
دار الإفتاء: غدا بداية شهر المحرم والسنة الهجرية الجديدة 1447 هـ
استطلعت دار الإفتاء المصرية، بعد غروب شمس اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، 29 من ذي الحجة لعام 1446 هجرية، هلال شهر المحرم لعام 1447 هجرية.
بداية السنة الهجرية الجديدة
وأعلنت دار الإفتاء، في بيان لها، أن غدا الخميس 26 يونيو هو أول أيام شهر المحرم وبداية السنة الهجرية الجديدة 1447 هجرية.
وبذلك توافق رؤية دار الإفتاء المصرية، ما أعلنته الحسابات الفلكية من أن الخميس 26 يونيو هو أول أيام شهر المحرم 1447 هـ.
دعاء رؤية الهلال
وورد دعاء رؤية الهلال عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله , عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ اللهمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّى وَرَبُّكَ الل.
وكان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتعلَّمونَ هذا الدُّعاءَ إذا دخَلَتِ السَّنةُ أوِ الشَّهرُ اللَّهمَّ أدخِلْه علينا بالأمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ ورِضوانٍ مِن الرَّحمنِ وجوازٍ مِن الشَّيطانِ.
دعاء السنة الهجرية الجديدة
اللهم بارك لنا في أسماعـنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجـنا، وذرياتنا، وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك يُسْرًا ليس بعده عسر، وغنًى ليس بعده فقر، وأمنًا ليس بعده خوف، وسعادة ليس بعدها شقاء يا رب العالمين.
اللهم أَحْيِنَا في الدنيا مؤمنين طائعين، وتوفَّنا مسلمين تائبين ولا تردنا خائبين، وآتنا أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الغنى والفقر يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يـزول ويبقى ببقاء مُلكك يا أرحم الراحمين.
اللهم بحق علمك الغيب، وقدرتك على الخلق؛ أَحْيِنَا ما علمت الحياة خيرًا لنا، وتوفَّنا ما علمت الوفاة خيرًا لنا يا رب العالمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الإفتاء توضح فضل صلاة الجنازة على أكثر من ميت
فضل صلاة الجنازة على أكثر من ميت قد يستاهل كثيرون في عدم أدائها أو قد يغفل عدد كبير عن فضلها العظيم، فيجب على المسلم أن يحرص على اغتنام ما ينفعه في آخرته لذا كشفت دار الإفتاء المصرية في فتوى منشورة لها عبر موقعها الإلكتروني عن فضل صلاة الجنازة على أكثر من ميت. فضل صلاة الجنازة على أكثر من ميت إذا تعددت الجنائز واتحدت الصلاة عليها دفعةً واحدةً: كان للمُصَلِّي عليها قيراط مِن الأجر والثواب عن كلِّ جنازة منها كما لو صلى عليها منفردة؛ لأنَّ الشرع قد ربط هذا الأجر والثواب بوصف الصلاة على الجنازة، وهو حاصلٌ في كلِّ ميتٍ يُصَلَّى عليه وإن تعدَّدت الجنائز، بالإضافة إلى أنَّ كلَّ ميتٍ ينتفع بصلاة المصلِّي عليه ودعائه له؛ فحصل له تعدُّد الأجر، وفضل الله واسع. كيفية صلاة الجنازة صلاة الجنازة تكون عبارة عن أربع تكبيرات، لا يتم الزيادة عن ذلك، أو النقص في عدد التكبيرات، وكل تكبيرة تعد وكأنها ركعة من ركعات الصلاة، وسيتم ذكر ما الذي يتم بعد كل تكبيرة فيهم فيما يلي: التكبيرة الأولى يتم قولها وبعد ذلك يتم قراءة سورة الفاتحة. التكبيرة الثانية يتم قولها وبعد ذلك يتم قراءة النصف الثاني من التشهد كالآتي: (اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد) وإن اقتصر على قوله: (اللهم صلِّ على محمد) فإنه يجوز. التكبيرة الثالثة وبعدها يتم الدعاء للمتوفاة بكل الأدعية التي يرغب بها ومنها هذا الدعاء (اللهمَّ اغْفِرْ لَهُا وَارْحَمْهُا وَعافِهِا وَاعْفِ عَنْهُا، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُا وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُا وَاغْسِلْهُا بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِا مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُا داراً خَيراً من دارِها وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِا، وَزَوْجَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِا، وَأَدْخِلْهُا الجَنَّةَ وَنَجِّهِا مِنَ النّارِ، وَقِها عَذابَ القَبْرِ). التكبيرة الرابعة والأخيرة يتم قولها وبعد ذلك يتم قول الدعاء التالي 'اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتِنـّا بعده واغفر اللهم لنا وله'، ويدعو الشخص المصلى للمتوفى، ولكل المسلمين جميعا، وينهي صلاته بالتسليم على يمينه، ثم على شماله. دعاء صلاة الجنازة صلاة الجنازة أفضل دعاء فيها ما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فكان دعاؤه قوله: «اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرا من داره وأهلا خير من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار». دعاء للميت


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
قيم النهضة الحسينية مشروع لبناء السلام العالمي
وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة حلول شهر محرم رسالة الى الامة الإسلامية، دعت فيها الى استثمار ذكرى عاشوراء في ترسيخ خطاب السلام والحوار والتسامح والعفو واللاعنف، وإطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب، عبر العمل بالقرآن الكريم باعتباره العلاج الناجع لكل الأزمات... وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة حلول شهر محرم وعشوراء الامام الحسين (عليه السلام)، رسالة الى الامة الإسلامية، دعت فيها الى استثمار ذكرى عاشوراء في ترسيخ خطاب السلام والحوار والتسامح والعفو واللاعنف، كما دعت إلى إطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب، عبر العمل بالقرآن الكريم باعتباره العلاج الناجع لكل الأزمات. وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) صدق الله العلي العظيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم اهل البيت، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. ببالغ الحزن والاسى، ومشاعر العزاء، نستقبل شهر محرم الحرام لعام (1447هـ)، ونقدم أحر التعازي وأصدق المواساة الى الامة الاسلامية، بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، سيد الشهداء، وسبط رسول الله (صلى الله عليه واله) وريحانته، الذي قدم روحه الطاهرة وعياله وأصحابه قربانا للإصلاح، ونبذا للعنف، ورفضا للظلم، ودعوة خالدة للحق والكرامة والحرية. في كل عام، ومع إشراقة هلال محرم، يستعيد الضمير الإنساني وقفة فريدة في التاريخ، وقفة صدح فيها الإمام الحسين (عليه السلام) بكلمة "لا" بوجه الجور والاستبداد، معلنا نهضة حسينية إصلاحية لا مثيل لها عبر التاريخ، أسست لمدرسة العزة والحرية والعدالة الاجتماعية، وجعلت من رمضاء كربلاء منارة للوعي والمبادئ السامية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان. وبهذه المناسبة الجليلة نغتنم هذه الفرصة لتقديم رسالة موجهة الى الامة الاسلامية والمجتمعات الإنسانية عامة، للتذكير بأهمية التضحية من اجل التعاليم والقيم السامية لشريعتنا المقدسة، وكذلك المثل الإنسانية والاخلاقية التي تجسدت في شخصية الامام الحسين (عليه السلام)، واستشعار الحاجة الماسة الى استلهام تعاليمه ودروسه العظيمة منها. خصوصاً وان هذه الذكرى الأليمة بمعانيها العميقة وابعادها اللامتناهية هي عبِرة وعبَرة لكل من اراد ان يرتوي من معينها الصافي او ينهل من عذب فراتها. ففي ظل ما نشاهده اليوم في عالمنا من طغيان وتطرف واستبداد، والمشاهد اليومية التي تتكاثر فيها صور العنف، والحروب، والاقتتال، والتفرقة، فإن من أولى الواجبات في هذه المرحلة التذكير بالوقوف الواعي عند المعاني العميقة لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، لا سيما تمسكه بالمنهج السلمي، ورفضه المطلق للعنف كوسيلة لفرض القيم أو الدفاع عنها. لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) في سلوكه، وقوله، وخطابه، رائدًا في الدعوة إلى اللاعنف، ولم يبدأ قتالاً، بل سعى إلى تجنيب الأمة الفتنة والاقتتال، وأرسل الرسائل، وبعث الدعاة، وتحدث بالحكمة والموعظة، حتى اللحظة الأخيرة. ينبغي على الجميع نقل هذا التراث الفكري والاخلاقي والحضاري الذي جسده الامام الحسين (عليه السلام) في مسيرته الخالدة الى كربلاء التضحية والفداء والقيم، التراث القائم على التسامح واللين والتعامل باللاعنف والتوجيه والارشاد، الى الاجيال اللاحقة حتى تكون قادرة على تحمل مسؤوليتها في بناء الاوطان واعمار الارض بالسلام والتطور والعدالة والتسامح والشورى، بعيداً عن لغة العنف والقسوة والاستبداد التي لم تعمر وطنا او تقيم حجراً على حجر. يقول المرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله): "نعم انها قصة الإمام الحسين (عليه السلام) قصة خالدة، ترتبط بواقع الكون الرحيب، وتتصل بعمق الحياة المليئة بالمعنويات، مما يمكن الاستفادة منها لإصلاح الدنيا في كل مجالاتها، واسعاد الإنسان في جميع أبعاده، ونشر الدين بكل فضائله، واحراز الآخرة بجميع خيراتها، فإن وراء ما ظهر من قصة الإمام الحسين (عليه السلام) الخالدة، حقائق وواقعيات عميقة الغور، بعيدة المدى، لا ينالها الإنسان بفكره، ولا يدركها بعقله، إلا بعد تدبرها وتحقيقها، مطالعتها ودارستها، وذلك لأنها قصة مستوحاة من الوحي، ومستقاة من السماء". ومن هذا المنطلق، من المهم التأكيد على النقاط التالية: أولاً: ضرورة أن تستثمر ذكرى عاشوراء هذا العام، في كل بقاع الأرض، لترسيخ خطاب السلام، والحوار، والتسامح، والعفو، واللاعنف، ولتوعية الشعوب، خاصة الشباب، بمخاطر العنف والتطرف، وسبل مواجهته عبر النهج الحسيني السلمي القائم على الوعي والمقاومة الأخلاقية. ثانيًا: الدعوة إلى نبذ جميع أشكال التفرقة الدينية أو القومية أو الطائفية، وإلى الانفتاح بين المذاهب الإسلامية، وتفعيل المشتركات، انطلاقا من روح الإسلام المحمدي الأصيل، الذي جسده الإمام الحسين (عليه السلام) في تعامله مع أصحابه، الذين مثلوا تنوعا قبليا وفكريا واجتماعيا وإنسانيا فريدا. ثالثًا: التأكيد على أن المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية تتحمل مسؤولية مضاعفة في هذه المرحلة، في تصحيح المفاهيم، وتوجيه الجهود نحو نشر ثقافة الإصلاح والتسامح، ورفض دعوات التحريض، والحد من لغة التوتر والعنف. رابعًا: تدعو المؤسسة صناع القرار في العالم الإسلامي، والمنظمات الدولية والحقوقية، إلى إطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب عبر ترسيخ العدل الاجتماعي، والتنمية، والمصالحة، والحوار، والشورى، والاهتمام بشعوبها وتوفير سبل الازدهار والرفاهية والتطور والعدالة الاجتماعية لكي تنعم بالأمن والامان. خامسًا: التشجيع على إدماج قيم النهضة الحسينية في التربية والتعليم، بوصفها مصدرا دائما لتحفيز الضمير، وتنمية روح المسؤولية، والوعي، والتفكير النقدي، في مواجهة الفساد والاستبداد والعنف. سادسا: العمل بالقرآن الكريم فهو العلاج الناجع لكل الأزمات، وقد جسد الامام الحسين (عليه السلام) بنهضته الخالدة قيم القران الكريم وآياته العظيمة التي ينبغي ان نتبعها ونسلط الضوء عليها، خصوصاً الآيات الحيوية التي هجرها المسلمين فتفاقمت مشاكلهم وتراكم فشلهم: - كآية الشورى حيث يقول سبحانه: (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) فإنه يصونهم عن الوقوع في الدكتاتورية وتسلط الدكتاتوريين. - وآية الحرية حيث يقول سبحانه: (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) فإنه يحفظهم من الكبت والاختناق، ومن الاستغلال والعبودية، ومن التأخر والتقهقر. - وآية الأخوة حيث يقول سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فإنه يمنعهم من الاختلاف والتفرقة، ومن التنازع والمشاجرة. - وآية الأمة الواحدة، ذات البلد الواحد، والتاريخ الواحد، والعملة الواحدة، بلا حدود جغرافية، ولا حواجز نفسية، وذلك حيث يقول سبحانه: (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) فيقوى امرهم، ويعظم خطرهم، ويهابهم أعداءهم، ولا يكونون لقمة سائغة تتلقفها الأقوياء. - وبآية اتباع الرسول (صلى الله عليه واله) حيث يقول سبحانه: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فيتقدموا ويسعدوا في الدنيا والآخرة، إذ في اتباع الرسول (صلى الله عليه واله) سواء إتباعه في سيرته وأخلاقه الكريمة، أم في أفعاله وأقواله الحكيمة. إن رسالتنا الصادقة هذه إلى جميع المؤمنين وإلى الإنسانية جمعاء، دعوة مخلصة للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز الحوار البناء والتفاهم بين الأديان والثقافات والحضارات، استلهاماً من المبادئ العظيمة التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، والتي تدعو إلى الوحدة، والتآخي بين البشر، والدعوة إلى السلام العالمي. كما نؤمن بأن القيم الإنسانية التي حملها الإمام الحسين (عليه السلام) – كالعدل، والحرية، وكرامة الإنسان – يمكن أن تساهم في بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، إذا ما التزمنا بها وطبقناها في واقعنا اليومي. ومن هذه القيم أيضاً، ترسيخ مبدأ الشورى، واحترام إرادة الشعوب، والعمل على تلبية تطلعاتها، وتوفير سبل الرفاهية والسعادة لها، والابتعاد عن الصراعات والنزاعات التي لا تجلب سوى الدمار والمعاناة. إننا نرى في رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) مشروعاً نهضويا حضارياً وأخلاقياً قابلاً للتطبيق، وقادراً على إحداث التغيير الإيجابي في العالم إذا ما تبناه الحكماء والعقلاء وأصحاب الضمائر الحية. وختاما، ندعو بالتوفيق لجميع المؤمنين والمؤمنات، في هذا الشهر الحرام، الذين يبذلون الجهود الخالصة في إحياء شعائر الإمام الحسين (عليه السلام)، وندعوهم أن يجعلوا من النهضة الحسينية منبرا للدعوة إلى الخير، ومجالاً لتقريب القلوب، وأن يتأسوا بالأمام الحسين (عليه السلام) في كل موقف، وفي كل خطوة وكلمة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل دموع المحبين، وعزاء المعزين، وخطى السائرين، وأن يجعل عاشوراء هذا العام نقطة انطلاقٍ جديدة نحو مجتمعات يسودها العدل، والسلام، والحرية، والكرامة. عظم الله أجورنا وأجوركم، وجعلنا وإياكم من السائرين على درب الحسين وأصحابه الميامين، والشهداء الصادقين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين. مؤسسة الامام الشيرازي العالمية محرم الحرام 1447ه


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
ماذا قدَّمنا للحسين عليه السلام؟
لابد لكل فرد منا أن يفكر جديا بما يقدمه للإمام الحسين عليه السلام في مقابل ما قدمه الحسين له، فإذا تم بالفعل تثبيت هذا العمل وهذا الموقف وعمل به الجميع، فإن حب الحسين عليه السلام لن يزول وسوف يتوسع ويكثر ويكبر يوما عد آخر، وهذا هو الشيء الذي يستحقه سبط الرسول (ص)... (الإمام الحسين سلام الله عليه أنقذ دين جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله من براثن بني أميّة) سماحة المرجع الشيرازي دام ظله عندما نقارن بين ما قدمه لنا الإمام الحسين وبين ما قدمناه له عليه السلام، فإننا نكتشف في الحقيقة بونا شاسعا وفرقا لا حدود له في هذا الجانب، ولهذا السبب كتب عنه الله سبحانه بأنه (مصباح الهدى وسفينة النجاة)، وهذه الكتابة لا تعود لأي من أنبياء الله أو أئمة أهل البيت عليهم السلام، وإنما هو قول إلهي يصف فيه الحسين عليه السلام. هذه هي عظمة الإمام الحسين، وهذه هي المكانة الكبرى التي يستحقها، وها أننا نعود اليوم إلى الأول من شهر محرم، لنبدأ رحلتنا مجددا مع وقائع ملحمة الطف وما دار فيها من عجائب ومواقف تؤكد بأن الإمام الحسين تمكن من خلال مواقفه المبدئية وثباته على الموقف والمبدأ، أن يسطّر أعظم ملحمة في تاريخ الإنسانية. لهذا علينا أن نتمسك بهذه العقائد وهذه الشعائر، وأن نتمسك دائما بمبادئ عاشوراء، لأنها تمثل المبادئ التي آمن بها الإمام الحسين عليه السلام، والتي استطاع من خلالها أن يقارع أعداء الإسلام، وأعداء الرسول صلى الله عليه وآله، ويلحق بهم شر هزيمة على الرغم من أنهم تفوقوا في العدة والعدد، لكن الثبات على المبدأ كتب للحسين نصره الخالد أبدًا. سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، يقول في محاضرة توجيهية قيمة: (أنّى لطاقاتنا الفكرية المحدودة أن تدرك عظمة الإمام الحسين سلام الله عليه؟ والله سبحانه يعبّر عنه بآيته الكبرى، ويقول عنه: إنّه مصباح الهدى وسفينة النجاة. فهذا ليس قول الإمام الصادق أو أمير المؤمنين سلام الله عليهما أو جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله في حقّه، بل هو كلام الله مكتوب على ساق العرش وقبل أن يولد الإمام الحسين سلام الله عليه). تُرى ما الذي قدمه الحسين عليه السلام لينال هذه المنزلة العظيمة عند الله تعالى، ثم كيف تجتمع حول الحسين هذه الجموع الغفيرة من البشر، وما الذي دفعهم للتمسك به، والسير في سيرته، والتمسك بمنهجه؟ ما قدمه الحسين (ع) لا يقدَّر بثمن إن السبب في ذلك واضح كل الوضوح، فما قدمه الحسين عليه السلام لأمته الإسلامية لا يقدّر بثمن، فهو أنقذ الدين من الانحراف، وكل إنسان يصلي اليوم لله، فإن للحسين فضل عليه، وكل إنسان يدخل مسجدا أو حسينية أو جامعا فإن الفضل للحسين في ذلك، لأنه هو الذي حفظ الدين من الانحراف، فحافظ على الصلاة وعلى المساجد والجوامع. لأن بني أمية قرروا تهديم كل شيء بناه النبي صلى الله عليه وآله، وفعلوا ذلك حين أقدموا على تحريف الدين، وتشويه العقائد، وإظهار البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، لهذا تصدى الحسين عليه السلام لهم وقدم نفسه وذويه وصحبه قرابين لمواجهة هذه الأعمال الغادرة التي حاول من خلالها الظالمون أن يتجاوزوا على الإرث النبوي المقدس. يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (إن الحسين سلام الله عليه أقام الدين وحفِظ الشريعة. فلولا الحسين لما كانت الصلاة اليوم ولا الصيام ولا حجَّ البيت أحدٌ؛ لأنّ بني أمية كانوا على وشك القضاء على الدين، ولكن الحسين سلام الله عليه حفظه وأقامه بدمه ودماء أهل بيته). وهكذا علينا أن نتساءل فعلا، أليس للحسين عليه السلام الحق في كل صلاة تُقام، وفي وجود دور العبادة بيومنا هذا، ألم تكن هذه الأمور وكل ما يتعلق بالفرائض والصلوات معرضا للمحو والزوال من قبل أولئك الذي قرروا تشويه كل شيء، ومحو كل شيء؟ لقد واجه الإمام الحسين أولئك المنحرفين بدمه وبنفسه وبأهله وبكل ما يمتلك، واستطاع أن ينتشل الدين الحقيقي منهم قبل أن يدنسوه، وقبل أن يمحوه ويزيلوه من الوجود، لذلك كل من يصلي اليوم وحافظ على صلاته فإن الفضل يعود في ذلك إلى الإمام الحسين عليه السلام، لأنه هو الذي دافع بدمه كي لا يستمر انحراف الإسلام. لهذا فإن التصدي للمنحرفين، والوقوف بوجهم، وإعادة الإسلام إلى اصله وحقيقته، تعود كما يثبت التاريخ وكل الشواهد الأخرى، إلى ما قدمه الإمام الحسين من تضحيات خالدة لا ترقى لها أعظم التضحيات عبر التاريخ. لذا يتساءل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (أليس للإمام الحسين سلام الله عليه حقّ على كلّ صلاة تقام على وجه الأرض؟ أليس لدمه سلام الله عليه حقّ على الكعبة والبيت الحرام؟ فلولا جهاد الحسين سلام الله عليه وثورته ودمه لما كانت صلاة ولا صيام وما كانت تؤدَّى الزكاة ولا الخمس ولا سائر أحكام الإسلام). من هنا فإن الحياة التي نعيشها اليوم، بكل ما تحمله من قيم، واستقامة، وحفاظ على الفرائض وعلى قواعد العمل والعلاقات المختلفة التي تضبطها قاعدة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وجميع حالات العدل الاجتماعي التي تحافظ على حقوق المسلمين، وتسعى لتثبيت قوانين الحياة الصالحة، كلها تعود إلى التضحية العظيمة للإمام الحسين عليه السلام. أفضال الإمام الحسين على الجميع لذا علينا دائما أن نطرح على أنفسنا سؤالا مستمرا ودائما، ماذا قدمنا نحن للإمام الحسين، في مقابل ما قدمه لنا، فالحقيقة كل ما نعيش في ظله اليوم من حالات التزام وتواصل مع الدين ومع ما يريده الله تعالى من عباده، ومع كل حالات الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي، وغير ذلك من القضايا التي ترسخ السلام بين الناس، هذه كلها تم الحفاظ عليها عبر ما قام به الحسين عليه السلام عندم حارب الانحراف والظلم والجور ومن ثم استعادة الإسلام. عندما تستمع اليوم للأذان وهو يُرفع في هذا المسجد أو في تلك الحسينية ويتردد اسم الرسول صلى الله عليه وآله في الأذان، فإن الفضل في ذلك حقيقة يعود إلى الإمام الحسين عليه السلام، لأنه هو الذي تصدى بنفسه ودمه وعياله للحد من هذا الظلم والجور والطغيان. لذا كما يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (كلّ مسجد تدخله اليوم فهو مدين للحسين، وكلّ صلاة وصيام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وبرّ بالوالدين، وإخلاص لله، بل واسم رسول الله صلى الله عليه وآله عندما يُرفع في الأذان.. كلّه من الحسين سلام الله عليه، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله: وأنا من حسين). كيف نجازي دم الحسين الذي حفظ لنا الإسلام، ماذا نقدم له، إن أبسط الاشياء التي يمكن أن نقدمها للحسين عليه السلام، أن نبدأ بتعليم الناس على حب الحسين، فهناك إلى الآن أناس لم يطلعوا جيدا على تضحية الحسين، ولا يعرفون الأحداث التي تصدى لها والتضحيات التي قدمها، ولكنهم إذا عرفوا ذلك لن يتخلوا عن حبه، وهذا هو المطلوب منا. نحن مطالَبون أن نعرّف الناس الذين يجهلون ما قام به الحسين، بالمواقف العظيمة التي تصدى لها، وقارع في أشد الجائرين و واجه سيوف الشر والغدر والانحراف بالدم وبالموقف، هذا ما ينبغي علينا القيام به لاسيما نشر الفكر الحسيني وإيصاله إلى أبعد الأماكن. يقول سماحة المرجع الشيرازي (دام ظله): (ليكن سعينا من الآن أن نبدأ بنشر حبّ الحسين سلام الله عليه، وفكر الحسين، ثم السعي للعمل وفقه إن شاء الله تعالى). خلاصة الأمر، لابد لكل فرد منا أن يفكر جديا بما يقدمه للإمام الحسين عليه السلام في مقابل ما قدمه الحسين له، فإذا تم بالفعل تثبيت هذا العمل وهذا الموقف وعمل به الجميع، فإن حب الحسين عليه السلام لن يزول وسوف يتوسع ويكثر ويكبر يوما عد آخر، وهذا هو الشيء الذي يستحقه سبط الرسول صلى الله عليه وآله في مقابل تقديمه لدمه ونفسه وأنفس ذويه وأصحابه، في واقعة الطف حفاظا على دين الله الحقيقي من الانحراف.