مشدداً على أن رسالة النيابة في موسم الحج هي أن يكون الحج آمناً، وأن يعود حجاج بيت الله الحرام إلى ديارهم سالمين غانمين، وشعارنا هو العدالة الناجزة. جاء ذلك، خلال تفقده مقار النيابة العاملة في الحج لهذا العام في المشاعر المقدسة، إذ وقف على جميع التجهيزات والاستعدادات، كما دشّن عدداً من مقار النيابة بالمشاعر المقدسة. وأكد الحماية العدلية للمشاعر المقدسة وقاصدي بيت اللّٰه الحرام، ومباشرة الإجراءات الجزائية المتصلة بالجرائم التي من شأنها انتهاك هذه الشعائر الدينية، وكل ما من شأنه الاستيلاء على الأموال عن طريق الاحتيال أو الخداع أو الإيهام، أو صور الغش التجاري أو مخالفة المواصفات القياسية المعتمدة في المملكة العربية السعودية في المنتجات المقدمة لحجاج بيت اللّٰه الحرام، وكذا التصدي للجرائم المعلوماتية الماسّة بأمن الحج وطمأنينة حجاج بيت اللّٰه الحرام، واتخاذ المقتضيات النظامية تجاهها، منوهاً بالتجهيزات التقنية المتقدمة المعمول بها والطاقات البشرية المؤهلة، استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، الرامية لتوفير أعلى معايير الجودة لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن، لتيسير سبل أدائهم مناسكهم بيسر وأمان.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
وفيات الاثنين 2-6-2025
تم الوكيل الإخباري- انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الاثنين 2025/6/2: اضافة اعلان منتهى أحمد كروان جوانا منور البطيحان السلايطة مرنا مخابيل سليمان حجازين عبيدة عبدالرزاق مصلح الشربجي حاكمة عبيد أبو خوصة فاروق عمر عودة اللداوي ضياء غسان شريف سالم نوال سالم مسعود حؤبش كفاح صبحي عبدالله نصار أحمد محمد أحمد عياش فيوليت أمين جبران منير هالة حسن محمد عياش