logo
بين صقور تل أبيب وعباءة طهران: تفوق استخباراتي إسرائيلي وانكشاف العجز الإيراني

بين صقور تل أبيب وعباءة طهران: تفوق استخباراتي إسرائيلي وانكشاف العجز الإيراني

اليمن الآنمنذ 8 ساعات

تقرير/ بشرى العامري:
شهدت المنطقة في الأسابيع الماضية تطورات صادمة قلبت كثيراً من الحسابات، ليس فقط على صعيد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، وإنما في عمق المعركة الأخطر وهي الحرب الاستخباراتية.
فقد بدا واضحاً أن تل أبيب لا تحارب فقط بالطائرات والصواريخ، بل بشبكة استخباراتية دقيقة نجحت في التوغل إلى قلب العمق الإيراني، وإلى رقاب قادته، وهذه ركيزة أساسية في تفوق الكيان الإسرائيلي على إيران.
ففي عملية غير مسبوقة، تمكّنت إسرائيل من اغتيال رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد كاظمي ونائبه حسن محقق داخل العاصمة طهران مساء أمس الأحد، في ضربة مركزة وموثقة كشفت عن اختراق بالغ الخطورة للدوائر الأمنية العليا في النظام الإيراني.
هذه العملية ليست الأولى، فقد سبقها عشرات الاغتيالات الدقيقة داخل إيران، من أبرزها اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عام 2020، الذي تم تنفيذها بمزيج من التكنولوجيا والعمل الميداني.
وقبل طهران، كانت بيروت شاهدة على تآكل القبضة الأمنية لحزب الله، الحليف الأقرب لطهران، حين سُجّلت عمليات تجسّس واختراق داخل بيئته التنظيمية، ما أحرج الحزب وأربك صفوفه، كما لا يُنسى ما كشفته إسرائيل قبل سنوات عن إحباط مخططات إيرانية كانت قيد التنفيذ على الأراضي اللبنانية.
وحتى في العراق وسوريا واليمن، لم يكن اختراق إسرائيل هدفاً، بل كانت تلك الساحات ساحة لعب مفتوحة لإيران، تدمر وتعيد ترتيب الخرائط، بينما عجزت عن المسّ بالكيان الإسرائيلي من الداخل.
وهنا يبرز التساؤل الحاسم، هل يستطيع نظام عاجز عن حماية رؤوسه في طهران أن يدّعي القدرة على هزيمة إسرائيل؟
وهل من المستبعد أن تكون الصفوف الأولى في جماعة الحوثي نفسها مخترقة، بعد أن أصبحت الجماعة أحد أذرع طهران التي باتت تتلقى الأوامر وتنفذها دون إدراك ربما لحجم الحفرة التي تندفع نحوها؟
في المقابل، فإن إيران التي رفعت لعقود شعارات 'الموت لأمريكا' و'الموت لإسرائيل'، لم تُثبت فعليًا أي قدرة على ترجمة هذه الشعارات إلى نتائج ميدانية.
وعندما حانت أول مواجهة حقيقية ومباشرة مع إسرائيل، ظهرت كل عيوبها: صواريخ لا تصيب أهدافاً حيوية، قيادة أمنية تتساقط بسهولة، ودعاية جوفاء لا توازي الواقع العسكري.
لقد تميزت إيران على مدى سنوات في إدارة حروب الوكالة، وفي تفكيك الدول العربية من الداخل، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مستفيدة من هشاشة الأنظمة وتضارب المصالح الإقليمية، لكنها في المواجهة المباشرة مع كيان مستقر وذي جهاز استخبارات عالي الكفاءة، فقدت توازنها وكُشف ظهرها.
وفي ظل هذا الانكشاف المروّع، بات من المشروع أن يتساءل المراقبون: هل يوجد فرع غير معلن للموساد داخل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني؟ أو لعلّ بعض دوائر مكتب المرشد الأعلى ذاته تعمل – بقصد أو دون قصد – لصالح العدو؟!
فما جرى من اختراقات، لا يمكن تبريره فقط بالاختراق الإلكتروني أو التتبع الجوي، بل يشير إلى تغلغل استخباراتي في قلب المؤسسة الأمنية الإيرانية، لدرجة تثير الريبة في مدى التواطؤ أو الغفلة العميقة داخل مراكز القرار.
نحو خمسين عاماً وإيران تبني خلاياها الأمنية في العواصم العربية، من بيروت إلى بغداد، ومن دمشق إلى صنعاء، دون أن تلتفت إلى أن الثغرة الأخطر كانت في عقر دارها.
لقد أحسنت تدمير الأوطان العربية، لكنها أهملت حماية بيتها الداخلي، حتى أصبحت أشبه بـ'دولة كرتونية' تنهار من الداخل، رغم طبول القوة التي تقرعها على الدوام.
السقوط الذي طالما هددت به خصومها، يبدو أنه يقترب منها الآن، بوتيرة أسرع مما كانت تتوقع.
وخلاصة القول أن الحرب الاستخباراتية التي ظلت طهران تتفاخر بها لسنوات، قد وصلت اليوم إلى لحظة الحقيقة، وباتت الكفة تميل بوضوح نحو تفوق إسرائيلي ليس فقط في جمع المعلومات، بل في اختراق المنظومات وتنفيذ العمليات الدقيقة، بينما لا تزال إيران تراهن على الضجيج أكثر من الفعل، وعلى الشعارات أكثر من القدرة.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن على وكلاء طهران، من الحوثيين إلى حزب الله، أن يعيدوا حساباتهم، لأن ما بدا سابقًا تماسكًا، قد لا يكون سوى غطاء هش لا يصمد أمام ضربة دقيقة واحدة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صنعاء.. تصادم مروّع يحصد أرواح شابين ويصيب ثالثاً بجروح حرجة في مناخة
صنعاء.. تصادم مروّع يحصد أرواح شابين ويصيب ثالثاً بجروح حرجة في مناخة

اليمن الآن

timeمنذ 14 دقائق

  • اليمن الآن

صنعاء.. تصادم مروّع يحصد أرواح شابين ويصيب ثالثاً بجروح حرجة في مناخة

لقي شابان مصرعهما وأُصيب ثالث بجروح بليغة، مساء أمس، في حادث سير مروّع شهدته مديرية مناخة بمحافظة صنعاء، إثر تصادم عنيف بين دراجة نارية كانت تقل ثلاثة أشخاص وشاحنة نقل ثقيل من نوع 'دينّا'. ووفقًا لمصادر محلية، فقد وقع الحادث على الطريق العام الرابط بين محافظتي الحديدة وصنعاء، نتيجة السرعة الزائدة والقيادة المتهورة لسائق الدراجة، ما أدى إلى فقدانه السيطرة واصطدامه بالشاحنة القادمة في الاتجاه المقابل. وأضافت المصادر أن سائق الدراجة وأحد مرافقيه فارقا الحياة في موقع الحادث، بينما أُسعف الراكب الثالث إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث تم إدخاله على الفور إلى قسم العناية المركزة. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 48 ساعة على وقوع حادث مشابه في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، أودى بحياة شخصين بعد اصطدام دراجتهما النارية بشاحنة نقل. تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الحوادث المرتبطة بالدراجات النارية آخذة في التصاعد في عدد من المناطق، وسط مطالبات بتشديد إجراءات السلامة المرورية وتكثيف حملات التوعية للسائقين، لا سيما فئة الشباب.

طارق صالح يكشف أسرارًا جديدة حول قضية الولاية والإمامة
طارق صالح يكشف أسرارًا جديدة حول قضية الولاية والإمامة

اليمن الآن

timeمنذ 14 دقائق

  • اليمن الآن

طارق صالح يكشف أسرارًا جديدة حول قضية الولاية والإمامة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، طارق صالح، اليوم السبت، أن الولاء لله والانتماء للوطن والاحتماء بقيم الجمهورية والاحتكام إلى الدستور والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية هو الهدف والغاية في مواجهة كل الأفكار الضلالية والرجعية التي تهدد استقرار اليمن. وأضاف العميد طارق صالح في تصريح رسمي، أن الولاية والإمامة وأفكار الهيمنة الطائفية الأخرى ليست سوى مفاهيم تاريخية كانت وما زالت سببًا للصراعات والانقسامات، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار تحولت اليوم إلى قنابل طائفية مزقت النسيج الاجتماعي في العديد من الدول التي استهدفها الحرس الثوري الإيراني عبر مليشياته. وشدد صالح على أن المشروع الوطني الجامع الذي يرتكز على قيم الجمهورية والمواطنة المتساوية هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات الفكرية والمذهبية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة. الجمهوريه الحرس الثوري طارق صالح شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق فرحة عارمة بالمملكة: مكرمة ملكية جديدة لعام 1446 تزف بشرى سارة للمواطنين!

منعطف خطير.. وزير الدفاع الإسرائيلي: "الإيرانيون الجبناء يطلقون النار على المدنيين.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبًا"
منعطف خطير.. وزير الدفاع الإسرائيلي: "الإيرانيون الجبناء يطلقون النار على المدنيين.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبًا"

اليمن الآن

timeمنذ 14 دقائق

  • اليمن الآن

منعطف خطير.. وزير الدفاع الإسرائيلي: "الإيرانيون الجبناء يطلقون النار على المدنيين.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبًا"

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: دصعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من حدة تهديداته ضد إيران، في أعقاب الهجمات الصاروخية التي نُفذت مؤخرًا ضد أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية، واتُهمت طهران بالوقوف خلفها مباشرة. وفي تصريح مثير للجدل نشره كاتس عبر حسابه الرسمي، قال:"الإيرانيون الجبناء يطلقون النار على المدنيين، وسكان طهران سيدفعون الثمن، وقريبًا." ويأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه وتيرة الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران، بعد موجة من الهجمات المتبادلة التي طالت منشآت عسكرية واقتصادية على الجانبين، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة. وكانت إسرائيل قد أعلنت خلال الأيام الماضية أنها نفذت ضربات دقيقة استهدفت أكثر من 700 هدف عسكري داخل إيران، شملت مواقع مرتبطة ببرنامجها النووي، ومخازن للصواريخ والطائرات المسيّرة، في حين اتهمت إيران تل أبيب بالوقوف وراء سلسلة من الانفجارات في منشآت حساسة، وتعهدت بالرد في الوقت المناسب. ويُعد تهديد كاتس المباشر لسكان طهران سابقة في الخطاب الإسرائيلي، ويعكس نبرة تصعيد غير مسبوقة قد تمهد لمزيد من الضربات أو لمرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين الطرفين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store