logo
قيم النهضة الحسينية مشروع لبناء السلام العالمي

قيم النهضة الحسينية مشروع لبناء السلام العالمي

شبكة النبأمنذ 5 ساعات

وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة حلول شهر محرم رسالة الى الامة الإسلامية، دعت فيها الى استثمار ذكرى عاشوراء في ترسيخ خطاب السلام والحوار والتسامح والعفو واللاعنف، وإطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب، عبر العمل بالقرآن الكريم باعتباره العلاج الناجع لكل الأزمات...
وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة حلول شهر محرم وعشوراء الامام الحسين (عليه السلام)، رسالة الى الامة الإسلامية، دعت فيها الى استثمار ذكرى عاشوراء في ترسيخ خطاب السلام والحوار والتسامح والعفو واللاعنف، كما دعت إلى إطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب، عبر العمل بالقرآن الكريم باعتباره العلاج الناجع لكل الأزمات.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
صدق الله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم اهل البيت، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
ببالغ الحزن والاسى، ومشاعر العزاء، نستقبل شهر محرم الحرام لعام (1447هـ)، ونقدم أحر التعازي وأصدق المواساة الى الامة الاسلامية، بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، سيد الشهداء، وسبط رسول الله (صلى الله عليه واله) وريحانته، الذي قدم روحه الطاهرة وعياله وأصحابه قربانا للإصلاح، ونبذا للعنف، ورفضا للظلم، ودعوة خالدة للحق والكرامة والحرية.
في كل عام، ومع إشراقة هلال محرم، يستعيد الضمير الإنساني وقفة فريدة في التاريخ، وقفة صدح فيها الإمام الحسين (عليه السلام) بكلمة "لا" بوجه الجور والاستبداد، معلنا نهضة حسينية إصلاحية لا مثيل لها عبر التاريخ، أسست لمدرسة العزة والحرية والعدالة الاجتماعية، وجعلت من رمضاء كربلاء منارة للوعي والمبادئ السامية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.
وبهذه المناسبة الجليلة نغتنم هذه الفرصة لتقديم رسالة موجهة الى الامة الاسلامية والمجتمعات الإنسانية عامة، للتذكير بأهمية التضحية من اجل التعاليم والقيم السامية لشريعتنا المقدسة، وكذلك المثل الإنسانية والاخلاقية التي تجسدت في شخصية الامام الحسين (عليه السلام)، واستشعار الحاجة الماسة الى استلهام تعاليمه ودروسه العظيمة منها.
خصوصاً وان هذه الذكرى الأليمة بمعانيها العميقة وابعادها اللامتناهية هي عبِرة وعبَرة لكل من اراد ان يرتوي من معينها الصافي او ينهل من عذب فراتها.
ففي ظل ما نشاهده اليوم في عالمنا من طغيان وتطرف واستبداد، والمشاهد اليومية التي تتكاثر فيها صور العنف، والحروب، والاقتتال، والتفرقة، فإن من أولى الواجبات في هذه المرحلة التذكير بالوقوف الواعي عند المعاني العميقة لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، لا سيما تمسكه بالمنهج السلمي، ورفضه المطلق للعنف كوسيلة لفرض القيم أو الدفاع عنها.
لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) في سلوكه، وقوله، وخطابه، رائدًا في الدعوة إلى اللاعنف، ولم يبدأ قتالاً، بل سعى إلى تجنيب الأمة الفتنة والاقتتال، وأرسل الرسائل، وبعث الدعاة، وتحدث بالحكمة والموعظة، حتى اللحظة الأخيرة.
ينبغي على الجميع نقل هذا التراث الفكري والاخلاقي والحضاري الذي جسده الامام الحسين (عليه السلام) في مسيرته الخالدة الى كربلاء التضحية والفداء والقيم، التراث القائم على التسامح واللين والتعامل باللاعنف والتوجيه والارشاد، الى الاجيال اللاحقة حتى تكون قادرة على تحمل مسؤوليتها في بناء الاوطان واعمار الارض بالسلام والتطور والعدالة والتسامح والشورى، بعيداً عن لغة العنف والقسوة والاستبداد التي لم تعمر وطنا او تقيم حجراً على حجر.
يقول المرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله): "نعم انها قصة الإمام الحسين (عليه السلام) قصة خالدة، ترتبط بواقع الكون الرحيب، وتتصل بعمق الحياة المليئة بالمعنويات، مما يمكن الاستفادة منها لإصلاح الدنيا في كل مجالاتها، واسعاد الإنسان في جميع أبعاده، ونشر الدين بكل فضائله، واحراز الآخرة بجميع خيراتها، فإن وراء ما ظهر من قصة الإمام الحسين (عليه السلام) الخالدة، حقائق وواقعيات عميقة الغور، بعيدة المدى، لا ينالها الإنسان بفكره، ولا يدركها بعقله، إلا بعد تدبرها وتحقيقها، مطالعتها ودارستها، وذلك لأنها قصة مستوحاة من الوحي، ومستقاة من السماء".
ومن هذا المنطلق، من المهم التأكيد على النقاط التالية:
أولاً: ضرورة أن تستثمر ذكرى عاشوراء هذا العام، في كل بقاع الأرض، لترسيخ خطاب السلام، والحوار، والتسامح، والعفو، واللاعنف، ولتوعية الشعوب، خاصة الشباب، بمخاطر العنف والتطرف، وسبل مواجهته عبر النهج الحسيني السلمي القائم على الوعي والمقاومة الأخلاقية.
ثانيًا: الدعوة إلى نبذ جميع أشكال التفرقة الدينية أو القومية أو الطائفية، وإلى الانفتاح بين المذاهب الإسلامية، وتفعيل المشتركات، انطلاقا من روح الإسلام المحمدي الأصيل، الذي جسده الإمام الحسين (عليه السلام) في تعامله مع أصحابه، الذين مثلوا تنوعا قبليا وفكريا واجتماعيا وإنسانيا فريدا.
ثالثًا: التأكيد على أن المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية تتحمل مسؤولية مضاعفة في هذه المرحلة، في تصحيح المفاهيم، وتوجيه الجهود نحو نشر ثقافة الإصلاح والتسامح، ورفض دعوات التحريض، والحد من لغة التوتر والعنف.
رابعًا: تدعو المؤسسة صناع القرار في العالم الإسلامي، والمنظمات الدولية والحقوقية، إلى إطلاق مبادرات جدية لوقف النزاعات المسلحة، والحد من عسكرة المجتمعات، ومعالجة أسباب الحروب عبر ترسيخ العدل الاجتماعي، والتنمية، والمصالحة، والحوار، والشورى، والاهتمام بشعوبها وتوفير سبل الازدهار والرفاهية والتطور والعدالة الاجتماعية لكي تنعم بالأمن والامان.
خامسًا: التشجيع على إدماج قيم النهضة الحسينية في التربية والتعليم، بوصفها مصدرا دائما لتحفيز الضمير، وتنمية روح المسؤولية، والوعي، والتفكير النقدي، في مواجهة الفساد والاستبداد والعنف.
سادسا: العمل بالقرآن الكريم فهو العلاج الناجع لكل الأزمات، وقد جسد الامام الحسين (عليه السلام) بنهضته الخالدة قيم القران الكريم وآياته العظيمة التي ينبغي ان نتبعها ونسلط الضوء عليها، خصوصاً الآيات الحيوية التي هجرها المسلمين فتفاقمت مشاكلهم وتراكم فشلهم:
- كآية الشورى حيث يقول سبحانه: (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) فإنه يصونهم عن الوقوع في الدكتاتورية وتسلط الدكتاتوريين.
- وآية الحرية حيث يقول سبحانه: (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) فإنه يحفظهم من الكبت والاختناق، ومن الاستغلال والعبودية، ومن التأخر والتقهقر.
- وآية الأخوة حيث يقول سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فإنه يمنعهم من الاختلاف والتفرقة، ومن التنازع والمشاجرة.
- وآية الأمة الواحدة، ذات البلد الواحد، والتاريخ الواحد، والعملة الواحدة، بلا حدود جغرافية، ولا حواجز نفسية، وذلك حيث يقول سبحانه: (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) فيقوى امرهم، ويعظم خطرهم، ويهابهم أعداءهم، ولا يكونون لقمة سائغة تتلقفها الأقوياء.
- وبآية اتباع الرسول (صلى الله عليه واله) حيث يقول سبحانه: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فيتقدموا ويسعدوا في الدنيا والآخرة، إذ في اتباع الرسول (صلى الله عليه واله) سواء إتباعه في سيرته وأخلاقه الكريمة، أم في أفعاله وأقواله الحكيمة.
إن رسالتنا الصادقة هذه إلى جميع المؤمنين وإلى الإنسانية جمعاء، دعوة مخلصة للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز الحوار البناء والتفاهم بين الأديان والثقافات والحضارات، استلهاماً من المبادئ العظيمة التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، والتي تدعو إلى الوحدة، والتآخي بين البشر، والدعوة إلى السلام العالمي.
كما نؤمن بأن القيم الإنسانية التي حملها الإمام الحسين (عليه السلام) – كالعدل، والحرية، وكرامة الإنسان – يمكن أن تساهم في بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، إذا ما التزمنا بها وطبقناها في واقعنا اليومي.
ومن هذه القيم أيضاً، ترسيخ مبدأ الشورى، واحترام إرادة الشعوب، والعمل على تلبية تطلعاتها، وتوفير سبل الرفاهية والسعادة لها، والابتعاد عن الصراعات والنزاعات التي لا تجلب سوى الدمار والمعاناة.
إننا نرى في رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) مشروعاً نهضويا حضارياً وأخلاقياً قابلاً للتطبيق، وقادراً على إحداث التغيير الإيجابي في العالم إذا ما تبناه الحكماء والعقلاء وأصحاب الضمائر الحية.
وختاما، ندعو بالتوفيق لجميع المؤمنين والمؤمنات، في هذا الشهر الحرام، الذين يبذلون الجهود الخالصة في إحياء شعائر الإمام الحسين (عليه السلام)، وندعوهم أن يجعلوا من النهضة الحسينية منبرا للدعوة إلى الخير، ومجالاً لتقريب القلوب، وأن يتأسوا بالأمام الحسين (عليه السلام) في كل موقف، وفي كل خطوة وكلمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل دموع المحبين، وعزاء المعزين، وخطى السائرين، وأن يجعل عاشوراء هذا العام نقطة انطلاقٍ جديدة نحو مجتمعات يسودها العدل، والسلام، والحرية، والكرامة.
عظم الله أجورنا وأجوركم، وجعلنا وإياكم من السائرين على درب الحسين وأصحابه الميامين، والشهداء الصادقين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية
محرم الحرام 1447ه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

Opus Dei في لبنان تحتفل بعيد شفيعها
Opus Dei في لبنان تحتفل بعيد شفيعها

المركزية

timeمنذ 27 دقائق

  • المركزية

Opus Dei في لبنان تحتفل بعيد شفيعها

تحتفل حبرية عمل الله Opus Dei في لبنان بعيد شفيعها ومؤسسها القديس خوسيه ماريا اسكريفا في قداس الشكر الذي سيتحفل به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع كهنة الحبرية، الساعة العاشرة من قبل ظهر الأحد ٢٩ حزيران الجاري في الصبح البطريركي في بكركي.

قداس شكر لرابطة كاريتاس لبنان في جزين
قداس شكر لرابطة كاريتاس لبنان في جزين

المركزية

timeمنذ 27 دقائق

  • المركزية

قداس شكر لرابطة كاريتاس لبنان في جزين

إحتفلت رابطة كاريتاس لبنان ـ إقليم جزين بقداس الشكر السنوي للإقليم في كنيسة مار شربل في بلدة جلّ ناشي ـ قضاء جزين . تراّس الذبيحة الالهية رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، عاونه منسّق جهاز الاقاليم الاب رولان مراد ولفيف من الكهنة وبحضور راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار ، كما شارك في الاحتفال حشد كبير من الفاعليات والنواب ورؤساء البلديات وممثلون عن الاجهزة الامنية، نائب رئيس كاريتاس الدكتور نقولا الجحار، المدير التنفيذي لكاريتاس السيد جيلبير زوين، وعدد من روساء الاقاليم، بالاضافة الى مشاركة الجمعيات الاهلية. إستهل المطران العمار كلمته بالترحيب بالمشاركين، وأكد ان "دعوتنا اليوم هي للمشاركة بالقداس من أجل إقليم كاريتاس جزين ، هذا الاقليم وأقولها بصوت عال قد عمل عملا يرفع الرأس خلال الحرب الاخيرة ، ونحن ممتنون لهم على الخدمات التي كانوا يؤدونها بشجاعة ، كانوا يعطون من وقتهم ومعرفتهم ومالهم حتى يستطيعوا خدمة أهلنا المهجّرين، فمن كان منكم على الارض كان يعرف ويرى أن كلمة ربنا وحكمته كانت حاضرة بأعمالهم". وتمنى ب"عدم العودة الى تلك الايام وان يبقى عمل المحبة ناشط، " حكمة الله وكما سمعنا في القراءات وفي رسالة القديس بولس أن نحبّ بعضنا البعض مثلما أحبنا يسوع ، والمحبة التي ذكرها الانجيل هي وجه من وجوه الكنيسة الاجتماعي الذي أخذت كاريتاس على عاتقها أن تعيشه من خلال علاقتها مع ربنا ، فنحن نقوم بعمل إجتماعي تحت نظر ربنا وحسب وصاياه فهو يبقى المرجع الاساسي للمحبة ، فللكنيسة عدة وجوه ومنها المحبة ومحبة الكنيسة لا تقتصر على توزيع النعم على الاكثر حاجة ، هذا عنصر ولكن العنصر الاساسي للمحبة يرجع لتعليم سيدنا يسوع المسيح فعندما قدّمت المرأة الارملة الدرهم الوحيد الذي تملكه كان جواب سيدنا المسيح لتلاميذه : هذه المرأة دفعت أكثر من أي أحد آخر لانها قدمت كل ما تملك". وأضاف: "أنا أؤكّد لكم والاب الرئيس يدعمني أن مساعدات كاريتاس ليست من أغنياء العالم بل إن مساعدات كاريتاس ومحبة ناس كاريتاس هي محبة الاشخاص الاكثر حاجة ولذلك نجد بها البركة ، هي من فلس الارملة هي من الاشخاص الذّين يقطعون اللقمة من فمهم لإطعامها للآخرين ونحن مؤمنون والكنيسة تؤكد أن هؤلاء يعوضهم ربنا أضعافاً أضعاف، من هنا إجتمعنا اليوم لنجدد أهمية وجه المحبة وجه كاريتاس أهمية إلتزامنا بهذا الوجه الذي إفتخرنا به أيام الحرب أمام الآخرين ، فخر عن محبة عن تواضع عن قناعة إننا نعمل من أجل وجه المسيح . هذا ما أدعوكم إليه اليوم". كذلك ألقى المرشد الروحي لإقليم كاريتاس الخوري الياس بوراشد كلمة توجّه فيها بالشكر من المطران العمار "الاب والاخ والصديق للإقليم، ما إختبرناه ولمسناه من مكتب وشبيبة وسيدات مطبخ المحبة في إقليم جزين عن راعي الابرشية المطران عمار وما إختبره أهلنا في قرى الإقليم وعاشه أهلنا الذّين كانوا بضيافتنا إبّان الحرب الاليمة". كما توجه بالشكر الى رابطة كاريتاس لبنان بشخص رئيسها ونائبه ومنسّق الاقاليم والمدير التنفيذي للرابطة على دعمهم المستمر ، وختم كلمته بشكر أصحاب الايادي البيضاء الذّين وقفوا الى جانب الإقليم، "بفضلهم إستطعنا أن نحوّل عملنا الاجتماعي والانساني الى شراكة محبة". وفي ختام الاحتفال، تم إستقبال ذخائر القديس شربل للمرة الاولى في كنيسته والتبارك منها.

كسوة الكعبة.. تعرف على أول من كساها من الرجال والنساء وسبب لونها الأسود
كسوة الكعبة.. تعرف على أول من كساها من الرجال والنساء وسبب لونها الأسود

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

كسوة الكعبة.. تعرف على أول من كساها من الرجال والنساء وسبب لونها الأسود

كشفت مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونبة عبر صفحته الرسمية على فيس بوك معلومات عن كسوة الكعبة المشرفة وقالت ان هذه الكسوة تُظهر جلال وجمال بيت الله الحرام. أول من كسا الكعبة وأشار الى ان عدنان الجدّ الأعلى لسيدنا رسول الله ﷺ صنع كسوةً جزئية للكعبة المشرفة من برودٍ يمانية، وأوصالٍ وثياب. بينما أول من كسا الكعبة كسوةً كاملة بالبرود اليمانية وجعل عليها بابًا وجعل له مفتاحا هو تُبّع اليماني من ملوك حمير باليمن، ثم كساها خلفاؤه من بعده بالجلود والقماش. أول من كسا الكعبة من النساء وأوضح الأزهر للفتوى أن أول امرأة تكسو الكعبة هي نتيلة بنت جناب إحدى زوجات عبد المطلب جدّ سيدنا رسول الله ﷺ، وأم العباس بن عبد المطلب. كسوة الكعبة في عهد سيدنا رسول الله ﷺ ونوه انه النبي صلى الله عليه وسلم لم يُردِ بعد فتح مكة أن ينزع عن الكعبة كسوةَ قريش حتى التقطت شرارةً من النار على إثر تبخير إحدى النساء لها. فاستبدل ﷺ كسوة قريش بكسوة جديدة من البرود اليمانية وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء، فكانت أول كسوة في عهد الإسلام. الكسوة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وتابع: جاء عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما فكسوها بالقباطي وهو ثوب دقيق الصنع مُحكم النسج رقيقٌ أبيض كان يصنع في مصر. ثم جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فكساها كسوتين كسوة بالبرود اليمانية وكان هذا في يوم التروية، وكسوة فوقها بالقباطي المصرية في اليوم السابع والعشرين من رمضان، فهو أول من كسا الكعبة كسوتين. سبب كسوة الكعبة باللون الأسود بين الأزهر ان الناس شكوا إلى الخليفة العباسي جعفر المتوكل ذهاب بهاء الكسوة من كثرة التمسح بها، وكانت تُصنع من الحرير الأحمر، فأمر أن يُصنع لها إزاران كل شهرين، ثم جاء بعده الخليفة الناصر العباسي فكساها باللون الأخضر، ثم باللون الأسود، واستقر المسلمون على ذلك. الكسوة المصرية للكعبة المشرفة ولفت الى انه في عهد الدولة العباسية كان الخلفاء يبحثون عن أمهر النُسّاج لصناعة كسوة الكعبة، ويقيمون لرحلتها إلى بلاد الحرمين احتفالاتٍ مهيبةً. وكانت مدينة «تنيس» التي تقع بالقرب من بحيرة المَنزلة في مصر تحوي أمهر النسّاج في ذلك الوقت، فأوكلوا لها نسج الكسوة، التي ظلت فيهم ستمائة عام. وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني أصبحت تسعُ قرى مصرية موقوفةً على صنع كسوة الكعبة المشرّفة. وكان المحملُ المصري في عهد المماليك يبدأ من سرادقَ في بركة الحاج «المرج حاليًا»، وكان يجتمع إليه العلماء والأمراء والوزراء وأهل الخير، وكان يحمل الكسوة جملٌ، عليه هودج، وحوله جمال وخيل وجند، وكانوا يدورون به في البلاد، ويستمرون على ذلك أيامًا، تقام فيها الاحتفالاتُ، ويتلى فيها القرآن والمدائح النبوية، حتى خروج المحمل مع بدء موسم الحج إلى مكة المكرمة عبر البحر. حكم الأخذ من الكسوة وأوضح الأزهر انه لا حرج في الاحتفاظ بقطعة من كسوة قديمة للكعبة من باب التبرّك والذكرى الحسنة، أما الأخذُ من الكسوة المتصلة بالكعبة فيُعدّ من التخريب الذي نهى عنه الشرع. تغيير كسوة الكعبة ومن الجدير بالذكر ان الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية قامت مساء أمس، الأربعاء، بتغيير كسوة الكعبة المشرفة، مع مطلع العام الهجري الجديد 1447هـ، وذلك كما جرت العادة السنوية، في إرث متواصل من العناية يمتد لـ 100 عام. وقد جرى تغيير الكسوة، من خلال فريق عمل من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يبلغ عدده 154 من الكوادر الوطنية، وموزعين على جوانب وسطح الكعبة المشرفة حسب الاختصاص، حيث بدأ الفريق بتفكيك الكسوة القديمة وتركيب الجديدة، ثم تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها. ويبلغ وزن الكسوة الجديدة 1415 كيلوجرامًا، وارتفاعها 14 مترًا، وتتكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، وتتضمن نحو 825 كيلوجرامًا من الحرير الخام الذي صُبغ داخل المجمع باللون الأسود، و 120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة الخالصة و410 كيلوجرامات من القطن الخام. وتشتمل الكسوة على 47 طاقة من الحرير الأسود المنقوش تغطي كامل الكعبة المشرفة، يثبت عليها 16 قطعة من الحزام المثبت أعلى الكسوة، و7 قطع من الزخارف تحت الحزام، و5 قطع لستارة باب الكعبة، و17 من القناديل، بالإضافة إلى اثنين من الزخارف الجانبية، واثنين من الكينارات، و4 صمديات، وقطعة واحدة تمثل زخرفة الميزاب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store