
النجمة والأنصار يعيدان الحياة إلى مدينة كميل شمعون الرياضية
في حدث رياضي يحمل أبعادًا وطنية ورمزية، تحتضن مدينة كميل شمعون الرياضية يوم الجمعة مباراة ديربي كرة القدم اللبنانية بين النجمة والأنصار، بحضور رئيس الحكومة القاضي نواف سلام وبرعاية رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، إيذانًا بعودة هذا الصرح الرياضي إلى الحياة بعد ست سنوات من الإقفال.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي حاشد عقدته وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان في قاعة كبار الزوار داخل المدينة، بمشاركة رسميين وإعلاميين وممثلين عن الأندية والاتحادات الرياضية.
وزيرة الشباب والرياضة اللبنانية في حديثها للزميلة فاتن أبي فرج (الشرق الأوسط)
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أكدت وزيرة الشباب والرياضة اللبنانية الدكتورة نورا بايراقداريان أن إعادة افتتاح مدينة كميل شمعون الرياضية لا تمثل فقط إنجازًا في المجال الرياضي، بل هي انعكاس لبداية صفحة جديدة في تاريخ لبنان، بدأت مع انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، واستُكملت برؤية دولة الرئيس القاضي نواف سلام، وهي رؤية تنطلق من أسس واضحة تقوم على الإصلاح والبناء المؤسساتي.
وأضافت الوزيرة أن هذه العودة تشكل جزءًا من الأهداف الوطنية التي وضعتها الحكومة اللبنانية، والتي شاركت وزارة الشباب والرياضة في تحقيقها من خلال جهود حثيثة وظروف دقيقة، مؤكدة أن افتتاح المدينة سيُتوّج بمباراة يوم الجمعة بين فريقي النجمة والأنصار، برعاية رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة، وهو ما يشكل محطة رمزية في مسار النهوض الرياضي.
تأسست المدينة عام 1957، ثم أعيد بناؤها في العام 1997 (الشرق الأوسط)
وأشارت إلى أن هذه المباراة ستكون الخطوة الأولى ضمن رؤية أوسع تعتمد على ما أسمته بـ«ديبلوماسية الرياضة»، والتي تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون والتبادل الرياضي مع الدول العربية الشقيقة. وأعربت عن فخرها بأن يشهد لبنان تنظيم أنشطة رياضية من هذا النوع، مؤكدة أن هذا المسار يشكّل أولوية للوزارة في المرحلة المقبلة.
وفيما يخص مستقبل مدينة كميل شمعون الرياضية، أوضحت بايراقداريان أن الوزارة وجّهت دعوة إلى مستشار فرنسي متخصص للاستفادة من خبراته الفنية والتقنية بهدف وضع تصور شامل لتطوير المدينة، لكن لا يوجد حتى الآن تاريخ محدد لوصوله، إذ لا تزال الوزارة بانتظار الرد الرسمي من الجانب الفرنسي.
️ | الدكتورة نورا بايراقداريان وزيرة الشباب والرياضة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط»:- عودة الحياة للمدينة الرياضية، هي تعبير عن الصفحة الجديدة في لبنان مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.- نسعى لتنظيم أنشطة رياضية مع الدول العربية الصديقة. #صحيفة_الشرق_الأوسط pic.twitter.com/dyREwE9m7P
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) May 21, 2025
وقالت وزيرة الشباب والرياضة "هكذا تعرضت مدينة كميل شمعون الرياضية لإهمال كبير، ولا مبالاة، حتى أن البعض لم يؤمن أنها يمكن أن تعود الى الحياة في وقت قريب، لكنها اليوم باتت جاهزة لاستقبال أول مباراة، وستكون عصر يوم الجمعة 23 أيار الجاري، في تمام الساعة 4.45، في لقاء افتتاحيّ بين ناديي النجمة والأنصار ضمن بطولة لبنان، يرعاه فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ويحضره رئيس الحكومة القاضي نوّاف سلام، علماً أن قاعة كرة السلة باتت جاهزة لاستقبال المباريات أيضاً".
أما بالنسبة للمرافق الرياضية الأخرى، والتي وصفتها بـ«المدن الرياضية»، فقد كشفت الوزيرة عن سلسلة مشاريع قيد التحضير، من بينها تطوير منشأة مرجبيل الرياضية لتصبح منصة تجمع اللبنانيين المغتربين والمقيمين من خلال أنشطة رياضية وثقافية.
كما أشارت إلى وجود تواصل مع فريق أوروبي من أجل دراسة إمكانية إعادة تأهيل ملعب طرابلس، لكنها أوضحت أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية، وحين تتوفر الظروف الملائمة، سيتم العمل على تطوير سائر المنشآت تدريجيًا وبحسب الإمكانيات.
️ | الدكتور ناجي حمود، المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»:- العائق الوحيد المتبقي حالياً أمام استضافة المباريات الدولية على ملعب كميل شمعون هو غياب الإضاءة المطابقة للمواصفات العالمية التي تقدر تكلفتها بنحو 400 ألف دولار. pic.twitter.com/7Si77AsKe8
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) May 21, 2025
بدوره، قال المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية الدكتور ناجي حمود، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن مدينة كميل شمعون الرياضية أصبحت مهيأة لاستضافة المباريات المحلية بعد انتهاء المرحلة الأولى من أعمال الصيانة، إلا أن العائق الوحيد المتبقي حالياً أمام استضافة المباريات الدولية يتمثل في غياب الإضاءة المطابقة للمواصفات العالمية.
وأوضح حمود أن كلفة تأهيل نظام الإضاءة تقدر بنحو 400 ألف دولار، وهي خطوة ضرورية لتأمين الجهوزية الكاملة لاستقبال المباريات الرسمية الدولية. وأضاف أن أعمال الصيانة التي نُفذت شملت أرضية الملعب بشكل كامل، إلى جانب غرف الملابس، مقاعد اللاعبين، النفق المؤدي إلى أرض الملعب، إضافة إلى شبكتي الكهرباء والمياه وكافة العناصر الأساسية المطلوبة لأي مباراة رسمية.
تتأهب المدينة الرياضية للافتتاح الرسمي من جديد (الشرق الأوسط)
وأشار إلى أن المؤسسة العامة للمنشآت قامت بهذه الأعمال بجهود لبنانية بحتة ومن خلال إمكانيات مالية محدودة، مؤكدًا أن ما تحقق في الفترة الأخيرة هو ثمرة لإيمان عميق بأن المرفق العام يجب أن يُدار بعقلية الخدمة الوطنية، لا بعقلية الإدارة الروتينية أو المصالح.
وختم حمود بالإشارة إلى أن عملية إعادة التأهيل تمت خلال فترة قصيرة نسبيًا، وتُعد نموذجًا على ما يمكن تحقيقه حين تتوفر الإرادة الصادقة والتعاون بين المؤسسات.
يُعد افتتاح مدينة كميل شمعون الرياضية محطة مفصلية في مسار استعادة لبنان لدوره الرياضي الوطني، إذ تعود هذه المنشأة العريقة لتمنح اللبنانيين مجددًا مساحة جامعة تجسّد الروح الرياضية والوحدة الوطنية. تأسست المدينة عام 1957، ثم أعيد بناؤها في العام 1997 لتكون رمزًا للنهوض بعد الحرب، ومنذ ذلك الحين باتت معلمًا رياضيًا بارزًا في قلب العاصمة بيروت.
تتّسع المدينة لحوالي 49 ألف متفرج (الشرق الأوسط)
تتّسع المدينة لحوالي 49 ألف متفرج، ما يجعلها الأكبر في لبنان، وقد احتضنت على مدى العقود الماضية أبرز المحطات الرياضية في تاريخ البلاد، من بينها دورة الألعاب العربية عام 1997، والافتتاح الرسمي لبطولة كأس آسيا عام 2000. واليوم، ومع إعادة تشغيلها بعد سنوات من التوقف، تؤكد المدينة أن الرياضة ستبقى دائمًا جسرًا للعبور نحو الأمل، مهما اشتدت الأزمات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
استشاري لـ «عكاظ»: حضور الأطفال للملاعب عزّز الانتماء
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} أكد استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف لـ«عكاظ»، أن هناك أبعاداً اجتماعية ونفسية تترتب على حضور الأطفال مع والديهم للملاعب ومشاركتهم الكبار في التشجيع ومتابعة المباراة، تُعزز في دواخلهم الانتماء للنادي وحب الرياضة منذ الصغر، مبيناً أن فرحة الفوز لا تتوقف على الكبار بل تمتد إلى هؤلاء الصغار الذين يحرصون على الحضور، إذ نشاهد العديد من صور الأطفال التي تصطادها كاميرات الملاعب وهم يعبّرون بكل براءة عن فرحتهم بالفوز أو حسرتهم من الخسارة. وقال إن فرحة الأطفال الاتحاديين أصبحت كبيرة بعد تتويج الفريق بدوري روشن، فالأطفال يجدون كل السعادة عندما يلامسون فرحة الفوز، والمباريات الأخيرة للاتحاد التي انتصر فيها بشق الأنفس وفي الدقائق القاتلة كانت بالنسبة للأطفال سعادة لا يمكن وصفها، لكونهم خرجوا من الملعب والفرحة تعلو محياهم، وهذا يكرس في دواخلهم التعلق برياضة كرة القدم أكثر وأكثر. وأضاف: «اهتم الاتحاد الدولي لكرة القدم والجهات الرياضية الأخرى في جميع دول العالم بالطفولة، وأعطوا هذا الجانب أهمية خاصة وكبيرة، فأصبح وجود الأطفال داخل الملاعب وخروجهم برفقة اللاعبين مشهداً يكرس أهمية الاهتمام بالطفولة وتشجيعهم أيضاً على ممارسة الرياضة، فعندما يجد الأطفال هذا الاهتمام الرياضي منذ الصغر يصبح انتماؤهم للرياضة كبيراً». وختم الدكتور الشريف حديثه بقوله: «يقولون دائماً «ابن الوز عوام»، وهذا ما انعكس على معظم اللاعبين الكبار الذين اهتموا بأبنائهم وغرسوا حب الرياضة في دواخلهم، وبدأ هذا الحب بالتشجيع الرياضي وامتد إلى ممارسة كرة القدم، فمعظم أبناء اللاعبين سلكوا طريق آبائهم وانتسبوا للأكاديميات الرياضية والأندية، فأصبحوا لاعبين على نهج آبائهم، ومن هؤلاء ريفالدينيو ابن ريفالدو، وجورج ايسثام ابن ايسثام، واليكس ايريمنيكو الذي يحمل نفس اسم والده اليكس ايريمنيكو، وادوير جوديهانسون ابن ارنور جوديهانسون، وغيرهم، والطريف في الأمر أن هؤلاء الأبناء لعبوا ضد آبائهم في مباريات عديدة وكانوا محل إعجاب الجميع». أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 11 ساعات
- الشرق السعودية
الكشف عن جوائز مالية قياسية لكأس العرب 2025
أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب 2025 في قطر عن جوائز مالية قياسية مخصصة للبطولة، ستتجاوز 36.5 مليون دولار. ولم يوضح بيان اللجنة قيمة الجائزة المالية التي سيحصل عليها المنتخب المتوج باللقب. وبلغ مجموع الجوائز المالية في النسخة السابقة في 2021 نحو 25.5 مليون دولار، منها 5 ملايين دولار للمنتخب المتوج باللقب. وقال الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، وزير الرياضة والشباب القطري ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، إن هذا الإعلان يرسخ مكانة كأس العرب. وأضاف وزير الرياضة القطري: "تخصيص هذا الرقم القياسي لجوائز البطولة المرتقبة، يؤكد التزامنا الثابت بالارتقاء برياضة كرة القدم والقيم الإيجابية التي تروج لها والتي تعزز مشاعر الوحدة والانتماء، وتوفر فرصاً واعدة للنهوض بالأفراد والمجتمعات". وتابع: "يسرنا استضافة كأس العرب 2025، التي توفر منصة للاحتفاء بكرة القدم العربية، ومنبراً للتضامن بين شعوب المنطقة، ومصدر إلهام للمواهب الشابة". وتستضيف الدوحة قرعة التصفيات المؤهلة للبطولة يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع قرعة كأس العالم تحت 17 عاماً. وتقام البطولة في الفترة من 1 وحتى 18 ديسمبر المقبل. وكانت الجزائر توجت باللقب في النسخة الماضية التي أقيمت في 2021.


الرياض
منذ 12 ساعات
- الرياض
الاتحاد بطل الدوري الأصعب
عاد نادي الوطن عميد الأندية السعودية صاحب الإنجازات والبطولات فريق الاتحاد ليتربع من جديد على عرش كرة القدم السعودية محتلاً موقعه الطبيعي في القمة حيث أحرز الاتحاد أقوى بطولات المنافسات الرياضية السعودية وهي بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين أقوى دوري عربي قبل انتهاء منافسات الدوري بجولتين وهي سابقة اتحادية جديدة ولأول مرة يحققها النمور في تاريخ تحقيقهم لبطولات الدوري حيث حقق لقب الدوري في الموسم قبل الماضي قبل انتهاء المنافسات بجولة. ولم يطل غياب نمور نادي الوطن المونديالية كثيراً عن منصات التتويج بل عاد بقوة حيث غاب الموسم الماضي عن تحقيق الإنجازات وتعد كبوة جواد حيث إن آخر بطولة حققها الاتحاد للدوري في موسم 2022- 2023 وغاب الموسم الماضي ليعود قوياً هذا الموسم ومنذ البداية ظهرت شخصية البطل في أداء الاتحاد وداخل المستطيل الأخضر كان يقدم عروضاً قوية وأداءً متميزاً حاصداً النقاط وشكّل منذ البداية قوة تنافسية كبيرة مع شقيقه زعيم نصف الأرض الزعيم العالمي الملكي الحقيقي وصيف أندية العالم الهلال الذي غاب هذا الموسم عن تحقيق أي منجز محلي أو خارجي واكتفى بتحقيق بطولة السوبر في بداية الموسم الرياضي السعودي. ودائماً يكون التنافس الاتحادي الهلالي في أي موسم كروي بمثابة مؤشر مهم لقراءة قوة المنافسات الكروية من عدمها، فبالرغم من البداية القوية والمعتادة من الهلال وتصدره المبكر للدوري إلا أن الاتحاد وبتشكيلته القوية هذا الموسم وما يضمه من نجوم في صفوفه بقيادة قائده الفرنسي كريم بنزيما الذي عاد هذا الموسم بقوة لمستواه المعهود وكان أحد أهم الأسباب وواحد من أقوى مفاتيح تحقيق اللقب الكبير حيث قدم مستويات وأدواراً كبيرة داخل المستطيل الأخضر برفقة بقية اللاعبين جميعاً فالكل كان في الموعد وخصوصاً عملاق كالحراسة الاتحادية حامي عرين النمور الاتحادية الحارس رايكوفيتش الذي كان بمثابة صمام الأمان للخطوط الخلفية في الاتحاد وتسبب بيقظته العالية في الحفاظ على شباك الاتحاد نظيفة في الكثير من المباريات. ولا ننسى النجم الأول في هذا الإنجاز وهو الجمهور الاتحادي الذي كان اللاعب رقم واحد والداعم الكبير للاتحاد في جميع الملاعب السعودية حيث لا يتخلف عن دعم ناديه والوقوف خلف فريقه ولا يقتصر حضور الجماهير الاتحادية على ملعب بعينه أو في معقل النمور في جدة بل أيضاً في جميع المناطق وأكبر دليل في ليلة حسم اللقب في مباراة الرائد في بريدة شاهدنا جميعاً الحشود الجماهيرية الكبيرة في الملعب والتي أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أن الاتحاد هو النادي الأكثر شعبية وجماهيرية ليس في المملكة فقط بل وفي جميع الأقطار العربية وخير دليل الاحتفالات التي عمت الكثير من المدن والعواصم العربية جميعها نزلت تعبر عن الفرحة والابتهاج بتحقيق لقب الدوري وإن شاء الله تتواصل الانتصارات الاتحادية وتحقيق أغلى الألقاب كأس الملك أمام القادسية ليكتمل عقد البطولات المحلية، ألف مبروك لجميع الاتحاديين تحقيق لقب الدوري وأن تتواصل الأفراح الاتحادية.